بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صلي على محمد وال محمد
من أضواء القرآن
على موقف الأمة
((وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداً مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)) البقرة:109
يلقي القرآن الكريم على طريقنا ضوءاً من ماضي تاريخ الإسلام والمسلمين، الذين وقعوا تحت نوايا أعدائهم، والحسابات العمياء التي تدفعهم ان يحرفوا الأمة التي آمنت بالله ورسوله، ان يحرفها عن مسار الفطرة، ((فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ))الروم:30
((حَسَداً مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ)) البقرة:109، والحسد هو من مظاهر السلوك الأناني، والحسود - أياً كان دينه واتجاهه - لا يستطيع ان يرى الآخرين في خير وتفوق في أي مجال من مجالات الحياة، فهو بدل ان يلتزم أسلوب المنافسة المشروعة، يدخل في عملية هدمٍ وإعاقة لأي مشروع نافعٍ خدمةٍ لأنانيته.
والأناني كما هو معروف، من يؤثر مصلحة الذات على مصلحة الأمة، ويسعى إلى الاستحواذ على مقدرات الآخرين.
والقرآن الكريم، يعالج هذا السلوك، تارة من داخل المجتمع الاسلامي وتارة من خارجه، فاما من داخل المجتمع الاسلامي: فانه يحذر الأمة من نفس الحسابات العمياء التي لا تبصر الدنيا الا من خلال الأنا العدواني الذي كم تسبب في حرمان الأمة على امتداد تاريخها من مواقف ومشاريع، بالامكان ان تؤدي دورا كبيراً في حياتها؟ وذلك متى غاب الشعور بالمسؤولية، وتحول باتجاه تغليب مصلحة الذات على مصلحة الأمة.
واما من خارج المجتمع: فانه وان كان عائد التخريب الأناني هو على المخربين أنفسهم الذين يهدمون بناءهم بأيديهم وأيدي غيرهم.
((هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ)) الحشر:2.
فبالرغم من هذا كله فان القرآن الكريم يضعنا أمام صورة من ماضي الاسلام والرعيل الأول من المسلمين، ليوضح الموقف أمام النوايا الدنيئة التي تحملها الفئة الكافرة لأن القرآن الكريم لكل جيل من الأجيال ولكل مرحلةٍ من مراحل تاريخ الأمة.
فقد ودّ الذين كفروا آنذاك لو يردوا الأمة بعد إيمانها إلى الكفر حسداً من عند أنفسهم، فأمر الله الأمة بالعفو والصفح ورحابة الصدر، وبعد النظرة.
وهذا الأمر نزل حيث كان المسلمون بحاجة إلى بناء المجتمع الاسلامي حتى يأتي الله بأمره الذي يحدد فيه الموقف الجديد لتفادي خطر المؤامرة، اذ ان المحاولة في ذلك الزمان وفي كل زمان تقوم على ثلاثة محاور لحرف الأمة:
الأول: محور العقيدة، التي تعتبر عنوان السمو في حياة الأمة، فلذلك تكون هدفا لنوايا الكفر بغية حرفها عن مسارها وحرمان الأمة من قاعدتها الفكرية،ومصدر انطلاقتها الثورية ضد الانحراف.
الثاني: الثقافة: لأن الأسس والمقومات الثقافية للأمة، هي التي تمثل حضارتها، فيحاول الكفار التسلل إلى هذه الأسس والمقومات الثقافية لأذابتها، وأحياناً يكون التسلل لحرف ثقافة الأمة بعمل هادئ لم يلفت انتباهاً بقصد تحقيق مآرب الكفر وفرض التبعية الثقافية له على الأمة.
الثالث: الأخلاق: لأن الأسس والقيم الاخلاقية التي تؤمن بها الأمة هي زينتها ونضارة دينها وعقيدتها، فيحاول الكفار استبدال القيم والأخلاق الإسلامية بقيم أخرى مهترئة بإشاعة وسائل التمييع من الأفلام والمسلسلات التمثيلية التي تتسق مع أهداف الأجنبي، ونشر الكتب والمجلات التي تغذى بتوجيه خارجي.
ولهذا فان القرآن الكريم يضع الأمة أمام مسؤولية كبرى ابتداء من واقع الأسرة المسلمة وانتهاءً بالبناء الاجتماعي العام لتفادي هذا الخطر، وهو يكشف لها نوايا الكفر، ويدعوها ان لا تترك آلياته تتحرك وتستفحل على أرضية ضعفها، بل لابد من إبداع الفكر وابتكار الحلول وتقوية البناء.
((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ)) التحريم:6.
والسلام عليكم
السراجي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صلي على محمد وال محمد
من أضواء القرآن
على موقف الأمة
((وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداً مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)) البقرة:109
يلقي القرآن الكريم على طريقنا ضوءاً من ماضي تاريخ الإسلام والمسلمين، الذين وقعوا تحت نوايا أعدائهم، والحسابات العمياء التي تدفعهم ان يحرفوا الأمة التي آمنت بالله ورسوله، ان يحرفها عن مسار الفطرة، ((فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ))الروم:30
((حَسَداً مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ)) البقرة:109، والحسد هو من مظاهر السلوك الأناني، والحسود - أياً كان دينه واتجاهه - لا يستطيع ان يرى الآخرين في خير وتفوق في أي مجال من مجالات الحياة، فهو بدل ان يلتزم أسلوب المنافسة المشروعة، يدخل في عملية هدمٍ وإعاقة لأي مشروع نافعٍ خدمةٍ لأنانيته.
والأناني كما هو معروف، من يؤثر مصلحة الذات على مصلحة الأمة، ويسعى إلى الاستحواذ على مقدرات الآخرين.
والقرآن الكريم، يعالج هذا السلوك، تارة من داخل المجتمع الاسلامي وتارة من خارجه، فاما من داخل المجتمع الاسلامي: فانه يحذر الأمة من نفس الحسابات العمياء التي لا تبصر الدنيا الا من خلال الأنا العدواني الذي كم تسبب في حرمان الأمة على امتداد تاريخها من مواقف ومشاريع، بالامكان ان تؤدي دورا كبيراً في حياتها؟ وذلك متى غاب الشعور بالمسؤولية، وتحول باتجاه تغليب مصلحة الذات على مصلحة الأمة.
واما من خارج المجتمع: فانه وان كان عائد التخريب الأناني هو على المخربين أنفسهم الذين يهدمون بناءهم بأيديهم وأيدي غيرهم.
((هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ)) الحشر:2.
فبالرغم من هذا كله فان القرآن الكريم يضعنا أمام صورة من ماضي الاسلام والرعيل الأول من المسلمين، ليوضح الموقف أمام النوايا الدنيئة التي تحملها الفئة الكافرة لأن القرآن الكريم لكل جيل من الأجيال ولكل مرحلةٍ من مراحل تاريخ الأمة.
فقد ودّ الذين كفروا آنذاك لو يردوا الأمة بعد إيمانها إلى الكفر حسداً من عند أنفسهم، فأمر الله الأمة بالعفو والصفح ورحابة الصدر، وبعد النظرة.
وهذا الأمر نزل حيث كان المسلمون بحاجة إلى بناء المجتمع الاسلامي حتى يأتي الله بأمره الذي يحدد فيه الموقف الجديد لتفادي خطر المؤامرة، اذ ان المحاولة في ذلك الزمان وفي كل زمان تقوم على ثلاثة محاور لحرف الأمة:
الأول: محور العقيدة، التي تعتبر عنوان السمو في حياة الأمة، فلذلك تكون هدفا لنوايا الكفر بغية حرفها عن مسارها وحرمان الأمة من قاعدتها الفكرية،ومصدر انطلاقتها الثورية ضد الانحراف.
الثاني: الثقافة: لأن الأسس والمقومات الثقافية للأمة، هي التي تمثل حضارتها، فيحاول الكفار التسلل إلى هذه الأسس والمقومات الثقافية لأذابتها، وأحياناً يكون التسلل لحرف ثقافة الأمة بعمل هادئ لم يلفت انتباهاً بقصد تحقيق مآرب الكفر وفرض التبعية الثقافية له على الأمة.
الثالث: الأخلاق: لأن الأسس والقيم الاخلاقية التي تؤمن بها الأمة هي زينتها ونضارة دينها وعقيدتها، فيحاول الكفار استبدال القيم والأخلاق الإسلامية بقيم أخرى مهترئة بإشاعة وسائل التمييع من الأفلام والمسلسلات التمثيلية التي تتسق مع أهداف الأجنبي، ونشر الكتب والمجلات التي تغذى بتوجيه خارجي.
ولهذا فان القرآن الكريم يضع الأمة أمام مسؤولية كبرى ابتداء من واقع الأسرة المسلمة وانتهاءً بالبناء الاجتماعي العام لتفادي هذا الخطر، وهو يكشف لها نوايا الكفر، ويدعوها ان لا تترك آلياته تتحرك وتستفحل على أرضية ضعفها، بل لابد من إبداع الفكر وابتكار الحلول وتقوية البناء.
((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ)) التحريم:6.
والسلام عليكم
السراجي
تعليق