بسمه تعالى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل وسلم على محمد و آله الطيبين الطاهرين
المرأة.. الأسرة.. المجتمع
أم البنين (ع) نموذجاً *
بقدر ما يتوفر للمرأة من اشباع للحاجات ا لأنسانية وتكوين للمهارات والقدرات وتوسيع لفرص المشاركة الفعالة تتوقف قدرتها على اداء الادوار والوظائف المنوطة بها في الاسرة والعمل والمجتمع(1).
فبصلاح المرأة تصلح الاسرة والاسرة بصلاحها يصلح المجتمع، فالمفاهيم الثلاثة كل منهم يغذى الاخر برافد فبقدر صلاح الرافد تنمو المفاهيم الثلاثة وتتطور وللمرأة دور اساسى في أيجادالحب والعطف والمحبة والسلام والصداقة فهي يمكنها ان تجعل من الكيان الاسرى مركزا للنور والصفاء او ان تبدله بجهنم محرقة فقلب الزوج والابناء مرتهن بحبها واخلاصها(2).
لذلك عند تكوين الاسرة حرص الاسلام على اختيار الزوجة الصالحة ففي الرواية عن رسول الله (ص)قال تخيروا لنطفكم فان العرق دساس.
وقال (ص)اياكم وخضراء الدمن قيل ومن خضراء الدمن قال المراة الحسناء في منبت سوء.
وحرص الاسلام على حسن اختيار المراة عند تكوين الاسرة يا تي من كون ان الاسرة تعد من اول واهم النظم الاجتماعيةالتى ينشئها الانسان لتنظيم حياته في الجماعة فالاسرة بعتبارها المؤسسة التي ينتمى اليها الطفل تضع البذور الاولى لشخصيته وخبراته التى تستمر طول حياته وهى بذلك تعتبر ايضا اول واهم وسيط لعملية التنشئة الاجتماعية وبنتماء الطفل الى اسرة تشبع حاجاته الفسيولوجية والنفسية والاجتماعية ينمو لديه الشعور بالانتماء والولاء لهذه الجماعة وهذا الشعور والولاء يغتبر اساسيا لتكيف الطفل ليس فقط داخل اسرته وانما ايضا في تفاعله وقيامه باادواره الاجتماعية خارج نطاق الاسرة(المجتمع)(3).
فصلاح الاسرة والمجتمع منوط بصلاح المراة التى تعد هي المعلم الاول للطفل ومن ثم ياتى دور الاب والاخرين.
وقد بين شاعر النيل ابراهيم حافظ اهمية ودور الام في الحياة:
الأم مــدرسة إذا أعــــددتها أعددت شعبا طيب الاعراق
الأم روض إن تعهده الـــحيا بالــــرى أورق أيما إيراق
الأم أستاذ الاساتـــذة الألــى شغلت مآثرهم مدى الافاق
ونحن اليوم اذ نقف امام نموذج لامراة قلما نجد لها نظيرابين النساء التى بصلاحها بنت اسرة طبيبة سعيدة امدت المجتمع بافراد عجز الدهر ان ياتي بامثالهم ويندر ان نجد مثل هذا البيت حتى في قصص الانبياء.
نعم انه بيت علي بن ابي طالب (ع) وزوجته الصالحة فاطمة بنت حزام الكلابية ام البنين
اختيار المراة الصالحة:
عندما اراد الامام علي (ع) ان يبنى بزوجة ثانية بعد سيدة النساء فاطمة بنت محمد(ص) طلب من اخيه عقيل ان يبحث له عن امراة ولدتها الفحول من العرب وكان عقيل عارفا بانساب العرب واصولهم فبحث بين العرب ووقع الاختيار على الكلابين حيث اشتهروا بالشجاعة واشتهرت فاطمة بنت حزام بالادب والعفاف ورجاحة العقل والعلم من بينهم وتم الزفاف الميمون.
ولقد ظهرت عليها اثار التربية الصالحة ونبل اخلاقها منذ لحظة وصولها الى بيت علي وهى عروس اذ رفضت الدخول الى المنزل الابعد ان استاذنت الحسن والحسين (ع)قائلة ان اباكم اتى بي خادمة لكم فهل تستقبلوني وهم اذ لا يقلون عنها في التربة لانهم ابناء علي وفاطمة قالو ا لها على الرحب والسعة اكراما لابيهم.
ودخلت المراة البيت وتفانت في خدمة اهله ورعايتهم حتى انها ضحت بابنائها الاربعة العباس وعون وعبدالله وجعفرفي سبيل دين الله وتمنت ان يكون لديها سبعين ولدا في شجاعة العباس يدافعون عن الحسين واخوته.
وهنا قد يقول قائل انها فعلت مافعلته لانهاتدرك بانها داخلة الى بيت اذهب الله عنه الرجس وانها مامورة من قبل الله تعالى بحترام اصحابه وتقديسهم.
نقول هذا صحيح من جانب وان عملها نبع من تربيتها ونبل اخلاقها وخوفا من الله اولا وحبا لزوجها ثانيا ومن ناحية الاحساس بالمسؤلية امام الله فتفانت في خدمتهم وذابت في هم حتى بادلها اهل البيت بنفس الاحترام والتقديرحتى من جانب الزهراء (ع) ففي الرواية انها اول ماتخاصم الله في من قطع كف العباس وليس في من حز راس الحسين وهذا تقديرا لها على الدور الذي قامت به وهذا يدل على صفاء سريرتها وحسن تربيتها والتاريخ وسير الانبياء يحدثوننا عن نساء واخوة غلب عليهم الحقد والحسد
فهذه السيدة عائشه رغم كونها زوجة خاتم الانبياء لم تستطع ان تخفي غيرتها من السيدة خديجة وهي ميته حتى انها كنت العداوة الى الزهراء وبنيها الم تقل عند دفن الامام الحسن لا تدفنو في داري من لا احب. على الرغم من انها مامورة بحب علي وان بغضه نفاق الا ان الغيرة والحسد مالوا بها الى الى حيث مالت.
وكذلك ابناء نبي الله يعقوب حيث حسدوا يوسف لقربه من ابيهم وغروا به ورموه في غيابت الجب على العكس من ذلك نجد ابناء الكلابية يتفانون ويتسابقون للجهاد بين يدي الحسين (ع) كل ذلك نتيحة لصلاحها وحسن تربيتها.
وغدا لها مكانة عند الهاشمين وعند الحوراء زينب (ع) وان الله تعالى بقضي حوائج المنادين باسمهاويشفي المرضى كل ذلك من اجل رعايتها لابناء زوجها ولصلاح سريرتها وعلانيتها وصفاء نفسها وبعدها عن الحسد والانانية وتخلقها باخلاق عالية رفيعة وصفات يمتدحها الله ويثيب عليها
المراجع:
1 ـ علم اجتماع التنمية جهينة العيسى واخرون.
2 ـ تكوين الاسرة في الاسلام، علي القائمي.
3 ـ علم اجتماع التربية سميرة احمد السيد.
أم البنين مثال المرأة المضحية *
اعتمدت المرأة المسلمة ببطولاتها على انسانيتها , بعد ان تبوأت مكانتها السامية في الاسلام على حسابها الخاص وعلى كونها انسانة كالرجل المسلم وهو انسان لها ما له وعليها ما عليه وان اختلفت عنه بالوظائف والتكاليف التي وزعت على البشر كل حسب ما تتطلبه فطرته ويقتضيه تكوينه .
ولهذا ولكونها في الصعيد العام انسانة كالرجل برزت شخصيتها لامعة وضاءة وسجلت لها في التاريخ ذكرا عطرا كأروع ما تسجله انسانة مستقلة لها عقيدتها ورسالتها السماوية.
وقد عرفت المراة المسلمة قيمة النصر الذي احرزته والمستوى الرفيع الذي ارتقت اليه بعد ان قضت عصورا عاشتها وهي في مهملات التاريخ , ولهذا فقد سعت جاهدة للعمل على اثبات كفاءتها لذلك, وكان في كثرة النساء المبادرات للاسلام اصدق دليل على ما حمله الاسلام للمراة المسلمة من خير وصلاح , وما هيا لها من محل رفيع , وفعلا فقد سجلت المراة المسلمة في التاريخ الاسلامي اروع صفحات كتبتها بالتضحية والفداء , وخطتها بدماء الاباء والابناء بعد ان أكد الاسلام على اعتبارها في الصعيد الانساني كأخيها الرجل لا اكثر ولا اقل فكما ان بطولة الرجل المسلم كانت في مجالين وفي اتجاهين في مجال التضحية والجهاد وفي مجال حمل فكرة الدعوة.
كانت بطولة المراة المسلمة ايضا في المجالين مجال التضحية والفداء ومجال حمل فكرة الدعوة , وفي كلا الصعيدين كانت تعمل كانسانة لا كأنثى.
وخير مثال لتلك المراة المسلمة ,, هي زوجة ولي الله الامام علي بن ابي طالب (عليه السلام) فاطمة بنت حزام الكلابية, المشهورة بلقب أم البنين..
تلك المرأة العظيمة امتازت بالشجاعة والتضحية ومحامد الاخلاق, فمنذ زواجها بالامام علي (عليه السلام) كانت نعم الزوجة ونعم الام لاولاده حيث زرعت في نفوسهم الشجاعة والتضحية وربتهم لليوم الذي ادخرهم له الامام علي ليقفوا بجانب الامام الحسين ويشاركوا بانقاذ الدين بدماءهم وارواحهم.
ام العباس كان همها الوحيد في كربلاء هو انقاذ امامها الحسين (عليه السلام) لان في انقاذه انقاذ لدين الرسول (صلى الله عليه وآله) ولم تحزن على اولادها الا عندما سمعت قضية الحسين (عليه السلام) و زينب (عليه السلام) , وعلاقتها تلك ليست الا لامامة الحسين وذلك يدل على وصولها الى اعلى مراتب الرقي الايماني , فقد أخذت ام البنين الاسلام من منبعه الزاخر فتطبعت روحيتها وعواطفها انطباعا اسلاميا واقعيا فهان لديها العزيز والغالي في سبيل عقيدتها ومبدئها السماوي وقدمت الضحايا من ابنائها قريرة فخورة .
ولم يكن موقفها ذاك الا بدافع من يقينها بالحق الذي هي عليه , وثقتها من ان النعيم السماوي سوف يضم من تفقده من الاعزاء والاحباء , هذا اليقين الذي تغلب في هذه السيدة الجليلة على المشاعر العاطفية التي يزخر بها كل قلب انثى ..
فنالت جوائز التقدير الالهي بالدنيا والاخرة فهي مازالت لها كرامات تقضى لمن يطلب منها حاجة, ومازالت تذكر في كل مجلس وكل عزاء واصبحت قرينة زينب واصبحت واحده من رموز العطاء.
* المصدر (http://al-rasool.net/23/aum_albaneen/aum_albaneen.htm
يتبع
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل وسلم على محمد و آله الطيبين الطاهرين
المرأة.. الأسرة.. المجتمع
أم البنين (ع) نموذجاً *
بقدر ما يتوفر للمرأة من اشباع للحاجات ا لأنسانية وتكوين للمهارات والقدرات وتوسيع لفرص المشاركة الفعالة تتوقف قدرتها على اداء الادوار والوظائف المنوطة بها في الاسرة والعمل والمجتمع(1).
فبصلاح المرأة تصلح الاسرة والاسرة بصلاحها يصلح المجتمع، فالمفاهيم الثلاثة كل منهم يغذى الاخر برافد فبقدر صلاح الرافد تنمو المفاهيم الثلاثة وتتطور وللمرأة دور اساسى في أيجادالحب والعطف والمحبة والسلام والصداقة فهي يمكنها ان تجعل من الكيان الاسرى مركزا للنور والصفاء او ان تبدله بجهنم محرقة فقلب الزوج والابناء مرتهن بحبها واخلاصها(2).
لذلك عند تكوين الاسرة حرص الاسلام على اختيار الزوجة الصالحة ففي الرواية عن رسول الله (ص)قال تخيروا لنطفكم فان العرق دساس.
وقال (ص)اياكم وخضراء الدمن قيل ومن خضراء الدمن قال المراة الحسناء في منبت سوء.
وحرص الاسلام على حسن اختيار المراة عند تكوين الاسرة يا تي من كون ان الاسرة تعد من اول واهم النظم الاجتماعيةالتى ينشئها الانسان لتنظيم حياته في الجماعة فالاسرة بعتبارها المؤسسة التي ينتمى اليها الطفل تضع البذور الاولى لشخصيته وخبراته التى تستمر طول حياته وهى بذلك تعتبر ايضا اول واهم وسيط لعملية التنشئة الاجتماعية وبنتماء الطفل الى اسرة تشبع حاجاته الفسيولوجية والنفسية والاجتماعية ينمو لديه الشعور بالانتماء والولاء لهذه الجماعة وهذا الشعور والولاء يغتبر اساسيا لتكيف الطفل ليس فقط داخل اسرته وانما ايضا في تفاعله وقيامه باادواره الاجتماعية خارج نطاق الاسرة(المجتمع)(3).
فصلاح الاسرة والمجتمع منوط بصلاح المراة التى تعد هي المعلم الاول للطفل ومن ثم ياتى دور الاب والاخرين.
وقد بين شاعر النيل ابراهيم حافظ اهمية ودور الام في الحياة:
الأم مــدرسة إذا أعــــددتها أعددت شعبا طيب الاعراق
الأم روض إن تعهده الـــحيا بالــــرى أورق أيما إيراق
الأم أستاذ الاساتـــذة الألــى شغلت مآثرهم مدى الافاق
ونحن اليوم اذ نقف امام نموذج لامراة قلما نجد لها نظيرابين النساء التى بصلاحها بنت اسرة طبيبة سعيدة امدت المجتمع بافراد عجز الدهر ان ياتي بامثالهم ويندر ان نجد مثل هذا البيت حتى في قصص الانبياء.
نعم انه بيت علي بن ابي طالب (ع) وزوجته الصالحة فاطمة بنت حزام الكلابية ام البنين
اختيار المراة الصالحة:
عندما اراد الامام علي (ع) ان يبنى بزوجة ثانية بعد سيدة النساء فاطمة بنت محمد(ص) طلب من اخيه عقيل ان يبحث له عن امراة ولدتها الفحول من العرب وكان عقيل عارفا بانساب العرب واصولهم فبحث بين العرب ووقع الاختيار على الكلابين حيث اشتهروا بالشجاعة واشتهرت فاطمة بنت حزام بالادب والعفاف ورجاحة العقل والعلم من بينهم وتم الزفاف الميمون.
ولقد ظهرت عليها اثار التربية الصالحة ونبل اخلاقها منذ لحظة وصولها الى بيت علي وهى عروس اذ رفضت الدخول الى المنزل الابعد ان استاذنت الحسن والحسين (ع)قائلة ان اباكم اتى بي خادمة لكم فهل تستقبلوني وهم اذ لا يقلون عنها في التربة لانهم ابناء علي وفاطمة قالو ا لها على الرحب والسعة اكراما لابيهم.
ودخلت المراة البيت وتفانت في خدمة اهله ورعايتهم حتى انها ضحت بابنائها الاربعة العباس وعون وعبدالله وجعفرفي سبيل دين الله وتمنت ان يكون لديها سبعين ولدا في شجاعة العباس يدافعون عن الحسين واخوته.
وهنا قد يقول قائل انها فعلت مافعلته لانهاتدرك بانها داخلة الى بيت اذهب الله عنه الرجس وانها مامورة من قبل الله تعالى بحترام اصحابه وتقديسهم.
نقول هذا صحيح من جانب وان عملها نبع من تربيتها ونبل اخلاقها وخوفا من الله اولا وحبا لزوجها ثانيا ومن ناحية الاحساس بالمسؤلية امام الله فتفانت في خدمتهم وذابت في هم حتى بادلها اهل البيت بنفس الاحترام والتقديرحتى من جانب الزهراء (ع) ففي الرواية انها اول ماتخاصم الله في من قطع كف العباس وليس في من حز راس الحسين وهذا تقديرا لها على الدور الذي قامت به وهذا يدل على صفاء سريرتها وحسن تربيتها والتاريخ وسير الانبياء يحدثوننا عن نساء واخوة غلب عليهم الحقد والحسد
فهذه السيدة عائشه رغم كونها زوجة خاتم الانبياء لم تستطع ان تخفي غيرتها من السيدة خديجة وهي ميته حتى انها كنت العداوة الى الزهراء وبنيها الم تقل عند دفن الامام الحسن لا تدفنو في داري من لا احب. على الرغم من انها مامورة بحب علي وان بغضه نفاق الا ان الغيرة والحسد مالوا بها الى الى حيث مالت.
وكذلك ابناء نبي الله يعقوب حيث حسدوا يوسف لقربه من ابيهم وغروا به ورموه في غيابت الجب على العكس من ذلك نجد ابناء الكلابية يتفانون ويتسابقون للجهاد بين يدي الحسين (ع) كل ذلك نتيحة لصلاحها وحسن تربيتها.
وغدا لها مكانة عند الهاشمين وعند الحوراء زينب (ع) وان الله تعالى بقضي حوائج المنادين باسمهاويشفي المرضى كل ذلك من اجل رعايتها لابناء زوجها ولصلاح سريرتها وعلانيتها وصفاء نفسها وبعدها عن الحسد والانانية وتخلقها باخلاق عالية رفيعة وصفات يمتدحها الله ويثيب عليها
المراجع:
1 ـ علم اجتماع التنمية جهينة العيسى واخرون.
2 ـ تكوين الاسرة في الاسلام، علي القائمي.
3 ـ علم اجتماع التربية سميرة احمد السيد.
أم البنين مثال المرأة المضحية *
اعتمدت المرأة المسلمة ببطولاتها على انسانيتها , بعد ان تبوأت مكانتها السامية في الاسلام على حسابها الخاص وعلى كونها انسانة كالرجل المسلم وهو انسان لها ما له وعليها ما عليه وان اختلفت عنه بالوظائف والتكاليف التي وزعت على البشر كل حسب ما تتطلبه فطرته ويقتضيه تكوينه .
ولهذا ولكونها في الصعيد العام انسانة كالرجل برزت شخصيتها لامعة وضاءة وسجلت لها في التاريخ ذكرا عطرا كأروع ما تسجله انسانة مستقلة لها عقيدتها ورسالتها السماوية.
وقد عرفت المراة المسلمة قيمة النصر الذي احرزته والمستوى الرفيع الذي ارتقت اليه بعد ان قضت عصورا عاشتها وهي في مهملات التاريخ , ولهذا فقد سعت جاهدة للعمل على اثبات كفاءتها لذلك, وكان في كثرة النساء المبادرات للاسلام اصدق دليل على ما حمله الاسلام للمراة المسلمة من خير وصلاح , وما هيا لها من محل رفيع , وفعلا فقد سجلت المراة المسلمة في التاريخ الاسلامي اروع صفحات كتبتها بالتضحية والفداء , وخطتها بدماء الاباء والابناء بعد ان أكد الاسلام على اعتبارها في الصعيد الانساني كأخيها الرجل لا اكثر ولا اقل فكما ان بطولة الرجل المسلم كانت في مجالين وفي اتجاهين في مجال التضحية والجهاد وفي مجال حمل فكرة الدعوة.
كانت بطولة المراة المسلمة ايضا في المجالين مجال التضحية والفداء ومجال حمل فكرة الدعوة , وفي كلا الصعيدين كانت تعمل كانسانة لا كأنثى.
وخير مثال لتلك المراة المسلمة ,, هي زوجة ولي الله الامام علي بن ابي طالب (عليه السلام) فاطمة بنت حزام الكلابية, المشهورة بلقب أم البنين..
تلك المرأة العظيمة امتازت بالشجاعة والتضحية ومحامد الاخلاق, فمنذ زواجها بالامام علي (عليه السلام) كانت نعم الزوجة ونعم الام لاولاده حيث زرعت في نفوسهم الشجاعة والتضحية وربتهم لليوم الذي ادخرهم له الامام علي ليقفوا بجانب الامام الحسين ويشاركوا بانقاذ الدين بدماءهم وارواحهم.
ام العباس كان همها الوحيد في كربلاء هو انقاذ امامها الحسين (عليه السلام) لان في انقاذه انقاذ لدين الرسول (صلى الله عليه وآله) ولم تحزن على اولادها الا عندما سمعت قضية الحسين (عليه السلام) و زينب (عليه السلام) , وعلاقتها تلك ليست الا لامامة الحسين وذلك يدل على وصولها الى اعلى مراتب الرقي الايماني , فقد أخذت ام البنين الاسلام من منبعه الزاخر فتطبعت روحيتها وعواطفها انطباعا اسلاميا واقعيا فهان لديها العزيز والغالي في سبيل عقيدتها ومبدئها السماوي وقدمت الضحايا من ابنائها قريرة فخورة .
ولم يكن موقفها ذاك الا بدافع من يقينها بالحق الذي هي عليه , وثقتها من ان النعيم السماوي سوف يضم من تفقده من الاعزاء والاحباء , هذا اليقين الذي تغلب في هذه السيدة الجليلة على المشاعر العاطفية التي يزخر بها كل قلب انثى ..
فنالت جوائز التقدير الالهي بالدنيا والاخرة فهي مازالت لها كرامات تقضى لمن يطلب منها حاجة, ومازالت تذكر في كل مجلس وكل عزاء واصبحت قرينة زينب واصبحت واحده من رموز العطاء.
* المصدر (http://al-rasool.net/23/aum_albaneen/aum_albaneen.htm
يتبع
تعليق