بسم الله الرحمن الرحيم
الكبير من كل كبير, الجبار العظيم
قبل الدخول بالموضوع أُلفت النظر إلى قصة تحكى ولها دلالتها في موضوعنا وهي : أن شخصاً مدينا جُلب إلى الحاكم فسأله الحاكم هل أنت مدين لهذا المدعي ؟ قال نعم , أنا مدين ولكنّي منكــر للدّين! إن هذه القصة تشبه تماما موقف من ينكر علينا القول بالعصمة وفي الوقت ذاته يقول بها . على أننا إنما نشترط العصمة في الإمام لضمان وصول أحكام وعقائد صحيحة , ولضمان اجتناب المفارقات التي قد تنشأ من كون الإمام غير معصوم , ولا نريد من العصمة أن تكون وساما نضعه على صدور الأئمة فإن لهم من فضائلهم ما يكفيهم كما أننا لا نسبح في بحر من الطوبائية لأننا نعيش دنيا الواقع بكل مفارقاتها , إننا من وراء القول بالعصمة نربأ بالإمام أن يكون من "طينة" من نراهم من الناس , لأنه لو كان من نفس الطينة والسلوكية فما هي ميزته حتى يحكم الناس وفي الناس من هو أكثر منه إستقامة ومؤهلات وقابلية, تلك هي الأمور التي نريدها من وراء العصمة لا أن المعصوم من نوع آخر غير نوع الإنسان كما قد يتصور البعض . فالعصمة في نظرنا ضابط يؤدي إلى حفظ شريعة الله تعالى نظريا وصيانتهم من العبث تطبيقيا , وأساطين السنة يذهبون لمثل ذلك ولكنهم في الوقت نفسه ينكرون علينا القول بها وإليك نماذج من أقوالهم لتعرف صحة ما نسبناه لهم :
1- يذهب الرازي في معرض رده على عصمة الإمام عند الشيعة : إلى أن لا حاجة إلى إمام معصوم , وذلك لأن الأمة حال إجماعها تكون معصومة لإستحالة اجتماع الأمة على خطأ , بمقتضى حديث رسول الله (ص) " لا تجتمع أمتي على ضلالة ". } المستصفى مبحث أركان الإجماع{
2- قال ابن تميمة لا سلّم أهل السنة أن يكون الإمام حافظا للشرع بعد انقطاع الوحي لأن ذلك حاصل للمجموع , والشرع إذا نقله أهل التواتر كان ذلك خيرا من نقل الواحد , فالقراء معصومون في حفظ القرآن وتبليغه , والمحدثون معصومون في حفظ الأحاديث وتبليغها , والفقهاء معصومون في الكلام والإستدلال . } نظرية الإمامة 120{
يختلف ابن تميمة عن الرازي فإذا كانت العصمة عند الرازي لمجموع الأمة فهي عند ابن تميمة لجماعة من الناس كالقراء والفقهاء والمحدثين , وهنا يشترط ابن تميمة العصمة لضمان حفظ مضمون الشريعة كما هو الحال عند الآخرين من الشيعة وغيرهم , فما الذي أجازها لمجموعة ومنعها عن فرد ؟ إن عدد المعصومين عند الشيعة لا يتجاوز الأربعة عشر وهم مجموعة منتخبة خصها الله تعالى بكثير من الفضائل بإجماع فرق المسلمين فلماذا نستكثر عليهم العصمة ونجيزها لغيرهم مجرد سؤال؟
3- رأي جمهور السنة في العصمة أنهم يصححون الحديث المروي عن النبي (ص) وهو قوله : " أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم". } نظرية الإمامة120{ ولازم هذا الحديث عصمة الصحابة لأن صحة الإقتداء بأي منهم ومتابعته في الظلم لو حصلت حال كونه مرتكبا للذنب وهو الحاصل من كونه غير معصوم فمعناه الأمر من الله تعالى بإتباع العاصي والظالم ولو لنفسه وإذا لم يتابع ويعمل بما أراده النبي فإن معناه ترك أمر القرآن لأنه قال : * ما أتاكم الرسول فخذوه*
} الآية 7/الحشر{والصحابي هنا ينقل أمر الرسول , فإن قلت إن الله تعالى أمرنا بأن نأخذ الحديث من العادل الثقة لقوله تعالى : * يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة * } الآية 6/الحجرات{ , التي دلت بمفهومها حجية خبر العادل , ونحن لا نأخذ الأمر إلا من العادل منهم , قلت : إنّ ذلك يدل بالمفهوم على أن فيهم غير العادل حينئذ وهو المطلوب .
وعلى العموم إن لازم الحديث المذكور عصمة الصحابة , وما سمعناه من ينكر على هؤلاء فلماذا إذا قال الشيعة بعصمة أئمتهم ينتقدون ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
الكبير من كل كبير, الجبار العظيم
قبل الدخول بالموضوع أُلفت النظر إلى قصة تحكى ولها دلالتها في موضوعنا وهي : أن شخصاً مدينا جُلب إلى الحاكم فسأله الحاكم هل أنت مدين لهذا المدعي ؟ قال نعم , أنا مدين ولكنّي منكــر للدّين! إن هذه القصة تشبه تماما موقف من ينكر علينا القول بالعصمة وفي الوقت ذاته يقول بها . على أننا إنما نشترط العصمة في الإمام لضمان وصول أحكام وعقائد صحيحة , ولضمان اجتناب المفارقات التي قد تنشأ من كون الإمام غير معصوم , ولا نريد من العصمة أن تكون وساما نضعه على صدور الأئمة فإن لهم من فضائلهم ما يكفيهم كما أننا لا نسبح في بحر من الطوبائية لأننا نعيش دنيا الواقع بكل مفارقاتها , إننا من وراء القول بالعصمة نربأ بالإمام أن يكون من "طينة" من نراهم من الناس , لأنه لو كان من نفس الطينة والسلوكية فما هي ميزته حتى يحكم الناس وفي الناس من هو أكثر منه إستقامة ومؤهلات وقابلية, تلك هي الأمور التي نريدها من وراء العصمة لا أن المعصوم من نوع آخر غير نوع الإنسان كما قد يتصور البعض . فالعصمة في نظرنا ضابط يؤدي إلى حفظ شريعة الله تعالى نظريا وصيانتهم من العبث تطبيقيا , وأساطين السنة يذهبون لمثل ذلك ولكنهم في الوقت نفسه ينكرون علينا القول بها وإليك نماذج من أقوالهم لتعرف صحة ما نسبناه لهم :
1- يذهب الرازي في معرض رده على عصمة الإمام عند الشيعة : إلى أن لا حاجة إلى إمام معصوم , وذلك لأن الأمة حال إجماعها تكون معصومة لإستحالة اجتماع الأمة على خطأ , بمقتضى حديث رسول الله (ص) " لا تجتمع أمتي على ضلالة ". } المستصفى مبحث أركان الإجماع{
2- قال ابن تميمة لا سلّم أهل السنة أن يكون الإمام حافظا للشرع بعد انقطاع الوحي لأن ذلك حاصل للمجموع , والشرع إذا نقله أهل التواتر كان ذلك خيرا من نقل الواحد , فالقراء معصومون في حفظ القرآن وتبليغه , والمحدثون معصومون في حفظ الأحاديث وتبليغها , والفقهاء معصومون في الكلام والإستدلال . } نظرية الإمامة 120{
يختلف ابن تميمة عن الرازي فإذا كانت العصمة عند الرازي لمجموع الأمة فهي عند ابن تميمة لجماعة من الناس كالقراء والفقهاء والمحدثين , وهنا يشترط ابن تميمة العصمة لضمان حفظ مضمون الشريعة كما هو الحال عند الآخرين من الشيعة وغيرهم , فما الذي أجازها لمجموعة ومنعها عن فرد ؟ إن عدد المعصومين عند الشيعة لا يتجاوز الأربعة عشر وهم مجموعة منتخبة خصها الله تعالى بكثير من الفضائل بإجماع فرق المسلمين فلماذا نستكثر عليهم العصمة ونجيزها لغيرهم مجرد سؤال؟
3- رأي جمهور السنة في العصمة أنهم يصححون الحديث المروي عن النبي (ص) وهو قوله : " أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم". } نظرية الإمامة120{ ولازم هذا الحديث عصمة الصحابة لأن صحة الإقتداء بأي منهم ومتابعته في الظلم لو حصلت حال كونه مرتكبا للذنب وهو الحاصل من كونه غير معصوم فمعناه الأمر من الله تعالى بإتباع العاصي والظالم ولو لنفسه وإذا لم يتابع ويعمل بما أراده النبي فإن معناه ترك أمر القرآن لأنه قال : * ما أتاكم الرسول فخذوه*
} الآية 7/الحشر{والصحابي هنا ينقل أمر الرسول , فإن قلت إن الله تعالى أمرنا بأن نأخذ الحديث من العادل الثقة لقوله تعالى : * يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة * } الآية 6/الحجرات{ , التي دلت بمفهومها حجية خبر العادل , ونحن لا نأخذ الأمر إلا من العادل منهم , قلت : إنّ ذلك يدل بالمفهوم على أن فيهم غير العادل حينئذ وهو المطلوب .
وعلى العموم إن لازم الحديث المذكور عصمة الصحابة , وما سمعناه من ينكر على هؤلاء فلماذا إذا قال الشيعة بعصمة أئمتهم ينتقدون ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
تعليق