
الميزان العادل لمفردات القاموس السياسي لم يأتي عن ألفاض براقة فارغة وإنما تعبر عن واقعية نظرية أو تطبيقية وبتعبير أخر مجازي أو مباشر وغالباً ما تكون شائعة التداول مفهومة القصد ومعروفة الاتجاه والميول .الدولة والحكومة من المفردات البديهية في عالم السياسة لان التقدم الحاصل في المجتمعات انتقل في تدرج المفاهيم الجماعية وانتهى إلى مفهوم الدولة التي ترتكز على الأرض والشعب والحكومة المسؤولة عن حقوق وواجبات المواطنين وفق دستور ينظم شؤون الدولة المختلفة .
الخارطة السياسية والعادات والتقاليد وخصوصيات الدين وقيادات وقواعد المجتمع المدني والثروات الطبيعية وديموغرافية السكان في العراق بديهيات في ذاكرة العراقيين لكن التعصب الموروث والتدني الثقافي والإهمال العلمي ودوامة التدخل الأجنبي ترك الأثر الواضح على معاناة الناس وانقسامهم على نفسهم ما بعد التغير الحاصل للحكومة الصدامية البائدة لان الحالة العراقية التي امتدت إلى ما قبل التغير شهدت الحكم السياسي الدكتاتوري والتميز العرقي والطائفي وتدمير الاقتصاد العراقي والإقصاء الفكري والزيف الإعلامي وأمام تجاهل عربي وإسلامي وشعب عراقي مكبل وعمالة بعثية للأجنبي مما مهد الأرضية المشتركة لما حدث للدكتاتورية الصدامية لكن واقع الحال إمام ثوابت مشتركة لا مناص منها هي الحكومة القوية المنتخبة والأمن وبناء البنية التحتية والسيادة الوطنية ورفض التدخل الإقليمي والدولي وكل عمل يحقق رفاهية الشعب واحترام الثوابت الدينية والوطنية وتقدم الدولة وتحت أي عنوان سيرى النور وما عدى ذلك فلن يجد الرأي الأخر مكان أو صوت مسموع في العراق الجديد
ماجد القيسي
22/2/2007
تعليق