إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

حوار صريح مع إبليس

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • حوار صريح مع إبليس

    بسم الله الرحمن الرحيم

    السلام عليكم و رحمة الله وبركاته ..

    أحببت أن يكون أول موشضوع لي مميزًا و يفيد أخواني الأعضاء ..

    ففكرت في نقل ما قرءته في كتيب استمتعت بقراءته و لا اخفي عليكم إنني شعرت بالخوف كذلك و أنا اقرأه..!

    حوار صريح مع إبليس

    لأنه عدوك الذي يلاحقك أينما تكون .. ليفسد عليك دنياك قبل آخرتك.. هل أعددت له أسلحتك لتحملها معك حتى تدافع بها عن نفسك؟
    لهذا أكاد أزعم أن هذا الكتاب مما لا غنى لك عن قراءته!
    لأنه يفضح الكثير من مكائد إبليس و مداخله التي لا نفقهها أو ننتبه لها..
    و لأنه يعطيك الأسلحة على نوعين: الروحية الممتثلة في العبادات و الصلوات و الدعاء و القرآن و الأحراز و غيرها..
    و الأسلحة التطبيقية البسيطة الأخرى التي يمكن لأي إنسان القيام دوم أدنى مشقة كتلك المتعلقة بالنوم والأكل و الشرب و اللبس و التخلي و تربية بعض الطيور وسائر سلوكيات الحياة..
    إلى جانب أنه يستعرض أكبر قصة عدائية عرفها التاريخ بين إبليس و آدم، كاشفًا بعض الجوانب التي يظن الكثيرون معرفتها..
    وللعلم أقول: أنني ابتعدت عن الخيال و تحاشيته إلا في بداية الحوار و نهايته و طبيعة فكرة محاورة إبليس بالطبع..
    و كل ما جرى على لساني و لسانه في غير ذلك من أحاديث الرسول الأعظم و أهل بيته الأكرمين الواردة في كتب الأحاديث و السير المعتبرة و لم أتصرف في كل ذلك بشيء أبدًا..
    فلا يوسوس لك إبليس و يصرفك عن قراءته و الاستفادة مما جاء فيه.

    سميح صالح

    ....

    تلك كانت المقدمة و بإذن الله تعالى سأنقل لكم يوميًا بضع صفحات ..
    و أتمنى أن أكون وضعت الموضوع في القسم المناسب ..


    و تقبلوا خالص تحياتي..
    نملة

  • #2
    (1)
    * أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم..

    ** لحظة! قبل أن تكمل ! كيف تدعوني للحوار ثم تتعوذ مني ؟! ألا تجد في ذلك تناقضًا ؟! فإن لم ترحب بي و هو الأولى لأنني في الحدِّ الأدنى ضيفك الآن فلا أقل من أن لا تتعود مني !! أهذا ما يحث عليه دينك من احترام الضيف و حسن استقباله ؟!

    * أعوذ بالله ! إبليس الرجيم بنفسه يتكلم عن الدين و يحث عليه؟! إن هذا لعجب !

    ** وتكرر تعوذك ؟! كيف سيكون هذا الحوار و أنت تثير من بدايته أعصابي و تجعلني أبدو مشوشًا ومضطربًا ؟!

    * و لِم كل هذا ؟! لأنني تعوذت منك ؟! سبحان الله ! صدقني إني لأتعجب لأمرك ! كل هذا الانفعال للاستعاذة ؟! لا بد أن هناك سر !

    ** ألا تعلم أن من استعاذ مني كل يوم عشر مرات وكَّل الله عليه ملكًا يدفعني عنه كما يدفع الإبل الغريب عن الحوض.. ثم ألا تعلم أن قال أعوذ بالله من الشيطان الرجيم صادقًا بحق خرج من قبضتي و دخل في عصمة الله.. فما أفعل أنا لمن دخل في عصمة الله ؟!
    لا أريد أن أسترسل رغم علمي أنني قد أغريتك بهذا الأسلوب بالتعوذ مني.. و لكني أقول لك إن كنت تريد أن يكون حوارك معي هادئًا فلا بد أن لا توتر أعصابي أو تزعجني، و ليكن الحديث مجديًا.

    * الهدوء وحده لا يكفي فلكي يكون الحديث مجديًا ومفيدًا لابد أن تعدني أن تجيب على أسئلتي أيًا كانت و مهما كانت بصدق وصراحة.

    ** أحس أنك أوقعتني أو تكاد توقعني في فخ بهذا اللقاء، ففي حياتي كلها لم أجر حوارًا مع أحد أبناء آدم كما معك الآن.. لكنني أعدك بشرفي أن أجيبك على جميع أسئلتك بصدق و صراحة و شفافية.

    * بشرفك ؟! ما أظن هذا إلا أول كذبة..

    ** دع عنك مثل هذه الأساليب و ابدأ بطرح أسئلتك وإلا قمت عنك.

    * حسنًا.. في الحقيقة أنا محتار فيمَ أبدأ الحديث ة أي سؤال أطرحه عليك من بين أسئلتي الكثيرة.. و لكني أرجح أن أسألك عن سر عدائيتك و كراهيتك المفرطة للإنسان..

    ** و إذن أنت تريد أن أحدثك عن قصتي مع آدم أولاُ..

    * أجد في ذلك مدخلاً منطقيًا للحديث..

    ** و لتكون صورة كاملة فإني سأرجع في حديثي معك ما قبل خلق آدم.. حيث كنت في السماء من العابدين المشتغلين بالعبادة عن كل شيء، و قد عبدت الله ستة آلاف سنة من سني السماء.. فإذا كان اليوم الواحد في السماء مقداره خمسين ألف سنة من الدنيا فإن عبادتي تعادل مائة و تسعة مليار و خمسمائة مليون سنة من سني الأرض.

    * حقًا ؟!

    ** و قد كانت الملائكة تراني كذلك حتى لقبتني بطاووس الملائكة.و ما زلت كذلك حتى شاء الله أن يخلق آدم فقال: " إني جاعل في الأرض خليفة " فقال الملائكة: " أتجعل فيها من يفسد فيها و يسفك الدماء و نحن نسبِّح بحمدك و نقدِّس لك؟! فأجابها : " إني أعلم ما لا تعلمون " فظنت الملائكة أن الله قد غضب عليها فقامت تسبِّحه و تقدسه و تطوف بالبيت المعمور في السماء، و الذي هو أقرب ما تكون عليه الكعبة في الأرض بل إنها توازيه تمامًا فلو سقط منه حجر مستقيمًا لسقط على الكعبة، و هكذا فقد ظلت الملائكة تطوف حول البيت المعمور و تستغفر. و أما أنا فقد نزلت على الأرض و صرخت: أيتها الأرض ! أتيتك ناصحًا ! إن الله شاء أن يخلق منك أفضل الخلائق، و أخشى أن يعصي الله فيدخل النار !! و حينها ستدخلين أنت النار أيضًا بسببه، فإن جاء الملائكة يأخذون من ترابك اقسمي عليهم بالرب العظيم أن لا يأخذوا من ترابك.

    * فمن هنا بدأت مخالفتك ؟!

    ** فما أراد الله أن يخلق آدم أمر جبرائيل ليأتي بقبضة من أديم الأرض ليخلق منها خلقًا جديدًا، فأتاها جبرائيل فاقشعرت الأرض و سألته بعزة الله أن لا يأخذ منها شيئًا فأمره الله بالانصراف، وجاء بعد ميكائيل فكان من الأرض ما كان فانصرف أيضًا، فجاء إسرافيل فجرى معه مثل ما جرى ما سابقيه، فبعث الله عزرائيل، و اقشعرت الأرض مرة أخرى و سألته بعزة الله أن لا يأخذ منها شيئًا.
    فقال عزرائيل: قد أمرني ربي بأمر أنا ماضٍ سرك أم ساءك. فقبض منها قبضة كما أمره الله ثم صعد بها إلى موقفه، فقال له الله: كما وليت قبضها من الأرض كذلك تلي قبض أرواح كل من عليها و كل من قضيت عليه الموت إلى يوم القيامة..

    * فما كان من شأن القبضة ؟

    ...

    تعليق


    • #3
      (2)

      * فما كان من شأن القبضة ؟


      ** عُجنت بالماء العذب و الملح و رُكبت فيها الطبايع، و قبل أن ينفخ غيها الله الروح خلق آدم من أديم الأرض و طرحه كالجبل العظيم، و كان جسده طيبًا تمر به الملائكة فتقول: لأمر ما خُلقت !


      * و أنت ما كان شأنك معه؟


      ** كنت يومئذ خازنًا على السماء الخامسة، و كنت أدخل من فمه و أخرج من دبره ثم أضرب بيدي على بطنه قأقول: لأيّ أمر خلقت ؟! لئن جُعلت فوقي لا أطعتك و لئن جُعلت أسفل مني لأعينك. فلذلك أصبح ما في جوف آدم منتنًا خبيثًا غير طيب و ذلك علة الغائط.


      * وإذًا فمسألة عدائك لآدم لم تكن إلا لكونه أعلى منك شأنًا ليس إلا !!


      ** و مكث آدم ملقى ألف سنة ثم نفخ الله فيه من روحه، فلما بلغت الروح إلى دماغه تحرك آدم و جلس ثم عطس فألهمه الله أن يقول: "الحمد لله"، فقال الله له: "يرحمك الله"، و لذلك ما من شيء أشد علي من تسميت العاطس..


      * أتذكر حتى هذا الموقف ؟!


      ** وكيف أنسى ؟! و قد نظرت إلى آدم حينها نظرة لم أدخر منها شيئًا من حسدي و حقدي عليه..


      * ثم جاء أمر السجود لآدم تكريمًا له و اعترافًا بمقامه الرفيع..


      ** أمر السجود جاء من قبل الله إذ قال الله: "وإذ قال ربك للملائكة إني خالق بشرًا من صلصال من حمأ مسنون فإذا سويته و نفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين".


      * دعني أكمل: " فسجد الملائكة كلهم أجمعون إلا إبليس أبى أن يكون من الساجدين، قال يا إبليس مالك ألا تكون من الساجدين قال لم أكن لأسجد لبشر خلقته من صلصال من حمأ مسنون "


      ** كما أني قلت له: " أنا خير منه خلقتني من نار و خلقته من طين "، و قلت له: يا رب أعفني من السجود لآدم و أنا أعبدك عبادة لم يعبدكها ملك مقرب و لا نبي مرسل و لكن الله تعالى قال لي: " لا حاجة لي إلى عبادتك، إنما أريد أن أُعبد من حيث أريد من حيث تريد.

      و قال: " فاخرج منها فإنك رجيم وإن عليك لعنتي إلى يوم الدين "
      فقلت: يا رب أنت العدل الذي لا يجوز فما جزاء عبادتي إياك؟
      فقال: سل ما تريد.
      فنظرت لآدم نظرة أودعتها كل غضبي و حقدي و قلت: لا يُولد له مولود إال وُلد لي مثله، و أن أجري منهم مجرى الدم في العروق، و أن تجعل صدورهم أوطانًا ومساكن لي " ثم لآتينهم من بين أيديهم و من خلفهم و عن أيمانهم و عن شمائلهم "
      فقال لي: لك ذلك، فقلت: " رب فانظرني إلى يوم يبعثون، قال إنك من المنظرين إلى الوقت المعلوم "
      فاستدرت لأخرج من الجنة وما زلت أنظر في وجه آدم و قلت: " رب ما أغويتني لأزينن لهم في الأرض و لأغوينهم أجمعين، إلا عبادك المخلصين، قال هذا صراط عليّ مستقيم إن ممن عبادي ليس لك عليهم من سلطان إلا من اتبعك من الغاوين و إن لجهنم لموعدهم أجمعين" .. و بدأت بالخروج و عاهدت نفسي حينها وأقسمت بربي: و عزتك وجلالتك وعظمتك لا أفارق ابن آدم حتى تفارق روحه جسده. فقال الله سبحانه: وعزتي و جلالي و عظمتي لا أحجب التوبة عن عبدي حتى يُغرغر بها. وخرجت من الجنة مطرودًا من رحمة الله و سميت من ذالك اليوم إبليس !!


      * أفهم من كلامك أن إبليس ليس اسمك الحقيقي إنما كان لك اسم غيره ؟!

      ...

      تعليق


      • #4
        متااااااااااابعة

        أكملي بارك الله فيك فأنا في الانتظار
        دمتي بخيـــر

        تعليق


        • #5
          أشكركِ أختي أنين الإنتظار على متابعتكِ لموضوعي..
          وكم أسعدني تشريفكِ صفحتي المتواضعة ..

          تعليق


          • #6
            بسم الله الرحمن الرحيم

            بل أنا من يتشرف بقراءة مثل هذه المواضيع التي نحن بأشد الحاجة إليها
            لنتغلب على الشيطان الذي لايفارقنا أعوذ بالله منه.

            في انتظار الأجزاء القادمة.

            تعليق


            • #7
              و ها هو الجزء الثالث .. و السموحة ع التقصير ..
              ...
              (3)
              * أفهم من كلامك أن إبليس ليس اسمك الحقيقي إنما كان لك اسم غيره
              ** سُميت من ذلك اليوم إبليس أي العاصي اليائس من رحمة الله، والرجيم أي المضروب المرجوم بالحجارة و المطرود من السماء و رحمة الله. وأما اسمي الحقيقي فقد كان الحارث، و كنيتي أبا مرة.
              * ما كان موقف آدم إزاء ما جرى؟
              ** لما أعطاني الله ما أعطاني من قوة قال آدم: يا رب سلطت إبليس على وُلدي و أجريته منهم مجرى الدم في العروق و أعطيته ما أعطيته، فمالي ولوُلدي؟
              قال: لك و لولدك من همَّ بحسنة أن يعملها كتبت له حسنة، و من همَّ بحسنة فعلها كتبت له بعشر حسنات، و من همَّ بالسيئة أن يعملها لا أكتب عليه، و من عملها كتبت عليه سيئة واحدة.
              قال: يارب ودني.
              قال: التوبة مبسوطة إلى أن تبلغ النفس الحلقوم.
              قال: يا رب زدني.
              قال: أغفر و لا أبالي.
              قال: يا ربِّ حسبي.
              * و ماذا عن الملائكة.. أما كان لهم موقف؟
              ** و كيف لا يكون؟! فقد استعظموا من البداية عصياني ورفضي السجود لآدم و هم الذين كانوا يحسبونني منهم و لم يكونوا يعلموا أني من الجن، ثم أشفقوا على بني آدم و رقت قلوبهم عليهم و قالوا: يا إلهنا كيف يتخلصون من إبليس مع كونه مستويًا عليهم من بين أيديهم وخلفهم وعن أيمانهم و عن شمائلهم؟!
              فقال الله لهم: بقى لعبدي جهتان: الفوق و التحت، فإذا رفع يديه إلى فوق في الدعاء على سبيل الخضوع ووضع جبهته على الأرض على سبيل الخشوع غفرت له ذنب سبعين سنة.
              * وكيف ترَّبصت بآدم بعد طردك في ذلك اليوم؟
              ** منذ يوم الخميس الذي صادف طردي والذي لا يفارقني أبدًا اشتعلت نار غضبي على آدم و على من سيليه، و بدأت أتحين الفرص له و أتتبع أموره إلى أن خُلقت حواء إلى أن ناداه الله: " و يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة فكُلا من حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين "
              فقلت لنفسي: أتى المحظور! و إن خطيئتهما لا تكون إلا فيه.. لأوسوس لهما.
              * و كيف وسوست لهما و هما في الجنة و أنت مطرود منها؟
              ** كنت أعلم أني لا أقدر على الدخول إلى الجنة بنفسي و لكني وقفت قريبًا منها حتى رأيت الحيّة، فقلت لها: أدخليني الجنة و أنا أعلمك الاسم الأعظم.
              فقالت: الملائكة تحرس الجنة فيرونك!
              فقل لها: إن أنا دخلت في فمك و أطبقت عليَّ استطعتِ إدخالي.
              ففعلت و لذلك صار السم في فمها إلى مكان جلوسي فيها!
              * وأدخلتك الجنة ؟!
              ** وهي تظن أني سأعطيها الاسم الأعظم الذي لو كان عندي لما احتجت لها أصلاًً!
              * يا لك من مخادع !!
              ** حتى رأيت آدم وحواء فقلت لهما و أنا لحيي الحية و كأنها هي التي تخاطبهما: " ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة إلا أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين" أو لا تحبان أن تكونا ملكين أو من الخالدين ؟! فهذه شجرة الخلد ؟! إن الله لا يريدكما معه في الخلد إنما يريد أن يخص بها لوحده فقط، ثم ما الضرر أن تأكلا منها ما دامت النتيجة الخلد في الجنة ؟! ثم إنكما إن لم تأكلا منها ستخرجان من الجنة عاجلاً .
              * أيها الرجيم.. و صدقاك ؟!
              ** ولِم لا وقد أقسمت لهما بالله و بالأيمان الغليظة العظيمة أني لهما من الناصحين، و ما كانا يظنان أن هناك من يجرأ على القسم بما أقسمت و يكون كاذبًا, و ما أن مدّا أيديهما إلى الشجرة حتى تطاير ما عليهما من الحُلي و الحُلل و بقيا عريانين " فلما ذاقا الشجرة بدت لهما سوءاتهما و طفقا يخصفان عليها من ورق الجنة و ناداهما ربهما ألم أنهكما عن تلكما الشجرة وأقل لكما أن الشيطان لكما عدو مبين " فوضع آدم يده على عورته و الأخرى على رأسه و كذلك فعلت حواء كما هو شأن العراة و " قالا ربنا ظلمنا أنفسنا و إن لم تغفر لنا و ترحمنا لنكونن من الخاسرين، قال اهبطوا بعضكم لبعض عدو و لكم في الأرض مستقر و متاع إلى حين، قال فيها تحيون و فيها تموتون و منها تخرجون "
              و هبطنا جميعًا.. هبط آدم في سرنديب، و زوجته حواء في جدة قبل أن يلتقيا مرة أخرى، و هبطت الحية في سقطرى ولا زوج لها، و هبطت أنا في أصفهان و لا زوجة لي فكنت أول من ألوط بنفسي و كذلك الحية بينما كانت ذرية آدم من زوجته.
              * بم شعرت حينها و قد حلَّ بآدم ماحل ؟
              ...

              تعليق


              • #8
                بسم الله الرحمن الرحيم
                مشكورة على الجزء وجزاك الله به خيراً

                وفي انتظار الجديد ومعرفة الكثير.

                تعليق


                • #9
                  (4)

                  * بم شعرت حينها و قد حلَّ بآدم ماحل ؟

                  ** تغنيت ونخرت نخرة من شدة فرحتي بما حل به بينما كان آدم يبكي وتجري دموعه من عينه حسرةً وندمًا، وقد ظل كذلك مائة سنة ! وقد خرج من عينه اليمنى مثل دجلة دمعًا ومن العين الأخرى مثل الفرات !! إلى أن قبل الله توبته و اجتباه وهدى.
                  * فكيف عاش حياته على الأرض بعد ذلك؟
                  ** أمر الله بالحرث و الزرع وطرح عليه غرسا من غروس الجنة فأعطاه النخل و العنب و الزيتون والرمان، فغرسها لتكون له ولذريته، و أكل هو من ثمارها.
                  و قد خاطبته يومًا: يا آدم ما هذا الغرس الذي لم أكن أعرفه في الأرض و قد كنت بها قبلك؟ ائذن لي أن آكل منه شيئًا. فأبى أن يطعمني،
                  فذهبت بعد زمن لحواء و قلت لها: إنه قد أجهدني الجوع والعطس.
                  فقالت: إن آدم قد عهد إليَّ أن لا أطعمك شيئًا من هذا الغرس لأنه من الجنة، و لا ينبغي لك أن تأكل منه.
                  فقلت: فاعصري في كفي منه شيئًا، فأبت فقلت: أمصه و لا آكله. فأعطني عنقودًا من عنب وتمر فمصصته ثم عضضته فجذبته حواء من فمي،
                  فأوحى الله لآدم: إن عدوي وعدوك إبليس مصه، و قد حرَّمت عليك من عصيره الخمر ما خالطه نفس إبليس فحُرِّمت الخمر! ثم إني وبعد زمن طويل ذهبت فبلت في أصل الكرامة و النخلة فجرى الماء في عروقهما ببولي فمن ثم يختمر خمرًا وحرِّم الله الخمر و كل مسكر.
                  * دعنا ننتقل لقصتك مع ابني آدم قابيل و هابيل ..
                  ** رغم كون قابيل و هابيل أخوين إلا أنهما ما كانا متشابهين بتاتًا، فقد وجدت القابلية لدى قابيل لسماع كلامي فلاحقته بوسوستي، و أخذت أعقد المقارنات بينه و بين هابيل لأقنعه أنه يُفضّل عليه بدون وجه حق إلى أن ذبَّ الحسد في قلبه على أخيه فأحالهما آدم إلى السماء، وطلب أن يقدِّم كلٌّ منهما قربانًا، و بالفعل قدَّما قربانيهما فأتت نار من السماء أحرقت قربان هابيل إشارةً للقبول !!
                  * فوسوست لقابيل و أجَّجت مشاعره بالحسد ليقتل أخاه حتى تخلو له الأرض ..
                  ** وسال أول دم على الأرض لابن آدم سفكه أخوه ابن آدم !! إلا أني و رغم ذلك لم أترك قابل وشأنه ..
                  * ماذا تقصد ؟
                  ** قلت له: أتعلم لماذا تقبَّلت النار قربان هابيل ولم تتقبل قربانك ؟! لأن هابيل كان يعبد النار كذلك أحرقت قربانه.. يا قابيل إن النار مقدسة فلماذا لا تصنع لها بيتًا وتعبدها أنت أيضًا..فكان أول من عبد النار..
                  * أيها الماكر.. وظل قابيل على بغيه ؟
                  ** بقي على ضلاله إلى أن مات أبوه..
                  * فما كان شأنه و شأنك يوم مات عدوك الأول آدم؟
                  ** شتمت به أنا و قابيل، و اجتمعنا في الأرض وجعلن المعازف و الملاهي شماتًة بآدم، و كل ما كان في الأرض من هذا الضرب الذي يتلذذ به الناس فإنما هو من ذاك.
                  * وإذًا استخلص من جميع ما ذكرته لي من قصتك مع آدم إلى موته أن أول معصية عُصي الله بها الكبر و هي معصيتك حين أبيت السجود واستكبرت، ثم الحرص وهي معصية آدم و حواء حين قال الله عز وجل لهما: " فكُلا من حيث شئتما و لا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين " فأخذا ملا حاجة بهما إليه، فدخل ذلك في ذريتهما إلى يوم القيامة وذلك أن أكثر ما يطلب ابن آدم ما لا حاجة به إليه، ثم الحسد و هي معصية ابن آدم حيث حسد أخاه فقتله.
                  ** و تشعبت من ذلك حب النساء، و حب الدنيا، و حب الرئاسة، و حب الراحة، و حب الكلام، و حب العلو و الثروة، فصرن سبع خصال، فاجتمعن كلهن في حب الدنيا، حتى قال الأنبياء: " حب الدنيا رأس كل خطيئة "
                  * ما دامت كل هذه المصائب من تحت رأسك.. فماذا خلقك الله إذًا؟!
                  ** أرد على سؤالك بسؤال: لماذا خلق الله الإنسان؟
                  * أنا سألت فأجبني
                  ** ردك بسؤالي.. فأجب أنت..
                  * خلقه للعبادة بصريح قوله تعالى: " و ما خلقت الجن و الإنس إلا ليعبدون "
                  ** و هل سيعبده الكل فيدخلون كلهم الجنة ؟
                  * بالطبع لا، سيعبده البعض فيدخلون الجنة.. و الكثير الكثير سيدخون النار.
                  ** و إذًا فلابد من امتحان للإنسان يدخل على أساسه الجنة أو النار.. و أنا هو الامتحان..
                  * و في أي شيء يبتلي الله ابن آدم ؟
                  ** يبتليه بكل بلية، و يميته بكل ميتة، و لا يبتليه بذهاب عقله، أما ترى أيوب كيف سلطني على ماله و على ولده و على أهله و على كل شيء و لم يسلطني على عقله فتركه له وليوحد الله به.
                  * فهذا ديدنك مع بني آدم؟! أفلا تنهك و تهلك وأنت بمفردك و هم على ماهم من كثرة ؟!
                  ** بالطبع أنهك، لكن من قال لك أني وحيد؟! معي أتباعي و أوليائي وأولادي..
                  * أولادك ؟! ألم تقل لي أنك هبطت إلى الأرض و لا زوجة لك..
                  ** بلى قلت ذلك وقلت أيضًا أني كنت ألوط بنفسي فكانت ذريتي مني..
                  * نعم أثارني قولك هذا و لكني لم أرغب أن أقطع كلامك حينها فهل لك أن توضح لي كيف كنت تُجري ذلك ؟

                  تعليق


                  • #10
                    (5)

                    * نعم أثارني قولك هذا و لكني لم أرغب أن أقطع كلامك حينها فهل لك أن توضح لي كيف كنت تُجري ذلك ؟

                    ** خلق لي ربي في فخذي الأيمن ذكرًا وفي الأيسر فرجًا، فأكنح هذا بهذا فيخرج لي كل يوم عشر بيضات ..
                    وهكذا أتناسل و أتكاثر!
                    * ألا تذكر لي بعض أسماء أولادك.
                    ** حسنًا.. أذكر لك بعض أسمائهم وأهم وظائفهم الكلفين بها..
                    هفاف: وظيفته إيذاء الناس وتخويفهم بالظهور لهم بهيئات حيوانات مخيفة،
                    زلنبور: موكل على من في السوق بتزيين أفعالهم من اللغو و الكذب والقسم الكاذب ومدح البضاعة لبيعها،
                    ولها: للوسوسة في الطهارة و في الصلاة،
                    أبيض: للوسوسة إلى الأنبياء ولإثارة الغضب،
                    ثبر: ليزين للمصاب بمصيبة خمش الوجه وضق الجيب ولطم الخد،
                    أعور: لتحريك الشهوات لدى الرجال والنساء ودفعهم للزنا،
                    داسم: لإثارة الفتن في البيت بين أهله،
                    مطرش: لإشاعة الأخبار الكاذبة،
                    دهار: لإيذاء المؤمنين في النوم بواسطة الأحلام المرعبة والاحتلام بالنساء الأجنبيات،
                    تمريح: لإشغال وقت الناس عن أداء واجباتهم،
                    لاقيس: وهي ابنتي التي علمت نساء قوم لوط السحاق بعد أن اشتغل الرجال بالرجال منهم، وما زالت وظيفتها إلى الآن إضلالهن بالسحاق،
                    مقلاص: لتزيين أمر القمار والمتقامرين ثم إيقاع العداوة والبغضاء بينهم،
                    اقبض: واجبه وضع البيض إذ يضع في اليوم ثلاثين بيضة، عشر في المشرق وعشر في المغرب وعشر في وسط الأرض فيخرج من كل بيضة عدد من الشياطين و العفاريت و الجان، وجميعها أعداء الإنسان.
                    * يحق لي أن أقول لهم "لعنة الله على أبيكم!!".. أكل هؤلاء أنجبتهم و أنت أصلاٌ تلوط بنفسك؟! وعن هذا الطريق إذًا كان أمر اللواط ؟!
                    **أولاً لا تلعني وأنت تحاورني، و ثانيًا ليس عن هذا الطريق. وسأخبرك كيف قبل أن تسألني.
                    ذات مرة أتيت إلى شباب بصورة حسنة فيها تأنيث، فطلبت منهم أن يقعوا بين ولو طلبت منهم أن أقع بهم لأبوا ولكني طلبت منهم أن يقعوا بي فلما فعلوا التذوا، ثم ذهبت عنهم و تركتهم فأحال بعضهم إلى بعض، و على هذا فأنا أول لائط وأول ملوط.
                    * يالك من خبيث.. لكن دعني أوقفك عند قولك "مرتديًا ثيابًا" أو ترتدي الثياب حقًا؟
                    ** قد أتعرى.. وقد ألبس.. بل قد ألبس ثيابكم.
                    * ثيابنا ؟!
                    ** اطووا ثيابكم بالليل فإنها إذا كانت منشورة لبستها.
                    * وأي الثياب تفضل ؟
                    ** القميص المكفوف بالديباج ولباس الوشي و الحرير على جانب كل لباس مثير.
                    * و ما اللون المفضل لديك في اللباس؟
                    ** الأحمر سواء في اللباس أو غيره لأنه لون الدم.. وإن سألتني عن التفضيل فأني أفضل الإنسان العاري أكثر، خاصة إذا كان تحت السماء أو في الماء أو في الحمام.
                    * وعلى ذلك فأنت تحب النكاح؟
                    ** النكاح الحرام نعم، فإذا زنى الرجل أدخلت ذكري فعملنا معا جميعًا، فكانت النطفة واحدة وخُلق منها الولد، كما أني أشارك أعداء محمد و مبغضي علي بن أبي طالب وآل البيت في نكاح زوجاتهم، و ذلك تفسير قول الله لي: " وشاركهم في الأموال والأولاد ". أما والله ما شاركت أحدًا أحبهم في أمه أبدًا.. أما النكاح الحلال فما من شيء أحب الله منه، فإذا أغتسل المؤمن من حلاله بكيت وقلت: هذا العبد أطاع ربه وغفر ذنبه.
                    * ولم كل هذا؟!
                    ** لأنهم بذلك ينجبون الأولاد فيتضاعف الجهد عليّ لإغوائهم. حتى أنه لا يَولد لابن آدم مولود إلا وقرنت به شيطانًا و قرن الله به ملكًا، فالشيطان جاثم على أذن قلبه الأيسر والملك قائم على أذن قلبه الأيمن فهما يدعوانه..
                    * ولهذا أتت السنن والمستحبات لاستقبال المولود و الدعاء له، بل حتى قبل استقباله ومجيئه..
                    ** بل حتى وقت الجماع ومكانه وكيفيته، فقد نهي عنه في النصف من الشهر وفي غرة الهلال لأني أبعث مردتي و الجن ليغشوا بني آدم فيجننون ويخبلون.
                    * سق لي بعض الأمثلة..
                    ...

                    تعليق


                    • #11
                      أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

                      معلومات كثيرة جديدة علي لاسيما أسماء أولاد ابليس أعوذ بالله منهم ..
                      ومنكم نستفيد

                      الله يعطيك العافية أختي(نملة)
                      موفقة إن شاء الله وفي انتظار البقية..

                      تعليق


                      • #12
                        (6)

                        * سق لي بعض الأمثلة..
                        ** إذا جامعت فلا تجامع امرأتك بعد الظهر فإنه إن قُضي بينكما ولد في ذلك الوقت فإنه يكون أحول وأنا أفرح بالحول عند الإنسان، ولا تتكلم عند الجماع فإن الولد لا يُؤمن أن يكون أخرس، ولا تنظر لفرج امرأتك وغض بصرك فإن النظر إلى الفرج يورث العمى،و ل تجامعها بشهوة امرأة غيرها فيُخشى أن يكون مخنثًا أو مؤنثًا مخبلاً، ولا تجامعها إلا و معك خُرقة ومعها خرقة لئلا تمسحا بخرقة واحدة فتقع الشهوة على الشهوة فإن ذلك يعقب العداوة بينكما، ولا تجامعها من قيام كفعل الحمير حتى لايكون الولد بوالاً في الفراش، و لا تجامعها في وجه الشمس وتلألئها إلا أن ترخي سترا فإن الولد يكون في بؤس وفقر حتى يموت، و لا تجامعها بين الأذان و الإقامة حتى لا يكون حريصثا على إرهاق الدماء، و لا تجامعها إلا وأنت على وضوء حتى لا يكون أعمى القلب بخيل اليد، ولا تجامعها على شقوق البنيان لئلا يكون منافقًا مرئيًا مبتدعًا، و لا تجامعها إذا خرجت لسفر مسيرة ثلاثة أيام لئلا يكون عونًا لكل ظالم.
                        * وإذًا متى يكون الجماع؟
                        ** عليك بليلة الاثنين فإن قضي بينكما ولد يكون حافظًا للقرآن راضيًا بما قسم الله له أو ليلة الثلاثاء فإن الولد يرزق الشهادة بعد شهادة ألا إله إلا الله محمدًا رسول الله و لا يعذبه الله مع المشركين ويكون طيب النكهة والفم رحيم القلب سخي اليد طاهر اللسان من الكذب والغيبة و البهتان، أو يوم الخميس عند زوال الشمس من كبد السماء فإني لا أقربه حتى يشيب ويكون قيّمًا ويرزقه الله السلامة في الدين و الدنيا، أو ليلة الجمعة ليكون خطيبًا مفوّهًا، أو يوم الجمعة بعد العصر ليكون معروفًا مشهورًا عالمًا، أو ليلة الجمعة بعد العشاء الآخرة فأنه يرجى أن يكون من الأبدال إن شاء الله.
                        * فإذا وُلد بعد ذلك المولود فما أمقت الأسماء لديك؟
                        ** محمد وعلي، حيث أنني إذا سمعت مناديًا ينادي يا محمد أو يا علي ذبتُ كما يذوب الرصاص في النار، حتى أسمع مناديًا ينادي باسم أعدائهم فأهتز وأختال.
                        * ثم تظل توسوس لابن آدم من صغره إلى نهاية عمره لتغويه، حتى إذا قرُبت حياته على الانقضاء وبدأ بالاحتضار انصرفت عنه لترتاح.
                        ** انصرفت عنه ؟!! أكون شيطانًا غبيًا ومجنونًا لو فعلت ذلك!! فمن قال لك هذا الهراء؟!
                        أنا إن غبت عنه فلا أغيب في ثلاثة مواضع: إذا هم بالصدقة، وإذا خلا بامرأة، و عند الموت.
                        ثم لتعلم أنه ما من أحد يحضره الموت إلا وكلت به من شياطيني من يأمره بالكفر و يشككه في دينه حتى تخرج نفسه، فمن كان مؤمنًا لم يقدر عليه، و لهذا السبب تلقنون محتضريكم الشهادتين حتى يموتوا..
                        * أوَ تحضر حتى للمؤمن ؟!
                        ** حتى للولي من الأولياء عند موته آتي له على يمينه و عن شماله لأضله على ما هو عليه، فيأبى ذلك و ذلك قوله: " يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا و الآخرة "
                        * و ملك الموت؟
                        ** يدفعني عن المحافظ على الصلاة و يلقنه الشهادتين في تلك الحالة العظيمة.
                        * فإذا مات المحتضر ذهبت عنه ..
                        ** أبدًا، فما من ميت يموت ويترك وحده إلا لعبت في جوفه و عبثت به، وللإضافة أقول أنه إذا دخل قبره أتاه منكر ففزع منه، فسأله عن النبي؟ فإذا كان مؤمنًا قال: أشهد أنه رسول الله جاء بالحق. فيقول له: أرقد رقدة لا حلم فيها، فيفسح له في قبره سبعة أذرع و يرى مكانه من الجنة. و إن لم يجب و قال: لا أدري. يضرب ضربة يسمعها كل من خلق الله إلا الإنسان، و أتسلط عليه أنا و لي عينان من نحاس و نار كالبرق لخاطف، و أقول له: أنا أخوك، كما تُسلط عليه أيضًا الحيات و العقارب، و يظلم قبره ثم يُضغط ضغطة يختلف أضلاعه عليه.
                        * أعوذ بالله كل ذلك بسببك؟! فما أجد ما أصفك به إلا كما وصفك الله به عز من قائل : " إن الشيطان للإنسان عدوٌ مبين " ألا لعنة الله عليك.
                        ** لم أحضر هنا للشتائم فإن كان لديك سؤال فسل و إلا انصرفت عنك.
                        * ليتك تنصرف عني و عن جميع بني آدم.
                        ** جميع بني آدم ؟! تكلم عن فسك، فإن لم تكن لك بي رغبة عناك من يقدسني بل و يعبدني.
                        * ويعبدك ؟!
                        ..

                        تعليق


                        • #13
                          (7)

                          * ويعبدك ؟!
                          ** اليزيديون مثلاً.. لعلك لم تسمع بهم قبلاً..
                          * سمعت بالزيديين أما اليزيديون فلم أسمع بهم أبدًا، فمن هم؟
                          ** الفرقة اليزيدية طائفة معتزلة عن الأقوام الأخرى كانت تدين بالمجوسية إلا أن انتشار الإسلام و ارتفاع الفتوحات الإسلامية جعلهم يتظاهرون أمام الفاتحين بعقائدهم الإسلامية، و على مر التاريخ تعاقبت الأجيال فخلط أبناؤها بين المعتقد الأول البائد و مظاهر المعتقد الجديد فكانوا ضعافًا في كلا المعتقدين.
                          * و أين كانت تقطن هذه الطائفة؟
                          ** أصولها كانت في جبال حلوان ثم في جبال هكار من كردستان، و هم مازالوا إلى اليوم منتشرين في المناطق الشمالية الشرقية من الموصل على الحدود العراقية السورية وديار بكر وماردين و جبل الطور وبالقرب من حلب حول كلس وعينتاب ةفي بعض البلدان الأرمنية على الحدود بين تركيا وروسيا وحول تلفيس وباطوم، و ينتمي معظمهم إلى الجنس الكردي.
                          * وهل يظهرون عقائدهم؟
                          ** أبدًا، فإنهم يتكتمون عليها تكتمًا شديدًا، إلا أنهم قاموا بتدوين معتقداتهم و برامجهم العبادية و المذهبية في كتابين عندهم هما كتاب (الجلوة) و كتاب (مصحف رش)، ومن أهم معتقداتهم أنهم يعتقدون بأنني إله، و ذلك لأن قوة الخير "الله" قد تغلبت على قوة الشر التي أنا فطردتني من سلطان الملكوت بغلبتها عليّ، وعلى هذا فهم يتضامنون معي ويطمسون كل ما ورد في القرآن من كلمات اللعن والتعوذ مني بل حتى مجرد اسمي (الشيطان) بوضع قطعة شمع عليها، بل صنعوا لي تمثالاً بهيئة طاووس رمزًا لألوهيتي و سموه (طاووس ملك) و (ملك شيطان) .. هذا إلى جانب أنهم يعتقدون بصلاح يزيد بن معاوية حتى قالوا بألوهيته وقدسيته، بل الشهادة عندهم بالطريقة التالية: " أشهد واحد الله، سلطان يزيد حبيب الله " !!
                          * ولهم عبادات ؟
                          ** ليس لهم صلاة عامة بل هناك طقوس خاصة بهم، حيث أنهم يتوجهون إلى مطلع الشمس عند الشروق ومغربها عند الغروب فيلثمون الأرض ويعفرون وجوههم بالتراب ويقرؤون بعض الأدعية التي هي خليط من اللغة العربية والفارسية والكردية، و أما الصوم فعندهم على قسمين: صوم العامة و هو صوم يزيد فيكون في الثلاثاء و الأربعاء والخميس الأول من شهر ديسمبر، و صوم الخاصة و هو عبارة عن ثمانين يوم يصومها رجل الدين، و أما الزكاة فإنهم يدفعونها على شيخهم كل سنة ويسمونها الرسوم، وأما بالنسبة للحج فإنهم يحجون حجًا خاصًا بهم كل عام في مراسم خاصة إلى مرقد شيخهم عدي بن مسافر الأموي والذي لا يوفق عندهم لأداء الحج فهو كافر !! و لمعلوماتك أضيف أن لليزيدين أعياد خاصة هي: عيد يزيد و عيد رأس السنة الميلادية وعيد المربعانية والقربان والجماعة، و هم ليلة تسمى السوداء حيث تطفأ الأنوار وتستحل المحارم و تستباح الخمور، هذا إلى جانب أن لليزيدي الحق في الزواج من ست نساء أصلاً!
                          * أعليهم محرمات ؟
                          ** نعم، بل هي كثيرة، فقد حرموا تعليم القراءة و الكتابة مطلقًا إلا في عائلة وسلالة أحد شيوخهم المدعو حسن شمس الدين الملقب بالبصري، كما حرموا الاشتغال يوم الجمعة، و حرموا البصاق على الأرض، وحرموا قص الأظافر والاغتسال من الجنتبة والاستنجاء بعد قضاء الحاجة بل اعتقدوا أن الحمام والمرحاض من ملاجئي أنا الشيطان في نظر المسلمين فلا يدخل اليزيدي مرحاضًا و لايغتسل في حمام، و حرموا حلق الشارب أو استئصاله بالمقص، وحرموا من الطعام أكل الخس والملفوف والقرنبيط وبعض الخضراوات، و حرموا من اللحوم لحم الخنزير و الغزال ة السمك عى اختلاف أنواعه، و حرموا على شيخهم و تلامذته لحم الديك احترامًا لإلههم (طاووس ملك)، و حرموا على اليزيدي أن يتغيب عن بلده أكثر من سنة فإذا اضطر إلى ذلك غير باغ حرمت عليه زوجته..
                          لكن من أهم معتقداتهم التي أعجبتني أنهم حرموا التلفظ بكلمة (الشيطان) وإن تلفظ بها أحدهم حل قتله !!
                          * أعوذ بالله منك ومنهم !!
                          ** ولعلمك أيضًا فقد حرموا على اليزيدي دخول مساجد المسلمين ومدارسهم الدينية التي يذكر اسم الله فيها لأنه إذا سمع اليزيدي أحدًا يتعوذ مني وجب عليه أن يقتله فورًا أو أن ينتحر فإن لم يرَ سبيلاً لذلك صام أسبوعًا وقدم ضحية لطاووس ملك..فما بالك لو سمعوك تتعوذ مني أو تسبني !!
                          * أعوذ بالله منك أيها الرجيم.. من عدو إلى بني آدم إلى إله عند بعضهم!! إن عجبي ولعنتي عليك لا ينقطعان..
                          ألا لعنة الله عليك..
                          ** بدلاً من هذا الكلام سلني عن أي شيء..سلني مثلاً عن الطاووس لماذا أفضله على كل الطيور؟ و لماذا أحبه؟
                          * نكايةً بك لن أسألك عن أحب الطيور إليك بل عن أبغضاها لديك؟
                          ** أشد ما أبغض من الطيور الديك، خصوصًا الأبيض الأفرق فإنني لا أدخل بيتًا فيه ديك أفرق، و لذلك قال رسولكم: " أكثروا في بيوتكم الديوك فإن ابليس لا يدخل بيتًا فيه ديك أفرق " ثم أن الديك إذا صاح في السحر نادى منادٍ من الجنان: أين الخاشعون الذاكرون الراكعون الساجدون السائحون المستغفرون؟ فأول من يسمع ذلك ملك من ملائكة السماء على صورة ديك له زغب وريش أبيض ورأسه تحت العرش ورجلاه تحت الأرض السفلى و جناحاه منشوران فإذا سمع ذلك النداء من الجنة ضرب بجناحيه ضربة و قال: " يا غافلين اذكروا الله الذي وسعت رحمته كل شيء " و هذا ما تقوله الديكة على الأرض بالإضافة على قولها إن صاحت: " سبوحٌ قدوسٌ ربُ الملائكة و الروح سبقت رحمتك غضبك " !! هذا إلى جانب أن الديك كان مع أبيك يوقظه لوقت الصلاة وكان مع نوح في الفُلك و مع إبراهيم، ثم أنه وفوق كل ذلك لا يصيح صيحةً في ليل أو نهار إلا أفزعني وأفزعت الجن والشياطين.
                          * قلت أشد ما تبغضك من الطيور الديك، وهذا يعني أنك تبغض غيره من الطيور!
                          ** لماذا تحاول أن تجرجرني في الحديث؟
                          * لماذا تحاول أنت أن تجرجر ابن آدم للنار ؟!
                          عدد لي من تلك الطيور.
                          ** الحمام: لأن رفيف أجنحته يطردني ويطرد الشياطين،
                          والخطاف: لأنه يحفظ القرآن ويقرؤه أثناء تغريده،
                          والقنابر: لأنها تلعن مبغضي علي بن أبي طالب.
                          * و من الأيام ما تكره؟
                          ** أكره كل الأيام التي يغفر الله فيها الذنوب كيوم عرفة وعيد الأضحى ويوم الجمعة وعيد الغدير كما أكره كل يوم لا يعصى الله فيه.
                          * و ما يزعجك في يوم الجمعة وهو يوم كسائر أيام الأسبوع؟
                          ** هذا ما تراه أنت بجهالتك لفضله لا ما أراه أنا بعلمي لمكانته.. ولا أقول سوى لو علمتم لغنمتم!
                          * و منكم نستفيد!
                          ** أتدري أن الجمعة ..
                          ....

                          تعليق


                          • #14
                            مازلت متابعة ... ومازال في جعبتك الكثير على ما أظن
                            فأرجو ألا تبخلي علينا بالمزيــد
                            وثوابك عند رب العباد

                            تعليق


                            • #15
                              أهلاً عزيزتي ،،

                              المعذرة ولكن الكتيب ليس في حوزتي الآن ،،

                              أعرته إحدى صديقاتي ،، ولن أراها إلا بعد اسبوعين تقريبًا !

                              السمووحة ع التقصير ..

                              ..

                              تعليق

                              المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                              حفظ-تلقائي
                              x

                              رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                              صورة التسجيل تحديث الصورة

                              اقرأ في منتديات يا حسين

                              تقليص

                              المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                              أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, اليوم, 09:44 PM
                              استجابة 1
                              8 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة ibrahim aly awaly
                              بواسطة ibrahim aly awaly
                               
                              أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, اليوم, 07:21 AM
                              ردود 2
                              12 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة ibrahim aly awaly
                              بواسطة ibrahim aly awaly
                               
                              يعمل...
                              X