تويت
حكاية رواها بندر بن سلطان بن عبد العزيز واعادها رئيس وزراء اسرائيل ...
الصحافة الاسرائيلية :حكاية رواها بندر بن سلطان بن عبد العزيز واعادها رئيس وزراء اسرائيل ... عندما التقى اولمرت ورايس على فنجان قهوة... يديعوت - غاد ليئور
أول أمس ليلا، في ختام وليمة العشاء التي أقامها رئيس الوزراء لوزيرة الخارجية الامريكية، اقترحت كونداليزا رايس على ايهود اولمرت أن يشربا القهوة على انفراد في غرفة اخرى، بعيدا عن عيون المستشارين. "سآخذ الى هناك قهوتكِ ايضا"، عرض اولمرت بكياسة. وحمل الفنجانين وقاد وزيرة الخارجية الى غرفة العمل في مقره. وعلى مدى نحو ساعة تحدثا ثنائيا.
الموضوع الاساس للحديث كان الجهود الدولية لاعاقة التطوير النووي الايراني. ويتفق اولمرت ورايس تماما على ان على الولايات المتحدة واسرائيل أن تنسقا حتى آخر التفاصيل في كل ما يتعلق بالتهديد الايراني.
وزيرة الخارجية ليست متفائلة: برأيها، الجهود الدبلوماسية لن تنجح في منع الايرانيين من التسلح بالسلاح النووي. وتعتقد رايس بانه اذا توصل الرئيس جورج بوش الى استنتاج بان على امريكا أن تعمل بكل القوة حيال ايران، فانه سيفعل ذلك حتى وان كان الرأي العام الامريكي يرفض عملية كهذه في ضوء تورط الجيش الامريكية في العراق. ويجب الافتراض بان وزيرة الخارجية كررت امام اولمرت طلب بوش في أن تبقي اسرائيل حاليا معالجة التهديد الايراني لامريكيا واوروبا. وتقدر رايس بانه في حالة هجوم على ايران ستحظى اسرائيل بـ "مظلة" حماية جوية من جانب الولايات المتحدة.
في هذا السياق من المثير للاهتمام الانصات الى أقوال السفير الاسرائيلي في واشنطن داني ايالون الذي شارك في اللقاء. ايالون الذي ينهي مهام منصبه هذه الايام، يعتقد بانه لا ينبغي لاسرائيل التوقيع على حلف دفاعي مع الولايات المتحدة. "حلف كهذا سيقيد حرية عمل اسرائيل في الرد على التهديدات والهجمات ضدها. معاهدة دفاعية ستمس بالفرضية الاساس التي تقوم عليها السياسة الامنية الاسرائيلية: لن نطلب ابدا من الاجانب ان يحمونا".
وفكرت وزيرة الخارجية الامريكية بعقد اجتماع لمسؤولين من الدول العربية المعتدلة - مصر، السعودية، امارات الخليج والاردن - في مؤتمر اقليمي. والهدف: التلميح لايران بان العالم العربي لا يعتزم السماح لها بفرض الهيمنة عما يجري في المنطقة من خلال السلاح النووي ومنظمات الارهاب تحت رعايتها. واقترحت رايس على الزعماء العرب الذين التقت بهم اجراء مناورات عسكرية مشتركة مع الجيش الامريكي.
وعرضت رايس رئيس السلطة الفلسطينية كذخر ينبغي تطويره. "ليس لدينا أحد آخر في المحيط"، قالت لاولمرت. أما رئيس الوزراء فعاد ووعد باللقاء مع ابو مازن قريبا.
في أثناء وليمة العشاء حرصت رايس على عدم الكشف عن مضمون محادثاتها في السعودية. ومع ذلك فقد نجح رئيس الوزراء في أن يكتشف بان لديه قاسما مشتركا مفاجئا مع أحد كبار مسؤولي الاسرة المالكة السعودية. هذه المعلومة تبينت لاولمرت بعد أن روى لرايس انه شاهد في احدى الليالي الاخيرة فيلم وثائقي "معمعان المعركة" عن حياة بوب مكنيمارا، وزير الدفاع الامريكي الذي خدم الرئيسين كندي وجونسون في الاعزام 1961 - 1968. وأخذ رئيس الوزراء الانطباع بأن الفيلم يصف بشكل مشوق طريقة اتخاذ القرارات في البيت الابيض في اثناء ازمة الصواريخ مع كوبا وحرب فيتنام.
"مشوق"، لاحظت رايس، "انت حتى الان الشخص الثالث الذي يتحدث معي عن هذا الفيلم منذ وصولي الى المنطقة". وتدخل مساعد الوزيرة ديفيد وولش في الحديث قائلا: "اذكركِ اين سمعتِ هذا. الامير السعودي بندر تحدث معكِ عن الفيلم. فضحك الحضور.
لم تكن هذه المرة الوحيدة التي تمتلىء فيها الغرفة بالضحك: رئيس الوزراء قرر مفاجئة مستشاره السابق دوف فايسغلاس. فقد اتصل اولمرت بفايسغلاس وهنأه بعيد ميلاده الستين. وفي نهاية الحديث قال له: "يوجد هنا من يريد أن يتحدث معك" وكانت هذه اشارة لرايس التي تناولت السماعة واغدقت على فايسغلاس التمنيات الحارة.