إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

هل أصبحنا مجتمعاً أكثر غضباً وعنفاً؟

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • هل أصبحنا مجتمعاً أكثر غضباً وعنفاً؟

    بسمه تعالى
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


    هل أصبحنا مجتمعاً أكثر غضباً وعنفاً؟


    د.ابراهيم الخضير
    هذا السؤال اصبح يطرح نفسه بشكل اكثر إلحاحاً في الوقت الحاضر.. نعم الغضب والعنف من طبائع البشر منذ خلق الله سبحانه و تعالى البشر.. وقد وقعت أول جريمة قتل بين أخ وأخيه..! النفس البشرية على مر الزمن تتراوح بين العنف والهدوء والغضب والحلم.
    مع تكاثر الناس في الأرض قامت حروب ضروس كانت أحياناً نتاجاً لأسباب تافهة أو رغبة مجموعة من البشر في السيطرة وسلب ثروات الآخرين، فعندما تختل موازين القوى عندئذ يأكل القوى الضعيف وهكذا استمرت الحياة بشرورها وخيرها.
    دائماً كانت هناك حروب حتى يومنا هذا.. حروب يبررها القوي والغازي المعتدي كي يعطي لنفسه الحق في الإستيلاء على خيرات الدول الأقل قوة وتماسكاً وتعصف بها المشاكل الداخلية.
    هذا على الجانب الدولي، أما ما يهمنا هنا فهو هذا العنف المروع الذي اصبح يسود بين الأفراد.. عنف بشع بكل المقاييس الإنسانية وحتى غير الإنسانية..! نعم على مر التاريخ خرج أشخاص حرقوا مدناً وحولوها إلى أطلال، كما فعل نيرون عندما حرق مدينة روما وحولها إلى بقايا وأشلاء مدينة، كما لو أن شيئاً لم يكن ولكن التاريخ أبقى بعضاً من هذا العمل الوحشي حتى يذكر العالم بوحشية بعض البشر، لكن ذاكرة التاريخ قصيرة ولا تتذكر إلا إنتقائياً ما يتناسب مع أهواء من يصنعوا التاريخ..! كيف نفسر هذا العنف الذي تضرب جذوره تحت مسميات غير مقنعة على الإطلاق لكل ذي عقل سليم..!
    هذا العنف الدولي جعل الأفراد أقل قابلية للهدوء وأكثر ميلاً للعنف البشع.. أصبح مألوفاً أن ترى على شاشات التلفزيون كيف أصبح الأشخاص يقتلون بعضهم بطريقة موغلة في الوحشية.. ترى جثثاً لأشخاص أبرياء تم تعذيبهم بقلع أعينهم وتقطيع أجسادهم قبل إن يطلقوا عليهم رصاصة الرحمة..!
    العنف الوحشي الذي كنا نعتقد أنه بعيد عنا لم يعد كذلك.. لقد أصبحنا داخل دائرته.
    هناك العنف الذي يقوم به أشخاص متطرفون فكرياً، وهو أسوأ أنواع العنف حيث يقتل شخص تلقى غسيلاً لدماغه بأفكار غير صحيحة.. يقتل أناساً أبرياء. هنا الخطورة لأن هذا النوع من العنف لا يفرق بين البريء وغيره، الصغير أو الكبير، المرأة أو الرجل.. قتل بلا رحمة وبدون شعور بتأنيب ضمير، لأن غالباً ما يكون هؤلاء الأشخاص قد شحنوا بكم هائل من الكراهية للحياة وللناس وربما يكون هناك إحتمال كبير أن يكون بعضهم مرضى نفسيين أو عقليين يتم اصطيادهم والتغرير بهم من مرضى آخرين من الذين يعانون من الاضطرابات الشخصية المضادة للمجتمع (السيكوباثيين)، الذين يتلذذون بتعذيب الآخرين وإلحاق الأذى بالمجتمع حتى يرضوا هذا المرض الذي يعانون منه.
    الأطفال الأبرياء هم وقود هذا الإجرام إذا ما تركوا صيداً سهلاً لهؤلاء المرضى المتطرفين من أي إتجاه كان..! خاصة وأن بعض من يجندون هؤلاء الصغار لهم طرقهم الخادعة في استقطاب المراهقين الذين لا يعرفون ما حجم الضرر الذي يصنعونه في المجتمعات التي يمارسون فيها عنفهم.
    نعم تلعب الظروف الاجتماعية والنفسية دوراً كبيراً في التحاق هؤلاء المراهقين بالجماعات المتطرفة، وربما يكون الفقر والجهل وعدم رعاية الوالدين للأبناء من أهم العوامل التي تقود إلى هذا الخطر الكبير على المجتمعات.
    الآن أصبحنا نلاحظ العنف والغضب في الشوارع حيث نسير، الناس أصبحوا لا يحتملون أي خطأ صغير يقوم به شخص آخر. ولعل قيادة السيارات في الشوارع تعطينا لمحة عن كيف أصبح الغضب والعنف سريعاً وخطيراً.
    هل تتصور أن سائق سيارة يطلق النار على سائق سيارة اخرى بسبب بطء السائق الذي يسير أمامه ولم يفسح له الطريق..! أو أن يعترض سائق سيارة سائقاً آخر بسبب انه لم يفسح له عند إشارة المرور ليعبر والإشارة حمراء وينزل عليه بقطعة خشبية ليضربه ضربة قد تؤدي إلى وفاته. لقد شاهدت قبل سنوات مراهقاً نزل على سائق سيارة اخرى لم يفسح له الطريق فنزل عليه بقضيب حديد وضربه على رأسه وقتله في الحال..! كان الشاب لا يتجاوز السادسة عشرة، وجاء الشاب وزملاؤه إلى المستشفى ليستطلعوا ماذا حدث لمن ضربوه، فكانت المفاجأة ان السائق المضروب قد توفى، ولم يبدو على الشاب أنه تأثر كثيراً..! وعندما سألته لماذا يضرب السائق بقطعة حديد؟ فكانت إجابته بأنه حاول أن يتجاوزه ولكن السائق لم يكن يستطع تجنب سيارتهم وعندما تجاوزوه من الجانب الآخر اعترضوا سيارته ونزل الشاب الذي يقود السيارة ومعه قطعة حديد (يد الرافعة التي تستخدم في رفع السيارة عند تغيير الإطار) ودون ان يتكلم معه ضربه على رأسه كي يؤدبه ولكن لم يتوقع ان تكون النتيجة قتلا.. جريمة قتل حقيقية بسبب تافه، ثم ماذا يضير هذا الشاب لو تأخر دقائق عن الوصول إلى المكان الذي يريد أن يذهب إليه هو وأصدقاؤه، وأعتقد أنهم ليسوا في مهمة عاجلة، فهم كانوا يتسكعون في الشوارع إستعراضاً بسيارتهم، ومن وجهة نظرهم كيف يجرؤ هذا السائق ان لا يفسح لهم الطريق فكانت النتيجة جريمة قتل ذهب ضحيتها رجل متزوج معه زوجته وصديق آخر و زوجته والذين حضروا إلى المستشفى مع صديقهم سائق السيارة الذي توفي.. ألا يعلم مثل هذا الشاب أنه بعمله هذا قد حطم حياة أسرة جاءت للعمل وكسب الرزق في هذا البلد..!
    لماذا لا نعلم أبناءنا الصبر ليس فقط عند قيادة السيارات، وإنما نعلمهم أن الغضب يجب أن يسيطر عليه الشخص قدر ما يستطيع، وهذا يمكن مع تعويد النفس على ذلك متى وجد الشاب بأن والديه لا يشجعانه على الإعتداء على الآخرين، وإنما يكون حليماً خاصة إذا كان الأمر لا يستحق ردة الفعل الخطيرة كما حدث مع هذا المراهق..! إننا نسمع بحوادث قتل بين أقارب على قطعة أرض صغيرة لا تساوي مبالغ كبيرة، وجرائم قتل لأسباب تافهة أخرى لأننا لم نعد نسيطر على غضبنا ولم نتعلم من ديننا الحنيف دين الرحمة والمحبة والتسامح ولم نقتد بنبينا صلوات الله وسلامه عليه بأنه ليس الشديد بالصرعة ولكن الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب.. إن ثقافة العنف والاستجابة السريعة للغضب مع تفشي إنتشار الأسلحة النارية الآن - للأسف الشديد - بين الشباب يقود إلى كوارث، خاصة إذا كان والد الشاب هو الذي يهدي لإبنه السلاح علامة للرجولة وفخراً بابنه الذي أصبح رجلاً لا يمتلك مسدساً صغيراً بل الآن استشرت الأسلحة الرشاشة بين الشباب وهذا له خطر عظيم في المستقبل إذا سارت الأمور بهذا الشكل المخيف..!

  • #2
    اكيد صرنا في مجتمعا اكثر عنفا وظلم صرنا في غابه القوي ياكل الضعيف .


    صرنا نعيش في مجتمع الوحوش والمجرمين


    مع الشكر على هذا الموضوع الجميل

    تعليق


    • #3
      بسمه تعالى
      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


      كلوديا .. صرنا نعيش في مجتمع الوحوش والمجرمين
      شكراً على المرور والرد
      نعم صرنا نعيش في الغابة
      والحياة في الدول العربية اصبحت لا تطاق
      نعيش تحت ظل حكام طغاة وتجار طغاة يتلذذون في تعذيب الشعب وفوق رأسهم الكبير القوي الغدة السرطانية أمريكا واسرائيل

      الله يكون في عون الفقير والمريض والموظف .. يعيشون تحت سقف الاستبداد والظلم

      هذا سبب غضبنا مع العالم
      ومع انفسنا أيضا لأن نعيش مجتمعات قاسية


      اللهم عجل لوليك الفرج

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      x

      رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

      صورة التسجيل تحديث الصورة

      اقرأ في منتديات يا حسين

      تقليص

      لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

      يعمل...
      X