إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

الفكر الوهابي و الفكر النازي: تشابه يؤدي إلى كارثة

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الفكر الوهابي و الفكر النازي: تشابه يؤدي إلى كارثة

    بسم الله الرحمن الرحيم




    يخطئ من يعتقد أو من يُروّج فكرة إن الإرهاب في السعودية حالة شاذة أو طارئة، أو إن أفكار الإرهابيين هي مستوردة وليست متأصلة في المجتمع السعودي، النجدي خاصةً، وبالتالي الابتعاد عن مسبّباته. إن الإرهاب في السعودية بدأ من فكر محمد بن عبدالوهاب قبل أكثر من مائتي سنة حيث كفّر جميع المذاهب الإسلامية من الشرق إلى الغرب، وقتل العديد من المشايخ وأجبر آخرين على النطق بالشهادتين، وكفّر من لم يقبل بأفكاره التكفيرية.
    التطرف والإرهاب ينمو في البيئة المريضة، البيئة التي تُصادر الفكر الآخر، البيئة التي يحكمها فكر واحد تسنده سلطة تُنافح عنه وتضرب من يعارضه، البيئة التي تستند على القوة؛ هنا يكون من السهولة الانجراف إلى التطرف حيث لا رادع يستطيع الوقوف بوجهه ولا نقد يستطيع الظهور لنقده ولا قوة تستطيع مواجهته، فشرعية التطرف هي شرعية النظام الحاكم، وأعمال المتطرفين هي أعمال السلطة، فتوجيه النقد إلى التطرف هو بمثابة توجيه النقد للدولة وهذا يعني التعرض للعقوبة.
    هذا ما حصل ويحصل في السعودية، فالجميع أو الأكثرية عليها أن تتحمل النقد، عليها أن تتحمل خطب الاتهام بالشرك والكفر والزندقة، عليها أن تتحمل ما يُكتب عنها في الكتب المدرسية وما يؤلف عنها من كتب تباع بأبخس الأثمان أو تُوزّع بالمجان لترويجها، وعليها أن تتحمل السيل الهائل من الفتاوى التي تظهر بين يومٍ ويوم تطعن في معتقداتها وتدعو لتطهير الأرض منها؛ لا لأن الأكثرية راضية بما ترى، ولا لأنها مشركة أو كافرة، أو من عبدة القبور، بل لأن الفئة المتطرفة هي التي تحكم باسم الدين، وبالتالي مواجهتها يعني مواجهة السلطة، وهذا هو لُب الأزمة.
    إن المشكلة في حقيقتها هو وجود فكر أو ما يسمّى "أيديولوجية" تدعمها سلطة تريد أن تنشر هذا الفكر بدعوى نشر الدين، وهذه الأيديولوجية تحتاج لسلطة قوية لتضغط على الآخرين ليقبلوا طوعاً أو كرهاً الأفكار المتطرفة. ولهذا بدأت السلطة بالقضاء أو بعملية التطهير لكل ما هو مخالف لها بحجة أن ذلك مخالف للدين. فالإخوان المسلمين ليسوا من أهل السنة، والشيعة أهل باطل وأهل ضلال ولا يمكن التقارب معهم إلاّ إذا تابوا إلى الله ورجعوا إلى الحق، كما قال ذلك الشيخ صالح الفوزان عضو مجلس الإفتاء الأعلى في ملتقى الدفاع عن الوهابية الذي أُقيم في الرياض وتم نشر ذلك في صحيفة الحياة بتاريخ 3 أبريل 2004 م. وفي عام 1401 هـ أصدرت هيئة كبار العلماء قراراً تستنكر دعوة السيد محمد بن علوي بن عباس المالكي المكّي الحسني حيث اتهمته بالشرك والضلالة، وإن له نشاطاً في نشر البدع والخرافات والدعوة إلى الضلال والوثنية. السيد محمد بن علوي هو شيخ المالكية بالحجاز وأحد أحفاد المصطفى صلى الله عليه وآله، وابن إمام وخطيب المسجد الحرام. كانت نتيجة الحملة الوهابية عليه أن تم منعه من نشر كتبه في السعودية وكذلك منعه من التواصل مع طلابه ومنعه من الرد على الاتهامات الموجهة إليه، وقد تعرّض لمحاولة اغتيال من بعض المتطرفين الذين تشرّبوا الفكر الوهابي.
    إن الفكر الوهابي لا يختلف كثيراً عن الفكر النازي قائم على تفوق العنصر الآري على بقية الأجناس، قبل الحرب العالمية الثانية، فالتشابه كبير، مثل عملية التطهير الذي قام بها النازيون ضد اليهود والسود، حيث قام النازيون بتعقيم كل الأطفال السود في ألمانيا مما أدى إلى انقراضهم فيها، وقاموا أيضاً بعمليات تعقيم ضد الأطفال الذين يعانون من عاهات وراثية كالصمم وبعض التشوهات، كل ذلك من أجل الحفاظ على العنصر "الآري" النقي من التلوث. وقام النازيون أيضاً بقتل الألوف من اليهود الألمان وقتلوا وعذّبوا كل من اختلف مع النظام النازي في ألمانيا. وهنا لا تزال دعوات مشايخ الوهابية للتطهير العرقي ضد الشيعة وهدم مساجدهم وقتل مشايخهم وإجبارهم للتحول إلى الوهابية، كل ذلك للحفاظ على نقاء "الإسلام الوهابي" من التلوث، مما يعني رغبة التيار الوهابي في تطهير الأرض كلّها من البشرية إذا رفضت المثول لمعتقداته. فالمسلمين وغيرهم من أهل الكتاب، تم تصنيفهم على أنهم من الكفرة والمشركين والضاّلين ويجب أن يُسلموا أو يُقتلوا وتُستباح أموالهم ونسائهم، كما أفتى أكثر من شيخ وهابي، ولكن أشهرهم هو الشيخ صالح الفوزان عضو هيئة كبار العلماء في كتابة عقيدة التوحيد.
    بعد عدة عقود من التهميش للآخرين ودعماً غير محدود للتيار الوهابي، أصبح الميدان أشبه بملعب به فريق يتكون الفئة المتطرفة أو الإرهابية يساندها الحَكَم ومسموح لها استخدام كل الأساليب الغير قانونية طالما ذلك يضمن لها الفوز. ولهذا استمر التيار الوهابي في ضرب خصومه باستخدام سلاح الدين تارة وبسلاح السلطة تارة أخرى، فقد تم تكفير من يخالفهم وطبع الكتب التي تنال من مخالفيهم والدعوة إلى حصارهم أو حتى قتلهم. وباستخدام سلاح السلطة لتطبيق مبادئ الوهابية، حيث تم سجن وتعذيب وإعدام الكثير من الشيعة وغيرهم بحجج واهية ملفّقة، وقامت السلطة بحصار اقتصادي وفكري ضد الشيعة فتم منعهم من العمل في المجال العسكري والأمني وكذلك منعهم من المناصب العليا في الحكومة ومنعهم من العمل في كثير من الوظائف الأخرى والتمييز ضدهم في قطاع التعليم والثقافة، ومنعت كتبهم من الدخول إلى البلاد ومنعت نشر كتب الشيعة أيضاً.
    لقد سقطت النازية بعد الحرب العالمية الثانية (1937 إلى 1945 م) التي قضى فيها أكثر من 50 مليون إنسان من العسكريين والمدنيين، وها نحن نرى كيف يتساقط الأبرياء بيد الإرهاب الوهابي في كل مكان من العالم، من نيويورك وأسبانيا، إلى العراق وباكستان وأفغانستان وإندونيسيا ونيروبي، وأخيراً الرياض، فلم يسلم منهم مواطن أو مقيم، مسلم أو كتابي، رجل الشارع أو رجل الأمن، كلّهم سواء يتعرضون للقتل والدمار وبدعم من مشايخ الحكومة الذين يروا في الإرهابيين مجاهدين يجب التفاوض معهم ونقاشهم لثنيهم عن أفعالهم باعتبارهم جهلة بالدين لا إرهابيين محترفين يقتلون النفس البريئة تقرّباً إلى الله تعالى. ولا زالت الحكومة ممثّلة في آل سعود تحابي التيار المتطرف الذي تسبب معها في المشكلة، ولا تزال الحكومة تتجنب الاعتراف بالسرطان الذي تفشّى فيها وتحاول استخدام مسّكنات الألم في الوقت الذي تبين فيه أن السرطان قد انتشر بجميع أجهزة الجسم ويهدد صاحبه بالموت في أي لحظة. أن الحكومة لا تريد أن تعترف بأن دعمها المستمر للتيار الوهابي هو الذي جعله يصل إلى ما وصل إليه، وإن الاعتماد على المشايخ في حل الأزمة لهو ضرب من الخيال، فمصداقية شيوخ الحكومة قد تلاشت، وقابل تكفيرهم للإرهابيين تكفير آخر من الإرهابيين للحكومة، وهو نفس السلاح الذي استخدمته الوهابية ضد خصومها.
    أن الإرهاب العالمي الآن يربطه ببعض خيط واضح وهو "الوهابية" فهي التي تفجر هنا وتقتل هناك، وإذا ما نظرنا إلى خريطة العالم الآن سنرى بأن كل ما يحدث من قتل وتدمير للوهابية يدٌ فيه، فالعالم يغلي بالإرهاب في كل مكان، وكل ذلك باسم الدين الصحيح والعقيدة الصافية والسلف الصالح، مما جعلني أتذكر شعارات النازية وكيف جرّت العالم إلى حرب عالمية ثانية، فهل يكون قادة الحرب العالمية الثالثة هم قادة التيار الوهابي؟
    مقالة: علي فردان.
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
x

رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

صورة التسجيل تحديث الصورة

اقرأ في منتديات يا حسين

تقليص

المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, 02-05-2025, 07:21 AM
ردود 2
13 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة ibrahim aly awaly
بواسطة ibrahim aly awaly
 
أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, 02-05-2025, 09:44 PM
استجابة 1
12 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة ibrahim aly awaly
بواسطة ibrahim aly awaly
 
يعمل...
X