وتبقى الاشكالية الكبرى في ثقافة الوعظ الدينى في كونها لاتعدوا غالبا من :
أولا: تنكرها لكل حقيقة ثابتة لاتنسجم ومواقفها وطمسها لكل نصا مقدس لا يتوافق مع ثقافتها ورميه باشنع التهم وقذفه باقبح الصفات جهلا وتعصبا وان تبرقعت بمسميات (الوسطية والاعتدال ) او تلفعت بمقولات( ثقافية وحضارية) و يكون بتحميل النص وتحويره بما لم يرد او سحبه على حاله اختلفت فيها الظروف والاحوال واظلال العباد.
وفي هذا الصدد يقول كبير أئمة الحنابلة ابن القيم الجوزيه: (من افتى الناس بمجرد النقل من الكتب متجاهلا اختلاف الناس في اعرافهم وعوائدهم وازمنتهم واحوالهم فقد ضل واضل وكانت جنايته على الدين ...)
ثانيا: تحويرها وقلبها للمفاهيم لصياغة تفكير ومعتقدات الناس كما جبلوا هم على تفكيره واجبروا على استنتاجه وخضعوا لاعتقاده ويمنحوا لانفسهم من غير جدال وبلا اعتراض (الحق المقدس )في تطويع وتغير ارادة الناس وخياراتهم ومشاعرهم علما ان (فتاوى) رجال الدين ليس لها صفة الالزام ولاخاصية الفرض والجبر لكن وعاظ السلاطين على سيرة اسيادهم المتجبرين لايبغون اقل من الفرض ولا ادنى من الجبر حسب ما يملوه ويريدوه اي وعظ (املاءات) جوفاء ومن غير سند قرآني او دليل عقلي وكل اسانيدها تلفيقات وتخرصات هوى .. وزعيق صياح .. وحماسة خطاب ..وكلمات رنانه لاتغني ولاتسمن من جوع
وللامام علي قول رائع في وصف ادعياء العلم بتزوير الحقائق وتأويل الاحكام وعطف الخطاب على سليقته وحسب رأيه عظم الصغير ويتجاهل الخطير حسب الهوى قائلا

ويقول د. هيكل منتقدا الحاله التي وصلت اليها الأمة من تقهقر على ايدي صنائع الحكام المتزيين بلبوس الدين ويبين شديد خطرهم.. قائلا

ثالثا: الوعظ الديني كما هو واضح يتخذ ملكا فرضيا قسريا واملايا قهريا متجبرا مسيطرا على الامة متسربلا برداء (السلطة المقدسة) التي لاتستهلك صلاحياتها ولاينفذ وقتها فيتقدم الى الناس برداء الرسالات وبرد الانبياء وثوب السلف وعبائة الموروث المتقمص لسلطة السماء الحائز لصميم تلك المعطيات جميعا ومحصنها حيال الاعداء ليتخذ منها ملجأ ليعبث في شؤون الامة ومصيرها من ناصية منبر الوعظ الديني منفذا متميزا في ممارسة صرخاته البهلوانية وهتافاته التهريجية واحزانه التمثيلية في تراجيدية مأساوية على ما وصلت اليه الامة ومصائر المسلمين وتردي الدين من منطلق الحرص الشديد والرحمة باوضاع المؤمنين وما ألت اليه احوالهم ولا خلاص لهم ولانجاة الا بوجوب الانصياع لاوامره ونواهيه وتلبية ارشاداته ومراميه من باب (النيابة الالهية).
ويشن الامام محمد عبده حربا شعواء على اولئك الذين سخروا الدين لمطامعهم ونزواتهم ويجردهم مما توشحوا به من براقع القدسية الزائفة بقوله ( ان الايمان بالله يرفع الخضوع والاستعباد للرؤساء الذين استذلوا البشر بالسلطه الدينيه وهي دعوى القداسه والوساطه عند الله ودعوى التشريع والقول على الله بدون اذن الله فالمؤمن لايرضى ان يكون عبدا لبشر مثله )
ويبين المصطفى (ص) الدور العظيم لرجل الدين في حفظ الرسالة بشرط ان يستقيموا ولم يداخلوا في دجل السياسة الماكرة عن انس قال قال النبي (ص)

وامتد تأثير الغلو في التعصب لينعكس على نهج التعامل مع الحقائق ووقائع التاريخ وروح المبادىء فراح اغلب المفسرين والمحدثين والرجالين والفقهاء والمؤرخين ينقادون للنزعة الطائفية المشبعة بالعصبية للهوى والتقليد الاعمى معتمدين على الخرافات والادعاءات التي تؤجج نار الفرقة وتزيد الانقسام لتطغي حدة الخلاف على روح الحقيقة وتدفع الامور في مسار لايخضع لمنهج الدين ولا لمنطق العقل ولايلتزم بالحجة والدليل منساقا الى الاهواء وغرضا لرغبات الحكام وتزلفا لذوى السلطان ومجارات للعوام والرعاع
ملا قرضاوي لاتطش جهلا فقد تكشفت اوراقك وخلا وفاض جرابك ولاينطلي عظيم مكرك وخبيث خدعك لتجر الامة الى فتنة هوجاء واحداث شقاق بين الاخوة (الشيعة والسنة)وتريد ان تجعلها جذعة كما فعل اسلافك واستقدموا جحافل التتر فاستقوا بهم على اخوانهم فكانت الكارثة الا يكفيك استدامة بقاء اسيادك بين اظهركم لحمايتك و نحذرك ان تستمر على سالف غيك لتعبث بعقول بعض العوام.
لقد ضحينا في سبيل (الوحدة)بكل غالي ونفيس وصبرنا وصمدنا وفي العين قذى وفي الحلق شجى وسالمنا ما سلمت امور المسلمين لاجلها والتمسك بالنهج النبوي الكريم كما اوصانا بذلك القران الكريم

واخير حدث ما اراع الامة حضور الجم الغفير لرجال الدين في مؤتمر الدوحة وسكوتهم على اباطيل الظلال وفتنة كبير الاحبار وتسويف انهزامي من البعض الاخرعن اداء مفروض الحق من تعديات شر الاشرارالملا قرضاوى على رؤوس الاشهاد التي تجاوزت فيها كل حدود الدين وفضائل الخلق واسلوب الادب ومشاعر الامة
وهنا نسترعي انتباه المرجعيات الدينية وعلماء الامة للخطر العظيم المحيق من بدعة فتنة (سب الصحابة) والصاقها بالشيعة في هذا الظرف العصيب وان يضاعفوا جهودهم لدرئها واطفاء نائرتها وفضح المتورطين بها وتوضيح ماخفي منها للامة وبيان المفترى بكل ملابساته وخلفياته وبيان الحقائق للتفهيم والتوعية من مخاطر هذا الوباء المستطير.
والامام على يقول :قصم ظهري اثنان عالم متهتك وجاهل متنسك.
منقول عن ( مجموعة الحوت البريدية / حميد علي )
تعليق