الصَّحيفـة السَّـوداء

[وسيّدنا حُذَيفة كما أسلفنا قد عرفهم واحداً واحداً وقد أمرهم الرَّسول(3) أن لا يجتمع ثلاثة مع بعضهم فخالفوه أيضاً وراحوا يتناجون مع بعضهم ويتساءلون هل عرف الرَّسول بجريمتهم – هل عرف أشخاصهم ؟ وإذا كان عرفهم لماذا لم يُعاتبهم أو يعاقبهم ؟ أو يُظهر للنّاس نواياهم ومواقفهم .. ولكنّهم اجتمعوا هذه المرة ليخطّطوا من جديد ويُحكموا المؤامرة كي لا تفشل كسابقتها وقد اتّفقوا مع بعضهم كي يتلاقوا في الكعبة ويكتبوا صحيفة يتعاهدون من خِلالها أن يعزلوا عليّاً عن الأمر ويستأثروا دونه في الحُكم وكانوا كُلّهم موجودون أضف إلى سالم مولى أبي حُذَيفة – إذ كان يكنّ البُغض لعلي


نصُّ الصَّحيفة :
>بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما اتّفق عليه الملأ من أصحاب محمد رسول الله

أمّا بعد فإنَّ الله بمنّه وكرمه بعث مُحمَّداً


وإن ادّعى مُدَّعٍ أن خلافة الله إرث وإنَّ رسول الله





(3) أي الزُمرة المُنافقة .
(4) راجع بحار الأَنوار مج28 ص101 .
(1) ألا إنّهم هدموا الإسلام وأهله .
(2) في هذه الصّحيفة يُشيرون إلى نكران تبليغ الرَّسول بالولاية لعلي C وهذا عين الجهل والجحد والإنكار إذ لو صح ما يقولون ما كانت جميع الأنبياء أوصت إلى أوصيائها من بعدها إذ كان لكل نبي وصي يبلغ عنه الأمانة ويؤدي عنه الرِّسالة .
(3) يُشيرون بهذه المقولة لقوله تعالى واجعلوا الأمر بينكم شورى ، طرحاً لأوامر رسول الله .
(4) قال رسول الله 9 : (يخلفني عليّ وأحد عشر إماماً من وِلده) ، وفي صحيفتهم جحدٌ لذلك .
(5) عندما يتناقض الحديث مع بعضه ، يشعرك بالسخرية ، وتحس أنّه مهزول تماماً . وفي معزل عن الحقيقة والواقع فأين المشورة في خلافة أبي بكر وأين هُم ذوو الرأي والصّلاح ، وكلنا نعلم كيف تمّت بيعة أبي بكر بالقوة والبطش ألم يزكها عُمَر بوصفه لها عندما قال : بيعة أبي بكر فلتة وقى الله المُسلمين شرّها ، فمن عاد لمثلها فاقتلوه ... فحتّى بنصوص صحيفتهم لم يلتزموا ، فكيف يلتزمون بأمر الله ورسوله .
(1) وهذا يفسِّر لنا كيف ابتزّوا بضعة الرَّسول حقّها بناءً على هذا الحديث الذي اتّفقوا عليه في صحيفتهم .
(2) هذا الحديث من الأحاديث الموضوعة وسنأتي على تفنيده إن شاء الله تعالى .
(3) وهذا البند الصريح الذي أثبتوه وجد خصّيصاً لإدانة سيّدنا علي C لأنّهم عرفوا بأنّهُ سيقف مُطالباً بحقّه في الإمامة والخلافة – فلذلك سينفرد بالرّأي والقرار ولهذا أباحوا قتل كل من انفرد برأيه ولو كان مُصيباً كسيّدنا علي C ؛ ولذلك قرّروا فيما بعد قتل علي C كما سنرى في الصفحات اللاّحقة .
(4) راجع بحار الأنوار مج28 ص103 .
(5) انظُر / مؤتمر السّقيفة للدكتور التيجاني .
تعليق