ما يصح السجود عليه وما لا يصح
1 - ما يصحالسجود عليه :
يمكن تقسيم ما يصح السجود عليه بحسب أدلته الثابتة إلى ما يأتي :
أولاً : السجود على الأرض :
سواء كانت تراباً أو رملاً أو حجراً أو مدراًأو حصى ً أو طيناً، بشرط تمكين الجبهة، ويدل عليه حديث رسول الله - صلى الله عليهوآله وسلم - : جعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً.. الذي روي بألفاظ متقاربة في كثير منالصحاح والسنن والمسانيد وغيرها.
وقد دلَّ الحديث بمنطوقه ومفهومه على أنّالسجود لله تعالى - يكون على الأرض بصورة مطلقة وأنه لا يختص السجود منها بموضع دونغيره، كما دلّ الحديث أيضاً على أنّ الأصل في الأرض هو الطهارة إلاّ ما خرج عن ذلكالأصل بدليل كوجود عين نجسة على بقعة فيها.
ويؤيد هذا الحديث أحاديث أخر تشيرإلى هذا المعنى صراحة، كأحاديث وضع الجبهة والأنف على الأرض في السجود وأنه لا صلاةلمن لا يفعل ذلك في سجوده.
هذا زيادة على السُنّة الفعلية للنبي - صلى الله عليهوآله - المنقولة عن جملة من الصحابة والمؤكدة بأنه - صلى الله عليه وآله وسلم - كانإذا سجد وضع جبهته وطرف أنفه على الأرض، وهكذا كان يفعل كبار الصحابة والتابعين حتىإن مسروق بن الاَجدع كان إذا أبحر أخرج معه لبنة يسجد عليها في السفينة في أوقاتالصلاة.
وقد دلّت جملة من الأخبار على صحّة السجود على ما ذكرناه من أنواع الأرضكالحصى والرمل حتى اشتكى الصحابة من حرّها فلم يشكهم رسول الله صلى الله عليه وآلهوسلم.. عن عبد الله بن مسعود قال : شكونا إلى النبي - صلى الله عليه وآله - حرّالرمضاء فلم يشكنا.. مما اضطر الصحابة إلى اتخاذ أسلوب آخر - للتخلص من صعوبةالسجود ومشقته بسبب حرارة الأرض - هو تبريد الحصى بأكفهم حتى يتسنى لهم السجودعليها.
عن جابر بن عبد الله الأنصاري أنّه قال : كنا نصلي مع رسول الله - صلىالله عليه وآله وسلم - الظهر فأخذت قبضة من حصى في كفي أُبرّده ثم أحوله في كفيالأخرى فإذا سجدت وضعته لجبهتي.
ثانياً : السجود على ما أنبتته الأرض أوالمصنوع منه بشرط أن لا يكون مأكولاً أو ملبوساً، وقد ورد في ذلك جملة من الأخبارتؤكد سجود النبي - صلى الله عليه وآله - على الحصير والخمرة المصنوعة من سعفالنخل.
ولم يرد جواز السجود على ما يؤكل أو يلبس كما يفعله العامة في سجودهم،وهو قبيح في نفسه، لأنه أشبه بفعل الوثنيين الذين كانوا يسجدون على تماثيل من التمرثم يأكلونها!..
ولهذا ورد النهي صراحة عن السجود على القطن والكتان ؛ لأنه ممايكون لباساً، وكذلك النهي عن السجود على الثمار ؛ لأنه مما يؤكل.
ثالثاً : السجود على الفرش والثياب في حالات الضرورة القصوى، وقد دلّت عليه جملة من أخبارالفريقين وآثارهم.
علّة السجود على الأرض ونباتها :
قال هشام بن الحكم : قلت لأبي عبد الله الصادق - عليه السلام - : أخبرني عمّا يجوز السجود عليه وعمّا لايجوز؟.. قال - عليه السلام - : السجود لا يجوز إلاّ على الأرض أو ما أنبتت الأرضإلاّ ما أُكل أو لُبس.. فقلت له : جُعلت فداك ما العلة في ذلك؟..
قال - عليهالسلام - : لاَنَّ السجود هو الخضوع لله - عزَّوجلَّ - فلا ينبغي أن يكون على مايؤكل أو يُلبس، لأنّ أبناء الدنيا عبيد ما يأكلون ويلبسون، والساجد في سجوده فيعبادة الله تعالى، فلا ينبغي أن يضع جبهته في سجوده على معبود أبناء الدنيا الذيناغتروا بغرورها.. والسجود على الأرض أفضل ؛ لأنه أبلغ في التواضع والخضوع للهعزَّوجلَّ.
إنّ هذا الكلام الواضح يكشف بجلاء عن أنّ السجود على التراب إنّما هولأجل أنَّ مثل هذا العمل يتناسب مع التواضع أمام الله الواحد أكثر من أي شكل آخر،وهو الأصل كما جاء في العديد من النصوص الواردة عن أهل البيت عليهم السلام.. روىمحمد بن يحيى بإسناده عن الإمام الصادق - عليه السلام - أنّه قال : السجود علىالأرض فريضة، وعلى الخمرة سُنّة.
-.-.-.-.-.-.-.-.-.-.-.-.-.
يتبع...........
1 - ما يصحالسجود عليه :
يمكن تقسيم ما يصح السجود عليه بحسب أدلته الثابتة إلى ما يأتي :
أولاً : السجود على الأرض :
سواء كانت تراباً أو رملاً أو حجراً أو مدراًأو حصى ً أو طيناً، بشرط تمكين الجبهة، ويدل عليه حديث رسول الله - صلى الله عليهوآله وسلم - : جعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً.. الذي روي بألفاظ متقاربة في كثير منالصحاح والسنن والمسانيد وغيرها.
وقد دلَّ الحديث بمنطوقه ومفهومه على أنّالسجود لله تعالى - يكون على الأرض بصورة مطلقة وأنه لا يختص السجود منها بموضع دونغيره، كما دلّ الحديث أيضاً على أنّ الأصل في الأرض هو الطهارة إلاّ ما خرج عن ذلكالأصل بدليل كوجود عين نجسة على بقعة فيها.
ويؤيد هذا الحديث أحاديث أخر تشيرإلى هذا المعنى صراحة، كأحاديث وضع الجبهة والأنف على الأرض في السجود وأنه لا صلاةلمن لا يفعل ذلك في سجوده.
هذا زيادة على السُنّة الفعلية للنبي - صلى الله عليهوآله - المنقولة عن جملة من الصحابة والمؤكدة بأنه - صلى الله عليه وآله وسلم - كانإذا سجد وضع جبهته وطرف أنفه على الأرض، وهكذا كان يفعل كبار الصحابة والتابعين حتىإن مسروق بن الاَجدع كان إذا أبحر أخرج معه لبنة يسجد عليها في السفينة في أوقاتالصلاة.
وقد دلّت جملة من الأخبار على صحّة السجود على ما ذكرناه من أنواع الأرضكالحصى والرمل حتى اشتكى الصحابة من حرّها فلم يشكهم رسول الله صلى الله عليه وآلهوسلم.. عن عبد الله بن مسعود قال : شكونا إلى النبي - صلى الله عليه وآله - حرّالرمضاء فلم يشكنا.. مما اضطر الصحابة إلى اتخاذ أسلوب آخر - للتخلص من صعوبةالسجود ومشقته بسبب حرارة الأرض - هو تبريد الحصى بأكفهم حتى يتسنى لهم السجودعليها.
عن جابر بن عبد الله الأنصاري أنّه قال : كنا نصلي مع رسول الله - صلىالله عليه وآله وسلم - الظهر فأخذت قبضة من حصى في كفي أُبرّده ثم أحوله في كفيالأخرى فإذا سجدت وضعته لجبهتي.
ثانياً : السجود على ما أنبتته الأرض أوالمصنوع منه بشرط أن لا يكون مأكولاً أو ملبوساً، وقد ورد في ذلك جملة من الأخبارتؤكد سجود النبي - صلى الله عليه وآله - على الحصير والخمرة المصنوعة من سعفالنخل.
ولم يرد جواز السجود على ما يؤكل أو يلبس كما يفعله العامة في سجودهم،وهو قبيح في نفسه، لأنه أشبه بفعل الوثنيين الذين كانوا يسجدون على تماثيل من التمرثم يأكلونها!..
ولهذا ورد النهي صراحة عن السجود على القطن والكتان ؛ لأنه ممايكون لباساً، وكذلك النهي عن السجود على الثمار ؛ لأنه مما يؤكل.
ثالثاً : السجود على الفرش والثياب في حالات الضرورة القصوى، وقد دلّت عليه جملة من أخبارالفريقين وآثارهم.
علّة السجود على الأرض ونباتها :
قال هشام بن الحكم : قلت لأبي عبد الله الصادق - عليه السلام - : أخبرني عمّا يجوز السجود عليه وعمّا لايجوز؟.. قال - عليه السلام - : السجود لا يجوز إلاّ على الأرض أو ما أنبتت الأرضإلاّ ما أُكل أو لُبس.. فقلت له : جُعلت فداك ما العلة في ذلك؟..
قال - عليهالسلام - : لاَنَّ السجود هو الخضوع لله - عزَّوجلَّ - فلا ينبغي أن يكون على مايؤكل أو يُلبس، لأنّ أبناء الدنيا عبيد ما يأكلون ويلبسون، والساجد في سجوده فيعبادة الله تعالى، فلا ينبغي أن يضع جبهته في سجوده على معبود أبناء الدنيا الذيناغتروا بغرورها.. والسجود على الأرض أفضل ؛ لأنه أبلغ في التواضع والخضوع للهعزَّوجلَّ.
إنّ هذا الكلام الواضح يكشف بجلاء عن أنّ السجود على التراب إنّما هولأجل أنَّ مثل هذا العمل يتناسب مع التواضع أمام الله الواحد أكثر من أي شكل آخر،وهو الأصل كما جاء في العديد من النصوص الواردة عن أهل البيت عليهم السلام.. روىمحمد بن يحيى بإسناده عن الإمام الصادق - عليه السلام - أنّه قال : السجود علىالأرض فريضة، وعلى الخمرة سُنّة.
-.-.-.-.-.-.-.-.-.-.-.-.-.
يتبع...........
تعليق