لله ثم للتاريــــــخ
من الأخلاقيات العالية التي انتهجها القران الكريم وتابعه على ذلك المعصومين من اهل البيت (ع) وكذا ممثلهم الحقيقي والشرعي ــ المرجعية الرشيدة الواعية المخلصة ــ المتمثلة بسماحة الشيخ اليعقوبي ( دامت بركاته ) هو عدم ألإكراه على أي عقيدة او منهج يختطه أي فرد أو جماعة حتى اذا كان هذا المنهج أو العقيدة مخالفا لما يرونه صحيحا , قال تعالى ( لا أكراه في الدين ) وعند الاعتراض على ذلك المنهج فانه إنما ينحصر ذلك بالتي هي أحسن من الأساليب قال تعالى ( وجادلهم بالتي هي أحسن ) وعلى ذلك أقول :
ليس من أخلاقيات أبناء المرجعية الرشيدة , أبناء الفضيلة أن يردوا على الآخرين أو يتجاوزوا عليهم وقد جرب حلمهم طيلة الفترة الماضية حيث لم يردوا حتى على من سبوهم ولعنوهم متأسين بذلك بأميرهم علي (ع) الذي سب على منابر رسول الله إلا ان منطقه بقي لا تكونوا سبابين ولا لعانين ... إلا إننا هنا ولان الخطاب وجه إلينا ومطلوب منا الإجابة فنجيب:
أثار استغرابنا ما جاء في بيان السيد مقتدى عن زيارة سامراء وما حواه من إغفال وتغييب لصوت الحق الصادح في مدينة أمير المؤمنين (ع) عندما قال عن قضية تفجير قبة ومأذنتي العسكريين (ع) ما مضمونه ( لأنه لا رادع لانتهاك مقدساتنا ومن أهم اسباب ذلك غياب المرجع الناطق ) وقال كذلك ( اني لم اسمع مناديا ينادي او مرجعا يأمر فكان من واجبي ان اجمع المؤمنين تحت لواء واحد للدفاع عن مقدساتنا في سامراء ) فاذا كان السيد مقتدى فعلا لم يسمع ( وهذا من باب الحمل على الصحة ) فليسمع صوت الحق على نقاط:
1ــ بعد التفجير الاول الذي طال القبة الشريفة اكتفى جميع القادة السياسيين والدينيين من مراجع وغيرهم بما فيهم سيد مقتدى نفسه بالادانه والاستنكار الا سماحة المرجع اليعقوبي دامت بركاته اذ أصدر وفي نفس يوم التفجير امرا للامه اجمع في ان تقام صلاة الجمعه القادمة (في حينها) في سامراء والسؤال:
ما هو موقف السيد مقتدى من هذا الامر؟ الواقع يقول انه لم يصدر منه ولا من غيره أي موقف مؤيد ولم يتهيأ ولم يتعبأ لخوض غمارها حينذاك الا ابناء المرجعية الرشيدة .
واذا كانت الدعوة لزيارة سامراء تعد ناطقية فهل من دعا لها في نفس يوم التفجير الاول اولى بالناطقيه امن دعا لها بعد سنه ونصف وبعد فاجعه ثانيه ؟ مالكم كيف تحكمون؟
بقي سؤال / اذا كان سماحة المرجع الديني امر بزيارة العسكريين واداء صلاة الجمعه عندهما فلماذا عدل عنها بعد ذلك ؟ وللجواب نقول
ان ما دعا سماحة المرجع اليعقوبي دام ظله الشريف الى ذلك ان رئيس الحكومه انذاك ابراهيم الجعفري تقدم برجاء الى سماحته ان يؤجلها لان الحكومه لا قدره لها على تامين الطريق وحماية الزوار وان الدماء البريئة سوف تراق من دون نتيجة تؤدي الى حماية او بناء العسكريين (ع) وقطعوا له الوعوود بتامين طريق سامراء فاستجاب سماحته لهذا المطلب حفظا لدماء المؤمنين , وله بذلك اسوة باستاذه الشهيد الصدر عندما امر بالالتزام بالتقية بعدما تيقن من جدية تهديدات النظام الصدامي المجرم باراقة دماء الشباب المؤمن ابان الزيارة الشعبانية.
2ــ وبعد فترة ليست طويله عاد سماحته مذكرا بهذه الفاجعة بعد ان نسيها الاخرون , (كل الاخرون) اذ دعا سماحته الى تجمع ايماني في محافظة البصرة وطالب من خلال منبر الجمعه واصدر بيانا تحت عنوان ( ماذا بعد تفجير العسكريين (ع) ) نشرة الصادقين39 ومما جاء فيه من مطالب هو مطالبة الحكومة ( الشيعية !!! ) بتشكيل لواء العسكريين لتأمين طريق سامراء وكان نص كلامه دام ظله ( تشكيل لواء الامامين العسكريين ع من الموالين والمخلصين الغيورين على مقدساتهم يتولى تامين الطريق من بغداد الى سامراء لحماية الزائرين وتمكينهم من زيارة الإمامين المظلومين علي الهادي والحسن العسكري ع وان يكون مرتبطا بجهة مؤتمنة على ارواح الناس وممتلكاتهم وان يكون ذلك باسرع وقت فقد ضاقت الصدور لهفة لزيارة الإمامين الهمامين ورفع التقصير عنهما وبحق ولدهما المهدي المنتظر الموعود (عج )).
فمن حقنا ان نتسائل هل صدر من السيد مقتدى أو من غيره أي موقف او بيان او حتى كلمة تؤيد هذا المطلب ولا ادري هل هو مطلب حق ام باطل ؟!
3ــ من المواقف التاريخية المهمة والمطالب الحقة ما طالب به سماحة المرجع بتشكيل وزارة خاصة للزيارات والشعائر الحسينية أسوة بوزارة الحج السعودية ومن ضمن مهامها حماية الاماكن المقدسة وزوارها ( راجع نشرة الصادقين31 ) ومن حقنا
ان نسال ايضا ماهو موقف سيد مقتدى من هذا المطلب ؟ هل صدرت منه كلمة واحدة بتاييده او حتى الاشارة اليه من بعيد او قريب ؟!
هذا ولم يكتف ابناء الفضيله بذلك بل طرحوا نفس المشروع داخل قبة البرلمان ليكون الصوت اقوى والحجه ابلغ على كل من يتباكى على المقدسات ليلا ونهارا والسؤال يتكرر:
هل صدر من أي جهة ( وخصوصا الكتلة الصدرية ممثل السيد مقتدى في البرلمان ) أي بيان او تاييد او حتى كلمة تؤيد هذا المطلب ؟! في الحقيقة ان ابناء الفضيلة تركوا لوحدهم يذودون عن حمى المذهب اما الاخرين فكانما الامر لا يعنيهم !!!
4ـ لنتوسع في الموضوع ونسأل : ما هو موقف السيد مقتدى من دعوة سماحة المرجع الناطق ( رضوا ام غضبوا ) التي دعا فيها الامة الى نصرة الزهراء (ع) وتشييعها جهارا نهارا ولنرغم انوف شانئيها وظالميها وهي ( أي الزهراء ) الافضل حتى من العسكريين بنص الامام العسكري (( نحن حجج الله وجدتنا فاطمة حجة الله علينا )) ؟ هل صدر منه كلمة واحدة في تاييد هذه الشعيرة المقدسة هذا والزهراء (ع) جدته (وجدتنا ايضا) ؟!!! صراحة ما كنا نتوقعه ان يتواضع السيد ويلين لجدته (ع) وللمؤمنين ولا ادري كيف يتوقع ان يتواضع الاخرين له من ابناء الفضيلة وغيرهم ويستجيبوا لدعوته وهو لا يكلف نفسه بضعة امتار للمشاركة في تشييع الزهراء (ع) على اننا ربما نجل موقفه اذ لم يؤيدها ولم يقف ضدها وسكت عنها تماما لا كما فعل غيره في موقفين غير مشرفين:
الاول : ما صدر من احدهم ممن ( يسمونه ) مرجعا حيث قال : من اين اتى بذلك اليعقوبي ( أي سنة تشييع الزهراء ) ووصفها بانها بدعه !!!
الثاني : ما صدر في السنة الماضية ــ من بعض المواكب الحسينية !!!! ــ في النجف الاشرف التي التقاها سماحة المرجع قبل المناسبة ووعدته بتقديم الخدمات لالاف الزوار الا انها نكصت بعد ذلك بوعودها ــ والمضنون ــ ان هذا الموقف كان بدفع من بعض الجهات ( المحبة للزهراء!!!) والله العالم.
وبعد كل هذه المواقف الجليلة المشرفة التي قادها المرجع اليعقوبي دامت بركاته : هل يحق لاحد ان يدعي انه لا يوجد من يطالب بحماية المقدسات , ولماذا كل هذا التجاهل لمواقف المرجعيه الناطقه التي اوصى السيد الوالد بطاعتها!!! ولا ادري كيف سمح السيد مقتدى لنفسه ان يبدأ خطابه بالانتقاص من الاخرين وكانه يريد ان يرسل للناس رساله ليفهمهم انه انا والاخرون لا وجود لهم!!
لماذا التجاهل لمواقف المرجعية الرشيدة؟
للجواب على هذه الــ (لماذا) نعرفه جيدا ونجده في كلام السيد الوالد (قد) حين لم يؤيد الاخرون شعيرتي الزياره الشعبانيه وصلاة الجمعه المقدسه اذ قال (قد) (اذا كان كأن انتصار المذهب هو انتصار السيد محمد الصدر اذن فهو مكروه لانه لاينبغي ان ينصر محمد الصدر) واما اليوم ولان انتصار المذهب كانما انتصارا للشخ اليعقوبي اذن فهو مكروه عندهم !!!
وكذلك قوله (قد) ( لابد من الالتفات الى موقف الحوزه التقليديه السكوتيه مما حصل من امر المشي ومنعه انهم كانوا سلبيين مائه بالمائه لم ينبس أي منهم او من وكلائهم او من اصدقائهم ببنت شفه...فاذهبوا اليهم او ممن تعرفون منهم واسالوهم عن السبب عن هذا السكوت والصمت كصمت القبور بالرغم من وجود المناسبة الدينية المقدسة والشعائر الجليلة وقد اعتادت الحوزة ــ ومع شديد الاسف ــ على عدم التعاون والتكاتف الامر الذي انتج كثيرا من النتائج السلبية على مر الاجيال مما يكون بكل تاكيد في مصلحة اعداء الله ورسوله فهل هم ملتفتون الى ذلك ايضا ؟ كما قال الشاعر: اذا كنت لاتدري فتلك مصيبة وان كنت تدري فالمصيبة اعظم
واخيرا فان هذه المواقف من نداءات سماحة المرجع اليعقوبي ومطاليبه يذكرني بمقولة بليغة للشيخ الشهيد مطهري حيث قال مامضمونه ( كلنا انصار للاسلام والمسلمين ولكن بشرط ان اكون انا حجة الاسلام والمسلمين !!!)
والا بماذا نفسر ان كان هناك مطالبة من غيري بشيء فهو مما لاقيمه له واما لو طالبت انا بنفس الشيء فهو امر مقدس يجب على الجميع الالتزام به وطاعته وهل هذه الفئوية تنفع القضية ام تضرها ؟!
والحمد لله رب العالمين
تعليق