نقله المقريزي عن الطوفي الحنبلي
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
فضل آل البيت - المقريزي - ص 59 – 85 ( تحقيق وتعليق السيد علي عاشور)
وفي نسختي طبع دار الاعتصام ، القاهرة ، سنة 1392هـ/1972م ، تحقيق د.محمد أحمد عاشور ، ص35 – 42 .
[ كلام العلامة الطوفي في الآية ]
قال المقريزي :
(وقال العلامة نجم الدين سليمان بن عبد القوي بن عبد الكريم الطوفي ( 1 ) في كتاب ( الإشارات الإلهية في المباحث الأصولية ) ( 2 ) :
قوله عز وجل : (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) .
احتج بها الشيعة ( 3 ) على أن أهل البيت معصومون ، ثم على أن إجماعهم حجة .
- أما أنهم معصومون ( 4 ) ، فلأنهم طهروا ، وأذهب الرجس عنهم ، وكل من كان كذلك فهو معصوم .
أما الأولى فلنص هذه الآية .
وأما الثانية فلأن الرجس اسم جامع لكل شر ونقص ، والخطأ وعدم العصمة
__________________________________
‹ هامش ص 59 ›
( 1 ) - هو سليمان بن عبد القوي المعروف بابن أبي عباس الطوفي ، ولد سنة 657 ه ، وأصله من طوف قرية ببغداد ، قدم الشام وأقام بمصر مدة ، وشارك في مختلف الفنون ، وله مصنفات فيها ، توفي بمدينة الخليل في فلسطين سنة 716 ه ، راجع لترجمته ( الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة ) لابن حجر : 2 / 249 - 252 .
( 2 ) - هذا الكتاب مخطوط توجد منه نسخة بدار الكتب المصرية تحت رقم 687 تفسير ، راجع ورقة رقم 160 و 161 كما توجد نسخة مصورة في معهد المخطوطات بالجامعة العربية تحت رقم 8 تفسير .
( 3 ) - وغيرهم كما تقدم .
4 - في ( ق ) : إما لأنهم ، والمثبت عن ( س ) والإشارات .
‹ صفحة 60 ›
- بالجملة ( 1 ) - شر ونقص ، فيكون ذلك مندرجا تحت عموم الرجس الذاهب عنهم ، فتكون الإصابة في القول ، والفعل ، والاعتقاد ، والعصمة - بالجملة - ثابتة لهم .
وأيضا فلأن الله عز وجل طهرهم ، وأكد تطهيرهم بالمصدر حيث قال : (وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) أي ويطهركم من الرجس وغيره تطهيرا ، إذ هي تقتضي عموم تطهيرهم [ من كل ما ] ( 2 ) ينبغي التطهير منه عرفا ، أو عقلا ، أو شرعا ، والخطأ وعدم العصمة داخل تحت ذلك ، فيكونون مطهرين منه ، ويلزم من ذلك عموم إصابتهم وعصمتهم .
ثم أكدوا دليل عصمتهم من الكتاب والسنة في علي رضي الله عنه [ وحده ] ( 3 ) ، وفي فاطمة عليها السلام وحدها ، وفي جميعهم .
- أما دليل ( 4 ) العصمة في علي رضي الله عنه ، فلما ثبت أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم
_______________________________
‹ هامش ص 60 ›
( 1 ) - في ( ق ) : والجهالة ، والمثبت عن ( س ) والإشارات .
( 2 ) - في ( ق ) : مما ينبغي ، والمثبت عن ( س ) .
( 3 ) - سقط من ( ق ) ، والمثبت عن ( س ) والإشارات .
( 4 ) - ما يأتي نقطة يسيرة من بحر الأدلة على عصمة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام - وكذا أهل بيته : - وإلا فالأدلة أكثر من أن يحصيها ويسعها هذا الاجمال ، منها الحديث المتواتر حديث المنزلة وتشبيهه بالنبي هارون عليهما السلام ، ومنها حديث الثقلين المشهور ، ومنها حديث : علي مع الحق والحق مع علي ، ومنها الأدلة المثبتة لتساويه مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سوى النبوة ، كقوله (صلى الله عليه وآله ) : ( علي نظيري ) رواه صاحب الفردوس وأخرجه الحافظ الخلعي ، و ( لا نظير لي إلا أنت ولا مثلك إلا أنا ) ، وكقول الحسن عليه السلام : ( والله لقد قبض فيكم الليلة رجل ما سبقه الأولون إلا بفضل النبوة ) ، وكقول الإمام الحسن العسكري عليه السلام : ( أنتما في الفضائل شريكان ) ، ونحو ذلك ، راجع لذلك : مروج الذهب 2 / 414 ذكر مقتل علي - وصيته - عليه السلام ، وذخائر العقبى : 64 ، وينابيع المودة : 1 / 235 204 ط . اسلامبول و ط . النجف : 242 - 279 باب 56 ، ومناقب الخوارزمي : 141 ، ح : 161 فصل 14 ، والرياض النضرة : 2 / 164 ط . مصر الأولى ، وإرشاد القلوب 2 / 404 ، ومعاني الأخبار : 27 باب معنى الحروف المقطعة . هذا إضافة إلى الأدلة العقلية ، فقد ذكر العلامة الحلي ( 1 ) في كتابه الألفين أكثر من ألف دليل عقلي على عصمة أمير المؤمنين عليه السلام .
‹ صفحة 61 ›
لما أرسله إلى اليمن قاضيا ، قال ( 1 ) [ علي عليه السلام ] : يا رسول الله ، كيف تبعثني قاضيا ولا علم لي بالقضاء ؟ . قال صلى الله عليه وآله وسلم : [ إذهب ] فإن الله سيهدي قلبك ويسدد لسانك ، ثم ضرب صدره وقال : ( اللهم ( 2 ) اهد قلبه وسدد لسانه ) ( 3 ) .
قالوا : قد دعا له بهداية القلب وسداد اللسان ، وأخبره بأن سيكونان له ، ودعاؤه [ صلى الله عليه وآله وسلم ] مستجاب ، وخبره حق وصدق ، ونحن لا نعني بالعصمة إلا هداية القلب للحق ، ونطق اللسان بالصدق ، فمن كان عنده للعصمة
_______________________________
‹ هامش ص 61 ›
( 1 ) - ساقطة من ( س ) .
( 2 ) - سنن أبي داوود خلي عن هذا الدعاء .
( 3 ) - مسند أحمد : 1 / 88 - 111 - 136 - 149 ط . م . ، و ج 1 / 141 - 178 - 220 - 241 ط . ب . ، وروايات المسند فيها تفاوت فبعضها يثبت الدعاء وبعضها لا ، والبعض الآخر فيه : ( ثبتك الله وسددك ) ، ومسند الطيالسي : 2 / 180 ، كتاب مناقب الصحابة ، باب خلافة علي عليه السلام - بعثه إلى اليمن قاضيا - ، وسنن أبي داوود : 3 / 301 ح : 3582 ، كتاب الأقضية ، باب كيف القضاء ، وتاريخ الإسلام للذهبي - المغازي : 2 / 691 ، بعث خالد ثم علي عليه السلام إلى اليمن ، وكنز العمال : 13 / 120 - 124 ، ح : 36386 - 36397 ، فضائل علي عليه السلام .
‹ صفحة 62 ›
معنى غير هذا ، أو ما يلازمه فليذكره .
- وأما دليل العصمة ( 1 ) في فاطمة رضي الله عنها [ 132 / ب ] فقوله صلى الله عليه وآله وسلم : ( فاطمة بضعة مني يريبني ما رابها ويؤذيني ما آذاها ) ( 2 ) والنبي
__________________________
‹ هامش ص 62 ›
( 1 ) - هذا من جملة الأدلة على عصمة الزهراء عليها السلام ، وإلا فهي أكثر من أن يسعها هذا المختصر ، ويكفي كونها كفؤ لعلي ( ع ) فتساويه في كل شئ سوى الإمامة ، كما هو ساوى النبي صلى الله عليه وآله وسلم في كل شئ سوى النبوة ، ومساوي المساوي مساوي ، وهي المحدثة المطهرة من النجاسات المادية والمعنوية .
قال عبد الله بن عمر : إنا إذا عددنا قلنا : أبو بكر وعمر وعثمان . فقال له رجل : يا أبا عبد الرحمن ؛ فعلي ؟ قال ابن عمر : ويحك علي من أهل البيت لا يقاس بهم ، علي مع رسول الله في درجته إن الله يقول : ( والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم ) ففاطمة مع رسول الله في درجته ، وعلي معهما - راجع شواهد التنزيل للحسكاني : 2 / 270 - 271 ، ح 903 - 904 مورد سورة الطور : 20 ، وينابيع المودة : 1 / 177 ط . اسلامبول و ط . النجف : 208 باب 55 و 253 ط . اسلامبول و ط . النجف : 301 با ب 56 . وتفصيل ذلك في محله .
( 2 ) - الحديث أو ما في معناه أخرجه الطبراني في المعجم الكبير : 22 / 401 ترجمة فاطمة عليها السلام - و 404 ترجمة أبو الحمراء ، و ج 20 / 18 - 26 ترجمة المسور ، حديث علي بن الحسين عنه وابن أبي رافع ، والبخاري في كتاب فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم باب مناقب قرابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم 5 / 83 ، ح 233 باب 43 وباب مناقب فاطمة عليها السلام 5 / 96 ، ح 278 ( باب 61 ) ، وكتاب النكاح باب ذب الرجل عن ابنته في الغيرة والأنصاف : 7 / 73 ، ( باب 109 ) ، وصحيح مسلم كتاب فضائل فاطمة بنت النبي عليها الصلاة والسلام 7 / 140 - 143 ، وصحيح الترمذي : 5 / 698 كتاب المناقب ، ومستدرك الصحيحين : 3 / 153 كتاب معرفة الصحابة ، وأسد الغابة : 5 522 ترجمة فاطمة عليها السلام ، وتاريخ الخميس : 1 / 412 ، وتذكرة الخواص / 279 باب 11 ، ومناقب ابن المغازلي : 351 ح 402 - 402 - و 282 ح 327 ، والمسند : 4 / 328 ط . م و 5 / 340 ط . ب ، والطبقات : 8 / 206 ترجمة جويرية بنت أبي جهل ، وكنوز الحقائق : 398 - 406 - 447 ، وكنز العمال : 12 / 111 - 112 ، ح 34241 كتاب الفضائل فضائل فاطمة عليها السلام ، وينا بيع المودة : 1 / 314 - 372 - 374 - 366 ، ومناقب الخوارزمي : 352 فصل 20 ، فضائل فاطمة ، ومقتل الحسين الخوارزمي : 1 / 52 - 53 - 60 ، وذخائر العقبى : 37 ، وشرح الجامع الصغير : 2 / 122 ، والفصول المهمة : 139 ، وصفة الصفوة : 2 / 5 ، وأخبار الدول للقرماني : 87 ، وتاريخ دمشق - ترجمة الأمير : 3 / 69 ، وخصائص النسائي : 121 - 122 ح 131 ، وكفاية الطالب : 365 ، باب 99 فضائل فاطمة عليها السلام ، والصواعق المحرقة : 190 ط . مصر ، و ط . بيروت : 289
* ألفاظ الحديث :
1 – (إن فاطمة بضعة مني من أغضبها أغضبني ) راجع صحيح مسلم : 5 / 83 ح 232 كتاب الفضائل باب مناقب قرابته ، و 96 ح 278 مناقب فاطمة ، وخصائص النسائي : 122 ح 132 .
2 – (إن فاطمة [ ابنتي ] بضعة مني يريبني ما رابها ويؤذيني ما آذاها [ فمن أغضبها أغضبني ] ) راجع المعجم الكبير : 22 / 404 ترجمة فاطمة ، وصحيح مسلم : 16 / 221 ح 6257 كتاب الفضائل - فضائل فاطمة ، وكتاب الالمام : 302 ، والمسند : 4 / 328 ط . م و 5 / 430 ط . ب ، وصحيح البخاري : 7 / 73 ح 59 كتاب النكاح باب ذب الرجل عن ابنته .
3 – (إنما فاطمة بضعة مني يؤذيني ما آذاها ويغضبني ما أغضبها ) عن ابن الزبير راجع المعجم الكبير : 22 / 405 ترجمتها
4 – (إن فاطمة بضعة مني فأحب ما سرها وأكره ما ساءها ) مناقب ابن المغازلي : 282 ح 327 .
5 - (إنما فاطمة بضعة مني يؤذيني ما آذاها وينصبني ما أنصبها ) المستدرك : 3 / 59 1 ذكر مناقبها .
6 - (فإن فاطمة بضعة مني يؤلمني ما يؤلمها ويسرني ما يسرها ) مناقب الخوارزمي : 3 35 فصل 20 .
7 - (فاطمة شجنة [ مضغة - بضعة ] مني يبسطني ما يبسطها ويقبضني ما يقبضها ) راجع المعجم الكبير : 20 / 26 ترجمة المسور ما روى ابن أبي رافع عنه والمستدرك : 3 / 158 ، والمسند : 4 / 323 ط . م و 5 / 423 ط . ب ، وسنن البيهقي 7 / 64 كتاب النكاح باب الأنساب .
8 - (إن فاطمة بنت محمد بضعة مني وأنا أكره أن تفتنوها ) راجع المعجم الكبير : 20 / 18 ، صحيح مسلم : 16 / 223 فضائلها .
9 - (إن فاطمة مضغة مني فمن آذاها آذاني ) عن أبي حنظلة راجع المستدرك : 3 / 159 .
10 - (إن فاطمة بضعة مني يسؤني ما ساءها ) الطبقات الكبرى : 8 / 206 ترجمة جويرية ( 4205 ) .
11 - وقال : ( 10 ) (إن الله يغضب لغضبك ويرضى لرضاك ) المعجم الكبير : 1 / 108 ح 182 ذيل ترجمة علي وبالهامش : ( في هامش الأصل : هذا حديث صحيح الإسناد وروي من طرق عن علي رواه الحارث عن علي وروي مرسلا ، وهذا الحديث أحسن شئ رأيته وأصح إسناد قرأته ) و 22 / 401 ترجمة فاطمة - مناقبها ، وجواهر العقدين : 350 الباب الحادي عشر ، ومجمع الزوائد : 9 / 203 ط . مصر 1352 وبغية الرائد في تحقيق مجمع الزوائد : 9 / 328 ح 15204 كتاب المناقب وقال إسناده حسن . وذيل تاريخ بغداد لابن النجار : 17 / 140 ترجمة عثمان بن الحسين برقم 426 ، وأخبار الدول للقرماني : 87 ط . بغداد 1282 ه ، وتهذيب التهذيب : 12 / 442 ط حيدر آباد الأولى ، ومقتل الحسين للخوارزمي : 1 / 52 الفصل الخامس ، ومناقب ابن المغازلي : 220 ط . بيروت ، و ط . طهران : 351 ح 401 - 402 ، وذخائر العقبى : 39 وقال : أخرجه أبو سعيد في شرف النبوة وابن المثنى في معجمه ، ومستدرك الصحيحين : 3 / 153 كتاب معرفة الصحابة - مناقب فاطمة ، وأسد الغابة : 5 / 522 ترجمة فاطمة ، وكفاية الطالب : 364 باب 99 ، وميزان الاعتدال : 2 / 72 ط . مصر - السعادة - سنة 1325 ، والذرية الطاهرة : 166 ح 226 ، وتذكرة الخواص : 279 باب 11 فضائلها ، والتدوين في أخبار قزوين : 3 / 11 باب الذال - ترجمة أبو ذر بن رافع ، ومسند شمس الأخبار : 1 / 109 الباب التاسع عن ابن المغازلي وعن كتاب الذكر لمحمد بن منصور وبالهامش : أخرجه الديلمي ، والكامل لابن عدي : 2 / 351 ترجمة الحسين بن زيد بن علي برقم 381 ، وأهل البيت لتوفيق أبو علم : 120 القسم الثاني - خصائص فاطمة - عن ابن سعد في شرف النبوة ، والمدهش لابن الجوزي : 134 الفصل السادس والعشرون - في تزويج علي بفاطمة عليهما السلام ، وتهذيب الكمال : 35 / 247 ترجمة فاطمة ، وفرائد السمطين : 2 / 46 ح 378 ، وينابيع المودة : 1 / 263 - 305 ط . اسلامبول و ط . النجف : 314 - 366 ، وكنز العمال : 12 / 111 ح 4237 3 و 13 / 674 ح 37725 ط . بيروت و 6 / 291 و 7 / 111 ط . الهند وقال : أخرجه ابن النجار والديلمي وأبو يعلى والطبراني وأبو نعيم في الفضائل ، وغرر البهاء الضوي : 283 عن شرف النبوة ، ودر السحابة : 277 مناقب فاطمة ح 20 وقال أخرجه أبو يعلى والطبراني والحاكم ، وا لثغور الباسمة : 30 ح 42 وقال : بسند حسن .
قال السيد السمهودي بعد إيراده هذا الحديث : ( فمن آذى شخصا من أولاد فاطمة أو أبغضه فقد جعل نفسه عرضة لهذا الخطر العظيم ، وبضده من تعرض لمرضاتها في حبهم وإكرامهم كما يؤخذ مما تقدم ) جواهر العقدين : 351 الباب 11 .
* وقال السهيلي : ( هذا الحديث يدل على أن من سبها كفر ومن صلى عليها فقد صلى على أبيها ) المواهب اللدنية : 2 / 533 الفصل الثاني من المقصد السابع .
* وبعد هذا ، أليس من العجيب أن يخرج البخاري في كتاب الخمس : 4 / 504 ، ح 65 12 فرض الخمس : ( أن فاطمة غضبت على أبي بكر فهجرته حتى توفيت ) ، وفي باب غزوة خيبر : ( إن فاطمة وجدت على أبي بكر فهجرته ) 5 : 252 ، ح 704 ، وروي ذلك في مسند أحمد 1 : 9 ط . م ، و 1 : 18 ط . ب ، وكفاية الطالب : 370 باب 99 فضائل فاطمة عليها السلام ، وطبقات ابن سعد 8 : 23 ذكر بنات رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم - فاطمة - وفيه : فغضبت فاطمة ، وكنز العمال 7 : 242 ، ح 18769 .
وأعجب منه ما أخرجه ابن قتيبة في الإمامة والسياسة : قالت 3 : ( نشدتكما الله أ لم تسمعا رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : ( رضا فاطمة من رضاي ، وسخط فاطمة من سخطي ، فمن أحب فاطمة ابنتي فقد أحبني ، ومن أرضى فاطمة فقد أرضاني ، ومن أسخط فاطمة فقد أسخطني ) ؟ قالا : نعم سمعناه من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم . قالت : فإني أشهد الله وملائكته أنكما أسخطتماني وما أرضيتماني ، ولئن لقيت النبي لأشكونكما إليه . . . ) - إلى أن قالت عليها السلام لأبي بكر - : ( والله - عزة آلاؤه - لأدعونَّ الله عليك في كل صلاة أصليها ) . كتاب الإمامة والسياسة لابن قتيبة 1 / 31 ، كيف كانت بيعة علي عليه السلام .
فكيف أخرج الحفاظ ذلك ؟ !
‹ صفحة 66 ›
صلى الله عليه وآله وسلم معصوم ، فبضعته - أي جزؤه ، والقطعة منه - يجب أن تكون معصومة .
- وأما دليل العصمة في جميعهم - أعني عليا ، وفاطمة ، وولديهما - ( 1 ) ، فلقوله صلى الله عليه وآله وسلم :
________________________
‹ هامش ص 66 ›
( 1 ) - وعلي بن الحسين زين العابدين ، ومحمد بن علي الباقر ، وجعفر بن محمد الصادق ، وموسى بن جعفر الكاظم ، وعلي بن موسى الرضا ، ومحمد بن علي الجواد ، وعلي بن محمد الهادي ، والحسن بن علي العسكري ، والحجة القائم المنتظر محمد بن الحسن عليهم صلوات الله وسلامه .
‹ صفحة 67 ›
( إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا : كتاب الله ، وعترتي أهل بيتي ، وإنهما لن يفترقا ( 1 ) حتى يردا عليَّ الحوض ) ، رواه الترمذي [ وغيره ] ( 2 ) .
ووجه دلالته أنه لازم بين أهل بيته ، والقرآن [ الكريم ] المعصوم ، وما لازم
_________________________________
‹ هامش ص 67 ›
( 1 ) - في الإشارات : يتفرقا .
( 2 ) - وهو من الأحاديث المجمع على صحتها : (مصادر حديث الثقلين) : صحيح مسلم بشرح النووي : 15 / 176 ح 6178 ط . بيروت ، و 7 / 122 ط . مصر كتاب الفضائل - فضائل علي ح 12 من بابه ، وإسعاف الراغبين : 119 ، والشفا : 2 / 47 ، ومجمع الزوائد : 1 / 170 ط . مصر وبغية الرائد في تحقيق مجمع الزوائد : 413 ح 784 عن ابن ثابت ، ونزل الأبرار : 32 و 52 الباب الأول عن زيد وحذيفة بن أسيد ، والجواهر : 231 الباب الرابع من طرق متعددة وعن جملة من الحفاظ ، وتفسير آية المودة : 59 - 62 - 64 إلى 71 - 102 ، وشرح الأخبار : 1 / 99 - 105 عن زيد والصادق ، والمعجم الأوسط : 4 / 262 - 328 ح 3463 - 3566 عن أبي سعيد ، والفردوس : 1 / 66 ح 194 ط . كتب و 98 ح 197 ط كتاب عن أبو سعيد ، ومجمع الزوائد : 10 / 658 ح 18460 عن حذيفة باب 20 كتاب البعث ، وفضائل الصحابة : 2 / 779 ح 1382 عن أبي سعيد و 572 ح 968 عن زيد ، و 585 ح 990 عن أبي سعيد و 603 ح 1032 عن أبي ثابت و 786 ح 1403 ، ومجمع الزوائد : 9 / 163 إلى 165 ط . مصر وبغية الرائد في تحقيق مجمع الزوائد : 256 إلى 260 ح 14957 وما بعده عن ابن ثابت وأبي هريرة وعلي وابن عوف وأبي سعيد وابن أرقم وحذيفة وابن أسيد ، وكتاب إحياء الميت للسيوطي : 240 - 5 269 - 247 - 258 - 261 عن أبي سعيد وعلي وزيد وابن ثابت وابن أرقم وجابر ، والبيان والتعريف في أسباب ورود الحديث : 1 / 370 ح 437 عن زيد ، ومشارق الأنوار : 109 الفصل السادس من الباب الثالث ، وتلخيص المتشابه : 1 / 62 رقم 78 عن أبي سعيد و 2 / 690 ح 1150 ، وأخبار قزوين : 3 / 465 ترجمة عمرو بن رافع بن الفرات عن زيد بن أرقم ، والبيان والتعريف : 3 / 74 ح 1290 . وفرائد السمطين : 2 / 142 باب 33 عن زيد وابن ثابت وأبي سعيد وعلي ، و 234 - 250 - 268 - 272 - 274 ، والسنن الكبرى للبيهقي : 2 / 148 و : 7 / 30 ، والمطالب العالية : 4 / 65 ح 3972 ، وأمالي الشجري : 1 / 143 - 149 - 152 - 154 - 115 و 415 ، ومسند البزار : 3 / 89 ح 864 ، وحلية الأولياء : 9 / 64 ، وتاريخ بغداد : 8 / 443 ترجمة زيد بن الحسن القرشي ، وأهل البيت في المكتبة العربية : 280 ، ومسند شمس الأخبار : 1 / 126 أبو سعيد ، والمعرفة والتاريخ : 1 / 536 إلى 538 عدة ، ومسند أبي يعلى : 2 / 297 ح 1021 عن أبي سعيد ، و : 3 / 17 - 26 - 4059 و 2 / 303 ح 1027 عن أبي سعيد و 2 / 376 ح 1140 عن أبي سعيد و 2 / 166 ح 859 عن عبد الرحمن بن عوف ، والمنتخب من مسند عبد بن حميد : 108 ح 240 عن زيد بن ثابت و 114 ح 265 عن زيد بن أرقم ، ومشكاة المصابيح : 3 / 1735 - 1732 - 1735 ح 6144 - 6131 - 6143 باب فضائل علي عن زيد وجابر ، مصابيح السنة : 4 / 185 - 189 ح 4815 - 4816 ، وتحفة الأحوذي ، أبواب المناقب ، باب مناقب أهل بيت النبي الحديث : 10 : 287 - 290 ح 3874 - 3876 حديث الثقلين ، والمصنف لابن أبي شيبة : 6 / 313 - 371 ح 31670 - 32077 و 7 / 411 ح 36942 ، ومسند أحمد : 3 / 14 - 17 - 26 - 59 و 5 : 72 - 181 - 89 1 - 182 - 492 ط . م و 4 / 388 - 408 - 463 - 393 ح 10747 و 10720 و 10827 - 11167 و 6 : 244 - 232 - 366 ط . ب . ، وأسد الغابة : 2 / 12 ترجمة الإمام الحسن عليه السلام ، و ج 3 / 147 ترجمة عبد الله بن حنطب و 92 ترجمة عامر بن ليلى ، وتحفة الأشراف : 2 / 278 ح 615 2 ، وجلاء الأفهام : 121 الفصل الرابع - معنى الآل ، وتفسير المحرر الوجيز : 1 / 36 المقدمة باب ما ورد عن النبي في فضل القرآن ، ومقتل الحسين للخوارزمي : 1 / 104 - 114 - 164 - 65 1 فصل : 6 و 8 ، ومناقب الخوارزمي : 154 - 200 فصل 14 و 15 ، والطبقات الكبرى 2 / 150 ذكر ما قرب لرسول الله من أجله ، ومناقب ابن المغازلي : 88 ط . بيروت - و ط . طهران : 111 ح 155 ، ومستدرك الصحيحين : 3 : 109 - 533 كتاب معرفة الصحابة ، وصحيح الترمذي 5 : 663 - 662 كتاب المناقب ح 3786 ، و 351 باب التفسير ط . مصر - دار الحديث ، وخصائص النسائي : 85 ، والمعجم الكبير للطبراني 3 / 65 - 66 - 67 ترجمة الحسن عليه السلام - و ص 180 ترجمة حذيفة بن أسيد - ما روى واثلة عنه ، و ج 5 / 153 - 154 - 166 - 167 - 170 - 182 - 183 - 186 ترجمة زيد بن ثابت وزيد بن أرقم ، والذرية الطاهرة : 166 ح 228 ، والعقد الفريد 4 : 53 كتاب الخطب - خطبة الرسول في حجة الوداع ، والفتوح 3 / 141 ابتداء أخبار مقتل مسلم . وتذكرة الخواص : 181 باب 8 ، والدر المنثور 2 / 60 عن أبي سعيد وزيد بن ثابت وزيد بن أرقم مورد آية ( واعتصموا بحبل الله ) آل عمران 103 و ج 6 / 7 - 306 ، وتفسير الرازي 8 / 162 مورد آية ( واعتصموا ) ، وفرائد السمطين 2 : 143 ط . الأولى ، وتاريخ اليعقوبي 2 / 2 21 ذيل خلافة علي عليه السلام ، الصواعق المحرقة : 44 - 125 - 145 - 149 - 228 ط . مصر و 66 - 194 - 224 - 228 - 229 - 342 - 341 ط . بيروت ، والفصول المهمة : 40 ، وينابيع المودة 1 / 20 - 28 إلى 28 - 116 - 183 - 241 - 245 296 ط . اسلامبول و ط . النجف : 22 - 23 - 31 إ لي 42 الباب الرابع - 136 - 216 - 217 - 286 - 292 - 293 - 355 - ، و ج 2 : 447 ط . اسلامبول و ط . النجف : 536 باب 77 ، وكنز العمال : 1 / 172 ح 870 و 379 ح 1650 ، و 384 ح 67 16 وما بعدهم - باب الاعتصام بالكتاب والسنة ، ومناقب أمير المؤمنين للكوفي : 2 / 98 - 105 - 112 - 114 - 116 - 135 - 140 - 150 - 167 - 170 - 176 - 375 - 407 - 435 - 440 ، وشواهد التنزيل : 1 / 191 ح 203 ، وكفاية الطالب : 53 - 259 ، والجامع الصغير : 1 / 107 - 180 ، والتدوين للرافعي : 2 / 264 ترجمة أحمد بن القطان .
‹ صفحة 70 ›
المعصوم فهو معصوم ( 1 ) .
قالوا : وإذا ثبت عصمة أهل البيت وجب أن يكون إجماعهم ( 2 ) حجة لامتناع الخطأ والرجس عليهم بشهادة السمع المعصوم ، وإلا لزم وقوع الخطأ فيه ، وأنه محال .
- واعترض الجمهور بأن قالوا : لا نسلم أن أهل البيت في الآية من ذكرتم ، بل هم نساء النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، بدليل سياقها وانتظام ما استدللتم به معه ، فإن الله تعالى قال : (يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيْتُنَّ ..) الآية ( 3 ) . ثم استطردها إلى أن قال : (وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ، وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ ..) الآية .
__________________________
‹ هامش ص 70 ›
( 1 ) - هذا أحد وجوه الدلالات ، ومنها احتجاج أصحاب الكساء به كما تقدم .
ومنها قرنه بحديث الغدير والولاية كما في بعض طرقه .
ومنها قوله في بعض طرقه : فلا تعلموهم فإنهم أعلم منكم ولا تتقدموهم ) كما أخرجه الطبراني ، والمتقدم إمام للمتأخر .
ومنها قوله : لن تضلوا إن اتبعتموهما ) كما أخرجه الحاكم .
ومنها أقوال العلماء في دلالته ، ككلام ابن حجر المفصل : ( راجع الصواعق 151 ط . مصر و 231 ط . بيروت والآيات النازلة فيه - الآية 4 ) ، وكلام السمهودي في جوهر العقدين في القسم الثاني . وكلام نظام الدين النيسابوري ( غرائب القرآن ورغائب الفرقان 1 / 347 مورد آية 01 1 من آل عمران ) ، وكلام الأستاذ توفيق أبو علم في كتابه ( أهل البيت 77 - 80 ) ، وكلام أبو بكر الحضرمي المتقدم .
( 2 ) - في ( ق ) : ( اجتماعهم ) والمثبت عن ( س ) ، و ( الإشارات ) .
( 3 ) - سورة الأحزاب : 32 .
‹ صفحة 71 ›
فخطاب نساء النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، مكتنفا لذكر أهل البيت قبله ، وبعده منتظم له ، فاقتضى أنهن المراد به ، وحينئذ لا يكون لكم في الآية متعلق أصلا ، ويسقط الاستدلال بها بالكلية .
سلمناه ، لكن لا نسلم أن المراد بالرجس ما ذكرتم ، بل المراد به رجس الكفر ، أو نحوه من المسميات الخاصة .
وأما ما أكدتم به عصمتهم من السنة فأخبار آحاد لا تقولون بها ( 1 ) ، مع أن دلالتها ضعيفة .
- وأجاب الشيعة بأن قالوا : الدليل على أن أهل البيت في الآية [ هم ] ( 2 ) من ذكرنا : النص والإجماع .
أما النص فما ثبت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه بقي بعد نزول هذه الآية ستة أشهر ( 3 ) يمر وقت صلاة الفجر على بيت فاطمة رضي الله عنها [ 133 / ا ] فينادي : الصلاة يا أهل البيت (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) . رواه الترمذي وغيره ( 4 ) . وهو تفسير منه لأهل البيت بفاطمة ومن في بيتها رضي الله عنها ، وهو نص .
وأنَصُّ منه حديث أم سلمة رضي الله عنها أنه صلى الله عليه وآله وسلم
____________________________
‹ هامش ص 71 ›
( 1 ) - هذه الأخبار متواترة لا تحتاج إلى القول بحجية خبر الواحد ، ولو يسع المجال لذكرنا تلك الروايات مع أسانيدها ، وإن كنا قد ذكرنا ذلك مفصلا في كتابنا حقيقة آل محمد صلى الله عليه وآله .
( 2 ) - زائدة في ( الإشارات ) .
( 3 ) - الروايات متواترة في ذلك وقد ذكرنا مصادرها في مطلع الكتاب فراجع .
( 4 ) - راجع تحفة الأحوذي تفسير سورة الأحزاب 9 / 67 - 68 ، ح : 3259 ، ومسند أحمد : 3 / 259 - 285 ط . م ، والروايات في ذلك متواترة وقد ذكرنا مصادرها في مطلع الكتاب فراجع .
‹ صفحة 72 ›
أرسل خلف علي ، وفاطمة ، وولديهما رضي الله عنهم ، فجاؤوا فأدخلهم تحت الكساء ، ثم جعل يقول : ( اللهم إليك لا إلى النار أنا وأهل بيتي ، اللهم هؤلاء أهل بيتي وخاصتي - وفي رواية حامَّتي ( 1 ) - اللهم أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ) .
قالت أم سلمة : فقلت يا رسول الله ، ألست من أهل بيتك ؟ قال : ( أنتِ إلى خير ) . رواه أحمد ( 2 ) .
وهو نصّ في أهل البيت ، وظاهر في أن نساءه لسن منهم ، لقوله لأم سلمة : ( أنتِ إلى خير ) ، ولم يقل : "بلى أنت منهم" ( 3 ) .
______________________________
‹ هامش ص 72 ›
( 1 ) - حامة الإنسان : خاصته .
( 2 ) - تاريخ دمشق ترجمة الحسين عليه السلام : 89 - 91 ، ح : 85 - 87 ، ومعجم الطبراني : 3 / 52 ترجمة الحسن عليه السلام ، ح 2662 ، ومسند أحمد : 6 / 298 - 304 ط ، م ، مع تفاوت .
( 3 ) - أقول : في الروايات ما هو أصرح من ذلك بل نصّ في خروج نساء النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن الآية وعن عنوان أهل البيت :
* بعض روايات منع النساء من دخول الكساء :
ما روي عن بنت أفعى عن أم سلمة : ( فقلت : يا رسول الله ألست من أهل البيت ؟ قال : ( إنك على خير ، إنك من أزواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وما قال : إنك من أهل البيت ) . تاريخ دمشق تر جمة الحسين عليه السلام : 100 ، ح 102 ، وشواهد التنزيل 2 / 124 ، ح 757 .
وفي بعض الروايات قالت : ( فلو كان قال : نعم ، كان أحب إلي مما تطلع عليه الشمس وتغرب ) وشواهد التنزيل 2 / 132 - 133 ، ح 763 - 764 .
ومنها بلسان الجذب والمنع عن الدخول ، نحو ما روي عنها أيضا : ( فرفعت الكساء لأدخل معهم فجذبه من يدي ) - ولا يوجد أصرح من هذا المنع - راجع تاريخ دمشق ترجمة الإمام الحسين عليه السلام : 94 ، ح 93 ، وشواهد التنزيل 2 / 62 - 94 - 52 - 117 ، والمعجم الكبير 3 2 / 336 ترجمة شهر بن حوشب ما روى علي بن زيد عنه - 393 ترجمة أم سلمة ، ما روى أبو عطية عنها ، ومسند أحمد 6 / 323 ط . م . ، و 7 / 455 ط . ب . ، والدر المنثور 5 / 198 ، وكفاية الطالب : 372 ، باب 100 ، وذخائر العقبى : 22 .
ومنها بلسان التنحي نحو : فقال صلى الله عليه وآله : ( قومي فتنحي لي عن أهل بيتي ) ، فقالت : فقمت فتنحيت . وقال لعائشة : ( تنحي وإنك إلى خير ) ، راجع المسند 6 / 304 ط . م و 7 / 431 ط . ب ، ومقتل الحسين عليه السلام 1 / 53 الفصل الخامس فضائل فاطمة عليها السلام ، وذخائر العقبى : 22 باب آية التطهير .
نعم تدخل النساء بنحو المجاز في الآية ، كما دخل واثلة وسلمان وابنة أم سلمة وأسامة ، راجع طبقات ابن سعد 4 / 62 ترجمة سلمان ، ومنتخب كنز العمال 5 / 49 ، وفتح القدير 4 / 279 ، وذخائر العقبى : 22 والصواعق : 159 ط . مصر و 243 ط . بيروت .
* قال النووي : وأما قوله في الرواية الأخرى : ( نساؤه من أهل البيت ولكن أهل بيته من حرم الصدقة ) . قال : وفي الرواية الأخرى : ( فقلنا : من أهل بيته نساؤه ؟ قال : لا ) . فهاتان الروايتان ظاهرهما التناقض ، والمعروف في معظم الروايات في غير مسلم أنه قال : نساؤه لسن من أهل بيته ، فتتأول الرواية الأولى على أن المراد أنهن من أهل بيته الذين يسكنونه ويعولهم . . . ولا يدخلن فيمن حرم الصدقة ) صحيح مسلم بشرح النووي : 15 / 175 ح 6175 كتاب الفضائل - فضائل علي عليه السلام .
* وقال البيهقي بعد أن صحح حديث واثلة : وكأنه جعل واثلة في حكم الأهل تشبيها بمن يستحق هذا الاسم لا تحقيقا . السنن الكبرى 2 / 152 كتاب الصلاة باب الدليل أن أزواجه من أهل بيته ، وجلاء الأفهام : 126 الباب الثالث - الفصل الرابع ، والصواعق المحرقة : 144 ط . مصر و 221 - 222 ط . بيروت ، وينابيع المودة : 1 / 294 ط . اسلامبول و ط . النجف : 353 باب 59 .
وقال : وقد تسمى أزواجه آلاً بمعنى التشبيه [ بالنسب ] فأراد [ زيد ] تخصيص الآل من أهل البيت بالذكر . فرائد السمطين 2 / 237 الباب السادس والأربعون ح 513 .
* ونقل البيهقي عن الحليمي قوله : إن اسم أهل البيت للأزواج تحقيق ، واسم الآل لهن تشبيه بالنسب وخصوصا أزواج النبي لأن اتصالهن به غير مرتفع وهن محرمات على غيره في حياته وبعد وفاته . السنن الكبرى 2 / 150 ، وذكره في شعب الإيمان بتصرف : 2 / 225 باب 15 في تعظيم النبي - الصلاة عليه - ح 1592 ، وقريب منه في جلاء الأفهام عن بعضهم : 123 .
* وقال ابن حجر الهيثمي بعد ذكر الروايات في ذلك : أن له إطلاقين : إطلاقا بالمعنى الأعم ، وهو ما يشتمل جميع الآل تارة والزوجات أخرى ، ومن صدق في ولائه ومحبته أخرى . وإطلاقاً بالمعنى الأخص وهم من ذكروا في خبر مسلم - رسول الله وعلي وفاطمة والحسنين : - الصواعق المحرقة : 229 ط . مصر و 343 ط . بيروت باب وصية النبي صلى الله عليه وآله وسلم بهم من الخاتمة .
* وقال الآلوسي : فلأهل البيت إطلاقان يدخل في أحدهما ( بالمعنى العام ) النساء ولا يدخل في الآخر - تفسير روح المعاني : 12 / 23 مورد آية التطهير .
أقول : إنهم جميعا في حكم أهل البيت تشبيها لا حقيقة ، بمعنى أنه يقال هم من الساكنين في بيت الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ، فشبهوا بأهل البيت أما لكونه صلى الله عليه وآله وسلم يعولهم ، وأما لسكنهم في بيته ، وأما لصدق ولائهم وأخلاقهم وطهارتهم وسيرتهم القريبة من أهل البيت .
يتبع .....
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
فضل آل البيت - المقريزي - ص 59 – 85 ( تحقيق وتعليق السيد علي عاشور)
وفي نسختي طبع دار الاعتصام ، القاهرة ، سنة 1392هـ/1972م ، تحقيق د.محمد أحمد عاشور ، ص35 – 42 .
[ كلام العلامة الطوفي في الآية ]
قال المقريزي :
(وقال العلامة نجم الدين سليمان بن عبد القوي بن عبد الكريم الطوفي ( 1 ) في كتاب ( الإشارات الإلهية في المباحث الأصولية ) ( 2 ) :
قوله عز وجل : (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) .
احتج بها الشيعة ( 3 ) على أن أهل البيت معصومون ، ثم على أن إجماعهم حجة .
- أما أنهم معصومون ( 4 ) ، فلأنهم طهروا ، وأذهب الرجس عنهم ، وكل من كان كذلك فهو معصوم .
أما الأولى فلنص هذه الآية .
وأما الثانية فلأن الرجس اسم جامع لكل شر ونقص ، والخطأ وعدم العصمة
__________________________________
‹ هامش ص 59 ›
( 1 ) - هو سليمان بن عبد القوي المعروف بابن أبي عباس الطوفي ، ولد سنة 657 ه ، وأصله من طوف قرية ببغداد ، قدم الشام وأقام بمصر مدة ، وشارك في مختلف الفنون ، وله مصنفات فيها ، توفي بمدينة الخليل في فلسطين سنة 716 ه ، راجع لترجمته ( الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة ) لابن حجر : 2 / 249 - 252 .
( 2 ) - هذا الكتاب مخطوط توجد منه نسخة بدار الكتب المصرية تحت رقم 687 تفسير ، راجع ورقة رقم 160 و 161 كما توجد نسخة مصورة في معهد المخطوطات بالجامعة العربية تحت رقم 8 تفسير .
( 3 ) - وغيرهم كما تقدم .
4 - في ( ق ) : إما لأنهم ، والمثبت عن ( س ) والإشارات .
‹ صفحة 60 ›
- بالجملة ( 1 ) - شر ونقص ، فيكون ذلك مندرجا تحت عموم الرجس الذاهب عنهم ، فتكون الإصابة في القول ، والفعل ، والاعتقاد ، والعصمة - بالجملة - ثابتة لهم .
وأيضا فلأن الله عز وجل طهرهم ، وأكد تطهيرهم بالمصدر حيث قال : (وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) أي ويطهركم من الرجس وغيره تطهيرا ، إذ هي تقتضي عموم تطهيرهم [ من كل ما ] ( 2 ) ينبغي التطهير منه عرفا ، أو عقلا ، أو شرعا ، والخطأ وعدم العصمة داخل تحت ذلك ، فيكونون مطهرين منه ، ويلزم من ذلك عموم إصابتهم وعصمتهم .
ثم أكدوا دليل عصمتهم من الكتاب والسنة في علي رضي الله عنه [ وحده ] ( 3 ) ، وفي فاطمة عليها السلام وحدها ، وفي جميعهم .
- أما دليل ( 4 ) العصمة في علي رضي الله عنه ، فلما ثبت أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم
_______________________________
‹ هامش ص 60 ›
( 1 ) - في ( ق ) : والجهالة ، والمثبت عن ( س ) والإشارات .
( 2 ) - في ( ق ) : مما ينبغي ، والمثبت عن ( س ) .
( 3 ) - سقط من ( ق ) ، والمثبت عن ( س ) والإشارات .
( 4 ) - ما يأتي نقطة يسيرة من بحر الأدلة على عصمة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام - وكذا أهل بيته : - وإلا فالأدلة أكثر من أن يحصيها ويسعها هذا الاجمال ، منها الحديث المتواتر حديث المنزلة وتشبيهه بالنبي هارون عليهما السلام ، ومنها حديث الثقلين المشهور ، ومنها حديث : علي مع الحق والحق مع علي ، ومنها الأدلة المثبتة لتساويه مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سوى النبوة ، كقوله (صلى الله عليه وآله ) : ( علي نظيري ) رواه صاحب الفردوس وأخرجه الحافظ الخلعي ، و ( لا نظير لي إلا أنت ولا مثلك إلا أنا ) ، وكقول الحسن عليه السلام : ( والله لقد قبض فيكم الليلة رجل ما سبقه الأولون إلا بفضل النبوة ) ، وكقول الإمام الحسن العسكري عليه السلام : ( أنتما في الفضائل شريكان ) ، ونحو ذلك ، راجع لذلك : مروج الذهب 2 / 414 ذكر مقتل علي - وصيته - عليه السلام ، وذخائر العقبى : 64 ، وينابيع المودة : 1 / 235 204 ط . اسلامبول و ط . النجف : 242 - 279 باب 56 ، ومناقب الخوارزمي : 141 ، ح : 161 فصل 14 ، والرياض النضرة : 2 / 164 ط . مصر الأولى ، وإرشاد القلوب 2 / 404 ، ومعاني الأخبار : 27 باب معنى الحروف المقطعة . هذا إضافة إلى الأدلة العقلية ، فقد ذكر العلامة الحلي ( 1 ) في كتابه الألفين أكثر من ألف دليل عقلي على عصمة أمير المؤمنين عليه السلام .
‹ صفحة 61 ›
لما أرسله إلى اليمن قاضيا ، قال ( 1 ) [ علي عليه السلام ] : يا رسول الله ، كيف تبعثني قاضيا ولا علم لي بالقضاء ؟ . قال صلى الله عليه وآله وسلم : [ إذهب ] فإن الله سيهدي قلبك ويسدد لسانك ، ثم ضرب صدره وقال : ( اللهم ( 2 ) اهد قلبه وسدد لسانه ) ( 3 ) .
قالوا : قد دعا له بهداية القلب وسداد اللسان ، وأخبره بأن سيكونان له ، ودعاؤه [ صلى الله عليه وآله وسلم ] مستجاب ، وخبره حق وصدق ، ونحن لا نعني بالعصمة إلا هداية القلب للحق ، ونطق اللسان بالصدق ، فمن كان عنده للعصمة
_______________________________
‹ هامش ص 61 ›
( 1 ) - ساقطة من ( س ) .
( 2 ) - سنن أبي داوود خلي عن هذا الدعاء .
( 3 ) - مسند أحمد : 1 / 88 - 111 - 136 - 149 ط . م . ، و ج 1 / 141 - 178 - 220 - 241 ط . ب . ، وروايات المسند فيها تفاوت فبعضها يثبت الدعاء وبعضها لا ، والبعض الآخر فيه : ( ثبتك الله وسددك ) ، ومسند الطيالسي : 2 / 180 ، كتاب مناقب الصحابة ، باب خلافة علي عليه السلام - بعثه إلى اليمن قاضيا - ، وسنن أبي داوود : 3 / 301 ح : 3582 ، كتاب الأقضية ، باب كيف القضاء ، وتاريخ الإسلام للذهبي - المغازي : 2 / 691 ، بعث خالد ثم علي عليه السلام إلى اليمن ، وكنز العمال : 13 / 120 - 124 ، ح : 36386 - 36397 ، فضائل علي عليه السلام .
‹ صفحة 62 ›
معنى غير هذا ، أو ما يلازمه فليذكره .
- وأما دليل العصمة ( 1 ) في فاطمة رضي الله عنها [ 132 / ب ] فقوله صلى الله عليه وآله وسلم : ( فاطمة بضعة مني يريبني ما رابها ويؤذيني ما آذاها ) ( 2 ) والنبي
__________________________
‹ هامش ص 62 ›
( 1 ) - هذا من جملة الأدلة على عصمة الزهراء عليها السلام ، وإلا فهي أكثر من أن يسعها هذا المختصر ، ويكفي كونها كفؤ لعلي ( ع ) فتساويه في كل شئ سوى الإمامة ، كما هو ساوى النبي صلى الله عليه وآله وسلم في كل شئ سوى النبوة ، ومساوي المساوي مساوي ، وهي المحدثة المطهرة من النجاسات المادية والمعنوية .
قال عبد الله بن عمر : إنا إذا عددنا قلنا : أبو بكر وعمر وعثمان . فقال له رجل : يا أبا عبد الرحمن ؛ فعلي ؟ قال ابن عمر : ويحك علي من أهل البيت لا يقاس بهم ، علي مع رسول الله في درجته إن الله يقول : ( والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم ) ففاطمة مع رسول الله في درجته ، وعلي معهما - راجع شواهد التنزيل للحسكاني : 2 / 270 - 271 ، ح 903 - 904 مورد سورة الطور : 20 ، وينابيع المودة : 1 / 177 ط . اسلامبول و ط . النجف : 208 باب 55 و 253 ط . اسلامبول و ط . النجف : 301 با ب 56 . وتفصيل ذلك في محله .
( 2 ) - الحديث أو ما في معناه أخرجه الطبراني في المعجم الكبير : 22 / 401 ترجمة فاطمة عليها السلام - و 404 ترجمة أبو الحمراء ، و ج 20 / 18 - 26 ترجمة المسور ، حديث علي بن الحسين عنه وابن أبي رافع ، والبخاري في كتاب فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم باب مناقب قرابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم 5 / 83 ، ح 233 باب 43 وباب مناقب فاطمة عليها السلام 5 / 96 ، ح 278 ( باب 61 ) ، وكتاب النكاح باب ذب الرجل عن ابنته في الغيرة والأنصاف : 7 / 73 ، ( باب 109 ) ، وصحيح مسلم كتاب فضائل فاطمة بنت النبي عليها الصلاة والسلام 7 / 140 - 143 ، وصحيح الترمذي : 5 / 698 كتاب المناقب ، ومستدرك الصحيحين : 3 / 153 كتاب معرفة الصحابة ، وأسد الغابة : 5 522 ترجمة فاطمة عليها السلام ، وتاريخ الخميس : 1 / 412 ، وتذكرة الخواص / 279 باب 11 ، ومناقب ابن المغازلي : 351 ح 402 - 402 - و 282 ح 327 ، والمسند : 4 / 328 ط . م و 5 / 340 ط . ب ، والطبقات : 8 / 206 ترجمة جويرية بنت أبي جهل ، وكنوز الحقائق : 398 - 406 - 447 ، وكنز العمال : 12 / 111 - 112 ، ح 34241 كتاب الفضائل فضائل فاطمة عليها السلام ، وينا بيع المودة : 1 / 314 - 372 - 374 - 366 ، ومناقب الخوارزمي : 352 فصل 20 ، فضائل فاطمة ، ومقتل الحسين الخوارزمي : 1 / 52 - 53 - 60 ، وذخائر العقبى : 37 ، وشرح الجامع الصغير : 2 / 122 ، والفصول المهمة : 139 ، وصفة الصفوة : 2 / 5 ، وأخبار الدول للقرماني : 87 ، وتاريخ دمشق - ترجمة الأمير : 3 / 69 ، وخصائص النسائي : 121 - 122 ح 131 ، وكفاية الطالب : 365 ، باب 99 فضائل فاطمة عليها السلام ، والصواعق المحرقة : 190 ط . مصر ، و ط . بيروت : 289
* ألفاظ الحديث :
1 – (إن فاطمة بضعة مني من أغضبها أغضبني ) راجع صحيح مسلم : 5 / 83 ح 232 كتاب الفضائل باب مناقب قرابته ، و 96 ح 278 مناقب فاطمة ، وخصائص النسائي : 122 ح 132 .
2 – (إن فاطمة [ ابنتي ] بضعة مني يريبني ما رابها ويؤذيني ما آذاها [ فمن أغضبها أغضبني ] ) راجع المعجم الكبير : 22 / 404 ترجمة فاطمة ، وصحيح مسلم : 16 / 221 ح 6257 كتاب الفضائل - فضائل فاطمة ، وكتاب الالمام : 302 ، والمسند : 4 / 328 ط . م و 5 / 430 ط . ب ، وصحيح البخاري : 7 / 73 ح 59 كتاب النكاح باب ذب الرجل عن ابنته .
3 – (إنما فاطمة بضعة مني يؤذيني ما آذاها ويغضبني ما أغضبها ) عن ابن الزبير راجع المعجم الكبير : 22 / 405 ترجمتها
4 – (إن فاطمة بضعة مني فأحب ما سرها وأكره ما ساءها ) مناقب ابن المغازلي : 282 ح 327 .
5 - (إنما فاطمة بضعة مني يؤذيني ما آذاها وينصبني ما أنصبها ) المستدرك : 3 / 59 1 ذكر مناقبها .
6 - (فإن فاطمة بضعة مني يؤلمني ما يؤلمها ويسرني ما يسرها ) مناقب الخوارزمي : 3 35 فصل 20 .
7 - (فاطمة شجنة [ مضغة - بضعة ] مني يبسطني ما يبسطها ويقبضني ما يقبضها ) راجع المعجم الكبير : 20 / 26 ترجمة المسور ما روى ابن أبي رافع عنه والمستدرك : 3 / 158 ، والمسند : 4 / 323 ط . م و 5 / 423 ط . ب ، وسنن البيهقي 7 / 64 كتاب النكاح باب الأنساب .
8 - (إن فاطمة بنت محمد بضعة مني وأنا أكره أن تفتنوها ) راجع المعجم الكبير : 20 / 18 ، صحيح مسلم : 16 / 223 فضائلها .
9 - (إن فاطمة مضغة مني فمن آذاها آذاني ) عن أبي حنظلة راجع المستدرك : 3 / 159 .
10 - (إن فاطمة بضعة مني يسؤني ما ساءها ) الطبقات الكبرى : 8 / 206 ترجمة جويرية ( 4205 ) .
11 - وقال : ( 10 ) (إن الله يغضب لغضبك ويرضى لرضاك ) المعجم الكبير : 1 / 108 ح 182 ذيل ترجمة علي وبالهامش : ( في هامش الأصل : هذا حديث صحيح الإسناد وروي من طرق عن علي رواه الحارث عن علي وروي مرسلا ، وهذا الحديث أحسن شئ رأيته وأصح إسناد قرأته ) و 22 / 401 ترجمة فاطمة - مناقبها ، وجواهر العقدين : 350 الباب الحادي عشر ، ومجمع الزوائد : 9 / 203 ط . مصر 1352 وبغية الرائد في تحقيق مجمع الزوائد : 9 / 328 ح 15204 كتاب المناقب وقال إسناده حسن . وذيل تاريخ بغداد لابن النجار : 17 / 140 ترجمة عثمان بن الحسين برقم 426 ، وأخبار الدول للقرماني : 87 ط . بغداد 1282 ه ، وتهذيب التهذيب : 12 / 442 ط حيدر آباد الأولى ، ومقتل الحسين للخوارزمي : 1 / 52 الفصل الخامس ، ومناقب ابن المغازلي : 220 ط . بيروت ، و ط . طهران : 351 ح 401 - 402 ، وذخائر العقبى : 39 وقال : أخرجه أبو سعيد في شرف النبوة وابن المثنى في معجمه ، ومستدرك الصحيحين : 3 / 153 كتاب معرفة الصحابة - مناقب فاطمة ، وأسد الغابة : 5 / 522 ترجمة فاطمة ، وكفاية الطالب : 364 باب 99 ، وميزان الاعتدال : 2 / 72 ط . مصر - السعادة - سنة 1325 ، والذرية الطاهرة : 166 ح 226 ، وتذكرة الخواص : 279 باب 11 فضائلها ، والتدوين في أخبار قزوين : 3 / 11 باب الذال - ترجمة أبو ذر بن رافع ، ومسند شمس الأخبار : 1 / 109 الباب التاسع عن ابن المغازلي وعن كتاب الذكر لمحمد بن منصور وبالهامش : أخرجه الديلمي ، والكامل لابن عدي : 2 / 351 ترجمة الحسين بن زيد بن علي برقم 381 ، وأهل البيت لتوفيق أبو علم : 120 القسم الثاني - خصائص فاطمة - عن ابن سعد في شرف النبوة ، والمدهش لابن الجوزي : 134 الفصل السادس والعشرون - في تزويج علي بفاطمة عليهما السلام ، وتهذيب الكمال : 35 / 247 ترجمة فاطمة ، وفرائد السمطين : 2 / 46 ح 378 ، وينابيع المودة : 1 / 263 - 305 ط . اسلامبول و ط . النجف : 314 - 366 ، وكنز العمال : 12 / 111 ح 4237 3 و 13 / 674 ح 37725 ط . بيروت و 6 / 291 و 7 / 111 ط . الهند وقال : أخرجه ابن النجار والديلمي وأبو يعلى والطبراني وأبو نعيم في الفضائل ، وغرر البهاء الضوي : 283 عن شرف النبوة ، ودر السحابة : 277 مناقب فاطمة ح 20 وقال أخرجه أبو يعلى والطبراني والحاكم ، وا لثغور الباسمة : 30 ح 42 وقال : بسند حسن .
قال السيد السمهودي بعد إيراده هذا الحديث : ( فمن آذى شخصا من أولاد فاطمة أو أبغضه فقد جعل نفسه عرضة لهذا الخطر العظيم ، وبضده من تعرض لمرضاتها في حبهم وإكرامهم كما يؤخذ مما تقدم ) جواهر العقدين : 351 الباب 11 .
* وقال السهيلي : ( هذا الحديث يدل على أن من سبها كفر ومن صلى عليها فقد صلى على أبيها ) المواهب اللدنية : 2 / 533 الفصل الثاني من المقصد السابع .
* وبعد هذا ، أليس من العجيب أن يخرج البخاري في كتاب الخمس : 4 / 504 ، ح 65 12 فرض الخمس : ( أن فاطمة غضبت على أبي بكر فهجرته حتى توفيت ) ، وفي باب غزوة خيبر : ( إن فاطمة وجدت على أبي بكر فهجرته ) 5 : 252 ، ح 704 ، وروي ذلك في مسند أحمد 1 : 9 ط . م ، و 1 : 18 ط . ب ، وكفاية الطالب : 370 باب 99 فضائل فاطمة عليها السلام ، وطبقات ابن سعد 8 : 23 ذكر بنات رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم - فاطمة - وفيه : فغضبت فاطمة ، وكنز العمال 7 : 242 ، ح 18769 .
وأعجب منه ما أخرجه ابن قتيبة في الإمامة والسياسة : قالت 3 : ( نشدتكما الله أ لم تسمعا رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : ( رضا فاطمة من رضاي ، وسخط فاطمة من سخطي ، فمن أحب فاطمة ابنتي فقد أحبني ، ومن أرضى فاطمة فقد أرضاني ، ومن أسخط فاطمة فقد أسخطني ) ؟ قالا : نعم سمعناه من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم . قالت : فإني أشهد الله وملائكته أنكما أسخطتماني وما أرضيتماني ، ولئن لقيت النبي لأشكونكما إليه . . . ) - إلى أن قالت عليها السلام لأبي بكر - : ( والله - عزة آلاؤه - لأدعونَّ الله عليك في كل صلاة أصليها ) . كتاب الإمامة والسياسة لابن قتيبة 1 / 31 ، كيف كانت بيعة علي عليه السلام .
فكيف أخرج الحفاظ ذلك ؟ !
‹ صفحة 66 ›
صلى الله عليه وآله وسلم معصوم ، فبضعته - أي جزؤه ، والقطعة منه - يجب أن تكون معصومة .
- وأما دليل العصمة في جميعهم - أعني عليا ، وفاطمة ، وولديهما - ( 1 ) ، فلقوله صلى الله عليه وآله وسلم :
________________________
‹ هامش ص 66 ›
( 1 ) - وعلي بن الحسين زين العابدين ، ومحمد بن علي الباقر ، وجعفر بن محمد الصادق ، وموسى بن جعفر الكاظم ، وعلي بن موسى الرضا ، ومحمد بن علي الجواد ، وعلي بن محمد الهادي ، والحسن بن علي العسكري ، والحجة القائم المنتظر محمد بن الحسن عليهم صلوات الله وسلامه .
‹ صفحة 67 ›
( إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا : كتاب الله ، وعترتي أهل بيتي ، وإنهما لن يفترقا ( 1 ) حتى يردا عليَّ الحوض ) ، رواه الترمذي [ وغيره ] ( 2 ) .
ووجه دلالته أنه لازم بين أهل بيته ، والقرآن [ الكريم ] المعصوم ، وما لازم
_________________________________
‹ هامش ص 67 ›
( 1 ) - في الإشارات : يتفرقا .
( 2 ) - وهو من الأحاديث المجمع على صحتها : (مصادر حديث الثقلين) : صحيح مسلم بشرح النووي : 15 / 176 ح 6178 ط . بيروت ، و 7 / 122 ط . مصر كتاب الفضائل - فضائل علي ح 12 من بابه ، وإسعاف الراغبين : 119 ، والشفا : 2 / 47 ، ومجمع الزوائد : 1 / 170 ط . مصر وبغية الرائد في تحقيق مجمع الزوائد : 413 ح 784 عن ابن ثابت ، ونزل الأبرار : 32 و 52 الباب الأول عن زيد وحذيفة بن أسيد ، والجواهر : 231 الباب الرابع من طرق متعددة وعن جملة من الحفاظ ، وتفسير آية المودة : 59 - 62 - 64 إلى 71 - 102 ، وشرح الأخبار : 1 / 99 - 105 عن زيد والصادق ، والمعجم الأوسط : 4 / 262 - 328 ح 3463 - 3566 عن أبي سعيد ، والفردوس : 1 / 66 ح 194 ط . كتب و 98 ح 197 ط كتاب عن أبو سعيد ، ومجمع الزوائد : 10 / 658 ح 18460 عن حذيفة باب 20 كتاب البعث ، وفضائل الصحابة : 2 / 779 ح 1382 عن أبي سعيد و 572 ح 968 عن زيد ، و 585 ح 990 عن أبي سعيد و 603 ح 1032 عن أبي ثابت و 786 ح 1403 ، ومجمع الزوائد : 9 / 163 إلى 165 ط . مصر وبغية الرائد في تحقيق مجمع الزوائد : 256 إلى 260 ح 14957 وما بعده عن ابن ثابت وأبي هريرة وعلي وابن عوف وأبي سعيد وابن أرقم وحذيفة وابن أسيد ، وكتاب إحياء الميت للسيوطي : 240 - 5 269 - 247 - 258 - 261 عن أبي سعيد وعلي وزيد وابن ثابت وابن أرقم وجابر ، والبيان والتعريف في أسباب ورود الحديث : 1 / 370 ح 437 عن زيد ، ومشارق الأنوار : 109 الفصل السادس من الباب الثالث ، وتلخيص المتشابه : 1 / 62 رقم 78 عن أبي سعيد و 2 / 690 ح 1150 ، وأخبار قزوين : 3 / 465 ترجمة عمرو بن رافع بن الفرات عن زيد بن أرقم ، والبيان والتعريف : 3 / 74 ح 1290 . وفرائد السمطين : 2 / 142 باب 33 عن زيد وابن ثابت وأبي سعيد وعلي ، و 234 - 250 - 268 - 272 - 274 ، والسنن الكبرى للبيهقي : 2 / 148 و : 7 / 30 ، والمطالب العالية : 4 / 65 ح 3972 ، وأمالي الشجري : 1 / 143 - 149 - 152 - 154 - 115 و 415 ، ومسند البزار : 3 / 89 ح 864 ، وحلية الأولياء : 9 / 64 ، وتاريخ بغداد : 8 / 443 ترجمة زيد بن الحسن القرشي ، وأهل البيت في المكتبة العربية : 280 ، ومسند شمس الأخبار : 1 / 126 أبو سعيد ، والمعرفة والتاريخ : 1 / 536 إلى 538 عدة ، ومسند أبي يعلى : 2 / 297 ح 1021 عن أبي سعيد ، و : 3 / 17 - 26 - 4059 و 2 / 303 ح 1027 عن أبي سعيد و 2 / 376 ح 1140 عن أبي سعيد و 2 / 166 ح 859 عن عبد الرحمن بن عوف ، والمنتخب من مسند عبد بن حميد : 108 ح 240 عن زيد بن ثابت و 114 ح 265 عن زيد بن أرقم ، ومشكاة المصابيح : 3 / 1735 - 1732 - 1735 ح 6144 - 6131 - 6143 باب فضائل علي عن زيد وجابر ، مصابيح السنة : 4 / 185 - 189 ح 4815 - 4816 ، وتحفة الأحوذي ، أبواب المناقب ، باب مناقب أهل بيت النبي الحديث : 10 : 287 - 290 ح 3874 - 3876 حديث الثقلين ، والمصنف لابن أبي شيبة : 6 / 313 - 371 ح 31670 - 32077 و 7 / 411 ح 36942 ، ومسند أحمد : 3 / 14 - 17 - 26 - 59 و 5 : 72 - 181 - 89 1 - 182 - 492 ط . م و 4 / 388 - 408 - 463 - 393 ح 10747 و 10720 و 10827 - 11167 و 6 : 244 - 232 - 366 ط . ب . ، وأسد الغابة : 2 / 12 ترجمة الإمام الحسن عليه السلام ، و ج 3 / 147 ترجمة عبد الله بن حنطب و 92 ترجمة عامر بن ليلى ، وتحفة الأشراف : 2 / 278 ح 615 2 ، وجلاء الأفهام : 121 الفصل الرابع - معنى الآل ، وتفسير المحرر الوجيز : 1 / 36 المقدمة باب ما ورد عن النبي في فضل القرآن ، ومقتل الحسين للخوارزمي : 1 / 104 - 114 - 164 - 65 1 فصل : 6 و 8 ، ومناقب الخوارزمي : 154 - 200 فصل 14 و 15 ، والطبقات الكبرى 2 / 150 ذكر ما قرب لرسول الله من أجله ، ومناقب ابن المغازلي : 88 ط . بيروت - و ط . طهران : 111 ح 155 ، ومستدرك الصحيحين : 3 : 109 - 533 كتاب معرفة الصحابة ، وصحيح الترمذي 5 : 663 - 662 كتاب المناقب ح 3786 ، و 351 باب التفسير ط . مصر - دار الحديث ، وخصائص النسائي : 85 ، والمعجم الكبير للطبراني 3 / 65 - 66 - 67 ترجمة الحسن عليه السلام - و ص 180 ترجمة حذيفة بن أسيد - ما روى واثلة عنه ، و ج 5 / 153 - 154 - 166 - 167 - 170 - 182 - 183 - 186 ترجمة زيد بن ثابت وزيد بن أرقم ، والذرية الطاهرة : 166 ح 228 ، والعقد الفريد 4 : 53 كتاب الخطب - خطبة الرسول في حجة الوداع ، والفتوح 3 / 141 ابتداء أخبار مقتل مسلم . وتذكرة الخواص : 181 باب 8 ، والدر المنثور 2 / 60 عن أبي سعيد وزيد بن ثابت وزيد بن أرقم مورد آية ( واعتصموا بحبل الله ) آل عمران 103 و ج 6 / 7 - 306 ، وتفسير الرازي 8 / 162 مورد آية ( واعتصموا ) ، وفرائد السمطين 2 : 143 ط . الأولى ، وتاريخ اليعقوبي 2 / 2 21 ذيل خلافة علي عليه السلام ، الصواعق المحرقة : 44 - 125 - 145 - 149 - 228 ط . مصر و 66 - 194 - 224 - 228 - 229 - 342 - 341 ط . بيروت ، والفصول المهمة : 40 ، وينابيع المودة 1 / 20 - 28 إلى 28 - 116 - 183 - 241 - 245 296 ط . اسلامبول و ط . النجف : 22 - 23 - 31 إ لي 42 الباب الرابع - 136 - 216 - 217 - 286 - 292 - 293 - 355 - ، و ج 2 : 447 ط . اسلامبول و ط . النجف : 536 باب 77 ، وكنز العمال : 1 / 172 ح 870 و 379 ح 1650 ، و 384 ح 67 16 وما بعدهم - باب الاعتصام بالكتاب والسنة ، ومناقب أمير المؤمنين للكوفي : 2 / 98 - 105 - 112 - 114 - 116 - 135 - 140 - 150 - 167 - 170 - 176 - 375 - 407 - 435 - 440 ، وشواهد التنزيل : 1 / 191 ح 203 ، وكفاية الطالب : 53 - 259 ، والجامع الصغير : 1 / 107 - 180 ، والتدوين للرافعي : 2 / 264 ترجمة أحمد بن القطان .
‹ صفحة 70 ›
المعصوم فهو معصوم ( 1 ) .
قالوا : وإذا ثبت عصمة أهل البيت وجب أن يكون إجماعهم ( 2 ) حجة لامتناع الخطأ والرجس عليهم بشهادة السمع المعصوم ، وإلا لزم وقوع الخطأ فيه ، وأنه محال .
- واعترض الجمهور بأن قالوا : لا نسلم أن أهل البيت في الآية من ذكرتم ، بل هم نساء النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، بدليل سياقها وانتظام ما استدللتم به معه ، فإن الله تعالى قال : (يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيْتُنَّ ..) الآية ( 3 ) . ثم استطردها إلى أن قال : (وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ، وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ ..) الآية .
__________________________
‹ هامش ص 70 ›
( 1 ) - هذا أحد وجوه الدلالات ، ومنها احتجاج أصحاب الكساء به كما تقدم .
ومنها قرنه بحديث الغدير والولاية كما في بعض طرقه .
ومنها قوله في بعض طرقه : فلا تعلموهم فإنهم أعلم منكم ولا تتقدموهم ) كما أخرجه الطبراني ، والمتقدم إمام للمتأخر .
ومنها قوله : لن تضلوا إن اتبعتموهما ) كما أخرجه الحاكم .
ومنها أقوال العلماء في دلالته ، ككلام ابن حجر المفصل : ( راجع الصواعق 151 ط . مصر و 231 ط . بيروت والآيات النازلة فيه - الآية 4 ) ، وكلام السمهودي في جوهر العقدين في القسم الثاني . وكلام نظام الدين النيسابوري ( غرائب القرآن ورغائب الفرقان 1 / 347 مورد آية 01 1 من آل عمران ) ، وكلام الأستاذ توفيق أبو علم في كتابه ( أهل البيت 77 - 80 ) ، وكلام أبو بكر الحضرمي المتقدم .
( 2 ) - في ( ق ) : ( اجتماعهم ) والمثبت عن ( س ) ، و ( الإشارات ) .
( 3 ) - سورة الأحزاب : 32 .
‹ صفحة 71 ›
فخطاب نساء النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، مكتنفا لذكر أهل البيت قبله ، وبعده منتظم له ، فاقتضى أنهن المراد به ، وحينئذ لا يكون لكم في الآية متعلق أصلا ، ويسقط الاستدلال بها بالكلية .
سلمناه ، لكن لا نسلم أن المراد بالرجس ما ذكرتم ، بل المراد به رجس الكفر ، أو نحوه من المسميات الخاصة .
وأما ما أكدتم به عصمتهم من السنة فأخبار آحاد لا تقولون بها ( 1 ) ، مع أن دلالتها ضعيفة .
- وأجاب الشيعة بأن قالوا : الدليل على أن أهل البيت في الآية [ هم ] ( 2 ) من ذكرنا : النص والإجماع .
أما النص فما ثبت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه بقي بعد نزول هذه الآية ستة أشهر ( 3 ) يمر وقت صلاة الفجر على بيت فاطمة رضي الله عنها [ 133 / ا ] فينادي : الصلاة يا أهل البيت (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) . رواه الترمذي وغيره ( 4 ) . وهو تفسير منه لأهل البيت بفاطمة ومن في بيتها رضي الله عنها ، وهو نص .
وأنَصُّ منه حديث أم سلمة رضي الله عنها أنه صلى الله عليه وآله وسلم
____________________________
‹ هامش ص 71 ›
( 1 ) - هذه الأخبار متواترة لا تحتاج إلى القول بحجية خبر الواحد ، ولو يسع المجال لذكرنا تلك الروايات مع أسانيدها ، وإن كنا قد ذكرنا ذلك مفصلا في كتابنا حقيقة آل محمد صلى الله عليه وآله .
( 2 ) - زائدة في ( الإشارات ) .
( 3 ) - الروايات متواترة في ذلك وقد ذكرنا مصادرها في مطلع الكتاب فراجع .
( 4 ) - راجع تحفة الأحوذي تفسير سورة الأحزاب 9 / 67 - 68 ، ح : 3259 ، ومسند أحمد : 3 / 259 - 285 ط . م ، والروايات في ذلك متواترة وقد ذكرنا مصادرها في مطلع الكتاب فراجع .
‹ صفحة 72 ›
أرسل خلف علي ، وفاطمة ، وولديهما رضي الله عنهم ، فجاؤوا فأدخلهم تحت الكساء ، ثم جعل يقول : ( اللهم إليك لا إلى النار أنا وأهل بيتي ، اللهم هؤلاء أهل بيتي وخاصتي - وفي رواية حامَّتي ( 1 ) - اللهم أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ) .
قالت أم سلمة : فقلت يا رسول الله ، ألست من أهل بيتك ؟ قال : ( أنتِ إلى خير ) . رواه أحمد ( 2 ) .
وهو نصّ في أهل البيت ، وظاهر في أن نساءه لسن منهم ، لقوله لأم سلمة : ( أنتِ إلى خير ) ، ولم يقل : "بلى أنت منهم" ( 3 ) .
______________________________
‹ هامش ص 72 ›
( 1 ) - حامة الإنسان : خاصته .
( 2 ) - تاريخ دمشق ترجمة الحسين عليه السلام : 89 - 91 ، ح : 85 - 87 ، ومعجم الطبراني : 3 / 52 ترجمة الحسن عليه السلام ، ح 2662 ، ومسند أحمد : 6 / 298 - 304 ط ، م ، مع تفاوت .
( 3 ) - أقول : في الروايات ما هو أصرح من ذلك بل نصّ في خروج نساء النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن الآية وعن عنوان أهل البيت :
* بعض روايات منع النساء من دخول الكساء :
ما روي عن بنت أفعى عن أم سلمة : ( فقلت : يا رسول الله ألست من أهل البيت ؟ قال : ( إنك على خير ، إنك من أزواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وما قال : إنك من أهل البيت ) . تاريخ دمشق تر جمة الحسين عليه السلام : 100 ، ح 102 ، وشواهد التنزيل 2 / 124 ، ح 757 .
وفي بعض الروايات قالت : ( فلو كان قال : نعم ، كان أحب إلي مما تطلع عليه الشمس وتغرب ) وشواهد التنزيل 2 / 132 - 133 ، ح 763 - 764 .
ومنها بلسان الجذب والمنع عن الدخول ، نحو ما روي عنها أيضا : ( فرفعت الكساء لأدخل معهم فجذبه من يدي ) - ولا يوجد أصرح من هذا المنع - راجع تاريخ دمشق ترجمة الإمام الحسين عليه السلام : 94 ، ح 93 ، وشواهد التنزيل 2 / 62 - 94 - 52 - 117 ، والمعجم الكبير 3 2 / 336 ترجمة شهر بن حوشب ما روى علي بن زيد عنه - 393 ترجمة أم سلمة ، ما روى أبو عطية عنها ، ومسند أحمد 6 / 323 ط . م . ، و 7 / 455 ط . ب . ، والدر المنثور 5 / 198 ، وكفاية الطالب : 372 ، باب 100 ، وذخائر العقبى : 22 .
ومنها بلسان التنحي نحو : فقال صلى الله عليه وآله : ( قومي فتنحي لي عن أهل بيتي ) ، فقالت : فقمت فتنحيت . وقال لعائشة : ( تنحي وإنك إلى خير ) ، راجع المسند 6 / 304 ط . م و 7 / 431 ط . ب ، ومقتل الحسين عليه السلام 1 / 53 الفصل الخامس فضائل فاطمة عليها السلام ، وذخائر العقبى : 22 باب آية التطهير .
نعم تدخل النساء بنحو المجاز في الآية ، كما دخل واثلة وسلمان وابنة أم سلمة وأسامة ، راجع طبقات ابن سعد 4 / 62 ترجمة سلمان ، ومنتخب كنز العمال 5 / 49 ، وفتح القدير 4 / 279 ، وذخائر العقبى : 22 والصواعق : 159 ط . مصر و 243 ط . بيروت .
* قال النووي : وأما قوله في الرواية الأخرى : ( نساؤه من أهل البيت ولكن أهل بيته من حرم الصدقة ) . قال : وفي الرواية الأخرى : ( فقلنا : من أهل بيته نساؤه ؟ قال : لا ) . فهاتان الروايتان ظاهرهما التناقض ، والمعروف في معظم الروايات في غير مسلم أنه قال : نساؤه لسن من أهل بيته ، فتتأول الرواية الأولى على أن المراد أنهن من أهل بيته الذين يسكنونه ويعولهم . . . ولا يدخلن فيمن حرم الصدقة ) صحيح مسلم بشرح النووي : 15 / 175 ح 6175 كتاب الفضائل - فضائل علي عليه السلام .
* وقال البيهقي بعد أن صحح حديث واثلة : وكأنه جعل واثلة في حكم الأهل تشبيها بمن يستحق هذا الاسم لا تحقيقا . السنن الكبرى 2 / 152 كتاب الصلاة باب الدليل أن أزواجه من أهل بيته ، وجلاء الأفهام : 126 الباب الثالث - الفصل الرابع ، والصواعق المحرقة : 144 ط . مصر و 221 - 222 ط . بيروت ، وينابيع المودة : 1 / 294 ط . اسلامبول و ط . النجف : 353 باب 59 .
وقال : وقد تسمى أزواجه آلاً بمعنى التشبيه [ بالنسب ] فأراد [ زيد ] تخصيص الآل من أهل البيت بالذكر . فرائد السمطين 2 / 237 الباب السادس والأربعون ح 513 .
* ونقل البيهقي عن الحليمي قوله : إن اسم أهل البيت للأزواج تحقيق ، واسم الآل لهن تشبيه بالنسب وخصوصا أزواج النبي لأن اتصالهن به غير مرتفع وهن محرمات على غيره في حياته وبعد وفاته . السنن الكبرى 2 / 150 ، وذكره في شعب الإيمان بتصرف : 2 / 225 باب 15 في تعظيم النبي - الصلاة عليه - ح 1592 ، وقريب منه في جلاء الأفهام عن بعضهم : 123 .
* وقال ابن حجر الهيثمي بعد ذكر الروايات في ذلك : أن له إطلاقين : إطلاقا بالمعنى الأعم ، وهو ما يشتمل جميع الآل تارة والزوجات أخرى ، ومن صدق في ولائه ومحبته أخرى . وإطلاقاً بالمعنى الأخص وهم من ذكروا في خبر مسلم - رسول الله وعلي وفاطمة والحسنين : - الصواعق المحرقة : 229 ط . مصر و 343 ط . بيروت باب وصية النبي صلى الله عليه وآله وسلم بهم من الخاتمة .
* وقال الآلوسي : فلأهل البيت إطلاقان يدخل في أحدهما ( بالمعنى العام ) النساء ولا يدخل في الآخر - تفسير روح المعاني : 12 / 23 مورد آية التطهير .
أقول : إنهم جميعا في حكم أهل البيت تشبيها لا حقيقة ، بمعنى أنه يقال هم من الساكنين في بيت الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ، فشبهوا بأهل البيت أما لكونه صلى الله عليه وآله وسلم يعولهم ، وأما لسكنهم في بيته ، وأما لصدق ولائهم وأخلاقهم وطهارتهم وسيرتهم القريبة من أهل البيت .
يتبع .....
تعليق