رسالة السماء ... ((يد الله فوق أيديهم))(9)
رسالة السماء... ((يد الله فوق أيديهم )) ... سلسلة حلقات نتأملفيها الدور الغيبي الإلهي في حفظ هذا المذهب منذ وفاة رسول الله (ص) وحتى ظهور صاحبالعصر والزمان (أرواحنا لتراب مقدمه الفداء) ... فدعونا نتأمل في قدرة الله عزوجلوفي عظمته ومشيئته ...
مع الحلقة التاسعة من هذه السلسلة ...
الأسرار الغيبية في ثورة الحسين (ع)
في يوم العاشر من شهر محرم الحرام لسنة 61 من الهجرة النبوية ... إرتكبت عصابة بني أمية على أرض كربلاء أفظع مجزرة في التاريخ لم تعرف البشرية لها مثيلا ً لأنها نالت من أقدس ، وأطهر ، وأنقى جسد على وجه الأرض ، جسد لطالما إحتضنه رسول الله(ص) بصدره ، واحتزّ رأسٌ لطالما قبله رسول الله (ص) بفمه الطاهر الزكي ، ذلك الجسد وذلك الرأس هو جسد ورأس سبط النبي وريحانته الحسين (ع) يحوطه أولاده وإخوانه وأصحابه الأخيار الذين رزقوا الشهادة تحت يديه ، هؤلاء نالوا أعظم درجات الشهادة على وجه الأرض التي روتها دمائهم لتنبت الأرض ثمار العشق والولاء للحسين وآله الطاهرين ...
لم تنته قضية كربلاء بقتل الحسين (ع) وإستشهاده مع أهل بيته وأصحابه ، كما كان يزيد وأزلامه يعتقدون ، فمن وجهة النظر العسكرية ، الغلبة والنصر كان ليزيد وجيشه ، لكن هذا النصر المزعوم والوهمي ، كلّف يزيدا ً ونظامه البائد الكثير ، فالجسد الطاهر للحسين الذي سقط على أرض كربلاء ورضته الخيول مع بقية الأجساد الأخرى ، تحولّ إلى فكر ، وثقافة ، وحرارة ، ودمعة ، وثورة هزت عروش الطغيان ، وأسقطت يزيدا ً وعرشه ، والنظام الأموي برمته ، وعروشا ً تهاوت تحت أقدام الثوار والأحرار الذين شربوا حبّ الحسين الأبدي !!!
لقد حفظ الله سبحانه وتعالى هذه الثورة المقدسة ، وسخّر لها كل الأسباب والوسائل ، ليستمر وهجها لا ينطفئ عبر العصور ، ولنا في كلام عقيلة الهاشميين زينب (ع) لإبن أخيها السجاد ،عندما رأته يجود بنفسه حينما جزع من منظر جثمان أبيه وجثث أهل بيته وأصحابه منبوذة بالعراء لم ينبر أحد إلى مواراتها ، ما يوضح هذا المعنى : (( ما لي أراك تجود بنفسك يا بقية جدي وأخوتي ، فوالله إنّ هذا لعهد من الله إلى جدك وأبيك ، ولقد أخذ الله ميثاق أناس لا تعرفهم فراعنة هذه الأرض ، وهم معروفون في أهل السماوات ، إنهم يجمعون هذه الأعضاء المقطعة ، والجسوم المضرجة ، فيوارونها ، وينصبون بهذا الطف علما ً لقبر أبيك سيد الشهداء لا يدرس أثره ، ولا يمحى رسمه على كرور الليالي والأيام ، وليجهدن أئمة الكفر وأشياع الضلال في محوه وطمسه فلا يزداد أثره إلاّ علوا ً ..)) .
تأمل عزيزي القارئ في كلام العقيلة زينب (ع) ، لقد أراد الله سبحانه وتعالى أن يظهر عظمتها بهذا الكلام ، (( فهي عالمة غير معلمة )) ، فعندما تقول لإبن أخيها السجاد (ع) : ((، ولقد أخذ الله ميثاق أناس لا تعرفهم فراعنة هذه الأرض وهم معروفون في أهل السماوات)) ، ماذا تستفيد يا شيعي ياموالي من هذا الكلام العظيم ؟؟!!!!
أنّ الله سبحانه وتعالى إدخّر أناسا ً حفظهم من عيون الأعداء وأجهزتهم البوليسية ، لا أحد يعرفهم في الأرض ، فقط معروفون في السماء ، عند الله وملائكته ، ((يجمعون هذه الأعضاء المقطعة والجسوم المضرجة ، فيوارونها ، وينصبون بهذا الطف علما ً لقبر أبيك سيد الشهداء )) ، كأنما السيدة تنظر للمستقبل بعين اليقين والبصيرة ، فهي تخبر عن مستقبل هذه البقعة المباركة التي تشرفت بإحتضان جسد ريحانة رسول الله (ص) ، فتونبئ أن هذه الأعضاء والجسوم التي ستوارى ثرى كربلاء سوف تصبح علما ً لقبر الحسين (ع) أي ستصبح مآتم ومدارس ومواكب عزاء وشعائر عظيمة (فالمأتم أو الحسينية هو أحد هذه الأعلام التي تدل على قضية الحسين (ع) ) ،(( لا يدرس أثره ، ولا يمحى رسمه على كرور الليالي والأيام ، وليجهدن أئمة الكفر وأشياع الضلال في محوه وطمسه فلا يزداد أثره إلاّ علوا ً ..)) ، ولقد صدقت سيدتنا زينب (ع) في كل ما قالته ، ولقد سعى أئمة الكفر وأشياع الضلال بالفعل لمحو هذا العلم ، وهذا الأثر ، ولازالوا يسعون لتحقيق ذلك ، ولكن اليد الإلهية فوق أيادي هؤلاء المجرمين ، وببركات المدد الغيبي الرباني فإن هذا العلم لا يزداد إلاّ علوا ً وعظمة ...
إن لوجود العقيلة زينب (ع) والإمام السجاد (ع) في واقعة كربلاء حكمة إلهية ... فلهما الفضل في إيصال قضية عاشوراء ومأساتها إلى الناس المضللة بالإعلام الأموي الكاذب .
ظهور نساء أهل البيت كسبايا يعتبر كذلك حكمة إلهية (( لقد شاء الله أن يراهنّ سبايا )) – الإمام الحسين (ع) مخاطبا ً أخيه محمد بن الحنفية . فعظمة نساء أهل البيت ومكانتهن عند المسلمين يتعارض مع رؤيتهن ّ بهذه الحالة المأساوية التي تركت أثرها على الناس .
كما أن مرض السجاد (ع) في كربلاء يعتبر حكمة إلهية كما يقول شيخنا الخطيب الكبير عبدالحميد المهاجر ، لأنه لو لم يكن مريضا ً لوجب عليه القتال ، ولو قاتل وقتل لأنقطع نسل النبوة .
وموت السيدة رقية بنت الإمام الحسين ، في تلك السن الصغيرة ، وبتلك الطريقة المأساوية في خربة الشام ، ودفنها وسط دمشق يعتبر حكمة إلهية ، فلقد أصبحت بعد ذلك منارة تشيع وسط دمشق الأموية .
وتتجلى أسرار الله وعظمته عندما يشاء بحكمته أن يصل أنصار الإمام كربلاء قادمين من البحرين متأخرين بسبب بطء وسائل الإتصال والتحرك آنذاك ، فيترك هذا أثراً في نفوس هؤلاء الأنصار الذين قاموا يطبرون حول موضع دفن الأجساد بسيوفهم حزنا ً وأسفا ً ( يقول بعض المؤرخين أن عادة التطبير جاءت من هذه الحادثة) ، فيرجعوا إلى بلادهم ليحكوا قصة الحسين (ع) ويؤسسوا مأتمه ، وكذلك شاءت حكمة الله عزوجل وصول رسالة أحد زعماء قبائل البصرة المستعدين للتضحية للإمام يوم عاشوراء ، مما ولّد حسرة وألماً عند هذه القبيلة وزعيمها .
هذه الحسرة والألم ، ومشاعر الندم التي طالت الكثير من الشيعة في الكوفة والبصرة ، الذين حرموا نصرة سيد الشهداء إما بسبب التخاذل أو السجن والمعتقلات أو نقاط التفتيش التي نصبتها قوات الأمن الأموية ، ولّدت حسّا ً ثوريا ً عظيما ً ، ثم ّجاءت خطابات زينب (ع) والإمام السجاد (ع) لتحرك المشاعر والعواطف ، وتحسس الناس بعظيم الجرم الذي إرتكبوه ، هذا كله أدّى إلى قيام أول ثورة قادها الزعيم الشيعي سليمان بن صرد الخزاعي ضد سلطة الحكم الأموي في الكوفة !!
تبعتها بعد ذلك ثورات أخرى ، إنتهت بثورة عظيمة قادها الزعيم الشيعي الكبير المختار الثقفي الذي أعدم قتلة الحسين واحدا ً واحدا ً وأقام حكومة إسلامية في الكوفة لم تدم طويلا ً ...
هذا الزعيم العظيم حفظته يد الله وبركاته من حكم الإعدام بسبب ولاءه لأهل البيت (ع) ، فلقد اعتقلته حكومة ابن زياد في الكوفة وأودعته السجن ، إلى أن فتح الله له أبواب الفرج ، وخرج من السجن ليقود بعد ذلك ثورة الثأر للحسين وأهل بيته الأطهار ، لينزع إعترافات القتلة أثناء محاكمتهم لتدونها صفحات التأريخ ، وليطهّر الأرض منهم ومن رجسهم ، وليكونوا عبرة لكل المجرمين والأجلاف ، فالمختار كان سيف الله الذي إنتقم به من قتلة الحسين (ع) .
وتتعاظم الثورات ، لينتهي يزيد اللعين بميتة سؤ غامضة وفي ظروف غامضة ، ويتنازل ولده عن العرش ، ويهتز نظام آل أبي سفيان ، وتخرج العراق من سيطرتهم والحجاز ، وتضطرب الدولة لفترة طويلة قبل أن يستعيد الأمويون سيطرتهم عليها مرة أخرى !!!! لقد كانت هذه إرادة الله عزوجل ، ليتعاظم شأن الحسين (ع) وأهل بيته ، ويحيا الدين ، فاستعادت الناس بالدماء والتضحية دينها ، ووعيها ، وحبها للشهادة ، وعرفت حقيقة بني أمية وإعلامهم الكاذب المضلل ، وأصبحت كربلاء وسيرتها وقضيتها ذكرى تتجدد عبر الدهور والأيام ...
السلام على الحسين
وعلى علي بن الحسين
وعلى أولاد الحسين
وعلى أصحاب الحسين
ورحمة الله تعالى وبركاته
أخوكم
بدرالزمان
رسالة السماء... ((يد الله فوق أيديهم )) ... سلسلة حلقات نتأملفيها الدور الغيبي الإلهي في حفظ هذا المذهب منذ وفاة رسول الله (ص) وحتى ظهور صاحبالعصر والزمان (أرواحنا لتراب مقدمه الفداء) ... فدعونا نتأمل في قدرة الله عزوجلوفي عظمته ومشيئته ...
مع الحلقة التاسعة من هذه السلسلة ...
الأسرار الغيبية في ثورة الحسين (ع)
في يوم العاشر من شهر محرم الحرام لسنة 61 من الهجرة النبوية ... إرتكبت عصابة بني أمية على أرض كربلاء أفظع مجزرة في التاريخ لم تعرف البشرية لها مثيلا ً لأنها نالت من أقدس ، وأطهر ، وأنقى جسد على وجه الأرض ، جسد لطالما إحتضنه رسول الله(ص) بصدره ، واحتزّ رأسٌ لطالما قبله رسول الله (ص) بفمه الطاهر الزكي ، ذلك الجسد وذلك الرأس هو جسد ورأس سبط النبي وريحانته الحسين (ع) يحوطه أولاده وإخوانه وأصحابه الأخيار الذين رزقوا الشهادة تحت يديه ، هؤلاء نالوا أعظم درجات الشهادة على وجه الأرض التي روتها دمائهم لتنبت الأرض ثمار العشق والولاء للحسين وآله الطاهرين ...
لم تنته قضية كربلاء بقتل الحسين (ع) وإستشهاده مع أهل بيته وأصحابه ، كما كان يزيد وأزلامه يعتقدون ، فمن وجهة النظر العسكرية ، الغلبة والنصر كان ليزيد وجيشه ، لكن هذا النصر المزعوم والوهمي ، كلّف يزيدا ً ونظامه البائد الكثير ، فالجسد الطاهر للحسين الذي سقط على أرض كربلاء ورضته الخيول مع بقية الأجساد الأخرى ، تحولّ إلى فكر ، وثقافة ، وحرارة ، ودمعة ، وثورة هزت عروش الطغيان ، وأسقطت يزيدا ً وعرشه ، والنظام الأموي برمته ، وعروشا ً تهاوت تحت أقدام الثوار والأحرار الذين شربوا حبّ الحسين الأبدي !!!
لقد حفظ الله سبحانه وتعالى هذه الثورة المقدسة ، وسخّر لها كل الأسباب والوسائل ، ليستمر وهجها لا ينطفئ عبر العصور ، ولنا في كلام عقيلة الهاشميين زينب (ع) لإبن أخيها السجاد ،عندما رأته يجود بنفسه حينما جزع من منظر جثمان أبيه وجثث أهل بيته وأصحابه منبوذة بالعراء لم ينبر أحد إلى مواراتها ، ما يوضح هذا المعنى : (( ما لي أراك تجود بنفسك يا بقية جدي وأخوتي ، فوالله إنّ هذا لعهد من الله إلى جدك وأبيك ، ولقد أخذ الله ميثاق أناس لا تعرفهم فراعنة هذه الأرض ، وهم معروفون في أهل السماوات ، إنهم يجمعون هذه الأعضاء المقطعة ، والجسوم المضرجة ، فيوارونها ، وينصبون بهذا الطف علما ً لقبر أبيك سيد الشهداء لا يدرس أثره ، ولا يمحى رسمه على كرور الليالي والأيام ، وليجهدن أئمة الكفر وأشياع الضلال في محوه وطمسه فلا يزداد أثره إلاّ علوا ً ..)) .
تأمل عزيزي القارئ في كلام العقيلة زينب (ع) ، لقد أراد الله سبحانه وتعالى أن يظهر عظمتها بهذا الكلام ، (( فهي عالمة غير معلمة )) ، فعندما تقول لإبن أخيها السجاد (ع) : ((، ولقد أخذ الله ميثاق أناس لا تعرفهم فراعنة هذه الأرض وهم معروفون في أهل السماوات)) ، ماذا تستفيد يا شيعي ياموالي من هذا الكلام العظيم ؟؟!!!!
أنّ الله سبحانه وتعالى إدخّر أناسا ً حفظهم من عيون الأعداء وأجهزتهم البوليسية ، لا أحد يعرفهم في الأرض ، فقط معروفون في السماء ، عند الله وملائكته ، ((يجمعون هذه الأعضاء المقطعة والجسوم المضرجة ، فيوارونها ، وينصبون بهذا الطف علما ً لقبر أبيك سيد الشهداء )) ، كأنما السيدة تنظر للمستقبل بعين اليقين والبصيرة ، فهي تخبر عن مستقبل هذه البقعة المباركة التي تشرفت بإحتضان جسد ريحانة رسول الله (ص) ، فتونبئ أن هذه الأعضاء والجسوم التي ستوارى ثرى كربلاء سوف تصبح علما ً لقبر الحسين (ع) أي ستصبح مآتم ومدارس ومواكب عزاء وشعائر عظيمة (فالمأتم أو الحسينية هو أحد هذه الأعلام التي تدل على قضية الحسين (ع) ) ،(( لا يدرس أثره ، ولا يمحى رسمه على كرور الليالي والأيام ، وليجهدن أئمة الكفر وأشياع الضلال في محوه وطمسه فلا يزداد أثره إلاّ علوا ً ..)) ، ولقد صدقت سيدتنا زينب (ع) في كل ما قالته ، ولقد سعى أئمة الكفر وأشياع الضلال بالفعل لمحو هذا العلم ، وهذا الأثر ، ولازالوا يسعون لتحقيق ذلك ، ولكن اليد الإلهية فوق أيادي هؤلاء المجرمين ، وببركات المدد الغيبي الرباني فإن هذا العلم لا يزداد إلاّ علوا ً وعظمة ...
إن لوجود العقيلة زينب (ع) والإمام السجاد (ع) في واقعة كربلاء حكمة إلهية ... فلهما الفضل في إيصال قضية عاشوراء ومأساتها إلى الناس المضللة بالإعلام الأموي الكاذب .
ظهور نساء أهل البيت كسبايا يعتبر كذلك حكمة إلهية (( لقد شاء الله أن يراهنّ سبايا )) – الإمام الحسين (ع) مخاطبا ً أخيه محمد بن الحنفية . فعظمة نساء أهل البيت ومكانتهن عند المسلمين يتعارض مع رؤيتهن ّ بهذه الحالة المأساوية التي تركت أثرها على الناس .
كما أن مرض السجاد (ع) في كربلاء يعتبر حكمة إلهية كما يقول شيخنا الخطيب الكبير عبدالحميد المهاجر ، لأنه لو لم يكن مريضا ً لوجب عليه القتال ، ولو قاتل وقتل لأنقطع نسل النبوة .
وموت السيدة رقية بنت الإمام الحسين ، في تلك السن الصغيرة ، وبتلك الطريقة المأساوية في خربة الشام ، ودفنها وسط دمشق يعتبر حكمة إلهية ، فلقد أصبحت بعد ذلك منارة تشيع وسط دمشق الأموية .
وتتجلى أسرار الله وعظمته عندما يشاء بحكمته أن يصل أنصار الإمام كربلاء قادمين من البحرين متأخرين بسبب بطء وسائل الإتصال والتحرك آنذاك ، فيترك هذا أثراً في نفوس هؤلاء الأنصار الذين قاموا يطبرون حول موضع دفن الأجساد بسيوفهم حزنا ً وأسفا ً ( يقول بعض المؤرخين أن عادة التطبير جاءت من هذه الحادثة) ، فيرجعوا إلى بلادهم ليحكوا قصة الحسين (ع) ويؤسسوا مأتمه ، وكذلك شاءت حكمة الله عزوجل وصول رسالة أحد زعماء قبائل البصرة المستعدين للتضحية للإمام يوم عاشوراء ، مما ولّد حسرة وألماً عند هذه القبيلة وزعيمها .
هذه الحسرة والألم ، ومشاعر الندم التي طالت الكثير من الشيعة في الكوفة والبصرة ، الذين حرموا نصرة سيد الشهداء إما بسبب التخاذل أو السجن والمعتقلات أو نقاط التفتيش التي نصبتها قوات الأمن الأموية ، ولّدت حسّا ً ثوريا ً عظيما ً ، ثم ّجاءت خطابات زينب (ع) والإمام السجاد (ع) لتحرك المشاعر والعواطف ، وتحسس الناس بعظيم الجرم الذي إرتكبوه ، هذا كله أدّى إلى قيام أول ثورة قادها الزعيم الشيعي سليمان بن صرد الخزاعي ضد سلطة الحكم الأموي في الكوفة !!
تبعتها بعد ذلك ثورات أخرى ، إنتهت بثورة عظيمة قادها الزعيم الشيعي الكبير المختار الثقفي الذي أعدم قتلة الحسين واحدا ً واحدا ً وأقام حكومة إسلامية في الكوفة لم تدم طويلا ً ...
هذا الزعيم العظيم حفظته يد الله وبركاته من حكم الإعدام بسبب ولاءه لأهل البيت (ع) ، فلقد اعتقلته حكومة ابن زياد في الكوفة وأودعته السجن ، إلى أن فتح الله له أبواب الفرج ، وخرج من السجن ليقود بعد ذلك ثورة الثأر للحسين وأهل بيته الأطهار ، لينزع إعترافات القتلة أثناء محاكمتهم لتدونها صفحات التأريخ ، وليطهّر الأرض منهم ومن رجسهم ، وليكونوا عبرة لكل المجرمين والأجلاف ، فالمختار كان سيف الله الذي إنتقم به من قتلة الحسين (ع) .
وتتعاظم الثورات ، لينتهي يزيد اللعين بميتة سؤ غامضة وفي ظروف غامضة ، ويتنازل ولده عن العرش ، ويهتز نظام آل أبي سفيان ، وتخرج العراق من سيطرتهم والحجاز ، وتضطرب الدولة لفترة طويلة قبل أن يستعيد الأمويون سيطرتهم عليها مرة أخرى !!!! لقد كانت هذه إرادة الله عزوجل ، ليتعاظم شأن الحسين (ع) وأهل بيته ، ويحيا الدين ، فاستعادت الناس بالدماء والتضحية دينها ، ووعيها ، وحبها للشهادة ، وعرفت حقيقة بني أمية وإعلامهم الكاذب المضلل ، وأصبحت كربلاء وسيرتها وقضيتها ذكرى تتجدد عبر الدهور والأيام ...
السلام على الحسين
وعلى علي بن الحسين
وعلى أولاد الحسين
وعلى أصحاب الحسين
ورحمة الله تعالى وبركاته
أخوكم
بدرالزمان
تعليق