بسم الله إنني شاب أبلغ من العمر (37) متزوج ولي ابنتان صغيرتان ، إلا أنني وللآسف أعيش في صراع في حياتي الزوجية ، ومهما قلت فالكلام أصغر من الواقع... فأنا إنسان حالم ورومانسي وزوجتي لا تفهم هذه التطلعات وكل هذه الأمور تجاوزت عنها ، ولكن أن يستفحل الأمر ويصل إلي أنني فقدت معها كل حنين وكل أسرار العلاقة الدافئة ولم تعد تحرك في نفسي أي إثارة أو انجذاب عاطفي ونسيت زوجتي إنها متزوجة وإن عليها واجب الاعتناء بمظهرها وأناقتها حتى من أجلي على أقل التقدير بل وصل الأمر إلى أنه زاد وزنها الأمر الذي جعلني أشعر معها بالتقزز والخوف و أحسست أنني حائر خاصة بعد أن أجد نفسي التصرف كالمراهق خاصة وأنني والحمد لله أتمتع بجمال وحيوية ، بل إنني أتعرض لغزل البنات والتحرش بي في بعض الأحيان ، من جهة أخرى فقد حاولت أن ألفت نظرها وأوجهها إلي ضرورة الاعتناء بمظهرها و تغيير نمط حياتها وأنها بذلك قد تجعلني أمام خيار وقرار خطير قد تدفع الابنتان الثمن الباهظ له ، إلا أن أنني لم أجد لصوتي أي صدى ولم أجد لمحاولاتي معها أي رد فعل سوى التجاهل التام والموت الزؤام ، وقد تصادف أن تعرفت على إنسانة فيها كل ما يتمناه الرجل في امرأة ثقافة وفكر ثاقب وإحساس بالمسئولية ووقع بيننا (الحب ) وتفهمت ظروفي ولم تكن مراوغة أبدا ، و أنا الآن أضع مشكلتي بين أيديكم ، لعلي أجد لديكم الحل ، وتقولوا لي ماذا أفعل ، فأنا في حيرة شديدة من أمري بين حياتي وأن أعيش حياتي بالشكل الطبيعي أو أن أنزلق وراء العلاقات المحرمة والمشبوهة وبين خوفي على بناتي من مشاكل الطلاق وما قد يكون سببا في ضياعهن ، آسف أن أطلت عليكم
رامي - مصر
الصديق رامي أهلاً بك ، أتفهم تماماً ما تعانيه وتشكو منه ، ولكن دعني أسألك هل عندما تزوجت من زوجتك كانت علي نفس الصفات هل كانت مقززة منفرة سيئة ، إلي آخر كل ما ذكرته بها من صفات ، أم أنها كانت الفتاة الجميلة الرقيقة الحلم ، مؤكد أنها لم تكن كذلك وإلا فما الذي دفعك للزواج منها ، ثانياً كم مرة حاولت معها لتغير م نفسها وتطور حياتها بالشكل الذي يسعدك ، وهل أنت طورت حياتك بشكل يسعدها ، هل تلبي لها كل طلباتها هل تعاملها ولا تنتقص من قدرها شيئا ً ، قبل أن تسال عن حقوقك أسال عن واجباتك أولاً واسأل عن حقوق الآخرين ، وخاصة زوجتك فهي أمانة عندك وعليك أن تتقي الله فيها كما أوصانا صلي الله عليه وسلم في حجة الوداع " اتقوا الله في النساء "، في حالة ما كنت مقصراً في حقها فيجب عليك أن تبدأ معها الآن مرحلة إصلاح لكل الأوضاع الخاطئة وعملية ترميم لعلاقتكما المتصدعة ، ولكن شرط ألا تيأس بسرعة ولتكن طويل الباع ، وإن كنت متأكدة انك وقد غرقت في الحب حتى أذنيك وشربت منه حتى الثمالة فلن أجد لكلامي السابق سوي التجاهل التام ، إذا فاسمعني الآن جيداً أخي العزيز ، أنت الآن في حالتك تلك ليس أمامك سوي حل من اثنين إما أن تحاول فتح قنوات التفاهم بينك وبين زوجتك بأي شكل لكي تسير الحياة بينكما بصورة طبيعية ، أو أن تتزوج من الأخرى وأنت مدرك تماماً تبعات خطوة كهذه قد تتسبب في طلاق زوجتك وتشريد بناتك في حال إصرار زوجتك علي الطلاق لإحساسها بالإهانة ، أما في حال استمرار الزواج الأول قائم رغم زواجك بأخرى فهنا عليك أن تفكر جيداً في كل الأعباء التي عليك أن تتحملها للإنفاق علي بيتين وأسرتين مع الوضع في الاعتبار أن حالة الحب المتوهج التي أنت عليها لن تدوم طويلاً وستفتر بعد قليل أو كثير وتبرد جذوته المستعرة الآن ولن يتبقى لك سوي اختيار العقل الذي عليك أن تحكمه الآن بما فيه الكفاية وتحدد تماماً ماذا تريد وتفكر في صالحك وصالح زوجتك وبناتك وصالح الأخرى أيضاً هل أنت قادر علي إسعاد الجميع واحتوائهن ، أم انك لم تفكر إلا فيما تريده فقط ، الإجابة متروكة لك وحدك أجب انت ثم قرر ماذا تريد ؟ بمعني أنك يجب عليك أن تفكر في مصلحة كل الأطراف الأخرى بنفس القدر الذي تفكر فيه في مصلحتك وفي ما تريده وتذكر قول الله تعالي في سورة النساء ) وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُوا فِي اليَتَامَى فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلاَّ تَعُولُوا (3) صدق الله العظيم
عواطــف عــبــد الحــميـــد /شبكة المحيط
تحياتي
تعليق