إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

حوار هادئ بين بن عبد النبي وابن عبد الوهاب الجزء الثاني

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • حوار هادئ بين بن عبد النبي وابن عبد الوهاب الجزء الثاني

    بن عبد النبي استغفر الله والله لاادري أأضحك أم أبكي على هذا الحال انا الان يتوجب عليّ ان أثبت ان مشركي ألامم السابقة كلها غير موحدين توحيد ربوبية وأمة محمد ص هم خير الامم لان صاحبنا يقول ان أمة محمد أشد شركا من كل تلك الامم الكافرة فتلك الامم تؤمن بالرخاء وتكفر بالشدة وامة محمد تشرك بالاثنين معا
    ولااعرف اذا كانوا موحدين يؤمنون بلا اله الا الله فلماذا حاربهم النبي بالرغم من ان الله سبحانه يقول [نَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْماً عَظِيماً]والموحد غير مشرك ..وقال صلى الله عليه واله [
    أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فإذا قالوها فقد حقنوا مني دمائهم وأموالهم إلا بحقها فهرس البخاري كتاب الاعتصام وكتاب الايمان ....قيل ما حقها يا رسول الله؟ قال: كفر بعد إيمان وزنى بعد إحصان وقتل النفس التي حرم الله] طيب يعني قولك انهم كانوا مؤمنين وموحدين ولكن الله ورسوله حاربهم وما اراد مهنم غيرالشهادة فاين هم من قول كلمة وهم مؤمنون كما تقول بها ثم انه هنا طلب الكلمة فقط مافتش في سرائرهم ان كانوا امنوا بها ام لا ولهذه الكلمة أمِنَ المنافقون على اموالهم واعراضهم رغم انهم ابطنوا الكفر واعانوا على رسول الله[إِذَا جَاءكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ][وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ مَّا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورا][الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُم مِّن بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُواْ اللّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ] ورغم ذلك انظر ماذا قال فيهم النبي كما جاء في صحيح البخاري[منهم أين مالك بن الدخشن فقال بعضهم ذلك منافق لا يحب الله ورسوله قال النبي صلى الله عليه وسلم لا تقل ألا تراه قال لا إله إلا الله يريد بذلك وجه الله قال الله ورسوله أعلم قال قلنا فإنا نرى وجهه ونصيحته إلى المنافقين فقال فإن الله حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجهه]فهذا منافق وشهد عليه جمع من الصحابة ولكن فرقه عن اسياد قريش الذين تعتبرهم موحدين انه قال لا اله الا الله فمااعظم هذه الكلمة ومااهونها على اللسان ورغم ذلك لم يقلها هؤلاء الذين تقول انهم يؤمنون بها اصلا سبحان الله

    اما قولك في فرعون فانا والله أتعجب كيف تجعل أسفل الناس موحدين وتقول على اهل الشهادة والصلوة والصيام والحج اشد المشركين ؟؟ألا تقرأ القرآن ؟؟ [وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَل لِّي صَرْحاً لَّعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ][فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى]
    بن عبد الوهاب
    انا اقصد انهم عارفين ان الله خالق والاية واضحة( وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ )

    بن عبد النبي
    لاحول ولاقوة الا بالله اتعجب لتشبيهاتك هذه وخلطك على الناس ...فالقول هنا مقصوده عندما يرجع الناس الى فطرتهم لابد ان يعرفوا ان الله خالق هذا الكون ولابد ان يعرفوا ان لكل أثر مؤثر غيره .

    ولكن بعضهم جعلوا لله انداد اي شركاء في التاثير هذا( أَمْ لَهُمْ آلِهَةٌ تَمْنَعُهُم مِّن دُونِنَا] من دون الله وهم يملكون مقادير الكون مناصفة مع الله ويتحكمونا )

    بالخلق فلذلك خاطبهم سبحانه بقوله[لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ] لان قول لو كان فيها معبود غير الله باطل لان هنالك معبود في الحقيقة بالباطل غير الله من انبياء وملائكة وحجارة( مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِن وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ ) المؤمنون / 91 ،
    فهل هناك معنى معقول لأن يقال لو كان فيهما معبودان إلا الله لفسدتا ؟! فالآية صريحة ومعناها لو كان مؤثران مستقلان في تدبير شئون السماوات والأرض لفسدتا ، وهل يمكن التشكيك في أن الحديث عن الربوبية ؟
    !
    ولكن هؤلاء يعتقدون التأثير و التصرف في الخليقة بيد المخلوقين من دون اذن الله ولذلك خاطبهم بذلك فهم ليسوا موحدين كما يقول الاخ

    قُل لَّوْ كَانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ إِذًا لاَّبْتَغَوْاْ إِلَى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلاً
    * سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوًّا كَبِيرًا ) الإسراء / 42- 43 .

    أما هذه الآية فبناء على التفسير الأصح لها ، قال البغوي : "
    ( إِذًا لاَّبْتَغَوْاْ ) لطلبوا يعني الآلهة ( إِلَى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلاً ) بالمبالغة والقهر ليزيلوا ملكه كفعل ملوك الدنيا بعضهم ببعض ، وقيل : معناه لطلبوا إلى ذي العرش سبيلا بالتقرب إليه ... ،) .

    فالآيتان الأولى والثانية صريحتان في أن الحديث عن شرك الربوبية كما أن الثالثة ظاهرة في ذلك ، ولم تصغ تلك الآيات إلا لمواجهة مشركين اعتقدوا بأن هناك من يؤثر في الكون إضافة إلى تأثير الله تعالى عن ذلك علواً كبيرا
    قوله تعالى
    ( وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ * ضَرَبَ لَكُم مَّثَلًا مِنْ أَنفُسِكُمْ هَل لَّكُم مِّن مَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُم مِّن شُرَكَاء فِي مَا رَزَقْنَاكُمْ فَأَنتُمْ فِيهِ سَوَاء تَخَافُونَهُمْ كَخِيفَتِكُمْ أَنفُسَكُمْ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ) الروم / 27 - 28 .

    فمقتضى التشبيه أن المشركين كانوا يرون أن شركاء الله ينافسون الله بحيث يخاف تصرفاتهم في مملكته لأنهم يملكون نفس الاستقلالية في التصرف ، ولذا شبه القرآن خلل اعتقادهم هذا بخلل الاعتقاد بوجود إنسان حر يملك مملوكا ، لكن مملوكه له حق

    اما المسلم فيؤمن ان الملائكة تصب العذاب على قوم في الدنيا وتعذب اخرين في الاخرة ولكن باذن الله ويؤمن بشفاعة النبي والاولياء ولكن باذن الله فهم عبيد الله [يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُم مِّنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ
    ]

    مشركي قريش عرفوا الله واعتقدوا به ولكن ككبير الآلهة ومعه آلهة صغار هي بناته وأبناؤه ، وهذه عقيدة مسلمة عندهم كما هو صريح قوله تعالى
    ( وَيَجْعَلُونَ لِلّهِ الْبَنَاتِ سُبْحَانَهُ وَلَهُم مَّا يَشْتَهُونَ ) النحل / 57 ، فحقيقة الشرك هي بوجود آلهة أخرى مع الله
    لو صحة رؤيتك بأن المشركين موحدون في الربوبية لكان القرآن مخطئا في مخاطبة المشركين بأنكم اتخذتم أربابا ، وذلك في عدة آيات ، منها قوله تعالى
    ( وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُا نَبَعْضاً أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ ) آل عمران/ 64 ، وقوله عز وجل ( وَلاَ يَأْمُرَكُمْ أَن تَتَّخِذُواْ الْمَلاَئِكَةَ وَالنِّبِيِّيْنَ أَرْبَابًا )آل عمران /80 وقال( أَأَرْبَابٌ مُّتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ )

    لا أعتقد أن من يؤمن بأن الرزق بيد الله والآلهة ليست إلا وسيط في رزق الله يقال له
    ( إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقًا ) فجوابهم سيكون واضحا : نحن نقول إنها لا ترزق والذي يرزق هو الله ، ولكن نطلب منها أن تتوسط عند الله كي يرزقنا
    مما يعني أنه دليل آخر على عقيدتهم بأن الآلهة الأبناء لله مستقلون في التصرف ويشاركون الرب الأب في الربوبية ، بل الآيات التي يستدل بها الخصم والتي صرحت بإقرارهم أن الله هو الخالق المدبر جاءت في سياق الحديث عن عقيدة مشركي العرب بوجود بنات لله وفي نفس السياق ذكر دليل التمانع ردا عليهم ، وإليك التفصيل
    :
    فتجد الآيات التالية من سورة الزخرف تصرح بأن المقرين بخالقية الله هم من يقول بوجود أبناء لله ، قال تعالى ( وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ

    خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ
    * الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْدًا وَجَعَلَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلًا لَّعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ * وَالَّذِي نَزَّلَ مِنَ السَّمَاء مَاء بِقَدَرٍ فَأَنشَرْنَا بِهِ بَلْدَةً مَّيْتًا كَذَلِكَ تُخْرَجُونَ * وَالَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا وَجَعَلَ لَكُم مِّنَ الْفُلْكِ وَالْأَنْعَامِ مَا تَرْكَبُونَ * لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ وَتَقُولُوا سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ * وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنقَلِبُونَ * وَجَعَلُوا لَهُ مِنْ عِبَادِهِ جُزْءًا إِنَّ الْإِنسَانَ لَكَفُورٌ مُّبِينٌ * أَمِ اتَّخَذَ مِمَّا يَخْلُقُ بَنَاتٍ وَأَصْفَاكُم بِالْبَنِينَ * وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُم بِمَا ضَرَبَ لِلرَّحْمَنِ مَثَلًا ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ * أَوَمَن يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ * وَجَعَلُوا الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثًا أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ ) الزخرف / 9 – 19 .

    فمن الواضح أن من قالوا
    ( خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ ) هم الذين ( وَجَعَلُوا لَهُ مِنْ عِبَادِهِ جُزْءًا ) وهم الذين ادعوا أنه ( اتَّخَذَ مِمَّا يَخْلُقُ بَنَاتٍ ) ، وهم الذين أقروا بأن الله هو الخالق المدبر ولكن مع ذلك يجعلون معه آلهة أخرى يعتقدون أنها بنات الله و ( وَجَعَلُوا الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثًا ) .

    ويتضح ذلك في آخر السورة أيضا فمن يعتقد بوجود ولد لله تعالى عن ذلك علوا كبيرا هو من يقر بخالقية الله ويعترف بذلك ، قال تعالى
    ( قُلْ إِن كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ * سُبْحَانَ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ * فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ * وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاء إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ * وَتَبَارَكَ الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَعِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ * وَلَا يَمْلِكُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَن شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ * وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ ) الزخرف / 81 – 87 .

    فالذي أجاب على الاستفهام عمن خلقهم بقوله : الله ، هو نفسه الذي ادعى إن للرحمن ولد
    وحتى اهم هذه الايات التي يستدل بها أصحاب هذه الرؤية مثل قوله تعالى
    ( مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى ) تتحدث عن عقيدتهم بوجود أبناء لله إذ الآية التي بعدها هي قوله تعالى ( لَوْ أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا لَّاصْطَفَى مِمَّا يَخْلُقُ مَا يَشَاء ) الزمر / 3- 4 ، فالكلام عن قوم يعتقدون بأن هناك بنات لله تعبد معه تقربا إليه ، وهي أرباب صغيرة وآلهة صغيرة يؤمنون بوجودها مع إيمانهم بالله الإله والخالق الأعظم
    والذي نريد قوله بأن هذا الحديث المتنوع في القرآن عن عقيدة العرب هي تفاصيل لعقيدة وديانة واحدة عند العرب ، وهذا لا يعني نفي وجود خلاف بينهم في بعض التفاصيل ، والمهم هنا أن الذين يقرون بخالقية الله هم أنفسهم الذين يعتقدون بأن هناك آلهة مع الله هي أبناؤه وهم الذين استدل عليهم القرآن بدليل التمانع ، وهو مختص برد شرك الربوبية
    والآيات التالية من سورة المؤمنون تجمع الأمور الثلاثة ، ولذا هي أكبر دليل على أنهم في عقيدتهم بوجود أبناء لله كانوا يشركون بالله في الربوبية وإلا لم يرد عليهم القرآن بدليل التمانع القائم على فرضية استقلالية الأرباب المتعددين في التأثير في شئون الكون ؟

    قال تعالى ( قُل لِّمَنِ الْأَرْضُ وَمَن فِيهَا إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ * سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ * قُلْ مَن رَّبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ * سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ * قُلْ مَن بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ * سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ بَلْ أَتَيْنَاهُم بِالْحَقِّ وَإِنَّهُمْ

    لَكَاذِبُونَ
    * مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِن وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ * عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ ) المؤمنون 84- 92 .

    فالواضح من الآيات أنها في صدد تصحيح ضلالتهم العقائدية المتمثلة في ادعاء الولد لله وتخيل أن يكون هناك إله مع الله ، فتبدأ الآيات بأخذ الإقرار منهم بخالقية الله وتدبيره للكون ، ثم تذكر عقيدتهم الباطلة في اتخاذ الولد ووجود الشريك فيقول
    ( مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِن وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ ) ثم يبطل قولهم بدليل التمانع ( إِذًا لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ ) ، وتؤكد خاتمة الآيات أي قوله تعالى ( سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ ) إنها بصدد رد عقيدتهم الباطلة بوجود أبناء لله أو تعدد الآلهة ، لذا قال البيضاوي : " ( سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ ) من الولد والشريك لما سبق من الدليل على فساده تفسير البيضاوي ج2 ص111

    وقال الشيخ ابن عاشور :
    " وإنما لم يستدل على امتناع أن يتخذ الله ولدا لأن الاستدلال على ما بعده مغن عنه ، لأن ما بعده أعم منه وانتفاء الأعم يقتضي انتفاء الأخص ، لأنه لو كان لله ولد لكان الأولاد آلهة ، لأن ولد كل موجود إنما يتكون على مثل ماهية أصله كما دل عليه قوله تعالى ( قُلْ إِن كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ ) الزخرف / 81 أي له "روح المعاني المجلد 10 ، ج18 ص90 . )

    وقال الآلوسي :
    " ولم يستدل على انتفاء اتخاذ الولد إما لغاية ظهور فساده أو للاكتفاء بالدليل الذي أقيم على انتفاء أن يكون معه سبحانه إله بناء على ما قيل
    إن ابن الإله يلزم أن يكون إلها ، إذ الولد يكون من جنس الوالد وجوهره
    التحرير والتنوير ج 18 ص 93

    أنهم إذا كانوا يقرون بتوحيد الربوبية فلماذا الاستدلال على أمر يقرون ويؤمنون به وما فائدة الاستدلال في هذه الحالة ؟ لم لم يكتف بإقرارهم ويقال لهم : لا يصح أن يعبد إلا من تقرون بخالقيته ؟ أو يقال لهم : ليس لكم أن تعبدوا ما تقرون بأنه لم يخلق ولا تأثير له
    .

    بل كما قلنا الآيات صريحة في اعتقادهم لما يراد نفيه واثبات بطلانه في هذا الاستدلال ، فقوله تعالى
    ( سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ ) فما يصفون هي تعبير آخر عن عقيدتم الباطلة التي ذكر دليل بطلانها بقوله تعالى ( إِذًا لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ ) .


  • #2
    اخوان وين مشاركاتكم ؟!!

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    x

    رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

    صورة التسجيل تحديث الصورة

    اقرأ في منتديات يا حسين

    تقليص

    المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
    أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, 02-05-2025, 07:21 AM
    ردود 2
    13 مشاهدات
    0 معجبون
    آخر مشاركة ibrahim aly awaly
    بواسطة ibrahim aly awaly
     
    أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, 02-05-2025, 09:44 PM
    استجابة 1
    12 مشاهدات
    0 معجبون
    آخر مشاركة ibrahim aly awaly
    بواسطة ibrahim aly awaly
     
    يعمل...
    X