ولمّا رجع كعب بن جابر إلى أهله عتبت عليه امرأته النوار ، وقالت:
أعنت على ابن فاطمة ، وقتلت سيّد القرّاء ، لقد أتيت عظيماً من الأمر ،
واللّه لا أكلمكَ من رأسي كلمة أبداً ، فقال :
سَلي تُخبَري عنِّي وأَنتِ ذميمةٌ غَداةَ حُسينٍ والرِّماح شوارعُ
ونادى حنظلة بن سعد الشبامي :
َيا قَومِ إنّي أخافُ عَلَيكُم مَّثلَ يَومِ الأحزَابِ ، مِثْل دَأبِ قَومِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِم وَمَا اللّهُ يُرِيدُ ظُلماً لِلعِبَادِ * وَيَا قومِ إنّي أخَافُ عَلَيكُم يَومَ التَّنادِ * يَومَ تُوَلُّونَ مُدبِرِينَ مَالَكُم مَّن اللّهِ مِن عَاصِمٍ وَمَن يُضلِلِ اللّهُ فَما لَهُ مَن هَادٍ . يا قوم لا تقتلوا حسيناً ، فيسحتكم اللّه بعذاب وقد خاب من افترى ، فجزّاه الحسين خيراً ، وقال : رحمك اللّه ، إنّهم قد استوجبوا العذاب حين ردوا عليك ما دعوتهم إليه من الحق ، ونهضوا إليك ليستبيحوك وأصحابك ، فكيف بهم الآن وقد قتلوا إخوانكم الصالحين ؟ قال : صدقت يا ابن رسول اللّه ، أفلا نروم إلى الجنّة ؟ فقال الحسين(ع ) نعم .
فأستأذن الحسين(ع ) فأذن له ، فسلّم على الحسين ، وبرز يقاتلهم قتالاً شديداً حتى قَتَل عدداً منهم ، وقُتِل رضوان اللّه عليه .
وأقبل عابس بن أبي شبيب ألشاكري على شوذب مولى شاكر ، وكان شوذب
من الرجال المخلصين ... وداره مأ لفاً للشيعة ، يتحدثون فيها في فضل أهل البيت(ع): فقال : يا شوذب ما في نفسك أن تصنع ؟ قال : أُقاتل معك حتى أُقتل ، فجزّاه خيراً ، وقال له : تقدّم بين يدي أبي عبد اللّه حتى يحتسبك كما أحتسب غيرك ، وحتى أحتسبك ، فإنّ هذا يوم نطلب فيه الأجر بكل ما نقدر عليه فسلّم شوذب على الحسين(ع) وقاتل قتال الأبطال وقَتل جماعة ، حتى قُتِل رضوان اللّه عليه . ووقف عابس أمام أبي عبد اللّه(ع)
وقال : ما أمسى على ظهر الأرض قريب ولا بعيد أعز عليَّ منك سيدي ،
ولو قدرت أن أدفع الضيم عنك بشيء أعز عليَّ من نفسي لفعلت .
السلام عليك ، أشهد أني على هداك وهدى أبيك ! ومشى نحو القوم مصلتاً سيفه ، وبه ضربة على جبينه ، فنادى : ألا رجل يبارزني ؟ فلم يبرز له أحد من الرجال ، وأحجموا عنه ، لأنّهم عرفوه أشجع الناس .
فقاتلهم قتال الأبطال ، وهم ينهزمون من بين يديه ، حتى قَتَلَ منهم جماعة
فصاح عمر بن سعد : أرضغوه بالحجارة ، فرُميَ بها ، فلمّا رأى ذلك ، ألقى درعه ومغفره ، وشدّ على الناس ، وإنّه ليطرد أكثر من مائتين ، ثم تعطفوا عليه من كل جانب ، فقتلوه رضوان اللّه عليه .
ووقف جون مولى أبي ذر الغفاري أمام الحسين يستأذنه
فقال(ع) : يا جون ، إنّما تبعتنا طلباً للعافية ، فأنت في إذن مني ،
فوقع على قدميه يقبلهما ويقول : سيدي أنا في الرخاء ألحس قصاعكم ،
وفي الشدّة أخذلكم ، لا واللّه ، سيدي إنّ ريحي لنتن ، وحسبي للئيم ، ولوني لأسود ، فتنفس عليَّ بالجنة ، ليطيب ريحي ، ويشرف حسبي ، ويبيض لوني ،
لا واللّه لا أُفارقكم حتى يختلط هذا الدم الأسود مع دمائكم فاذن له الحسين(ع ) فبرز يقاتلهم قتالاً شديداً ، حتى قتَلَ منهم خمسة وعشرين رجلاً
ثم قُتِلَ رضوان اللّه عليه .
أعنت على ابن فاطمة ، وقتلت سيّد القرّاء ، لقد أتيت عظيماً من الأمر ،
واللّه لا أكلمكَ من رأسي كلمة أبداً ، فقال :
سَلي تُخبَري عنِّي وأَنتِ ذميمةٌ غَداةَ حُسينٍ والرِّماح شوارعُ
ونادى حنظلة بن سعد الشبامي :
َيا قَومِ إنّي أخافُ عَلَيكُم مَّثلَ يَومِ الأحزَابِ ، مِثْل دَأبِ قَومِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِم وَمَا اللّهُ يُرِيدُ ظُلماً لِلعِبَادِ * وَيَا قومِ إنّي أخَافُ عَلَيكُم يَومَ التَّنادِ * يَومَ تُوَلُّونَ مُدبِرِينَ مَالَكُم مَّن اللّهِ مِن عَاصِمٍ وَمَن يُضلِلِ اللّهُ فَما لَهُ مَن هَادٍ . يا قوم لا تقتلوا حسيناً ، فيسحتكم اللّه بعذاب وقد خاب من افترى ، فجزّاه الحسين خيراً ، وقال : رحمك اللّه ، إنّهم قد استوجبوا العذاب حين ردوا عليك ما دعوتهم إليه من الحق ، ونهضوا إليك ليستبيحوك وأصحابك ، فكيف بهم الآن وقد قتلوا إخوانكم الصالحين ؟ قال : صدقت يا ابن رسول اللّه ، أفلا نروم إلى الجنّة ؟ فقال الحسين(ع ) نعم .
فأستأذن الحسين(ع ) فأذن له ، فسلّم على الحسين ، وبرز يقاتلهم قتالاً شديداً حتى قَتَل عدداً منهم ، وقُتِل رضوان اللّه عليه .
وأقبل عابس بن أبي شبيب ألشاكري على شوذب مولى شاكر ، وكان شوذب
من الرجال المخلصين ... وداره مأ لفاً للشيعة ، يتحدثون فيها في فضل أهل البيت(ع): فقال : يا شوذب ما في نفسك أن تصنع ؟ قال : أُقاتل معك حتى أُقتل ، فجزّاه خيراً ، وقال له : تقدّم بين يدي أبي عبد اللّه حتى يحتسبك كما أحتسب غيرك ، وحتى أحتسبك ، فإنّ هذا يوم نطلب فيه الأجر بكل ما نقدر عليه فسلّم شوذب على الحسين(ع) وقاتل قتال الأبطال وقَتل جماعة ، حتى قُتِل رضوان اللّه عليه . ووقف عابس أمام أبي عبد اللّه(ع)
وقال : ما أمسى على ظهر الأرض قريب ولا بعيد أعز عليَّ منك سيدي ،
ولو قدرت أن أدفع الضيم عنك بشيء أعز عليَّ من نفسي لفعلت .
السلام عليك ، أشهد أني على هداك وهدى أبيك ! ومشى نحو القوم مصلتاً سيفه ، وبه ضربة على جبينه ، فنادى : ألا رجل يبارزني ؟ فلم يبرز له أحد من الرجال ، وأحجموا عنه ، لأنّهم عرفوه أشجع الناس .
فقاتلهم قتال الأبطال ، وهم ينهزمون من بين يديه ، حتى قَتَلَ منهم جماعة
فصاح عمر بن سعد : أرضغوه بالحجارة ، فرُميَ بها ، فلمّا رأى ذلك ، ألقى درعه ومغفره ، وشدّ على الناس ، وإنّه ليطرد أكثر من مائتين ، ثم تعطفوا عليه من كل جانب ، فقتلوه رضوان اللّه عليه .
ووقف جون مولى أبي ذر الغفاري أمام الحسين يستأذنه
فقال(ع) : يا جون ، إنّما تبعتنا طلباً للعافية ، فأنت في إذن مني ،
فوقع على قدميه يقبلهما ويقول : سيدي أنا في الرخاء ألحس قصاعكم ،
وفي الشدّة أخذلكم ، لا واللّه ، سيدي إنّ ريحي لنتن ، وحسبي للئيم ، ولوني لأسود ، فتنفس عليَّ بالجنة ، ليطيب ريحي ، ويشرف حسبي ، ويبيض لوني ،
لا واللّه لا أُفارقكم حتى يختلط هذا الدم الأسود مع دمائكم فاذن له الحسين(ع ) فبرز يقاتلهم قتالاً شديداً ، حتى قتَلَ منهم خمسة وعشرين رجلاً
ثم قُتِلَ رضوان اللّه عليه .
تعليق