إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

حلقة(7) من نصب ابن تيمية:عنده أن خروج الحسين سبب مفسدة وشر عظيم ومخالفة للنبي(ص)

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #16
    لا بأس بهذه الإضافة عن ابن كثير - فالنواصب - يعجبها النقل عنه

    وهو جزء من موضوعنا الذي وضعنا رابطه بآخر المداخلة المتقدمة
    ــــــــــــــــــــــــــ
    قال ابن كثير في تاريخه ج8 / 200 - 203 عند نهاية مقتل الإمام الحسين صلوات الله عليه :
    http://al-eman.com/Islamlib/viewchp.asp?BID=251&CID=130
    و
    http://al-eman.com/Islamlib/viewchp.asp?BID=251&CID=131
    (ومما أنشده الحاكم أبو عبد الله النيسابورى وغيره لبعض المتقدمين فى مقتل الحسين :

    جاؤوا برأسك يا ابن بنت محمد * متزملا بدمائه تزميلا
    وكأنما بك يا ابن بنت محمد قتلوا جهارا عامدين رسولا
    قتلوك عطشانا ولم يتدبروا * فى قتلك القرآن والتنزيلا
    ويكبرون بأن قتلت وإنما * قتلوا بك التكبير والتهليلا



    قال الأمام أحمد : حدثنا عبد الصمد بن حسان ثنا عمارة يعنى ابن زاذان عن ثابت عن أنس قال أستأذن ملك القطر أن يأتى النبى ص فأذن له فقال لأم سلمة احفظى علينا الباب لا يدخل علينا أحد فجاء الحسين بن على فوثب حتى دخل فجعل يصعد على منكب النبى ص فقال الملك أتحبه قال نعم فقال إن امتك تقتله وإن شئت أريتك المكان الذى يقتل فيه قال فضرب بيده فأراه ترابا أحمر فأخذت أم سلمة ذلك التراب فصرته فى طرف ثوبها قال فكنا نسمع أنه يقتل بكربلاء .

    وقال الأمام أحمد : حدثنا وكيع حدثنى عبد الله بن سعيد عن أبيه عن عائشة وأم سلمة أن رسول الله ص قال لقد دخل على البيت ملك لم يدخل قبلها فقال لى إن ابنك هذا حسين مقتول وإن شئت أريتك الأرض التى يقتل بها قال فأخرج تربة حمراء .

    وقد روى هذا الحديث من غير وجه عن أم سلمة .
    ورواه الطبرانى عن أبى أمامة وفيه قصة أم سلمة .
    ورواه محمد بن سعد عن عائشة بنحو رواية أم سلمة ، فالله أعلم .

    وروى ذلك من حديث زينب بنت جحش ولبابة أم الفضل امرأة العباس وأرسله غير واحد من التابعين

    وقال أبو القاسم البغوى : حدثنا محمد بن هارون أبو بكر ثنا إبراهيم بن محمد الرقى وعلى بن الحسن الرازى قالا ثنا سعيد بن عبد الملك أبو واقد الحرانى ثنا عطاء بن مسلم ثنا أشعث بن سحيم عن أبيه قال سمعت أنس بن الحارث يقول سمعت رسول الله ص يقول إن ابنى يعنى الحسين يقتل بأرض يقال لها كربلاء فمن شهد منكم ذلك فلينصره .
    قال : فخرج أنس بن الحارث إلى كربلاء فقتل مع الحسين.
    قال : ولا أعلم رواه غيره .

    وقال الأمام أحمد : حدثنا محمد بن عبيد ثنا شراحيل بن مدرك عن عبد الله بن يحيى عن أبيه أنه سار مع على وكان صاحب مطهرته فلما جاؤا نينوى وهو منطلق إلى صفين فنادى على اصبر أبا عبد الله اصبر ابا عبد الله بشط الفرات قلت وماذا تريد قال دخلت على رسول الله ص ذات يوم وعيناه تفيضان فقلت ما أبكاك يا رسول الله قال بلى قام من عندى جبريل قبل فحدثنى أن الحسين يقتل بشط الفرات قال فقال هل لك أن أشمك من تربته قال فمد يده فقبض قبضة من تراب فأعطانيها فلم أملك عينى أن فاضتا .
    تفرد به أحمد .

    وروى محمد بن سعد عن على بن محمد عن يحيى بن زكريا عن رجل عن عامر الشعبى عن على مثله .

    وقد روى محمد بن سعد وغيره من غير وجه عن على بن أبى طالب أنه مر بكربلاء عند أشجار الحنظل وهو ذاهب إلى صفين فسأل عن أسمها فقيل كربلاء فقال كرب وبلاء فنزل فصلى عند شجرة هناك ثم قال يقتل ههنا شهداء هم خير الشهداء غير الصحابة يدخلون الجنة بغير حساب
    وأشار إلى مكان هناك فعلموه بشىء فقتل فيه الحسين .

    وقد روى عن كعب الأحبار آثار فى كربلاء .

    وقد حكى أبو الجناب الكلبى وغيره أن أهل كربلاء يلا زالون يسمعون نوح الجن على الحسين وهن يقلن :

    مسح الرسول جبينه * فله بريق فى الخدود
    أبواه من عليا قريش * جده خير الجدود


    وقد أجابهم بعض الناس فقال :

    خرجوا به وفدا إليه * فهم له شر الوفود
    قتلوا ابن بنت نبيهم * سكنوا به نار الخلود


    وروى ابن عساكر أن طائفة من الناس ذهبوا فى غزوة إلى بلاد الروم فوجدوا فى كنسية مكتوبا

    أترجو أمة قتلت حسينا * شفاعة جده يوم الحساب



    فسألوهم من كتب هذا ؟
    فقالوا : إن هذا مكتوب ههنا من قبل مبعث نبيكم بثلاثمائة سنة .

    وروى أن الذين قتلوه رجعوا فباتوا وهم يشربون الخمر والرأس معهم فبرز لهم قلم من حديد فرسم لهم فى الحائط بدم هذا البيت

    أترجو أمة قتلت حسينا * شفاعة جده يوم الحساب


    وقال الأمام أحمد : حدثنا عبد الرحمن وعفان ، ثنا حماد بن سلمة ، عن عمار بن أبى عمار ، عن ابن عباس ، قال : رأيت رسول الله ص فى المنام نصف النهار أشعث أغبر معه قارورة فيها دم !.
    فقلت : بأبى وأمى يا رسول الله ؛ ما هذا ؟!.
    قال : هذا دم الحسين وأصحابه ، لم أزل ألتقطه منذ اليوم .
    قال عمار : فأحصينا ذلك اليوم ، فوجدناه قد قتل فى ذلك اليوم .
    تفرد به أحمد ، وإسناده قوى .

    وقال ابن أبى الدنيا : حدثنا عبد الله بن محمد بن هانىء أبو عبد الرحمن النحوى ثنا مهدى ابن سليمان ثنا على بن زيد بن جدعان قال استيقظ ابن عباس من نومه فاسترجع وقال قتل الحسين والله فقال له أصحابه لم يا ابن عباس فقال رأيت رسول الله ص ومعه زجاجة من دم فقال أتعلم ما صنعت أمتى من بعدى قتلوا الحسين وهذا دمه ودم أصحابه أرفعهما إلى الله فكتب ذلك اليوم الذى قال فيه وتلك الساعة فما لبثوا إلا أربعة وعشرين يوما حتى جاءهم الخبر بالمدينة أنه قتل فى ذلك اليوم وتلك الساعة .

    وروى الترمذى عن أبى سعيد الأشج عن أبى خالد الأحمر ، عن رزين ، عن سلمى ، قالت : دخلت على أم سلمة وهى تبكى ، فقلت : ما يبكيك ؟!!.
    فقالت : رأيت رسول الله (ص) وعلى رأسه ولحيته التراب !! ، فقلت : ما لك يا رسول الله ؟!!.
    قال : شهدت قتل الحسين آنفا .

    وقال محمد بن سعد : أخبرنا محمد بن عبد الله الأنصارى ، أنبأنا قرة بن خالد ، أخبرنى عامر بن عبد الواحد ، عن شهر بن حوشب ، قال : إنا لعند أم سلمة زوج النبى ص فسمعنا صارخة ، فأقبلت حتى انتهت إلى أم سلمة ، فقالت : قتل الحسين .
    فقالت : قد فعلوها !! ملأ الله قبورهم - أو بيوتهم - عليهم نارا .
    ووقعت مغشيا عليها ، وقمنا .

    وقال الأمام أحمد : حدثنا عبد الرحمن بن مهدى ثنا ابن مسلم ، عن عمار ، قال : سمعت أم سلمة ، قالت : سمعت الجن يبكين على الحسين ، وسمعت الجن تنوح على الحسين .
    رواه الحسين بن إدريس عن هاشم بن هاشم عن أمه عن أم سلمة قالت سمعت الجن ينحن على الحسين وهن يقلن :

    أيها القاتلون جهلا حسينا * أبشروا بالعذاب والتنكيل
    كل أهل السماء يدعو عليكم * ونبى ومرسل وقبيل
    قد لعنتم على لسان ابن داود * وموسى وصاحب الأنجيل


    وقد روى من طريق أخرى عن أم سلمة بشعر غير هذا ، فالله أعلم.)

    ثم قال ابن كثير :
    (وأما ما روى من الأحاديث والفتن التى أصابت من قتله فأكثرها صحيح ، فانه قلَّ من نَجَا من أولئك الذين قتلوه من آفة وعاهة فى الدنيا !! ، فلم يخرج منها حتى أصيب بمرض !! ، وأكثرهم أصابهم الجنون !!). انتهى


    قارن بين أقوال النبي صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين وأم سلمة وابن عباس وغيرهم وبين أقوال النواصب ...!!

    بل وقارن بين قول ابن كثير - وهو كما تعلمون - مع أقوال من ذكرنا من النواصب !




    = = = = = = = = = == =
    ملاحظة :
    أرجو من الإخوة الأفاضل مراجعة ما نقلته عن ابن كثير ، فلم اراجعه بدقة ، فلعل سقطاً وقع في النقل أو ما شابه .

    حفظكم الله جميعاً


    مرآة التواريخ ،،،

    تعليق


    • #17
      بسم الله الرحمـٰن الرحيم


      يقول:

      وأجبنا على هذا مع الإخوة في الحوار الذي تراه أعلاه... لكن لا باس بالتندر هنا.

      لا أستطيع يا حبيبي قراءة كل ما تنقله من المنتديات، لقد نقلت جريدة بأكملها وليس لدينا الوقت لقراءة كل شيء، وبما أن أحد لم يحاورك هنا فسنبدأ إن شاء الله من الصفر.
      ويقول:

      أليس يعني أن أهل السنة أعلم من الإمام الحسين، أم ماذا يا فهيم؟!

      استنتجت كلامك هذا من قول الشيخ ابن تيمية:
      فإن الله تعالى بعث رسوله صلى الله عليه وسلم بتحصيل المصالح وتكميلها، وتعطيل المفاسد وتقليلها، فإذا تولى خليفة من الخلفاء، كيزيد وعبد الملك والمنصور وغيرهم..
      فإما أن يقال يجب منعه من الولاية وقتاله حتى يُولَّى غيره، كما يفعله من يرى السيف، فهذا رأيٌ فاسد، فإن مفسدة هذا أعظم من مصلحته...
      ثم تقول: أليس يعني أن أهل السنة أعلم من الإمام الحسين، أم ماذا يا فهيم؟!
      والجواب: لا!
      ليست هناك قاعدة عندنا تقول إذا اجتهد العالم فأخطأ وترتب عن خطئه مفاسد يصبح العالم الذي اجتهد ولم يخطئ أو اجتهد وأخطأ خطئاً لم تترتب عنه مفاسد أو ترتبت عنه مفاسد أقل من مفاسد اجتهاد العالم الأول يكون أعلم منه.
      والمعلوم أن الصحابة دون غيرهم كلامهم مفيد للعلم إن لم يخالف قول الرسول صلى الله عليه وسلم، وإن كان منهم العلماء ومنهم العوام والحسين رضي الله عنه من العلماء لذلك قالوا أنه كان أولى بالخلافة من يزيد.
      ويقول:

      أقول : سبحان الله ! من أي جهة تقرأ النصوص أنت؟!
      أليس يقول أن خروجه سبب مفسدة؟؟
      أليس يقول أنه ليس في خروجه أي مصلحة؟؟
      ما معنى هذا يا فهيم؟!!

      تكرار للكلام.
      ليست عندنا قاعدة تقول إذا اجتهد العالم فأخطأ وتسبب اجتهاده في مفسدة فهو لا يعلم العمل الصالح من الفاسد.
      ربما توجد عند علمائكم، الله أعلم.
      ويقول:

      فخروج الحسين - حسب مزاعم ابن تيمية - لا يخرج عن اثنين:
      - إما أنه علم بأن في خروجه مفسدة، ومع ذلك خرج.
      - أو لم يعلم بأن في خروجه مفسدة.
      فماذا تختار - لله أبوك - ؟!
      فإن كانت الأولى، فأنتَ تتهم الحسين بالإفساد المتعمد.
      وإن اخترتَ الثانية، فأنتَ ترمي نفسك بالكذب حين رميتني بالكذب على شيخ إسلامكم.
      فماذا ستختار؟!
      ترمي الإمام الحسين بتعمد الإفساد، أم ترمي نفسك بالكذب؟!!!!!!

      بالتأكيد جوابي هو الثاني لا يعلم بأن في خروجه مفسدة.
      ولم أرمي نفسي بالكذب لأنك استنتجت أن ابن تيمية يرى أن الحسين رضي الله عنه لا يعلم العمل الصالح من الفاسد بناءً على قاعدة لا توجد عندنا والتي ذكرتها ولا داعي للتكرار، ولا أظن أنكم تطبقونها كما سنرى الآن.
      ويقول:

      أقول: وها أنتَ ترمي نفسك بالكذب!
      فحينما قلتُ أنا أن ابن تيمية يزعم أن الإمام الحسين لا يعلم العمل الصالح من الفاسد، رميتني بالكذب على شيخ إسلامكم، والحال أنك الآن تقول أن الإمام الحسين كان يرى في خروجه أنه هو الصواب.
      لكن الصحيح عندك وعند شيخ إسلامكم أن خروجه ليس بصحيح، وتسبب خروجه في الفساد وزيادة الشر و..و..الخ
      إذن المحصلة: أن الإمام الحسين لم يعلم العمل الصالح من الفاسد، و إلا لما خرج!
      أو تختار لزاماً أنه تعمد الخروج مع علمه بأن في خروجه مفسدة.
      أرأيتَ كيف ترمي نفسك بالكذب دون أن تعلم؟!!

      تكرار للقاعدة السابقة، وسنكرر ذكرها.
      القاعدة التي يؤمن بها "مرآة التواريخ" ولا أظن أن أحد من الشيعة يطبقها تقول:
      إذا اجتهد العالم فأخطأ وترتب عن خطئه مفسدة فهو لا يعلم العمل الصالح من الفاسد.
      ربما هذه قاعدة تُدرّس في قم، الله أعلم.
      ويقول:

      أقول: الإمام الحسين صلوات الله عليه كان يعلم بأنه سيقتل، و إلا فما معنى بكاء جده رسول الله صلى الله عليه وآله عليه قبل استشهاده بأكثر من خمسين سنة، وإخباره بمقتله، بل وبمكان قتله.
      وكذلك إخبار أبيه أمير المؤمنين صلوات الله عليه بذلك في الخبر المشهور في طريقه إلى وقعة صفين، حينما مرّ بمكان كربلاء، وأخذ قليلاً من ترابها ثم سُمعَ يبكي وهو يردد "صبراً أبا عبد الله، صبراً أبا عبد الله"، وأخبار أخرى في هذا المعنى تثبت علم كثير من الناس بمقتله واستشهاده فضلاً عن علمه هو بأبي هو وأمي.
      فكيف تزعم - كذباً أو جهلاً - بأنه لا يعلم بمقتله؟!!

      ما قلت أنه لا يعلم أنه سيُقتل حتى تتهمني بالكذب والجهل، بل لا يعلم أنه سيُقتل في خروجه هذا، ثم ركز جيدا مع كلامي واقرأه كاملا، فلو قلت أن الحسين رضي الله عنه لا يعلم أنه سيقتل وتوقفت لجاز لك أن تطعن في.
      وعندكم هو يعلم الغيب وبالتالي فهو يعلم أنه سيقتل في ذلك المكان هو ومن معه وفي ذلك اليوم ومن سيقتله... الخ. أما عندنا فهو يعلم أن أمة محمد صلى الله عليه وسلم ستقتله وأنه سيُقتل بشط الفرات لكن لا يعلم هل سيقتل في خروجه هذا أم في عودته أم بعد بيعته ممن خانوه وكذبوا عليه الذين أحفادهم الآن يبكون ويشقون الجيوب ويلطمون الخدود ويدمون الرؤوس ندما على ما فعله أجدادهم، أم سيقتل بعد هذا بعام أو أكثر فهو عندنا لا يعلم الوقت ولا يعلم أيقتل معه أحد أم لا ولا يعلم من سيقتله.
      ويقول:

      أولاً - أنتَ تكذب على علماء أهل السنة والجماعة.
      ثانياً - أنت تزعم بأن الإمام الحسين من أهل السنة والجماعة، والحال أنه خرج على يزيد، فانتقض مدعاك، بل كذبك.
      ثالثاً - جلّ أهل المدينة وفيهم جماعة كبيرة من الصحابة والتابعين خرجوا على يزيد، فهذا ناقض لمزعمتك المتقدمة، أو قل كذبتك المتقدمة. أو تقول هؤلاء ليسوا من أهل السنة والجماعة في رأيك.
      رابعاً : ابن الأشعث ومن معه من أهل الدين والعلم خرجوا على الحجاج الثقفي، وهذا ناقض إضافي يثبت كذبك .ويكفيني هذا لإثبات كذبك، أو جهلك بأبسط الأمور.

      - برهن على أني أكذب على علماء السنة والجماعة وأرجو أن لا تخلط بين العلماء.
      - بالتأكيد هو من أهل السنة والجماعة وخروجه على يزيد اجتهاد منه رضي الله عنه وقد اجتهد من قبله عائشة وطلحة والزبير رضي الله عنهم وأخطئوا وتبين خطأهم ثم معاوية رضي الله عنه وتبين خطأه ومن بعده الحرة وابن الأشعث فاستقر رأي علماء السنة والجماعة على وجوب طاعة الحاكم وإن كان ظالما وهم مجتمعون الآن على ذلك، ومع جور الكثير من الحكام في عصرنا هذا لم يفتي عالما من السلفية بالخروج عليهم بل يحذرون ويكررون التحذير من هذا.
      - بقية النقاط جوابها في النقطة السابقة، ثم ها أنت تتسرع وتتهمني بالكذب والجهل، فأرجو أن تثبت أني كذاب أو جاهل.
      ويقول:

      أقول :
      أولاً : لا أدري لماذا لم يصف شيخ إسلامكم بخروج طلحة والزبير وعائشة بالفساد؟!!
      أليسوا خرجوا على الإمام المفترض الطاعة؟!!
      وشقوا بفعلهم عصى المسلمين؟!!
      جوابك / ...................

      حديثه هنا عن مفاسد الخروج على الحاكم وذكره لخروج طلحة والزبير وعائشة رضي الله عنهم يستلزم أن فيه مفسدة ومع هذا قد ذكر ذلك فركز مع كلامه:
      والله تعالى لا يأمر بأمر لا يحصل به صلاح الدين ولا صلاح الدنيا، وإن كان فاعل ذلك من أولياء الله المتقين ومن أهل الجنة فليسوا أفضل من علي وعائشة وطلحة والزبير وغيرهم، ومع هذا لم يَحْمدوا - أو يُحمدوا على - ما فعلوه من القتال، وهم أعظم قدراً عند الله وأحسن نية من غيرهم.
      ومعنى كلامه أن الأمر الذي لا يحصل به صلاح الدين ولا صلاح الدنيا لا يمكن أن يصبح أمراً من عند الله وإن فعله أولياء الله المتقين فقد فعله من قبلهم علي وعائشة وطلحة والزبير وغيرهم وهم أفضل من غيرهم الذين وقعوا في هذا الأمر الذي لا يحصل به صلاح الدين ولا صلاح الدنيا.
      --------
      ويقول:

      ثانياً: لماذا جعل علياً معهم في كفة واحدة، والحال أنه هو الخليفة، وهم من خرج عليه، لكن موازين شيخ إسلامكم تنقلب عندما يتحدث عن الحسين ويزيد لعنه الله!
      جوابك/..................

      لأن علي لم يحمد على قتاله فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم «تمرق مارقة عند فرقة من المسلمين يقتلها أولى الطائفتين بالحق» فعلي رضي الله عنه أقرب إلى الحق ممن قالوا بوجوب القصاص لعثمان رضي الله عنه ولم يكن الحق كله معه بشهادة النبي صلى الله عليه وسلم، ولكنه مدح الحسن رضي الله عنه الذي ترك القتال وآثر الصلح.
      ويقول:

      ثالثاً: أما تكذيبك إياي بقولك (كذب، ابن تيمية لم يقل أبدا جملة "من أمثال الحسين وغيره")
      أقول: ما معنى إذن قوله (فليسوا أفضل من علي وعائشة وطلحة والزبير وغيرهم، ومع هذا لم يَحْمدوا ما فعلوه(1) من القتال (!!!)، وهم أعظم قدراً عند الله وأحسن نية من غيرهم).
      أقول: أليس الحسين من غيرهم - من غير علي وعائشة وطلحة والزبير - أم هو نفس هؤلاء؟! ثم أليس أصل كلامه هو الحديث عن خروج الحسين على يزيد ؟! أم كان حديثه عن ابن لادن؟! هل كُتبَ عليَّ أن اشرح الواضحات لكم؟! بل هو يقرر أخزاه الله أن هؤلاء - يعني علي وعائشة وطلحة والزبير - أحسن نية من الحسين.! وفيها من التعريض ما فيها لو تفهم المعاريض... لأني أعلم بأنك ستتبالد بقولك: أين قال أن نية الحسين لم تكن حسنة ؟ هذا من استنتاجك، وهذا .. وهذا..!

      لن أعلق على هذا الكلام إلا بسؤال واحد: هل الحسين رضي الله عنه داخل في غيرهم التي جاءت بعد كلمة "والزبير" أم في تلك التي أتت بعد "وأحسن نية من"؟.
      ويقول:

      أقول: لقد سهّل لكم شيخ إسلامكم شيخ النصب والتجسيم التحدث بمثل هذه المفردات في حق الحسين صلوات الله عليه.
      فهل يمكن لك أن تقول بأن خروج نبي الله يحي بن زكريا فيه مفسدة كونه قُتل؟!
      وكذلك مفسدة خروج أبيه نبي الله زكريا كونه قُتل؟!
      لأنه على رأيكم أن وجود الأنبياء أفضل من وجود غيرهم قطعاً، ووجودهم في رأيكم أنفع للأمة
      وللدين، فبالتالي فإنه لا يمكن أن تعادل خسارة فقدهم بفقد غيرهم ممن هم دونهم...
      إذن فخروج يحي بن زكريا على الظلمة، الأمر الذي تسبب في قتله هو مفسدة وفساد كبير كونه
      تسبب في فقده!
      أليس كذلك؟؟
      أنا أعلم بأنك ستتبالد وتقول : انظروا يقارن الحسين بالأنبياء...
      عندها سأقول: بل أنا - يا حنانيك - معك في هذه النقطة، أي أن إشكالي بناء على رأيكم في أن الأنبياء أفضل من غيرهم - الحسين وغيره - ووجودهم أنفع.
      أو ربما ستتبالد بقولك: الذي قتل نبي الله يحي بن زكريا كافر، فيجوز الخروج على الكافر، بينما
      يزيد ليس كذلك، فلا يجوز الخروج عليه.
      ساقول: بغض النظر عن هذا، فكلامي راجع إلى وجود النبي يحي، لا إلى من قتله. لستُ أعلم إن كان يفهم ما أقول، أم لا ؟!!

      ألا تستطيع أن تمحي ما كتبت حتى لا تجبر نفسك على الإجابة عليه؟!
      إذا كان قتل الحسين ليس بمفسدة فلماذا تبكون الآن على عدم نصرته كما تعتقدون، وإذا كان في قتله مصلحة فلما لا تفرحون بهذا اليوم بدلا من البكاء وشق الجيوب واللطم وإدماء الرؤوس؟!
      ويقول:

      أقول : التناقض واضح جداً، ففي الوقت الذي يستشهد شيخ النصب والتجسيم بآراء الأفاضل في عدم الخروج على أمثال يزيد وغيره، تراه ينقل لنا أن كثيراً من الأفاضل لم يكونوا يرون جواز الخروج على الظلمة فحسب، بل خرجوا بأنفسهم مع من خرج عليهم، كما في ثورة ابن الأشعث، وثورة أهل المدينة المنورة. فهل فهمت أين مورد التناقض؟

      لا وربك ما فهمت أين مورد التناقض، ما زلت أرى أن قوله نهى أفاضل المسلمين أي مجموعة من علماء المسلمين وقوله خرج فيهم خلق من العلم أي مجموعة أخرى من العلماء وليس الذين نهوا هم الذين خرجوا. لا أدري أين التناقض!!!
      ويقول:

      أقول: سبحان الله!
      أهل العلم يعلمون أن الخروج على الحاكم فيه مفسدة أعظم من مفسدة الحاكم
      لكنهم رأوا أن مفسدة الحاكم - يزيد - أعظم من الخروج عليه فخرجوا عليه!!!!!!!!!!
      لكنهم تراجعوا فرأوا أن الخروج عليه كان عملاً خاطئاً.
      عبقرية ما بعدها عبقرية من الزميل!
      ثم ما سبب علمهم بخطئهم لاحقاً؟؟
      قال: [لما وقع من يزيد من استباحة للمدينة وقتل لجمع من الصحابة والتابعين]!!!
      سبحــــــــــــــان الله!!
      سؤال: تقول أن أهل العلم الذين خرجوا على يزيد بالمدينة علموا بخطأ خروجهم عليه لاحقاً، فهل تدلني على الدليل الذي استندتَ إليه؟؟
      وإذا كان هناك من دليل صحيح لديك، فهل هذا الدليل يثبت أن كل الذين خرجوا على يزيد
      بالمدينة علموا أنهم أخطئوا بخروجهم عليه، أم فقط بعضهم دون البعض الآخر؟
      تفضل ارني الدليل / ...............................

      وإن كان التعليق على هذا الأمر خروجا عن الموضوع، لكن أقول:
      أنت لم تفهم كلامي يا حبيبي، بالتأكيد هم يعلمون أن الخروج على الحاكم فيه مفسدة أعظم من مفسدة الحاكم، لكن مسألة متى يكون الخروج على الأئمة؟ هي التي اجتهد فيها بعض رجال العلم فخرجوا على طاعة يزيد.
      ترى هل كانوا يعلمون أنه بخروجهم على يزيد ستقع وقعة الحرة التي أخبر عنها النبي صلى الله عليه وسلم؟
      وهل استباحة المدينة وقتل من قتل أفضل أم الخروج على يزيد الذي لم يأتي لا بمصلحة دين ولا دنيا هو الأفضل؟
      واقرأ ماذا قال الرسول صلى الله عليه وسلم لأبي ذر «كيف أنت إذا رأيت أحجار الزيت قد غرقت بالدم قلت ما خار الله لي ورسوله، قال: عليك بمن أنت منه قلت يا رسول الله أفلا آخذ سيفي وأضعه على عاتقي قال شاركت القوم إذن قلت فما تأمرني تلزم بيتك قلت فإن دخل على بيتي قال فإن خشيت أن يبهرك شعاع السيف فألق ثوبك على وجهك يبوء بإثمك وإثمه».
      ترى لما علم من علم ممن شاركوا في وقعة الحرة بهذا الحديث أو تذكره من كان يعلمه هل قالوا لو اتبعنا قول النبي صلى الله عليه وسلم خير أم مخالفة أمره - والعياذ بالله - خير.
      وإليك هذا الحديث:
      عن نافع قال: «جاء عبد الله بن عمر إلى عبد الله بن مطيع حين كان من أمر الحرة ما كان زمن يزيد بن معاوية فقال اطرحوا لأبي عبد الرحمن وسادة فقال إني لم آتك لأجلس أتيتك لأحدثك حديثا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من خلع يدا من طاعة لقي الله يوم القيامة لا حجة له ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية». أخرجه مسلم.
      فهل ندم الصحابي عبد الله بن مطيع رضي الله عنه وهو ممن شاركوا في الوقعة بعد ما علم هذا أم لا؟
      وأما هل علم الكل فهذا من أمور الغيب، الله أعلم.
      ويقول:

      أولاً - لقد نقضنا هذا الأمر سابقاً، وأثبتنا فيه كذبك أو جهلك.
      ثانياً - الوجدان يكذب مزاعمك، فنظرة بسيطة على التاريخ الإسلامي تجده مليء بالثورات ضد الحكام.
      ثالثاً - بل حتى بعض الصحابة ثار ضد الخليفة عثمان بن عفان، كما هو ثابت.
      رابعاً - بل شيخ اسلامكم يعترف بخذلان الصحابة لعثمان لما ثاروا عليه إبان خلافته.
      وخامسا........
      وسادساً ......
      .... فكفاك جهلاً وكذباً ...!!

      2- تلك الثورات من قام بها؟ ومن أمر بها من العلماء؟ هل هم أهل السنة والجماعة؟ أرجو الإجابة وبالأدلة.
      3- ايتنا بدليل صحيح عن الصحابة الذين ثاروا ضد عثمان رضي الله عنه، خاصة وأنت تقول أنه ثابت، وأرجوا أن لا تقصد شيخكم عبد الرحمن بن سبأ والكتب التي كتبها.
      4- افهم كلام شيخنا العظيم ابن تيمية رحمه الله ووسع عليه، وإن كان هذا هو حالك تفهم عكس ما يريد.
      5- ....... 6- ........ أرجو المزيد فأنا أحب أن أقرأ كلامك.
      ويقول:

      أقول: تعبت من تتبع سقطاتك في الفهم، وضحالة مستواك في قراءة النصوص.
      هو يزعم أن هذه الحروب ليست من قتال أهل البغي (فقاتلوا التي تبغي) أو من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حتى يُعذروا فيها، بل هذه حروب فتن، وفي الفتن لا يحسن القتال أو الخروج أو...أو...
      يعني أن هؤلاء - علي وعائشة وطلحة والزبير والحسين وأهل الحرة...الخ - ربما اشتبه عليهم الأمر فظن كل واحد فيهم أنهم يقاتلون أهل البغي، أو أنهم إنما يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، والحال أنها فتن.... هل فهمت؟!!

      ربما اشتبه عليهم الأمر!!!!!!!!
      ويقول:

      أقول: لا تعليق لي...!

      ما فهمت قصدي، أنا أسخر من كلامك "ثم يوجه الكلام إلى الإمام الحسين"، ربما لو استعملت بعض الابتسامات المعبرة عن السخرية لفهمت قصدي، لكن لا أرى جواز ذلك.
      ويقول:

      أقول / هذا شرحه يطول، ربما يحتاج لموضوع مستقل، لكن نقول ما رأيك في أمة وصل الخنوع لديها لدرجة أنها ارتضت بمثل يزيد الفاسق الخمير السكير أميراً عليها والقائم على دينها الذي أتعب عليه نبي الله عمره الشريف بأبي هو وأمي طيلة 23 سنة!!

      قيل أنه سكير ومواقع للفواحش ومضيع للصلوات لكن الأرجح أنه لم يكن كذلك وإنما كُذب عليه، نحن نعلم أنه ليس أهل للخلافة لكنه تولها والذين خرجوا عليه ما نالوا شيئاً لا مصلحة دين ولا دنيا.

      ------------------

      وأما ما نقلته من كتاب جوامع السيرة لابن حزم فتعليقي عليه سيكون ببعض الأسئلة:
      - هل تبغضون يزيد لأنه فعل ما فعل بالمدينة ومكة أم لأنه فقط قتل الحسين رضي الله عنه كما تدعون؟
      - أليس الذين قُتلوا في المدينة يوم الحرة من صحابة وتابعين كفار مرتدين عندكم؟
      - أليس لسان حالكم يقول "اللهم اضرب الظالمين بالظالمين؟"
      - أما لو أن الحسين رضي الله عنه وافق على بيعة يزيد وقتله قوم آخرون وحاول يزيد نصرته وبعد قتله اقتص من قتلته وكنتم أنتم تؤمنون بهذا لاتخذتم من يوم الحرة عيد لكم كما فعلتم بيوم قتل عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ولاتخذتم له مقاماً كمقام أبو لؤلؤة المجوسي الذي لا يزال يُزار في إيران؟
      ويقول:

      ويكفيك أن تتفرج على هذه المناظر التالية، حتى ترى بعينك إلى أين وصل صوت الحسين صلوات الله عليه.
      وقد كنتُ عنونتها بـ: [لو كان (يزيد) يعلم بأن راية الحسين(ع) ستصل إلى عمق أفريقيا (نيجيريا) فهل كان سيقتله؟!]

      نحن لا نعتقد أن يزيد هو من قتل الحسين رضي الله عنه وما كان يريد قتله، بل من قتله..........، أرجو أن تبحث عن آخر كلام قاله الحسين رضي الله عنه لتعرف السر إن كنت تجهله ولا أظن ذلك، وركز جيدا مع ألفاظه حتى لا تفهمها بالمقلوب كالعادة.
      وبالنسبة لصورك التي وضعتها: فأرى أنك تود أن تقول لي انظر إلى الثورة المباركة كما تسمونها كيف تنتشر.
      وماذا عن الخطة السرية لتصدير الثورة، هل تتم بالدعوة ونشر الكتب أم بـ.................؟
      أما لو كانت تتم بدون تقية لفر من دينكم خلق كثير؟
      ولو كان المنتدى حيادياً لوضعت صورا تعكس الصورة الحقيقة لتلك الصور أو لبعض من في تلك الصور.
      ويقول:

      أقول / بل أنت ائتني بقول عالم - ليس بناصبي - يقول بهذا القول وبهذه المفردات.
      تفضل.

      يعني ما أعجبتك المفردات، لكن معناها قال به غيره.
      وقول عالم ليس ناصبي تقصد ليس سلفي، إذا كان كذلك لا أدري! ربما قالوا عكس هذا.
      ويقول:

      أقول / هل أفهم من كلامك أن الحسين خرج على إمام زمانه المفترض الطاعة؟!
      جوابك /...............

      نعم، ولكن خرج متأولاً على إمام واجبة طاعته لا مفترضة.
      ويقول:

      وإذا كان كذلك فهل يقع اللوم على يزيد بقتله الحسين أم لا ؟!
      جوابك / .................

      عندنا ليس هو من قتل الحسين.
      ويقول:

      أقول / الذين نصحوه أقاموا عليه الحجة - في مزاعم شيخ النصب - لكنه أصرَّ على الخروج مع قلة العدد، فما معنى هذا عند شيخ التجسيم؟! أما تبريرك بالاجتهاد، فمع هذا الإطلاق الغير مقيد - لعمري - لا يقام معه على أحد أيّ حدّ، إذ الكل يتعذر بالاجتهاد!، فيُتلاعب بالدماء وبالنفوس بحجة الاجتهاد...
      فإذا كان هؤلاء - في زعم شيخكم - نصحوا الحسين وأخبروه بفساد خروجه و...و ... ومع ذلك خرج، فهذا دليل عند شيخ إسلامكم أنه تعمّد الإفساد بخروجه لزاماً.

      أين يُفهم من كلامه أنهم أقاموا عليه الحجة، هل إذا اختلف العلماء في مسألة اجتهادية وتبين في بعد أن أحد الأطرف هو المخطئ نقول عنه أنه تعمد القول بهذا الرأي وهو يعلم الحق أي تعمد الإفساد، بالله عليك أين وجدت هذا، هل استخرجته من كتبكم. هل لما استدل علماء الحجاز بجواز الاستعانة بالكافر على المسلم إذا تعذر قتال الفئة الباغية، وذلك بعد غزو العراق للكويت فاستعانوا بالو.م.أ وغيرها لطرد صدام حسين وإسقاط حكمه، بينما رأى الألباني أنه لا يجوز الاستعانة في هذه الحالة، وكان رأي الألباني هو الصواب عند الأغلبية، فهل هؤلاء الذين يرون أن رأي الألباني هو الصواب يقولون عن علماء الحجاز أنهم تعمدوا الفساد الذي يجري الآن؟!!!!!. أين وجدت هذا؟.
      ويقول:

      أقول / رجع يقول لنا، أن شيخ النصب كان يتحدث ربما عن المريخ، وليس عن الحسين وخروجه على يزيد...!

      دائما لا تفهم قصدي أو تتعمد ذلك، كيف تقول أدخل الحسين رضي الله عنه في احتمال تعمد الخطأ، على أي أساس بنيت ذلك؟ على أساس أن ابن تيمية ناصبي، ما أثبت لنا ذلك بل وما أدخلت لنا أدنى شك حتى في أن ابن تيمية أخطأ هنا.
      ويقول:

      أقول / إيرادك غير وارد على قولنا، ومحاولتك التفريق بين خروج الحسين وبين الحسين نفسه، لا معنى له في هذا المورد! لأنه هو من خرج بنفسه، فإذا تسبب هذا الخروج في مفسدة وشر عظيم كما يزعم شيخ النصب أخزاه الله فمعنى هذا أن الحسين هو من تسبب في هذه المفسدة لزاماً وضرورة. فهل تفهم؟

      لا داعي للتدليس، الشيخ رحمه الله ما قال تسبب الحسين في......، فانقل الألفاظ كما هي فإن هدفك من هذا التغيير واضح، وإنما القول تسببت فتوى أو اجتهاد فلان في.......، وهذا هو الأدب عند التحدث عن العلماء خاصة علماء الصاحبة وخاصة أنه رضي الله عنه من آل البيت وسبط خير الرسل صلى الله عليه وسلم.
      ويقول:

      أقول أنا مرآة التواريخ: لقد حصدنا كلامك الهزيل المضحك المليء بالجهل والأكاذيب والتناقضات.... أما كلامك الأخير فكله إنشاء تكرر بعضه، وبعضه لا علاقة له بالموضوع.
      تفضل... وحاول أن تُشكل بإشكالات قوية واقرأ الحوار الذي جرى على هامش الحلقة حتى لا تعيد ما ذّكر، وأجيب عليه..

      شكرا على كل حال.
      ما تكرر شيء يا حبيبي، وكل شيء له علاقة بالموضوع.
      على كل حال أقول لك: لو أقنعتني فقط بهذه النقاط الذي سأذكرها الآن والتي أريدك أن تجيبني عليها سيدخل قلبي شيء من الشك أن الشيخ رحمه الله قد يكون أخطأ في حق الحسين رضي الله عنه وستجبرني على سؤال من هم أعلم مني لما قال الشيخ هذا؟! وإن لم أجد جواباً منهم فسأقول ربما يكون الشيخ ناصبي.

      القاعدة الأولى: إذا اجتهد العالم فأخطأ وترتب عن خطئه مفاسد يصبح العالم الذي اجتهد ولم يخطئ أو اجتهد وأخطأ خطئاً لم تترتب عنه مفاسد أو ترتبت عنه مفاسد أقل من مفاسد اجتهاد العالم الأول يكون أعلم منه.
      ايتني بقول أي عالم سني يقول بهذا أو أي حديث صحيح استنبطت منه هذه القاعدة أو اثبت لي أنك لم تستخدم هذه القاعدة بل قاعدة أخرى وتثبتها هي أيضا بقول عالم أو بدليل صحيح وبدون تكرار بل أريد كلاماً مقنعاً.
      القاعدة الثانية: إذا اجتهد العالم فأخطأ وتسبب اجتهاده في مفسدة فهو لا يعلم العمل الصالح من الفاسد وأنه تعمد مخالفة أوامر الرسول صلى الله عليه وسلم وأنه تعمد العمل بالعمل الفاسد وترك الصالح وأنه صاحب رأي فاسد.
      نفس الشيء بالنسبة لهذه القاعدة، قول عالم أو حديث صحيح، لا نريد فلسفة.
      سؤال مهم لم تجب عنه:
      لماذا أخفى ابن تيمية نصبه بحيث لا يوجد أحد من أهل السنة والجماعة اكتشف هذا الأمر، بل إذا عبر أحدهم عن حبه لآل البيت أو تحدث عن محبة أهل السنة والجماعة لهم يستخدم أحيانا بعض أقوال ابن تيمية رحمه الله.
      وهل هناك عالم صاحب بدعة - عند أهل السنة والجماعة - كالزمخشري وابن حزم والهيتمي أخفى عقيدته بهذه الطريقة حيث ذكر في كتبه ما يخالف هذه العقيدة وفي نفس الوقت يخفيها في بعض الجمل بحيث لا يكتشفها سوى أعداء مذهبه.
      كذلك لم تجبني عن ما يتعلق بالكليني، أرجو أن لا تنسى أو تتناسى.
      التعديل الأخير تم بواسطة مجرد ناصح; الساعة 17-02-2007, 10:35 PM.

      تعليق


      • #18
        يرفع حتى لايضيع في الزحمة.

        تعليق


        • #19
          ارف ع با رك الله فيك اخي الفاضل

          ارفع لتظهر الحقيقة الغائبة

          تعليق


          • #20
            لله درك اخي مجرد نااصح

            يرفع فوق

            تعليق


            • #21
              يقول الله تعالى

              (بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ولكم الويل مما تصفون)

              تعليق


              • #22
                بسم الله الرحمن الرحيم

                رب اشرح لي صدري

                مجمل ردك – للأسف – يتلخص – لو رفعنا الحشو والتكرار – في :
                1-كلام ابن تيمية يتعلق باجتهاد الإمام الحسين (ع) ، لا عن أمر آخر .
                2-إذا كان كذلك ، فلا شيء على ابن تيمية .

                أقول : وهذا مجمل ردود من سبقوك ممن تداخلوا ، وأجبناهم ، فهل أتيتنا بجديد ؟!!

                ولقد قرأتُ مداخلتك الأخيرة فوجدتها مليئة بالحشو والتكرار ، والجمود والسطحية ، مع جهل بالقضايا التاريخية الواضحة ... إلخ!!

                ولقد أضحكني قولك :
                يقول

                وأجبنا على هذا مع الإخوة في الحوار الذي تراه أعلاه... لكن لا باس بالتندر هنا.



                لا أستطيع يا حبيبي قراءة كل ما تنقله من المنتديات، لقد نقلت جريدة بأكملها وليس لدينا الوقت لقراءة كل شيء، وبما أن أحد لم يحاورك هنا فسنبدأ إن شاء الله من الصفر.


                وكأن الحوار الذي نقلته إلى هنا أجنبي عن الحلقة !! !!

                لكن لا بأس أن نتداخل بمداخلة طويلة جداً ، فيها رد على الجهل الذي نراه في مداخلتك ، ورد على شيخ إسلامكم فيما يعود إلى سيد الشهداء صلوات الله وسلامه عليه ...

                ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

                ونظراً لطولها راينا أن نعنونها بالعناوين التالية ، قبل سردها ...


                عناوين المداخلة :
                1-الكلام على أئمة الجور وحكم الخروج عليهم .
                2-تصويب الإمام الحسين في خروجه على يزيد .
                3-الاجماع على تصويب أمير المؤمنين (ع) في قتال أهل الجمل وصفين .
                4-ظلم أهل الجمل وصفين لأمير المؤمنين .
                5-تسمية أهل الجمل وصفين بـ "البغاة" .
                6-ترجمة يزيد بن معاوية ، وكونه ناصبيا فظاً خمّيراً ..إلخ .
                7-الأحاديث والآثار الواردة في ذم يزيد
                8-من خروم الإسلام قتل يزيد للحسين (ع)
                9-ما فعله يزيد بيوم الحرة بأهل المدينة وبالمسجد النبوي .
                10-أخذ البيعة ليزيد من أهل المدينة – من صحابة وتابعين – على أنهم عبيد وخول ليزيد .
                11-رمي الكعبة المعظمة بالمنجنيق .
                12-مكاتبة ابن عباس ليزيد بعد مقتل الحسين وإغلاظ ابن عباس له فيها .
                13-جواب الكيا الهراسي الشافعي لما سئل عن يزيد وفسقه .
                14-التقية قد تمنع من التصريح بالحق ، مع أمثلة على ذلك .
                15-العودة للكلام على أئمة الجور وحكم الخروج عليهم .
                16-الرد على ابن مجاهد في ادّعائه الاجماع على تحريم الخروج على الظلمة .
                17-الاحتجاج بخروج الإمام الحسين على شرعية الخروج على الظلمة .
                18-الاحتجاج بخروج ابن الأشعث وأهل المدينة وابن الزبير على منع الاجماع على تحريم الخروج على الظلمة .
                19-اتفاق الجمهور على تحسين ما فعله الإمام الحسين (ع) وأصحابه .
                20-لا يوجد من بين المسلمين من حسَّنَ قتل الحسين ، ومن صحَّ ذلك عنه فليس من الإسلام في شيء .
                21-رد ابن الوزير اليماني على الفتوى المنسوبة للغزالي بخصوص يزيد ومقتل الحسين (ع)
                22-قد يتعلّق بفتوى الغزالي ثلاث طوائف ، النواصب ، والروافض ، ومن يقول بتحريم لعن المعين .
                23-ربما فرح النواصب بفتوى الغزالي ، يتكثَّرون به !!.
                24-إستدلال الروافض بهذه الفتوى على أن أهل الحديث والأشعرية يصوبون فعل يزيد ويحكمون بصحة إمامته ..
                25-التحقيق حول (اللعن) ، جوازه ، ومستحقه .
                26-التحقيق حول مسألة : هل ينسب قتل الحسين ليزيد ، أم لا ؟ وهل تقع عليه مسؤولية قتله ؟ وهل أمَرَ به ؟ وهل رضي به ؟

                يتبع ...
                التعديل الأخير تم بواسطة مرآة التواريخ; الساعة 22-02-2007, 07:40 AM.

                تعليق


                • #23
                  التحقيق في مقتل أبي عبدالله الحسين صلوات الله عليه
                  وتأكيد مسؤولية يزيد لعنه الله

                  بحث مقتطع من كتاب "العواصم والقواصم"

                  كُتبَ لمن يفهم

                  قال ابن الوزير اليماني ( ت840هـ) في كتابه "العواصم والقواصم في الذَّب عن سنة أبي القاسم" ج8 / ص 11 وما بعدها ، طبع مؤسسة الرسالة ، ط1 ، سنة 1412هـ/1992م ، تحقيق وتعليق الشيخ شعيب الأرنؤوط .

                  يرد على تشنيع شيخه السيد جمال الدين علي بن محمد بن أبي القاسم - الذي وضع ابن الوزير كتابه هذا للرد عليه – في الوهم (33) من أن فقهاء أهل السنة والجماعة يجيزون إمامة الجائر ، وقولهم أن طاعته خير من الخروج عليه ما يدل على أنهم – أي فقهاء أهل السنة – من شيعة أئمة الجور ، أمثال يزيد والحجاج وهشام بن عبدالملك ، لأنهم يعتقدون بغيَ من خرج عليهم ...إلخ .
                  رد عليه ابن الوزير في فصول
                  فقال في الفصل الأول ص12 ما نصه :
                  (الفصل الأول : في بيان أن الفقهاء لا يقولون بأن الخارج على إمام الجور باغ ، ولا آثم ، وهذا واضح من أقوالهم ، ومعلوم عند أهل المعرفة بمذاهبهم ، ويدل عليه وجوه : .... )
                  ثم قال في الوجه الثالث ما نصه :
                  (الوجه الثالث : أن ذلك جائز في مذهبهم وعند كثير من علمائهم ، فإن للشافعية في ذلك وجهين معروفين ، ذكرهما في "الروضة" النووي وغيرها من كتبهم ، وقد اختلفوا في الأصح منهما ، فمنهم من صحح منهما لمذهبهم انعزال الإمام بالفسق .
                  قال الإمام العلامة صلاح الدين العلائي في "المجموع المذهب في قواعد المذهب" ما لفظه : الإمام الأعظم إذا طرأ فسقه ، فيه ثلاثة أوجه :
                  أحدها : أنه ينعزل ، وصححه في "البيان" .
                  الثاني : أنه لا ينعزل ، وصححه كثيرون ، لما في إبطال ولايته من اضطراب الأحوال .
                  قلت : وسيأتي في الموضع الأول من الفصل الثالث من هذه المسألة أنه قول أحمد بن عيسى بن زيد بن علي عليهم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته المعروف بأنه فقيه آل محمد صلى الله عليه وسلم .
                  قال العلائي : الثالث : إن أمكن استتابته ، أو تقويم أوَدِهِ لم يُخلع ، وإن لم يمكن ذلك ، خُلِعَ .
                  قال القاضي عياض : لو طرأ عليه كفر ، أو تغيير للشرع ، أو بدعة ، خرج عن حكم الولاية وسقطت طاعته ، ووجب على المسلمين القيام عليه ، ونصب إمام عادل إن أمكنهم ذلك ، فإن لم يقع ذلك إلا لطائفة ، وجب عليهم القيام بخلع الكافر ، ولا يجب على المبتدع القيام ، إلا إذا ظنوا القدرة عليه ، فان تحققوا العجز لم يجب القيام ، وليهاجر المسلم عن أرضه إلى غيرها ، ويفر بدينه .
                  قال : وقال بعضهم : يجب خلعه إلا أن يترتب عليه فتنة وحرب . انتهى .
                  نقل ذلك عنهما النفيس العلوي .)

                  إلى أن يقول في ص (19) ما نصه :
                  (فإذا عرفتَ هذا ، تبين لك أنهم لا يعيبون على من خرج على الظلمة ، لأن جوازه منصوص عليه في فقههم ، ولو كان ذلك محرماً عندهم قطعاً ، لم يختلفوا فيه ، ويجعلوه أحد الوجوه في مذهبهم الذي يحل للمفتي أن يُفتي به ، وللمستفتي أن يعمل به ....
                  وهذا يعرفه المبتدئ في العلم ، كيف المنتهي ؟! .
                  فبان بذلك بطلان قول السيد ؛ إنهم يقولون : الخارج على أئمة الجور باغ بذلك .

                  الوجه الرابع : ما يوجد في كلام علمائهم الكبار في مواضع متفرقة ، لا يجمعها معنى ، مما يدل على ما ذكرته من تصويبهم لأهل البيت عليهم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وغيرهم في الخروج على الظلمة ، بل تحريمهم لخروج الظلمة على أهل البيت أئمة العدل ، وهي عكس ما ذكره السيد ، وزيادة على ما يجب من الرد عليه .
                  ومن أحسن من ذكر ذلك وجوَّده الإمام أبو عبدالله محمد بن أبي بكر ...القرطبي في كتابه "التذكرة بأحوال الآخرة" في مواضع متفرقة من كتاب الفتن والملاحم وأشراط الساعة ، وقد ذكر فيها مقتل الحسين بن علي عليه السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بأبلغ كلام ، وذكر حديث عمار تقتلك الفئة الباغية ، وقول ابن عبد البر إنه من اصح الأحاديث .
                  قلت : بل هو متواتر ، كما قال الذهبي في ترجمة عمار من "النبلاء".
                  إلى قول القرطبي : وقال فقهاء الإسلام فيه ما حكاه الإمام عبدالقاهر في كتاب "الإمامة" تأليفه :
                  وأجمع فقهاء الحجاز والعراق من فريقي الحديث والرأي ، منهم : مالك والشافعي والاوزاعي ، والجمهور الأعظم من المتكلمين : أن علياً مصيب في قتاله لأهل صفين ، كما قالوا بإصابته في قتل أصحاب الجمل ، وقالوا أيضاً : بأن الذين قاتلوه بغاة ظالمون له !! ، ولكن لا يجوز تكفيرهم ببغيهم .
                  قال الإمام أبو منصور التميمي في كتاب "الفرق" تأليفه في بيان عقيدة أهل السنة : وأجمعوا أن علياً كان مصيباً في قتال أهل الجمل وصفين ، وذكر قبل ذلك عن أبي الخطاب دعوى الإجماع على ذلك .
                  ثم قال : وقال الإمام أبو المعالي في كتاب "الإرشاد" في فضل علي رضي الله عنه : كان إماماً حقاً ، ومقاتلوه بغاة ، إلى آخر ما ذكره ، وهو آخر فصل ختم به كتابه .
                  ثم تكلم القرطبي في الحجة على ذلك ، وأجاد رحمه الله .
                  ومن ذلك ما ذكره الحاكم أبو عبدالله في كتابه "علوم الحديث" في النوع العشرين في آخر هذا النوع ، في ذكر إمام الأئمة ابن خزيمة ومناقبه ، وقد ذكر حديث أم سلمة من طريقه ، وهو قوله صلى الله عليه وسلم "تقتلك يا عمار الفئة الباغية" .
                  قال ابن خزيمة بعد روايته : فنشهد أن كل من نازع علي بن أبي طالب في خلافته في باغ ، على هذا عهدتُ مشايخنا ، وبه قال ابن إدريس رضي الله عنه . انتهى بحروفه . ) انتهى

                  ثم قال ابن الوزير في ص (34) ، ما نصه :
                  (وقد صرّح السيد في رسالته بأنهم شيعة يزيد ، وأنهم يصوبون قتل الذين يأمرون بالقسط من الناس ، لأنهم بغاة على قولهم .
                  فاسمع الآن نصوص هؤلاء الذين افتريتَ عليهم بأنهم شيعة يزيد .
                  قال الذهبي في "النبلاء" في ترجمة يزيد بن معاوية ، أو في ترجمة الحسين عليه السلام عليكم ورحمة الله وبركاته : كان يزيد ناصبياً !! فظاً ، غليظاً ، جلفاً ، يتناول المُسكر !! ، ويفعل المنكر ، افتتح دولته بقتل الشهيد الحسين بن علي رضي الله عنه ، واختتمها بوقعة الحرة ، فمقته الناس ، ولم يبارك في عمره ، وخرج عليه غير واحد بعد الحسين رضي الله عنه ، كأهل المدينة قاموا لله .
                  وذكر من خرج عليه ، قال : وروى الوليد بن مسلم ، عن الأوزاعي ، عن مكحول ، عن أبي عبيدة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم : "لا يزال أمر أمتي قائماً حتى يثلمه رجل من بني أمية يقال له : يزيد" أخرجه أبو يعلى في "مسنده" .
                  قلت : ورجاله متفق على الاحتجاج بهم في الصحيحين .
                  قال الذهبي : وروي عن صخر بن جويرية ، عن نافع ، قال : مشى عبدالله بن مطيع إلى ابن الحنفية في خلع يزيد . وقال ابن مطيع : إنه يشرب الخمر ، ويترك الصلاة ، ويتعدّى حكم الكتاب .
                  وعن عمر بن عبدالعزيز ، قال رجل في حضرته : أمير المؤمنين يزيد ، فأمر به ، فضرب عشرين سوطاً . انتهى .
                  وقال ابن الأثير في "نهايته" ما لفظه : إنه ذكر الخلفاء بعده ، فقال : "أوَّه لفراخ آل محمد من خليفة يُستخلف ، عتريف مُترفٍ ، يقتل خَلَفي ، وخَلَفَ الخَلَف" .
                  قال ابن الأثير : العتريف : الغاشم ، الظالم وقيل : الدّاهي الخبيث ، وقيل : هو قلب العفريت ، الشيطان الخبيث .
                  قال الخطابي : قوله "خلفي" يُتأوَّلُ على ما كان من يزيد بن معاوية إلى الحسين بن علي وأولاده الذين قُتلوا معه ، وخلف الخلف : ما كان يوم الحرة إلى أولاد المهاجرين والأنصار . انتهى بلفظه .
                  ولمّا ذكر ابن حزم خروم الإسلام التي لم يَجْرِ أفحش منها ، عدّها أربعة ، وعدّ منها : قتل الحسين عليه السلام عليكم ورحمة الله وبركاته علانية ، ولم يعدّ منها قتل عمر بن الخطاب ، ولا يوم الجمل ، ولا أيام صفين ، تعظيماً لقتل الحسين عليه السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، وأنه بلغ في النكارة إلى شأو جاوزَ الحدّ في ارتكاب الكبائر ، هذا مع أن ابن حزم موصوم بالتعصّب لبني أمية ، وهذا لفظ ابن حزم في آخر "السيرة النبوية" التي صنفها ، وذكر في آخرها أسماء الخلفاء ، ونبذاً من أخبارهم .
                  فقال في يزيد بن معاوية ما لفظه : بويع ليزيد بن معاوية ، إذ مات أبوه ، وامتنع من بيعته الحسين بن علي بن أبي طالب وعبدالله بن الزبير بن العوام ، فأما الحسين رضي الله عنه ، فنهض إلى الكوفة ، فقتل قبل دخولها ، وهي ثانية مصائب الإسلام وخرومه ، ولأن المسلمين استُضيموا في قتله ظلماً وعلانية .
                  وأما عبدالله بن الزبير بن العوام ، فاستجار بمكة ، فبقي هنالك إلى أن أغزى يزيد الجيوش إلى المدينة ، حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم وإلى مكة حرم الله عز وجل ، فقتل بقايا المهاجرين والأنصار يوم الحرة ، وهي ثالثة مصائب الإسلام وخرومه ، لأن أفاضل الصحابة ، وبقية الصحابة رضي الله عنهم ، وخيار التابعين ، قتلوا جهراً ظلماً في الحرب وصبراً ، وجالت الخيل في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم !! وراثت !! وبالت !! في الروضة بين القبر والمنبر !! ولم تصلَّ جماعة في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك الأيام ، ولا كان فيه أحد حاشا سعيد بن المسيب ، فإنه لم يفارق المسجد ، ولولا شهادة عمر بن عثمان بن عفان ومروان بن الحكم له عند مسلم بن عقبة بأنه مجنون !!! لقتله !! ، وأكره الناس على أن يبايعوا يزيد بن معاوية ، على أنهم عبيد له !! إن شاء باعَ !! ، وإن شاء أعتق !! ، وذكر له بعضهم البيعة على حكم القرآن ، فأمر بقتله ، فضربت عنقه صبراً رحمه الله ! .
                  وهتكَ يزيد بن معاوية الإسلام هتكاً ، وأنهب المدينة ثلاثاً ، واستخف بأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومُدَّت الأيدي إليهم ، وانتُهبَتْ دورهم ، وحُوصرت مكة ، ورمي البيت بحجارة المنجنيق !! ، وأخذ الله يزيد !! ، فمات بعد الحرة بأقل من ثلاثة أشهر ، وأزيد من شهرين ، في نصف ربيه الأول سنة أربع وستين ، وله نيف وثلاثون سنة . انتهى كلام ابن حزم . ) انتهى

                  ثم قال ابن الوزير في ص (39) ، ما نصه :
                  (وذكر الطبراني بعد ذلك مكاتبة جرت بين ابن عباس ويزيد ، أغلظ ابن عباس فيها ليزيد ، وذكر من مساوئه ما لا مزيد عليه ، اختصرته لطوله ومعرفة مكانه .
                  وقال الهيثمي بعد روايته : رواه الطبراني ، وفيه جماعة لم أعرفهم .
                  وقد ذكر الذهبي في ترجمة ابن حزم في "التذكرة" أنه نقم عليه التعصب لبني أمية .
                  فإذا كان هذا كلامه ، فكيف بغيره ؟!! ، ولكن ابن حزم كان هاجر من مواضع التقية إلى بادية في إشبيلة ، وتكلم بأخباره ، ولو أمِنَ عيره كما أمن ، لتكلم بأعظم من كلامه ، ولكنهم اكتفوا بالإشارات والتلويح ، كما حكى ابن خلكان في تاريخه المسمى "وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان" في المجلد الثالث في ترجمة أبي الحسن علي بن محمد بن علي الطبري الملقب عماد الدين ، المعروف بالكيا الهراسي الفقيه الشافعي ، تلميذ إمام الحرمين الجويني ، ما لفظه :
                  وسئل الكيا عن يزيد بن معاوية ، فقال : إنه لم يكن من الصحابة ، لأنه ولد في أيام عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، وأما أقوال السلف ، ففيه لأحمد قولان : تلويح وتصريح ، ولمالك قولان : تلويح وتصريح ، ولأبي حنيفة قولان : تلويح وتصريح ، ولنا قول واحد : تصريح دون تلويح ، كيف لا يكون كذلك وهو اللاعب بالنرد ، المتصيّد بالفهود ، ومدمن الخمر ، وشعره في الخمر معلوم ، ومنه قوله :
                  أقول لصحب ضمَّت الكأس شملهم ... وداعي صبابات الهوى يترنَّمُ
                  خُذوا بنصيبٍ من نعيمٍ ولذةٍ ... فكلٌّ ، وإن طال المدى يتصرَّمُ

                  وكتب فصلاً طويلاً ، ثم قلب الورقة ، وكتب : لو مُدِدْتُ ببياضٍ ، لمدّدتُ العنان في مخازي هذا الرجل ، وكتب فلان بن فلان .
                  انتهى كلام الكيا .
                  وفيه ما ترى من النقل الصريح عن أهل المذاهب الأربعة فيه ، فأمّا الشافعية ، فقد بيَّنَ أن قولهم فيه واحد ، تصريح غير تلويح .
                  وأما سائر أهل المذاهب الأربعة ، فلكل منهم قولان ، تصريح وتلويح ، وإنما لوَّحوا بذمه وتضليله في بعض الأحوال ، ولم يصرحوا في جميعها تقية من الظلمة !!! ولهذا صرحوا كلهم بتضليله في بعض الأحوال ، وفي هذا أكبر دليل على فضلهم وورعهم ، لأنهم حين خافوا لوَّحوا بتضليله ، ولم يترخَّصوا بالخوف ، فيصرحوا بالثناء عليه تقية ، ولا تجاسروا على ذلك ، حتى مع الخوف المبيح لكلمة الكفر تقية !!! .
                  وقد قال علي عليه السلام عند الإكراه : فأما السب فسبوني ، فإنه لكم نجاة ، ولي زكاة ، وأما البراءة ، فلا تتبرؤوا مني ، فإني ولدتُ على الفطرة .
                  وقد ذكر الذهبي في ترجمة عبدالصمد بن علي بن عبدالله بن العباس الهاشمي الأمير : أنه ليس بحجة . قال : ولعل الحفاظ إنما سكتوا عنه مداراة للدولة . انتهى .
                  وفيه ما يدل على أنه قد يمنعهم الخوف من التصريح ببعض الأمور حتى يخفى مذهبهم فيها ، وهذا نقل شيخ الشافعية الكيا ، المفضل عندهم على الغزالي . ) انتهى كلام ابن الوزير

                  ثم نقل شطراً مما جاء في مقتل الحسين صلوات الله وسلامه عليه ، نقله عن كتاب "العلم المشهور" لابن دحية الكلبي ، من ص 45 إلى ص 52 .

                  ثم اتبعه بالنقل عن كتاب "مجمع الزوائد" للهيثمي مما جاء في مقتله صلوات الله وسلامه عليه . من ص 52 على ص 62 .
                  فارجع إلى الموضعين لزاماً ترى العجب مما جاء في مقتله والعلائم التي لحقت مصرعه بأبي هو وأمي ، ما يدل على عظمه عن الله وعند رسوله صلى الله عليه وآله .


                  يتبع ....

                  تعليق


                  • #24

                    ثم رجع ابن الوزير اليماني في الفصل الثاني ص 75 ، للحديث عن مسألة الخروج على أئمة الجور ، فيقول ما نصه :
                    ( الفصل الثاني : في بيان أن من منع الخروج على الظلمة استثنى من ذلك من فحش ظلمه ، وعظمت المفسدة بولايته ، مثل يزيد بن معاوية ، والحجاج بن يوسف ، وأنه لم يقل أحد ممن يعتد به بإمامة من هذا حاله ، وإن ظن ذلك من لم يبحث من ظاهر بعض إطلاقهم ، فقد نصوا على بيان مرادهم ، وخصوا عموم ألفاظهم ت ويظهر ذلك بذكر ما أمكن من نصوصهم .
                    فمن ذلك ما نقله لي شيخي النفيس العلوي – أدام الله علوه – عن إمام مذهب الشافعية الجويني ، فإنه قال في كتابه "الغياثي" ، وقد ذكر أن الإمام لا ينعزل بالفسق ما لفظه : وهذا في نادر الفسق ، فأما إذا تواصل منه العصيان ، وفشا منه العدوان ، وظهر الفساد ، وزال السداد ، وتعطلت الحقوق ، وارتفعت الصيانة ، ووضحت الخيانة ، فلابد من استدراك هذا الأمر المتفاقم ، فإن أمكن كف يده ، وتولية غيره بالصفات المعتبرة ، فالبدار البدار ، وإن لم يُمكن ذلك ، لاستظهاره بالشوكة إلا بإراقة الدماء ، ومصادمة الأهوال ، فالوجه أن يقاس ما الناس مندفعون إليه ، مُبتلون به بما يعرض وقوعه ، فإن كان الواقع الناجز أكثر مما يتوقع ، فيجب احتمال المتوقَّع ، وإلا فلا يسوغ التشاغل بالدفع ، بل يتعيَّنُ الصبر والابتهال إلى الله تعالى . انتهى بحروفه .
                    ومما يدل على ذلك أنه لما ادّعى أبو عبدالله بن مجاهد الإجماع على تحريم الخروج على الظلمة ، ردوا ذلك عليه وقبَّحوه ، وكان ابن حزم – على تعصبه لبني أمية – ممن رد عليه فكيف بغيره ؟! واحتج عليه ابن حزم بخروج الحسين بن علي عليهما السلام على يزيد بن معاوية !! ، وبخروج ابن الأشعث ومن معه من كبار التابعين على الحجَّاج !! ، ذكره في كتاب "الإجماع" له ، ورواه عنه الريمي في آخر كتاب "الإجماع" له في الترتيب الذي ألحقه به ، فقال ابن حزم ما لفظه : ورأيتُ من نصَبَ نفسه للإمامة والكلام في الدين فصولاً ذكر فيها الإجماع ، فأتى فيها بكم لو سكتَ عنه لكان أسلم له في أخراه !! بل لعل الخرس كان اسلم له ، وهو ابن مجاهد البصري المتكلم الطائي ، لا المقريء ، فإنه ذكر فيما ادّعى في الإجماع : أنهم أجمعوا على أنه لا يُخرَجُ على أئمة الجور ، فاستعظمتُ ذلك ، ولعمري إنه لعظيم أن يكون قد علمَ أن مُخالفَ الإجماعَ كافر !! ، فيُلْقي هذا إلى الناس ، وقد علمَ أن أفاضل الصحابة وبقية السلف يوم الحرّة خرجوا على يزيد بن معاوية !! ، وأن ابن الزبير ومن تابعه من خيار الناس خرجوا عليه ، وأن الحسين بن علي ومن تابعه من خيار المسلمين خرجوا عليه أيضاً !! ، رضي الله عن الخارجين عليه !! ، ولعنَ قَتَلَتَهُم ، وأنَّ الحسن البصري وأكابر التابعين خرجوا على الحجاج بسيوفهم . أترى هؤلاء كفروا ؟!!!!! بل والله من كفَّرهُم ، فهو أحق بالكفر منهم !! ، ولعمري لو كان اختلافاً – يخفى – لعذرناه ، ولكنه مشهور يعرفه أكثر من في الأسواق ، والمخدرات في خدورهنَّ لاشتهاره ، ولكن يحق على المرء أن يخطم كلامه ويمّه إلا بعد تحقيق ومَيْزٍ ، ويعلم الله أن الله تعالى بالمرصاد ، وأن كلام المرء محسوب مكتوب مسؤول عنه يوم القيامة ، مُقلَّداً أجرَ من اتَّبعه عليه !! ، أو وِزره !! . انتهى بحروفه .
                    وقرره الفقيه جمال الدين الرّيمي ، ولم يعترضه .
                    فإذا كان هذا كلام من نصّوا على أنه يتعصب لبني أمية في يزيد بن معاوية ، والخارجين عليه ، فكيف بمن لو يوصم بعصبية البتة !! ، وليس يمكن أن يزيدَ الشيعي المحتدّ على مثل هذا ! .
                    وممن أنكرَ على ابن مجاهد دعوى الإجماع في هذه المسألة ، القاضي العلامة عياض المالكي ، قال : وردَّ عليه بعضهم هذا بقيام الحسين بن علي رضي الله عنه ، وابن الزبير ، وأهل المدينة على بني أمية ، وقيام جماعة عظيمة من التابعين ، والصدر الأول على الحجَّاج مع ابن الأشعث .
                    وتأوَّلَ هذا القائل قوله : "ألاّ ننازع الأمر أهله" على أئمة العدل .
                    قال عياض : وحُجَّة الجمهور أن قيامهم على الحجَّاج ليس بمجرد الفسق ، بل لما غيَّرَ من الشرع ، وأظهرَ من الكفر ! . انتهى كلامه .
                    وفيه بيان اتفاقهم على تحسين ما فعله الحسين بن علي عليه السلام وأصحابه وابن الأشعث وأصحابه ، وأن الجمهور قَصَروا جواز الخروج على من كان على مثل تلك الصفة ، وأن منهم من جوَّزَ الخروج على كل ظالم ، وتأوَّلَ الحديث الذي فيه "وألاَ ننازع الأمر أهله" على أئمة العدل !! .
                    وفيه أنهم اتفقوا على الاحتجاج بفعل الحسين عليه السلام !! ، ولكن منهم من احتجَّ على جواز الخروج على الظلمة مطلقاً !! ، ومنهم من قَصَره على من فَحُشَ ظُلمُه وغيَّرَ الشرع ، ولم يقل مسلمٌ منهم ولا من غيرهم : إنَّ يزيدَ مُصيبٌ !! ، والحسين باغٍ !! ، إلاَّ ما ألقاه الشيطان على السيد ، ولا طَمَّعَ الشيطان بمثل هذه الجهالة أحداً قبل السَّيِّد .) انتهى

                    ثم قال ابن الوزير في ص (78) :
                    ( واعلم أني لا أعلمُ لأحدٍ من المسلمين كلاماً في تحسين قتل الحسين عليه السلام ، ومن ادَّعى ذلك على مسلم ، لم يُصدَّق ، ومن صحَّ ذلك عنه ، فليس من الإسلام في شيء !! ..) انتهى

                    ثم أضاف ابن الوزير في نفس الصفحة ما نصه :
                    (ونُسبَ إلى الغزالي كلام مضمونه أنه لم يصح عن يزيد بن معاوية الرِّضا بقتل الحسين ، وهذا يدلّ على استقباح قتل الحسين ، بحيث لم يتجاسر الغزالي على القطع بنسبة الرِّضا إلى يزيد !! . ذكر هذا ابن خلكان في "تاريخه" في ترجمة علي بن محمد المعروف بإلكيا الهراسي ، ثم ذكر عن الهراسي صاحب الترجمة ما يخالف هذا ، وأثنى عليه حتى نقل تفضيله على الغزالي ، كما هو معروف في التاريخ المذكور .
                    وقد رأيتُ أن أوردَ الكلام المنسوب إلى الغزالي ، وأنقضُه على الإنصاف ، وهل صحَّ عنه أو لم يصح ؟ ، على أني أنزّه الغزالي عن صحة ذلك الكلام لما فيه من الشُّبه الركيكة !! ، ولما يؤدي إليه من الالزامات الشنيعة !! ولما صح عنه مما يناقضه كما سيأتي ، وأنا أبين من ذلك ما يظهر مع ذلك صحة ما ذكرته .
                    فأقول : قال صاحب الكلام – وقد سُئِلَ عن لعن يزيد – ما لفظه : لا يجوز لعن المسلم أصلا ، ومن لعن مسلما فهو الملعون ، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (المسلم ليس بلعان ) ، وكيف يجوز لعن المسلم ولا يجوز لعن البهائم وقد ورد النهي عن ذلك ، وحرمة المسلم أعظم من حرمة الكعبة بنص النبي صلى الله عليه وسلم ، ويزيد صح إسلامه ، وما صح قتله الحسين عليه السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، ولا أمرُه ولا رضاه بذلك ومهما لم يصح ذلك منه ، فلا يجوز أن نظن به ذلك ، فإن إساءة الظن أيضاً بالمسلم حرام ، وقد قال تعالى * ( اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم ) * [الحجرات : 12] وقال النبي صلى الله عليه وسلم ( إن الله حرم من المسلم دمه وماله وعرضه وأن يظن به ظن السوء ) .
                    ومن زعم أن يزيد أمر بقتل الحسين عليه السلام أو رضي به فينبغي أن يعلم به غاية حماقة فإن من قتل من الأكابر والوزراء والسلاطين في عصره لو أراد أن يعلم حقيقة من الذي أمر بقتله ومن الذي رضي به ومن الذي كرهه لم يقدر على ذلك وإن كان قد قتل في جواره وزمانه وهو يشاهده فكيف لو كان في بلد بعيد ، وفي زمن قديم ، وقد انقضى ؟ فكيف يعلم ذلك فيما انقضى عليه قريب من أربعمائة سنة في مكان بعيد ؟.
                    وقد تطرق التعصب في الواقعة فكثرت فيها الأحاديث من الجوانب فهذا أمر لا تعرف حقيقته أصلا وإذا لم يعرف وجب اجتناب الظن بكل مسلم يمكن إحسان الظن به ومع هذا فلو ثبت على مسلم أنه قتل مسلما فمذهب أهل الحق أنه ليس بكافر والقتل ليس بكفر بل هو معصية وإذا مات القاتل فربما انه مات بعد التوبة ، والكافر لو تاب من كفره ، لم يَجُزْ لعنه ، فكيف من تاب عن قتل ، ولم يُعْرَف أن قاتل الحسين عليه السلام مات قبل التوبة وهو الذي يقبل التوبة عن عباده فإذاً لا يجوز لعن أحد ممن مات من المسلمين ومن لعنه كان فاسقا عاصيا لله تعالى ولو جاز لعنه فسكت لم يكن عاصيا بالإجماع بل لو لم يلعن إبليس [طول عمره لا يقال له يوم القيامة لم لم تلعن إبليس ؟]ويقال للاعن لم لعنت ؟ ومن أين عرفت أنه مطرود ملعون ؟ والملعون : هو المبعد من الله عز وجل وذلك غيب لا يعرف إلا فيمن مات كافرا فإن ذلك علم بالشرع ، وأما الترحم عليه فهو جائز بل هو مستحب بل هو داخل في قولنا في كل صلاة اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات ، فإنَّهُ كان مؤمناً . والله أعلم . انتهى كلامه .
                    وقد يتعلَّق بهذا ثلاث طوائف : النواصب ، والروافض ، ومن يقول بتحريم لعن المعيَّن ، وإن كان كافراً محارباً مشركاً أو ذمياً يهودياً أو نصرانياً ، إلا من علمنا أنه مات كافراً ، فليردّ على كل طائفةٍ :
                    أمّا النواصب !! ، فربما فرحوا به ، أو توهموا أن قائله منهم ، فتكثَّروا بالإمام أبي حامد الغزالي ، وليس في كلام الرجل شيء من النصب أبداً ، وقد اشتهر عنه أن الله تعالى غضب على أهل الأرض لقتل الحسين عليه السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، رواه عنه الثقات ، كابن حجر في كتابه "التلخيص" ، وابن النَّحوي في كتابه "البدر المنير" ، بل أودعه الغزالي في كتابه الشهير بـ "كشف علوم الآخرة" ، وسيأتي ذكر ذلك قريباً .)

                    إلى أن يقول في ص 82 :
                    (وأمّا الروافض ، فيقولون : هذا يدل على أن أهل الحديث والاشعرية يصوِّبون يزيد بن معاوية في قتل الحسين عليه السلام ، ويحكمون بصحة إمامته ، وببغيِ الحسين وأصحابه عليه .
                    والجواب على هؤلاء من وجهين [من وجوه] :
                    الوجه الأول : أن كلامه يدل على نقيض هذا ، فانه صرح فيه بأن من ظن في يزيد أنه أمر بقتل الحسين أو رضي به ، فقد فعل ما لا يحل من ظن السوء ، ومن القطع في موضع الشك ، وذكر بعد هذا أنه يجوز أن قاتل الحسين مات بعد التوبة ، وكل هذا يقتضي تحريم قتل الحسين عنده ، ولو كان – حاشاه – باغياً ، ويزيد إماماً ، لكان قتلُه – صانه الله – واجباً !! فدلَّ هذا أنه لا حجّة في هذا الكلام لمن يُنسبُ إلى أهل الحديث والاشعرية إمامة يزيد وتصويبه في قتل الحسين عليه السلام ، فإن الرجل إنما تكلم في عدم صحة أمر يزيد ورضاه بذلك ، وقد تكررت منه الترضية على الحسين عليه السلام في كلامه ، ولم يترحم على يزيد مرّة واحدة في جميع كلامه ، وهذا يدل على تعظيم الحسين وتمييزه له من غيره .
                    الوجه الثاني : أنّا لو قدرنا صحة شيء من ذلك على الغزالي - والعياذ بالله – لم يلزم أهل الحديث والأشعرية .
                    الوجه الثالث : أنه قد روي عن الغزالي مذهب الروافض ، ذكر الغزالي ما يقتضي ذلك في كتابه "سر العالمين وكشف ما في الدارين" ، وحكاه عنه الذهبي في ترجمته من "النبلاء" ، قال : ذكره سبط ابن الجوزي ، وقال : ما أدري ما عُذره فيه ؟!! .
                    فكما لم يلزم صحة ذلك الكلام على الغزالي والقطع على أنه معتقده ، ولم يلزم أيضاً ذلك إلى أهل الحديث والأشعرية ، سواء صحّ ، أو لم يصح .
                    الوجه الرابع : ما ذكره الغزالي في كتاب "كشف علوم الآخرة" من أن الله تعالى غضب على أهل الأرض لقتل الحسين عليه السلام ، وقد مضى قريباً صحة ذلك عنه .

                    وأمّا الطائفة الثالثة ، وهم الذين يقولون بتحريم لعن المعيَّن وإن كفَر ، وارتكب الكبائر ، ولهم حجتان : ....إلخ )

                    يتبع ..

                    تعليق


                    • #25
                      ثم يضيف ابن الوزير في ص 84 ما نصه :
                      (وأمّا قوله : لا يجوز لعن المسلم أصلاً ، ومن لعنه فهو الملعون .
                      فالجواب عليه من وجوه :
                      الوجه الأول : أن المتكلم بدأ بلعن نفسه ، ولعنِ خيار المسلمين .
                      أما لعنهُ نفسه لنفسه ، فلأنّه لعنَ مَنْ لعَنَ مسلماً ، وحكمَ بأنه ملعون ، وقد قرَّرَ في كلامه أن قتل المسلم ليس بكفرٍ ، فكيف لعنه ؟ ... إلخ )

                      إلى أن يقول في ص 90 :
                      (فإن قيل : إنما أرادَ صاحب الكلام أنه لا يجوز لعن أحد بعينه من العصاة ، وإن جاز لعنه على الإطلاق من غير تعيين .
                      قلت : هذا لا يصح لوجوه :
                      الوجه الأول : أن المسألة ظنية خلافية ، لا يستحق المخالف فيها التأثيم ولا الإنكار ، فضلا عن التفسيق واللعن ، وقد ذكر الإمام النووي في "الأذكار" أن الظاهر جواز ذلك ، وقد صدر ذلك عن غير واحد من السلف الصالح ، ولو لم يصح فيه إلاَّ ما خرجه البخاري ومسلم عن ابن عمر أنه مرَّ بفتيان من قريش قد نصبوا طيراً وهم يرمونه ، فقال : لعن الله من فعل هذا ، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن من اتخذ شيئاً فيه الروح غرضاً ، فهذا الصاحب الجليل لعنَ جماعة معينين من فتيان قريش ، أيكون عبدالله بن عمر ملعوناً ؟!! حاشاه – رضي الله عنه – من ذلك .
                      ومن ذلك ما رواه البيهقي في "سننه الكبرى" في جماع أبواب الكلام في الصلاة في أول باب منه ، من حديث عبدالرحمن بن معقل أنه قال : شهدتُ علياً يقنتُ بعد الركوع ، ويدعو في قنوته على خمسة ، وسمَّاهم ، ولم يسمِّهم البيهقي .
                      وروى محمد بن جرير الطبري مثل ذلك في "تاريخه" وزاد تسميتهم ، ومن ذلك ما روى شهر بن حوشب قال : سمعتُ أم سلمة حين جاء نعي الحسين لعَنَتْ أهل العراق ، وقالت : قتلوه قتلهم الله عز وجل ، عزّوه وذلّوه لعنهم الله . رواه الطبراني والهيثمي في "مجمع الزوائد" وقال : رجاله موثقون . )

                      إلى أن يقول في ص 94 :
                      (الوجه العاشر : حديث : "لعنَ الله الراكب والقائد والسائق" . رواه الهيثمي مرفوعاً من حديث سفينة ، وقال : رجاله ثقات ، وهو لعن لمعيَّن أيضاً .)

                      إلى أن يقول في ص 95 :
                      (فكيف يقال : أن من لعن مسلماً على الإطلاق ، وإن كان فاسقاً ، فهو الملعون ؟!! .
                      أفلا يخاف صاحب هذا الكلام أن يكون تناول باللعن رسول الله صلى الله عليه وسلم وخيار الصحابة وخيار المؤمنين ؟!! .
                      فحاشا مقام الإمام الغزالي مِنْ مثل هذه الجهالة الشنيعة ، والبدعة البديعة !!.

                      وأما احتجاج صاحب تلك الفتوى على ذلك بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم "المؤمن ليس باللعان" .
                      فالجواب من وجهين :
                      الوجه الأول : أنه لا يدل على تحريم لعن أحد بعينه ، بل هو مطلق ، وقد فسره صاحب الشريعة ، فأجاز لعن الظالمين والكافرين ونحوهم ، فدل على أن التحريم منصرف إلى المؤمنين القائمين بفرائض الإيمان ، المحافظين لأنفسهم عن انتهاك محارمه ، وتعدّي حدوده .
                      الوجه الثاني : أن النبي صلى الله عليه وسلم نفى أن يكون المؤمن لعّاناً ، وليس اللعان من لعن بعض العصاة غضباً لله تعالى ، وزجراً لأهل المعاصي في بعض الأحوال ، كما فعل ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وغير واحد من فضلاء الصحابة .... ) انتهى

                      ويضيف ابن الوزير في ص 96 – 105 ما نصه :
                      (وإذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم – أحلم الخلق وأشفعهم – غضب على من وسمَ حماراً في وجهه ، فلعنَ من وَسَمَه ، فكيف لا يغضب المسلم على من قتلَ الحسين الشهيد ريحانة رسول الله صلى الله عليه وسلم وقرَّةَ عينه ؟!!.
                      أمَا يكون العصيان بقتل ريحانة رسول الله صلى الله عليه وسلم أقبحَ من العصيان بوسم الحمار الذي غضب له رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟!! ، ويكون قطع رأسه الكريم وتقويره وحمله على عودٍ أوجعَ للقلب وأقوى في إثارة الغضب والكرب مِنْ وسمِ وجه ذلك الحمار ؟!! ، على أن الذي وسمَ وجه الحمار لم يفعل ذلك عداوة للحمار ، ولا استهانة به ، وإنما فعله لمنفعة ظنها في ذلك .!!
                      فاعجب كيف غضب رسول الله صلى الله عليه وسلم لوسم ذلك الحمار ، واعجب من قوم يدَّعون الإسلام الكامل ، ولا يغضبون لولد رسول الله صلى الله عليه وسلم !! ، وقد ذُبِحَ عطشاناً !! ، ومُثِّلَ به !! ، وحُمِلَ رأسه الكريم على رأس عودٍ مُغيَّراً مشوهاً ، ولو فعل ذلك بعضُ أئمة العدل ببعضِ أولادِ هؤلاء لذنبٍ اقتضى ذلك ، لسبَّهُ ، ولَعَنَهُ غالباً !!!! ، واقل الأحوال أن يقف الغضب العظيم على كون ولده مظلوماً ، وكون الفاعل من أهل الجور ، فالحسين رضي الله عنه أعظم المظلومين ، ومحاربوه أعظمُ الظالمين ، ويزيد أعظمُهم أجمعين ، وهو وإن لم يباشر القتل ، فهو أعظم إثماً من المباشر ، لأن القاتل إنما قتل برضاه وشوكته وقوّته !!.
                      وفي الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : "أنَّ على القاتل جزءاً من العقاب ، وعلى الآمر تسعة وستين جزءاً" . رواه ابن كثير في "الإرشاد" ، وقال : رواه أحمد بن حنبل ، فإذا كان الإنسان يغضبُ لولده لو فُعلَ معه دون ما فُعلَ مع الحسين عليه السلام ، وإن كان ولدُه في فضله دون الحسين عليه السلام ، وظالم ولده في جُرأته دون يزيد !! ، فكيف لا يكون غضبه لله ورسوله أعظمَ ؟! .
                      وفي الصحيحين من حديث أنس ، قال : سمعتُ رسول الله صلى الله عليه سلم يقول : "لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحبَّ إليه من والده وولده والناس أجمعين" .
                      وفي صحيح البخاري مثل ذلك من حديث أبي هريرة .
                      فمن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين ، فليكن ولدُ رسول الله صلى الله عليه وسلم أحبّ إليه من ولد صلبه ، وجميع أهله .
                      بل في "الصحيحين" من حديث أنس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه" ، وفي رواية : "لا يؤمن عبد حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه" .
                      فليتصوَّر المسلم أنه مكان الحسين رضي الله عنه ، وأنه فُعِلَ به ما فُعلَ بالحسين عليه السلام ، وليتصور كيف يكون غضبه على من فعل به ذلك ، بل يجبُ أن يكون أعظمَ من ذلك ، فإن المسلم يُستحبُّ له أن لا يغضب لنفسه ، ويجب عليه أن يغضبَ لمعصية الله ، ويُستحبُّ له أن لا ينتصر لنفسه ، ويجب عليه أن ينصر أخاه المسلم المظلوم ، فإذا عرفتَ هذا ، فاحذر أيُّها السُّنِّيُّ !! أن يخدعكَ الشيطان بتحسين الكلام في يزيد والمجادلة !! .
                      فأمّا لعنُ من لَعَنَه ، وتفسيق من سبَّهُ ، فتهوُّرٌ في مهاوي الجهل والفسوق إلى مرمى سحيق ، ونزوع عن الإيمان والإسلام ، لا عن التدقيق والتحقيق .

                      وأمّا تعلقه بأن المسلم أفضل من البهيمة ، وحرمته أعظم من حرمة الكعبة ، فذلك المسلم الكامل الإسلام بالإجماع ، فإن مرتكب الكبائر يجب حدّه وإهانته ، ويستحق الغضبَ من الله تعالى والعذاب ، ولا يجوز شيء من ذلك في حق البهائم والكعبة المعظمة .


                      وأمّا قوله : إنه صحَّ إسلام يزيد ، ولم يصح قتلُه الحسين ، ولا أمرُه بذلك ، ولا رضاه به .
                      وقوله : إنَّ من زعمَ أنه يعلمُ ذلك ، فينبغي أن نعلمَ به غاية حمقه ، إلى آخر ما ذكره في هذا المعنى .
                      فالجواب عليه من وجوه :
                      الوجه الأول : أنه أمّا أنَّ يزيد لم نطَّلعْ على ما في قلبه من ذلك ، فصحيح ، لأنَّ أمر السرائر إلى الله تعالى ، ولكن إذا كان المرجع إلى السرائر ، فلم يصح إسلام يزيد أيضاً ، لأنَّا لم نطلع على ما في قلبه من ذلك ، فما بالُ إسلامه صحَّ ، وإن لم نطلع على ما في قلبه ، ورضاه بقتلِ الحسين لم يصحَّ لسبب هذه العلة .
                      وإن أرادَ أنّه لم يظهر من يزيد الرضا بقتل الحسين عليه السلام في ظاهر أحواله ، فذلك عناد واضحٌ !! ، أو جهل فاضح !! ، فيزيدُ ناصبيٌّ عدوٌّ لعليٍّ وأولاده عليهم السـلام ، مُظهرٌ لعداوتهم ، مُظهرٌ لسبِّهم ولعنهم من على رؤوس المنابر ، ناصبٌ للحرب بينه وبين من عاصره منهم ، ومن جهل هذا ، فهو معدود من جملة العامة !! الذين لم يعرفوا أخبار الناس ، ولا طالعوا تواريخ الإسلام !! ، وما أحسن البيت :
                      والشمس إن خفيتْ على ذي مُقلةٍ ... نصفَ النهار فذاك محصول العمَى
                      فكيف يقال : إنه لم يظهر منه الرضا بذلك ، وقد جاؤوا إلى حضرته برأس الحسين عليه السلام على عودٍ مغبراً مُشوَّهاً مُقَوَّراً متقربين إليه بذلك ، مُظهرين للمسرة به ، فتكلّم بأقبح الكلام في حق الحسين عليه السلام كما نقل ذلك أشياخ أهل النقل كأبي عبدالله الحاكم والبيهقي وموفَّق الدين ابن أحمد الخوارزمي وغيرهم ، كما تقدّمت إليه الإشارة .
                      وكيف لا نعلمُ رضاه بذلك ، وإن سكت ، أتحسَبُ أن قاتليه قد اختلَّتْ عقولهم حتى يفعلوا ذلك من غير أمره ولا رضاه !! ثم يأتوا به مظهرين للمسرة ، طالبين من لعظيم المثوبة على أمرٍ لم يتقدَّم منه إليهم فيه شيء ، ولا عرفوا رضاه ؟!! .
                      فكيف لا يقال : بأنَّ الظاهر منه الرضا بذلك ، ولم [ يُحرِّج ] على أحدٍ منهم في ذلك ، ولا أظهرَ البراءة من ذلك ! ولا أمرَ بقبر رأسِ الحسين عليه السـلام ! ، ولا نهى عن إظهار المسرة بقتل الحسين رضي الله عنه ! ، فإنهم أظهروا المسرَّةَ بذلك في مملكته !!.

                      والنكتةُ في هذا الوجه الأول من الجواب : أنَّ رضا يزيد بذلك ظاهر بالضرورة !! ، لا يمكن إنكاره ، ولا يمكن أبداً المستند فيه مثل ما نعلم كراهة أهل الحسين رضي الله عنه لذلك في الظاهر ، وهذا علمٌ ضروريٌ مُتعلِّقُه ظواهر الأحوال ، لا سرائر القلوب ، ومن لم يحصل له هذا العلمُ لقلّةِ معرفته بالتاريخ وأخبار الناس ، فهو معذور بجهله إذا لزم تكليف الجهَّال ، وهو عدم الاعتراض على أهل العلم ، والله أعلم .
                      الوجه الثاني : أن يقال لهذا الشأن في رضا يزيد بقتل الحسين عليه السـلام : إمّا أن نقول : إن جميع ما صدر مِنْ أمراء الملوك مِنَ الحروب والقتول والغزوات وعظائم الأمور غير منسوب إلى أمْرِ الملوك ، ورضاهم ، أو لا .
                      إن قال : لا يُنسبُ إلى الملوك شيء من ذلك في الظاهر ، ولا في الباطن ، وإن لم يُظهروا البراءة منه ، ولا الشدة على مَنْ فَعَله ، فهذا خروج مِن زُمرة العقلاء !! ، لأنه يلزم منه أنّ الحجاج بن يوسف ما صدرَ عنه إلاّ مثل ما صدر عن عمر بن عبدالعزيز مِنَ الأمر بالعدل والرفق ، ولكن أمراءَهُ وجُندَه فعلوا ما لم يرضه ! ، وسكت ! ، وما نُقلَ أنه باشره من ذلك ، وأمر به لم يبلغ مبلغ التواتر !!.
                      وأمّا إن أقرَّ أن ظاهر أحوال الأمراء أنهم لا يفعلون في المهمات إلا ما أمرهم به الملوك ، فقتلُ أمراءِ يزيدَ للحسين عليه السـلام مِنْ ذلك ، فإن الظاهر من أمراءِ يزيد وغير يزيد أنهم لا يُقدمون على الأمور العظيمة إلا من جهة الطاعة لمن فوقهم ، والتقرب إليه ، ولم يكن بين جند يزيد وبين الحسين عداوة تُوجبُ السَّب ، كيف القتل ؟!!!! وإنّما قتلوه طاعة ليزيد وتقرُّباً إليه !!.
                      ولهذا روى أبو عبدالله الذهبي في كتاب "الميزان" عن أبي إسحاق أنه قال : كان شمر يصلي معنا ويستغفر ، فقلتُ : كيف يغفر الله لك وقد أعنتَ على قتل ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟!
                      قال : ويحكَ ، كيف نصنع ؟! إنَّ أمراءَنا أمرونا ، ولو خالفناهم كنّا شراً من الحمير السُّقاة .
                      قال الذهبي : إنّ هذا العذر قبيحٌ ! ، فإنما الطاعة في المعروف .
                      قلت : وإنما قال أبو إسحاق لشمر : كيف يغفر الله لك ، لأنه فهم من حاله أنه لم يتب من قتل الحسين ، ويفعل ما يجب من تسليم نفسه قَوَداً إلى أولياء الحسين عليه السـلام ، وإنما قال ذلك على عادة المستغفرين من المُصرِّين ، مع تهاونه بعظيم ذنبه .
                      وجه آخر : وهو قول الله تعالى لمن عاصر النبي صلى الله عليه وسلم من اليهود : (قل فلم تقتلون أنبياء الله من قبل إن كنتم مؤمنين . ولقد جاءكم موسى بالبينات ثم اتخذتم العجل من بعده وأنتم ظالمون) [البقرة : 91 - 92] فنسبَ فعل البعض إلى الجميع على سبيل الذَّم لرضا الجميع به ، أو تواليهم ، ورضا الجميع معلوم لغير الله تعالى بالقرائن ، ولذلك حسُنت مناظرتهم به .
                      وما كان من أمور السرائر التي لا يعلمها إلا الله ، لم تقعِ المناظرة في دار التكليف عليها إلا على طريق التنكيت دون الحجة ، ولذلك لم يكن للمشركين حجة في القدر .
                      الوجه الثالث : إما أن يشكَّ هذا المتكلم في جميع ما نقله المؤرخون من ثقات المحدثين وأهل معرفة الرجال ، لزمه ألاَّ ينسبَ الرَّفض إلى الرَّافضة ، والنَّصبَ إلى النَّواصب ، والبدع إلى أحدٍ من أهل المذاهب ، ولا يجرح أحداً من الرواة ، ولا يميز العدل من سواه .
                      وإن أقرَّ بقبول أقوال الثقات من أهل التاريخ والكلام على الرجال ، لزمه قبولُهم في يزيد .
                      الوجه الرابع : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أخبر أن أمرَ أمَّته لا يزال مستقيماً حتى يثلمه يزيد ! ، وتأوَّه مِنْ قتله لسلفه من الصحابة رضي الله عنهم وسلفِ سلفهم من التابعين رحمهم الله تعالى ، كما قدمنا ذكر ذلك ، ورواية ثقات أئمة الحديث له ، ومن أخبر عنه بذلك النبي صلى الله عليه وسلم ، لا ينبغي أن يُحسنَ به الظنٌّ ، بل الواجبُ تحسين الظنُّ برسول الله صلى الله عليه وسلم ، بل اعتقاد القطع بوقوع ما أخبرَ به .
                      الوجه الخامس : إمّا أن نقول : تواتر الأخبار وكثرة القرائن يدلُّ على ما ذكرناه أولاً .
                      إن قلنا بذلك ، لزم صحة ما ذكرناه ، وإن لم نقل بذلك ، لزم ألا يُنسبَ إلى أحد من الملوك عداوة عدُوٍّ ، ولا رضا بحربه حتى يُحضرَ الشهود العدولَ ، ويكتبَ على نفسه سِجلاَّ بأنه يُبغض عدوَّه ، ويحب قتله ويرضى به !!.
                      ومن المعلوم لكل عاقل أنه قد ثبت العلم بأعداء الملوك ومحبة الملوك لقتل أعدائهم من غير إقرار صحيح بذلك وكتابة شهادات العدول في السجلات بذلك ، ولا شكَّ أنَّ عداوة يزيد للحسين من أشهرِ العداوات ، وأنَّ رضاه بقتله من أوضَحِ الأمور الظاهرات ، والله أعلم .
                      الوجه السادس : أنه ثبت في الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتبَ إلى هرقل ملك الروم أن عليه إثم الأريسيين ، وهم أهل الجهل والخطأ والجفاء من أهل دينه ، مثل الحراثين ، ومن المعلوم أنّه لو لم يأمرهم ويرضى بدينهم ما كان عليه من إثمهم شيء ، وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما قال له بذلك لأن ظاهر حاله أنه راضٍ بذلك ، لقدرته على التغيير ، ولو كان كارهاً لَغَيَّرَ ، فكذلك سائر الملوك الجبابرة الظاهر منهم الرضا بكل قبيح ظهر في ممالكهم ولم ينكروه ، وكذلك يزيدُ ، فإنَّ قَتَلَةَ الحُسين عليه السلام جاؤوا برأسه الكريم مبشّرين له ، وطالبين للثواب منه ، ومُظهرين له أنهم قد فعلوا له أحبَّ الأمور إليه ، فأقرّهم على ذلك ، ورضي عنهم ، وقد يُحكمُ بالرضا بأقلَّ من هذا ، فقد حكم النبي صلى الله عليه وسلم برضا البكر بالتزويج لسكوتها ! ، وليس القصد القياس ، وإنما القصد التنبيه على أن الرضا قد يُعرف بغير نُطقٍ وإلاّ لزم فيمن تزوَّجت برجل وهي بكر بالغة وأقامت معه ، حتى وُلِدَ له منها أولادٌ أن يقبل منها إذا أنكرت الرضا بعد ذلك !!! ، وأمثال ذلك ، بل أوضحُ من هذا صحَّةُ عقود الأخرسِ ! بالإشارة ، والعلم بكثير فما يرضى به ويُحبه .
                      الوجه السابع : أنَّ صاحب هذه الشبهة علَّقَ الحكم بالعلم بما في باطن يزيد ، وليس الحكم يتعلق بذلك شرعاً ، فإنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أسرَ عمّه العباس يوم بدرٍ ، ولمَّا ادَّعى العباس ذلك اليوم أنه كان مُكرهاً ، فقال له صلى الله عليه وسلم : "أمَّا ظاهركَ ، فكان علينا" . وأخذَ منه الفداء .
                      وروى البخاري في " الصحيح " في كتاب الشهادات عن عمر بن الخطاب أنه قال : إنّ أناساً كانوا يؤخذون بالوحي على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإنّ الوحي قد انقطعَ ، فمن أظهرَ لنا خيراً أمِنَّاه وقرَّبناه ، وليس لنا من سريرته شيء ، ومن أظهرَ لنا سوءاً ، لم نأمَنْهُ ولم نُقرِّبهُ ، ولم نُصدِّقه ، وإن قال : سريرته حسنة . انتهى كلامه رضي الله عنه .
                      والفرق بين هذا الوجه وبين الوجه الأول : أن الحُجَّة في هذا مِنَ السَّمع والأثر ، والحُجَّة في الأول من النَّظر والجدل .
                      الوجه الثامن : أنَّا لو قدرنا ما لم يكن من عدم رضا يزيد بقتل الحسين عليه السلام ، فإنه فاسق متواترُ الفسق والظلم ، شِرِّيبُ الخمر ، كما قال أبو عبدالله الذهبي في حقه : كان ناصبياً !! ، جلفاً !! ، فظّاً !! ، غليظاً !! ، يتناول المُسكر !! ، ويفعل المنكر !!.
                      وهذا يُبيحُ سبَّه ، ويُغضبُ ربه ، ولو لم يكن له إلاّ بُغضُ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ، لكفاه فسوقاً !! ومقتاً عند الله !! وعند الصالحين من عباده !!.
                      ففي الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أنه لا يبغض علياً إلا منافق" .

                      وأمّا قوله : إنَّ إساءة الظنّ بالمسلم حرام .
                      فإنما ذلك في المسلم الكامل الإسلام الذي لم تظهر عليه قرائن الريبة ، ودليل الجواز في غير ذلك قول الله تعالى حاكياً عن نبيه يعقوب عليه السـلام : (بل سوَّلتْ لكم أنفسكم أمراً فصبرٌ جميل) [يوسف : 18] ، وفي الحديث المتفق على صحته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في الملاعَنَة : "لعلها تجيء به اسود جعداً" ، وقال : "إن جاءت به اسود أعين ذا أليتين ، فلا أراه إلا قد صدق عليها" .


                      وأما قوله في الاستدلال على حماقة من زعمَ أن يزيد رضي بذلك .
                      إن مَنْ قتل مِنَ الأكابر في عصره لو أراد أن يعلم حقيقة مَنِ الذي أمرَ بقتله ورضي به ، لم يقدر على ذلك ، وإن كان قد قُتِلَ في جواره وزمانه وهو يشاهده ، فإن أراد لم يقدر على معرفة الرضا ، فكذلك لو أقرَّ بالرضا ، لم يعلم أنه صادقٌ في إقراره ، وإن أراد لم يقدر على معرفة الآمر أيضاً ، كما هو ظاهر كلامه ، فهذا قلة عقل من قائله ، لا قلة علم ، فإن من المعلوم أنها لو قامت الشهادة بذلك إلى الإمام أو نحوه ، لقُبلت ووجَبَ في ذلك من العقوبة ما يراه الإمام ، ولو كان كما قال ، لم تُقبل الشهادة بذلك ، بل لوَجَبَ جرح الشُّهود ، لأنّهم شهدوا بما لا طريق إلى معرفته ، وهذا خلاف العقل والشرع ، وأيُّ مانعٍ يمنعُ من الشهادة على من أمَرَ بقتلِ رجلٍ ؟! . هذا ما لا يقوى في عقل مُميز أنَّ الغزالي يتكلَّم به .) انتهى المراد من كلام ابن الوزير اليماني .


                      وفيه من المباحث الجليلة ما فيه لقوم يعقلون


                      مرآة التواريخ / سبحان ربي الأعلى وبحمده .
                      التعديل الأخير تم بواسطة مرآة التواريخ; الساعة 22-02-2007, 08:05 AM.

                      تعليق


                      • #26
                        لقد أثار التفاتي قولك آخراً :
                        المشاركة الأصلية بواسطة مجرد ناصح
                        على كل حال أقول لك: لو أقنعتني فقط بهذه النقاط الذي سأذكرها الآن والتي أريدك أن تجيبني عليها سيدخل قلبي شيء من الشك أن الشيخ رحمه الله قد يكون أخطأ في حق الحسين رضي الله عنه وستجبرني على سؤال من هم أعلم مني لما قال الشيخ هذا؟! وإن لم أجد جواباً منهم فسأقول ربما يكون الشيخ ناصبي.

                        القاعدة الأولى: إذا اجتهد العالم فأخطأ وترتب عن خطئه مفاسد يصبح العالم الذي اجتهد ولم يخطئ أو اجتهد وأخطأ خطئاً لم تترتب عنه مفاسد أو ترتبت عنه مفاسد أقل من مفاسد اجتهاد العالم الأول يكون أعلم منه.

                        ايتني بقول أي عالم سني يقول بهذا أو أي حديث صحيح استنبطت منه هذه القاعدة أو اثبت لي أنك لم تستخدم هذه القاعدة بل قاعدة أخرى وتثبتها هي أيضا بقول عالم أو بدليل صحيح وبدون تكرار بل أريد كلاماً مقنعاً.



                        أقول :
                        أولاً : يا رجل ، إن هذا الأمر وجداني ، فلسنا بحاجة إلى نقل . لو تفهم . فلو اجتهد مجتهدان في قضية أو مسألة معينة ، وتبين أن أحدهم خالف الصواب ، أو خالف الحكم الواقعي ، أو الحكم المراد ، فيقال أن المجتهد الآخر أعلمَ منه في هذه القضية لأنه أصاب الواقع .
                        ثانياً : ما ذكرناه لك إنما أخذناه من نفس كلام شيخ اسلامكم ، شيخ النصب والتجسيم ، فارجع إلى كلامه ، وإلى ما علقناه بخصوصه ، تجد الأمر جلياً واضحاً بأقل تأمل ، فضلاً عن التعمق فيه .
                        ثالثاً : إن أصررتَ على عدم الفهم كما هو المتوقع ، فتفضل اقرأ كلام شيخ اسلامكم ماذا يقول :
                        كتاب منهاج السنة النبوية، الجزء 6، صفحة 27 - 28
                        http://arabic.islamicweb.com/Books/taimiya.asp?book=365&id=2859
                        قال ما نصه :
                        (وهكذا سائر أهل الاجتهاد من الصحابة رضي الله عنهم إذا اجتهدوا فأفتوا وقضوا وحكموا بأمر والسنة بخلافه ، ولم تبلغهم السنة ، كانوا مثابين على اجتهادهم ، مطيعين لله ورسوله فيما فعلوه من الاجتهاد بحسب استطاعتهم ، ولهم أجر على ذلك ، ومن اجتهد منهم وأصاب ، فله أجران .
                        والناس متنازعون : هل يُقال : كل مجتهد مصيب ؟ أم المصيب واحد ؟ .
                        وفصل الخطاب : أنه إن أُريدَ بالمُصيب المطيع لله ورسوله ؛ فكل مجتهد أتّقى الله ما استطاع فهو مطيع لله ورسوله ، فإن الله لا يكلف نفسا إلا وسعها ، وهذا عاجز عن معرفة الحق في نفس الأمر !! ، فسقط عنه .
                        وان عنى بالمصيب ؛ العالم بحكم الله في نفس الأمر ، فالمصيب ليسَ إلاَّ واحداً ، فإن الحق في نفس الأمر واحد !.
                        وهذا كالمجتهدين في القبلة ؛ إذا أفضى اجتهاد كل واحد منهم إلى جهة ، فكل منهم مطيع لله ورسوله ، والفرض ساقط عنه بصلاته إلى الجهة التي اعتقد أنها الكعبة .
                        ولكن العَالِم بالكعبة المصلّى إليها في نفس الأمر واحد . وهذا قد فضَّله الله بالعلم والقدرة على معرفة الصواب والعمل به ، فأجره أعظم . كما أن "المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف ، وفي كل خير" . رواه مسلم في صحيحه عن النبي صلى الله عليه وسلم .) انتهى بحروفه .


                        مرآة التواريخ / تستطيع الآن أن تسأل من هم أعلمَ منك .

                        تعليق


                        • #27
                          تسجيل متابعه ..

                          بارك الله فيك اخي مرآة التواريخ ,, وجزاك الله خيرا على ما تصنع وتتعب من اجل اظهار الحق ..

                          تحياتي لك استاذي الكريم ..

                          تعليق


                          • #28
                            الشكر لكِ أختنا أم عذراء ، ولا حرمنا الله من دعاء المؤمنين والمؤمنات .




                            ــــــــــــــــــــــــــــ
                            الأخ مجرد ناصح
                            هل سألتَ من هم أعلم منك ، فأتيتني بالجواب ؟!!






                            مرآة التواريخ / "أُفٍّ لَّكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَفَلا تَعْقِلُونَ" !!

                            تعليق


                            • #29
                              .................................................. .

                              تعليق


                              • #30
                                .................................................. ..........



                                تعليق

                                المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                                حفظ-تلقائي
                                x

                                رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                                صورة التسجيل تحديث الصورة

                                اقرأ في منتديات يا حسين

                                تقليص

                                المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                                أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, يوم أمس, 09:44 PM
                                استجابة 1
                                10 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة ibrahim aly awaly
                                بواسطة ibrahim aly awaly
                                 
                                أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, يوم أمس, 07:21 AM
                                ردود 2
                                12 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة ibrahim aly awaly
                                بواسطة ibrahim aly awaly
                                 
                                يعمل...
                                X