«الوسط» تفتح ملف ضحايا الانتهاكات في حقبة أمن الدولة (11)...
محمد علي بطل الرماية في السبعينات... وضحية أمن الدولة في التسعينات
بني جمرة - مالك عبدالله
بعيداً عن معادلات السياسة، وبعيداً عن كل المصالح والاتهامات المتبادلة في ملف الشهداء وضحايا التعذيب، فإن لهذه القضية وجهاً إنسانياً لا يقبل التشكيك.
.. إنه حديث عن ضحايا كانوا ولايزالون يعانون، وكثير منهم لم يرتكبوا جرماً سوى المطالبة بحياة كريمة في ظل احترام الإنسان بصفته بشراً له كرامة وحقوق لا يمكن التفريط فيها.
لنبتعد عن السياسة قليلاً، وسنرى أن هناك واقعاً مأسوياً بكل ما للكلمة من معنى تعيشه عائلات بحرينية كريمة، بعضها فقدت حبيباً، وأخرى عانى أبناؤها من وطأة تعذيب في السجون والمعتقلات لفترات طويلة، وثالثة شرد أفرادها في أقطار الأرض.
«الوسط» تعرض ضمن مسلسلها المتواصل شهادات حية من عائلة بحرينية كان لها مع عهد أمن الدولة ذكريات مريرة لم تمح من ذاكرتها حتى الآن، وهي لاتزال تعاني بسبب القبضة الأمنية المحكمة التي كتبت لها رواية حزينة اختطت بحلم مواطنين كان جرمهم أن حلموا بوطن يحيا فيه الأمل.
اليوم نحن أمام قصة ضحية أخرى سجلها تاريخ حقبة أمن الدولة وهو الشهيد محمد علي الذي كان له موقف أراد من خلاله أن يقول لن نستسلم أمام قانون أمن الدولة حتى لو سالت الدماء. لقد تعالى صوته في مسيرة يوم السبت الأسود الأول من ابريل/ نيسان 1995 بالهتاف سنحطم حصار أمن الدولة إلى منزل أحد رموز الوطن وهو الشيخ عبدالأمير الجمري حتى لو كلفنا ذلك أغلى ما نملك، فداء للرمزية التي كان يمثلها الجمري في النضال الوطني من أجل الحرية والوحدة والقيم الوطنية السامية.
طريق الشهادة
في الأول من ابريل العام 1995 طوقت قوات الأمن المنطقة المحيطة بمنزل الشيخ الجمري في منطقة بني جمرة، عندها تعالت أصوات التكبير من خلال مكبرات الصوت بمساجد القرية، ليخرج المتظاهرون متجهين إلى منزل الشيخ الجمري إلا أن قوات الأمن منعتهم من الوصول باستخدام الرصاص الحي والرصاص الانشطاري، ما أدى إلى استشهاد شخصين هما الشهيد محمد علي عبدالرزاق 43 عاماً والشهيد محمد جعفر يوسف 30 عاماً، بالإضافة إلى عدد من المصابين.
وتشير تفاصيل الحادث، كما رواها أسعد الابن الثاني للشهيد محمد علي عبدالرزاق إلى انه «وفي الساعات الأولى ليوم السبت الأول من شهر ابريل 1995 سمعنا أصوات التكبير تعلو من مكبرات الصوت في المساجد معلنة نبأ اعتقال الشيخ الجمري وتطويق قوات مكافحة الشغب وأجهزة أمن الدولة للمنطقة المحيطة بمنزله بشكل كامل»، مشيرا إلى ان «أهالي المنطقة تجمعوا بالقرب من مسجد الوسطي لتنطلق بعد ذلك مسيرة سلمية مرت على بعض مساجد المنطقة، وقد التحق بنا الوالد بالقرب من مسجد شيخ فرج وأعلن عندها الشهيد للجميع بأن قوات الأمن المدججة بالسلاح قد حاصرت المكان بشكل كامل ومن كان لديه شيء من الخوف فعليه الرجوع».
وأضاف عبدالرزاق «وقامت قوات الأمن عند وصول المتظاهرين إلى مسجد الخضر بتفريقهم وذلك باستخدام الرصاص الانشطاري وقد أصيب الكثير من المتظاهرين نتيجة هذا الهجوم وقد كنت أنا شخصيا من ضمن المصابين»، مشيرا إلى ان «المتظاهرين تفرقوا بعد هجوم قوات الأمن عليهم إلا أنهم أصروا على إكمال المسيرة فقاموا بالتجمع من جديد بالقرب من المناطق الزراعية لينطلقوا في المسيرة من جديد وكان التجمع عند ما باتت تعرف اليوم بـ (سدرة الشيخ)»، موضحا «لكن قوات الأمن لم تسمح بانطلاق المسيرة وقامت بتطويق المتظاهرين من جميع الجهات وقامت بإطلاق الرصاص الحي والرصاص الانشطاري بكثافة كبيرة جدا»، مردفا «ونتيجة لهذا الإطلاق الكثيف وقعت الكثير من الإصابات وكان من بين المصابين والدي الشهيد محمد علي والذي أصيب في أنحاء مختلفة من جسمه وكانت اخطر الإصابات هي طلقة رصاص انشطاري لم تنشطر أصابته بالقرب من القلب».
وذكر عبدالرزاق «ان قوات الأمن قامت بعد سقوط الجرحى والشهيدين محمد علي ومحمد جعفر على الأرض بالاعتداء الوحشي بالضرب ليعلن بعدها رئيس الفرقة عدم الحاجة لاعتقال الجرحى لأنهم سيفارقون الحياة عما قريب، إلا أن أحد المصابين وهو الشيخ حبيب عبدالله حسن كان وبحسب وجهة نظر مسئول المجموعة سيظل على قيد الحياة، إلا أن قوات الأمن عادت لترميه عند أحد براميل القمامة وذلك بعد أن اكتشفت إصابته بنزيف»، مردفا «قام بعض الشباب بعدها بنقل المصابين إلى أحد المنازل القريبة وبعد انتظار دام ساعة تقريبا، تم نقلهم إلى مستشفى البحرين الدولي وذلك عبر الطرق البرية لأن قوات الأمن قامت بإغلاق جميع منافذ المنطقة»، مشيرا إلى ان «الشهيد الوالد ظل على قيد الحياة في مستشفى البحرين الدولي لمدة 45 دقيقة لينتقل بعدها إلى رحمة الله بسبب إصابته بهبوط حاد في الدم نتيجة النزيف الحاد الذي أصيب به وتأخر نقله إلى المستشفى وقد كانت عقارب الساعة عند استشهاده تشير إلى الثامنة وخمس وأربعين دقيقة من صباح السبت 1ابريل ،1995 ولكن خبر وفاته لم يصل إلينا إلا في الساعة الواحدة من بعد الظهر تقريباً».
مراسم تشييع الجنازة
بعد انتقال الشهيد محمد علي عبدالرزاق إلى الرفيق الأعلى تسلمت عائلته جثمانه من مجمع السلمانية الطبي بعد نقله من مستشفى البحرين الدولي إلى مجمع السلمانية، وذكر أبناء الشهيد «لقد تسلم شخصان من العائلة جثمان الشهيد، وبعد الرجوع بالجثمان إلى المنزل كان هناك تجمع لعدد من أهالي المنطقة المعزين باستشهاد الوالد بالقرب من منزلنا إلا أن طائرة مروحية قامت بإطلاق الغاز المسيل للدموع على المعزين وفرقتهم»، مشيرا إلى ان «العائلة قامت بإخطار مركز شرطة البديع عن عزمها دفن الشهيد فاشترط المركز عدم زيادة عدد المشاركين في تشييع الجنازة عن 15 شخصا، كما يمنع رفع المشيعين أصواتهم أثناء التشييع بالإضافة إلى منع إشعال الشموع أو الأنوار على رغم أن الدفان تم ليلا، كما قامت قوات الأمن من منعنا من دفن الشهيد في المنطقة التي أردنا دفنه فيها وهي المنطقة التي يدفن فيها أفراد العائلة وذلك بحجة أن المكان يقع على الطريق الرئيسي للمنطقة وعند الدفان سيرى الناس ما يجري».
سيرة الشهيد
الشهيد محمد علي عبدالرزاق من مواليد 1 يناير/ كانون الثاني ،1952 متزوج وله من الأبناء أربعة أولاد وبنتان، عمل الشهيد في بداية حياته في قوة دفاع البحرين بقسم اللاسلكي وبعد مشكلة مع الضابط المسئول بسبب عدم منح الشهيد رخصة استئذان من العمل لنقل زوجته الى المركز الصحي، خرج الشهيد وقتها من العمل من دون إذن من الضابط لأن حال زوجته تستدعي نقلها على وجه السرعة إلى المركز الصحي، لتقوم بعدها قوات الأمن بتفتيش منزله مرات عدة لاعتقاله إلا أن جميع هذه المحاولات لم تفلح حتى سلم الشهيد نفسه للأمن وحوكم محاكمة عسكرية فصل على اثرها من الخدمة العسكرية، كما سجن لمدة 3 شهور، وأوضح كامل النجل الأكبر للشهيد ان «الشهيد حصل خلال المعسكر الذي تدرب فيه قبل عمله في قسم اللاسلكي على المركز الأول في الرماية»، مشيرا إلى انه «عاد ليحصل على المركز الأول في الرماية عندما تم استدعاؤه في العام 1990 أثناء الغزو العراقي للكويت كجندي احتياط»، موضحا ان «الشهيد عمل بعد إقالته من عمله في قوة دفاع البحرين في أعمال عدة منها المقاولات والصيد والنجارة، كما اضطرته الظروف المعيشية لمغادرة البحرين إلى المملكة العربية السعودية مع عائلته التي عادت لاحقا إلى البحرين ليبقى هو في السعودية طلبا للرزق إلا انه عاد إلى البلاد بعد ذلك، لكنه غادر البحرين من جديد متوجها إلى السعودية طلبا للرزق، قبل أن يعود ويطلب كجندي احتياط أثناء الحرب العراقية الكويتية».
العائلة بعد الاستشهاد
أصيبت زوجة الشهيد بعد استشهاده بمرضي السكري والضغط، كما تدهورت حال النجل الأصغر للشهيد علي المصاب بالسكلر وكاد إعطاؤه الحقن بطريقة خاطئة أن تصيبه بالشلل مرتين لو لا لطف الله كما تأثر تحصيله الدراسي بشكل كبير بسبب مرضه، وتزوجت بناته بعد أكثر من عامين من استشهاده، أما ابنه الأكبر كامل فاضطرته الظروف لترك الدراسة والاتجاه للعمل في الصيد من أجل إعالة اخوته، ويعمل أحد أبنائه موزعاً في إحدى الصحف المحلية بينما يكمل ابنه حسين التحصيل الدراسي. ومنزل العائلة من ضمن البيوت الآيلة للسقوط، وقامت العائلة بإخلاء المنزل قبل 3 شهور إلا أن الجهات المعنية لم تتخذ إجراءات البناء إلا قبل أسبوعين وذلك بقطع الكهرباء.
محمد علي بطل الرماية في السبعينات... وضحية أمن الدولة في التسعينات
بني جمرة - مالك عبدالله
بعيداً عن معادلات السياسة، وبعيداً عن كل المصالح والاتهامات المتبادلة في ملف الشهداء وضحايا التعذيب، فإن لهذه القضية وجهاً إنسانياً لا يقبل التشكيك.
.. إنه حديث عن ضحايا كانوا ولايزالون يعانون، وكثير منهم لم يرتكبوا جرماً سوى المطالبة بحياة كريمة في ظل احترام الإنسان بصفته بشراً له كرامة وحقوق لا يمكن التفريط فيها.
لنبتعد عن السياسة قليلاً، وسنرى أن هناك واقعاً مأسوياً بكل ما للكلمة من معنى تعيشه عائلات بحرينية كريمة، بعضها فقدت حبيباً، وأخرى عانى أبناؤها من وطأة تعذيب في السجون والمعتقلات لفترات طويلة، وثالثة شرد أفرادها في أقطار الأرض.
«الوسط» تعرض ضمن مسلسلها المتواصل شهادات حية من عائلة بحرينية كان لها مع عهد أمن الدولة ذكريات مريرة لم تمح من ذاكرتها حتى الآن، وهي لاتزال تعاني بسبب القبضة الأمنية المحكمة التي كتبت لها رواية حزينة اختطت بحلم مواطنين كان جرمهم أن حلموا بوطن يحيا فيه الأمل.
اليوم نحن أمام قصة ضحية أخرى سجلها تاريخ حقبة أمن الدولة وهو الشهيد محمد علي الذي كان له موقف أراد من خلاله أن يقول لن نستسلم أمام قانون أمن الدولة حتى لو سالت الدماء. لقد تعالى صوته في مسيرة يوم السبت الأسود الأول من ابريل/ نيسان 1995 بالهتاف سنحطم حصار أمن الدولة إلى منزل أحد رموز الوطن وهو الشيخ عبدالأمير الجمري حتى لو كلفنا ذلك أغلى ما نملك، فداء للرمزية التي كان يمثلها الجمري في النضال الوطني من أجل الحرية والوحدة والقيم الوطنية السامية.
طريق الشهادة
في الأول من ابريل العام 1995 طوقت قوات الأمن المنطقة المحيطة بمنزل الشيخ الجمري في منطقة بني جمرة، عندها تعالت أصوات التكبير من خلال مكبرات الصوت بمساجد القرية، ليخرج المتظاهرون متجهين إلى منزل الشيخ الجمري إلا أن قوات الأمن منعتهم من الوصول باستخدام الرصاص الحي والرصاص الانشطاري، ما أدى إلى استشهاد شخصين هما الشهيد محمد علي عبدالرزاق 43 عاماً والشهيد محمد جعفر يوسف 30 عاماً، بالإضافة إلى عدد من المصابين.
وتشير تفاصيل الحادث، كما رواها أسعد الابن الثاني للشهيد محمد علي عبدالرزاق إلى انه «وفي الساعات الأولى ليوم السبت الأول من شهر ابريل 1995 سمعنا أصوات التكبير تعلو من مكبرات الصوت في المساجد معلنة نبأ اعتقال الشيخ الجمري وتطويق قوات مكافحة الشغب وأجهزة أمن الدولة للمنطقة المحيطة بمنزله بشكل كامل»، مشيرا إلى ان «أهالي المنطقة تجمعوا بالقرب من مسجد الوسطي لتنطلق بعد ذلك مسيرة سلمية مرت على بعض مساجد المنطقة، وقد التحق بنا الوالد بالقرب من مسجد شيخ فرج وأعلن عندها الشهيد للجميع بأن قوات الأمن المدججة بالسلاح قد حاصرت المكان بشكل كامل ومن كان لديه شيء من الخوف فعليه الرجوع».
وأضاف عبدالرزاق «وقامت قوات الأمن عند وصول المتظاهرين إلى مسجد الخضر بتفريقهم وذلك باستخدام الرصاص الانشطاري وقد أصيب الكثير من المتظاهرين نتيجة هذا الهجوم وقد كنت أنا شخصيا من ضمن المصابين»، مشيرا إلى ان «المتظاهرين تفرقوا بعد هجوم قوات الأمن عليهم إلا أنهم أصروا على إكمال المسيرة فقاموا بالتجمع من جديد بالقرب من المناطق الزراعية لينطلقوا في المسيرة من جديد وكان التجمع عند ما باتت تعرف اليوم بـ (سدرة الشيخ)»، موضحا «لكن قوات الأمن لم تسمح بانطلاق المسيرة وقامت بتطويق المتظاهرين من جميع الجهات وقامت بإطلاق الرصاص الحي والرصاص الانشطاري بكثافة كبيرة جدا»، مردفا «ونتيجة لهذا الإطلاق الكثيف وقعت الكثير من الإصابات وكان من بين المصابين والدي الشهيد محمد علي والذي أصيب في أنحاء مختلفة من جسمه وكانت اخطر الإصابات هي طلقة رصاص انشطاري لم تنشطر أصابته بالقرب من القلب».
وذكر عبدالرزاق «ان قوات الأمن قامت بعد سقوط الجرحى والشهيدين محمد علي ومحمد جعفر على الأرض بالاعتداء الوحشي بالضرب ليعلن بعدها رئيس الفرقة عدم الحاجة لاعتقال الجرحى لأنهم سيفارقون الحياة عما قريب، إلا أن أحد المصابين وهو الشيخ حبيب عبدالله حسن كان وبحسب وجهة نظر مسئول المجموعة سيظل على قيد الحياة، إلا أن قوات الأمن عادت لترميه عند أحد براميل القمامة وذلك بعد أن اكتشفت إصابته بنزيف»، مردفا «قام بعض الشباب بعدها بنقل المصابين إلى أحد المنازل القريبة وبعد انتظار دام ساعة تقريبا، تم نقلهم إلى مستشفى البحرين الدولي وذلك عبر الطرق البرية لأن قوات الأمن قامت بإغلاق جميع منافذ المنطقة»، مشيرا إلى ان «الشهيد الوالد ظل على قيد الحياة في مستشفى البحرين الدولي لمدة 45 دقيقة لينتقل بعدها إلى رحمة الله بسبب إصابته بهبوط حاد في الدم نتيجة النزيف الحاد الذي أصيب به وتأخر نقله إلى المستشفى وقد كانت عقارب الساعة عند استشهاده تشير إلى الثامنة وخمس وأربعين دقيقة من صباح السبت 1ابريل ،1995 ولكن خبر وفاته لم يصل إلينا إلا في الساعة الواحدة من بعد الظهر تقريباً».
مراسم تشييع الجنازة
بعد انتقال الشهيد محمد علي عبدالرزاق إلى الرفيق الأعلى تسلمت عائلته جثمانه من مجمع السلمانية الطبي بعد نقله من مستشفى البحرين الدولي إلى مجمع السلمانية، وذكر أبناء الشهيد «لقد تسلم شخصان من العائلة جثمان الشهيد، وبعد الرجوع بالجثمان إلى المنزل كان هناك تجمع لعدد من أهالي المنطقة المعزين باستشهاد الوالد بالقرب من منزلنا إلا أن طائرة مروحية قامت بإطلاق الغاز المسيل للدموع على المعزين وفرقتهم»، مشيرا إلى ان «العائلة قامت بإخطار مركز شرطة البديع عن عزمها دفن الشهيد فاشترط المركز عدم زيادة عدد المشاركين في تشييع الجنازة عن 15 شخصا، كما يمنع رفع المشيعين أصواتهم أثناء التشييع بالإضافة إلى منع إشعال الشموع أو الأنوار على رغم أن الدفان تم ليلا، كما قامت قوات الأمن من منعنا من دفن الشهيد في المنطقة التي أردنا دفنه فيها وهي المنطقة التي يدفن فيها أفراد العائلة وذلك بحجة أن المكان يقع على الطريق الرئيسي للمنطقة وعند الدفان سيرى الناس ما يجري».
سيرة الشهيد
الشهيد محمد علي عبدالرزاق من مواليد 1 يناير/ كانون الثاني ،1952 متزوج وله من الأبناء أربعة أولاد وبنتان، عمل الشهيد في بداية حياته في قوة دفاع البحرين بقسم اللاسلكي وبعد مشكلة مع الضابط المسئول بسبب عدم منح الشهيد رخصة استئذان من العمل لنقل زوجته الى المركز الصحي، خرج الشهيد وقتها من العمل من دون إذن من الضابط لأن حال زوجته تستدعي نقلها على وجه السرعة إلى المركز الصحي، لتقوم بعدها قوات الأمن بتفتيش منزله مرات عدة لاعتقاله إلا أن جميع هذه المحاولات لم تفلح حتى سلم الشهيد نفسه للأمن وحوكم محاكمة عسكرية فصل على اثرها من الخدمة العسكرية، كما سجن لمدة 3 شهور، وأوضح كامل النجل الأكبر للشهيد ان «الشهيد حصل خلال المعسكر الذي تدرب فيه قبل عمله في قسم اللاسلكي على المركز الأول في الرماية»، مشيرا إلى انه «عاد ليحصل على المركز الأول في الرماية عندما تم استدعاؤه في العام 1990 أثناء الغزو العراقي للكويت كجندي احتياط»، موضحا ان «الشهيد عمل بعد إقالته من عمله في قوة دفاع البحرين في أعمال عدة منها المقاولات والصيد والنجارة، كما اضطرته الظروف المعيشية لمغادرة البحرين إلى المملكة العربية السعودية مع عائلته التي عادت لاحقا إلى البحرين ليبقى هو في السعودية طلبا للرزق إلا انه عاد إلى البلاد بعد ذلك، لكنه غادر البحرين من جديد متوجها إلى السعودية طلبا للرزق، قبل أن يعود ويطلب كجندي احتياط أثناء الحرب العراقية الكويتية».
العائلة بعد الاستشهاد
أصيبت زوجة الشهيد بعد استشهاده بمرضي السكري والضغط، كما تدهورت حال النجل الأصغر للشهيد علي المصاب بالسكلر وكاد إعطاؤه الحقن بطريقة خاطئة أن تصيبه بالشلل مرتين لو لا لطف الله كما تأثر تحصيله الدراسي بشكل كبير بسبب مرضه، وتزوجت بناته بعد أكثر من عامين من استشهاده، أما ابنه الأكبر كامل فاضطرته الظروف لترك الدراسة والاتجاه للعمل في الصيد من أجل إعالة اخوته، ويعمل أحد أبنائه موزعاً في إحدى الصحف المحلية بينما يكمل ابنه حسين التحصيل الدراسي. ومنزل العائلة من ضمن البيوت الآيلة للسقوط، وقامت العائلة بإخلاء المنزل قبل 3 شهور إلا أن الجهات المعنية لم تتخذ إجراءات البناء إلا قبل أسبوعين وذلك بقطع الكهرباء.