إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

الصحيفة السوداء

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الصحيفة السوداء

    الصَّحيفـة السَّـوداء
    بعد إن فشلت محاولات المُنافقين من اغتيال رسول الله وعلموا بأن أمرهم قد انكشف لأن رسول الله بعد مُحاولة الدباب الفاشلة كان دائماً يلوِّح وينوِّه بأن هُناك في مجلسه المُنافقين الذين يُضمرون لهُ وللمُسلمين الشر ..
    [وسيّدنا حُذَيفة كما أسلفنا قد عرفهم واحداً واحداً وقد أمرهم الرَّسول(3) أن لا يجتمع ثلاثة مع بعضهم فخالفوه أيضاً وراحوا يتناجون مع بعضهم ويتساءلون هل عرف الرَّسول بجريمتهم – هل عرف أشخاصهم ؟ وإذا كان عرفهم لماذا لم يُعاتبهم أو يعاقبهم ؟ أو يُظهر للنّاس نواياهم ومواقفهم .. ولكنّهم اجتمعوا هذه المرة ليخطّطوا من جديد ويُحكموا المؤامرة كي لا تفشل كسابقتها وقد اتّفقوا مع بعضهم كي يتلاقوا في الكعبة ويكتبوا صحيفة يتعاهدون من خِلالها أن يعزلوا عليّاً عن الأمر ويستأثروا دونه في الحُكم وكانوا كُلّهم موجودون أضف إلى سالم مولى أبي حُذَيفة – إذ كان يكنّ البُغض لعلي وكتبوا الصّحيفة وأصبحت كعهدٍ يلتزمون به وقد كتبها سعيد بن العاص الأَموي باتّفاق منهم وأول بنود هذه الصّحيفة النّكث لولاية علي ، ويؤول الأمر إلى أبي بكر وعُمَر وأبي عُبَيدة وسالم معهم(4) كانت هذه الأفكار الشيطانية تُحاك في حياة النّبي نبي الأُمّة ورسول الرَّحمة الذي أتى مُبشِّراً ونذيراً للعالمين فنبذوا كلامه وراء ظهورهم وتآمروا عليه وأرادوا اغتياله فكيف تستطيع أن تحكم ببراءة أحدهم وهو ملوّث اليدين والقلب واللِّسان وإذا كانت هذه أعمالهم فلماذا يبقى النّاس مُغمضين أعينهم عن حقيقتهم وإليك هذه الصّحيفة السّوداء التي ختموا بها اتّفاقهم ونفّذوه عاجلاً وجلبوا بها الدّمار على المُسلمين وكانت نتائجها وخيمة سنأتي عليها إن شاء الله :
    نصُّ الصَّحيفة :
    >بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما اتّفق عليه الملأ من أصحاب محمد رسول الله من المُهاجرين والأنصار الذين مدحهم الله في كتابه على لِسان نبيّه ، اتّفقوا جميعاً بعد أن اجتهدوا في رأييهم وتشاوروا في أمرهم وكتبوا هذه الصّحيفة نظراً منهم إلى الإسلام وأهله(1) على غابر الأيام وباقي الدهور ليقتدي بهم من يأتي من المُسلمين بعدهم .
    أمّا بعد فإنَّ الله بمنّه وكرمه بعث مُحمَّداً رسولاً إلى النّاس كافّة بدينه الذي ارتضاه لعباده فأدّى من ذلك وبلّغ ما أمره الله به وأوجب علينا القيامُ بجميعه حتّى إذا أكمل الدين وفرض الفرائض وأحكم السنن اختار الله له ما عنده فقبضه إليه مكرماً محبوراً من غير أن يستخلف أحداً بعده(2) وجعل الاختيار إلى المُسلمين(3) يختارون لأنفسهم من وثقوا برأيه ونصحه لهم وإنَّ للمُسلمين في رسول الله أُسوةٌ حسنة قال الله تعالى : ((لقد كان لكُم في رسول الله أُسوة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر ...)) وإنَّ رسول الله لم يستخلف أحداً لئلا يجري ذلك في أهل بيت واحد(4) إرثاً دون سائر المُسلمين ولئلا يكون دولة بين الأغنياء منهم ولئلا يقول المُستخلف إنَّ هذا الأمر باق في عقبه من والد إلى ولد إلى يوم القيامة والذي يجب على المُسلمين عند مضي خليفة من الخُلفاء أن يجتمع ذووا الرأي والصّلاح فيتشاوروا في أُمورهم(5) فمن رأوه مُستحقّاً لها ولّوه أمورهم وجعلوه القيم عليهم فإنّه لا يخفى على أهل كل زمان من يصلح منهم للخلافة فإذا ادّعى مُدَّعٍ من النّاس جميعاً أنَّ رسول الله استخلف رجُلاً بعينه ونصبه للنّاس ونصَّ عليه باسمه ونسبه فقد أبطل في قوله وأتى بخلاف ما يعرفه أصحاب رسول الله وخالف على جماعة المُسلمين .
    وإن ادّعى مُدَّعٍ أن خلافة الله إرث وإنَّ رسول الله يورث فقد أحال في قوله لأنَّ رسول الله قال : نحنُ معاشر الأنبياء لا نورِّث ما تركناه صدقة(1) ، وإن ادّعى مُدَّعٍ أنَّ الخلافة لا تصلح إلاّ لرجل واحد من بين النّاس وأنها مقصورة فيه ولا ينبغي لغيره لأنها تتلو النبوّة فقد كذب لأنَّ النّبي قال : أصحابي كالنّجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم(2) ... وإن ادّعى مُدَّعٍ أنه مستحقٌّ للخلافة والإمامة بقربه من رسول الله ثم هي مقصورة عليه وعلى عقبه يرثها الولد منهم عن والده ثم هي كذلك في كل عصرٍ وزمان لا تصلح لغيرهم ولا ينبغي أن يكون لأحدٍ سواهم إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها فليس له ولا لولده وإن دنا من النّبي نسبه لأنَّ الله يقول وقوله القاضي على كل أحد ((إنَّ أكرمكم عند الله أتقاكُم)) وقال رسول الله : إنَّ ذمّة المُسلمين واحدة يسعى بها أدناهم وكلهم يد على من سوّاهم ... فمن آمن بكتاب الله وأقرَّ بسُنّة رسول الله فقد استقام وأناب وأخذ بالصّواب ومن كره ذلك من فعلهم فقد خالف الحق والكتاب وفارق جماعة المُسلمين فاقتلوه فإنَّ في قتاله صلاحاً للأُمة وقد قال رسول الله : من جاء إلى أُمّتي وهم جميع ففرقهم فاقتلوه واقتلوا الفرد كائناً من كان من النّاس فإنَّ الاجتماع رحمة والفرقة عذاب ولا تجتمع أُمَّتي على الضلال أبداً وأنَّ المُسلمين يدٌ واحدة على من سواهم وأنَّه لا يخرج من جماعة المُسلمين إلاَّ مفارق ومعاند لهم ومظاهر عليهم أعدائهم فقد أباح الله ورسوله دمه وأحلَّ قتله(3) . وكتب سعيد بن العاص باتّفاق ممن أثبت اسمه وشهادته آخر هذه الصّحيفة سنة عشرة من الهجرة والحمدُ لله ربِّ العالمين وصلّى الله على سيّدنا محمد وسلم< ... ثم دُفعت الصّحيفة إلى أبي عُبَيدة بن الجرّاح فوجه بها إلى مكّة فلم تزل الصّحيفة في الكعبة مدفونة إلى أوان عُمَر بن الخطّاب [الحطّاب] فاستخرجها من موضعها(4)](5) .

    (3) أي الزُمرة المُنافقة .

    (4) راجع بحار الأَنوار مج28 ص101 .

    (1) ألا إنّهم هدموا الإسلام وأهله .

    (2) في هذه الصّحيفة يُشيرون إلى نكران تبليغ الرَّسول بالولاية لعلي C وهذا عين الجهل والجحد والإنكار إذ لو صح ما يقولون ما كانت جميع الأنبياء أوصت إلى أوصيائها من بعدها إذ كان لكل نبي وصي يبلغ عنه الأمانة ويؤدي عنه الرِّسالة .

    (3) يُشيرون بهذه المقولة لقوله تعالى واجعلوا الأمر بينكم شورى ، طرحاً لأوامر رسول الله .

    (4) قال رسول الله 9 : (يخلفني عليّ وأحد عشر إماماً من وِلده) ، وفي صحيفتهم جحدٌ لذلك .

    (5) عندما يتناقض الحديث مع بعضه ، يشعرك بالسخرية ، وتحس أنّه مهزول تماماً . وفي معزل عن الحقيقة والواقع فأين المشورة في خلافة أبي بكر وأين هُم ذوو الرأي والصّلاح ، وكلنا نعلم كيف تمّت بيعة أبي بكر بالقوة والبطش ألم يزكها عُمَر بوصفه لها عندما قال : بيعة أبي بكر فلتة وقى الله المُسلمين شرّها ، فمن عاد لمثلها فاقتلوه ... فحتّى بنصوص صحيفتهم لم يلتزموا ، فكيف يلتزمون بأمر الله ورسوله .

    (1) وهذا يفسِّر لنا كيف ابتزّوا بضعة الرَّسول حقّها بناءً على هذا الحديث الذي اتّفقوا عليه في صحيفتهم .

    (2) هذا الحديث من الأحاديث الموضوعة وسنأتي على تفنيده إن شاء الله تعالى .

    (3) وهذا البند الصريح الذي أثبتوه وجد خصّيصاً لإدانة سيّدنا علي C لأنّهم عرفوا بأنّهُ سيقف مُطالباً بحقّه في الإمامة والخلافة – فلذلك سينفرد بالرّأي والقرار ولهذا أباحوا قتل كل من انفرد برأيه ولو كان مُصيباً كسيّدنا علي C ؛ ولذلك قرّروا فيما بعد قتل علي C كما سنرى في الصفحات اللاّحقة .

    (4) راجع بحار الأنوار مج28 ص103 .

    (5) انظُر / مؤتمر السّقيفة للدكتور التيجاني .
    3
    لا أصوت
    0.00%
    0
    شكرا
    0.00%
    0
    بارك الله فيك
    100.00%
    3

  • #2
    شكرا لك حبيبي مشكور جدا جدا

    تعليق


    • #3
      يرفع للفائدة

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      x

      رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

      صورة التسجيل تحديث الصورة

      اقرأ في منتديات يا حسين

      تقليص

      لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

      يعمل...
      X