//
\\
//
::
هَل لَدَى السُّنَّةِ مَا يُسَمَّى بِوِلاَيَةِ الفَقِيِهْ ؟!
أَمْ يَا هَل تُرَى قَد آمَنَ المَسِيِحِيُّونَ بِهَا ؟!
مِنَ السَّهْلِ جِدَّاً إِلْصَاقُ هَذِهِ التُّهْمَةِ بِحِزْبِ الله مَا لَوْ كَانَ الحِزْبَ الوَحِيِد المُعَارِض !!
بَيْنَمَا نَجِد أَنَّ المُعَارَضَةَ فِي لُبْنَان عِبَارَةٌ عَنْ مَزِيِجٍ مُخْتَلِفِ التَّوَجُّهَاتِ المَذْهَبِيَّةِ أَوْ
الطَّائِفِيَّة ! .. وَ بِالرَّغْمِ مِنْ ذَلِكَ الإِخْتِلاَفْ إِلاَّ أَنَّ الحِسَّ الوِطَنِيَّ قَد جَمَّعَهُم تَحْتَ سَقْفٍ
وَاحِدٍ يَقْتَضِي وَقْفَةً وَاحِدَةً ضِدَّ صَدِيِقِ عَدُوِّهِم .. وَ بَدِيِهِيَّاً فَإِنَّ عَدُوَّ صَدِيِقِنَا عَدُوٌّ لَنَا
وَ عَدُوَّ عَدُوِّنَا صَدِيِقٌ لَنَا ! .. وَ حُكُومَةُ فِلتْمَان عَدُوَّةٌ لِلُبْنَانَ تَحْتَ شِعَارِ الصَّدَاقَةِ الكَاذِبَة
لِذَا فَقَد إِلْتَقَت كُلُّ الأَدْيَانِ وَ الطَّوَائِفِ وَ المَذَاهِبِ لِإِسْقَاطِ حُكُومَةٍ سَاقِطَةٍ أَخْلاَقِيَّاً لِأَنَّ
مَنْ فِيِهَا أَشْبَهُ بِأَبْنَاءِ الشَّوَارِع وَ دُسْتُورِيَّاً لِأَنَّهَا بَاتَتْ تَحْكُمُ بِشَيْطَنَتِهَا وَ شَيَاطِيِنِهَا ! ..
وَ مِنَ المُفْرِحِ جِدَّاً لِلْكُلِّ مَاعَدَا اَتْبَاعَ الشَّيْطَانِ أَنْ تَكُونَ وِلاَيَةُ الفَقِيِهِ مَخْرَجَاً مِنَ الفِتْنَةِ
وَ مَدْخَلاً لِلُبْنَانَ التَّعَدُّدِيِّ المُتَكَامِلْ .. لِهَذَا تَرَى أَنَّ مِيِشَال عَوْن يَرْفَعُ رَأْسَهُ عَالِيَاً لِأَنَّ
سِيَاسَةَ حِزْبِ الله تَقُومُ عَلَى أَسَاسِ المُشَارَكَةِ الفَاعِلَةِ لِكُلِّ الطَّوَائِفِ وَ المَذَاهِبِ وَ لَيْسَ
مِنْ شَمَائِلِهَا إِقْصَاءُ أَحَدٍ وَ لاَ الإِسْتِبْدَادُ وَ الإِسْتِفْرَادُ بِالسُّلْطَةِ تَحْتَ أَيِّ ظَرْفٍ مَهْمَا يَكُنْ
لِذَا فَلُبْنَانُ بِوجُودِ السَّيِّد حَسَن نَصْرُ الله وَ نَبِيِهْ برِّي وَ مُعْظَمُ الشِّيِعَةِ العُقَلاَءِ هُنَاك سَيَكُونُ
أَمْنَاً لِلْجَمِيِعِ وَ مَأْمَنَاً لِبَقَاءِ الجَمِيِع مَاعَدَا السُّرَّاق وَ المُجْرِمِيِن وَ لِهَذَا تُشَنُّ الحُرُوبُ النَّفْسِيَّةُ
عَلَى هَذِهِ المُعَارَضَةِ وَ لَكِن لِلْأَسَف فَإِنَّ هَذِهِ المُعَارَضَةَ قَد حَصَّنَتْ نَفْسَهَا وَ أَقْسَمَت بِرَبِّهَا
أَنْ لاَ يَشُقَّ صَفَّهَا لاَ مُنَافِقٌ وَ لا حَاسِدٌ وَ لاَ حَاقِد .. وَ هَذَا مَا أَدَّى إِلَى فَشَلِ كُلِّ المُحَاوَلاَتِ
فِي سَبِيِلِ تَفْكِيِكِهِم ! .. وَ لْتَتَّقِي اللهَ يَا لُبْنَانِيُّ فَمَا الصُّبْحُ بِبَعِيِد
أَمَّا بِالنِّسْبَةِ لِشَيْخِكُم صُبْحِي الطُّفَيْلِي فَكُلُّنَا نَعْلَم أَنَّ هَذِهِ الشَّخْصِيَّةَ تُمَثِّلُ سِيَاسَةَ التَّشَدُّدِ
الشِّيِعِيِّ الَّذِي لَمْ يَسْبِق لَهُ مَثِيِل ! .. وَ رُبَّمَا هُوَ [ الطُّفَيْلِيّْ ] كَانَ يَحْلُمُ بِتَأْسِيِسِ دَوْلَةٍ لُبْنَانِيَّةٍ
شِيِعِيَّةٍ لِيُنَافِسَ الإِمَامَ الرَّاحِل آيَةُ اللهِ الخُمَيْنِيّْ تَارِيِخِيَّاً ! .. لَكِنَّهُ وَ لِسُوءِ حَظِّهِ العَاثِرِ قَدْ
مَارَسَ نَوْعَاً مِنَ التَّحَرُّكِ اللَّأخْلاَقِيْ وَ التَّفْكِيِرِ اللَّامَنْطِقِي مِمَّا يَسْتَدْعِي رَفْضَاً حَازِمَاً وَ مُطْلَقَاً
لِشَخْصِيَّةٍ كَهَذِه .. وَ عُمَومَاً تَبَيَّنَ لاَحِقَاً أَنَّ الطُّفَيْلِيَّ ذَا قَلْبٍ حَقُودٍ وَ عَقْلٍ مَفْقُودٍ لاَ يُؤْخَذُ بِكَلاَمِهِ
وَ هُوَ الآنْ كَغَيْرِهِ مِنَ بَعْضِ المُتَشَيِّعِيِنَ قَوْلاً لاَ فِعْلاً وَ الَّذِيِنَ يُتْقِنُونَ فَنَّ الخِطَابَةِ وَ لاَ يُجِيِدُونَ
فَنَّ التَّحَرُّرِ مِنَ قُيُودِ الذُّلِّ وَ المَهَانَة ! .. وَ بِإِخْتِصَارٍ يُمْكِنُ القَوْلُ بِأَنَّ الطُّفَيْلِيَّ بَاتَ يُضْمِرُ حِقْدَاً
عَلَى حِزْبِ الله بِشَكْلٍ عَام وَ فِي ذَاتِ الوَقْتِ أَظُنُّهُ يَبْكِ مُتَمَنِّيَاً لَوْ كَانَ مَكَانَ السَّيِّد حَسَنْ ! ..
أَمَّا بِالنِّسْبَةِ لِإِيِرَانَ وَ مَا تُكِنُّهُ مِنْ حِرْصٍ عَلَى لُبْنَانَ عَامَّةً بِكُلِّ طَوَائِفِهِ وَ مَذَاهِبِهِ وَ تَوَجُّهَاتِهِ
فَإِنَّهَا تَتَدَخَّلُ بِحُدُودِ الدَّعْمِ المَادِّيِّ أَوْ الفِكْرِيِّ أَوْ المَعْنَوِيِّ وَ لَيْسَ لَهَا أَيُّ تَدَخُّلٍ بِالقَرَارَاتِ
الخَاصَّةِ بِلُبْنَانَ كَدَوْلَةٍ مُسْتَقِلَّةٍ سِيَادِيَّة .. وَ هَذَا مَاصَرَّحَ بِهِ سَيِّدُ الرِّجَالِ المُقَاوِمِيِن سَمَاحَةُ السَّيِّد
حَسَن نَصْرُ الله إِذْ قَالَ أَنَّنَا مَعَ إِيِرَانَ وَ سُورِيَّه طَالَمَا أَنَّهُمَا لاَ يَتَعَارَضانِ مَعَ سِيَادَةِ لُبْنَانَ وَ إِسْتِقْلاَلِه
وَ طَالَمَا أَنَّهُمَا حَلِيِفَتَانِ لَنَا وَ عَدُوُّهُمَا عَدُوٌّ لَنَا ! .. وَ هَذَا دَلِيِلٌ عَلَى أَنَّ وِلاَيَةَ الفَقِيِهِ أَبَدَاً لاَ تَتَعَارَضُ
مَعَ أَحَدٍ وَ هِيَ بِذَاتِ الوَقْتِ لَمْ تَتَعَدَّى عَلَى أَحَدٍ بَلْ سَاهَمَت فِي الوقُوفِ جَنْبَاً إِلَى جَنْب لِيَتَكَامَلَ لُبْنَانُ
المُتَعَدِّد وَ لِيُشَارِكَ الجَمِيِعُ فِيِهِ دُونَ أَنْ تُحْتَكَرَ السُّلْطَةُ لِفَرِيِقٍ مُعَيَّنْ ! .. وَ عُمُومَاً تَبَيَّنَ بَعْدَ العِدْوَانِ الأَخِيِر
عَلَى لُبْنَانَ أَنَّ وِلاَيَةَ الفَقِيِهِ قَد رَاقَت لِلْأَغْلَبِيَّةِ اللُّبْنَانِيَّةِ خَاصَّةً وَ لِلْأَغْلَبِيَّةِ العَرَبِيَّةِ عَامَّةً حَتَّى أَنَّهُم بَدَوا
بِتَمْجِيِدِهَا وَ التَّغَنِّي بِهَا وَ ذَاكَ يَعْنِي أَنَّ وِلاَيَةَ الفَقِيِهِ حَقَّاً كَانَتْ تَصُبُّ فِي خِدْمَةِ الجَمِيِعِ وَ إِنْ كَانَتْ
بِالأَصْلِ شِيِعِيَّةَ المَنْشَإِ جُمْلَةً وَ تَفْصِيِلا ! .. وَ بِهَذَا يُصْبِحُ شِبْهُ مَوْضُوعِكَ يَا مَنْ تَدَّعِ بِأَنَّكَ لُبْنَانِيّْ مُجَرَّداً
مِنَ المَوْضُوعِيَّةِ وَ يَهْدِفُ قَصْدَاً وَ عَمْدَاً إِلَى الإِسَاءَةِ لِحِزْبِ اللهِ وَ لَكِن هَيْهَاتَ أَنْ تَصِلَ لِمُبْتَغَاكَ فَهُم بِالأَمْسِ
قَدْ قَدَّمُوا رِجَالاً عَزْمُهُم وَ صِدْقُهُم وَ إِيِثَارُهُم وَ تَضْحِيِاتُهُم كُلُّهَا مِنَ الحُسَيْنِ وَ قَدْ أَرْخَصُوا دِمَاءَهُم لِيَكُونَ
لُبْنَانُ مَسِيِحِيَّاً سُنِّيَّاً شِيِعِيَّاً وَ لْتَبْقَى كُلٌّ الطَّوَائِفِ إِخْوَةً وَ لُبْنَانُ دَارٌ يَضُمُّهُم .. وَ هَاهُم اليَوْمَ أَشْبَالُ حِزْبِ
اللهِ و إِخْوَانُهُم يَسْتَعِدُّونَ لِتَشْيِيِدِ أَمْجَادِ الشُّهَدَاءِ الرَّاحِلِيِن بِإِسْقَاطِ حُكُومَةِ المُتَآمِرِيِنَ عَلَى لُبْنَانَ فِي وَضَحِ
النَّهَار .. أَتَمَنَّى عَلَيْكَ لاَحِقَاً إِنْ أَرَدْتَ أَنْ تُنَاصِرَ حَمْقَى 14 آذار أَنْ تَذْكُرَ لَنَا شَيْئَاً مِمَّا أَنْجَزُوهُ بَدَلاً مِنَ التَّعَدِّي
المُخْجِلِ فِعْلاً وَ الإدِّعَاءِ البَاطِلِ حَقَّاً عَلَى مَنْ أَثْبَتَ وَ بِجَدَارَةٍ أَنَّهُ حَامٍ لِلدِّيَارِ وَ سَيِّدٌ لِلْأَحْرَارِ وَ قَائِدٌ لِلثُّوَّار ..
حَتَّى أَشْعُرَ بِأَنَّكَ تُدَافِعُ عَنْ بَشَرٍ لَهُم إِنْجَازَاتُهُم وَ لَيْسُوا شِرْذِمَةَ كِلاَبٍ ضَالَّةٍ تَقْتَاتُ عَلَى فُتَاتِ الفِتَنِ وَ بَقَايَا
عَفَنِ التَّفَكُّكِ وَ الإِنْحِلاَلِ الأَخْلاَقِيّْ ..

.. كُنْ إِنْسَانَاً حُرَّاً طَلِيِقَاً ..