يوم إستشهاد الإمام الحسين (ع) :
أقول قال المفيد في كتابه المقنعة صـ 476 أن استشهاد الإمام الحسين"ع" كان يوم الإثنين في العاشر من محرم سنة 61 من الهجرة و كما هو ظاهر فإن إيراد الشيخ المفيد لهذا التاريخ كان إيراد مسلمات ، والعلامة الحلي في كتابه تحرير الأحكام قال : و قبض عليه السلا م في كربلاء من أرض العراق قتيلاً يوم الإثنين و كما تلاحظ أيضاً أن إيراده كان إيراد مسلم به و في أصول الكافي ذكر أيضاً أنه عليه السلام قتل في كربلاء يوم الإثنين . وهكذا لدينا إتفاق لثلاثة من كبار علماء الإمامية و هم أعلام أزمانهم اتفقوا على كون الإستشهاد يوم الإثنين و ضعّفوا الإحتمالات الأخرى .
و كان من أشد المناصرين لمقالة استشهاده يوم الجمعة أبو فرج الأصفهاني في كتابه مقاتل الطالبيين و الملفت هنا أنه احتمل بالنقل يوم السبت حيث قال و قيل أن مقتله كان يوم السبت أما بالنسبة إلى يوم الإثنين فاستبعده استبعاداً كلياً و إعتمد في ذلك كما يقول أن أول محرم سنة 61 كان يوم الأربعاء .
والشيخ المفيد عاد و ذكر في تصحيح اعتقادات الإمامية صـ133 عين ما قاله في المقنعة . والعلامة المجلسي صاحب البحار حين ذكر تكراراً أن استشهاد الإمام عليه السلام كان يوم السبت قال : و مضى قتيلاً يوم عاشوراء و هو يوم السبت قبل الزوال و قيل يوم الإثنين بطف كربلاء إذاً قوى السبت و نقل القول يوم الإثنين و حاول إثبات أن الأرجح عنده يوم السبت و لا يستبعد الجمعة و لكنه في رأيه لا يمكن أن يكون يوم الإثنين و هذا إستناداً إلى ما أجراه من بحث حول غرة محرم ابتداءاً من السنة 11 للهجرة إلى سنة 1088 هـ في أيامه بعد أن جمع و طرح و طابق و خالف بين السنوات الكبيسة و غيرها عبر هذا القدر الهائل من السنين أصر على أن الإستنتاج لا بد أن يكون يوم الإستشهاد هو السبت و إن كان يحتمله الجمعة أيضاً لكن أخر كلامه في هذا المجال كلام مهم و لطيف إذ قال بعد أن ذكر الأقوال الثلاثة :الجمعة ، السبت و الإثنين . قال فإن قلت القول الأخير مضبوط في الكافي أي يوم الإثنين و الثاني أي يوم السبت مضبوط في إرشاد المفيد على التعيين و الثلاثة في مقنعته على الترديد مع العلم أننا لاحظنا طبعاً أن الشيخ المفيد في المقنعة كان حاسماً في يوم الإثنين و ناقلاً عن يومي السبت و الجمعة و أضاف يعني بالإجمال إذا كان الكافي قد قال بيوم الإثنين و الشيخ المفيد اقتنع أو بالأحرى احتمل إحتمالاً قوياً يوم الإثنين فهذا يعني أن الأرجحية ليوم الإثنين قال و بالجملة القدر المشترك بينها هو ما ااتفق عليه الشيخان الجليلان يقول قلنا اتفاقهما بل نقل كل منهما مقبول يعني يمكن القبول به يوم الإثنين ما لم يظهر في خلافه ما لا يعتريه الشك و الشبهة لذلك هو حجة إذا لم يرد الشك واحتمال الشبهة و برأيه احتمال الشك و الشبهة موجود على كلٍ نضيف مع ذلك مع وجود الشك و الشبهة فالعذر واضح و باب التأويل مفتوح و الله أعلم بحقائق الأمور. أقول و لعل ما دفع بصاحب البحار أو غيره من القائلين أن الإستشهاد كان يوم السبت هو ما نقلوه عن ما نقله الشيخ المفيد في الإرشاد في خلال روايته لحوادث كربلاء من أن وصول الإمام الحسين "ع" إلى كربلاء كان يوم الخميس و أن يوم الخميس هذا كان هو الثاني من محرم و عليه فأوله هو الأربعاء و عاشره في هذه الحالة هو السبت . هذا القول ربما كان سبباً هاماً عند القائلين أن الإستشهاد حصل يوم السبت مع العلم أن الشيخ البحراني صاحب كتاب العوالم نقل عبارة مرددة في أن الثاني من محرم من نزول الإمام "ع"ربما كان الأربعاء و ربما كان الخميس و عليه فإذا كان الثاني هو الأربعاء و فالعاشر هو الجمعة و إذا كان الثاني هو الخميس فالعاشر هو السبت المهم أن هذه الرواية كما قلت ربما كانت سبباً و دافعاً لحسم البعض كما هو حال صاحب البحار إلى القول أن الإستشهاد كان يوم السبت . والقول أيضاً إعتماداً على العمليات الحسابية التي أجراها وأراد من خلالها التأكيد على أن الإستشهاد كان يوم السبت إنما هي حسابات تعتمد على بعض قواعد العدد و هذا معلوم عدم دقته وأنها لا تفيد أكثر من التقريب والإحتمال . لذلك أقول صحيح أن هناك أكثر من رواية تتحدث عن السنة الكبيسية كل أربع سنوات في السنين الهجرية إلا أن هذا يشابه حال السنة الكبيسية بالنسبة للتقويم الشمسي و أنه لا يشير إلى الدقة في بدايات و إنتهاءات السنين بل هي إعتبارات تم التوافق عليها بين الناس و لا مانع من ذلك لكنها لا يمكن أن تلغي الواقع نعم قد تكون ملجأً في حال عدم إمكان الوصول إلى الواقع و التوافق الحاصل بالنسبة إلى التقويم الشمسي هو توافق حاصل لا يلغي الواقع عند أحد من القائلين به.
أما الأن و حيث أن العلم أصبح أسهل تناولاً و أكثر دقة و بالحساب الدقيق تبين لنا ما يلي :
أن سنة 61 هـ كانت توافق سنة 680مـ و أن هلال محرم سنة 61 هـ كان يوم الجمعة يعني ولادة الهلال كانت الساعة 2 و 11 دقيقة و 46 ثانية بتوقيت غرينتش حسب التوقيت العالمي في أيامنا هذه أي يوم الجمعة في 28 أيلول سنة 680مـ و عليه يكون يوم السبت هو أول نهارات شهر محرم الحرام في 29 أيلول سنة 680 مـ لذلك فالأصح أنه عليه السلام استشهد يوم الإثنين في 8 تشرين أو ل. و لو قيل أن ولادة الهلال بعد الظهر لا تسمح برؤيته عند غروب يوم الجمعة و عليه يفترض أن يكون أول محرم هو الأحد و ليس السبت قلنا مع العلم أن الولادة أكيدة و دقيقة فعلى هذا يكون العاشر هو يوم الثلاثاء و لم أجد ولم يمر أمامي لأحد من العلماء القول بإحتمال أن العاشر كان يوم الثلاثاء. و كما ذكرنا كان الترديد دائماً بين أيام الجمعة والسبت و الإثنين أما الثلاثاء فكان مستبعداً أو بالأحرى منفيا ًو غير محتمل من الكل . أقول هذا الإستنتاج مع ما تبناه الشيخ المفيد في كتابيه المقنعة و تصحيح الإعتقادات و ما تبناه العلامة الحلي في تحرير الأحكام و ما تبناه الكليني في الكافي وهو أن الإستشهاد كان يوم الإثنين أ يؤيد ما وصلنا إليه من إستنتاج وهو بإختصار أن الشهر يبدأ فعلاً من حين الولادة . وأن إستشهاد الإمام (ع) لا يمكن أن تكون حصلت في يوم جمعة أو سبت ولم يقل أحد بالثلاثاء ، وأن أقرب الأقوال إلى الواقع هو يوم الإثنين ولا يكون هذا إلا إذا إعتمدنا أن الشهر يبدأ بولادته وقد وُلد فعلاً شهر مُحرّم الحرام بعد ظهر الجمعة . ونأمل لمن أصابه الإستغراب أن يُعاود قراءة ما سبق .
أقول قال المفيد في كتابه المقنعة صـ 476 أن استشهاد الإمام الحسين"ع" كان يوم الإثنين في العاشر من محرم سنة 61 من الهجرة و كما هو ظاهر فإن إيراد الشيخ المفيد لهذا التاريخ كان إيراد مسلمات ، والعلامة الحلي في كتابه تحرير الأحكام قال : و قبض عليه السلا م في كربلاء من أرض العراق قتيلاً يوم الإثنين و كما تلاحظ أيضاً أن إيراده كان إيراد مسلم به و في أصول الكافي ذكر أيضاً أنه عليه السلام قتل في كربلاء يوم الإثنين . وهكذا لدينا إتفاق لثلاثة من كبار علماء الإمامية و هم أعلام أزمانهم اتفقوا على كون الإستشهاد يوم الإثنين و ضعّفوا الإحتمالات الأخرى .
و كان من أشد المناصرين لمقالة استشهاده يوم الجمعة أبو فرج الأصفهاني في كتابه مقاتل الطالبيين و الملفت هنا أنه احتمل بالنقل يوم السبت حيث قال و قيل أن مقتله كان يوم السبت أما بالنسبة إلى يوم الإثنين فاستبعده استبعاداً كلياً و إعتمد في ذلك كما يقول أن أول محرم سنة 61 كان يوم الأربعاء .
والشيخ المفيد عاد و ذكر في تصحيح اعتقادات الإمامية صـ133 عين ما قاله في المقنعة . والعلامة المجلسي صاحب البحار حين ذكر تكراراً أن استشهاد الإمام عليه السلام كان يوم السبت قال : و مضى قتيلاً يوم عاشوراء و هو يوم السبت قبل الزوال و قيل يوم الإثنين بطف كربلاء إذاً قوى السبت و نقل القول يوم الإثنين و حاول إثبات أن الأرجح عنده يوم السبت و لا يستبعد الجمعة و لكنه في رأيه لا يمكن أن يكون يوم الإثنين و هذا إستناداً إلى ما أجراه من بحث حول غرة محرم ابتداءاً من السنة 11 للهجرة إلى سنة 1088 هـ في أيامه بعد أن جمع و طرح و طابق و خالف بين السنوات الكبيسة و غيرها عبر هذا القدر الهائل من السنين أصر على أن الإستنتاج لا بد أن يكون يوم الإستشهاد هو السبت و إن كان يحتمله الجمعة أيضاً لكن أخر كلامه في هذا المجال كلام مهم و لطيف إذ قال بعد أن ذكر الأقوال الثلاثة :الجمعة ، السبت و الإثنين . قال فإن قلت القول الأخير مضبوط في الكافي أي يوم الإثنين و الثاني أي يوم السبت مضبوط في إرشاد المفيد على التعيين و الثلاثة في مقنعته على الترديد مع العلم أننا لاحظنا طبعاً أن الشيخ المفيد في المقنعة كان حاسماً في يوم الإثنين و ناقلاً عن يومي السبت و الجمعة و أضاف يعني بالإجمال إذا كان الكافي قد قال بيوم الإثنين و الشيخ المفيد اقتنع أو بالأحرى احتمل إحتمالاً قوياً يوم الإثنين فهذا يعني أن الأرجحية ليوم الإثنين قال و بالجملة القدر المشترك بينها هو ما ااتفق عليه الشيخان الجليلان يقول قلنا اتفاقهما بل نقل كل منهما مقبول يعني يمكن القبول به يوم الإثنين ما لم يظهر في خلافه ما لا يعتريه الشك و الشبهة لذلك هو حجة إذا لم يرد الشك واحتمال الشبهة و برأيه احتمال الشك و الشبهة موجود على كلٍ نضيف مع ذلك مع وجود الشك و الشبهة فالعذر واضح و باب التأويل مفتوح و الله أعلم بحقائق الأمور. أقول و لعل ما دفع بصاحب البحار أو غيره من القائلين أن الإستشهاد كان يوم السبت هو ما نقلوه عن ما نقله الشيخ المفيد في الإرشاد في خلال روايته لحوادث كربلاء من أن وصول الإمام الحسين "ع" إلى كربلاء كان يوم الخميس و أن يوم الخميس هذا كان هو الثاني من محرم و عليه فأوله هو الأربعاء و عاشره في هذه الحالة هو السبت . هذا القول ربما كان سبباً هاماً عند القائلين أن الإستشهاد حصل يوم السبت مع العلم أن الشيخ البحراني صاحب كتاب العوالم نقل عبارة مرددة في أن الثاني من محرم من نزول الإمام "ع"ربما كان الأربعاء و ربما كان الخميس و عليه فإذا كان الثاني هو الأربعاء و فالعاشر هو الجمعة و إذا كان الثاني هو الخميس فالعاشر هو السبت المهم أن هذه الرواية كما قلت ربما كانت سبباً و دافعاً لحسم البعض كما هو حال صاحب البحار إلى القول أن الإستشهاد كان يوم السبت . والقول أيضاً إعتماداً على العمليات الحسابية التي أجراها وأراد من خلالها التأكيد على أن الإستشهاد كان يوم السبت إنما هي حسابات تعتمد على بعض قواعد العدد و هذا معلوم عدم دقته وأنها لا تفيد أكثر من التقريب والإحتمال . لذلك أقول صحيح أن هناك أكثر من رواية تتحدث عن السنة الكبيسية كل أربع سنوات في السنين الهجرية إلا أن هذا يشابه حال السنة الكبيسية بالنسبة للتقويم الشمسي و أنه لا يشير إلى الدقة في بدايات و إنتهاءات السنين بل هي إعتبارات تم التوافق عليها بين الناس و لا مانع من ذلك لكنها لا يمكن أن تلغي الواقع نعم قد تكون ملجأً في حال عدم إمكان الوصول إلى الواقع و التوافق الحاصل بالنسبة إلى التقويم الشمسي هو توافق حاصل لا يلغي الواقع عند أحد من القائلين به.
أما الأن و حيث أن العلم أصبح أسهل تناولاً و أكثر دقة و بالحساب الدقيق تبين لنا ما يلي :
أن سنة 61 هـ كانت توافق سنة 680مـ و أن هلال محرم سنة 61 هـ كان يوم الجمعة يعني ولادة الهلال كانت الساعة 2 و 11 دقيقة و 46 ثانية بتوقيت غرينتش حسب التوقيت العالمي في أيامنا هذه أي يوم الجمعة في 28 أيلول سنة 680مـ و عليه يكون يوم السبت هو أول نهارات شهر محرم الحرام في 29 أيلول سنة 680 مـ لذلك فالأصح أنه عليه السلام استشهد يوم الإثنين في 8 تشرين أو ل. و لو قيل أن ولادة الهلال بعد الظهر لا تسمح برؤيته عند غروب يوم الجمعة و عليه يفترض أن يكون أول محرم هو الأحد و ليس السبت قلنا مع العلم أن الولادة أكيدة و دقيقة فعلى هذا يكون العاشر هو يوم الثلاثاء و لم أجد ولم يمر أمامي لأحد من العلماء القول بإحتمال أن العاشر كان يوم الثلاثاء. و كما ذكرنا كان الترديد دائماً بين أيام الجمعة والسبت و الإثنين أما الثلاثاء فكان مستبعداً أو بالأحرى منفيا ًو غير محتمل من الكل . أقول هذا الإستنتاج مع ما تبناه الشيخ المفيد في كتابيه المقنعة و تصحيح الإعتقادات و ما تبناه العلامة الحلي في تحرير الأحكام و ما تبناه الكليني في الكافي وهو أن الإستشهاد كان يوم الإثنين أ يؤيد ما وصلنا إليه من إستنتاج وهو بإختصار أن الشهر يبدأ فعلاً من حين الولادة . وأن إستشهاد الإمام (ع) لا يمكن أن تكون حصلت في يوم جمعة أو سبت ولم يقل أحد بالثلاثاء ، وأن أقرب الأقوال إلى الواقع هو يوم الإثنين ولا يكون هذا إلا إذا إعتمدنا أن الشهر يبدأ بولادته وقد وُلد فعلاً شهر مُحرّم الحرام بعد ظهر الجمعة . ونأمل لمن أصابه الإستغراب أن يُعاود قراءة ما سبق .
تعليق