فعلم أن هذا الحديث كان رؤيا منام بالمدينة كما جاء مفسرا في كثير من طرقه أنه كان رؤيا منام مع أن رؤيا الأنبياء وحي لم يكن رؤيا يقظة ليلة المعراج
وهو سبحانه أخبر اولا عن ( المثل العلمى ( الذى يسمى الصورة الذهنية ثم اذا كان الخبر صادقا فانه يستدل به على أن الحقيقة مطابقة لما تصوره ولهذا كان الناس انما يعبرون عن الشىء ويصفونه بما يعرفونه وتتنوع اسماؤه عندهم لتنوع ما يعرفونه من صفاته
ومن رأى الله عز وجل فى المنام فانه يراه فى صورة من الصور بحسب حال الرائى ان كان صالحا رآه فى صورة حسنة ولهذا رآه النبى ( صلى الله عليه وسلم ( فى أحسن صورة
كتاب مجموع الفتاوى، الجزء 5، صفحة 251.
ويقول بن تيمية رحمه الله
في الجزء الثاني صفحة 335-336
ولم يثبت عن ابن عباس ولا عن الإمام أحمد وأمثالهما أنهم قالوا إن محمدا رأى ربه بعينه بل الثابت عنهم اما اطلاق الرؤية واما تقييدها بالفؤاد
وليس فى شىء من أحاديث المعراج الثابتة أنه رآه بعينه وقوله ( أتانى البارحة ربى فى أحسن صورة ( الحديث الذى رواه الترمذى وغيره انما كان بالمدينة فى المنام هكذا جاء مفسرا وكذلك حديث أم الطفيل وحديث ابن عباس وغيرهما مما فيه رؤية ربه انما كان بالمدينة كما جاء مفسرا فى الأحاديث والمعراج كان بمكة كما قال تعالى ( سبحان الذى أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الأقصى ) ......
فالصحابة والتابعون وأئمة المسلمين على أن الله يرى فى الآخرة بالأبصار عيانا وأن أحدا لا يراه فى الدنيا بعينه لكن يرى فى المنام ويحصل للقلوب من المكاشفات والمشاهدات ما يناسب حالها
ومن الناس من تقوى مشاهدة قلبه حتى يظن أنه رأى ذلك بعينه
وهو غالط ومشاهدات القلوب تحصل بحسب إيمان العبد ومعرفته فى صورة مثالية كما قد بسط فى غير هذا الموضع
يقول شيخ الاسلام ابن تيميه في بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعتهم الكلامية تحقيق الدكتور محمد البُريدي طبعة الملك فهد بالمدينة المنورة (7/288-289-290-291-292-293-294) في معرض رده على القاضي أبو يعلى حول رؤية النبي صلى الله عليه وسلم لربه رؤيا عين قال : وقول ابن عباس قد جمهنا ألفاظه فأبلغ ما يقال رؤية العين : أن ابن عباس أراد بالمطلق رؤية العين ؛ لوجوه :
أحدها : أن يقال هذا المفهوم من مطلق الرؤية .
و الثاني : لأن عائشة قالت : (( من زعم أن محمداً راى ربه فقد أعظم على الله الفرية )) ، و تأولت قوله تعالى : (( لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ )) [الأنعام : 103] ، و قوله : (( وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْياً )) [الشورى : 51] / وذلك إنما ينفي رؤية العين ، فعلم أنها فهمت من قول من قال : أن محمداً رأى ربه رؤية العين .
الثالث : أن في حديث عكرمة : (( أليس يقول الرب تعالى : (( لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ )) [الأنعام : 103] ؟ فقال : لا أم لك ، ذلك نوره الذي هو نوره ، اذا تجلى بنوره لا يدركه شيء )) ، ومعلوم أن هذه الاية إنما يعارض بها من يثبت رؤية العين ؛ ولأن الجواب بقول : ذاك نوره الذي هو نوره ، اذا تجلى بنوره لا يدركه شيء ، يقتضي أن الإدراك في غير هذه الحال و أن ما أخبر به من رؤيته هو من هذا الإدراك ، الذي هو رؤية البصر ، و أن البصر أدركه ؛ لكن لم يدركه في نوره / الذي هو نوره الذي اذا تجلى فيه لم يدركه شيء.
و في هذا الخبر من رواية ابن أبي داود (( أنه سُئل ابن عباس : هل رأى محمد ربه ؟ قال : نعم . قال : وكيف رآه ؟ قال : في صورة شاب دونه ستر من لؤلؤ كأن قدميه في خضرة ، فقلت أنا لابن عباس : أليس في قوله : (( لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ )) [الأنعام : 103] قال : لاأم لك ، ذلك نوره الذي هو نوره ، اذا تجلى بنوره لا يدركه شيء )) ،وهذا يدل على أنه رآه ، و أخبر أنه رآه في صورة شاب دونه ستر ، وقدميه في خضرة ، و أن هذه الرؤية هي المعارضة بالآية ، و المجاب عنها بما تقدم فيقتضي أنها رؤية عين كما في الحديث الصحيح المرفوع عن قتادة عن عكرمة عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( رأيت ربي في صورة شاب أمرد له وفرة جعد قطط في روضة خضراء )) .
الشاب الامرد وراك وراك ولا مجال لانكار ايمان بن تيمية بالشاب الامرد
صحيح عند اصحاب نظرية عنز ولو طار
لكن عند اهل الحق والانصاف فالشيخ يقول
فعلم أن هذا الحديث كان رؤيا منام بالمدينة كما جاء مفسرا في كثير من طرقه أنه كان رؤيا منام مع أن رؤيا الأنبياء وحي لم يكن رؤيا يقظة ليلة المعراج
وهو سبحانه أخبر اولا عن ( المثل العلمى ( الذى يسمى الصورة الذهنية ثم اذا كان الخبر صادقا فانه يستدل به على أن الحقيقة مطابقة لما تصوره ولهذا كان الناس انما يعبرون عن الشىء ويصفونه بما يعرفونه وتتنوع اسماؤه عندهم لتنوع ما يعرفونه من صفاته
ومن رأى الله عز وجل فى المنام فانه يراه فى صورة من الصور بحسب حال الرائى ان كان صالحا رآه فى صورة حسنة ولهذا رآه النبى ( صلى الله عليه وسلم ( فى أحسن صورة
كتاب مجموع الفتاوى، الجزء 5، صفحة 251.
ويقول بن تيمية رحمه الله
في الجزء الثاني صفحة 335-336
ولم يثبت عن ابن عباس ولا عن الإمام أحمد وأمثالهما أنهم قالوا إن محمدا رأى ربه بعينه بل الثابت عنهم اما اطلاق الرؤية واما تقييدها بالفؤاد
وليس فى شىء من أحاديث المعراج الثابتة أنه رآه بعينه وقوله ( أتانى البارحة ربى فى أحسن صورة ( الحديث الذى رواه الترمذى وغيره انما كان بالمدينة فى المنام هكذا جاء مفسرا وكذلك حديث أم الطفيل وحديث ابن عباس وغيرهما مما فيه رؤية ربه انما كان بالمدينة كما جاء مفسرا فى الأحاديث والمعراج كان بمكة كما قال تعالى ( سبحان الذى أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الأقصى ) ......
فالصحابة والتابعون وأئمة المسلمين على أن الله يرى فى الآخرة بالأبصار عيانا وأن أحدا لا يراه فى الدنيا بعينه لكن يرى فى المنام ويحصل للقلوب من المكاشفات والمشاهدات ما يناسب حالها
ومن الناس من تقوى مشاهدة قلبه حتى يظن أنه رأى ذلك بعينه
وهو غالط ومشاهدات القلوب تحصل بحسب إيمان العبد ومعرفته فى صورة مثالية كما قد بسط فى غير هذا الموضع
لا مجال للترقيع يا القادسية فكلام شيخك واضح ولا يحتاج الى ترقيع
يقول شيخ الاسلام ابن تيميه في بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعتهم الكلامية تحقيق الدكتور محمد البُريدي طبعة الملك فهد بالمدينة المنورة (7/288-289-290-291-292-293-294) في معرض رده على القاضي أبو يعلى حول رؤية النبي صلى الله عليه وسلم لربه رؤيا عين قال : وقول ابن عباس قد جمهنا ألفاظه فأبلغ ما يقال رؤية العين : أن ابن عباس أراد بالمطلق رؤية العين ؛ لوجوه :
الحسين بن عبد الله بن أحمد أبو علي الخرقي: والد أبي القاسم الخرقي صاحب المختصر صحب جماعة من أصحاب أحمد منهم حرب وأكثر من صحبة المروذي وكان يدعى خليفة المروذي حدث عن أبي عمر الدوري المقرىء وعمرو بن علي البصري والمنذر بن الوليد الجارودي الكوفي ومحمد بن مرداس الأنصاري وغيرهم روى عنه ابنه أبو القاسم وأبو بكر الشافعي وأبو علي بن الصواف وأبو مزاحم موسى بن عبيد الله بن خاقان وأبو بكر عبد العزيز وغيرهم .
روى أبو علي الحسن بن أحمد بن الحسن الحداد الأصبهاني - وقرىء عليه - أخبرنا أبو العباس أحمد محمد بن يوسف بن مردة المسجدي الأصبهاني - إجازة - حدثنا عبد الوهاب بن جعفر بن علي الميداني حدثنا أبو بكر محمد بن عيسى بن عبد الكريم المعروف ببكير الخراز الطرسوسي - بدمشق - قال: سمعت أبا نصر المظفر بن محمد بن أحمد بن محمد الخياط حدثنا الحسين بن عبد الله الخرقي وعبدة قالا: حدثنا أبو بكر المروذي قال: قرأت على أبي عبد الله: حدثكم شاذان حدثنا حماد بن سلمة عن قتادة عن عكرمة عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه: " رأيت ربي عز وجل شاب أمرد جعد قطط عليه حلة حمراء " قال المروذي: قلت لأبي عبد الله: إنهم يقولون ما رواه إلا شاذان فغضب وقال :من قال هذا؟ ثم قال: أخبرني عفان حدثنا عبد الصمد بن كيسان حدثنا حماد بن سلمة عن قتادة عن عكرمة عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال رأيت : " ربي عز وجل " قال المروذي: فقلت: يا أبا عبد الله إنهم يقولون: ما روى قتادة عن عكرمة شيئا فقال: من قال هذا؟ أخرج خمسة ستة أحاديث أو سبعة عن قتادة عن عكرمة .
5924 - عمر بن موسى بن فيروز أبو حفص المخرمي ويعرف بالتوزي حدث عن عفان بن مسلم وعاصم بن علي وبشر بن الحارث ونعيم بن حماد روى عنه محمد بن مخلد وأبو بكر الشافعي وعمر بن سلم الختلي أخبرنا الحسين بن شجاع الصوفي أخبرنا عمر بن جعفر بن محمد بن سلم الختلي حدثنا أبو حفص عمر بن فيروز حدثنا عفان حدثنا عبد الصمد يعني بن كيسان عن حماد بن سلمة عن قتادة عن عكرمة عن بن عباس عن النبي صلى الله عليه و سلم قال رأيت ربي تعالى في صورة شاب أمرد عليه حلة حمراء قال عفان فسمعت حماد بن سلمة سئل عن هذا الحديث فقال دعوه حدثني به قتادة وما في البيت غيري وغير آخر أخبرنا علي بن محمد السمسار أخبرنا عبد الله بن عثمان الصفار حدثنا بن قانع أن عمر بن موسى التوزي المخرمي مات في سنة أربع وثمانين ومائتين
يقول شيخ الاسلام ابن تيميه في بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعتهم الكلامية تحقيق الدكتور محمد البُريدي طبعة الملك فهد بالمدينة المنورة (7/288-289-290-291-292-293-294) في معرض رده على القاضي أبو يعلى حول رؤية النبي صلى الله عليه وسلم لربه رؤيا عين قال : وقول ابن عباس قد جمهنا ألفاظه فأبلغ ما يقال رؤية العين : أن ابن عباس أراد بالمطلق رؤية العين ؛ لوجوه :
أحدها : أن يقال هذا المفهوم من مطلق الرؤية .
و الثاني : لأن عائشة قالت : (( من زعم أن محمداً راى ربه فقد أعظم على الله الفرية )) ، و تأولت قوله تعالى : (( لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ )) [الأنعام : 103] ، و قوله : (( وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْياً )) [الشورى : 51] / وذلك إنما ينفي رؤية العين ، فعلم أنها فهمت من قول من قال : أن محمداً رأى ربه رؤية العين .
الثالث : أن في حديث عكرمة : (( أليس يقول الرب تعالى : (( لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ )) [الأنعام : 103] ؟ فقال : لا أم لك ، ذلك نوره الذي هو نوره ، اذا تجلى بنوره لا يدركه شيء )) ، ومعلوم أن هذه الاية إنما يعارض بها من يثبت رؤية العين ؛ ولأن الجواب بقول : ذاك نوره الذي هو نوره ، اذا تجلى بنوره لا يدركه شيء ، يقتضي أن الإدراك في غير هذه الحال و أن ما أخبر به من رؤيته هو من هذا الإدراك ، الذي هو رؤية البصر ، و أن البصر أدركه ؛ لكن لم يدركه في نوره / الذي هو نوره الذي اذا تجلى فيه لم يدركه شيء.
و في هذا الخبر من رواية ابن أبي داود (( أنه سُئل ابن عباس : هل رأى محمد ربه ؟ قال : نعم . قال : وكيف رآه ؟ قال : في صورة شاب دونه ستر من لؤلؤ كأن قدميه في خضرة ، فقلت أنا لابن عباس : أليس في قوله : (( لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ )) [الأنعام : 103] قال : لاأم لك ، ذلك نوره الذي هو نوره ، اذا تجلى بنوره لا يدركه شيء )) ،وهذا يدل على أنه رآه ، و أخبر أنه رآه في صورة شاب دونه ستر ، وقدميه في خضرة ، و أن هذه الرؤية هي المعارضة بالآية ، و المجاب عنها بما تقدم فيقتضي أنها رؤية عين كما في الحديث الصحيح المرفوع عن قتادة عن عكرمة عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( رأيت ربي في صورة شاب أمرد له وفرة جعد قطط في روضة خضراء )) .
تعليق