إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

أحاديث الغربة والتغرب (الحديث الأول)

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #16
    السلام عليكم

    الاخ العزيز السيد مهدي
    للذكريات ما لها

    وبإذن الله تعودون إلى وطنكم سالمين غانمين
    قد يكون هذا الكلام حلماً عند البعض !!
    ولكن نأمل أن يكون لهذا الحلم نصيب من الحقيقة

    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    تعليق


    • #17
      نتابع إخواتي وإخوتي:
      ---------------------

      من المشاكل التي يواجهها المغترب هي الصدمة الفورية التي تنقله من محيط محافظ ومنافق في نفس الوقت( وليسمح لي القارئ بوصف المنافق كما سأشرح وأبين في وقت لاحق) إلى محيط مفتوح كل الإنفتاح، ومغاير كل المغايرة لمحيطه الإصلي.
      معظم المغتربين ساقتهم ظروف قاهرة للهجرة والإغتراب وهناك من إختار الهجرة عن رغبة وإعجاب بنمط الحياة الغربية، وخاصة من درسوا وتعلموا في الغرب وتعودوا على نمط الحياة الغربية.
      بالنسبة لي صدمت عندما كنت شابا(مدفوعا بأحلام وطيش الشباب) حينما وصلت إلى أوربا في الستينات من القرن الماضي طالب بعثة لدراسة الهندسة.
      وسبب الصدمة هوإنتقالي من مدينة محافظة لا تعرف حتى السينما (وإن كان جهاز التلفيزيون عوض عن ذلك)إلى محيط تجاوزمشاهد السينما المصطنعة إلى واقع يحاكي ويعيش ما يراه وينبهربه الشرقي في الأفلام.
      وأتذكرفي أول سني حياتي في أوربا صادفتني من المشاكل والقصص مايصلح عرضه للتندروحكايات النكتة.
      أول سنة عشتها في بريطانية كانت صعبة من ناحية التأقلم مع الظرف الجديد، إضافة، ولكوني من عائلة ميسورة وكل شئ كان مهيأ لي فلم تكن عندي الخبرة الكافية للتعامل مع الناس بصورة عامة وشكل هذا مصدرا من مصادرالصعوبة التي قاسيتها يعني كان الواجب علي أن أتعلم كيفية التصرف وفق أصول الحياة الإنكليزية وشروطهاالجادة إضافة إلى إلتزامي بديني وأعرافي الشرقية.
      وأول مشكلة كانت تواجه الطالب الشرقي مشكلة اللغة والتعود على الحياة المفتوحة وقبولهاكواقع قائم وليس إستثناءا. وبصراحة الإنتقال من محيط دائما يقيم هذاحلال وهذا حرام إلى محيط مفتوح يطالبك بأن تنسى الحلال والحرام ولكن تقيد بمفهوم:
      When you go to Rome do what the Roman do.
      شئ صعب إن لم يكن مستحيل وأعرف عددا من المبتعثين ممن لم يستطع التكيف مع الوضع الجديد فعادوا من حيث أتوا.
      ولا ندخل في تفاصيل مملة لا يرغب القارئ بها وعفى عليها الزمن ولكن لنستعرض بعض حالات التمرد التي كانت تنتاب من يصل من الشباب للغرب فينسلخ تماما عن أصوله الشرقية ليحاكي عيش الغربي فينغمس ليضيع في وحل المحيط الجديد فينمسخ إلى مخلوق مشوه ينطبق عليه القول:

      (ذهب الحمار يطلب قرنين فعاد بلا إذنين)

      يعني لا حافظ على مثله الشرقية ولا تعلم من حسنات الغرب وما توصل له على صعيد التجربة الإجتماعية.
      كان الطالب الملتزم دينيا يعاني من مشكلات داخلية وأخرى خارجية وأقصد بالداخلية معاناته النفسية من جراء الصراع بين الوازع الديني والرغبة الجامحة للتلذذ بما هو متاح ومتوفر وخاصة بالنسبة للجنس وأي تجاوز لهذه المشكلة الخطيرة وغض للنظر عنها هوهروب من الواقع بأجلى صوره. أما المشكلات الخارجية فتمثلت بحالات السخرية من الملتزمين وتهمتهم بالعمالة للإستعماروالصهيونية حيث عملت أجهزة الدعاية الناصرية في الستينات على نعت كل توجه إسلامي كمظهر لنشاط الإخوان المسلمين.
      كنا وبكل أسف مستهدفين ومحاربين ومن أبناء ملتنا وجلدتنا بسبب حالة التمرد التي كانت تنتاب القادمين الجدد وإنبهارهم بالجوالمفتوح في بلاد الغرب إضافة إلى ضجيج الدعاية الناصرية في الستينات ونعتها لكل توجه إسلامي بإنه محسوب على الإخوان المسلمين(عملاء الصهيونية والإستعمار)!!!!.

      كان الغير ملتزم يفتخربتمرده على قيمه الشرقية ويجهر بذلك ولكن في نفس الوقت يضع الملتزم تحت طاولة الحساب القاسي إن لاحظ منه أي شئ مخالف للقيم التي يتمرد هو عليها!
      فياويله إن كلم فتاة بحكم طبيعة الدراسة المشتركة. أوأفطرشهر رمضان لعذر مشروع!
      تنفتح عليه العيون ويبدأ مسلسل السخرية والإعتداء. فتسمع عبارات مثل:

      ها وين دينك ؟
      تكولون هذاحرام إي ولكم منافقين!

      هنا وقفة جديرة بالتأمل!
      ويطرح سؤال بهذا الخصوص لماذا الملتزم دينيا هوالمطالب بإثبات حسن النية لمن حوله؟
      ----
      وأيضا كانت الحرب المعلنة على ذوي الإتجاه الديني تأخذا سبلا ومآرب شتي وتتفنن في الشكل والإسلوب، ومن هذه الإساليب هو محاولة إستثارة المقيم للصلاة بطرق لا أقول غير إخلاقية ولكنها منافية للذوق العام والآداب الإسلامية، كأن يطلب أحدهم من صديقته الجميلة اللعوب أن تصافح المتدين بحرارة أو تعانقه وتظهرله ودا بتغنج وصاحبها يراقب ثم يسأل بسخرية وإستهتار، محاولا إحراج المتدين:

      (ها إشلون تشوف نفسك وأنت بحضن هاالغزال)؟؟؟

      لذلك كان الفرد منا يحاول تجنب مواقف الشبهة والإبتعاد عن مواقع إثارة سوء الظن ولكن النجاح لم يكن حليفك دائما.
      وهناك من أندفع بتهور ليجاري الوضع السائد بحجة جواززواج المتعة وحتى يفتش لنفسه أعذارا شرعية حول مفهوم ملك اليمين وكأننا في حالة حرب معلنة وهناك أسرى وسبابا لينجرف وراء تحقيق شهواته.
      هذه بعض المواقف الصعبة التي كانت تواجهنا وغيرها الكثير.

      أتذكرمرة سألت سؤالا إن كنت حقا قادرا على كبح جماح شهوتي وأنا أشاهد من مناظر الجمال والإغراء الكثيروكان السائل مؤدبا وباحثا عن الحقيقة!
      وبدأ الحوار معه على أساس الإجابة على سؤال هو:
      هل الإنسان وراء عقله أم غريزته؟
      الحيوان له غريزة وليس له عقل!
      أما الإنسان فعنده غريزة وعقل والعاقل من الرجال من يشبع غريزته بإستعمال عقله!

      وإلى حديث آخر

      تعليق


      • #18
        نتابع إخوتي حديث الغربة والتغرب:
        ------------------------------------------

        أحاديث الغربة والتغرب بين الواقع والخيال

        وصلتني رسالة على بريدي الخاص من قارئ متابع لأحاديث الغربة والتغرب يتساءل إن كانت أحاديثي عن الغربة والتغرب واقعامر بي كماأذكره وأتذكره أم إن لي خيالا واسعا خصبا ينمق لتلك الأحاديث؟!

        فضلت إجابة هذا المتابع والقارئ الكريم على تساؤله في هذه الحلقة الخاصة إتماما للفائدة فقد يكون نفس التساؤل يدغدغ أذهان آخرين من الإخوة الأعزة القراء والمتابعين لأحاديث الغربة والتغرب.

        مضى على غربتي عن الوطن مدة قاربت الأربعين عاما. يعني كل هذه السنون وأنا أعيش بعيدا عن مسقط رأسي قضيت معظمها بين أمريكا وأورباوالبقية في الخليج. وعندما تتقلب حياة الفرد من جو لآخر شئ طبيعي أن تمر عليه من الأحداث والمشاكل ما يصلح أن يكون قصص وعبر يتضمنها كتابا وليس أحاديث عابرة تنشرفي الإنترنيت.

        وما أنشره هنا، ولا زلت في بداية الطريق، هو تلك المواقف التي أفشلتني في معظمهاخبرتي الحياتية في إتخاذ القرار الأصوب. وللحقيقة ليس كل ما مر بي صالح للنشر وكل ماأنشره هنا، هو مافيه العبرة والإعتبار هذا كل مافي الأمر.

        أقسمت في بعض أحاديثي على أمور مرت بي لتأكيد إن ما كان غير المتوقع أن يقع!قد وقع فعلا!!

        إذ لا تتوقع أن يغدر بك أخ أو صديق أو بن بلدك الذي عانى مثل ما تعاني وبإسم الإخوة والدين ولكن هكذا الدنيا صعود ونزول ويحصل فيها ما يحصل.

        فمن كان يتوقع أن تستبعد عترة الرسول(ص) من مسرح الأحداث وتهمش؟ لا بل وتطارد!! وتقتل شر قتلة!! علي يد أحفاد عدو الإسلام الأول أبو سفيان!!؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

        ومن يتوقع أن تجد من ينافح ويكافح بدفاع مستميت عمن جزروا آل بيت الرسول بإسم من نشروا الإسلام على ربوع الدنيا!!.

        لا أعلم هل نشروا إسلاما أم نشروا إستغلالا وتسلط ؟؟؟؟

        كانت دورة الزمن لأنتشار العقيدة الجديدة وسمونجم الإسلام!! فأستغلها المتنفذون للأستعمار وجلب المغانم والجواري الحسان إلى قصور الخلفاء.

        وهكذا فعلت الأمبراطورية البريطانية في نهايات القرن التاسع عشر وغيرها من دول التسلط.

        ثم إنحسرت دول التسلط والإستكبار في الماضي القريب كما إنحسر التسلط العربي في الماضي البعيد مع فارق واحد هو إنحسار تسلط الدول الغير الإسلامية كان إنحسارا كليا. بينمالم تنحسر العقيدة الإسلامية بل يقت حية متقدة في قلوب الشعوب التي أعتنقتهابعد وصولها لتلك الدول والأصقاع البعيدة، بسبب طبيعتها الإلهية الخالدة وقيامها على أساس الدين والمثل الإنسانية.

        فماذا ياترى كان سيحدث لوأستلم الزعامة والحكم بعد الرسول(ص) من أوصى له نبينا العظيم في غديرخم ؟؟؟؟؟

        وماذاكان سيحدث لو كتب كتاب هداية الأمة من الضلال الذي أراد تنفيذه الرسول(ص) وحالوا دونه؟؟؟؟؟؟؟؟؟

        هل كانت ستنحسرالسيادة العربية وتنتقل لأيدي الأعاجم من ترك وفرس وسلاجقة ومستعمرين إنكليز وفرنسيين و...و...؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

        رحم الله شاعر أهل البيت دعبل الخزاعي حينما قال في رثائيته البكائية التائية الخالدة:

        ولو قلدوا الموصى إليه زمامها................لزمت بمأمون من العثرات

        وإلى حديث آخر

        تعليق


        • #19
          بسم الله الرحمن الرحيم

          مشكور عمي العزيز السيد مهدي على هذه القصص
          واتمنى منك مراجعة الرسائل الخاصة
          والسلام عليكم

          تعليق


          • #20
            نتابع إخوتي حديث الغربة والتغرب:
            ----------------------------------------

            كنت أراه في الجامعة(طالب دراسات عليا) ويراني، ونسلم على بعضنا، ولكن لم نكن نلتقي! يعني معرفتي به كانت سطحية.

            وكلماأعرفه عنه كونه عراقي، ولا شئ آخر!

            وفي أمسية شاتية ممطرة كنت أجلس لوحدي في مقهى الجامعة، أحتسي كأسا من الشاي وكنت متضايقا بعض الشئ، ولاأتذكرلماأولأي سبب؟.

            كنت غارقاأوساهيا، وفجأة سلم علي صاحب الشأن العراقي، جالسا جنبي وحاملا معه كأساكبيرا من الشاي.

            .....إشلونك شيخنا
            .....هلة ومرحبة أخي....شيخنا!!... هاي إشلون دبرتها؟!!

            ضحك زميلي قائلا ...لا تكون تضايقت ؟
            لا العفو تفضل... بس لأول مرة.... أسمع من يناديني بكلمة شيخنا.

            بدأ زميلنا يشرح، بإن لهم زميل دراسة، يدرس معه في نفس الكورس، من مسلمي شرق أفريقيا لكنه هندي الأصل، يحبه ويحترمه كثيرا، لكونه عراقي.

            وكلماألتقاه يأتيه بأطيب أنواع الحلوى الهندية، بمناسبة عيد ولادة الإمام الفلاني، ثم يعقب فيقول له بكلام عربي بسيط، أنا من (جماعة الإثنى عشري!).

            يقول: فأجيبه وأنا من جماعة المعدة! ثم نأكل الحلوى سوية ونضحك!

            إبتسمت طويلا لقصته وبادلني الإبتسامة قائلا:

            أناآسف أبو الشباب لم أعرف بلغز زميلي الشرق أفريقي إلا مؤخرا.

            لم أفهم كامل القصة منه! إذلم أتبين قصده بإنه من جماعة المعدة، بعدأن عرفت بإن زميله الشرق أفريقي مسلم شيعي إثناعشري!

            سألته ماقصده بإنه من جماعة المعدة؟

            هنا ضحك زميلناالعراقي، وأقسم بإنه لم يعرف ماذا كان يقصد زميله الشرق أفريقي، بالإثناعشري إلا بعد أن حكى قصته لزميل آخر،حيث أخبره بأن الشرق أفريقي مسلم شيعي أثناعشري. ودله علي لأدبرأمره قائلا له روح للشيخ مهدي هو يدبرك مع زميلك، لكونه سني العقيدة وغيرملتزم بالدين أصلا.

            سألته وماعلاقة المعدة بالمذهب الشيعي الإثناعشري؟

            ضحك ثانية، معتذرا وقال متسائلا: وماذا تسمي القسم الأول من الأمعاء الدقيقة؟

            هنا أنا الذي بدأ يضحك كثيرا! وكيف نسيت أن أربط بين المعدة والإثناعشري في أحشاء الجسم الداخلية؟.

            فقد شرد تفكيري للحلاوة الهندية ولجماعة المعدة.

            نسيت كل ضيقي وهمومي، وأبتسمت كثيرا مع زميلي العراقي وصافحته قائلا: كنت مهموما وقصتك أزالت همي.

            طلب مني بأن أعرفه على زميله الشرق أفريقي وقال رجاء بالله عليك أنت أفضل من يتواصل معه لكن لاتنساني وقت الحلوى الهندية.

            لأنني لا أعرف عن الدين شيئا ولا ألتزم به فوعدته بذلك.

            ألتقيت بالشيعي الشرق أفريقي وشرحت له قصتي مع زميله العراقي!فضحك كثيرا وقال بإنه سوف يحاسبه كثيرا، على عملته، وسوف لن يطعمه من الحلوى الهندية التي كان يقدمها له بعد اليوم.

            بدأ يشرح لي بإنه من طائفة الخوجة الذين جلبهم(يقصد أجداده) الإستعمارالإنجليزي من الهند، إلى مستعمراته الأفريقية، ليخدموه وكانوا هندوسا غير مسلمين، ولكن بسبب الدعاة المسلمين الشيعة القادمين من مسقط وعمان وغيرها، هدى الله أجداده إلى نورالإسلام فأسلموا متشيعيين لآل بيت الرسول(ص).

            وإلى حديث آخر

            تعليق


            • #21
              نتابع إخوتي حديث الغربة والتغرب:
              -------------------------------------

              كثيرا ماسألت هذا السؤال:
              بإعتبارك شيعي تؤمن بزواج المتعة! هل مارستها في حياتك مرات كثيرة أو مرة أومرتين؟ وخاصة وقد قضيت ردحا طويلا من الزمن من شبابك في الغرب، حيث يتوفر الجنس الرخيص في كل ظرف وزمان ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

              ثم يطرأ سؤالا آخر، وبتهكم ! هل بإمكانك أن تخدعنا بدعوى أنك تقي وقادر على كبح جماح الرغبة الجنسية في نفسك، وحواليك من الظباء الأوانس ما يثير حتى الطاعنين في السن فكيف بالشباب.؟؟؟؟؟؟؟؟

              لنتكلم بواقعية فالمفروض بالإنسان المؤمن أن يخاف الله ولا يخاف عبد الله! إن إردنا الصراحة ووضع النقاط على الحروف!

              فلماذا أخبي وأواري عن أناس هم مثلي ويشعرون نفس شعوري بالنسبة للجنس ولغيره؟؟

              لذلك أقول كل من يقول بإن الجنس لايثيره ولايحركه فهوكاذب حتى لوكان أتقى إنسان، أوشاذا عن بقية الناس، فالمرأة فتنة وأيما فتنة حتى رب العزة يقول في كتابه الكريم (زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة........) نلاحظ في هذه الآية الكريمة بإن فتنة الجنس تأتي في قمة ومقدمة الشهوات.

              فكيف تعاملت مع هذاالأرق في شبابي أثناء معيشتي في الغرب؟

              يجب أن أعترف بإن المسألة صعبة وصعبة جدا، حيث يعيش المؤمن صراعا نفسيا قاسيا فمن ناحية يريد أن يتنعم بمتع الحياة المتاحة ومن ناحية ثانية يحس بوخز الضمير بإن مايفكربه ومايندفع نحوه بصورة لاإرادية يتصادم مع وازعه الديني والإخلاقي.

              هناك طرفة تحكي بهذا الخصوص لشيخ كان ينصح طلابه بغض النظرعما حرم الله!! ولكن من منا من لاينجذب بصورة لاإرادية لقد أهيف مياس وطرف ناعس؟ وكمايعبرصاحب الحس المرهف لجمال العيون بقوله:
              لا تلمني ..لا تلمني.....لم تلمني؟
              أتلمني بعيون سحرتني ؟...........ولحاظ قتلتني؟.........هائما قد جعلتني!......لا تلمني!
              نعود لقصة الشيخ وهو ينصح الشباب بغض النظر! فشاهده أحد طلابه وهو يحملق بكل عينيه لإمرأة تفيض شبابا وحيوية فقال له الطالب: شيخناكيف تنصحنا بغض النظروخفض البصر وأراك تطيل النظر لماحرم الله!!؟

              فأجابه لا ياولدي أنا لا أنظر لها كأمرأة ولكن أنظر لها كبقرة!! وأجمل مافي البقرة عيونها الحوراء الواسعة وهذا ماجعلني أديم النظر لها!!!!!!!!!

              على أية حال المسألة صعبة وخاصة على الشاب! فلنفترض بإن صعوبة ألمسألة تستوجب إيجاد حل وفي مثل هكذا حالات لنقل زواج المتعة الذي شرعه الإسلام يحل هذه الصعوبة.

              لكن زواج المتعة بمفهومه الإسلامي يعني يطبق في ظرف إسلامي حيث الطرفان يعييان مايمارسان وهذا غير متأتي في حالة الحياة في الغرب.فالفتاة في الغرب إن أحبتك إستسلمت لك ولايهمها ماتفكربه متعة أو خلعة.فقبل كل شئ يجب أن تبحث عنها وهي عادة تتواجد في المراقص للقاء من يعجب بها وتعجب به، فإن وجدتها، وقبل الوصول إلى قلبهاعليك العمل بكثير من المحرمات للوصول لقلبها، مثل عزومتها على الرقص معها يعني يجب أن تكسر عنك طابع الحياء وتتعلم الرقص ثم تجاملها بإن تعزمهاعلى خمرة وماشابه و...و... إلا إذا كانت البنت ساقطة أو من بناة الهوى. وعندما تحبك البنت لا يكون حبها حبا عاثرا أو (طياري سفري) كمانعبر شعبيا. وهنا تلعب المشاعر الإنسانية دورها في محاسبة النفس إن كانت مؤمنة ملتزمة.

              والخلاصة بمقاييسنا الشرقية عليك سلوك كثير من الرذائل للوصول إلى مبتغاك، وهذاماتتكفل العقيدة الإسلامية وواجباتها الصارمة بمنعه والترفع عنه إن مورست كحياة وليس لقلقة لسان.

              لذلك أطمئن من يسألني بإنني وإن قاسيت كثيرا من الكبت الجنسي ولكن ولله الحمد لم أوفق لممارسة زواج المتعة حتى ولا مرة واحدة. لإلتزامي الديني وإمتناعي عن المحرمات. وهذا لايعني بإني ملاك ولم أخطأ في حياتي لا بل أخطأت كثيرا في حياتي وأرجو الله أن يغفر لي خطاياي.

              أثناء الدراسة في بريطانياأيام كناشبابا،كنت قريبا من أحد إخوتنا رحمه الله( إستشهد في سجون صدام) كان مثال التقوى، والسباق المتقدم في خدمة نشرالدعوة والإلتزام بالقيم الدينية. كان يسبقني في الدراسة وكنت أنسق معه في العمل داخل الجمعية الإسلامية في الإجتماعات والمحاضرات الثقافية نصف الشهريةوتوفير لوازم أداء الواجبات الدينية من صلاة وصيام أيام شهر رمضان المبارك.أو إقامة الإحتفالات بأيام الأعياد المباركة ومساعدة الطلبة الجدد من الملتزمين في تسهيل أمورهم وأقلمتهم مع الوضع الجديد عليهم......الخ.

              كثيرا ماكانت تدور بيننا نقاشات عن زواج المتعة وكيف إنهامرخص بهافي المذهب الشيعي ولكن لحد الآن لم يستطع أحدا منا ممارستها، للعوائق والمقدمات المحرمة التي يجب أن تسبقهافتقف حاجزامنيعامن ممارستها. فكان يقول لي هذه الأمورموكولة للباري وتوفيقاته.

              كان هذا المؤمن الشهيد يعيش مع إمرأة إنكليزية فلاحظت عليه هدوءه ونظافته بعكس غيره ممن إستأجر غرفة عندها في السابق، فأحبته وحاولت تشجيعه على الخروج ومصادقة من يحب ولماذا هو أنعزالي ومنطوي على نفسه؟ فتصرفه ليس تصرفاعاديالشاب بسنه، يقول كنت أتحاشى إسئلتهاوأبرر لها تصرفاتي بإنشغالي بالدراسة لكنها لم تقتنع بتبريراته فقالت له أنت تفتقد الشجاعة أوعندك مشكلة جنسية، يقول عرضت نفسهاعلي بأن اكون صديقا لها فرفضت ذلك قائلا لها هذا يخالف ديننا ولكن عندنا حاجة تسمى بالزواج الموقت! يقول فرفضت ذلك بشدة وقالت أنالاأفكر بالزواج بعد فقد زوجي، ثم ماهذا زواج موقت لايوجد هناك مايسمى زواج موقت إما زواج دائم وهو مالا أفكر به أو مصاحبة، وأنها فقط تحاول مساعدته وفك عزلته، يقول فنسينا المسألة كلية ولم نعد لها بعد ذلك.

              لكن هذه الحادثة ولدت عند هذه المرأة الرغبة لتتعرف عن الديانة الإسلامية أكثر فدرست الدين الإسلامي وعرفنا بإنها أعتنقت الديانة الإسلامية وشاركتنا في معظم فعاليات الجمعية الإسلامية. وعندماأحتفلنا بإسلامهاوباركنالهاهدايتهاكانت تقول بالحرف الواحد كل الفضل يعود للرجل الكبير(مع إنه أصغرمنها سنا) الذي فتح بصيرتي.

              لا أعرف على وجه التحديد مالذي حصل بينهما لكن أعرف يقينا بإن أختنا حجت لبيت الله الحرام وحتى زارته في العراق قبل إستشهاده بعدة سنوات.

              وإلى حديث آخر

              تعليق


              • #22
                جزاك الله خيرا أخي السيد مهدي ...

                على هذه القصص ....

                وبارك الله فيك ...




                تحياتي للجميـــــع

                عاشقة المصطفى

                تعليق


                • #23
                  بسم الله الرحمن الرحيم
                  السلام عليكم

                  تشكر عمي العزيز السيد مهدي وأبقاك الله لنا ، ولقد اشتقنا إلى أحاديثك هذه فلا تبخل بها علينا

                  تعليق


                  • #24
                    نتابع إخوتي حديث الغربة والتغرب:
                    ------------------------------------

                    يعرف الأدباء الشعر، بالكلام الموزون المقفى، المنبعث من عاطفة والمؤثرفي عاطفة.

                    ويهمنامن التعريف جملة المنبعث من عاطفةوالمؤثرفي عاطفة.

                    العاطفة شعور إنساني نبيل متأصل في الذات البشرية وتتحرك
                    دائمافي المواقف الحرجة.في المواقف التي يختل فيهاالتوازن فتثورالعاطفة لتظهر وتكشف الشعورالإستنكاري الرافض لذلك الخلل، والمطالب بالإنصاف ورد الحقوق والمظالم!!!

                    فبعدماأستولت الطغمة الأموية الحاقدة على البيت النبوي، وإستتب الأمرلإبن آكلة الأكبادفي الشام بعدإستشهاد الإمام علي(ع)وصلح الإمام الحسن بن علي(ع) عمل معاوية على إستصدارجملة من فضائعه المنافية لقيم الإسلام ومثله!! ومنها أمره بسب الإمام علي(ع) بعد خطبة كل صلاة جمعة جاعلا منهاسنة في كل البلادالإسلامية، يتعلمهاالصغير ويهرم عليهاالكبير.

                    ورغم إبتعاد بعض الصحابة عن الإمام(ع) وإعتزالهم، لكنهم قاوموا نهج معاوية وسياسته الخرقاء! ومن هؤلاء الصحابة الذين أمتنعوا عن سب الإمام(ع) الصحابي سعد بن أبي وقاص، فبعث عليه معاوية يستعتبه على عدم تنفيذ أوامره! لكن الصحابي سعد علم بمقصد معاوية من إستدعاه فإحتاط لنفسه، وعندما دخل إلى مجلس معاوية إبتدره بالسلام الصاعق قائلا:

                    ألسلام عليك أيها الملك!

                    فصعق معاوية لتصرف الصحابي سعد، قائلا:

                    مامنعك من قول ياأمير المؤمنين؟ ومامنعك من سب أبي تراب؟

                    وعندماخلفه إبنه يزيد الخمور والفجور على الحكم!!! ساربنفس طريقة أبيه ولكن بشكل سافرعاهر فكان ماكان من وقعة كربلاء وذبح الإمام الحسين(ع) وسبي عياله وأهل بيته. ثم واصل نهجه الدامي في ذبح محبي أهل البيت ومطاردة شيعتتهم ومواليهم. لذلك تحركت عواطف الشعراء مستنكرة ماحدث ويحدث وعبرت بحرقة وألم، فتفجرت قريحة الشاعر المتألم لمايراه حوله والمتحرق كمداعلى ماآلت إليه الأمور فقال:

                    لا أدري أين رجال المسلمين مضوا؟...وكيف صار يزيد بينهم ملكا!!
                    العاصر الخمرمن لؤم بعنصره...............

                    وماأشبه اليوم بالأمس، يذبح أبناء الرسول من العلماء الأعلام وطلبة وخريجي المدرسة العلوية الإمامية الشريفة، منار الهدى وأعلام التقى، ليتربع على أرض المقدسات في العراق لقيط سارق وهو دون سن الشباب، وقاتل مارق وهو شاب، لايعرف له أصل ولا فصل فيسوم البلاد ويسبي العباد.

                    وهنا أيضا تتحرك العاطفة الشاعرية لتعيد صيغة بيت الشعر المتقدم لتعبر:

                    لا أدري أين بهاليل العراق مضوا؟.....وكيف صارصدام بينهم ملكا!!
                    القاتل النفس من لؤم بعنصره .........

                    هذا المسخ الذي تربع على أرض المقدسات، فأستباح الحرمات وشتت العائلات!! وكتم أنفاس العراقيين مدة جاوزت الثلاثين سنة ولايزال يوافي البلاد بالقتل والدمار، والحروب وقادسيات العار، ولانعرف ماذا سوف يكون مصير أهلنا وشعبنا العراقي المظلوم.!!!!!

                    ففي هذه الأيام نعيش قلقا مصدعا وترقبا موجعا للأيام القادم الحبلى بكل المصائب والمحن لأهلنافي العراق، ولا أستطيع أو أعرف كيف أصف مشاعري بل ومشاعر كل من يعيش الغربة والبعد عن الوطن هذه الأيام والأخبارتترى بإن الهجوم الأمريكي قادم لامحال.

                    هل كتب على أهلنا الشقاء والعناء بسبب حكامنا الجهلة القتلة أم ماذا؟؟

                    لقدربى البعثيون أجيالامن طلائعهم الممسوخة! وورطوا معهم ألالآفا مؤلفة من القتلة والمجرمين جاعلين منهم سدا منيعا وحرسا مطيعا مذكرينهم بإن مصيرهم مرتبط بمصير النظام فإن إنهار النظام فعلى هؤلاء المرتزقة القتلة الإستماتة في الدفاع عنه وإلاالموت المحقق ولاغير.

                    عبرأكثر من مرة رأس النظام بقوله: من يفكربإنتزاع حكم العراق من أيدينا فسوف نسلمه أرضا خرابابدون شعب.

                    معنى ذلك الطاغية مصمم على قتل الشعب إن أحس بقرب أجله، وتاريخه الأسود الدامي يؤكد ذلك وماغازات حلبجة وقتل الآلاف المؤلفة من الأبرياء ببعيد عنا.

                    رحماك اللهم ربي رحماك، ولا معبود سواك. فأكشف الغمة عن صدر الإمة بأخذك لهذا المجرم أخذ عزيز مقتدر وأحفظ أهلنا وشعب العراق من كل سوء يالااله إلا انت بحق لاإله إلا أنت إلا ماحفظتنا وحفظت أهلنا من كل شر ببركة نبيك محمد وآله الطيبين الأطهار وعجلت بظهور قائم آل محمد وجعلتنامن جنده ومن المستشهدين بين يديه آمين رب العالمين.

                    وإلى حديث آخر

                    تعليق


                    • #25
                      نتابع إخوتي حديث الغربة والتغرب:
                      ------------------------------------------

                      حديثناهذه المرة يكون عن مجموعة مواقف في موقف واحد إذلا أتذكر بالضبط إن كان تسلسل الأفكار والحوادث جرى أين؟ ومتى؟ ومع من؟ لكثرة المواقف ولو تذكرت لذكرت ولكنها تصب في الحديث عن الخلاف المذهبي (يعني حديث السنة والشيعة).

                      ما أتذكره عن نفسي وعن الحوادث التي مرت علي هو كل ما تقدم بي السن كلما بدأت أراعي وجهة نظر الطرف المقابل وأستوعبها جيدا لأجد لها مبررا أو مخرجا قبل أن أعرض عليه وجهة نظري وأحاول جاهدا أن أبتعدعن مواقف النقض والتفنيد، وهذا لا يعني بإنني لا أخطأ فسبحان من لا يخطأ.

                      كمبدأ عام عندما يقصدني أحد معارفي من الإخوة السنة الجدد بسؤال عن الشيعة أتردد في الحديث عن المذهبيات وأدعوه إلى الإهتمام بما هو أهم وأعم لكون ظرف شمال أمريكا يتطلب ذلك.

                      أكثرمن مرة وجدت نفسي متهم أمام من يسألني بالإنهزامية والتعصب الإعمى لما أؤمن به من إتباع لمذهب أهل البيت.

                      وفي مرة من المرات بدأ أحدهم بإطراء حزب الله وقادته في التصدي لإسرائيل ونجاحه في جنوب لبنان في حين فشلت أنظمة عربية في مواجهتهاوبدأ يسألني بماذا تعلل ذلك؟

                      فأكتفيت بذكرالآية الكريمة: رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا.

                      ثم بدى واضحا بإن الرجل يحاول جرجرتي إلى نقاش عن الشيعة والسنة فأعتذرت له عن النقاش وقلت له أنت تعرف رأيي في هكذا مسائل ولكنه أصر بحجة محبته للإطلاع على الفكرالشيعي! ولمتابعة النقاش سوف إشير إلى نفسي ب(ش)وله ب(س).

                      ش: مالذي تريد أن تعرفه عن الشيعة والتشيع بالضبط؟

                      س: كل شئ عنهم لإنني بصراحة لا أعرف الكثير ولكن فقط نتف وأراء متفرقة وأكثرها من خصومكم، يعني من خصوم الشيعة! وكلماذكرت الشيعة قفزت إلى ذهني فكرة زواج المتعة، وسب الصحابة وإتهام أم المؤمنين عائشة،ومراسم عاشوراء

                      ش: مذهب الشيعة مدرسة من المدارس الإسلامية
                      ،وعندما نقول مدرسة يعني المتشيع هو من ينظرللأموروللإسلام كدين ومصدرهداية للبشربمنظارآل بيت الرسول(ص).

                      س: إذاكان التشيع بهذاالمفهوم فالمفروض كل المسلمين شيعة لإن آل بيت الرسول(ص)محترمين مقدرين من كل المسلمين!

                      ش: هذا ما أحاول تثبيته وشرحه لك ولكل الإخوة من أهل السنة.

                      س: لماذاإذن كنت تتهرب من سؤالي لك عن الفوارق بين الشيعة وأهل السنة؟

                      سألني هذاالسؤال أحد إخوتنا وأصدقاءنا المصريين عندما كنا في الخليج.

                      ش: لا جواب (يعني سكت ولم أجبه على سؤاله)

                      س: لماذا سكت؟ هل سكوتك إعتراف منك بإنك تخفي شئ ما؟

                      ش: ياأخي ليس عندي شئ أخفيه ولكن الدخول في تفاصيل تاريخية سوف يجرناإلى مالاتحمد عقباه.

                      أنقطع النقاش مع زميلي المصري عندهذه النقطة ولاحظت إبتعاده عني تدريجياولفترة أسابيع وإن ظلت الزيارة النسوية مستمرة بين زوجتي وزوجته، والظاهربإن النساء لعبن دورافي جمعناببعضنا مرة أخرى.

                      س: أحب أن أفتح معك النقاش مرة أخرى حول الشيعة والسنة لأنني عرفت عنكم حاجات لم أكن أعرفهامن قبل!

                      ش: (لاحول ولا قوة إلا بالله) منذأن تعرفناعليكم كعائلة لعدة أشهرهل رأيتم مناماأزعجكم أوأساء لكم؟

                      س: لماذا تسأل هذا السؤال؟

                      ش: أجبني وسوف تعرف !!!

                      س: لم نرمنكم أي مكروه ونعتبركم أحسن أصدقاءنا إلا ما سمعته عنكم مؤخرا.

                      ش: أذن ألست محقافي التهرب منك عندمافتحت النقاش معي عن أهل السنة والشيعة.

                      (إعتذرالرجل هنا وتكلم بصراحة وإعترف بإن هناك أحد السلفييين كان يلاحقه بالسؤال تلو السؤال عن صديقه العراقي الشيعي المنافق الذي يبطن الكفر ويظهرالإسلام تقية)

                      وإلى حديث آخر
                      التعديل الأخير تم بواسطة السيد مهدي; الساعة 01-01-2003, 04:26 AM.

                      تعليق


                      • #26
                        نتابع الحديث السابق إخوتي:

                        نتابع إخوتي:
                        ---------------
                        س: إنت زعلت مني ولة أيه؟

                        ش: لم أزعل منك!ولكن لا أستطيع أن أتبين أرضية مشتركة أقف معك عليها، لكي أشرح لك ماتطلبه مني!

                        س: بإمكانك أن تفند أو تنكرماذكره لي السلفي عنكم!

                        ش: وكيف أستيطع إنكارأوتفنيد ماتعلمته من السلفي عناحينماعلمت منه بإننامنافقين،نظهرغيرمانبطن.

                        س: إستغفرالله (أناماألتش أنتوا منافقين زميلي هوالذي آل كدة) وهنابدأ صوته يرتفع، ولم أعرف بإن زوجته وزوجتي كانتاتصغيان للمناقشة في الصالة المجاورة، وفجأة أندفعت زوجته، وكانت ست فلاحة طيبة، لتصرخ بوجهه:

                        (إسمع بكلك أهو قسماعظما، لوماإبتعدت عن الناس دول (تقصد السلفيين) حاسيبك وأركع مصر!!!!)

                        أطرقت مبتسماوكأننا نشاهد مسلسلا مصرياوهو يصورمعركة عائلية بين زوج وزوجته!!

                        بدأت الست الطيبة تشرح منذ قدومهم للعمل في الخليج وإتصال زوجها بالسلفيين بدأت المشاكل تظهربينهاوبينه وتؤكد بإن أكثرمن عائلة صديقة إبتعدت عنهم بسبب تأثيرات السلفييين على زوجهاوتأثره بأفكارهم وقالت بإنها كانت تتحين الفرصة لكي تثيرمعه المسألة في بيت عائلة صديقة غيرمصرية.

                        ثم عقبت بإن زوجها رجل طيب ومؤمن لكن(دول المايتسموش) لخبطوافكره فجعلوه متزمتا متعصبايتدخل بخصوصيات غيره بحسن نية وهذا ماجعل معارفهم يبتعدون عنهم.

                        سامحونا ياجماعة على كل ماحصل! هذاماقاله زميلناالمصري بعد أن هدأت زوجته وتحول الحديث لأمورأخرى.

                        قلت له أخي الكريم أس الدين وأساسه المعاملة وكمايقول الحديث الشريف:

                        (إنماالدين المعاملة) إذاكنت واثقاومطمأنابماأنت عليه وأردت إيصال رسالة معينة لغيرك بإمكانك أن تقوم بذلك دون الدخول في مناقشات عقيمةوإتهامات باطلة.

                        سألني لوطلب صديقي السلفي مقابلتك والنقاش معك فهل تقبل مناقشته ربما تثبت له بأنكم مسلمون ومايعتقده عنكم غيرصحيح؟
                        سألته ولماذا أمري يهمه؟ فإذاكان هذاإعتقاده عنا!، خلاص حسابناعلى الله وليس عليه!

                        بقت العلاقة طيبة مع زميلناالمصري بدون التطرق لقضايا مذهبية، لكنه ظل يسألني عن صلاتنا وصيامنا وبقية العبادات والمعاملات وفي كل مرة أشرح له شئ عنا يقول جيد

                        وهذا نفس ماعندنا ولكن قلبي غيرمطمئن لأنكم تستعملون التقية معنا.

                        إنا لله وإنا إليه راجعون

                        وإلى حديث آخر

                        تعليق


                        • #27
                          نتابع إخوتي حديث الغربة والتغرب:
                          -----------------------------------------

                          حديثناسوف يكون عن فترة منتصف الستينات أثناءالدراسة في بريطانيا وكيف كنا نعامل من قبل الإتحادات الطلابية في الجامعة.

                          وكانت فترة نشطة شيئاماحيث المدالقومي الناصري، وكانت جمعية الطلبة العرب ممثلة له.

                          وكذلك النشاط الشيوعي، وكانت جمعيةالطلبة العراقيين ممثلة له.

                          والأتحاد الوطني لطلبة العراق والذي يقوده البعثيين.

                          ومن السخريات حقا،هومن كانت ميوله دينية وعنده إلتزام ديني، فقد كان محسوباعلى الإخوان المسلمين وإن كان شيعيا، في وقت لم تكن حركة الإخوان تنظرفيه للشيعة كطائفة مسلمة أصلا.

                          المهم كنانحضرللصلاة مع من يصلي، في الجمعية الإسلامية وكنانعامل بإحترام وأدب، ولكنناكنامميزين كشيعة. والشيعي تميزه من قطعة القرطاس بدل التربة الحسينية التي يستعملها للسجود في الصلاة.

                          من أخطاء الحركة الإسلامية(ممثلة بحركة الأخوان المسلمين) في الستينات، هوغياب التخطيط الصحيح الواعي، والمنتج في خلق حالة التفاعل، بين جهادالإخوان داخل مصر، والمتعاطفين مع خط الحركة في الخارج، وخاصة النشطين في مجال الدعوة من غيرالمدارس السنية.

                          كانت المناشير تصلناعلى عنوانينا،في الجامعات والكليات والمعاهد البريطانية، ومن دون أن نعرف الجهة المرسلة، ولانتفاعل معهاإلا بقدر الإطلاع على ماكانوا يرغبون أن يوصلوه لنا من أخبار،عن نشاطات الداخل.

                          فكان المسلم الحركي يتحرق ألما على مايجري، ولايستطيع أن يفعل أكثر من ذلك.

                          أقسمت أن أروي!!

                          هذا واحد من عناوين تلك المنشورات. وكان المنشورعبارة عن عرض إستل من كتاب للبناني مسيحي(جورج سلستي) عايش محنة معتقلي الإخوان في سجون عبد الناصرفي أوائل الستينات.

                          هكذا يبدأ المنشور:

                          إلى إخواني الشهداء علي حمزة، إبراهيم قعوار, خيري ...وغيرهم من الشهداء الذين قضواإستشهادا في سيبل أمتهم ووطنهم.

                          ويستمرالمنشورليشرح كيف كان المجرم حمزة البسيوني مديرالسجن الحربي في ليمان طرة يعذب معتقلي الإخوان في السجون بإخس وأبشع الطرق.

                          ويشرح كيف كانت الفنانة زوزو ماضي تزورزوجهافي السجين والمتهم بقضية المخدرات الكبرى، جالبة له معها مالذ وطاب بينمامعتقلي الإخوان كانوا يعاملون بمنتهي الوحشية ويذكر قصة الإخواني الدكتور حمدي وكيف عاملوا والدته بقساوة وفظاظة لكونهاقد جلبت له فرخة مشوية.

                          وهناك قصة الست زينب الغزالي وحميدة قطب.

                          وقصة صالح أبو رقيق وكيف تعاملوا معه بأخس وأبشع الإساليب اللأخلاقية.

                          منشورآخروفيه صورة كبيرة مشوهة المعالم لكنهاواضحة جدا للباحث العالم الذري المصري صلاح خليفة،ويقول عنوانه:

                          هذا المتهم إعترف، بعد أن شوهت الناروجهه، وحطم الطوق الحديدي جمجمته، وتكسرت أسنانه وأرتسم على نظراته الشاردة العمياء معنى العدم، ويضيف المنشور(كما أملاها عليه المحققون).

                          كنانقرأ هذه القصص ونحمد الله بأن مثل هكذا أعمال غير موجودة عندنا في العراق ولكن لم نعرف بإن القدر قد خبأ لنا من فاق حتى قراقوش في وحشيته وظلمه.

                          وإلى حديث آخر.

                          تعليق


                          • #28
                            نتابع إخوتي حديث الغربة والتغرب:
                            -----------------------------------------

                            حديثنا هذه المرة سوف يكون عن أيام مرت علينا،عصيبة حالكة، مشحونة بالأسى والعذاب النفسي وحرق الإعصاب. ففي خلال حياتي في الغربة لم تمرعلي أيام قاسية مريرة إلا مرتين.

                            كانت المرة الأولى في بريطانياسنة 1967م. والثانية في شمال أمريكا سنة 1991م.

                            ففي المرة الأولى لم أكن الوحيد الذي قاسى من المرارة والإنكساروالإذلال والخيبة!!
                            بل كل الجالية العربية، وذلك بعدهزيمة العرب في حرب الأيام الستة في عام 1967.

                            فعندماينتقل الفردمن بيئة إلى بيئة تغايربيئته الأولية يحصل عنده نوع من الحنين إلى عشه ومسقط رأسه، فيزدادإعتزازا بماعنده حتى ولوكان ذلك أقل مستوى من مستوى الظرف الجديد،وعندماتطرح الشعارات لتذكربالماضي التليد، وتدغدغ المشاعرلرفع المعنويات ويستشعرالواحد بنابقيمة معنوياته ومثلة وعلوهاعلى مايجده في بلد اللامعنويات وحقارة المثل، بل فقط ماديات وكسب يومي. ينشحن ويتشنج بصورة فوق الطبيعية،ثم فجأة تفشل المعنويات لتنكسرأمام جبروت وطغيان المادة. لينهارالإنسان أمام هول الفاجعة وعظم المصيبة وهذاماحصل لنابعد هزيمة العرب في حرب الإيام الستة.

                            كان الإعلام البريطاني معادي ومتحيزبشكل لا يوصف، وعلى دراية تامة بما سيحدث وماسينتج!!!! وكنانشاهدعيانا كيف كانت الأحداث والوقائع تصوروتبث للمواطن البريطاني، لتهيأه لحدث قادم فيه حمل وديع،مظلوم محاصر، بمجموعة ذئاب كاسرة من ظلمة عرب، ومتلهفة لإلتهامه أورميه في البحر.

                            وفي المقابل كان هناك إعلاماعربيا صفيقاليس فيه سوى العربدة والجعجعة والكلام الرخيص. كان ذلك ظاهرا وباديا للعيان وحتىالسطحي وقليل الثقافة كان يتساءل مابال الحكام العرب وعلى رأسهم النظام الناصري المصري حامل راية العروبة والشعارات الرنانة الطنانة، بهذه السذاجة والسطحية وعدم تقديرالأمورلوضعهافي محلهاالمناسب؟

                            بعدأن أغلقت البحرية المصرية خليج العقبة بإحتلالهامضايق تيران. لاحت نذرالحرب وسارع البريطانيون وكل حماة إسرائيل،إلى شحن همم شعوبهم بكارثة سوى تحدث لليهود المساكين الذين خذلتهم أوربا والعالم لينتقم منهم هتلر، وها قدعاد هتلربإسم العرب لينتقم ثانية من هؤلاء القلة،الثلاثة الملايين الأليفين الوحيدين والمحاطين بأكثر من مائة مليون متوحش لقلعهم من الجذورلأبتلاعهم.

                            في المقابلة التي عملهاأنتوني نتنك وزيرخارجة بريطانية الأسبق والذي إستقال إحتجاجا على حكومته أثناء عدوان 1956 م. على قناة السويس مع الرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصرظهرالرئيس المصري وكأنه واثق جدامن نفسه وهويقول بإننامنتظرين لإسرائيل أن تهاجم لنري العالم بإن ماكتب عن حرب السويس في 1956م. كان تخريف في تخريف.

                            كان الكل يراقب ولايعلم ماكان يخبأه القدرللعرب بقيادة مصر!! بل فقط كنانستمع ونتسلى بحماس ثائرلكوكب الشرق الراحلة أم كلثوم وهي تغني للعرب وللعروبة:

                            الله معك .....الله معك
                            جيش العروبة يا بطل الله معك..........ماأروعك ماأعظمك الله معك
                            مأساة فلسطين تدفعك نحوالحدود......حول لهاالألام برود في مدفعك.

                            راجعين سيول من الصحارى للحقول..........زي الرسول...
                            ..........
                            وبدأت الحرب بهجوم كاسح متواصل لتدمرالجيوش العربية فتصل إسرائيل إلى قناة السويس في ستة أيام ويقبل العرب الهزيمة صاغرين لتقف إسرائيل عند الشاطئ الشرقي للقناة ويعلن جمال عبدالناصر تخليه عن الحكم بخطاب عاطفي ذرفنا له الدموع غزيرة ولاأستطيع تصورالحالة التي كنافيها!!وخاصة أثناء معارك سيناء حيث كانت وسائل الإتصال المرئية تنقل مشاهدجثث الشباب المصري وهم صرعى العطش في صحراء سيناء. أتذكرأثناء خطاب عبدالناصروبعد أن أعلن عن تدميرقوته الجوية وهو يقول:
                            (ظلت قواتنادون غطاء جوي........ولم تكن طبيعةالصحراء تسمح بالدفاع الكامل...) حيث الكل صرخ نادباباكياليصب لعناته عليه وعلى طريقة إدارته للمعركة.

                            وفي الحقيقة لاأستطيع شرح الحالة التي كانت فيهاالجالية العربية، البريطانيون ينظرون لناشزرا وبإحتقاربين وتشفي يحطم أعصاب الفرد فكان الفرد منا يتمنى لوأنه خلق في مجاهل أفريقيا ومتاهات سيبيريا وليس في بلد عربي!!!!!!!!.
                            وبلاش نكمل ذكريات حزينة مقرفة وتاريخ حالك أسود.

                            إنا لله وإنا إليه راجعون ولا حول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم.

                            وإلى حديث آخر.

                            تعليق


                            • #29
                              بسم الله الرحمن الرحيم

                              تشكر عمي السيد مهدي وسأتابع قراءتها قريباً ففي كل فرصة أقرأ منها ما يتيسر

                              وتقبل تحياتي الحارة

                              تعليق

                              المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                              حفظ-تلقائي
                              x

                              رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                              صورة التسجيل تحديث الصورة

                              اقرأ في منتديات يا حسين

                              تقليص

                              لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

                              يعمل...
                              X