إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

القرآن محرف عند أهل السنة والجماعة!! تفضل واقرأ!!

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • القرآن محرف عند أهل السنة والجماعة!! تفضل واقرأ!!

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صلي على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوّهم ..
    قال السيوطي : أخرج ابن أبي حاتم وابن جرير وابن المنذر من طريق بسند صحيح عن سعيد بن الجبير قال قرأ النبي بمكة (والنجم) فلما بلغ ((أفرايتم اللاّت والعزى ومناة الثالثة الأخرى)) ألقى الشيطان على لسانه : ((تلك الغرانيق العُلى وإن شفاعتهم لتُرتجى)) ، فقال المشركون : ما ذكر آلهتنا بخيرٍ قبل اليوم !!! ، فسجدوا وسجد فنزلت الآية . وقصة الغرانيق مشهورة عند المفسرين والمؤرخين ، وقد استعرضها بالشرح والبيان ابن حجر العسقلاني ، وقصة الغرانيق في فتح الباري في شرح صحيح البُخاري ج8/354-355 .
    وتوجد الكثير من الروايات لدى السنة والشيعة تشكك في القرآن وتتحدث عن زيادته ونقصانه وتُثير الشبهات من حوله غير أن الشيعة الإمامية يتبرأون من هذه الروايات ولا يعتمدونها سيراً مع قاعدة إخضاع الأحاديث للقرآن والعقل التي يعملون لها .
    أما روايات أهل السنة والجماعة فقد وردت في كتب الصحاح عندهم خاصّةً في البُخاري ومسلم حيثُ لا سبيل لإنكارها ...
    وعلى رأس هذه الروايات : يروى عن عمر قوله : كان مما أنزل الله آية النجم فقرأناها وعقلناها ووعيناها ... فأخشى إن طال بالناس زمان أن يقول قائل والله ما نجد آية الرجم في كتاب الله ... والرجم في كتاب الله حق على من زنى إذا أحصن .. (البُخاري ، كتاب الحدود ، باب رجم الحُبلى) .
    أما الآية المزعومة فهذا نصّها : ((الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموها البتة)) .. انظر سنن ابن ماجه وموطأ مالك .
    ويروى كنا نقرأ من كتاب الله : ((أن لا ترغبوا عن آبائكم فإنه كفر بكم أن ترغبوا عن آبائكم)) ...
    ويروى عن عائشة قولها : كان فيما أنزل من القرآن (عشر رضعات معلومات) فتوفى رسول الله وهن فيما يقرأ من القرآن . (انظر مسلم كتاب الرضاع باب التحريم بخمس رضعات) .
    ويروى أن أبا موسى الأشعري قال : إنا كنا نقرأ سورة كنا نشبهها في الطول والشدة ببراءة فأنسيتها غير إني قد حفظت منها ((لو كان لابن آدم واديان من مالٍ لابتغى وادياً ثالثاً ولا يملأ جوف ابن آدم إلاّ التراب)) . (مسلم كتاب الزكاة) .
    وكنا نقرأ سورة كنا نشبهها بإحدى المسبحات فأنسيتها غير أني حفظت منها ((يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون فتكتب شهادة في أعناقكم فتسألون عنها يوم القيامة)) .. (المرجع السابق باب لو أن لابن آدم واديين) .
    ويروى عن عائشة : كانت سورة الأحزاب تُقرأ في زمن النبي مائتي آية فلما كتب عثمان المصاحف لم نقدر منها إلا ما هو الآن ! .. (انظر الاتقان في علوم القرآن للسيوطي ، باب الناسخ والمنسوخ) .
    ويروى عن ابن عمر قوله : لا يقولن أحدكم قد أخذت القرآن كله وما يدريه ما كله قد ذهب منه قرآن كثير !!! ولكن ليقل قد أخذت منه ما ظهر !! . (المرجع السابق) .
    ومثل هذه الروايات كثير في كتب السنن والفقه عند أهل السنة والجماعة !!! ، وهي على ما يبدو من ظاهرها توجب الكُفر على من يعتقدها ويتداولها ، وتلك الروايات ثابتة صحيحة في نظرهم لورودها في البُخاري ومُسلم وهذان الكتابان كما نعلم هما أصح الكتب بعد كتاب الله ، ولا يجوز الطعن فيها .. والحمد لله على إظهار الحق ونصر مذهب الحق ..

  • #2
    يا سبحان الله
    و لا حول و لا قوة إلا بالله
    هذا استهزاء مجاني

    تعليق


    • #3
      المشاركة الأصلية بواسطة didined
      يا سبحان الله
      و لا حول و لا قوة إلا بالله
      هذا استهزاء مجاني
      الحمد لله .. هذا الاستهزاء ليس مني وإنما من كتب علماء أهل السنة وصحاحهم

      تعليق


      • #4



        على العموم يابطل يؤمنون بتحريف القرآن

        ويريدون أهل السنة أن يؤمنو بالذي أمنو

        أهل السنة والقرآن الكريم
        أهل السنة والقرآن الكريم
        أجمع أهل السنة والمسلمون جميعا على صيانة كتاب الله عز وجل من التحريف والزيادة والنقص فهو محفوظ بحفظ الله له قال تعالى : { إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون }([1]) ولا يوجد في كتب أهل السنة المعتمدة رواية واحدة صحيحة تخالف هذا وقد ذكر مفسروا أهل السنة عند قوله سبحانه : { إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون} أن القرآن محفوظ من أي تغيير أو تبديل أو تحريف انظر القرطبي : " جامع أحكام القرآن "، النسفي : " مدارك التنزيل"، " تفسير الخازن " ، " تفسير ابن كثير "، البيضاوي : " أنوار التنزيل " ، الألوسي " روح المعاني" ، صديق خان " فتح البيان " ، الشنقيطي " أضواء البيان" وغيرهم من المفسرين .

        وصرح كبار علماء السنة أن من اعتقد أن القرآن فيه زيادة أو نقص فقد خرج من دين الاسلام .

        وهذه العقيدة عند أهل السنة من الشهرة والتواتر بحيث أنها لاتحتاج الى من يقيم أدلة عليها بل هذه العقيدة من المتواترات عند المسلمين .

        قال القاضي عياض([2]) - رحمه الله : ( وقد أجمع المسلمون أن القرآن المتلو في جميع أقطار الأرض المكتوب في المصحف بأيدي المسلمين مما جمعه الدفتان من أول { الحمد لله رب العالمين } الى آخر { قل أعوذ برب الناس } أنه كلام الله ووحيه المنزل على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم وأن جميع مافيه حق وأن من نقص منه حرفا قاصدا لذلك أو بدله بحرف آخر مكانه أو زاد فيه حرفا مما لم يشتمل عليه المصحف الذي وقع الإجماع عليه وأجمع على أنه ليس من القرآن عامداً لكل هذا أنه كافر ([3]) .

        وينقل القاضي عياض عن أبي عثمان الحداد أنه قال : (جميع من ينتحل التوحيد متفقون على أن الجحد لحرف من التنزيل كفر ) ([4]).

        قال ابن قدامة ([5]) : ( ولا خلاف بين المسلمين في أن من جحد من القرآن سورة أو آية أو كلمة أو حرفاً متفقاً عليه أنه كافر ) ([6]) .

        قال البغدادي : ( وأكفروا - أي أهل السنة - من زعم من الرافضة أن لا حجة اليوم في القرآن والسنة لدعواه أن الصحابة غيروا بعض القرآن وحرفوا بعضه ) ([7]) .

        ويقول القاضي أبو يعلي([8]): ( والقرآن ما غير ولا بدل ولا نقص منه ولا زيد فيه خلافاً للرافضة القائلين أن القرآن قد غير وبدل وخولف بين نظمه وترتيبه - ثم قال- إن القرآن جمع بمحضر من الصحابة رضي الله عنهم وأجمعوا عليه ولم ينكر منكر ولا رد أحد من الصحابة ذلك ولا طعن فيه ولو كان مغيراً مبدلاً لوجب أن ينقل عن أحد من الصحابة أنه طعن فيه ، لأن مثل هذا لايجوز أن ينكتم في مستقر العادة .. ولانه لو كان مغيراً ومبدلاً لوجب على علي رضي الله عنه أن يبينه ويصلحه ويبين للناس بياناً عاماً أنه أصلح ما كان مغيراً فلما لم يفعل ذلك بل كان يقرأه ويستعمله دل على أنه غير مبدل ولا مغير ([9])) .

        ويقول ابن حزم : ( القول بأن بين اللوحين تبديلا كفر صريح وتكذيب لرسول الله صلى الله عليه وسلم ) ([10]).

        قال الفخر الرازي عند قوله سبحانه : { إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون }، وإنا نحفظ ذلك الذكرمن التحريف والزيادة والنقصان - إلى أن قال : إن أحداً لو حاول تغيير حرف أو نقطة لقال له أهل الدنيا هذا كذب وتغيير لكلام الله حتى أن الشيخ المهيب لو اتفق له لحن أو هفوة في حرف من كتاب الله تعالى لقال له الصبيان أخطأت أيها الشيخ وصوابه كذا وكذا .. واعلم أنه لم يتفق لشيء من الكتب مثل هذا الحفظ فإنه لا كتاب إلا وقد دخله التصحيف والتحريف والتغيير إما في الكثير منه أو في القليل ، وبقاء هذا الكتاب مصوناً من جميع جهات التحريف مع أن دواعي الملاحدة واليهود والنصارى متوفرة على إبطاله وإفساده من أعظم المعجزات ([11]).

        ويقول ابن حزم - في الجواب عن احتجاج النصارى بدعوى الروافض تحريف القرآن - ( وأما قولهم في دعوى الروافض تبديل القرآن فإن الروافض ليسوا من المسلمين ) ([12]) .
        ويقول شيخ الاسلام ابن تيمية : ( وكذلك - أي في الحكم بتكفيره - من زعم منهم أن القرآن نقص منه آيات وكتمت ، أو زعم أن له تأويلات باطنة تسقط

        [1] - الحجر : آية 9 .

        [2] - عياض بن موسى بن عمرون اليحصبي السبتي أبو الفضل عالم المغرب وإمام أهل الحديث في وقته من مصنفاته " الشفاء " ، " مشارق الأنوار " ، "الالماع" وغيرها ، توفي بمراكش سنة 544هـ وكان مولده عام 476هـ أنظر في ترجمته : الضبي : "بغية الملتمس" : ص 437 ، النباهي : "تاريخ قضاة الأندلس " : ص 101 .

        [3] ، 2 - الشفاء : (ص 1102 - 1103).



        [5] - عبد الله بن أحمد بن محمد بن قدامة المقدسي ثم الدمشقي أبو محمد موفق الدين من كبار أئمة السنة وفقهاء الأمة له تصانيف منها : "المغني" ، و " فضائل الصحابة " و " القدر" وغيرها . توفى بدمشق سنة 620هـ ، وكان مولده في جماعيل ( من قرى نابلس بفلسطين ) سنة 541 . أنظر : " مختصر طبقات الحنابلة " ص 45-47، وانظر : " الأعلام " (4/191-192).

        [6] - ابن قدامة : " لمعة الاعتقاد " ص 19 .

        [7] - الفرق بين الفرق " ص 315 دار الآفاق الجديدة - بيروت .

        [8] - محمد بن الحسين بن محمد بن خلف بن الفراء أبو يعلي عالم عصره في الأصول والفروع من تصانيفه " الأحكام السلطانية " ولد عام 380هـ وتوفي عام 458هـ " طبقات الحنابلة " : (2/193 -230)، " الاعلام " : (6/331) .


        [9] - المعتمد في أصول الدين ص 258.

        [10] - " الفصل في الملل والنحل " : 40.

        [11] - " مفاتيح الغيب " : (19/160-161) .

        [12] - " الفصل " 2/80 .


        ولي عودة بإذن الله لنسف الرويات التي اتيت بها وإظهار كذبها وتدليسها

        ولا أقلك عطني رابط الحديث الذي تقول أنه في البخاري

        نتظر البطل ونتظر رابط الحديث

        تعليق


        • صورة الزائر الرمزية
          ضيف تم التعليق
          تعديل التعليق
          آية الصلاة على الذين يصلون في الصفوف الأولى: عن حميدة بنت أبي يونس، قالت: ((قرأ عليّ أبي، وهو ابن ثمانين سنة، في مصحف عائشة: إنّ الله وملائكته يصلّون على النبيّ يا أيّها الذين آمنوا صلوا عليه وسلّموا تسليماً وعلى الذين يصلون في الصفوف الأولى. قالت : قبل أن يغيّر عثمان المصاحف)) (الاتقان 82:3).

      • #5
        إذن فالحمدُ لله على النصر يا أهل السنة ..
        إذن فالبُخاري ومُسلم كافران خارجان عن الإسلام وكذلك السيد عائشة وعبد الله بن عمر وأبو موسى الأشعري وعمر بن الخطاب ! وذلك لأنهم قالوا بتحريف القرآن باعتراف الصحاح ؟؟
        أم أن هُناك تفسيرٌ آخر ؟؟!!!

        تعليق


        • #6
          المشاركة الأصلية بواسطة حسين ناوة
          إذن فالحمدُ لله على النصر يا أهل السنة ..
          إذن فالبُخاري ومُسلم كافران خارجان عن الإسلام وكذلك السيد عائشة وعبد الله بن عمر وأبو موسى الأشعري وعمر بن الخطاب ! وذلك لأنهم قالوا بتحريف القرآن باعتراف الصحاح ؟؟
          أم أن هُناك تفسيرٌ آخر ؟؟!!!


          يابطل روح للي ضحك عليك وقله وين القى هذه الأحاديث في البخاري ومسلم وأنا في أنتظارك

          بس لاتنسى تجيب رابط الأحاديث معاك لاتتأخر علينا

          تعليق


          • #7



            الأن نفضح الكذب لصاحب الموضوع


            يازميلي الشيعي رواية البخاري لايوجد فيه ذكر لرواية الغرانيق


            فهل تخبرني من خدعك وورطك في هذا الموضوع


            هذا الكلام مبني على رواية باطلة مكذوبة ، قال عنها ابن كثير وغيره : " لم تصح عن النبي صلى الله عليه وسلم بسند صحيح " .
            وقد سئل ابن خزيمة عن هذه القصة فقال : من وضع الزنادقة .
            وقال البيهقي : هذه القصة غير ثابتة من جهة النقل ، ورواية البخاري عارية عن ذكر الغرانيق .
            وقال الإمام ابن حزم : (( والحديث الذي فيه : وانهن الغرانيق العلا ، وان شفاعتهن لترجى . فكذب بحت لم يصلح من طريق النقل ولامعنى للأشتغال به ، إذ وضع الكذب لا يعجز عنه أحد )) [ الاسلام بين الانصاف والجحود ] ص 69
            واستناداً إلى القرآن والسنة واللغة والمعقول والتاريخ نفسه فإن هذه الرواية باطلة مكذوبة :

            1- لأن أسانيدها واهية وضعيفة فلا تصح .

            2- لأن النبى صلى الله عليه وسلم معصوم في تبليغه للرسالة محتجين بقوله سبحانه وتعالى :
            (( وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ )) [ الحاقة : 44 ]

            3- لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يحترم الأصنام في الجاهلية إذ لم يعرف عنه أنه تقرب لصنم بل قال : (( بغض إلي الأوثان والشعر )) .

            ومن اراد التفصيل فليرجع الى كتاب ( نصب المجانيق لنسف قصة الغرانيق ) للعلامة الالباني رحمه الله في باب كتب وابحاث ... والله الموفق


            وسوف نأتي بحديث البخاري قريبآ ترقبو

            تعليق


            • #8
              خذ أرقام الصفحات التي أوردتها وأرقام الأجزاء ... وراجع الصحاح لتعرف ..
              بس نصيحة أخي خذ طبعات مضبوطة للبُخاري ومسلم قديمة وطبعات مصر وبيروت القديمة ... لأن الطبعات الجديدة وخصوصاً السعودية كل هذه الأحاديث قد بترت منها ..

              تعليق


              • #9
                المشاركة الأصلية بواسطة حسين ناوة
                خذ أرقام الصفحات التي أوردتها وأرقام الأجزاء ... وراجع الصحاح لتعرف ..
                بس نصيحة أخي خذ طبعات مضبوطة للبُخاري ومسلم قديمة وطبعات مصر وبيروت القديمة ... لأن الطبعات الجديدة وخصوصاً السعودية كل هذه الأحاديث قد بترت منها ..
                ههههههههههههههههههههههههههههههه



                حلوه جدآ خذ طبعات مضبوطة ياحبيبي البخاري ومسلم من الصين الى نيورك نفس الكلام



                هنا عرفنا أن الزميل تورط في الموضوع


                قال أيش طبعات مضبوطة تورط الرجال



                طيب أقلك نحن مساكين البخاري ومسلم عندنا محرف

                ممكن يابطل


                تنقذني وتجيبلي طبعه مضبوطة

                تعليق


                • #10


                  هارد لك

                  ولاتزعل من يازميلي

                  والكذب حرام في دين الإسلام

                  تعليق


                  • #11
                    أنا لا أستهزأ معاذ الله .. ولكنم غافلون عن طبعات الصحاح ولا تتجرأوا للبحث فيها ... أتحداك يا أخي إجلب طبعة قديمة وطبعة جديدة للصحيحين البخاري ومسلم وانظر إلى التناقض الواضح والبتر الصريح لكثير من الروايات ...

                    تعليق


                    • #12
                      إذن فالبُخاري ومُسلم كافران خارجان عن الإسلام
                      ------------
                      حسين ناوة الشيعة لا يكفرون من يعتقد أو يقول بتحريف كتاب الله !!

                      يبدو أن المسلمين أثروا عليك !

                      ودمتــم بخيــر

                      تعليق


                      • #13
                        لا يوجد مسلم على وجه الأرض يقول: إنّ هذا القرآن محرّف،

                        وأمّا الروايات التي تقول صراحة بالنقص والزيادة في القرآن في كتب السنّة فهي كثيرة أذكر منها :
                        ذهاب بعض القرآن :

                        1_قال الحافظ ابن عبد البر في التمهيد 275:4 : « وروى أبو نعيم الفضل بن دكين، قال: حدّثنا سيف، عن مجاهد قال : كانت الأحزاب مثل سورة البقرة أو أطول، ولقد ذهب يوم مسيلمة قرآن كثير، ولم يذهب منه حلال ولا حرام».
                        2_ قال الحافظ عبد الرزّاق الصنعاني في المصنّف 330 «قال سفيان الثوري: وبلغنا أنّ أناساً من أصحاب النبيّ 0 كانوا يقرؤون القرآن أصيبوا يوم مسيلمة فذهبت حروف من القرآن».
                        3_ وفي الدر المنثور422:6: « أخرج ابن مردويه عن عمر بن الخطّاب، قال : قال رسول الله0 : القرآن ألف ألف حرف وسبعة وعشرون ألف حرف, فمن قرأه صابراً محتسباً فله بكلّ حرف زوجة من الحور العين».
                        وحروف القرآن الموجود اللآن بين أيدي جميع المسلمين هي ثلاثمائة ألف وثلاثة وعشرون حرفاً وستّمائة وواحد وسبعون حرفاً يعني ذهب أكثر القرآن.
                        4_ وأخرج عبد الرزّاق الصنعاني في المصنّـف 345 « عن يوسف بن مهران أنّه سمع ابن عبّاس يقول : أمر عمر بن الخطّاب منادياً، فنادى : إنّ الصلاة جامعة, ثمّ صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه، ثمّ قال : يا أيّها الناس، لا يجزعن من آية الرجم فإنّها آية نزلت في كتاب الله وقرأناها ولكنّها ذهبت في قرآن كثير ذهب مع محمّد».
                        5_ وفي الدر المنثور298:2، عن ابن عمر قال : « لا يقولن أحدكم قد أخذت القرآن كلّه وما يدريه ما كلّه ! قد ذهب منه قرآن كثير، ولكن ليقل قد أخذت منه ما ظهر».
                        التحريف في سورة الأحزاب:

                        1- أخرج أحمد بن حنبل في مسنده 123:5: « حدّثنا عبد الله، ثنا خلف بن هشام ثنا، حماد بن زيد، عن عاصم بن بهدلة، عن زرّ عن أبي بن كعب أنّه قال : كم تقرؤون سورة الأحزاب ؟ قلت : ثلاثاً وسبعين آية، قال : قط ! لقد رأيتها وأنّها لتعادل سورة البقرة وفيها آية الرجم ! قال زرّ: قلت: وما آية الرجم ؟ قال : (الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة نكالاً من الله والله عزيز حكيم)».
                        2- وفي الإتقان 25:2: «عن عروة بن الزبير، عن عائشة، قالت : كانت سورة الأحزاب تقرأ في زمن النبيّ 0 مائتي آية، فلمّا كتب عثمان المصاحف لم نقدر منها إلاّ ما هو الآن».
                        التحريف في آية الرجم:

                        1_ وأخرج النسائي في سننه الكبرى272 « أخبرنا العبّاس بن محمّد الدوري، قال: ثنا أبو نوح عبد الرحمن بن غزوان, قال: ثنا شعبة، عن سعد بن إبراهيم، عن عبيد الله بن عبد الله، عن بن عبّاس، عن عبد الرحمن بن عوف، قال : خطبنا عمر فقال: ثمّ قد عرفت أنّ أناساً يقولون: إنّ خلافة أبي بكر كانت فلتة, ولكن وقى الله شرّها، وإنّه لا خلافة إلاّ عن مشورة، وأيما رجل بايع رجلاً مشورة لا يؤمر واحد منهما تغرة أن يقتلا. قال شعبة: قلت لسعد: ما تغرة أن يقتلا؟ قال: عقوبتهما أن لا يؤمر واحد منهما. ويقولون: والرجم؟ وقد رجم رسول الله 0 ورجمنا وأنزل الله في كتابه، ولولا أنّ الناس يقولون زاد في كتاب الله لكتبته بخطّي حتّى ألحقه بالكتاب».
                        2_ قال الزيلعي في نصب الراية318 « قلت: روى البخاري ومسلم عن ابن عبّاس أنّ عمر بن الخطّاب خطب فقال : إنّ الله بعث محمّداً 0 بالحقّ، وأنزل عليه الكتاب فكان فيما أنزل عليه آية الرجم فقرأناها ووعيناها ورجم رسول الله 0 ورجمنا من بعده، وإنّي حسبت أن طال بالناس الزمان أن يقول قائل ما نجد آية الرجم في كتاب الله، فيضلّوا بترك فريضة أنزلها الله فالرجم حقّ على من زنى من الرجال والنساء إذا كان محصناً إن قامت البيّنة أوكان حمل أو اعتراف، وأيم الله ! لولا أن يقول الناس زاد عمر في كتاب الله عزّ وجلّ لكتبتها ».
                        3_ وفي السنن الكبرى 273 « عن الحسين بن إسماعيل بن سليمان، قال: ثنا حجّاج بن محمّد، عن شعبة، عن سعد بن إبراهيم، قال: سمعت عبيد الله بن عبد الله يحدّث عن بن عبّاس، عن عبد الرحمن بن عوف، قال : ثمّ حجّ عمر فأراد أن يخطب الناس خطبته، فقال له عبد الرحمن بن عوف: إنّه قد اجتمع عندك رعاع الناس وسفلتهم فأخّر ذلك حتّى تأتي المدينة. قال: فلمّا قدم المدينة دنوت قريباً من المنبر فسمعته يقول: إنّي قد عرفت أنّ ناساً يقولون إنّ خلافة أبي بكر كانت فلتة, وإنّ الله وقى شرّها، إنّه لا خلافة إلاّ عن مشورة ولا يؤمر واحد منهما تغرة أن يقتلا، وأنّ ناساً يقولون: ما بال الرجم وإنّما في كتاب الله الجلد ؟ وقد رجم رسول الله 0 ورجمنا بعده، ولولا أن يقولوا أثبت في كتاب الله ما ليس فيه لأثبّتها كما أنزلت».
                        4_ وفي مصنّف عبد الرزّاق 345 « عن ابن عبّاس، قال: أمر عمر بن الخطّاب منادياً فنادى: إنّ الصلاة جامعة, ثمّ صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثمّ قال: يا أيها الناس، لا تخدعنّ عن آية الرجم فإنّها آية نزلت في كتاب الله وقرأناها, ولكنّها ذهبت في قرآن كثير ذهب مع محمّد».
                        التحريف في آية الرضاع:

                        1_أخرج مسلم في صحيحه167:4، أنّ عائشة قالت: « كان فيما أنزل من القرآن (عشر رضعات معلومات يحرمن)، ثمّ نسخن (بخمس معلومات)، فتوفّي رسول الله0 وهن فيما يقرأ من القرآن».
                        قال الترمذي في السنن309:2: « وبهذا كانت عائشة تفتي وبعض أزواج النبيّ0، وهو قول الشافعي وإسحاق وقال أحمد بحديث النبيّ 0 (لا تحرّم المصّة ولا المصّتان)، وقال:إن ذهب ذاهب إلى قول عائشة في خمس رضعات فهو مذهب قويّ وجبن عنه أن يقول فيه شيئاً».
                        2_ وأخرج عبد الرزّاق الصنعاني في مصنّفه496:7 : « أخبرنا عبد الرزّاق، قال: أخبرنا ابن جريج، قال: سمعت نافعاً يحدّث أنّ سالم بن عبد الله حدّثه : أنّ عائشة زوج النبيّ 0 أرسلت به إلى أختها أمّ كلثوم ابنة أبي بكر لترضعه عشر رضعات ليلج عليها إذا كبر, فأرضعته ثلاث مرّات, ثمّ مرضت فلم يكن سالم يلج عليها . قال : زعموا أنّ عائشة قالت : لقد كان في كتاب الله عزّ وجلّ عشر رضعات ثمّ ردّ ذلك إلى خمس، ولكن من كتاب الله ما قبض مع النبيّ 0».
                        3_ وقد ذكرت عائشة بأنّ هذه الآية أكلها الداجن، قال ابن حزم في المحلّى235:11 : « ثمّ اتّفق القاسم بن محمّد وعمرة كلاهما عن عائشة أمّ المؤمنين، قال: لقد نزلت آية الرجم والرضاعة فكانتا في صحيفة تحت سريري فلمّا مات رسول الله 0 تشاغلنا بموته, فدخل داجن فأكلها . قال أبو محمّد -ابن حزم- : وهذا حديث صحيح».
                        4_ وفي سنن ابن ماجة عن عائشة625:1 : « لقد نزلت آية الرجم، ورضاعة الكبير عشراً . ولقد كان في صحيفة تحت سريري، فلمّا مات رسول الله 0 وتشاغلنا بموته، دخل داجن فأكلها».
                        5_ وأخرج الطبراني في المعجم الأوسط 12:8 : « عن عبد الله بن أبي بكر، عن عمرة، عن عائشة وعن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن عائشة، قالت: نزلت آيه الرجم ورضاع الكبير عشراً فلقد كان في صحيفة تحت سريري فلمّا مات رسول الله0 تشاغلنا بـموته فدخل داجن فأكلها».

                        حذف المعوذتين من القرآن:

                        1_في مجمع الزوائد149 « عن زرّ قال: قلت لأبيّ : إنّ أخاك يحكّهما من الصحف ! قيل لسفيان: ابن مسعود، فلم ينكر، قال: سألت رسول الله 0 فقال : فقيل لي، فقلت: فنحن نقول كما قال رسول الله».
                        2_وفي مصنّف ابن أبي شيبة538:1 « حدّثنا أبو الأحوص، عن أبي إسحاق، عن عبد الرحمن بن يزيد، قال: رأيت عبد الله مـحا المعوذتين من مصاحفه، وقال: لا تخلطوا فيه ما ليس منه».
                        3_وقال ابن حجر العسقلاني في فتح الباري743:8: « وقد أخرجه عبد الله بن أحمد في زيادات المسند والطبراني وابن مردويه من طريق الأعمش عن أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن يزيد النخعي، قال: ان ابن مسعود يحكّ المعوذتين من مصاحف ويقول: إنّـهما ليستا من كتاب الله».
                        4- وفي مسند أحمد 130:5: « حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي ثنا سفيان بن عيينة، عن عبدة وعاصم، عن زرّ قال: قلت لأبي: إنّ أخاك يحكّهما من المصحف ! فلم ينكر, قيل لسفيان: ابن مسعود، قال : نعم، وليسا في مصحف ابن مسعود كان يرى رسول الله0 يعوذ بـهما الحسن والحسين ولم يسمعه يقرؤهما في شيء من صلاته, فظنّ أنّـهما عوذتان وأصرّ على ظنّه, وتحقّق الباقون كونـهما من القرآن فأودعوهما إيّاه».
                        فقدان سورتين إحدهما تعدل التوبة والأُخرى المسبّحات:

                        1- روى مسلم في صحيحه100 « عن أبي الأسود ظالم بن عمرو، قال: بَعثَ أبو موسى الأشعري إلى قرّاء أهل البصرة، فدخل عليه ثلاثمائة رجلٍ قد قرأوا القرآن, فقال: أنتم خيار أهل البصرة وقرّاؤهم, فاتلوه ولا يطولن عليكم الأمد فتقسوا قلوبكم كما قست قلوب من كان قبلكم، وإنّا كنّـا نقرأ سورةً كنّـا نشبِّهـها في الطّول والشدّة ببراءة، فأنْسيتُها، غير أنّي قد حفظت منها : (لوكان لابن آدم واديان من مالٍ لابتغى وادياً ثالثاً، ولا يملأ جوف ابن آدم إلاّ التراب ), وكنّا نقرأ سورةً كنّا نشبـّـهها بإحدى المسبِّحات فأنسيتها غير إنّي حفظت منها ( يا أيّها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون فتكتب شهادةٌ في أعناقكم فتُسألون عنها يوم القيامة)».
                        2- وفي الدر المنثور105:1 « وأخرج أبو عبيد في فضائله وابن الضريس عن أبي موسى الأشعري، قال : نزلت سورة شديدة نحو براءة في الشدّة ثمّ رفعت وحفظت منها ( إنّ الله سيؤيّد هذا الدين بأقوام لا خلاق لهم ) ».
                        3- وفي مجمع الزوائد302:5: « عن أبي موسى الأشعري، قال: نزلت سورة نحواً من براءة فرفعت فحفظت منها ( إنّ الله سيؤيّد هذا الدين بأقوام لا خلاق لهم)».
                        ودعني أذكر لك إقرار بعض علماء السلف تأكيداً على ما ذكرته لك:
                        أقوال علماء السنّة واعترافهم بالتحريف:

                        1- أقرّ الإمام أبو زكريا يحيى بن زياد الفرّاء في تفسيره المسمّى بمعاني القرآن باعتقاد بعض السلف من الصحابة وغيرهم تحريف بعض المقاطع من القرآن، قال الفراء في كتابه483 « وقوله {إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ} قد اختلف فيه القرّاء، فقال بعضهم : هو لـحن, ولكنّا نمضي عليه لئلاّ نـخالف الكتاب, حدّثنا أبو العبّاس، قال: حدّثنا محمّد، قال: حدّثنا الفراء، قال: حدّثني أبو معاوية الضرير، عن هشام بن عروة بن الزبير، عن أبيه، عن عائشة أنّـها سُئلت عن قوله في النساء {لَكِنْ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ … وَالْمُقِيمِينَ الصَّلاَةَ}, وعن قوله في المائدة {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ}، وعن قوله {إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ}؟ فقالت: يابن أخي هذا كان خطأ من الكاتب, وقرأ أبو عمرو (إن هذين لساحران), واحتجّ أنّه بلغه عن بعض أصحاب محمّد 0 أنّه قال: إنّ في المصحف لـحناً وستقيمه العرب».
                        2_ اعترف الإمام أبو جعفر النحّاس أن ابن عبّاس كان يقول بوقوع التحريف في القرآن الكريم، كما في تفسير معاني القرآن516:4، «وقوله جلّ وعزّ {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حتّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا}(النور:27)، قال عبد الله بن عبّاس : إنّـما هو (حتّى تستأذنوا)».
                        3_اعترف الإمام العزّ بن سلام بإنكار ابن مسعود للمعوّذتين وأنّـهما في نظره ليستا من كتاب الله, قال في تفسير القرآن 509:3 : « وهي والتي بعدها معوّذتا الرسول0 حيث سرحته اليهوديّة, وكان يقال لهما: المشقشقتان, أي تبرآن من النفاق، وخالف ابن مسعود رضي الله تعالى عنه الإجماع بقوله هما عوذتان وليستا من القرآن الكريم ».
                        4_اعترف الإمام ابن الجوزي بإنكار بعض سلفهم الصالح قرآنيّة بعض كلمات القرآن كما ذكر ذلك في زاد المسير297:5 : « واختلفت القرّاء في قوله تعالى: {قَالُوا إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ }(طه:63) فقرأ أبو عمرو بن العلاء ( إنَّ هذين ) على إعمال (إنّ)، وقال : إنّي لأستحي من الله أن أقرأ {هَذَانِ}».
                        فأمّا قراءة أبي عمرو فاحتجاجه في مخالفة المصحف بما روي عن عثمان وعائشة أنّ هذا غلط من الكاتب».
                        5_ اعترف القرطبي بقول بعض سلفهم الصالح بوقوع التحريف والخطأ في كتابة المصحف كما في الجامع لأحكام القرآن251:20 : « وقد خطّأها قوم حتّى قال أبو عمرو: إنّي لأستحي من الله أن أقرأ {وإِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ }، وروي عن عروة، عن عائشة رضي الله عنها أنّـها سألت عن قوله تعالى: {لَكِنْ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ } ثمّ قال: {وَالْمُقِيمِينَ}, وفي المائدة {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ}، {وإِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ} فقالت : يا بن أختي، هذا من خطأ الكُـتـّاب».
                        6_اعتراف ابن تيميّة بأنّ بعض السلف قال بالتحريف، قال في مجموع الفتاوى492 « وأيضا فإنّ السلف أخطأ كثير منهم في كثير من هذه المسائل، واتّفقوا على عدم التكفير بذلك، مثل ما أنكر بعض الصحابة أن يكون الميّت يسمع نداء الحي, وأنكر بعضهم أن يكون المعراج يقظة, وأنكر بعضهم رؤية محمّد ربّه ولبعضهم في الخلافة والتفضيل كلام معروف، وكذلك لبعضهم في قتال بعض ولعن بعض وإطلاق تكفير بعض أقوال معروفة .
                        وكان القاضي شريح يذكر قراءة من قرأ ( بل عجبتُ ) ويقول : إنّ الله لا يعجب! فبلغ ذلك إبراهيم النخعي فقال : إنّما شريح شاعر يعجبه علمه، وكان عبد الله أفقه منه، فكان يقول: ( بل عجبت ), فهذا قد أنكر قراءة ثابتة، وأنكر صفة دلّ عليها الكتاب والسنّة، واتّفقت الأمّة على أنّه إمام من الأئمّة, وكذلك بعض السلف أنكر بعضهم حروف القرآن, من إنكار بعضهم قوله: { أَفَلَمْ يَيْئَسْ الَّذِينَ آمَنُوا }(الرعد:31), وقال : إنّـما هي ( أولم يتبيّن الذين آمنوا )، وأنكر الآخر قراءة قوله {وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ}(الإسراء:23) وقال: إنّـما هي ( ووصّى ربّك )، وبعضهم كان حذف المعوذتين، وآخر يكتب سورة القنوت.
                        وهذا خطأ معلوم بالإجماع والنقل المتواتر، ومع هذا فلم يكن قد تواتر النقل عندهم بذلك لم يكفروا، وإن كان يكفر بذلك من قامت عليه الحجّة بالنقل المتواتر».

                        علماء الشيعة ينّزهون القرآن عن أيّ زيادة أو نقصان:


                        1- قال السيّد الخميني رحمه الله في تهذيب الأصول 2 : 165 : «إنّ الواقف على عناية المسلمين بجمع القرآن وحفظه وضبطه قراءةً وكتابة يقف على بطلان تلك المزعومة (أيّ تهمة تحريف القرآن)، وما ورد فيها من أخبار – حسبما تمسّكوا – إمّا ضعيف لا يصلح للاستدلال به، أو مجعول تلوح عليه أمارات الجعل، أوغريب يقضي بالعجب، أمّا الصحيح منها فيرمي إلى مسألة التأويل والتفسير وأنّ التحريف إنّما حصل في ذلك لا في لفظه وعباراته».
                        2- قال السيّد السيستاني في فتواه المؤرّخة 26 شوال/1423هجري: «القول بالتحريف منقول عن الصحابة وعلماء السنّة، أمّا الصحابة فإنّ عمر بقي إلى آخر عمره مصرّاً على أنّ آية الرجم وآية إطاعة الوالدين جزء من القرآن، والمسلمون رفضوا ذلك، ومصحف عبد الله بن مسعود يختلف عن المصاحف المشهورة اختلافاً فاحشاً، وهناك سورتان مروّيتان في صحاح أهل السنّة ولم تردا في القرآن وهما سورتا الحفد والخلع، وأمّا الشيعة فالصحيح عندهم هو عدم التحريف، وقد أمر الأئمّة عليهم السلام بتلاوة القرآن كما هو المشهور، واستدلّوا بنفس هذه القراءات المشهورة، وأمّا الروايات فأكثرها ضعيفة وقسم منها مؤوّل بإرادة التفسير وغيره».
                        3- قال السيّد الخوئي رحمه الله في البيان في تفسير القرآن: 259: «إنّ حديث تحريف القرآن حديث خرافة وخيال، لا يقول به إلاّ من ضعف عقله، أو من لم يتأمّل في أطرافه حقّ التأمّل، أومن ألجأه إليه حبّ القول به، والحبّ يعمي ويصمّ، أمّا العاقل المنصف المتدبّر فلا يشكّ في بطلانه وخرافته».
                        4- وقال الشيخ محمّد الحسين آل كاشف الغطاء رحمه الله في أصل الشيعة وأصولها صفحة 133، مبحث النبوة: «وإنّ الكتاب الموجود في أيدي المسلمين هوالكتاب الذي أنزله الله للإعجاز، والتحدّي وتمييز الحلال من الحرام، وأنّـه لا نقص فيه ولا تحريف ولا زيادة وعلى هذا إجماعهم».
                        5- وقال السيّد محسن الأمين العاملي رحمه الله في أعيان الشيعة 1 :46: « لا يقول أحد من الإماميّة لا قديماً ولا حديثاً إنّ القرآن مزيد فيه قليل أوكثير، بل كلّهم متّفقون على عدم الزيادة، ومن يعتدّ بقولهم متّفقون على أنّه لم ينقص منه ...» إلى أن يقول : « ومن نسب إليهم خلاف ذلك فهوكاذب مفتر مجترئ على الله ورسوله».
                        - وقال أيضاً في كتابه نقض الوشيعة : 198 : « ... إنّه اتّفق المسلمون كافّة على عدم الزيادة في القرآن، واتّفق المحقّقون وأهل النظر ومن يعتدّ بقوله من الشيعيين والسنّيين على عدم وقوع النقص، ووردت روايات شاذّة من طريق السنّيين ومن بعض طرق الشيعة تدلّ على وقوع النقص ردّها المحقّقون من الفريقين واعترفوا ببطلان ما فيها، وسبقها الإجماع على عدم النقص ولحقها فلم يبق لها قيمة».
                        6- قال السيّد عبد الحسين شرف الدين رحمه الله في أجوبة مسائل جار الله: 34: «فإنّ القرآن العظيم والذّكر الحكيم متواتر من طرقنا بجميع آياته وكلماته وسائر حروفه وحركاته وسكناته تواتراً قطعيّاً عن أئمّة الهدى من أهل البيت - عليهم السلام - لا يرتاب في ذلك إلاّ معتوه، وأئمّة أهل البيت عليهم السلام كلّهم أجمعون رفعوه إلى جدّهم رسول الله 0 عن الله تعالى، وهذا أيضاً ممّا لا ريب فيه، وظواهر القرآن الكريم فضلاً عن نصوصه أبلغ حجج الله تعالى وأقوى أدلّة أهل الحقّ بحكم الضرورة الأوليّة من مذهب الإماميّة، وصحاحهم في ذلك متواترة من طريق العترة الطاهرة، ولذلك تراهم يضربون بظواهر الصحاح المخالفة للقرآن عرض الجدار ولا يأبهون بها عملاً بأوامر أئمّتهم - عليهم السلام - وكان القرآن مجموعاً أيام النبيّ 0 على ما هو عليه الآن من الترتيب والتنسيق في آياته وسوره وسائر كلماته وحروفه بلا زيادة ولا نقصان ولا تقديم ولا تأخير ولا تبديل ولا تغيير».
                        - وقال أيضاً في كتابه الفصول المهمّة : 163، وهو يردّ على من يحاول إلصاق تهمة القول بتحريف القرآن المجيد إلى الشيعة الإماميّة الاثني عشريّة: «وكلّ من نسب إليهم تحريف القرآن فإنّه مفتر عليهم ظالمٌ لهم؛ لأنّ قداسة القرآن الحكيم من ضروريّات دينهم الإسلامي ومذهبهم الإمامي، ومن شكّ فيها من المسلمين فهو مرتدّ بإجماع الإماميّة.
                        7- قال العلاّمة محمّد حسين الطباطبائي رحمه الله في الميزان في تفسير القرآن 12:101عند تفسيره لقوله تعالى : { إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}: «...فهو ذكر حيّ خالد مصون من أن يموت وينسى من أصله، مصون من الزيادة عليه بما يبطل كونه ذكراً مصون من النقص كذلك، مصون من التغيير في صورته وسياقه، بحيث يتغيّر به صفة كونه ذكراً لله مبيّناً لحقائق معارفه، فالآية تدلّ على كونه كتاب الله محفوظاً من التحريف بجميع أقسامه بجهة كونه ذكراً لله سبحانه، فهو ذكر حيّ خالد...».
                        8- قال الشيخ محمّد بن علي بن بابويه القمّي، المعروف بالشيخ الصدوق رحمه الله المتوفّى سنة «381 هـ» في رسالة الاعتقادات: 59 : «اعتقادنا في القرآن الكريم الذي أنزله الله تعالى على نبيّه محمّد 0 هو ما بين الدفّتين، وهو ما في أيدي الناس ليس بأكثر من ذلك ومن نسب إلينا أنّا نقول: إنّه أكثر من ذلك فهوكاذب».
                        9- قال الشيخ محمّد بن محمّد بن النعمان المفيد رحمه الله المتوفّى سنة «413 هـ» في أوائل المقالات : 55 : «وقد قال جماعة من أهل الإمامة : إنّه لم ينقص من كلمة ولا من آية ولا من سورة، ولكن حذف ما كان مثبتاً في مصحف أمير المؤمنين A من تأويله وتفسير معانيه على حقيقة تنزيله، وذلك كان ثابتاً منزلاً وإن لم يكن من جملة كلام الله تعالى الذي هو القرآن المعجز، وعندي أنّ هذا القول أشبه من مقال من ادّعى نقصان كلم من نفس القرآن على الحقيقة دون التأويل، وإليه أميل، والله أسأل توفيقه للصواب».
                        10- قال الشيخ محمّد بن الحسن أبو جعفر الطوسي رحمه الله ، الملّقب بشيخ الطائفة المتوفّى سنة «460 هـ» في تفسير التبيان: 3 : «وأمّا الكلام في زيادته ونقصانه فمّما لا يليق به؛ لأنّ الزيادة فيه مجمع على بطلانها، والنقصان منه فالظاهر من مذهب المسلمين خلافه وهو الأليق بالصحيح من مذهبنا، وهو الذي نصره المرتضى وهو الظاهر من الروايات».
                        11- قال الشيخ الفضل بن الحسن أبو علي الطبرسي، الملقب بأمين الإسلام رحمه الله، المتوفّى سنة «548 هـ » في مجمع البيان 1 :15 : «... ومن ذلك الكلام في زيادة القرآن ونقصانه فإنّه لا يليق بالتفسير، فأمّا الزيادة فيه فمجمع على بطلانها، وأمّا النقصان منه فقد روى جماعة من أصحابنا وقوم من حشوية العامّة: أنّ في القرآن تغييراً ونقصاناً، والصحيح من مذهب أصحابنا خلافه، وهو الذي نصره المرتضى – قدّس الله روحه – واستوفى الكلام فيه غاية الاستيفاء في جواب المسائل الطرابلسيّات».
                        12- قال الشيخ بهاء الدين العاملي المعروف بالشيخ البهائي رحمه الله ، المتوفّى سنة «1030 هـ» في تفسير آلاء الرحمن: 26: «الصحيح أنّ القرآن الكريم محفوظ من ذلك زيادة أو نقصاناً ويدلّ عليه قوله تعالى :{وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}».
                        13- قال السيّد محمّد هادي الميلاني رحمه الله المتوفّى سنة «1395هـ » جواباً على سؤال وجّه لـه، هل وقع تحريف في القرآن، في كتاب مئة وعشرة أسئلة: 5 : «أقول بضرس قاطع: إنّ القرآن الكريم لم يقع فيه أيّ تحريف لا بزيادة ولا بنقصان ولا بتغيير بعض الألفاظ، وإن وردت بعض الروايات في التحريف المقصود منها تغيير المعنى بآراء وتوجيهات وتأويلات باطلة لا في تغيير الألفاظ والعبارات».
                        14- قال العلاّمة أبو منصور الحسن بن يوسف بن المطهّر الحلّي رحمه الله المتوفّى سنة «726هـ » في أجوبة المسائل المهنّاويّة : 121، حيث سئل ما يقول سيّدنا في الكتاب العزيز، هل يصحّ عند أصحابنا أنّه نقص منه شيء أوزيد فيه أو غيّر ترتيبه أم لا يصحّ عندهم من ذلك؟ فأجاب: «الحقّ لا تبديل ولا تأخير ولا تقديم فيه، وأنّه لم يزد ولم ينقص ونعوذ بالله تعالى من أن يعتقد مثل ذلك وأمثال ذلك فإنّه يوجب التطـرّق إلى معجزة الرسول 0 المنقولة بالتواتر».
                        15- وقال الشيخ جعفر كاشف الغطاء رحمه الله في كتاب كشف الغطاء 2 :299 : «لا ريب في أنّه - القرآن - محفوظ من النقصان بحفظ الملك الدّيان كما دلّ عليه صريح القرآن وإجماع العلماء في جميع الأزمان، ولا عبرة بالنادر، وما ورد في أخبار النقيصة تمنع البديهة من العمل بظاهرها، ولا سيّما ما فيه نقص ثلث القرآن أو كـثير منه، فإنّه لوكان كذلك لتواتر نقله لتوفّر الدواعي عليه، ولاتّخذه غير أهل الإسلام من أعظم المطاعن على الإسلام وأهله، ثمّ كيف يكون ذلك وكانوا شديدي المحافظة على ضبط آياته وحروفه».
                        16- قال العلاّمة محمّد رضا المظفر رحمه الله المتوفّى سنة «1383 هـ» في كتاب عقائد الإماميّة 59 : «نعتقد أنّ القرآن هو الوحي الإلهي المنزّل من الله تعالى على لسان نبيّه الأكرم، فيه تبيان كُلّ شيء ، وهو معجزته الخالدة التي أعجزت البشر عن مجاراتها في البلاغة والفصاحة، وفيما احتوى من حقائق ومعارف عالية، لا يعتريه التبديل والتغيير والتحريف، وهذا الذي بأيدينا نتلوه هو نفس القرآن المنزّل على النبيّ، ومن ادّعى فيه غير ذلك فهو مخترق أومغالط أو مشتبه، وكلّهم على غير هدى،فإنّه كلام الله الذي {لاَ يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلاَ مِنْ خَلْفِهِ}».
                        17- قال محمّد بن محسن الشهير بالفيض الكاشاني رحمه الله المتوفّى سنة «1096 هـ» في تفسير الصافي 1 :51، المقدّمة السادسة: «إنّ ذكر بعض الروايات ممّا يوهم وقوع التحريف في كتاب الله ما ملخّصه : على هذا لم يبق لنا اعتماد بالنصّ الموجـود، وقـد قال تعالى : { وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ * لاَ يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنَ يَدَيْهِ وَلاَمِنْ خَلْفِهِ }،وقال: { إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ } ، وأيضاً يتنافى مع روايات العرض على القرآن، فما دلّ على وقوع التحريف مخالف لكتاب الله وتكذيب له، فيجب ردّه والحكم بفساده أوتأويله».
                        وقال في كتابه «علم اليقين» حينما تكلّم عن إعجاز القرآن المجيد وبعد أن نقل جملة من الروايات الموهمة بوقوع التحريف : «ويرد على هذا كلّه إشكال وهو أنّه على ذلك التقدير لم يبق لنا اعتماد على شيء من القرآن، إذ على هذا يحتمل كُلّ آية منه تكون محرّفة ومغيّرة وتكون على خلاف ما أنزله الله، فلم يبق له حجّة أصلاً فتنقضي فائدته وفائدة الأمر باتّباعه والوصيّة به.
                        وأيضاً قـال عزّ وجل : { وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ * لاَ يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بيْنَ يَدَيْهِ وَلاَ مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ } فكيف تطرّق إليه التحريف والنقصان والتغيير ؟! وأيضاً قـال الله عـزّ وجل : { إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} وأيضاً قد استفاض عن النبيّ 0 وعن الأئمّة - عليهم السلام - عرض الخبر المروي عنهم على كتاب الله ليعلم صحّته بموافقته لـه وفساده بمخالفته، فإذا كان القرآن الذي بين أيدينا محرّفاً مغيّراً فما فائدة العرض؟ مع أنّ خبر التحريف مخالف لكتاب الله مكذّب لـه، فيجب ردّه والحكم بفساده أوتأويله، ويخطر بالبال في دفع الإشكال – والعلم عند الله – أنّ مرادهم - عليهم السلام - بالتحريف والتغيير والحذف إنّما هومن حيث المعنى دون اللفظ، أيّ حرّفوه وغيّروه في تفسيره وتأويله أيّ حملوه على خلاف ما هو عليه في نفس الأمر، فمعنى قولهم: كذا أنزلت: أنّ المراد به ذلك لا ما يفهمه الناس من ظاهره، وليس المراد أنّها نزلت كذلك في اللفظ فحذف ذلك إخفاءً للحقّ وإطفاءً لنور الله».
                        18- قال الشيخ لطف الله الصافي في كتاب مع الخطيب في خطوطه العريضة: 44-46 : «القرآن معجزة نبيّنا محمّد 0 الخالدة وهو الكتاب الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، قد عجز الفصحاء عن الإتيان بمثله وبمثل سورة وآية منه، وحيّر عقول البلغاء وفطاحل الأدباء، بيّن الله تعالى فيه أرقى المباني وأسمى المبادئ ، وأنزله على نبيّه دليلاً على رسالته ونوراً للناس وشفاء لما في الصدور ورحمة للمؤمنين».
                        وقال أيضاً : «هذا القرآن هو كُلّ ما بين الدّفتين وليس فيه شيء من كلام البشر، وكُلّ سورة من سوره وكُلّ آية من آياته متواتر مقطوع به ولا ريب فيه، دلّ عليه الضرورة والعقل والنقل القطعي المتواتر.
                        هذا القرآن عند الشيعة ليس إلى القول فيه بالنقيصة فضلاً عن الزيادة سبيل، ولا يرتاب في ذلك إلاّ الجاهل أو المبتلى بالشذوذ».
                        19- وقال العلاّمة الشيخ المجلسي رحمه الله المتوفّى سنة «1111 هـ » في كتاب بحار الأنوار 92 :75 بعد أن ذكر بعض الأحاديث الموهمة بنقصان القرآن ما نصّه : «فإن قال قائل: كيف يصحّ القول بأنّ الذي بين الدفّتين هوكلام الله تعالى على الحقيقة من غير زيادة ولا نقصان وأنتم تروون عن الأئمّة عليهم السلام أنّهم قرأوا : {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} وكذلك : {جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاًً} وهذا بخلاف ما في المصحف الذي في أيدي الناس ؟ قيل لـه: قد مضى الجواب على هذا وهو أنّ الأخبار التي جاءت بتلك أخبار آحاد لا يقطع على الله تعالى بصحّتها، فلذلك وقفنا فيها ولم نعدل عمّا في المصحف الظاهر على ما أمرنا به حسب ما بيّناه، مع أنّه لا ينكر أن تأتي القراءة على وجهين منزلين أحدهما ما تضمّنه المصحف والثاني ما جاء به الخبر كما يعترف مخالفونا به من نزول القرآن على وجوه شتّى...».
                        أتصوّر أنّ هذه الأقوال كافية يا حسين، لتبيّن لك رأي علماء الشيعة الصريح بتنزيه القرآن الكريم من أي زيادة أو نقصان, وهذا الأمر ليس بخافي على علماء السنّة وإنّما كان هذا الاتّهام من فئة حاقدة عجزت عن مواجهة الحقّ فاضطرّوا إلى استعمال الأساليب الخسيسة لتشويه صورة الشيعة وحجب فكرهم عن الآخرين، وإليك بعض ممّا قاله مجموعة من أكابر علماء السنّة ومثقّفيهم.
                        علماء السنّة المعتدلين يقّرون بأنّ الشيعة لا يقولون بالتحريف:

                        أوّلاً: الأزهر يجيز التعبّد بمذهب الإماميّة، فلو كانوا يعتقدون أنّ الشيعة يقولون بتحريف القرآن لما اعتبروا الشيعة مذهب خامس، هذا ناهيك عن تأكيد علماء السنّة بتكذيب من ادّعى على الشيعة ذلك:
                        1- الأستاذ الأكبر شيخ الأزهر محمود شلتوت رحمه الله في فتواه بشأن جواز التعبّد بمذهب الشيعة الإماميّة، قيل لفضيلته: إنّ بعض الناس يرى أنّه يجب على المسلم لكي تقع عباداته ومعاملاته على وجه صحيح أن يقلّد أحد المذاهب الأربعة المعروفة وليس من بينها مذهب الشيعة الإماميّة ولا الشيعة الزيديّة، فهل توافقون فضيلتكم على هذا الرأي على إطلاقه فتمنعون تقليد مذهب الشيعة الإماميّة الاثني عشريّة مثلاً؟
                        فأجاب فضيلته :
                        1- إنّ الإسلام لا يوجب على أحد من أتباعه مذهب معيّن، بل نقول: إنّ لكُلّ مسلم الحقّ أن يقلّد بادي ذي بدء أيّ مذهب من المذاهب المنقولة نقلاً صحيحاً والمدوّنة أحكامها في كتبها الخاصّة، ولمن قلّد مذهبا من هذه المذاهب أن ينتقل إلى غيره - أيّ مذهب كان - ولا حرج عليه في شيء من ذلك .
                        2- إنّ مذهب الجعفريّة المعروف بمذهب الشيعة الإماميّة الاثني عشريّة مذهب يجوز التعبّد به شرعاً كبقيّة مذاهب أهل السنّة.
                        فينبغي للمسلمين أن يعرفوا ذلك، وأن يتخلّصوا من العصبيّة بغير الحقّ لمذاهب معيّنة، فما كان دين الله وما كانت شريعته بتابعة لمذهب أو مقصورة على مذهب، فالكُلّ مجتهدون مقبولون عند الله تعالى، يجوز لمن ليس أهلا للنظر والاجتهاد تقليدهم والعمل بما يقرّرونه في فقههم ولا فرق في ذلك بين العبادات والمعاملات .
                        2- قال الشيخ الأزهري الكبير محمّد الغزالي المصري رحمه الله في كتاب دفاع عن العقيدة والشريعة ضدّ مطاعن المستشرقين : 219- 22 : «إنّني آسف؛ لأنّ بعض من يرسلون الكلام على عواهنه، لا بل بعض من يسوقون التهم جزافاً غير مبالين بعواقبها دخـلوا في ميدان الفكر الإسلامي بهذه الأخلاق المعلولة فأساؤوا إلى الإسلام وأمّته شرّ إساءة، سمعت واحداً من هؤلاء يقول في مجلس علم: إنّ للشيعة قرآناً آخر يزيد أو ينقص عن قرآننا المعروف ! فقلت لـه: أين هذا القرآن؟
                        إنّ العالم الإسلامي الذي امتدّت رقعته في ثلاث قارّات ظلّ من بعثة محمّد 0 إلى يومنا هذا بعد أن سلخ من الزمن أربعة عشر قرناً لا يعرف إلاّ مصحفاً واحداً، مضبوط البداية والنهاية، معدود السور والآيات والألفاظ، فأين هذا القرآن الآخر؟!
                        ولماذا لم يطّلع الإنس والجن على نسخة منه من خلال هذا الدهر الطويل؟
                        ولحساب من تفتعل هذه الإشاعات وتلقى بين الأغرار ليسوء ظنّهم بإخوانهم وقد يسوء ظنّهم بكتابهم.
                        إنّ المصحف واحد يطبع في القاهرة فيقدّسه الشيعة في النجف أو في طهران ويتداولون نسخه بين أيديهم وفي بيوتهم دون أن يخطر ببالهم شيء بتة إلاّ توقير الكتاب – جلّ شأنه – ومبلّغه – 0 - فلم الكذب على الناس وعلى الوحي؟
                        ومن هؤلاء الأفّاكين من روّج أنّ الشيعة أتباع علي، وأنّ السنّيين أتباع محمّد، وأنّ الشيعة يرون عليّاً أحقّ بالرسالة، أوأنّها أخطأته إلى غيره!
                        وهذا لغو قبيح وتزوير شائن، ولكن تصديق هذا اللغوكان الباعث على تلك المجزرة المخزية التي وقعت في أبناء الإسلام من سنّة وشيعة، فجعلتهم – وهو الأخوة في الدين– يأكل بعضهم بعضاً على هذا النحوالمهين.
                        إنّ الشيعة يؤمنون برسالة محمّد 0ويرون شرف علي في انتمائه إلى هذا الرسول، في استمساكه بسنّته، وهم كسائر المسلمين لا يرون بشراً في الأوّلين والآخرين أعظم من الصادق الأمين ولا أحقّ منه بالاتّباع فكيف ينسب لهم هذا الهذر؟!
                        الواقع أنّ الذين يرغبون في تقسيم الأمّة طوائف متعادية لمّا لم يجدوا لهذا التقسيم سبباً معقولاً لجأوا إلى افتعال أسباب الفرقة، فاتّسع لهم ميدان الكذب حين ضاق ميدان الصدق.
                        لست أنفي أنّ هناك خلافات فقهيّة ونظريّة بين الشيعة والسنّة، بعضها قريب الغور وبعضها بعيد الغور، بيد أنّ هذه الخلافات لا تستلزم معشار الجفاء الذي وقع بين الفريقين، وقد نشب خلاف فقهي ونظري بين مذاهب السنّة نفسها بل بين أتباع المذهب الواحد منها، ومع ذلك فقد حال العقلاء دون تحوّل هذا الخلاف إلى خصام بارد أو ساخن».
                        3- وقال الشيخ الأزهري محمّد أبو زهرة رحمه الله في كتاب الإمام الصادق: 296 : «القرآن بإجماع المسلمين هوحجّة الإسلام الأولى وهو مصدر المصادر له، وهو سجل شريعته، وهو الذي يشتمل على كلّها وقد حفظه الله تعالى إلى يوم الدين كما وعد سبحانه إذ قال:{إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْر وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ } وإنّ إخواننا الإماميّة على اختلاف منازعهم يرونه كما يراه كُلّ المؤمنين».
                        ثمّ ذكر في نفس المصدر :329: «إنّ الشريف المرتضى وأهل النظر الصادق من إخواننا الاثني عشريّة قد اعتبروا القول بنقص القرآن أو تغييره أو تحريفه تشكيكاً في معجزة النبيّ 0، واعتبروه إنكاراً لأمر علم من الدين بالضرورة».
                        4- وقال مصطفى الرافعي في كتاب إسلامنا : 57: «والقرآن الكريم الموجود الآن بأيدي الناس من غير زيادة ولا نقصان، وما ورد من أنّ الشيعة الإماميّة يقولون بأنّ القرآن قد اعتراه النقص ... هذا الإدّعاء أنكره مجموع علماء الشيعة ... فالقرآن الكريم – إذن – هوعصب الدولة الإسلامية، تتّفق مذاهب أهل السنّة مع مذهب الشيعة الإماميّة على قداسته ووجوب الأخذ به، وهو نسخة موحّدة لا تختلف في حرف ولا رسم لدى السنّة والشيعة الإماميّة في مختلف ديارهم وأمصارهم».
                        5- وقال الدكتور علي عبد الواحد وافي في كتابه بين الشيعة وأهل السنّة: 35: «يعتقد الشيعة الجعفريّة كما يعتقد أهل السنّة أنّ القرآن الكريم هوكلام الله عزّ وجلّ المنزل على رسوله المنقول بالتواتر والمدوّن بين دفتي المصحف بسوره وآياته المرتّبة بتوقيف من الرسول صلوات الله وسلامه عليه، وأنّه الجامع لأصول الإسلام عقائده وشرائعه وأخلاقه، والخلاف بيننا وبينهم في هذا الصدد يتمثّل في أمور شكليّة وجانبيّة لا تمسّ النصّ القرآني بزيادة ولا نقص ولا تحريف ولا تبديل ولا تثريب عليهم في إعتقادها».
                        وقال أيضاً في نفس المصدر : 37 – 38 : «أمّا ما ورد في بعض مؤلّفاتهم من آراء تثير شكوكاً في النصّ القرآني وتنسب إلى بعض أئمّتهم، فإنّهم لا يقرّونها ويعتقدون بطلان ما تذهب إليه، وبطلان نسبتها إلى أئمّتهم، ولا يصحّ كما قلنا فيما سبق أن نحاسبهم على آراء حكموا ببطلانها وبطلان نسبتها إلى أئمّتهم، ولا أن نعدها من مذهبهم، مهما كانت مكانة رواتها عندهم ومكانة الكتب التي وردت فيها ... وقد تصدّى كثير من أئمّة الشيعة الجعفريّة أنفسهم لردّ هذه الأخبار الكاذبة وبيان بطلانها وبطلان نسبتها إلى أئمّتهم، وأنّها ليست من مذهبهم في شيء».
                        6- وقال البهنساوي وهو أحد مفكّري الإخوان المسلمين في كتاب السنّة المفترى عليها : 60 : «إنّ الشيعة الجعفريّة الاثني عشريّة يرون كفر من حرّف القرآن الذي أجمعت عليه الأمّة منذ صدر الإسلام ... وأنّ المصحف الموجود بين أهل السنّة هو نفسه الموجود في مساجد وبيوت الشيعة».
                        [IMG]file:///C:/WINDOWS/سطح%20المكتب/حقيبة%20الملفات/images/fr_ojqjimain_09.gif[/IMG][IMG]file:///C:/WINDOWS/سطح%20المكتب/حقيبة%20الملفات/images/fr_ojqjimain_11.gif[/IMG]

                        تعليق


                        • #14
                          لا يوجد مسلم على وجه الأرض يقول: إنّ هذا القرآن محرّف،

                          وأمّا الروايات التي تقول صراحة بالنقص والزيادة في القرآن في كتب السنّة فهي كثيرة أذكر منها :
                          ذهاب بعض القرآن :

                          1_قال الحافظ ابن عبد البر في التمهيد 275:4 : « وروى أبو نعيم الفضل بن دكين، قال: حدّثنا سيف، عن مجاهد قال : كانت الأحزاب مثل سورة البقرة أو أطول، ولقد ذهب يوم مسيلمة قرآن كثير، ولم يذهب منه حلال ولا حرام».
                          2_ قال الحافظ عبد الرزّاق الصنعاني في المصنّف 330 «قال سفيان الثوري: وبلغنا أنّ أناساً من أصحاب النبيّ 0 كانوا يقرؤون القرآن أصيبوا يوم مسيلمة فذهبت حروف من القرآن».
                          3_ وفي الدر المنثور422:6: « أخرج ابن مردويه عن عمر بن الخطّاب، قال : قال رسول الله0 : القرآن ألف ألف حرف وسبعة وعشرون ألف حرف, فمن قرأه صابراً محتسباً فله بكلّ حرف زوجة من الحور العين».
                          وحروف القرآن الموجود اللآن بين أيدي جميع المسلمين هي ثلاثمائة ألف وثلاثة وعشرون حرفاً وستّمائة وواحد وسبعون حرفاً يعني ذهب أكثر القرآن.
                          4_ وأخرج عبد الرزّاق الصنعاني في المصنّـف 345 « عن يوسف بن مهران أنّه سمع ابن عبّاس يقول : أمر عمر بن الخطّاب منادياً، فنادى : إنّ الصلاة جامعة, ثمّ صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه، ثمّ قال : يا أيّها الناس، لا يجزعن من آية الرجم فإنّها آية نزلت في كتاب الله وقرأناها ولكنّها ذهبت في قرآن كثير ذهب مع محمّد».
                          5_ وفي الدر المنثور298:2، عن ابن عمر قال : « لا يقولن أحدكم قد أخذت القرآن كلّه وما يدريه ما كلّه ! قد ذهب منه قرآن كثير، ولكن ليقل قد أخذت منه ما ظهر».
                          التحريف في سورة الأحزاب:

                          1- أخرج أحمد بن حنبل في مسنده 123:5: « حدّثنا عبد الله، ثنا خلف بن هشام ثنا، حماد بن زيد، عن عاصم بن بهدلة، عن زرّ عن أبي بن كعب أنّه قال : كم تقرؤون سورة الأحزاب ؟ قلت : ثلاثاً وسبعين آية، قال : قط ! لقد رأيتها وأنّها لتعادل سورة البقرة وفيها آية الرجم ! قال زرّ: قلت: وما آية الرجم ؟ قال : (الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة نكالاً من الله والله عزيز حكيم)».
                          2- وفي الإتقان 25:2: «عن عروة بن الزبير، عن عائشة، قالت : كانت سورة الأحزاب تقرأ في زمن النبيّ 0 مائتي آية، فلمّا كتب عثمان المصاحف لم نقدر منها إلاّ ما هو الآن».
                          التحريف في آية الرجم:

                          1_ وأخرج النسائي في سننه الكبرى272 « أخبرنا العبّاس بن محمّد الدوري، قال: ثنا أبو نوح عبد الرحمن بن غزوان, قال: ثنا شعبة، عن سعد بن إبراهيم، عن عبيد الله بن عبد الله، عن بن عبّاس، عن عبد الرحمن بن عوف، قال : خطبنا عمر فقال: ثمّ قد عرفت أنّ أناساً يقولون: إنّ خلافة أبي بكر كانت فلتة, ولكن وقى الله شرّها، وإنّه لا خلافة إلاّ عن مشورة، وأيما رجل بايع رجلاً مشورة لا يؤمر واحد منهما تغرة أن يقتلا. قال شعبة: قلت لسعد: ما تغرة أن يقتلا؟ قال: عقوبتهما أن لا يؤمر واحد منهما. ويقولون: والرجم؟ وقد رجم رسول الله 0 ورجمنا وأنزل الله في كتابه، ولولا أنّ الناس يقولون زاد في كتاب الله لكتبته بخطّي حتّى ألحقه بالكتاب».
                          2_ قال الزيلعي في نصب الراية318 « قلت: روى البخاري ومسلم عن ابن عبّاس أنّ عمر بن الخطّاب خطب فقال : إنّ الله بعث محمّداً 0 بالحقّ، وأنزل عليه الكتاب فكان فيما أنزل عليه آية الرجم فقرأناها ووعيناها ورجم رسول الله 0 ورجمنا من بعده، وإنّي حسبت أن طال بالناس الزمان أن يقول قائل ما نجد آية الرجم في كتاب الله، فيضلّوا بترك فريضة أنزلها الله فالرجم حقّ على من زنى من الرجال والنساء إذا كان محصناً إن قامت البيّنة أوكان حمل أو اعتراف، وأيم الله ! لولا أن يقول الناس زاد عمر في كتاب الله عزّ وجلّ لكتبتها ».
                          3_ وفي السنن الكبرى 273 « عن الحسين بن إسماعيل بن سليمان، قال: ثنا حجّاج بن محمّد، عن شعبة، عن سعد بن إبراهيم، قال: سمعت عبيد الله بن عبد الله يحدّث عن بن عبّاس، عن عبد الرحمن بن عوف، قال : ثمّ حجّ عمر فأراد أن يخطب الناس خطبته، فقال له عبد الرحمن بن عوف: إنّه قد اجتمع عندك رعاع الناس وسفلتهم فأخّر ذلك حتّى تأتي المدينة. قال: فلمّا قدم المدينة دنوت قريباً من المنبر فسمعته يقول: إنّي قد عرفت أنّ ناساً يقولون إنّ خلافة أبي بكر كانت فلتة, وإنّ الله وقى شرّها، إنّه لا خلافة إلاّ عن مشورة ولا يؤمر واحد منهما تغرة أن يقتلا، وأنّ ناساً يقولون: ما بال الرجم وإنّما في كتاب الله الجلد ؟ وقد رجم رسول الله 0 ورجمنا بعده، ولولا أن يقولوا أثبت في كتاب الله ما ليس فيه لأثبّتها كما أنزلت».
                          4_ وفي مصنّف عبد الرزّاق 345 « عن ابن عبّاس، قال: أمر عمر بن الخطّاب منادياً فنادى: إنّ الصلاة جامعة, ثمّ صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثمّ قال: يا أيها الناس، لا تخدعنّ عن آية الرجم فإنّها آية نزلت في كتاب الله وقرأناها, ولكنّها ذهبت في قرآن كثير ذهب مع محمّد».
                          التحريف في آية الرضاع:

                          1_أخرج مسلم في صحيحه167:4، أنّ عائشة قالت: « كان فيما أنزل من القرآن (عشر رضعات معلومات يحرمن)، ثمّ نسخن (بخمس معلومات)، فتوفّي رسول الله0 وهن فيما يقرأ من القرآن».
                          قال الترمذي في السنن309:2: « وبهذا كانت عائشة تفتي وبعض أزواج النبيّ0، وهو قول الشافعي وإسحاق وقال أحمد بحديث النبيّ 0 (لا تحرّم المصّة ولا المصّتان)، وقال:إن ذهب ذاهب إلى قول عائشة في خمس رضعات فهو مذهب قويّ وجبن عنه أن يقول فيه شيئاً».
                          2_ وأخرج عبد الرزّاق الصنعاني في مصنّفه496:7 : « أخبرنا عبد الرزّاق، قال: أخبرنا ابن جريج، قال: سمعت نافعاً يحدّث أنّ سالم بن عبد الله حدّثه : أنّ عائشة زوج النبيّ 0 أرسلت به إلى أختها أمّ كلثوم ابنة أبي بكر لترضعه عشر رضعات ليلج عليها إذا كبر, فأرضعته ثلاث مرّات, ثمّ مرضت فلم يكن سالم يلج عليها . قال : زعموا أنّ عائشة قالت : لقد كان في كتاب الله عزّ وجلّ عشر رضعات ثمّ ردّ ذلك إلى خمس، ولكن من كتاب الله ما قبض مع النبيّ 0».
                          3_ وقد ذكرت عائشة بأنّ هذه الآية أكلها الداجن، قال ابن حزم في المحلّى235:11 : « ثمّ اتّفق القاسم بن محمّد وعمرة كلاهما عن عائشة أمّ المؤمنين، قال: لقد نزلت آية الرجم والرضاعة فكانتا في صحيفة تحت سريري فلمّا مات رسول الله 0 تشاغلنا بموته, فدخل داجن فأكلها . قال أبو محمّد -ابن حزم- : وهذا حديث صحيح».
                          4_ وفي سنن ابن ماجة عن عائشة625:1 : « لقد نزلت آية الرجم، ورضاعة الكبير عشراً . ولقد كان في صحيفة تحت سريري، فلمّا مات رسول الله 0 وتشاغلنا بموته، دخل داجن فأكلها».
                          5_ وأخرج الطبراني في المعجم الأوسط 12:8 : « عن عبد الله بن أبي بكر، عن عمرة، عن عائشة وعن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن عائشة، قالت: نزلت آيه الرجم ورضاع الكبير عشراً فلقد كان في صحيفة تحت سريري فلمّا مات رسول الله0 تشاغلنا بـموته فدخل داجن فأكلها».

                          حذف المعوذتين من القرآن:

                          1_في مجمع الزوائد149 « عن زرّ قال: قلت لأبيّ : إنّ أخاك يحكّهما من الصحف ! قيل لسفيان: ابن مسعود، فلم ينكر، قال: سألت رسول الله 0 فقال : فقيل لي، فقلت: فنحن نقول كما قال رسول الله».
                          2_وفي مصنّف ابن أبي شيبة538:1 « حدّثنا أبو الأحوص، عن أبي إسحاق، عن عبد الرحمن بن يزيد، قال: رأيت عبد الله مـحا المعوذتين من مصاحفه، وقال: لا تخلطوا فيه ما ليس منه».
                          3_وقال ابن حجر العسقلاني في فتح الباري743:8: « وقد أخرجه عبد الله بن أحمد في زيادات المسند والطبراني وابن مردويه من طريق الأعمش عن أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن يزيد النخعي، قال: ان ابن مسعود يحكّ المعوذتين من مصاحف ويقول: إنّـهما ليستا من كتاب الله».
                          4- وفي مسند أحمد 130:5: « حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي ثنا سفيان بن عيينة، عن عبدة وعاصم، عن زرّ قال: قلت لأبي: إنّ أخاك يحكّهما من المصحف ! فلم ينكر, قيل لسفيان: ابن مسعود، قال : نعم، وليسا في مصحف ابن مسعود كان يرى رسول الله0 يعوذ بـهما الحسن والحسين ولم يسمعه يقرؤهما في شيء من صلاته, فظنّ أنّـهما عوذتان وأصرّ على ظنّه, وتحقّق الباقون كونـهما من القرآن فأودعوهما إيّاه».
                          فقدان سورتين إحدهما تعدل التوبة والأُخرى المسبّحات:

                          1- روى مسلم في صحيحه100 « عن أبي الأسود ظالم بن عمرو، قال: بَعثَ أبو موسى الأشعري إلى قرّاء أهل البصرة، فدخل عليه ثلاثمائة رجلٍ قد قرأوا القرآن, فقال: أنتم خيار أهل البصرة وقرّاؤهم, فاتلوه ولا يطولن عليكم الأمد فتقسوا قلوبكم كما قست قلوب من كان قبلكم، وإنّا كنّـا نقرأ سورةً كنّـا نشبِّهـها في الطّول والشدّة ببراءة، فأنْسيتُها، غير أنّي قد حفظت منها : (لوكان لابن آدم واديان من مالٍ لابتغى وادياً ثالثاً، ولا يملأ جوف ابن آدم إلاّ التراب ), وكنّا نقرأ سورةً كنّا نشبـّـهها بإحدى المسبِّحات فأنسيتها غير إنّي حفظت منها ( يا أيّها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون فتكتب شهادةٌ في أعناقكم فتُسألون عنها يوم القيامة)».
                          2- وفي الدر المنثور105:1 « وأخرج أبو عبيد في فضائله وابن الضريس عن أبي موسى الأشعري، قال : نزلت سورة شديدة نحو براءة في الشدّة ثمّ رفعت وحفظت منها ( إنّ الله سيؤيّد هذا الدين بأقوام لا خلاق لهم ) ».
                          3- وفي مجمع الزوائد302:5: « عن أبي موسى الأشعري، قال: نزلت سورة نحواً من براءة فرفعت فحفظت منها ( إنّ الله سيؤيّد هذا الدين بأقوام لا خلاق لهم)».
                          ودعني أذكر لك إقرار بعض علماء السلف تأكيداً على ما ذكرته لك:
                          أقوال علماء السنّة واعترافهم بالتحريف:

                          1- أقرّ الإمام أبو زكريا يحيى بن زياد الفرّاء في تفسيره المسمّى بمعاني القرآن باعتقاد بعض السلف من الصحابة وغيرهم تحريف بعض المقاطع من القرآن، قال الفراء في كتابه483 « وقوله {إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ} قد اختلف فيه القرّاء، فقال بعضهم : هو لـحن, ولكنّا نمضي عليه لئلاّ نـخالف الكتاب, حدّثنا أبو العبّاس، قال: حدّثنا محمّد، قال: حدّثنا الفراء، قال: حدّثني أبو معاوية الضرير، عن هشام بن عروة بن الزبير، عن أبيه، عن عائشة أنّـها سُئلت عن قوله في النساء {لَكِنْ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ … وَالْمُقِيمِينَ الصَّلاَةَ}, وعن قوله في المائدة {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ}، وعن قوله {إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ}؟ فقالت: يابن أخي هذا كان خطأ من الكاتب, وقرأ أبو عمرو (إن هذين لساحران), واحتجّ أنّه بلغه عن بعض أصحاب محمّد 0 أنّه قال: إنّ في المصحف لـحناً وستقيمه العرب».
                          2_ اعترف الإمام أبو جعفر النحّاس أن ابن عبّاس كان يقول بوقوع التحريف في القرآن الكريم، كما في تفسير معاني القرآن516:4، «وقوله جلّ وعزّ {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حتّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا}(النور:27)، قال عبد الله بن عبّاس : إنّـما هو (حتّى تستأذنوا)».
                          3_اعترف الإمام العزّ بن سلام بإنكار ابن مسعود للمعوّذتين وأنّـهما في نظره ليستا من كتاب الله, قال في تفسير القرآن 509:3 : « وهي والتي بعدها معوّذتا الرسول0 حيث سرحته اليهوديّة, وكان يقال لهما: المشقشقتان, أي تبرآن من النفاق، وخالف ابن مسعود رضي الله تعالى عنه الإجماع بقوله هما عوذتان وليستا من القرآن الكريم ».
                          4_اعترف الإمام ابن الجوزي بإنكار بعض سلفهم الصالح قرآنيّة بعض كلمات القرآن كما ذكر ذلك في زاد المسير297:5 : « واختلفت القرّاء في قوله تعالى: {قَالُوا إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ }(طه:63) فقرأ أبو عمرو بن العلاء ( إنَّ هذين ) على إعمال (إنّ)، وقال : إنّي لأستحي من الله أن أقرأ {هَذَانِ}».
                          فأمّا قراءة أبي عمرو فاحتجاجه في مخالفة المصحف بما روي عن عثمان وعائشة أنّ هذا غلط من الكاتب».
                          5_ اعترف القرطبي بقول بعض سلفهم الصالح بوقوع التحريف والخطأ في كتابة المصحف كما في الجامع لأحكام القرآن251:20 : « وقد خطّأها قوم حتّى قال أبو عمرو: إنّي لأستحي من الله أن أقرأ {وإِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ }، وروي عن عروة، عن عائشة رضي الله عنها أنّـها سألت عن قوله تعالى: {لَكِنْ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ } ثمّ قال: {وَالْمُقِيمِينَ}, وفي المائدة {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ}، {وإِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ} فقالت : يا بن أختي، هذا من خطأ الكُـتـّاب».
                          6_اعتراف ابن تيميّة بأنّ بعض السلف قال بالتحريف، قال في مجموع الفتاوى492 « وأيضا فإنّ السلف أخطأ كثير منهم في كثير من هذه المسائل، واتّفقوا على عدم التكفير بذلك، مثل ما أنكر بعض الصحابة أن يكون الميّت يسمع نداء الحي, وأنكر بعضهم أن يكون المعراج يقظة, وأنكر بعضهم رؤية محمّد ربّه ولبعضهم في الخلافة والتفضيل كلام معروف، وكذلك لبعضهم في قتال بعض ولعن بعض وإطلاق تكفير بعض أقوال معروفة .
                          وكان القاضي شريح يذكر قراءة من قرأ ( بل عجبتُ ) ويقول : إنّ الله لا يعجب! فبلغ ذلك إبراهيم النخعي فقال : إنّما شريح شاعر يعجبه علمه، وكان عبد الله أفقه منه، فكان يقول: ( بل عجبت ), فهذا قد أنكر قراءة ثابتة، وأنكر صفة دلّ عليها الكتاب والسنّة، واتّفقت الأمّة على أنّه إمام من الأئمّة, وكذلك بعض السلف أنكر بعضهم حروف القرآن, من إنكار بعضهم قوله: { أَفَلَمْ يَيْئَسْ الَّذِينَ آمَنُوا }(الرعد:31), وقال : إنّـما هي ( أولم يتبيّن الذين آمنوا )، وأنكر الآخر قراءة قوله {وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ}(الإسراء:23) وقال: إنّـما هي ( ووصّى ربّك )، وبعضهم كان حذف المعوذتين، وآخر يكتب سورة القنوت.
                          وهذا خطأ معلوم بالإجماع والنقل المتواتر، ومع هذا فلم يكن قد تواتر النقل عندهم بذلك لم يكفروا، وإن كان يكفر بذلك من قامت عليه الحجّة بالنقل المتواتر».

                          علماء الشيعة ينّزهون القرآن عن أيّ زيادة أو نقصان:


                          1- قال السيّد الخميني رحمه الله في تهذيب الأصول 2 : 165 : «إنّ الواقف على عناية المسلمين بجمع القرآن وحفظه وضبطه قراءةً وكتابة يقف على بطلان تلك المزعومة (أيّ تهمة تحريف القرآن)، وما ورد فيها من أخبار – حسبما تمسّكوا – إمّا ضعيف لا يصلح للاستدلال به، أو مجعول تلوح عليه أمارات الجعل، أوغريب يقضي بالعجب، أمّا الصحيح منها فيرمي إلى مسألة التأويل والتفسير وأنّ التحريف إنّما حصل في ذلك لا في لفظه وعباراته».
                          2- قال السيّد السيستاني في فتواه المؤرّخة 26 شوال/1423هجري: «القول بالتحريف منقول عن الصحابة وعلماء السنّة، أمّا الصحابة فإنّ عمر بقي إلى آخر عمره مصرّاً على أنّ آية الرجم وآية إطاعة الوالدين جزء من القرآن، والمسلمون رفضوا ذلك، ومصحف عبد الله بن مسعود يختلف عن المصاحف المشهورة اختلافاً فاحشاً، وهناك سورتان مروّيتان في صحاح أهل السنّة ولم تردا في القرآن وهما سورتا الحفد والخلع، وأمّا الشيعة فالصحيح عندهم هو عدم التحريف، وقد أمر الأئمّة عليهم السلام بتلاوة القرآن كما هو المشهور، واستدلّوا بنفس هذه القراءات المشهورة، وأمّا الروايات فأكثرها ضعيفة وقسم منها مؤوّل بإرادة التفسير وغيره».
                          3- قال السيّد الخوئي رحمه الله في البيان في تفسير القرآن: 259: «إنّ حديث تحريف القرآن حديث خرافة وخيال، لا يقول به إلاّ من ضعف عقله، أو من لم يتأمّل في أطرافه حقّ التأمّل، أومن ألجأه إليه حبّ القول به، والحبّ يعمي ويصمّ، أمّا العاقل المنصف المتدبّر فلا يشكّ في بطلانه وخرافته».
                          4- وقال الشيخ محمّد الحسين آل كاشف الغطاء رحمه الله في أصل الشيعة وأصولها صفحة 133، مبحث النبوة: «وإنّ الكتاب الموجود في أيدي المسلمين هوالكتاب الذي أنزله الله للإعجاز، والتحدّي وتمييز الحلال من الحرام، وأنّـه لا نقص فيه ولا تحريف ولا زيادة وعلى هذا إجماعهم».
                          5- وقال السيّد محسن الأمين العاملي رحمه الله في أعيان الشيعة 1 :46: « لا يقول أحد من الإماميّة لا قديماً ولا حديثاً إنّ القرآن مزيد فيه قليل أوكثير، بل كلّهم متّفقون على عدم الزيادة، ومن يعتدّ بقولهم متّفقون على أنّه لم ينقص منه ...» إلى أن يقول : « ومن نسب إليهم خلاف ذلك فهوكاذب مفتر مجترئ على الله ورسوله».
                          - وقال أيضاً في كتابه نقض الوشيعة : 198 : « ... إنّه اتّفق المسلمون كافّة على عدم الزيادة في القرآن، واتّفق المحقّقون وأهل النظر ومن يعتدّ بقوله من الشيعيين والسنّيين على عدم وقوع النقص، ووردت روايات شاذّة من طريق السنّيين ومن بعض طرق الشيعة تدلّ على وقوع النقص ردّها المحقّقون من الفريقين واعترفوا ببطلان ما فيها، وسبقها الإجماع على عدم النقص ولحقها فلم يبق لها قيمة».
                          6- قال السيّد عبد الحسين شرف الدين رحمه الله في أجوبة مسائل جار الله: 34: «فإنّ القرآن العظيم والذّكر الحكيم متواتر من طرقنا بجميع آياته وكلماته وسائر حروفه وحركاته وسكناته تواتراً قطعيّاً عن أئمّة الهدى من أهل البيت - عليهم السلام - لا يرتاب في ذلك إلاّ معتوه، وأئمّة أهل البيت عليهم السلام كلّهم أجمعون رفعوه إلى جدّهم رسول الله 0 عن الله تعالى، وهذا أيضاً ممّا لا ريب فيه، وظواهر القرآن الكريم فضلاً عن نصوصه أبلغ حجج الله تعالى وأقوى أدلّة أهل الحقّ بحكم الضرورة الأوليّة من مذهب الإماميّة، وصحاحهم في ذلك متواترة من طريق العترة الطاهرة، ولذلك تراهم يضربون بظواهر الصحاح المخالفة للقرآن عرض الجدار ولا يأبهون بها عملاً بأوامر أئمّتهم - عليهم السلام - وكان القرآن مجموعاً أيام النبيّ 0 على ما هو عليه الآن من الترتيب والتنسيق في آياته وسوره وسائر كلماته وحروفه بلا زيادة ولا نقصان ولا تقديم ولا تأخير ولا تبديل ولا تغيير».
                          - وقال أيضاً في كتابه الفصول المهمّة : 163، وهو يردّ على من يحاول إلصاق تهمة القول بتحريف القرآن المجيد إلى الشيعة الإماميّة الاثني عشريّة: «وكلّ من نسب إليهم تحريف القرآن فإنّه مفتر عليهم ظالمٌ لهم؛ لأنّ قداسة القرآن الحكيم من ضروريّات دينهم الإسلامي ومذهبهم الإمامي، ومن شكّ فيها من المسلمين فهو مرتدّ بإجماع الإماميّة.
                          7- قال العلاّمة محمّد حسين الطباطبائي رحمه الله في الميزان في تفسير القرآن 12:101عند تفسيره لقوله تعالى : { إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}: «...فهو ذكر حيّ خالد مصون من أن يموت وينسى من أصله، مصون من الزيادة عليه بما يبطل كونه ذكراً مصون من النقص كذلك، مصون من التغيير في صورته وسياقه، بحيث يتغيّر به صفة كونه ذكراً لله مبيّناً لحقائق معارفه، فالآية تدلّ على كونه كتاب الله محفوظاً من التحريف بجميع أقسامه بجهة كونه ذكراً لله سبحانه، فهو ذكر حيّ خالد...».
                          8- قال الشيخ محمّد بن علي بن بابويه القمّي، المعروف بالشيخ الصدوق رحمه الله المتوفّى سنة «381 هـ» في رسالة الاعتقادات: 59 : «اعتقادنا في القرآن الكريم الذي أنزله الله تعالى على نبيّه محمّد 0 هو ما بين الدفّتين، وهو ما في أيدي الناس ليس بأكثر من ذلك ومن نسب إلينا أنّا نقول: إنّه أكثر من ذلك فهوكاذب».
                          9- قال الشيخ محمّد بن محمّد بن النعمان المفيد رحمه الله المتوفّى سنة «413 هـ» في أوائل المقالات : 55 : «وقد قال جماعة من أهل الإمامة : إنّه لم ينقص من كلمة ولا من آية ولا من سورة، ولكن حذف ما كان مثبتاً في مصحف أمير المؤمنين A من تأويله وتفسير معانيه على حقيقة تنزيله، وذلك كان ثابتاً منزلاً وإن لم يكن من جملة كلام الله تعالى الذي هو القرآن المعجز، وعندي أنّ هذا القول أشبه من مقال من ادّعى نقصان كلم من نفس القرآن على الحقيقة دون التأويل، وإليه أميل، والله أسأل توفيقه للصواب».
                          10- قال الشيخ محمّد بن الحسن أبو جعفر الطوسي رحمه الله ، الملّقب بشيخ الطائفة المتوفّى سنة «460 هـ» في تفسير التبيان: 3 : «وأمّا الكلام في زيادته ونقصانه فمّما لا يليق به؛ لأنّ الزيادة فيه مجمع على بطلانها، والنقصان منه فالظاهر من مذهب المسلمين خلافه وهو الأليق بالصحيح من مذهبنا، وهو الذي نصره المرتضى وهو الظاهر من الروايات».
                          11- قال الشيخ الفضل بن الحسن أبو علي الطبرسي، الملقب بأمين الإسلام رحمه الله، المتوفّى سنة «548 هـ » في مجمع البيان 1 :15 : «... ومن ذلك الكلام في زيادة القرآن ونقصانه فإنّه لا يليق بالتفسير، فأمّا الزيادة فيه فمجمع على بطلانها، وأمّا النقصان منه فقد روى جماعة من أصحابنا وقوم من حشوية العامّة: أنّ في القرآن تغييراً ونقصاناً، والصحيح من مذهب أصحابنا خلافه، وهو الذي نصره المرتضى – قدّس الله روحه – واستوفى الكلام فيه غاية الاستيفاء في جواب المسائل الطرابلسيّات».
                          12- قال الشيخ بهاء الدين العاملي المعروف بالشيخ البهائي رحمه الله ، المتوفّى سنة «1030 هـ» في تفسير آلاء الرحمن: 26: «الصحيح أنّ القرآن الكريم محفوظ من ذلك زيادة أو نقصاناً ويدلّ عليه قوله تعالى :{وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}».
                          13- قال السيّد محمّد هادي الميلاني رحمه الله المتوفّى سنة «1395هـ » جواباً على سؤال وجّه لـه، هل وقع تحريف في القرآن، في كتاب مئة وعشرة أسئلة: 5 : «أقول بضرس قاطع: إنّ القرآن الكريم لم يقع فيه أيّ تحريف لا بزيادة ولا بنقصان ولا بتغيير بعض الألفاظ، وإن وردت بعض الروايات في التحريف المقصود منها تغيير المعنى بآراء وتوجيهات وتأويلات باطلة لا في تغيير الألفاظ والعبارات».
                          14- قال العلاّمة أبو منصور الحسن بن يوسف بن المطهّر الحلّي رحمه الله المتوفّى سنة «726هـ » في أجوبة المسائل المهنّاويّة : 121، حيث سئل ما يقول سيّدنا في الكتاب العزيز، هل يصحّ عند أصحابنا أنّه نقص منه شيء أوزيد فيه أو غيّر ترتيبه أم لا يصحّ عندهم من ذلك؟ فأجاب: «الحقّ لا تبديل ولا تأخير ولا تقديم فيه، وأنّه لم يزد ولم ينقص ونعوذ بالله تعالى من أن يعتقد مثل ذلك وأمثال ذلك فإنّه يوجب التطـرّق إلى معجزة الرسول 0 المنقولة بالتواتر».
                          15- وقال الشيخ جعفر كاشف الغطاء رحمه الله في كتاب كشف الغطاء 2 :299 : «لا ريب في أنّه - القرآن - محفوظ من النقصان بحفظ الملك الدّيان كما دلّ عليه صريح القرآن وإجماع العلماء في جميع الأزمان، ولا عبرة بالنادر، وما ورد في أخبار النقيصة تمنع البديهة من العمل بظاهرها، ولا سيّما ما فيه نقص ثلث القرآن أو كـثير منه، فإنّه لوكان كذلك لتواتر نقله لتوفّر الدواعي عليه، ولاتّخذه غير أهل الإسلام من أعظم المطاعن على الإسلام وأهله، ثمّ كيف يكون ذلك وكانوا شديدي المحافظة على ضبط آياته وحروفه».
                          16- قال العلاّمة محمّد رضا المظفر رحمه الله المتوفّى سنة «1383 هـ» في كتاب عقائد الإماميّة 59 : «نعتقد أنّ القرآن هو الوحي الإلهي المنزّل من الله تعالى على لسان نبيّه الأكرم، فيه تبيان كُلّ شيء ، وهو معجزته الخالدة التي أعجزت البشر عن مجاراتها في البلاغة والفصاحة، وفيما احتوى من حقائق ومعارف عالية، لا يعتريه التبديل والتغيير والتحريف، وهذا الذي بأيدينا نتلوه هو نفس القرآن المنزّل على النبيّ، ومن ادّعى فيه غير ذلك فهو مخترق أومغالط أو مشتبه، وكلّهم على غير هدى،فإنّه كلام الله الذي {لاَ يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلاَ مِنْ خَلْفِهِ}».
                          17- قال محمّد بن محسن الشهير بالفيض الكاشاني رحمه الله المتوفّى سنة «1096 هـ» في تفسير الصافي 1 :51، المقدّمة السادسة: «إنّ ذكر بعض الروايات ممّا يوهم وقوع التحريف في كتاب الله ما ملخّصه : على هذا لم يبق لنا اعتماد بالنصّ الموجـود، وقـد قال تعالى : { وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ * لاَ يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنَ يَدَيْهِ وَلاَمِنْ خَلْفِهِ }،وقال: { إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ } ، وأيضاً يتنافى مع روايات العرض على القرآن، فما دلّ على وقوع التحريف مخالف لكتاب الله وتكذيب له، فيجب ردّه والحكم بفساده أوتأويله».
                          وقال في كتابه «علم اليقين» حينما تكلّم عن إعجاز القرآن المجيد وبعد أن نقل جملة من الروايات الموهمة بوقوع التحريف : «ويرد على هذا كلّه إشكال وهو أنّه على ذلك التقدير لم يبق لنا اعتماد على شيء من القرآن، إذ على هذا يحتمل كُلّ آية منه تكون محرّفة ومغيّرة وتكون على خلاف ما أنزله الله، فلم يبق له حجّة أصلاً فتنقضي فائدته وفائدة الأمر باتّباعه والوصيّة به.
                          وأيضاً قـال عزّ وجل : { وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ * لاَ يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بيْنَ يَدَيْهِ وَلاَ مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ } فكيف تطرّق إليه التحريف والنقصان والتغيير ؟! وأيضاً قـال الله عـزّ وجل : { إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} وأيضاً قد استفاض عن النبيّ 0 وعن الأئمّة - عليهم السلام - عرض الخبر المروي عنهم على كتاب الله ليعلم صحّته بموافقته لـه وفساده بمخالفته، فإذا كان القرآن الذي بين أيدينا محرّفاً مغيّراً فما فائدة العرض؟ مع أنّ خبر التحريف مخالف لكتاب الله مكذّب لـه، فيجب ردّه والحكم بفساده أوتأويله، ويخطر بالبال في دفع الإشكال – والعلم عند الله – أنّ مرادهم - عليهم السلام - بالتحريف والتغيير والحذف إنّما هومن حيث المعنى دون اللفظ، أيّ حرّفوه وغيّروه في تفسيره وتأويله أيّ حملوه على خلاف ما هو عليه في نفس الأمر، فمعنى قولهم: كذا أنزلت: أنّ المراد به ذلك لا ما يفهمه الناس من ظاهره، وليس المراد أنّها نزلت كذلك في اللفظ فحذف ذلك إخفاءً للحقّ وإطفاءً لنور الله».
                          18- قال الشيخ لطف الله الصافي في كتاب مع الخطيب في خطوطه العريضة: 44-46 : «القرآن معجزة نبيّنا محمّد 0 الخالدة وهو الكتاب الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، قد عجز الفصحاء عن الإتيان بمثله وبمثل سورة وآية منه، وحيّر عقول البلغاء وفطاحل الأدباء، بيّن الله تعالى فيه أرقى المباني وأسمى المبادئ ، وأنزله على نبيّه دليلاً على رسالته ونوراً للناس وشفاء لما في الصدور ورحمة للمؤمنين».
                          وقال أيضاً : «هذا القرآن هو كُلّ ما بين الدّفتين وليس فيه شيء من كلام البشر، وكُلّ سورة من سوره وكُلّ آية من آياته متواتر مقطوع به ولا ريب فيه، دلّ عليه الضرورة والعقل والنقل القطعي المتواتر.
                          هذا القرآن عند الشيعة ليس إلى القول فيه بالنقيصة فضلاً عن الزيادة سبيل، ولا يرتاب في ذلك إلاّ الجاهل أو المبتلى بالشذوذ».
                          19- وقال العلاّمة الشيخ المجلسي رحمه الله المتوفّى سنة «1111 هـ » في كتاب بحار الأنوار 92 :75 بعد أن ذكر بعض الأحاديث الموهمة بنقصان القرآن ما نصّه : «فإن قال قائل: كيف يصحّ القول بأنّ الذي بين الدفّتين هوكلام الله تعالى على الحقيقة من غير زيادة ولا نقصان وأنتم تروون عن الأئمّة عليهم السلام أنّهم قرأوا : {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} وكذلك : {جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاًً} وهذا بخلاف ما في المصحف الذي في أيدي الناس ؟ قيل لـه: قد مضى الجواب على هذا وهو أنّ الأخبار التي جاءت بتلك أخبار آحاد لا يقطع على الله تعالى بصحّتها، فلذلك وقفنا فيها ولم نعدل عمّا في المصحف الظاهر على ما أمرنا به حسب ما بيّناه، مع أنّه لا ينكر أن تأتي القراءة على وجهين منزلين أحدهما ما تضمّنه المصحف والثاني ما جاء به الخبر كما يعترف مخالفونا به من نزول القرآن على وجوه شتّى...».
                          أتصوّر أنّ هذه الأقوال كافية يا حسين، لتبيّن لك رأي علماء الشيعة الصريح بتنزيه القرآن الكريم من أي زيادة أو نقصان, وهذا الأمر ليس بخافي على علماء السنّة وإنّما كان هذا الاتّهام من فئة حاقدة عجزت عن مواجهة الحقّ فاضطرّوا إلى استعمال الأساليب الخسيسة لتشويه صورة الشيعة وحجب فكرهم عن الآخرين، وإليك بعض ممّا قاله مجموعة من أكابر علماء السنّة ومثقّفيهم.
                          علماء السنّة المعتدلين يقّرون بأنّ الشيعة لا يقولون بالتحريف:

                          أوّلاً: الأزهر يجيز التعبّد بمذهب الإماميّة، فلو كانوا يعتقدون أنّ الشيعة يقولون بتحريف القرآن لما اعتبروا الشيعة مذهب خامس، هذا ناهيك عن تأكيد علماء السنّة بتكذيب من ادّعى على الشيعة ذلك:
                          1- الأستاذ الأكبر شيخ الأزهر محمود شلتوت رحمه الله في فتواه بشأن جواز التعبّد بمذهب الشيعة الإماميّة، قيل لفضيلته: إنّ بعض الناس يرى أنّه يجب على المسلم لكي تقع عباداته ومعاملاته على وجه صحيح أن يقلّد أحد المذاهب الأربعة المعروفة وليس من بينها مذهب الشيعة الإماميّة ولا الشيعة الزيديّة، فهل توافقون فضيلتكم على هذا الرأي على إطلاقه فتمنعون تقليد مذهب الشيعة الإماميّة الاثني عشريّة مثلاً؟
                          فأجاب فضيلته :
                          1- إنّ الإسلام لا يوجب على أحد من أتباعه مذهب معيّن، بل نقول: إنّ لكُلّ مسلم الحقّ أن يقلّد بادي ذي بدء أيّ مذهب من المذاهب المنقولة نقلاً صحيحاً والمدوّنة أحكامها في كتبها الخاصّة، ولمن قلّد مذهبا من هذه المذاهب أن ينتقل إلى غيره - أيّ مذهب كان - ولا حرج عليه في شيء من ذلك .
                          2- إنّ مذهب الجعفريّة المعروف بمذهب الشيعة الإماميّة الاثني عشريّة مذهب يجوز التعبّد به شرعاً كبقيّة مذاهب أهل السنّة.
                          فينبغي للمسلمين أن يعرفوا ذلك، وأن يتخلّصوا من العصبيّة بغير الحقّ لمذاهب معيّنة، فما كان دين الله وما كانت شريعته بتابعة لمذهب أو مقصورة على مذهب، فالكُلّ مجتهدون مقبولون عند الله تعالى، يجوز لمن ليس أهلا للنظر والاجتهاد تقليدهم والعمل بما يقرّرونه في فقههم ولا فرق في ذلك بين العبادات والمعاملات .
                          2- قال الشيخ الأزهري الكبير محمّد الغزالي المصري رحمه الله في كتاب دفاع عن العقيدة والشريعة ضدّ مطاعن المستشرقين : 219- 22 : «إنّني آسف؛ لأنّ بعض من يرسلون الكلام على عواهنه، لا بل بعض من يسوقون التهم جزافاً غير مبالين بعواقبها دخـلوا في ميدان الفكر الإسلامي بهذه الأخلاق المعلولة فأساؤوا إلى الإسلام وأمّته شرّ إساءة، سمعت واحداً من هؤلاء يقول في مجلس علم: إنّ للشيعة قرآناً آخر يزيد أو ينقص عن قرآننا المعروف ! فقلت لـه: أين هذا القرآن؟
                          إنّ العالم الإسلامي الذي امتدّت رقعته في ثلاث قارّات ظلّ من بعثة محمّد 0 إلى يومنا هذا بعد أن سلخ من الزمن أربعة عشر قرناً لا يعرف إلاّ مصحفاً واحداً، مضبوط البداية والنهاية، معدود السور والآيات والألفاظ، فأين هذا القرآن الآخر؟!
                          ولماذا لم يطّلع الإنس والجن على نسخة منه من خلال هذا الدهر الطويل؟
                          ولحساب من تفتعل هذه الإشاعات وتلقى بين الأغرار ليسوء ظنّهم بإخوانهم وقد يسوء ظنّهم بكتابهم.
                          إنّ المصحف واحد يطبع في القاهرة فيقدّسه الشيعة في النجف أو في طهران ويتداولون نسخه بين أيديهم وفي بيوتهم دون أن يخطر ببالهم شيء بتة إلاّ توقير الكتاب – جلّ شأنه – ومبلّغه – 0 - فلم الكذب على الناس وعلى الوحي؟
                          ومن هؤلاء الأفّاكين من روّج أنّ الشيعة أتباع علي، وأنّ السنّيين أتباع محمّد، وأنّ الشيعة يرون عليّاً أحقّ بالرسالة، أوأنّها أخطأته إلى غيره!
                          وهذا لغو قبيح وتزوير شائن، ولكن تصديق هذا اللغوكان الباعث على تلك المجزرة المخزية التي وقعت في أبناء الإسلام من سنّة وشيعة، فجعلتهم – وهو الأخوة في الدين– يأكل بعضهم بعضاً على هذا النحوالمهين.
                          إنّ الشيعة يؤمنون برسالة محمّد 0ويرون شرف علي في انتمائه إلى هذا الرسول، في استمساكه بسنّته، وهم كسائر المسلمين لا يرون بشراً في الأوّلين والآخرين أعظم من الصادق الأمين ولا أحقّ منه بالاتّباع فكيف ينسب لهم هذا الهذر؟!
                          الواقع أنّ الذين يرغبون في تقسيم الأمّة طوائف متعادية لمّا لم يجدوا لهذا التقسيم سبباً معقولاً لجأوا إلى افتعال أسباب الفرقة، فاتّسع لهم ميدان الكذب حين ضاق ميدان الصدق.
                          لست أنفي أنّ هناك خلافات فقهيّة ونظريّة بين الشيعة والسنّة، بعضها قريب الغور وبعضها بعيد الغور، بيد أنّ هذه الخلافات لا تستلزم معشار الجفاء الذي وقع بين الفريقين، وقد نشب خلاف فقهي ونظري بين مذاهب السنّة نفسها بل بين أتباع المذهب الواحد منها، ومع ذلك فقد حال العقلاء دون تحوّل هذا الخلاف إلى خصام بارد أو ساخن».
                          3- وقال الشيخ الأزهري محمّد أبو زهرة رحمه الله في كتاب الإمام الصادق: 296 : «القرآن بإجماع المسلمين هوحجّة الإسلام الأولى وهو مصدر المصادر له، وهو سجل شريعته، وهو الذي يشتمل على كلّها وقد حفظه الله تعالى إلى يوم الدين كما وعد سبحانه إذ قال:{إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْر وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ } وإنّ إخواننا الإماميّة على اختلاف منازعهم يرونه كما يراه كُلّ المؤمنين».
                          ثمّ ذكر في نفس المصدر :329: «إنّ الشريف المرتضى وأهل النظر الصادق من إخواننا الاثني عشريّة قد اعتبروا القول بنقص القرآن أو تغييره أو تحريفه تشكيكاً في معجزة النبيّ 0، واعتبروه إنكاراً لأمر علم من الدين بالضرورة».
                          4- وقال مصطفى الرافعي في كتاب إسلامنا : 57: «والقرآن الكريم الموجود الآن بأيدي الناس من غير زيادة ولا نقصان، وما ورد من أنّ الشيعة الإماميّة يقولون بأنّ القرآن قد اعتراه النقص ... هذا الإدّعاء أنكره مجموع علماء الشيعة ... فالقرآن الكريم – إذن – هوعصب الدولة الإسلامية، تتّفق مذاهب أهل السنّة مع مذهب الشيعة الإماميّة على قداسته ووجوب الأخذ به، وهو نسخة موحّدة لا تختلف في حرف ولا رسم لدى السنّة والشيعة الإماميّة في مختلف ديارهم وأمصارهم».
                          5- وقال الدكتور علي عبد الواحد وافي في كتابه بين الشيعة وأهل السنّة: 35: «يعتقد الشيعة الجعفريّة كما يعتقد أهل السنّة أنّ القرآن الكريم هوكلام الله عزّ وجلّ المنزل على رسوله المنقول بالتواتر والمدوّن بين دفتي المصحف بسوره وآياته المرتّبة بتوقيف من الرسول صلوات الله وسلامه عليه، وأنّه الجامع لأصول الإسلام عقائده وشرائعه وأخلاقه، والخلاف بيننا وبينهم في هذا الصدد يتمثّل في أمور شكليّة وجانبيّة لا تمسّ النصّ القرآني بزيادة ولا نقص ولا تحريف ولا تبديل ولا تثريب عليهم في إعتقادها».
                          وقال أيضاً في نفس المصدر : 37 – 38 : «أمّا ما ورد في بعض مؤلّفاتهم من آراء تثير شكوكاً في النصّ القرآني وتنسب إلى بعض أئمّتهم، فإنّهم لا يقرّونها ويعتقدون بطلان ما تذهب إليه، وبطلان نسبتها إلى أئمّتهم، ولا يصحّ كما قلنا فيما سبق أن نحاسبهم على آراء حكموا ببطلانها وبطلان نسبتها إلى أئمّتهم، ولا أن نعدها من مذهبهم، مهما كانت مكانة رواتها عندهم ومكانة الكتب التي وردت فيها ... وقد تصدّى كثير من أئمّة الشيعة الجعفريّة أنفسهم لردّ هذه الأخبار الكاذبة وبيان بطلانها وبطلان نسبتها إلى أئمّتهم، وأنّها ليست من مذهبهم في شيء».
                          6- وقال البهنساوي وهو أحد مفكّري الإخوان المسلمين في كتاب السنّة المفترى عليها : 60 : «إنّ الشيعة الجعفريّة الاثني عشريّة يرون كفر من حرّف القرآن الذي أجمعت عليه الأمّة منذ صدر الإسلام ... وأنّ المصحف الموجود بين أهل السنّة هو نفسه الموجود في مساجد وبيوت الشيعة».
                          [IMG]file:///C:/WINDOWS/سطح%20المكتب/حقيبة%20الملفات/images/fr_ojqjimain_09.gif[/IMG][IMG]file:///C:/WINDOWS/سطح%20المكتب/حقيبة%20الملفات/images/fr_ojqjimain_11.gif[/IMG]

                          تعليق


                          • #15
                            مشكور أخ ممرض على الرد وأكتفي به ...

                            تعليق

                            المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                            حفظ-تلقائي
                            x

                            رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                            صورة التسجيل تحديث الصورة

                            اقرأ في منتديات يا حسين

                            تقليص

                            لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

                            يعمل...
                            X