إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

أم البنين نموذج المرأة في الأسرة والمجتمع..

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أم البنين نموذج المرأة في الأسرة والمجتمع..

    بسمه تعالى
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    اللهم صل وسلم على محمد و آله الطيبين الطاهرين


    المرأة.. الأسرة.. المجتمع
    أم البنين (ع) نموذجاً *


    بقدر ما يتوفر للمرأة من اشباع للحاجات ا لأنسانية وتكوين للمهارات والقدرات وتوسيع لفرص المشاركة الفعالة تتوقف قدرتها على اداء الادوار والوظائف المنوطة بها في الاسرة والعمل والمجتمع(1).

    فبصلاح المرأة تصلح الاسرة والاسرة بصلاحها يصلح المجتمع، فالمفاهيم الثلاثة كل منهم يغذى الاخر برافد فبقدر صلاح الرافد تنمو المفاهيم الثلاثة وتتطور وللمرأة دور اساسى في أيجادالحب والعطف والمحبة والسلام والصداقة فهي يمكنها ان تجعل من الكيان الاسرى مركزا للنور والصفاء او ان تبدله بجهنم محرقة فقلب الزوج والابناء مرتهن بحبها واخلاصها(2).

    لذلك عند تكوين الاسرة حرص الاسلام على اختيار الزوجة الصالحة ففي الرواية عن رسول الله (ص)قال تخيروا لنطفكم فان العرق دساس.

    وقال (ص)اياكم وخضراء الدمن قيل ومن خضراء الدمن قال المراة الحسناء في منبت سوء.

    وحرص الاسلام على حسن اختيار المراة عند تكوين الاسرة يا تي من كون ان الاسرة تعد من اول واهم النظم الاجتماعيةالتى ينشئها الانسان لتنظيم حياته في الجماعة فالاسرة بعتبارها المؤسسة التي ينتمى اليها الطفل تضع البذور الاولى لشخصيته وخبراته التى تستمر طول حياته وهى بذلك تعتبر ايضا اول واهم وسيط لعملية التنشئة الاجتماعية وبنتماء الطفل الى اسرة تشبع حاجاته الفسيولوجية والنفسية والاجتماعية ينمو لديه الشعور بالانتماء والولاء لهذه الجماعة وهذا الشعور والولاء يغتبر اساسيا لتكيف الطفل ليس فقط داخل اسرته وانما ايضا في تفاعله وقيامه باادواره الاجتماعية خارج نطاق الاسرة(المجتمع)(3).

    فصلاح الاسرة والمجتمع منوط بصلاح المراة التى تعد هي المعلم الاول للطفل ومن ثم ياتى دور الاب والاخرين.

    وقد بين شاعر النيل ابراهيم حافظ اهمية ودور الام في الحياة:

    الأم مــدرسة إذا أعــــددتها أعددت شعبا طيب الاعراق
    الأم روض إن تعهده الـــحيا بالــــرى أورق أيما إيراق
    الأم أستاذ الاساتـــذة الألــى شغلت مآثرهم مدى الافاق


    ونحن اليوم اذ نقف امام نموذج لامراة قلما نجد لها نظيرابين النساء التى بصلاحها بنت اسرة طبيبة سعيدة امدت المجتمع بافراد عجز الدهر ان ياتي بامثالهم ويندر ان نجد مثل هذا البيت حتى في قصص الانبياء.

    نعم انه بيت علي بن ابي طالب (ع) وزوجته الصالحة فاطمة بنت حزام الكلابية ام البنين

    اختيار المراة الصالحة:

    عندما اراد الامام علي (ع) ان يبنى بزوجة ثانية بعد سيدة النساء فاطمة بنت محمد(ص) طلب من اخيه عقيل ان يبحث له عن امراة ولدتها الفحول من العرب وكان عقيل عارفا بانساب العرب واصولهم فبحث بين العرب ووقع الاختيار على الكلابين حيث اشتهروا بالشجاعة واشتهرت فاطمة بنت حزام بالادب والعفاف ورجاحة العقل والعلم من بينهم وتم الزفاف الميمون.

    ولقد ظهرت عليها اثار التربية الصالحة ونبل اخلاقها منذ لحظة وصولها الى بيت علي وهى عروس اذ رفضت الدخول الى المنزل الابعد ان استاذنت الحسن والحسين (ع)قائلة ان اباكم اتى بي خادمة لكم فهل تستقبلوني وهم اذ لا يقلون عنها في التربة لانهم ابناء علي وفاطمة قالو ا لها على الرحب والسعة اكراما لابيهم.

    ودخلت المراة البيت وتفانت في خدمة اهله ورعايتهم حتى انها ضحت بابنائها الاربعة العباس وعون وعبدالله وجعفرفي سبيل دين الله وتمنت ان يكون لديها سبعين ولدا في شجاعة العباس يدافعون عن الحسين واخوته.

    وهنا قد يقول قائل انها فعلت مافعلته لانهاتدرك بانها داخلة الى بيت اذهب الله عنه الرجس وانها مامورة من قبل الله تعالى بحترام اصحابه وتقديسهم.

    نقول هذا صحيح من جانب وان عملها نبع من تربيتها ونبل اخلاقها وخوفا من الله اولا وحبا لزوجها ثانيا ومن ناحية الاحساس بالمسؤلية امام الله فتفانت في خدمتهم وذابت في هم حتى بادلها اهل البيت بنفس الاحترام والتقديرحتى من جانب الزهراء (ع) ففي الرواية انها اول ماتخاصم الله في من قطع كف العباس وليس في من حز راس الحسين وهذا تقديرا لها على الدور الذي قامت به وهذا يدل على صفاء سريرتها وحسن تربيتها والتاريخ وسير الانبياء يحدثوننا عن نساء واخوة غلب عليهم الحقد والحسد

    فهذه السيدة عائشه رغم كونها زوجة خاتم الانبياء لم تستطع ان تخفي غيرتها من السيدة خديجة وهي ميته حتى انها كنت العداوة الى الزهراء وبنيها الم تقل عند دفن الامام الحسن لا تدفنو في داري من لا احب. على الرغم من انها مامورة بحب علي وان بغضه نفاق الا ان الغيرة والحسد مالوا بها الى الى حيث مالت.

    وكذلك ابناء نبي الله يعقوب حيث حسدوا يوسف لقربه من ابيهم وغروا به ورموه في غيابت الجب على العكس من ذلك نجد ابناء الكلابية يتفانون ويتسابقون للجهاد بين يدي الحسين (ع) كل ذلك نتيحة لصلاحها وحسن تربيتها.

    وغدا لها مكانة عند الهاشمين وعند الحوراء زينب (ع) وان الله تعالى بقضي حوائج المنادين باسمهاويشفي المرضى كل ذلك من اجل رعايتها لابناء زوجها ولصلاح سريرتها وعلانيتها وصفاء نفسها وبعدها عن الحسد والانانية وتخلقها باخلاق عالية رفيعة وصفات يمتدحها الله ويثيب عليها



    المراجع:
    1 ـ علم اجتماع التنمية جهينة العيسى واخرون.
    2 ـ تكوين الاسرة في الاسلام، علي القائمي.
    3 ـ علم اجتماع التربية سميرة احمد السيد.






    أم البنين مثال المرأة المضحية *

    اعتمدت المرأة المسلمة ببطولاتها على انسانيتها , بعد ان تبوأت مكانتها السامية في الاسلام على حسابها الخاص وعلى كونها انسانة كالرجل المسلم وهو انسان لها ما له وعليها ما عليه وان اختلفت عنه بالوظائف والتكاليف التي وزعت على البشر كل حسب ما تتطلبه فطرته ويقتضيه تكوينه .

    ولهذا ولكونها في الصعيد العام انسانة كالرجل برزت شخصيتها لامعة وضاءة وسجلت لها في التاريخ ذكرا عطرا كأروع ما تسجله انسانة مستقلة لها عقيدتها ورسالتها السماوية.

    وقد عرفت المراة المسلمة قيمة النصر الذي احرزته والمستوى الرفيع الذي ارتقت اليه بعد ان قضت عصورا عاشتها وهي في مهملات التاريخ , ولهذا فقد سعت جاهدة للعمل على اثبات كفاءتها لذلك, وكان في كثرة النساء المبادرات للاسلام اصدق دليل على ما حمله الاسلام للمراة المسلمة من خير وصلاح , وما هيا لها من محل رفيع , وفعلا فقد سجلت المراة المسلمة في التاريخ الاسلامي اروع صفحات كتبتها بالتضحية والفداء , وخطتها بدماء الاباء والابناء بعد ان أكد الاسلام على اعتبارها في الصعيد الانساني كأخيها الرجل لا اكثر ولا اقل فكما ان بطولة الرجل المسلم كانت في مجالين وفي اتجاهين في مجال التضحية والجهاد وفي مجال حمل فكرة الدعوة.

    كانت بطولة المراة المسلمة ايضا في المجالين مجال التضحية والفداء ومجال حمل فكرة الدعوة , وفي كلا الصعيدين كانت تعمل كانسانة لا كأنثى.

    وخير مثال لتلك المراة المسلمة ,, هي زوجة ولي الله الامام علي بن ابي طالب (عليه السلام) فاطمة بنت حزام الكلابية, المشهورة بلقب أم البنين..

    تلك المرأة العظيمة امتازت بالشجاعة والتضحية ومحامد الاخلاق, فمنذ زواجها بالامام علي (عليه السلام) كانت نعم الزوجة ونعم الام لاولاده حيث زرعت في نفوسهم الشجاعة والتضحية وربتهم لليوم الذي ادخرهم له الامام علي ليقفوا بجانب الامام الحسين ويشاركوا بانقاذ الدين بدماءهم وارواحهم.

    ام العباس كان همها الوحيد في كربلاء هو انقاذ امامها الحسين (عليه السلام) لان في انقاذه انقاذ لدين الرسول (صلى الله عليه وآله) ولم تحزن على اولادها الا عندما سمعت قضية الحسين (عليه السلام) و زينب (عليه السلام) , وعلاقتها تلك ليست الا لامامة الحسين وذلك يدل على وصولها الى اعلى مراتب الرقي الايماني , فقد أخذت ام البنين الاسلام من منبعه الزاخر فتطبعت روحيتها وعواطفها انطباعا اسلاميا واقعيا فهان لديها العزيز والغالي في سبيل عقيدتها ومبدئها السماوي وقدمت الضحايا من ابنائها قريرة فخورة .

    ولم يكن موقفها ذاك الا بدافع من يقينها بالحق الذي هي عليه , وثقتها من ان النعيم السماوي سوف يضم من تفقده من الاعزاء والاحباء , هذا اليقين الذي تغلب في هذه السيدة الجليلة على المشاعر العاطفية التي يزخر بها كل قلب انثى ..

    فنالت جوائز التقدير الالهي بالدنيا والاخرة فهي مازالت لها كرامات تقضى لمن يطلب منها حاجة, ومازالت تذكر في كل مجلس وكل عزاء واصبحت قرينة زينب واصبحت واحده من رموز العطاء.




    * المصدر (http://al-rasool.net/23/aum_albaneen/aum_albaneen.htm

    يتبع

  • #2
    أمُّ الأبطال .. حكايةُ صبر سطرها الزمن *

    العباس، عبدالله ، جعفر ، عون عليهم السلام

    أسماءٌ خالدةٌ ترددت في طف كربلاء …
    نجومٌ متألقة تلألأت في سماء المجد …
    نفوسٌ أبية أبصرت طريق الخُلد … ففازت فوزاً عظيماً ..
    هم : فوارسَ من عَـليا قريشٍ تسنّموا من المجدِ صَعباً ظهرهُ ليس يُركبُ..

    أتوا في العُلا ما ليسَ يدري فأغرَبت معاني الثنا في مجدِهم حيثُ غربوا في أرضِ كربلاء .. لحظةُ ميلاد عاشوراء ..تولّدت تلك النفوس ، وأضحت شموعاً متوهجة تنير الطريق من حولنا ، تذوب تلك الشموع في قلب الدجى ، تذوي لحظة بعد أخرى .. من أجل أن تحُيي فينا عزةً وكرامة ..

    تلك النفوسُ تألقت في نينوى لتروي بدماءٍ شريفة أرضها .. لتخطّ معاني الفداء على ثراها.. تلك النفوس بذلت أنفاساً زكية إعلاءً لكلمة الحق التي أراد الطغاة إطفاء نورها ، و حجب شعاعها عن العالمين ..ولولا شموس الطف لكنا نعيش الذل في بهيم الليل ..ونتجرع الهوان من فم الزمان ..

    تلك الشموس أفلت وغارت عن حياتنا ، ومازال ضياؤها يصل لقلوبنا لتبعث فيها أملاً ودفأً وحياة كريمة .. و لترسم للبشرية درب السعادة .. درب الحرية والإنسانية .

    و يا ليت شعري !! من أين تولّدت تلك النفوس الأبية ؟ ومن أي نبع نهلت معاني التضحية ؟

    .. بل من أي شجرة طيبة مباركة نما غرسها ؟ تلك الثمار الجنية أينعت من نبعٍ علوي وسَقيٍّ فاطمي ، فالأم فاطمة الكلابية والفحلُ فيها حيدرُ الكرار ، لا غرو أن يستمد هؤلاء الليوث من الأسد الضرغام .. كل إقدامٍ وتضحية ، وكل بسالةٍ وشجاعة .

    فهنيئاً لكِ سيدتي لفروعك الاصيلة ، و جذورها المتينة ، و بخٍ بخٍ لك يا أمَ البنين الأربعة أسودك الفتية، ونفوسهم الأبية .

    يتعجب التاريخ و نتعجب معه من هذه السيدة العظيمة وما قدمته يوم الطف لأبي عبدالله (ع) .. نتعجب من امرأة ولدّتها الفحول لتلد أربعةَ فحولٍ ، تقدمهم كبش فداء لسيد الشهداء الحسين (ع) فتهبّ تلك النفوس لنصرته من أجل الدين ، مُهدية أرواحها الهائمة في حب أبي الأحرار رمقها الأخير طائعة راغبة في السير نحو درب الخلود ..نحو جنان عدن .. أُعدت للمتقين .

    نحن بحاجة لوقفةٍ تأمل ، ولحظة تعجب نستوعب فيها عطاءها اللامحدود ، ونعيّ حقيقة موقفها الخالد ، المسطر على جبين الزمان ، الراسخ في عمق الأذهان ، نتعجب من صبرها الغريب ، ومن صمودها العجيب ، فلقد غلبت طوفان القهر ، وتحدّت رياح الدهر ، بكل إيمانٍ وصبر ، ورسمت لنا سطوراً ذهبية ، بقصائدها الصبرية ، في ملحمةٍ تاريخية ..فما تحمّلته هذه الأم الثكلى حملاً تهدُّ الجبال منها هدّاً ، لم تعبأ هذه الأم بمصابها الأليم وخطبها العميم بفقد بنيها الأربعة ، بل سألت بإلحاحٍ غريب عن الحسين (ع) ..عن فلذة كبدها ، مع أنه ليس من صلبها ، ما أن بلغها الناعي بخبر استشهاده (ع) حتى صرخت بقلبٍ مفجوعٍ ، و فؤادٍ موجوع ، ووجه مفزوع ، ودمع مسكوب ، وقالت كلمتها الخالدة : وا حسيناه ..وا حبيباه ..وا ولداه …. في هذه اللحظة وقف التاريخ احتراماً لها ، ولعظيم موقفها دونّ كلماتها ..كلماتٌ تحولت لبراكين َوصواعقَ أحالت العالم حولها في هرجٍ ومرج ، ومازالت تلك الكلمات تدويّ في عالمنا إلى اليوم ..وهي كلمات لم تمت و لن تموت في الوجدان ،وستظل باقية أبد الآبدين .

    وسيدة نساء العالمين الزهراء (ع) لن تنسى صنيعها هذا ، فتقف يوم الحساب بين يدي ربها مطالبة بالقصاص والاقتصاص من قاطعي زنود ولدها أبي الفضل العباس رداً لجميلها الفريد ..

    فاضت تلك الروح العظيمة لبارئها مطمئنة راضية ..بعد عطاء وفير و جهاد مرير ضد جلاوزة البغي والظلم ..ضد كلاب وقردة بني أمية .

    تلك الروح العظيمة وجدت طريقها في سماء المجد والعلا ، والأرواح العظيمة لن تموت ولن يخمد نورها الوهّاج ، بل سطرها الزمن في ذاكرة الأيام ومهما انصرمت السنين ، وانطوت القرون ستظل كربلاء وأم الأبطال حكايةً سطرها الزمن بحروفٍ من ذهب .

    سيدتي و مولاتي لن تموت روحكِ بعدما ضربتِ أروعَ الأمثلة في الفداء والتضحية ..لتفوح عبيراً وعبقاً تزيد حياتنا ألقاً وتوهجاً ..إني ذكرتك أم البنين مشتاقاً ، والأفق طلقٌ ومرأى الأرض قد راقا .

    وحريُّ بنا أن نقتدي بتلك السيدة الجليلة القدر التي بلغت شأو المجد أرقاه ، وسكنت أعلاه ...
    لنسير على درب صمودها ..
    نسبر أغوار صبرها ...
    نكشف أسرار عزّها ..

    فلنعيش أُخية مثل هذه العظيمة ، وعلينا أن نقدم الكثير في سبيل الدين الذي من أجله دفع الإمام الحسين (ع) الثمن غالياً بدمائه الطاهرة التي تعطر أجواء نينوى وما حولها إلى الآن .

    لنقف ساعةً نبكي عزاءً ..فرُّب عَبرةٍ تروي ظما ..
    لنبكي نفوساً تُراق وتُهرق بغياً و ظلما..
    لنبكي أجساداً صرعى بدت في الليل أنجما ..
    لنبكي أم البنين ..أم الأبطال التي أنجبت فحولا ..

    إنا لله وإنا إليه راجعون و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم ، وأفضل السلام والصلاة على النبي المصطفى وآله الأطهار (ع) .






    عطاء يستحق الذكر *

    الحياة تجارب ، ودروس وعبر، لكن القلة التي تستفيد من هذه الدروس والعبر .

    كم من أناس بذلوا الغالي والنفيس ، من أجل رفع راية النصر "لا إله إلا الله محمد رسول الله " من أجل إنارة الطريق، الذي ساد فيه الظلم والجور .

    لم لا نتخذ من هؤلاء مثلاً وأنموذجاً نحتذي بهم في حياتنا ؟؟

    شخصية أم البنين: أم العباس (ع)، شخصية فيها من الدروس والعبر تّمكن الإنسان من الحصول على رضاالله تعالى ، هي باب الحوائج ، لا ترد من يلتجأ إليها ، وهي بحر يزخر بالعطاء.

    لو تحدثنا عن نسب أم البنين "عليها السلام" فهي غنية عن التعريف ، هي فاطمة بنت حزام بن خالد الكلابي ، أبوها حزام من أعمدة الشرف في العرب ،ومن الشخصيات المعروفة في الشجاعة والسخاء.
    وأما أسرتها : فهي من أجلّ الأسر العربية حيث عرفت بالشهامة والبسالة .

    حيث قال الشاعر لبيد مخاطباً النعمان بن المنذر ملك الحيرة في مدح آباءها "عليها السلام " :

    يا واهب الخير الجزيل من سعة *** نحن بنـــو أم البنــين الأربعـــــة
    ونحن خير عامر بن صعصعـــة *** المطعـــمون الجــفنة المدعدعـة
    الضاربون الهام وسط الحيصعة *** إليك جــــاوزنا بـــلاداً مسبـــغـة
    تخبر عن هذا خبيراً فـاسمعــــه *** مهلاً أبيت اللعـــن لا تأكـــل معه

    دورها عليها السلام: اهتمت أم البنين "عليها السلام " برعاية سيدي شباب أهل الجنة الإمام الحسـن ، وأخوه الإمام الحسـين "عليهما السلام " ، حيث وفرت لهما كل سبل الراحة ، كما عوضتهم عن الحنان والعطف الذي فقدوه في صغر سنهم .
    ودورها واضح "عليها السلام " مذ دخلت بيت الإمام أمير المؤمنين "عليه السلام " فلا نتعجب أنها أخذت "عليها السلام " من مولانا (ع) صفات الكمال والجلال .

    عندما دخلت بيت أمير المؤمنين "عليه السلام " استأذنت من الإمامين الحسـن و الحسـين "عليهما افضل الصلاة والسلام " في الدخول ،كما بينت لهما أنها هنا لخدمتهم و رعايتهم ، هذا موقف لأم البنين لا ينسى أبداً .

    كما لا ننسى موقفها عندما طلبت من الإمام أمير المؤمنين "عليه السلام "بأن لا يناديها (بفاطمة ) حتى لا ترى الحزن والألم في أعين أبناء أمير المؤمنين "عليهم السلام " .

    ولا يمكننا أن ننكر موقفها حينما نادى بشر بن حذلم :
    يا أهل يثرب لا مقام لكـم بهـا *** قتل الحــسـين فأدمـعي مدرار
    الجسـم منه بكربـلاء مضـرج *** والـرأس منه على القناة يـدار

    حيث ذهبت لاستقبال بشر، والسؤال عن الحسـين "عليه السلام " ، سئل بشر عنها فقيل له أنها أم البنين ، أم العباس "عليهم السلام " فقام بشر يعزيها بأولادها ، قال لها : عظم الله لك الأجر بولدك جعفر ، قالت :متى سألتك عن جعفر ، أخبرني عن الحسـين (ع) .

    واستمر بشر يعزيها بأبنائها ، حينما ذكر العباس (ع) ، قال : عظم الله لك الأجر بولدك أبي الفضل العباس ، اهتز بدنها،و سقطت أم البنين على الأرض ، ويقال أنه كان على كتفها عبيد الله ابن العباس وسقط الطفل من على كتفها .
    قالت : أخبرني عن الحسـين (ع) ، قال لها بشر : عظم الله لك الأجر بأبي عبد الله الحسيـن(ع)
    فصرخت : وا ولداه … واحسـيناه .

    كانت تندب وتبكي على فقدها للحسـين ولأبنائها الأربعة (ع) ، فقد كانت أم البنين تُبكي مروان بن الحكم، إذا مر بها ، وشاهد شجوها ، وهو من أكبر المعادين لأهل البيت "عليهم السلام " . ومن قول أم البنين في رثاء أبي الفضل العباس "عليه السلام " :
    يا مـــــن رأى العباس *** كر على جماهير النقد
    وواره مــن أبناء حيدر *** كـــل ليــــــث ذي لبـــــد
    أنبـــئت أن ابـــن أصيب *** بــــرأسه مقطــــوع يـد
    ويلي عــلى شبلي أمال *** بــــرأسه ضرب العمـد
    لـو كـان سيفك في يديك *** لما دنـــــــا منـــه أحـــد

    إن عطاء أم البنين (ع) مستمر ، لا ينضب ،منذ أن دخلت دار الإمام (ع) ،إلى أن قدمت أبناءها الأربعة فداءً لأبي عبد الله الحسـين (ع) ، وما يزال هذا العطاء مستمراً في فكرنا وروحنا إلى قيام يوم الدين ، رزقنا الله وإياكم شفاعة محمد وآل محمد (ع) .

    ويأتي عطاؤها حين يقصدها الزوار ، لتقضي حوائجهم ، فلا تردهم خائبين أبداً ، لأن الكرم من صفاتها وصفات آباءها من قبلها .

    أنار أمير المؤمنين (ع) شعلة الأيمان والحق ،كما رفض العيش ذليلاً ،وأن الموت حراً أفضل بكثير من العيش في عالم مليء بالظلم والجور ،و لقد أراد أن يتم نور الله ، فاستطاع ذلك بعزمه وقوة إيمانه .

    ومن ثم سلم هذه الشعلة إلى أم البنين "عليها السلام" ومنها إلى أبناءها الأربعة ، إلى أن وصلت هذه الشعلة إلى اليد المبتورة ، وصلت إلى أبي الفضل العباس "عليه السلام " حيث زادت هذه الشعلة نوراً وعطاءً ، رغم الآلام التي تحملها صاحب هذه اليد.

    وفعلاً أوصلها إلى أبي الأحرار الحسـين بن علي "عليهما السلام " ( والله متم نوره ولو كره الكافرون) ، هذه الشعلة مازالت مضيئة لكنها على شط العلقمي ، أنها تنتظر إمام زماننا ، الحجة ابن الحسـن "عليهما السلام" ، والقائم من آل محمد "عليهم السلام " ،ليستكمل ما وصل إليه أبطال كربلاء ، ولينشر هذا النور في بقية أرض الله الواسعة المظلمة .




    جهاد امرأة *

    الجهاد في الإسلام ، رسالة إنسانية سامية، استهدفت إظهار الحق وسحق الباطل ونشر الإيمان وأعلاء راية الله ورسوله وأهل بيته (عليهم السلام ) .فالجهاد تعريفاً هو بذل الطاقة واحتمال المشقة ، وقتال الكفار بالسلاح ،وبذل النفس والمال لإبلاغ رسالة الله ، وحماية أهل الإسلام حيث يقول عز وجل في كتابه الكريم : (فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة وكلاً وعد الله الحسنى ) .

    لذا فالجهاد أمر لا يقتصر على الرجال فحسب ، بل على النساء أيضاً ، فراعى الإسلام طبيعتها واستعدادها الفطري ، فلم يكلفها أكثر من طاقتها ، ولم يجبرها على حمل السلاح ، والخروج للقتال قائلاً عز وجل : ( لا يكلف الله نفساً إلا وسعها ) فأرقى درجاته هي الجهاد بالكلمة ( أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر ) .

    لنتصفح سجل تاريخنا الإسلامي لنجد أن للمرأة المسلمة مشاهد ومواقف عظيمة في عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) ودور بارز و واضح في نشر رسالة الإسلام و إرساء دعائمه المتينة ، فبطولية سيدة نساء العالمين الزهراء (عليها السلام ) في أثناء المعارك كانت واضحة وجلية حيث كانت تداوي أباها وزوجها (عليهم أفضل الصلاة والسلام ) ، فكانت النساء قائمات على تضميد الجرحى وإعداد الطعام والحراسة وإمداد المقاتلين بالماء ، على أن لا يبدين الزينة والمفاتن ، محافظات على حجابهن الإسلامي العفيف ، فهن عرضة لذئاب الفلا و ضباع الصحراء .

    يحوي تاريخنا صوراً لنساء خالدات وها نحن بصدد شخصية امرأة ، قلبها مفعم بحب الله ، قدمت أروع ما يتصوره العقل البشري في التضحية والفداء في سبيل الله ،وقد تلألأت هذه المرأة العظيمة في سماء آل البيت ، وقدمت شتى معاني الولاء والصفاء والوفاء ومن المحبة والإيثار والعطاء ، أنها (باب الحوائج ) ، كنيتها أم البنين ، و أم العباس (عليه السلام)

    اسمها فاطمة بنت حزام بن خالد الكلابية ، أمها ثمامة بنت سهيل بن عامر ،قومها ذو شرف باذخ ، ومقام شامخ ، ولدت في السنة الخامسة للهجرة ، عاشت في كنف والديها ،واستمدت من هذا المنبع الأصيل الأدب والأخلاق والعلم والعفة والفضيلة .

    كانت هذه المرأة سيدة طاهرة في زمانها ،وراسخة الإيمان في عصرها ، هي مصدر النور والهدى ، ومجمع الكمال والجلال والعفة ، عامرة بسمو النفس ، وبأنبل الفضائل ، وحققت بعض ما عجز عنه الرجال من الوصول إلى مرتبة الشرف والعزة ،وهذا ليس بغريب عليها ،وكيف لا تستمد هذا الإيمان من باب مدينة العلم الإمام أمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين ، ولها من البنين أربعة وهم : عون وجعفر وعبد الله وقمر بني هاشم ، حامل لواء الحسين ، ساقي عطاشى كربلاء ، أبو الفضل العباس عليه السلام وهو أكبر ليوثها الأبية ، بعد غياب شمس الزهراء (عليها السلام ) ، طلب أمير المؤمنين عليه السلام من أخيه عقيل بن أبي طالب رضي الله عنه ، أن يخطب له زوجة صالحة ولدتها الفحول ، فخطب له فاطمة بنت حزام ، وقد تجلت حياتها في رعاية الحسنين و زينب وأم كلثوم وتربيتهم ، وتعهدت بارواء عاطفة الأمومة ،ولم تبخل عليهم بفيضها الوفير من عطف وحنان ،حتى شبوا في أحضانها وترعرعوا على هدي محمد (ص) وتربية علي وفاطمة .

    وذكر أنها لما دخلت بيت أمير المؤمنين (ع) طلبت منه أن لا يناديها بفاطمة ،حرصاً منها على مشاعر الحسنين و زينب ، وحتى لا ترى الألم والانكسار في أعينهم، فكناها بأم البنين .

    وما انفك فم الدهر ، ولسان البيان لهجاً ، بالمدح والإطراء شعراً ونثراً ، بحديث الشرف (أم البنين ) التي خلدت روائع المواقف والبطولات في مواطن الإباء والتضحية والفداء .

    أم البنين وما أسمى مزاياك *** خلدت بالصبر والإيمان ذكراك

    قدمت هذه المرأة للإسلام أروع صور التضحية والفداء ،ورسمت ملحمة من أجمل الملاحم في الفخر والعزة على أرض كربلاء ، تلك البقعة الطاهرة التي ارتوت بدم سيد الشهداء (عليه السلام ) واحتضنت أبطال أشداء في مواجهة قوى الطاغوت ، وصمدوا إزاء كل هاتيك الأعاصير .

    عندما علمت بمجيء الركب ، خرجت في أوائل الناس وسمعت الناعي يقول :

    يا أهل يثرب لا مقام لكم بها *** قتل الحسين فأدمعي مـدرار
    الجسم منه بكربلاء مضرج *** والرأس منه على القناة يـدار

    وسألت الناعي عن ولدها الحسين (ع ) ، بينما الناعي يعظم لها الأجر في أبناءها الأربعة وحينما علمت باستشهاد ريحانة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) فصرخت بحرقة ، وأعين باكية ، وقلب منكسر … واحسيـناه …واولداه .

    فكيف لا والزهراء لا تنسى موقفها النبيل ، فتأتي يوم القيامة ، وتطالب بقاطعي زنود ولدها العباس (عليه السلام ) ، كما كانت راضية بقضاء الله وقدره حينما أخبرها الإمام بأن كفي ولدها سيقطعان في نصرة الإسلام ، والذبّ عن أخيه حامي شريعة الله ، ريحانة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) فأجهشت في البكاء ، وخلدت إلى الصبر ، وحمدت الله تعالى في أن يكون ولدها فداء لسبط رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ).

    لتكن أم البنين مثلاً صادقاً للأمهات المؤمنات في اعداد نشئ صالح ، وجيل واعي وصامد في وجه اغراءات الشيطان ، فأم البنين شجرة طيبة أزهرت وأثمرت ،لتحصد ثمارها المباركة ، وهي الدرة الفريدة ، قلادة الشرف ، وجوهرة العز ، ومثال الحظوة ،فبلغت من الكمال ما لا يعلم مداه إلا الراسخون.
    وما غربت شمسك يا أم البنين ، فأنت تشرقين في نفوسنا المظلمة ، لتضيئي زوايانا الغائرة ودموعنا الحائرة .


    * المصدر (http://al-rasool.net/23/aum_albaneen/aum_albaneen.htm)

    يتبع ..

    تعليق


    • #3
      لما ثكل الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) بوفاة سيدة نساء العالمين، بضعة الرسول وريحانته البتول الطاهرة فاطمة الزهراء (عليها السلام) ندب أخاه عقيلاً، وكان عالماً بالأنساب، أن يخطب له امرأة قد ولدتها الفحول ليتزوجها لتلد غلاماً زكياً شجاعاً ينصر ولده أبا الشهداء الحسين في ميدان كربلاء، فأشار عليه عقيل بالسيدة أم البنين فاطمة بنت حزام بن خالد الكلابي، فإنه- على حد قول عقيل وهو العالم بأنساب العرب كما أسلفنا- ليس في العرب من هو أشجع من أهلها ولا أفرس، وكان لبيد الشاعر يقول فيهم (نحن خير عامر بن صعصعة) فلا ينكر عليه أحد من العرب ومن قومها ملاعب الأسنة أبو براء الذي لم يعرف العرب مثله في الشجاعة.

      وبالفعل فقد تم الزواج بها وقد رأى الإمام فيها رجاحة العقل والإيمان الوثيق وسمو الآداب ومحاسن الصفات فأعزها وأخلص لها كأعظم ما يكون الإخلاص.

      ووجد الحسن والحسين (عليهم السلام) عند هذه السيدة الفاضلة العطف والحنان ما عوضهما من الخسارة الفادحة والأليمة التي منيا بها بفقد أمهما الزهراء (عليها السلام) فقد توفيت وعمرها كعمر الزهور وترك فقدها اللوعة والحزن الشديدين في نفسيهما، وكانت أم البنين (عليها السلام) تكن لهما من المودة والحب مالا تكنه لأولادها الذين كانوا ملء العين في آدابهم وكمالهم، وتقدمهما عليهم في الخدمة والرعاية بما لم يعرف التاريخ أن ضرة تخلص لأبناء ضرتها وتقدمهم على أبنائها سوى هذه السيدة الجليلة، وقد كانت ترى ذلك واجباً دينياً لأن الله أمر بمودتهما في كتابه الكريم، وهما وديعة الرسول الأعظم محمد (صلى الله عليه وآله) وريحانتاه وقد عرفت أم البنين ذلك فوفت بحقهما وقامت بخدمتهما خير قيام وهي فخورة كل الفخر بذلك وحذا أبناؤها الأربعة حذوها وهم قمر بني هاشم أبو الفضل العباس وهو أكبرهم وسيدهم، وعبد الله، وجعفر وعثمان، فوهبوا حياتهم وفدوا بدمائهم الزكية أخاهم وإمامهم سبط الرسول الهادي (صلى الله عليه وآله) أبا عبد الله الحسين (عليه السلام) في واقعة الطف الدامية سنة 61 هـ.

      ولعل من أعظم مشاهد الإيثار في التاريخ البشري كله ما قام به هؤلاء الفتية الذين آمنوا بربهم فزادهم الله هدى،ً إذ برزوا الواحد تلو الآخر بوجه الموت مدرعين بإيمانهم العميق وعقيدتهم الراسخة حتى استشهدوا جميعاً وسقطوا مضرجين بدماء النبل والشهامة والغيرة على حرم الله ورسوله وأولي الأمر المنتجبين.

      وأزداد بذلك فخر أم البنين، ولكنها أرادت أن يسجل لها التاريخ صفحة وضاءة أخرى باسمها يوم سمعت ناعي الحسين (عليه السلام) يدخل المدينة، فهرعت إليه وهي ذاهل ران على قلبها الحزن المرير وعلت وجهها كآبة الثكل، فلم تعد تفطن لما يقال لها من شدة هول المصاب، استقبلت بشراً الناعي مساءلة إياه لاعن العباس وإخوته بل كانت تكرر: (أخبرني عن ولدي الحسين أهو حيٌّ أم لا) وذهل بشر واستغرب لهذا السؤال فبينا هو ينادي بأعلى صوته (قتل الحسين) إذ تسأله هذه المرأة أهو حيُّ أم لا؟! ولكن هذا الاستغراب ما لبث أن زال بعد قليل حين علم بشر أن هذه المرأة قد فقدت أربعة ليوث فلم يعد لعرين عزتها من حامٍ، فأعذرها وأراد أن يخفف عليها الصدمة ويهون الخطب الذي أصابها بأن يتسلسل معها بفصول المأساة فجعل ينعى بنيها واحداً واحداً فإذا بها تنتفض حتى سقط عن كتقها طفل كانت تحمله.. وصرخت بوجه الناعي: لقد قطعت نياط قلبي، أسمعتني سألتك عن أحد من أبنائي.. أخبرني عن الحسين أهو حيٌّ أم لا!؟

      لله يا أم البنين هذا الوفاء وهذا الإيثار.. ما أحبك للحسين (عليه السلام) وإخلاصك لعلي (عليه السلام) وأوفاك للزهراء (عليها السلام) وما أشد إيمانك بالله ورسوله وكتبه وملائكته لقد حق للتأريخ أن يجعل منك أمثولة للأمهات ويخط اسمك بحروف من ذهب ويحفظ لك الأجيال مواقفك العظيمة وتردد في المسامع صباح مساء أنشودة تضحياتك الجلىّ:

      لا تدعوني ويك أم البنـين *** تذكر يني بليـــوث العريـــــــــن
      كانت بنون لي أدعى بهم *** واليوم أصبحــت ولا من بنيــن
      أربعة مثل نســور الربـــى *** قد عالجوا الموت بقطع الوتين
      باليت شعري أكما أخبـروا *** بأن عباساً قطيع اليميـــــــــــن





      http://www.14masom.com/malf_aashora/1425/2/images/2.jpg *

      تبرز شخصية أم البنين فاطمة بنت حزام بن خالد الكلابية، لأول مرة على مسرح التأريخ في قصة زواج الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) بها، فمن هناك ارتسمت ملامح هذه الشخصية الفذة وكان ذلك بتقرير مفصل قدمه أكبر علماء الأنساب العربية في عصره عقيل بن أبي طالب بعد أن ندبه أخوه علي أن يخطب له امرأة قد ولدتها الفحول ليتزوجها لتلد له غلاماً زكياً شجاعاً ينصر ولده أبا الشهداء في ميدان كربلاء.

      وبالفعل ثم للأمير (عليه السلام) من أراد، واقترن بهذه السيدة الجليلة وقد رأى فيها العقل الراجح والإيمان الوثيق وسمو الآداب ومحاسن الصفات فأعزها وأخلص لها واستأمنها واسترعاها أفلاذه الحسن والحسين وزينب (عليهما السلام) فما كان من أم البنين إلا أن قامت برعايتهم وخدمتهم، وأفاضت عليهم بالحنان والمودة والعطف ما عوضهما بقسط وافر من الخسارة الأليمة التي منيا بها على الصغر بفقد أمهما الزهراء البتول (عليها السلام).

      لقد كانت هذه الجليلة تكن بقلبها لسيدي شباب أهل الجنة الحسنين (عليهما السلام) مالا تكنه لأبنائها من الحبّ والرأفة والاحترام، لدرجة أنها كانت تقدمهما عليهم في الخدمة والرعاية، وترى ذلك واجبا دينياً لأن الله فرض مودة أهل البيت على المسلمين في كتابه الكريم وهما وديعة رسول الله في أمته وريحانتاه، وقد ربّت أبنائها الأربعة على هذا وعرفتهم قدر أبناء فاطمة (عليها السلام) فحفظوا ما تعلموه من أمهم وعملوا بأحسن ما أوصتهم به، الفداء وبذل النفوس دون الحسين (عليه السلام).

      لهذا فقد احتفظ أهل البيت الطاهر (عليهم السلام) لأم البنين بمكانة مرموقة ومنزلة رفيعة وأكبروا تضحياتها وإخلاصها وولائها وأكبروا تضحيات أبنائها المكرمين.

      يقول الشهيد الأول وهو من كبار فقهاء الإمامية كانت أم البنين من النساء الفاضلات العارفات بحق أهل البيت مخلصة في ولائهم ممحضة في مودتهم ولها عندهم الجاه الوجيه والمحل الرفيع وقد زارتها زينب (عليها السلام) بعد وصولها المدينة تعزيها بأولادها الأربعة.

      إن زيارة سبطة الرسول وشريكة الإمام الحسين في نهضته السيدة زينب الكبرى لأم البنين ومواساتها لها بمصابهما الأليم بفقد السادة الطيبين من أولادها مما يدل على أهمية هذه السيدة وسمو مكانتها عند أهل البيت (عليهما السلام).

      فليس غريباً أن تحتل أم البنين مكانة مرموقة وشأناً كبيراً في نفوس المسلمين أيضاً، وأن يعتقد بأنها باب الحوائج بمالها من مقام عظيم عند الله سبحانه وتعالى.

      وقد ذاعت أخبارها وبانت كراماتها وثبتت وجاهتها، ومن الطبيعي أن تكون لها هذه المنزلة عند الله فهي التي قدمت أفلاذها قرابين لنصرة دينه وإعلاء كلمته وتأييد رسوله (صلى الله عليه وآله) وحب آله الكرام لدرجة بذل النفس والنفيس من أجل هذا الحب المقدس.


      * المصدر (http://www.14masom.com/malf_aashora/1425/2/2.htm)

      تعليق


      • #4
        سلام الله عليك يا ام البنين يا باب الحوائج
        احسنت في ميزان اعمالك

        تعليق


        • #5
          بسمه تعالى
          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


          خادمة ام ابيها .. شكراً على مرورك الغالي

          وأجرك على أم البنين

          تعليق


          • #6
            اللهم صلى وسلم على محمد وآل محمد وعجل فرجهم

            بارك الله فيش يا ماما على ما ابدعتى فى قولك عن ام البنين سلام الله عليها وما عندها من كرامات وهذه نعم المرأة التى اختارها الله جل وعلا ان تكون زوجة لولي الله واما لابناء البتول عليها السلام

            ومهما قلنا عنها فانه القليل القليل لا نستطيع ان نوفي حقها

            تعليق


            • #7
              بسمه تعالى
              السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

              ام محمد .. ومهما قلنا عنها فانه القليل القليل لا نستطيع ان نوفي حقها
              وهذا الصحيح كل ماننشره ونكتبه لا نستطيع ان نفي بحقها ولكن اتمنى أن احضي ولو بالفبول من براكاتها

              لكم الشكر الجزيل على المرور

              تعليق


              • #8
                أحسنت أختي الكريمة على موضوعك القيم ، وجعله الله في ميزان حسناتك ، وأجرك على أم البنين

                تعليق


                • #9
                  السلام على الشهيدة المظلومه

                  تعليق


                  • #10
                    السلام على الشهيدة المظلومه

                    مأجورين

                    تعليق


                    • #11
                      السلام على الشهيدة المظلومه

                      مأجورين

                      تعليق

                      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                      حفظ-تلقائي
                      x

                      رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                      صورة التسجيل تحديث الصورة

                      اقرأ في منتديات يا حسين

                      تقليص

                      لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

                      يعمل...
                      X