إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

هيفاء وهبي ... ليست الموت القادم إلى الشرق

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • هيفاء وهبي ... ليست الموت القادم إلى الشرق

    أمام هيفاء وهبي موقفين في الفكر العربي و الاسلامي الاول للأصوليين او المتدينين أو اتباع المنهج الديني الذي يعتقد فئات غير قليلة منهم ان سلوك الفتاة هو احد اسباب انحطاط أخلاق شباب المسلمين وخطر عليهم و الثاني لّليبراليين او العلمانيين الذين يرون ان طريقتها الفنية تشكل خطرا وهاجسا مهددا لتراث فني عربي مثله سابقا أمثال أم كلثوم و عبد الحليم حافظ و آخرين يمثلون ما يسمى الطرب العربي الأصيل ولفترة طويلة سابقة تابعت عبر بوابات صحفية مكتوبة و الكترونية متنوعة بين الاصولية و العلمانية اثارة هذا الشان على انه قضية تستحق النظر ، بينما العالم في الغرب ( الكافر و الفاجر ) بأوساطه الفكرية يتابع قضاياه بما يخص البنيوية الفكرية و المآلات التي عليه منهجية الانسان ثقافيا وما يمكن ان يكون عليه مستقبلا في عملية صناعة العالم فكريا و ثقافيا و سياسيا و التأثير الاقتصادي المرتجى على واقع الانسان وفقا لمنهجيات عميقة في محاولة عقلنتها أكثر فأكثر .

    وسأبدأ بالاصوليين الذين تتنوع اطيافهم متغاضيا عن ذلك التنوع بين متشدد ومعتدل ، فقد قرات لدى موقع الكتروني يدافع عن مقاومة الفلسطينيين للاحتلال الاسرائيلي مقالة لشاب من غزة المحتلة يقرر فيها ان هيفاء وهبي بحد ذاتها مؤامرة على قضية فلسطين و هوية القدس المحتلة عبر شغل اذهان الشباب العربي الى الغناء و الطرب بعيدا عن القضية الأساس وتحطيم مبادئهم الاخلاقية التي سيعتمد عليها في تحرير فلسطين ، ورغم ان احتلال فلسطين من قبل الصهاينة قد تم ربما قبل ولادة هيفاء وهبي ونكسة حزيران تمت قبل ان تمتهن الفتاة الغناء وكل المعاهدات و التنازلات التي قدمها العرب على التوالي امام اسرائيل فعلوها حتما دون الرجوع اليها و الاخذ برايها و الانقسامات التي ضيعت فلسطين ليس لها اي يد في ترسيخها في الذهنية العربية السياسية عبر الخطب و الشعارات الزائفة فقد توالت ردود المعقبين لتشد يد الكاتب و تبدي رهبتها من هول المؤامرة التي فضحها ، بينما يرعى الكثير من رجال الدين الذين من المفروض ان يكون خطابهم الاكثر رفعة على صعيد الفكر و السياسة خفية و علانية حلقات البحث في مساجد منتشرة على نطاق واسع في العالمين العربي و الاسلامي للتحذير من خطر تلك الطامة و تأثيرها على عقول الشباب المسلم لافقاده عفته و اخلاقه التي يباهي بها الغرب بصفاقة غريبة ، فلو نبشنا الفكر الديني * لوجدنا الكثير في ثناياه الكفيل بحط الذهنية الدينية لدى اي متدين على سبيل المثال ما يستعين به السلفيون لارسال شبانهم الى الحروب في أفغانستان و العراق مبشرينهم بالحور العين في الجنة لقاء تفجير انفسهم و ذلك النوع من الثقافة الجنسية الذي بنيت عليها ثقافة الجهاد و الشهادة الجديدة لديهم ، أو الدعوة الى السبي و ادعاء ان رسول الله صلى الله عليه و آله وعد المسلمين بعذروات روما آخر الزمان الى حد وصل ببعض السلفيين للرد على بابا الفاتيكان بعد تصريحاته حول الاسلام المشهودة بوعد بفتح روما وسبي نساءها وفرض الجزية على البابا و الكثير من هذا النوع من الثقافة المنتشرة بين الاوساط الدينية التي نزلت بالمسلمين الى الهاوية و حذت بصحف غربية للنيل من نبي وصفه الله بانه رحمة للعالمين كرد على ثقافة المسلمين تجاههم ، وحتى المحاولات الفكرية المستنيرة لمواجهة ذلك التطرف المزروع في الاسلام ظلما تبقى بسيطة وطفيفة تكاد تنعدم في ظل المستجدات السياسية التي تعصف بمنطقتنا لنواجه بطريقة دونكشوتية اوهاما على انها مؤامرة على ديننا الحنيف يجب ان تواجه بحزم ! لم تقد هيفاء وهبي حرب الجمل ولم تخضها حتى و لا شاركت في قتل الحسين ع و لا هي دعت الى سقيفة بني ساعدة ولم تمول انشاء الدولة الاموية التي قامت باسم الاسلام على ظلم حقيقة الاسلام و اهل الاسلام الحقيقيين ولم تساهم بوضع الاحاديث التي تضع الامة بجميع طوائفها على حفة فتنة جاهلة و قاهرة ولم تقرر الثقافة التي بنيت عليها السلفية و الوهابية و التكفير و ليست هي من ملأت قصور هارون الرشيد بالجواري و الخمر و لم تقرر خرافات سميت مع الزمن علوما في تفسير ماهية الله وارادته ولم ولن تضرب الكعبة المشرفة بالمنجنينق كما فعل يزيد ورغم ذلك فهي المؤامرة التي تتهدد الاسلام و تستحق المواجهة . ورغم أن اخلاق شبان كثر من المسلمين معدومة وليست منحطة فحسب فان هيفاء وهبي ستدمرها !!

    أما العلمانيين ، الذين يصرون بان لديهم القدرة على نقل تجربة الغرب الينا لتحقيق الترف في مختلف جوانب حياتنا شرط ان نتفهم مواقفهم ، فان موقفهم مخجل للغاية ، فهم يعتقدون وبصلافة أن هيفاء وهبي و الطرب الذي تؤديه يشكل تهديدا لما يسمى الطرب الاصيل الذي قدمه عبد الحليم حافظ و أم كلثوم وساهم في بناء الشخصية لدى كثيرين في الاوساط الاجتماعية العربية لتمتلئ صفحات كثير من المواقع و الصحف بمناقشة هذه ( المشكلة ) في وقت هو الاولى تناول فيه قضايا اكثر أهمية من قبل رافعي شعارات الحرية
    و الديمقراطية الى العالم العربي ، ففي صحيفة ايلاف الالكترونية على سبيل المثال كتب الدكتور سامي البحيري الذي يطرح نفسه كمفكر و مثقف للعالم العربي مقالا بمناسبة عيد الفالنتاين تحدث فيه انه كان يوما عبد الحليم حافظ هو قدوة الشاب العربي وانه هو من كان ينشر ثقافة الحب و لا اعلم اي وقاحة هذه التي يجب ان اتقبلها كشاب عربي بصمت ؟
    فهل يعقل ان يكون ذلك المطرب او غيره قدوة لي وفي قضية مقدسة كالحب ؟ اذكر ذات يوم في احدى العواصم العربية كنت اركب باصا وسمعت كلمات أغنية لهذا المطرب يستمع اليها سائق الباص و ما وعيته منها هذا النوع من الكلمات ( نعم يا حبيبي نعم حياتي قبلك عدم وبعدك ندم ) اهذه هي ثقافة الحب التي يبشرنا به مفكرونا العلمانيون المستنيرين ؟ ابعد جميل بثينة ومجنون ليلى و حضارة الشعر العربي في الغزل من الجاهلية وصولا الى اشراقات الشعر النبطي وكلمات نزار قباني تكون مثل هاتيك الكلمات الرخيصة هي ثقافة حب يستحق مطربها أن يكون القدوة لها ، وان يكون ما فعله تراثا اصيلا يجب الدفاع و الجهاد في سبيله ، وفي نفس العاصمة قرات مقالا في صحيفة بارزة في موقع بارز يحمل اسما بارزا سخرّته صاحبته التي تعمل مدرسة بكلية اداب تلك العاصمة برتبة دكتورة للحديث عن خطر كل من هيفاء وهبي و نانسي عجرم على أصالة طرب العرب ( الأصيل ) بينما يعج مكان عملها بالكثير من الرزايا الفكرية على صعيد الأدب و التاريخ و الفكر و اللغة و الأخلاق حتى التي تستحق الكثير من الجهد و الوقت و العناء لمعالجتها بدلا من الإلتفات إلى هذا النوع من الأحاديث .
    يحق هنا السؤال و لا مجال للمقارنة ، عن تلك المنجزات التي قدمها ذلك الطرب ( الاصيل ) حتى تهدمها تلك التصرفات التي باتت تمثل الهم الاكبر لمثقفينا اذا ما نظرنا بعين موضوعية للفن الموسيقي الذي قدمه الغرب باعتبار الاسماء اللامعة على هذا الصعيد امثال فانغاليس و بيتهوفن وياني و اخرين ممن لا تحضرني أسماءهم قدموا إبداعات على شكل ملاحم موسيقية تستحق النظر و التعمق لما تسهم فيه ببناء شخصية انسانية بديعة ومنمقة تقابل بإهمال و جهل في عالمنا بسبب حالة تعصبية غير مفهومة تجعلنا نقبل على البخس و نترك الثمين .

    وبعد هذا هل سنبقى منشغلين بتنوع أطيافنا و معتقداتنا بقضايا سطحية و بعيدة عن حقيقة مشكلاتنا ، أولسنا بحاجة إلى منهجية جديدة تنتج ثقافة معقلنة تتيح لنا أحقية الوجود المشرق في هذا العالم المتنوع الواسع بما يضمن كرامتنا على صعيدينا العقائدي و المعرفي أم سنبقى هكذا متأرجحين بين الجنة و النار بانتظار الصفعة التي ستلقينا الى أسفل السافلين في الجحيم .


    * ثمة في الفكر الديني الكثير من الدسائس على الإسلام المحمدي الحقيقي مهمتها حط الفكر البشري الى ما دون الرفعة العقلية المحمدية النورانية ، وقد تصدى بعض علماءنا الأجلاء من أصحاب العزيمة العلوية الصادقة لفضح تلك الدسائس بينما ما زالت هذه الدسائس تحظى باعتناق في الضمير الجمعي المسلم .

  • #2
    اشادة


    بسم الله الرحمن الرحيم

    في البدء احييك يا اخي على هذا التحليل

    والاسهاب في موضوعة هيفاء وهبي واشد

    على يدك بما قدمت من جهد وفكر نير يستحق

    الوقفة والتامل من شبابنا بالذات لغرض معرفة ما

    يحيط بهم من مؤمرات وغسل للدماغ .

    احييك مرة ثانية وارجو ان تستمر في ابداعاتك


    التحليلية.

    تعليق


    • #3
      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

      واليك مني شكر خالص وامتنان لمتابعتك مقالتي المتواضعة وجهدي الوضيع امام ما قدمه علماء ال محمد في بيان نصاعة حقانية الاسلام و ولايته في التفكر و التأمل .
      راجيا من الله سبحانه ان تكون كلماتي نالت لديكم حسن القبول .

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      x

      رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

      صورة التسجيل تحديث الصورة

      اقرأ في منتديات يا حسين

      تقليص

      لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

      يعمل...
      X