وروي أنَّه
أَخبر أبنته أم كلثوم بأنه رأىفي المنام نبيُّ الرحمة
وهو يمسح الغبار عن وجهه ويقول: يا علي لا عليك، قضيت ما عليك
وقد بَلَغَ وليدُ الكعبةِ مِن العمر ثلاثاً وستين سنة عاشها سلام الله عليه منذ اللحظة الأولى هموم الرسالة وآلامَها جنبا إلى جنب مع أشرف خلق الله
و لمَّا دخل شهرُ رمضان سنة أربعين للهجرة كان
يفطر ُ ليلةً عند الحسن وليلةً عن الحسين وليلةً عند ابنتِه زينبَ الكبرى عليهم السلام
وفي الليلةِ التاسعة عشر كان إفطارُه في دار ابنتِه زينبَ الصغرى المكنَّاتْ بأُمِّ كُلثوم فقدَّمَت له إدامين في طَبقٍ واحد فيه قرصان من خبز الشعير ، وقُصعَةٍ فيها لبن … وجَريشُ ملح فقال لها .. بُنيَّة .. قد عَلِمتِ أنني متبِّعُ ما كان يصنعُ أخي وحبيبي
{ ما قُدِّمَ له إدامان في طبق واحد حتى قبضه الله إليه مُكَرّماً }
إرفعي أحدَهُما ..إعلمي يا ا بنتي
{ ما مِن عبدٍ طابَ مأكلُهُ ومشرَبُهُ في الدُّنيا الاّ وطالَ وقوفَهُ بين يدي الله عز وجل يوم القيامة} . فرفعَت ِاللبن بأمرٍ منه وأفطر بالخبز والملح. ثم حمِد الله وأثنى عليه‘ وكان
لا يزيد على ثلاثِ لُقم فقيل له في ليلةٍ ولمَ ذلك ؟
فقال
{ يأتيني أمرُ الله وأنا خميصٌ }
ثم قامَ إلىمُصَلاَّه ، فلم يَزل راكعاً وساجداً ومبتهلاً ومتضرعاً إلى الله تعالى،حتى انقضى وطرُ مِن الليل .. وكان بين الفينة والأخرى يخرج من الحجرة وينظرُ في السَّماء
ويقول: هي، هي والله … الليلة ..التي وعدَنيها حبيبي رسولَ الله
وهو يقول … اللهم بارك لنا في لقاءِك ..
ويُكثرُ من قول (لا حول ولا قوة إلا بالله ألعلي العظيم)
ثم صلَّى حتَّى ذهبَ بعضَ الليل ، و جلس للتعقيب، فنامت عَيناه وهو جالس، ثم انتبهَ من نومته مرعوباً، مضطرباً وهو يقول اللهم بارك لي في الموت ويُكثر من قول: (أنا لله وأنا إليه راجعون) ويُصلى على النبي وآله ويستغفر الله كثيرا ..
قالت أم كلثوم فلما رأيتَهُ في تلك الليلة قَلِقاً مُتَمَلمِلاً كثيرَ الذكر والاستغفار أرَقَّت ْ معهُ ليلتي … وقلتُ يا أبتاه ما لي أراك هذه الليلة لا تذوق طعمَ الرُّقاد ؟
قال: يا بنية إن أباكِ قتلَ الأبطال وخاض الأهوال‘ وما دخل الخوف له جوفاً، وما دخل في قلبي رعب … أكثر مما دخل في هذه الليلة من هيبةِ لقاء الله عزوجل ..
ثم قال : (أنا لله وأنا إليه راجعون)
ثم خرج يُقَلِّبُ طَرفَه في السماء وينظرُ في الكواكب وهو يقول:
والله ما كَذِبتْ ولا كُذِّبْتْ، وإنها الليلة التي وعِدْتُ بها
{ليلةُ ما أصبحت إلاّّ وقد غلبَ الغيُّ على أمرِ الرَّشادِ
والصلاحُ انخفضَت أعلامُهُ وَ غدَت تُرفعُ أعلامَ الفسادِ}
فقلت يا أبه ما لكَ تنعى نفسك ؟
قال: بُنيَّة قد قرُب الأجَل وانقطَع الأمَل
فبكيت أم كلثوم
فقال .. يا بنية لا تبكي فإني لم أقُل ذلك إلا بما عَهِدَ إليَّ النبي
ثم وضع رأسُه على الوسادة وطوى ساعةً ثم استيقظ من نومِه،
قال يا بنية إذا قَرُب الأذان فأعلميني فرجع إلى مصلاّه فما زال بين قائم وقاعد
وراكعٍ وساجد متضرعا إلى الله سبحانه وتعالى ‘
قالت أم كلثوم: فجعلت أرقُب الأذان فلما لاح الوقت أتيتُهُ ومعي إناء فيه ماء، فأسبغ الوضوء، فقام
ولبس ثيابه وفتح بابَه
ثم نزل إلى الدار وكانَ في الدار إوز قد أُهدِيَ إلى أخي الحسين
فلما نزلَ خرجن وراءه ورفرفن، وصحن في وجهه
فقال (عليه السلام): لا إله إلا الله
صَوائِحٌ تتبَعُها نوائِح ….. وفي غداة غد ٍ يَظهَرُ القضاء
فلما وصل إلى الباب فعالجَهُ ليفتَحه فتعلَّق الباب بمئزره فانحل مئزرُهُ حتى سقط فأخذه وشدَّه وهو يقول :
أُشدُدْ حَيازيمكَ للموت فإنَّ المــوتْ لاقيكا
ولا تجـزعْ مِنَ الموتِ إذا حـلَّ بواديكا
كما أضحككَ الدَّهرُ كذاكَ الدَّهر يُبكيكا
ثم قال
: اللهُم بارك لنا في الموت .. اللهم بارك لنا في لقائك
قالت أم كلثوم: وكنت أمشي خلفَهُ فلمَّا سمعتُهُ يقول ذلك
قلتُ: واغوثاه يا أبتاه أراك تنعى نفسَك منذُ الليلة
قال: يا بنية ما هو بنِعاء ولكنَّها دلالاتٌ وعلاماتٌ للموت يتبعُ بعضها بعضاً،
فامسكي عن الجواب، ثم فتح الباب وخرج مُتَّجِهاً نحو المسجد
وقد أنشأ (ع ) يقول :
خلّوا سبيل المؤمن المجا هِدِ في الله ذي الكتب وذي المشاهدِ
في الله لايُعبَدُ غيرُ الواحدِ ويُوقِضُ الناس َ إلى المساجِدِ


وقد بَلَغَ وليدُ الكعبةِ مِن العمر ثلاثاً وستين سنة عاشها سلام الله عليه منذ اللحظة الأولى هموم الرسالة وآلامَها جنبا إلى جنب مع أشرف خلق الله

و لمَّا دخل شهرُ رمضان سنة أربعين للهجرة كان

وفي الليلةِ التاسعة عشر كان إفطارُه في دار ابنتِه زينبَ الصغرى المكنَّاتْ بأُمِّ كُلثوم فقدَّمَت له إدامين في طَبقٍ واحد فيه قرصان من خبز الشعير ، وقُصعَةٍ فيها لبن … وجَريشُ ملح فقال لها .. بُنيَّة .. قد عَلِمتِ أنني متبِّعُ ما كان يصنعُ أخي وحبيبي

{ ما قُدِّمَ له إدامان في طبق واحد حتى قبضه الله إليه مُكَرّماً }
إرفعي أحدَهُما ..إعلمي يا ا بنتي
{ ما مِن عبدٍ طابَ مأكلُهُ ومشرَبُهُ في الدُّنيا الاّ وطالَ وقوفَهُ بين يدي الله عز وجل يوم القيامة} . فرفعَت ِاللبن بأمرٍ منه وأفطر بالخبز والملح. ثم حمِد الله وأثنى عليه‘ وكان

فقال

ثم قامَ إلىمُصَلاَّه ، فلم يَزل راكعاً وساجداً ومبتهلاً ومتضرعاً إلى الله تعالى،حتى انقضى وطرُ مِن الليل .. وكان بين الفينة والأخرى يخرج من الحجرة وينظرُ في السَّماء
ويقول: هي، هي والله … الليلة ..التي وعدَنيها حبيبي رسولَ الله

وهو يقول … اللهم بارك لنا في لقاءِك ..
ويُكثرُ من قول (لا حول ولا قوة إلا بالله ألعلي العظيم)
ثم صلَّى حتَّى ذهبَ بعضَ الليل ، و جلس للتعقيب، فنامت عَيناه وهو جالس، ثم انتبهَ من نومته مرعوباً، مضطرباً وهو يقول اللهم بارك لي في الموت ويُكثر من قول: (أنا لله وأنا إليه راجعون) ويُصلى على النبي وآله ويستغفر الله كثيرا ..
قالت أم كلثوم فلما رأيتَهُ في تلك الليلة قَلِقاً مُتَمَلمِلاً كثيرَ الذكر والاستغفار أرَقَّت ْ معهُ ليلتي … وقلتُ يا أبتاه ما لي أراك هذه الليلة لا تذوق طعمَ الرُّقاد ؟
قال: يا بنية إن أباكِ قتلَ الأبطال وخاض الأهوال‘ وما دخل الخوف له جوفاً، وما دخل في قلبي رعب … أكثر مما دخل في هذه الليلة من هيبةِ لقاء الله عزوجل ..
ثم قال : (أنا لله وأنا إليه راجعون)
ثم خرج يُقَلِّبُ طَرفَه في السماء وينظرُ في الكواكب وهو يقول:
والله ما كَذِبتْ ولا كُذِّبْتْ، وإنها الليلة التي وعِدْتُ بها
{ليلةُ ما أصبحت إلاّّ وقد غلبَ الغيُّ على أمرِ الرَّشادِ
والصلاحُ انخفضَت أعلامُهُ وَ غدَت تُرفعُ أعلامَ الفسادِ}
فقلت يا أبه ما لكَ تنعى نفسك ؟
قال: بُنيَّة قد قرُب الأجَل وانقطَع الأمَل
فبكيت أم كلثوم
فقال .. يا بنية لا تبكي فإني لم أقُل ذلك إلا بما عَهِدَ إليَّ النبي

ثم وضع رأسُه على الوسادة وطوى ساعةً ثم استيقظ من نومِه،
قال يا بنية إذا قَرُب الأذان فأعلميني فرجع إلى مصلاّه فما زال بين قائم وقاعد
وراكعٍ وساجد متضرعا إلى الله سبحانه وتعالى ‘
قالت أم كلثوم: فجعلت أرقُب الأذان فلما لاح الوقت أتيتُهُ ومعي إناء فيه ماء، فأسبغ الوضوء، فقام

ثم نزل إلى الدار وكانَ في الدار إوز قد أُهدِيَ إلى أخي الحسين

فقال (عليه السلام): لا إله إلا الله
صَوائِحٌ تتبَعُها نوائِح ….. وفي غداة غد ٍ يَظهَرُ القضاء
فلما وصل إلى الباب فعالجَهُ ليفتَحه فتعلَّق الباب بمئزره فانحل مئزرُهُ حتى سقط فأخذه وشدَّه وهو يقول :
أُشدُدْ حَيازيمكَ للموت فإنَّ المــوتْ لاقيكا
ولا تجـزعْ مِنَ الموتِ إذا حـلَّ بواديكا
كما أضحككَ الدَّهرُ كذاكَ الدَّهر يُبكيكا
ثم قال

قالت أم كلثوم: وكنت أمشي خلفَهُ فلمَّا سمعتُهُ يقول ذلك
قلتُ: واغوثاه يا أبتاه أراك تنعى نفسَك منذُ الليلة
قال: يا بنية ما هو بنِعاء ولكنَّها دلالاتٌ وعلاماتٌ للموت يتبعُ بعضها بعضاً،
فامسكي عن الجواب، ثم فتح الباب وخرج مُتَّجِهاً نحو المسجد
وقد أنشأ (ع ) يقول :
خلّوا سبيل المؤمن المجا هِدِ في الله ذي الكتب وذي المشاهدِ
في الله لايُعبَدُ غيرُ الواحدِ ويُوقِضُ الناس َ إلى المساجِدِ
تعليق