بسمه تعالى
ماذا بـــــعد؟!
دخول مرحلة الامام موسى الكاظم(ع)
بسم الله الرحمن الرحيم
{وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ} (73) سورة الأنبياء
مر الخط الصدري الشريف بعدة مراحل تشبها بادوار المعصومين(ع) وسنفصلها في بحوث لاحقة ولا يشترط التسلسل أحيانا.
1- مرحلة الرسول الاعظم(ص) وولاية امير المؤمنين
حيث قام بهذا الدور المولى المقدس على احسن وجه من هداية المجتمع حيث ذكر من على منبر الجمعة ان الله سيقول (انني ارسلت اليكم السيد محمد الصدر ليقرع اسماعكم) جمعة 45 وكذلك قال(لست إنا الذي أسست الجمعة وإنما الله سبحانه وتعالى بمعنى من المعاني بقضائه وقدره) فكان حقا هداية لجميع طبقات المجتمع.. وكذلك تشبهه بأمير المؤمنين حيث ان خطابه للأمة كان من على منبر الكوفة, حيث نزل للناس وحكمهم بالولاية فقال(المعطي هو الله ورسوله والمعصومين) جمعة1 وربط القواعد الشعبية بالنصوص الشرعية من خلال خطبة( 45) المباركة وخصوصا دعوتة المشهورة للغجر المشابهه لدعوة النبي الاكرم(ص) للمعاندين من قريش.
2- مرحلة الحسنين(ع)
حيث كانت هذه المرحلة(مرحلة الحسن) في بداية احتلال العراق بعدما قصرت الامة في اختيار الحكومة الالهية العادلة التي طرحها سماحة السيد مقتدى الصدر اعزه الله حيث تُركت الأمة تعيش مرحلة مجلس الحكم لتحكم بنفسها بعدم أهلية وفشل مدعي الإسلام والوطنية لحكم العراق وبعد ذلك تلتها مرحلة الثورة الحسينية في الانتفاضتين المهدويتين فكانتا الصاعقة التي لابد منها لاعادة الامة الى رشدها, وبداءت الصحوة بعد ان ركزت امريكا مع عملائها في الحكومة الموقتة لسماحة السيد دام عزه بين أمرين أما ألعماله والسكوت عن مطالبه الشرعية والوطنية بشهادة المرجعية الدينية او السجن والقتل مما ادى الى النهضة الصدرية الكبرى.
3- مرحلة السجاد(ع)
هي المرحلة التي تلت استشهاد المولى حيث تفرغ فيها سماحة السيد مقتدى الصدر اعزه الله إلى إحياء تراث السيد الشهيد (قدس) وتسيير أمور البراني وإعطاء الإذن بشكل سري للقيام بعمليات جهادية ضد النظام البائد تشبها بالامر الذي اصدره السجاد(ع) للمختار بالثوره وقتل قتلة الحسين(ع),
وتذكير الامة في كل مناسبة بضرورة الثار لدم المولى المقدس وقد انكفاء سماحة السيد على العبادة والمناجاة والبكاء, خشية من الله تعالى وحزنا على ابيه المولى المقدس.
4- مرحلة الباقرين(ع)
حيث تلت المقاومة العسكرية فكانت مرحلة حرب فكرية عقائدية (باردة) تسابق فيها ابناع الخط الصدري الى التكامل وجهاد النفس واثبات احقية ومشروعية فكر الحوزه الناطقة بالحق وقد استغل سماحة السيد هذه الفترة بتطوير مدارس الحوزة وترميمها واستقبال الطلبة ودعمهم ماديا وبالمناهج الدراسية وفتح مشروع الزهراء(ع)للدراسة الحوزوية وفتح المعاهد العلمية والاداريه واقامة المعارض وانشاء المؤسسات الثقافية واصدار الجرائد والمجلات واقام الندوات الفكرية والشعرية رغم قلة الدعم والامكانيات الضرورية كذلك فند ادعاء البعض حصولهم درجة الاجتهاد كونهم لم يكملوا ربع دورة اصولية لدى المولى المقدس واصدر بعض التكاليف العبادية لاتباع الخط الشريف مثل صيام شهري رجب وشعبان والتركيز على صلاة الليل وبعض ادعية اهل البيت عليهم السلام.
5- مرحلة الكاظمين (ع)
حيث تمثلت بمرحلتين متداخليتين وهي دخول الخط الصدري الشريف( الانتخابات طلبا بعدم شق عصا المسلمين انا لله وانا اليه راجعون) تشبها بالامام الرضا(ع) عند قبولة ولاية العهد بشرط ان لايعين او يعزل وتشبها بابن يقطين بقضاء حوائج المؤمنين ومن جهة اخرى تطبيق اوامر الحوزة الناطقة حتى لو كانت ظاهريا(غير مقبولة عقليا) كما في الرواية التي اكد المولى المقدس وسماحة السيد مقتدى الصدر اعزه الله على تطبيقها.
(كتب ابن يقطين وهو من الموالين لاهل البيت ويعمل في قصر هارون العباسيالى الامام موسى الكاظم(ع), جعلت فداك ان اصحابنا قد اختلفوا في مسح الرجلين فاذا راْْيت ان تكتب بخطك بما يكون عملي عليه, ففعلت انشأ الله. فكتب اليه الامام(ع) فهمت ماذكرت من الاختلاف في الوضوء والذي امرك به في ذلك ان تتمضمض ثلاثا وتستنشق ثلاثا وتغسل وجهك ثلاثا وتخلل شعر لحيتك وتغسل يديك الى المرفقين ثلاثا وتمسح راسك كله وتمسح ظاهر إذنيك وباطنهما وتغسل رجليك الى الكعبين ثلاثا ولاتخالف في ذلك الى غيره) فلما وصل الكتاب الى علي بن يقطين تعجب مما رسم له فيه مما جميع العصابة على خلافه( يعني جميع الشيعة على خلافه) ثم قال مولاي اعلم بما قال وانا ممتثل لامره فكان يعمل في وضوئه على هذا الحد يعني على الشكل والاسلوب ويخالف ماعليه جميع الشيعه ممتثلا لامر ابي الحسن الكاظم(ع) وسعي بعلي ابن يقطين إلى الخليفة العباسي هارون وقيل انه رافضي مخالف لك فقال اللارشيد لبعض خاصته قد كثر عندي القول في علي ابن يقطين والقَرَف له بخلافنا – او القرِف – وميله إلى الروافض ولست أرى في خدمته لي تقصيرا وقد امتحنته مرارا فما ظهرت منه على ما يُقرف منه وأحببت أن استبرى أمره من حيث لا يشعر فيحترز مني (لأنه إذا شعر احترز وإذا لم يشعر لم يحترز .فانا أرى أن أراقبه من حيث لا يعلم) فقيل له إن الرافضة ياأمير المؤمنين تخالف الجماعة في الوضوء فتخففه ولاترى غسل الرجلين فأمتحنه من حيث لا يعلم بالوقوف على وضوئه فقال اجل هذا الوجه يظهر به أمره ثم تركه مدة وأناطه بشي من الشغل في الدار حتى دخل وقت الصلاة وكان علي ابن يقطين يخلو في حجرة في الدار لوضوئه وصلاته فلما دخل وقت الصلاة وقف اللارشيد من وراء حائط الحجرة بحيث يرى علي ابن يقطين ولا يراه هو فدعى بالماء للوضوء فتوضئ (كما علمه الإمام الكاظم عليه السلام)والرشيد ينظر إليه فلما رآه فعل ذلك(صعدت عنده العاطفة ) لم يملك نفسه حتى اشرف عليه بحيث يراه ثم ناداه كذب ياعلي ابن يقطين من زعم انك من الرافضة وصلحت حاله عنده وورد عليه (أي بعد هذه الحادثة )كتاب أبي الحسن الكاظم عليه السلام ابتدأ( من ألان ياعلي ابن يقطين توضا كما أمر الله تعالى,اغسل وجهك مرة فريضة ومرة إسباغا واغسل يديك من المرفقين كذلك وامسح بمقدم راسك وظاهر قدميك من فضل نداوة وضوئك فقد زال ما كنا نخاف عليك والسلام ) ، انه لو كان قد شك علي بن يقطين بما صدر إليه من الإمام علية السلام في كيفية الوضوء التي تخالف إجماع الشيعة لوقع في المحذور بكل تأكيد ولكن أنظروا إلى مدى يقينه بالإمام (ع) والتزامه بأمره وطاعته له كالميت بن يدي الغسال ، وهكذا ينبغي أن يكون الإنسان إمام المعصومين ليس في حياتهم فقط بل دائما .
ألان وبعد إن أخذ سماحة السيد مقتدى الصدر اعزه الله العهد من إفراد جيش الإمام المهدي (عج) بطاعة أوامر الحوزة الناطقة بالحق كونها تمثل حوزة المعصومين كما قال المولى المقدس ( إن رسول الله والمعصومين من الحوزة الناطقة وليس معها ) كذلك طلب الاقتداء بابن يقطين عندما استلم رسالة الإمام الكاظم (ع) وهذا يعني إن بعض الأوامر ربما لا يستسيغها إفراد جيش الإمام المهدي (عج) ولكن بتطبيقها مصلحه الدنيا والآخرة , والحوزة اعرف بما تقول وتفعل ( وكم قال المولى المقدس لا تقولوا قولا ولا تفعلوا فعلا إلا بعد مراجعة الحوزة الشريفة) ونحن نعيش واقعيا كيفية الالتزام بالأوامر الحوزوية خلال تطبيق جيش الاحتلال والجيش العراقي (للخطة الأمنية الجديدة) لإعادة احتلال بغداد من جديد ، حيث احتار العدو قبل الصديق في كيفية فهم توزيع وانتشار إفراد جيش الإمام (عج) العقائدي والأيام ستكشف مدى حكمة الحوزة ودقة قراءتها للواقع ولكل حادث حديث كما يقال .
ولزيادة المعنويات وفهم المرحلة التي نعيشها نورد بعض روايات الأئمة (ع) أهل العصمة :-
1- جاء في كتاب بشارة الإسلام في حديث طويل ( عندما يتجرد جيش السفياني والمرجئة لمقاتلة الإمام (عج) وجيشه يقول استطردوا لهم ...........ثم يقول بعد ذلك كروا عليهم ....... ).
2- في كتاب بحار الأنوار (وكفى بالسفياني نقمه لكم من عدوكم , وهو من العلامات لكم , مع إن الفاسق لو قد خرج لمكثتم شهرا أو شهرين بعد خروجه لم يكن عليكم باس حتى يقتل خلقا كثيرا دونكم . فقال له بعض أصحابه فكيف نصنع بالعيال اذا كان ذلك ؟ قال يتغيب الرجال منكم عنه ،فان حنقه وشرهه إنما هي على شيعتنا , وإما النساء فليس عليهن باس إنشاء الله تعالى .......) .
3- في معجم أحاديث الإمام المهدي (عج) البدو حيث ما لبدنا , وتحركوا إذا تحركنا .....) , وقد يراد من هذه الخطة دق اسفين الفتنه ولذا ورد عن المعصومين عليهم السلام (اتقوا نار الفتنه فكونوا احلاس بيوتكم لتنجوا).
ومن هذا كله ندعوا أبناء الخط الصدري الشريف وشيعة آل البيت (ع) الالتزام بالأوامر الصادرة عن حوزة المعصومين الناطقة بالحق , وكذلك نبشر أهلنا بالعراق سنه وشيعة إن الفرج قريب إنشاء الله.
{ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ
قَدْرًا} (3) سورة الطلاق.
إدارة مكتب السيد الشهيد الصدر (قدس)
في الديوانية