تويت
الظاهرة فهي النيولوك التي أصبحت هوسا جديدا عندبعض الشباب مما جعلهم يطيلون شعورهم ويصبغونها بألوان مختلفة كما جعلت بعض الفتياتيرتدين الملابس الغريبة علي مجتمعنا وعاداتنا وتعاليمنا اقتداء بنجوم الفن ـ فلماذايفعلون ذلك؟
يقول سامح شلبي ـ25 سنة:
كنت من الشباب الذين أصيبوا في فترة من الفترات بهوس النيولوك وتقليد الفنانين مما تسبب فيحدوث خلافات كبيرة بيني وبين والدي بسبب ما فعلته بنفسي وذلك عندما قلدت الفنانعمرو دياب عندما أطال شعره وصبغه باللون الاصفر فقد فعلت نفس الشيء وعندما فوجيءوالدي بهذا الشكل وسألني ما الذي فعلته بنفسي قلت له إنه النيولوك الجديد لعمرودياب فثار علي ثورة كبيرة وقال لي: إن شكلي أصبح شاذا وغير لائق هذا بالاضافة اليمقاطعة أمي وإخوتي لي حتي أصدقائي اتهموني بالجنون وقالوا لي نحن لا يمكن أن نمشيمعك وأنت بهذا الشكل فأنت أصبحت مثل البنات وشعرت بالفعل بسطحية ما فعلته بنفسيوأني أصبحت محل سخرية لكل من يراني سواء من أسرتي أو اصدقائي فقررت بيني وبين نفسيأن أرجع لشكلي الطبيعي وقصصت شعري حتي عاد الي لونه الطبيعي وقررت الا اتبع أيظاهرة جديدة مرة اخري مهما تكن, وأن أختار من الموضة ما يناسبني فقط كما أني أنصحالشباب بعدم إتباع مثل هذه الظواهر لأنها لا تؤدي بهم إلا إلي سخرية كل من حولهموإتهامهم بالهيافة والسطحية.
أما هيثم عادل23 سنة فله رأي مختلف يقول:
إن الانسان بشكل عام والشباب بشكل خاص يجب أن يكون شكله مرتبا وأن يختار من كل موضة جديدة ما هو مناسبله ولشكله ولامكانياته المادية لأن الانسان قد يكون شكله جميلا ويرتدي ملابس عليالموضة ولكنها في نفس الوقت بتكلفة بسيطة ولا تخرج عن عادات المجتمع وتقاليده وهذاالشكل البسيط يدعم ثقة الشاب بنفسه لأنه كلما لجأ للبساطة وعدم التكلف في مظهرهفهذا معناه إنه إنسان لديه فكر جيد وهدف حقيقي يسعي لتحقيقه وكلما كان الشاب طموحاولديه أهداف ومسئوليات واضحة يحاول أن يسعي الي تحقيقها فإن هذا يشغله بالتأكيد عنأي شيء آخر خاصة لو كان سطحيا تافها مثل الاهتمام المريض بالمظهر والذي يعتبر مكملالشخصية الانسان وليس أساسيا فيها.
وتقول آثار السيد23 سنة:
ـ لجأت إلي عمل نيولوك لتغيير شكلي حتي لاأشعربالملل فالانسان إذا ظل لفترة طويلة لاتغير في شكله بالتأكيد سوف يمل مظهره وبالفعلأنا أتبع الشكل الذي يظهر به نجوم السينما والتليفزيون والموديلز ومعظم صديقاتييفعلن مثلي لأننا نشعر دائما ان لدينا رغبة بأن نكون مثل هؤلاء النجوم.
تقول مها حسني /آداب :
ظاهرةالنيولوك هذه أصبحت منتشرة في الجامعة بشكل يكاد يكون مجنونا والمثير ان زملائي فيالجامعة أحيانا يخترعون موضات جديدة فأفاجأ مثلا بمجموعة كبيرة منهم يرتدون لوناواحدا ويصبغون شعورهم بلون واحد لدرجة جعلت الشباب يشبهون بعضهم ولا توجد شخصيةمميزة لكل واحد كما أني أندهش من كثرة عمليات التجميل بين الشباب والفتيات بدون أيداع متناسين تماما ما لهذه العمليات من خطورة وآثار سلبية علي الصحة خاصة عملياتتدبيس المعدة التي أصبح يلجأ اليها معظم الشباب الآن بديلا للرجيم.
وتقول الدكتورة/ هالة منصور أستاذ علم الاجتماع:
أصبح هناك هوس جديد لديالشباب اسمه النيولوك أو تغير المظهر وكانت هذه الظاهرة في البداية مقصورة عليالفنانين ولاعبي الكره وحتي الفنانين كان التغير المستمر في شكلهم مرتبطا باختلافالأدوار التي يؤدونها ولكن الآن الوضع اختلف نظرا لتعدد القنوات الفضائية ومايظهرفيها من أشكال غريبة وليست مقبولة في كل المجتمعات... والذي أريد أن أنبه عليهبشدة هو أن التغيير في الشكل قد يكون مطلوبا في بعض الأحيان ولكن في إطار قيمناوعاداتنا وتقاليدنا. لكن للأسف مايحدث الآن سواء عند بعض الفتيات أو حتي الشبابأصبح شيئا غير لائق بطبيعتنا وعادات مجتمعنا الذي يعتبر الحكم الأول علي تصرفات كلشخص يعيش به فالشباب اليوم يرتدي ملابس غريبة الشكل ليس بها أي نوع من أنواعالتناسق أو الاحترام كما إن الفتيات بدأن للأسف يقلدن ما يشاهدنه في التليفزيوناعتقادا منهن بأن هذه هي الموضة وإنها حرية شخصية ولكن الأمر هنا تعدي حدود الحريةالشخصية ودخل في منطقة الشذوذ العقلي والشكلي وأصبح هناك هوس بتقليد كل تقليعهجديدة حتي لو كانت غير لائقه علي الشخص الذي يقلدها أو علي المجتمع ككل. وبعضالشباب الذي يلجأ إلي هذه الظواهر الغريبة في شكله قد يكون أصلا يحاول الهروب منبعض المشاكل في حياته عن طريق ابتداع هذه الأشياء الغريبة وذلك حتي يلفت النظر إليهبأي شكل من الأشكال وأعتقد ان الانسان الذي يلجأ لمثل هذه الأشياء هو الانسانالفارغ ضعيف الشخصية الذي لايجد بداخله أو في شخصيته مايلفت النظر إليه مما يضطرهإلي محاولة لفت نظر الآخرين إليه بشكله وليس بشخصيته وهذا بالتأكيد يعتبر انحرافافكريا وسلوكيا بل أدي الأمر إلي ان بعض الفتيات قد يلبسن الحجاب مثلا لمجرد تقليدإحدي صديقاتهن وبالتالي فهن يلبسن هذا الحجاب دون اقتناع وبالتالي نجدهن يخلعنالحجاب مرة أخري بعد فترة قصيرة. لذلك يجب علي الشباب أن يتعامل مع مظهرهوالتجديد في مظهره بشكل أكثر جديه وأن يرتدي دائما ماهو مناسب له ولتقاليد وعاداتالمجتمع أيضا حتي لايصبح مسخة بين الناس.
أما الدكتور ناجي جميل/استشاري الطب النفسي فيقول:
ظاهرة النيولوك هذه ظاهرة موجودة عندنا منذفترة طويلة جدا ولاتعتبر حديثه علينا وبالتأكيد لكل زمن النيولوك الخاص به وهذهالظاهرة دائما مايهتم بها الشباب في سن المراهقة لأنه في هذه الفترة تحدث عندهاختلالات نفسية قد تؤدي إلي عدم الاتزان أو تحديد الهدف الخاص به وبالتالي يتمردعلي أهله وعلي التقاليد والأعراف السائدة في المجتمع فهذه مرحلة طبيعية في النمولأنه بذلك يشعر إنه شخصية مستقلة ولكن هنا يجب دائما أن يكون الشباب خاضعا لنظروتوجيه الآباء لأن هذه الظاهرة أو الاهتمام بالظهور دائما بشكل جديد وغريب إذا زادتعن المفروض والمسموح به فيكون الشاب هنا عرضة للانحراف السلوكي والشذوذ النفسي وهذافي الغالب يكون ناجحا عن مشكلة نفسيه قد تكون عدم التوافق والتصالح مع نفسه ومع منحوله سواء الأهل أو الأصدقاء أو المجتمع ككل وبالتالي تحدث هوه وفجوة كبيرة مابينالشباب والمجتمع والتي تقود الشباب بدورها إلي خواء وفراغ نفسي وعدم وجود قضية أوهدف خاص به مما يجعله يتخلي عن أي مسئولية واقعة عليه حتي مسئولية دراسته ونجاحهبها وتجعله يري أن السبيل الوحيد للفت النظر إليه هو الظهور بشكل شاذ سواء عليالمستوي المظهري أو التصرفات حتي يصبح متفردا بأي شيء في حياته لذلك يجب علي الشبابدائما أن يخلق لنفسه هدفا يسعي لتحقيقه حتي لو كان هدفا بسيطا لأنه كلما حقق هدفابسيطا في حياته فأنه في النهاية سيجد نفسه حقق بهذه الاهداف الصغيرة هدفا كبيراويجب أيضا ألايترك نفسه فريسة لليأس والإحباط والفراغ ويحاول دائما أن يبحث لنفسهعن أي فرصة عمل حتي لو كانت بسيطة المهم أن يحاول بإخلاص حتي يصل إلي حلمهالحقيقي. كما يجب علينا نحن كآباء أن نأخذ بيد أبنائنا ولانتركهم دون توجيه ولكنلايجب أن يكون هذا التوجيه في صورة أوامر وتعليمات وإنما يجب أن نصادقهم ونقترب منأفكارهم وأحلامهم ولانهاجمهم علي أي ظاهرة جديدة يلجأون إليها إنما نحاول أن نفهمهملماذا لجأوا إلي مثل هذا السلوك وذلك حتي نصل بهم إلي بر الأمان.
تحقيق : رانيا نور/ مجلة الشباب
تحياتي