إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

هل طلب الحسين (ع) من الجيش أن يتركوه يضع يده في يد زيد؟

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • هل طلب الحسين (ع) من الجيش أن يتركوه يضع يده في يد زيد؟

    بسم الله الرحمن والرحيم

    والصلاة والسلام على أشرف الخلق والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين.


    لقد قام محرفو السيرة الحسينية بإضفاء بعض الوقائع والأحداث المكذوبة، من أجل حرف الهدف الأساسي الذي خرج من أجله الحسين (ع) وأهل بيته (ع)، وذلك للطعن في ثورته وفي أهدافه النيلة، ومن هذا المنطلق رأينا أن نستعرض تحريفًا من تلك التحريفات، ألا وهي مسألة طلب الإمام الحسين (ع) من جيش يزيد أن يتركوه يذهب للطاغية يزيد ليضع يده في يد ذلك الطاغية، حيث وردت في هذه المسألة ثلاثة روايات على حسب ما تقصيناه، وهنا سوف نستعرض تلك الروايات ونرى مدى صحتها.

    الرواية الأولى:

    قال أبو معشر نجيح، عن بعض مشيخته، إن الحسين رضي الله عنه قال حين نزلوا كربلاء: ما اسم هذه الأرض قالوا: كربلاء، قال: كرب وبلاء، فبعث عبيد الله عمر بن سعد فقابلهم، فقال الحسين (ع): يا عمر اختر مني إحدى ثلاث: إما أن تتركني أن أرجع، أو أن تسيرني إلى يزيد فأضع يدي في يده، فيحكم في ما أرى، فإن أبيت فسيرني إلى الترك، فأقاتلهم حتى أموت. فأرسل عمر إلى ابن زياد بذلك، فهم أن يسيره إلى يزيد، فقال له شمر بن جوشن كذا قال، والأصح شمر بن ذي الجوشن: لا أيها الأمير، إلا أن ينزل على حكمك، فأرسل إليه بذلك، فقال الحسين (ع): والله لا أفعل. وأبطأ عمر، فأرسل إليه ابن زياد شمر المذكور فقال: إن تقدم عمر وقاتل وإلا فاقتله وكن مكانه، وكان مع عمر ثلاثون رجلا من أهل الكوفة، قالوا: يعرض عليكم ابن بنت رسول الله ثلاث خصال، فلا تقبلون منها شيئا وتحولوا مع الحسين فقاتلوا. (انظر: تاريخ دمشق لابن عساكر: ج12/ص220، تاريخ الإسلام للذهبي: ج5/ص13)

    الجواب:

    أبو معشر نجيح:
    قال الحافظ ابن حجر في تهذيب التهذيب ج10/ص422:
    تتمة كلام ابن سعد: و كان كثير الحديث، ضعيفا. و قال أبو داود أيضا: له أحاديث مناكير. و ذكره ابن البرقى فيمن احتملت روايته فى " القصص "، و لم يكن متين الرواية. و قال الساجى: منكر الحديث، وكان أميا صدوقا، إلا إنه يغلط. و قال ابن نمير: كان لا يحفظ الأسانيد. و قال الحاكم أبو أحمد: ليس بالمتين عندهم. و قال الدارقطنى: ضعيف. و قال أبو نعيم: روى عن نافع و ابن المنكدر و هشام بن عروة و محمد بن عمرو الموضوعات، لا شيء.

    فهذا الراوي ممن اتفق أهل الجرح والتعديل على ضعفه وعدم وثاقته.

    إضافة إلى جهالة شيوخه الذين يروي عنهم، فهذه الرواية ضعيفة بدرجة كبيرة فلا يمكن الاعتماد عليها أبدًا.

    الرواية الثانية:

    قال حصين: فحدثني هلال بن يساف أن ابن زياد أمر الناس أن يأخذوا ما بين واقصة إلى طريق الشام إلى طريق البصرة حفظا فلا يدعون أحدا يلج ولا أحدا يخرج، وأقبل الحسين (ع) ولا يشعر بشئ حتى أتى الاعراب فسألهم عن الناس فقالوا: والله لا ندري، غير أنك لا تستطيع أن تلج ولا تخرج، قال: فانطلق يسير نحو يزيد بن معاوية، فتلقته الخيول بكربلاء فنزل يناشدهم الله والاسلام، قال: وكان بعث إليه ابن زياد عمر بن سعد وشمر بن ذي الجوشن وحصين بن نمير، فناشدهم الله والاسلام أن يسيروه إلى أمير المؤمنين يزيد فيضع يده في يده، فقالوا له: لا ! إلا أن تنزل على حكم ابن زياد، وكان في جملة من معهم الحر بن يزيد الحنظلي ثم النهشلي على خيل، فلما سمع ما يقول الحسين (ع) قال لهم: ألا تتقون الله ؟ ألا تقبلون من هؤلاء ما يعرضون عليكم، والله لو سألتكم هذا الترك والديلم ما حل لكم أن تردوهم فأبوا إلا حكم ابن زياد ؟ فضرب الحر وجه فرسه وانطلق إلى الحسين (ع). (انظر: البداية والنهاية لابن كثير: ج8/ص184)

    الجواب:

    لم يثبت أن هلال بن يساف كان في واقعة الطف، ولم يثبت أنه كان في جيش عمر بن سعد، فهذه الرواية مرسلة.

    إضافة إلى أن الرواية تشعر القارئ بان الحسين (ع) اتخذ هذا القرار بعد أن عرف نكث الكثير من أهل الكوفة بالنصرة، إذ التجأ لهذا القرار لصون نفسه من القتل، ولكن التاريخ يحدثنا في محاورة الحسين (ع) مع أخيه محمد بن الحنفية أن الحسين (ع) كان عالمًا بأنه مقتول، وأن الله شاء أن يراه قتيلا، وشاء أن يرى النساء سبايا، مما يؤيد كذب هذه الرواية. (أنظر: ينابيع المودة للقندوزي:ج3/ص59)

    الرواية الثالثة:

    قال أبو مخنف حدثني المجالد بن سعيد الهمداني والصقعب بن زهير أنهما التقيا مرارا ثلاثا أو أربعا حسين (ع) وعمر بن سعد قال فكتب عمر بن سعد إلى عبيد الله بن زياد أما بعد فإن الله قد أطفأ النائرة وجمع الكلمة وأصلح أمر الأمة فهذا حسين قد أعطاني أن يرجع إلى المكان الذي منه أتى أو أن نسيره إلى ثغر من الثغور فيكون رجلا من المسلمين له ما لهم وعليه ما عليهم أو أن يأتي أمير المؤمنين يزيد فيضع يده في يده فيرى فيما بينه وبينه رأيه وفي هذا لكم رضى وللأمة صلاح، قال: فلما قرأ عبيد الله الكتاب، قال: هذا كتاب ناصح لأميره مشفق على قومه نعم قد قبلت. قال: فقام إليه شمر بن ذي الجوشن، فقال: أتقبل هذا منه وقد نزل بأرضك وإلى جنبك والله لئن رحل من بلادك ولم يضع يده في يدك ليكونن أولى بالقوة والعز ولتكونن أولى بالضعف والعجز فلا تعطه هذه المنزلة فإنها من الوهن ولكن لينزل على حمكك هو وأصحابه فإن عاقبت فأنة ولي العقوبة وإن غفرت كان ذلك لك والله لقد بلغني أن حسينا وعمر بن سعد يجلسان بين العسكرين فيتحدثان عامة الليل فقال له ابن زياد نعم ما رأيت الرأي رأيك.. (انظر: تاريخ دمشق لابن عساكر: ج45/ص51)

    الجواب:

    المجالد بن سعيد:
    قال ابن حجر في تهذيب التهذيب ج10/ص41:
    و قال الدارقطنى: يزيد بن أبى زياد أرجح منه، و مجالد لا يعتبر به. و قال ابن سعد: كان ضعيفا فى الحديث.و قال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج به.

    الصقعب بن زهير:
    لم يحضر واقعة الطف، ومما يؤيد ذلك أن أخباره عن واقعة الطف كلها بواسطة ولم تكن مباشرة، ومن أراد التأكد فليراجع تاريخ الطبري وغيره من الكتب التي ذكرت واقعة الطف.

    من حضر الواقعة ينفي هذا الخبر:

    وقد روى أبو مخنف: حدثني عبد الرحمن بن جندب، عن عقبة بن سمعان. قال: لقد صحبت الحسين من مكة إلى حين قتل، والله ما من كلمة قالها في موطن إلا وقد سمعتها، وإنه لم يسأل أن يذهب إلى يزيد فيضع يده إلى يده، ولا أن يذهب إلى ثغر من الثغور، ولكن طلب منهم أحد أمرين، إما أن يرجع من حيث جاء، وإما أن يدعوه يذهب في الأرض العريضة حتى ينظر ما يصير أمر الناس إليه. (أنظر: البداية والنهاية لابن كثير: ج8/ص189، تاريخ الطبري: ج4/ ص313، الكامل في التاريخ لابن الأثير: ج4/ص54)

    كلام الإمام الحسين لا يتوافق مع الأخبار:

    مما يؤيد سقوط هذه الأخبار الكاذبة هو كلام الإمام الحسين (ع) – خاصة التي كانت قبل واقعة الطف- لأصحابه وأهل بيته (رض)، وسننقل بعض تلك الأخبار:

    1- يروي الطبري في تاريخه: (قام الحسين (ع) بذى حسم فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: إنه قد نزل من الامر ما قد ترون وإن الدنيا قد تغيرت وتنكرت وأدبر معروفها واستمرت جدا فلم يبق منها إلا صبابة كصبابة الاناء وخسيس عيش كالمرعى الوبيل ألا ترون أن الحق لا يعمل به وأن الباطل لا يتناهى عنه ليرغب المؤمن في لقاء الله محقا فانى لا أرى الموت إلا شهادة ولا الحياة مع الظالمين إلا برما) (تاريخ الطبري: ج4/ص405، تاريخ الإسلام: ج5/ص12، تاريخ دمشق لابن عساكر: ج14/ص217).

    2- وكذلك يروي الطبري في تاريخه ج4 /ص405 عندما جاء الحر بن يزيد الرياحي يقول له (ع): (يا حسين إني أذكرك الله في نفسك فانى أشهد لئن قاتلت لتقتلن ولئن قوتلت لتهلكن فيما أرى)، فقال له الحسين (ع): أفبالموت تخوفني وهل يعدو بكم الخطب أن تقتلوني ما أدرى ما أقول لك، ولكن أقول كما قال أخو الأوس لابن عمه ولقيه وهو يريد نصرة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له أين تذهب فإنك مقتول فقال:


    سأمضي وما بالموت عار على الفتى * إذا ما نوى حقا وجاهد مسلما

    وآسى الرجال الصالحين بنفسه * وفارق مثبورا يغش ويرغما


    3-ويروي ابن عساكر في تاريخه ج14/ص219: ألا وإن البغي قد ركن بين اثنتين بين المسألة والذلة وهيهات منا الدنية أبى الله ذلك ورسوله والمؤمنون وحجور طابت وبطون وأنوف حمية ونفوس أبية أن تؤثر مصارع الكرام على ظئار اللئام ألا وإني زاحف بهذه الأسرة على قل العدد وكثرة العدو وخذلة الناصر ثم تمثل:


    فإن نهزم فهزامون قدما * وإن نهزم فغير مهزمينا

    وما إن طبنا جبن ولكن * منايانا وطعمة آخرينا


    3- ويروي المجلسي في بحاره ج44/ص366 عن الحسين (ع) أنه قال: (خط الموت على ولد آدم مخط القلادة على جيد الفتاة، وما أولهني إلى أسلافي اشتياق يعقوب إلى يوسف، وخير لي مصرع أنا لاقيه كأني بأوصالي تقطعها عسلان الفلوات، بين النواويس وكربلا فيملان منى أكراشا جوفا، وأجربة سغبا لا محيص عن يوم خط بالقلم، رضى الله رضانا أهل البيت، نصبر على بلائه ويوفينا أجور الصابرين لن تشذ عن رسول الله صلى الله عليه وآله لحمة هي مجموعة له في حظيرة القدس تقر بهم عينه، وينجز لهم وعده، من كان باذلا فينا مهجته، وموطنا على لقاء الله نفسه فلير حل فانى راحل مصبحا، إن شاء الله)

    جميع هذه الأقوال، وغيرها تدل بشكل لا غبار عليه أن الحسين (ع) كان يعلم حق العلم أنه مقتول لا محال في كربلاء، وإنه ما خرج إلا وهو عازم على الحرب وعلى مقاتلة جيش يزيد، فهل للحسين (ع) أن يتراجع بعد ذلك، ويمسح جميع ما قاله، أليس هو القائل لأخيه بأن الله شاء أن يراه مقتولا، فهل للحسين (ع) أن يخالف مشيئة الله؟!!.

    ومن هذه الأقوال يظهر أن الحسين (ع) خرج من أجل مبدأ ورسالة، من أجل الإصلاح في أمة جده، من أجل إعادة الإسلام إلى طريقه الصحيح، فهل ممن تربى في حجر الرسول (ص) وعلي (ع) وفاطمة (ع) يذهب ويضع يده في يد طاغية ويتخلى عن مبادئه وقيمه؟!!

    وبعد كل هذا يظل هناك سؤال: الإمام الحسين (ع) طلب من الجيش الأموي أن يتركوه يذهب ليضع يده في يد يزيد، ولكن ابن زياد رفض إلا أن ينزل على أمره -أي أمر ابن زياد-، فما الذي يريده ابن زياد ولم يكن يريده يزيد ليمنعه من الذهاب ليزيد؟!!

    أليس ما يريده ابن زياد هو البيعة من الحسين (ع) ليزيد، والطاعة للطاغية؟!

    كل ما ذكرنا يدلل وبشكل جلي على أن هذه الحادثة مفتعلة من أجل تحريف القيم الإسلامية والمبادئ التي خرج من أجلها الحسين (ع).


    والحمد لله رب العالمين

  • #2
    المشاركة الأصلية بواسطة الصادقي






    لقد قام محرفو السيرة الحسينية بإضفاء بعض الوقائع والأحداث المكذوبة، من أجل حرف الهدف الأساسي الذي خرج من أجله الحسين (ع) وأهل بيته (ع)، وذلك للطعن في ثورته وفي أهدافه النيلة،

    السلام عليكم
    بحث جيد وجميل
    ولكن يا حبذا لو يترك للقارئ ان يستنتج بدل ان تتم المبادرة الى اعطاء النتيجة والجزم بها
    فالاستنتاجات لن تكون واحدة

    تعليق


    • #3
      وعليكم السلام شيخنا العزيز..

      لا شك ان استنتاجي يعبر عن رأيي وما استنتجته بنفسي..
      اي قارىء آخر يمكن ان يستنتج، وقد يكون استنتاجه أفضل من استنتاجي..

      وشكراً لمروركم شيخنا..

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      x

      رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

      صورة التسجيل تحديث الصورة

      اقرأ في منتديات يا حسين

      تقليص

      لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

      يعمل...
      X