تويت
(1)
فجرٌ وليد يداعبه بأنامله الساجية..ليصطف في منظومة النجوى ..وليتعطر بنفحات البَرا..ناثرا جُمان الوصال..عند هذا وحسب..يشعر أنه فوق بساط الريح..
يرفع رأسه المبيض القذال..ليرسل عينيه عبر النافذة لتلك المياسين الوالهة..يخالها تجود بعبرات من لُجين..يخطو بتؤدة إلى مكتبه الأثير..يخربش بقلمه الرصاص..
"شلل..شلل"
(2)
الهاتف ينشج..وهو ينهب الطريق في سيارته ..صوت أخته لهيفا..
"ما عدت أطيقه يا مصطفى..أدركني أرجوك.."
"صبرا يا أختاه..طفلاك.."
تلوذ بالوجوم..
ويتمتم في أعماقه
"شلل..شلل"
(3)
يعود لداره..ليراها في ركن خرس عذب صداحه..يربت على كتفها..
"كفاكِ حزننا..ابنتنا الآن في أحضان حور العين"
تنهمر دموعها..يرمقها بمقلة ذبيحة..سنة كاملة وقروح ثكلها لم تُبلسمها السلوى..حتى تسربلت بجلباب الاكتئاب قالية للنبضات..
وهو يراها تذوي في دهاليز الترح..
(4)
أوراقه المخضلة مبعثرة حوله..تندب كونها بشنشنة ضور..
يبسط إحداها:
"سيدي الكريم..حتامَ تضرب أشجار الجحود جذورها في أرضنا ؟!
سيدي الكريم..ربيتهم وعُلتهم..وأخمدت جذوة الربيع في ركابهم..ليلفظوني في خريفي كهلا وحيدا قابعا في دار المسنين"
يبصق بثبور..
(5)
أرض تحتضر..أرزٌ عابل..فرات يهلوس بأبجديات الأوام..أبناء التراب في تناجز ..ورغاب لا ترتوي من النجيع.. يضع رأسه في حجره..يردد أغنيات التهيام...
يرفع رأسه..ها هي الشمس تسخو بسنائها من بين السحاب..يبسم منتظرا..ويردد
"أمل..أمل"
تعليق