حديث للعقلاء فقط
الصهيونية المسيحية تسيطر على البيت الأبيض وترسم السياسة الأمريكية التي تتبنى اليوم نبوءة "هرمجدون" المكذوبة!!
لقد دعا بوش يوم فوزه بالرئاسة ابن القس بيل جراهام أحد مؤسسي اليمين المسيحي ليؤم الحضور في صلاة البركة ، معلنا تبنيه صراحة لأجندة اليمين المسيحي الديني المحافظ والتي يعد دعم إسرائيل ركيزتها الأولى ، باعتبار أن هذا الدعم أمر إنجيلي له صلة بنهاية العالم ومعركة "هرمجدون" الكبرى .
اليهود لايعترفون بـالسيد المسيح وما يزالون ينتظرون المسيح الذي تحدثت التوراة عن نزوله بعد موسى عليه السلام ، أما المسيحيون فيعتقدون ان المسيح سينزل قبل يوم القيامة فيؤمن به اليهود وينضمون للمسيحيين لخوض معركة نهائية ضد الكفار من الشيعة والسنة على حد سواء!!
هذه نظرياتهم ومخططاتهم ، فالغرب الصليبي يخطط لتمهيد الطريق لهذه الموقعة الوهمية ، والمسلمون يتقاتلون بينهم ويتناحرون في شتى البقاع والأمصار، فبعد أن كان الشيعة والسنة في العراق متصاهرين ومترابطين ، أحدث الأمريكان فتنا وصراعات ، وقودها التكفيريين من كلا الطائفتين ، فأصبح الحديث يتركز حول التمدد الشيعي أو التمدد السني وعمليات التصفية المتبادلة ، ونسي الجميع أنهم هدف واحد لعدو واحد لئيم ، يقول سماحة المرجع محمد حسين فضل الله:
"إننا نستمع إلى أحاديث عن تمدد شيعي هنا وسني هناك، وليس هناك من يتحدث عن تمدد أميركي في بر المنطقة وبحرها وجوها ولا عن تمدد إسرائيلي استخباري في العراق والخليج وحتى في غرف النوم العربية الرسمية".
نعم ، لماذا ننسى التمدد الغربي الصليبي ، وننسى ما يخططون له حول هير مجدون؟
هيرمجدون السهل الفلسطين الواقع بين الخليل والضفة الغربية والذي يضم حتى اليوم بلدة تدعى مجدون يرى فيها الغرب بداية نهاية العالم عندما يكون اليهود قد تجمعوا في فلسطين فينزل بينهم المسيح ليهديهم للنصرانية ، فتزحف جيوش الكفار من الشيعة والسنة لذبح اليهود فيهب النصارى لنجدتهم فتقع معركة عظيمة بقيادة المسيح في سهل هيرمجدون ، ولهذا يقول القس ليندسي:
"تصوروا 200مليون جندي من اعداء المسيح يزحفون من كل مكان نحو فلسطين، ورغم كثرتهم يذهب اليهم المسيح حيث يتجمعون في سهل هرمجدون فيقتل منهم الملايين فتسيل الدماء انهاراً ويمتلئ الوادي بملايين الجثث فيرسل الله ماء طاهراً فيمحو آثارهم فلا يبقى غير المؤمنين وحدهم" أي: اليهود والنصارى!!"
هذا العدد الضخم من أعداء المسيح سيقابل عددا قليلا (حول 144 ألف) من جيش المسيح و في نظر المتطرفين اليمينيين المسيحيين المتصهينين أنه لا سبيل إلى التغلب على هذه الملايين من جيوش الكفار إلا باستخدام السلاح النووي لحسم المعركة بسرعة!
ويقول ليندسي أيضا:
"قبل قيام اسرائيل كانت هرمجدون مجرد اسطورة وأمراً بعيد الحدوث، اما اليوم فآمن بها معظم المسيحيون واعتبروها بداية العد العكسي للمعركة".
وحين سئل الرئيس الامريكي السابق رونالد ريجان عن مدى ايمانه بهرمجدون قال:
"اذا راجعنا الواقع سنكتشف ان جميع الاحداث التي تسبق هرمجدون قد مرت وشاهدناها بانفسنا، واذا بدأنا منذ قيام اسرائيل وحتى اليوم نجد ان كل شيء سار باتجاهه الصحيح تمهيداً لعودة المسيح وحدوث المعركة"!!
وقبل ريجان ، كان نابليون يؤمن بالفكرة نفسها ، وزار هيرمجدون ، وحتى عالم الفيزياء نيوتن يؤمن بهذه السخافة ، وقد ترسخت الفكرة بناءا على تحقق نبوءة تجمع اليهود بعد الشتات في فلسطين ، ويوم احتل اليهود القدس سنة 67 اعترها الفاتيكان والكنائس النصرانية بشارة جديدة تستعجل ظهور السيد المسيح ونزوله ليعاقب الكفار المتمردين!!
-------------------------
يقول الكاتب المصري عمرو سلمان:
"وقد ساعد على تعزيز تلك المعتقدات في نفوس الأمريكيين بصفة عامة وفي أوساط اليمين الديني بصفة خاصة ـ مثلما تؤكد الكاتبة الأمريكية " غريس هالسل " في كتابها " النبوءة والسياسة " ـ تتابع انتصارات إسرائيل على دول الجوار العربية ، والتي بلغت ذروتها بعد الاجتياح الإسرائيلي لجنوب لبنان ، لدرجة أن استطلاعا للرأي أجرته مؤسسة " باتكيلو فيتش " عام 1984 أظهر أن 39 بالمائة من الشعب الأمريكي يؤمنون بأن ( تدمير الأرض بالنار يعني أننا نحن أنفسنا ـ أي الأمريكيين ـ سوف نُدمّر الأرض بـ " هرمجدون " نووية ) ، في حين أظهرت دراسة أخرى أجرتها مؤسسة " نلسن " الأمريكية أن 61 مليون أمريكي يستمعون بانتظام إلى مُبشّرين يقولون : إننا لا نستطيع أن نفعل شيئا لمنع حرب نووية تتفجر في حياتنا ( من المعروف أن الشعب الأمريكي يبلغ عدد سكانه 270 مليون نسمة ، منهم 50 مليون كاثوليكي و15 مليون ملحد وخمسة ملايين يهودي وستة ملايين مسلم تقريبا و199 مليونا ينتمون للعديد من الطوائف والمذاهب والمعتقدات الأخرى ) ".
ويضيف بأن نبوءة هيرمجدون تحكم الإدارة الأمريكية وتهيمن عليها فيقول:
"وفي عام 1998 ارتفعت نسبة المؤمنين بهذه النبوءة بين صفوف الشعب الأمريكي ، حيث أظهر استطلاع للرأي أجرته مجلة (تايم) الأمريكية أن 51% من الشعب الأمريكي يؤمن بهذه النبوءة ، وأن من بين هؤلاء عددا كبيرا من أعضاء النخبة الحاكمة في الولايات المتحدة ، بعضهم وزراء وأعضاء في الكونجرس وحكّام ولايات ، فضلا عن إيمان عدد من الرؤساء الأمريكيين مثل جيمي كارتر ورونالد ريجان وجورج بوش بهذه النبوءة ، لدرجة أن ريجان كان يتخذ معظم قراراته السياسية أثناء توليه الرئاسة الأمريكية على أساس النبوءات التوراتية."
ويضيف:
"ويكفي أن نشير في هذا الصدد إلى أن هناك نحو 200 معهد في أنحاء الولايات المتحدة تخرّج طلاّباً مؤمنين بأفكار الحركة التدبيرية وبقرب هرمجدون النوويّة ، وأنه من بين كل أربعة أصوليين إنجيليين هناك ثلاثة أشخاص ينتمون للحركة التدبيرية ويعتقدون أن وقوع كارثة نووية هو وحده فقط الذي يمكن أن يعيد المسيح إلى الأرض .. فضلا عن أنه من بين 80 ألف قسّيس إنجيلي يذيعون يوميا برامج فإن الأكثرية الساحقة منهم ينتمون إلى التدبيريين ، وهم يبثون عبر 1400 محطة دينية في أمريكا رسالة تحت عنوان " هرمجدون قادمة " ، مفادها أنه " لن يكون هناك سلام حتى يعود المسيح ، وأن أي تبشير بالسلام قبل هذه العودة هو هرطقة ( تخريف وكفر ) ، وضد كلمة الله والمسيح " ..
--------------------------
هذا ما يخطط له الأمريكيون المتصهينون ، وهذا الدعم الغربي الصليبي الذي يؤمن بهذه النبوءة المزيفة يستدعي منا وقفات لنسأل أنفسنا:
هل جاء الأمريكان ليحرروا العراق من الطاغية صدام حسين؟
هل ضحوا بهذا العدد الضخم من جنودهم و500مليار دولار خسائر حتى اليوم من أجل أن ينعموا على الشعب العراقي بالديمقراطية والحرية والأمان وتوزيع الثروات؟
أم جاؤا لأهداف نبوءاتهم ولتمرير المخطط الرهيب للإستعجال بتحقيق نبوءة موقعة هيرمجدون واستنزاف الثروات قبل هذا اليوم الموعود؟
هل رأيتم حصاد الهشيم في العراق نتيجة الديمقراطية الأمريكية الإستكبارية الظالمة؟
من يقتل العراقيين؟
من يهدم المراقد والمساجد؟
من يقتل الشيوخ والأطفال؟
إنهم العراقيون أنفسهم بتدبير أمريكي ، ويريدون أن يصدروا هذه التجربة إلى لبنان فسوريا ثم إلى دول الخليج ، والإنقضاض على إيران بذريعة المنشآت النووية ، ونحن للأسف نمرر مخططاتهم فنتقاتل وكل يريد زحزحة الطائفة الأخرى عن مكانها!!
يا سادة ، يا عقلاء ، دعونا من الفكر الوهابي التكفيري ، ودعونا من الفكر التكفيري المشابه له من الطرف الشيعي ، ولنسأل أنفسنا السؤال المهم:
الطائفتان حقيقتان لا تستطيع إحداهما شطب الأخرى ، فإذا لم يكن هناك تقارب حقيقي عام ، فليكن هناك تقارب حول ما اتفقت عليه الطائفتان ، وإذا رفض البعض هذا التقارب ، أليس هناك البديل وهو التعايش والتطلع إلى حرب العدو المشترك؟
يقول سماحة السيد والمرجع العلامة:
"إنني أتصوّر أن في الخطاب الإسلامي نوعاً من إلغاء الآخر، ولعلَّ اتهام المسلمين أو الإسلاميين بالأصولية التي هي عبارة عن اعتبار العنف الوسيلة الوحيدة للتغيير، وعدم الاعتراف بالآخر، لعلّ هذا ناشئ من بعض الظواهر الموجودة في المجتمع الإسلامي.
لكنّنا عندما ندرس الإسلام من خلال القرآن الكريم، نجد أن القرآن اعترف بالآخر، وقد كان الآخر في الدائرة الدينية هم أهل الكتاب من اليهود والنصارى، كما تحدث القرآن عن الصابئة واعترف بهم وأراد للمسلمين أن يحاوروهم بالتي هي أحسن، وأن يبحثوا عن نقاط اللقاء بينهم وأن يعيشوا معهم. ونحن نعتقد أن التاريخ الإسلامي منذ عهد النبوة وحتى الآن قد احتضن الآخر، فاليهود والنصارى والمجوس وغيرهم كانوا يعيشون جنباً إلى جنب مع المسلمين في حقوقهم التي قد ينتقصها نظام هنا ولكنه يعطيها نظام آخر. ونحن كنا نتحدث مع وسائل الإعلام الغربية، بأن العرب والمسلمين احتضنوا اليهود وكرَّموهم وأعطوهم المجال الواسع للاقتصاد، حتى إنهم كانوا يسيطرون على أسواق بغداد وغير بغداد، وأن اليهود اُضطهدوا من قبل الغرب. لذلك نحن نعتقد أن الإسلام اعترف بالآخر فحاوره، وأراد لنا أن نحاوره بالطريقة الإنسانية «بالتي هي أحسن».
لكننا نعرف أن هناك بعض الاجتهادات المغلقة التي قرأت بعض النصوص من جانب ولم تقرأها من جانب آخر، ولهذا دخلت مسألة التكفير والتضليل في دائرة المذهب الواحد، فهناك بعض الناس في هذا المذهب يكفّرون إخوانهم في نفس المذهب لاختلافهم معهم في بعض الخطوط الفكرية أو الشرعية أو في بعض الأحاديث المَرْوِية هنا وهناك، لذلك نرى أن المسألة ناشئة من التخلف الاجتهادي ومن التراكمات التاريخية التي عاشها المسلمون في عصور التخلف، وإني أتصور أن هناك في الواقع المعاصر مجتهدسن يعيشون هذا الانفتاح ويتحركون على أساس الاعتراف بالآخر، لا بمعنى السقوط أمام فِكرِه، ولكن بمعنى احترام فكره ومحاولة النقاش معه بطريقة علمية وموضوعية. ولابد لكل العلماء ولكلِّ المثقفين الإسلاميين أن يقوموا بحملة ثقافية لتوعية المسلمين في مسألة الاعتراف بالآخر والحوار معه والتعايش معه، وأنا أتفق معك في أن الوحدة لا تزال على السطح، لأنها بقيت في سطح النخبة، أما القاعدة، فلا تزال تعيش خصوصية المذهبية الحادَّة المغلقة، ولهذا يجب على علماء المسلمين أن يثقفوا القاعدة بالوحدة الإسلامية التي هي الأساس لحركية الإسلام ولقوة العالم الإسلامي أمام التحديات التي تواجهه من كل مكان."
ويوم يعي المسلمون دورهم ، يتوجب عليهم التركيز على العدو المشترك ، والوقوف مع حركات المقاومة الشريفة ، يقول سماحة المرجع محمد حسين فضل الله:
"إن التركيز على الاحتلال كونه المحرّك الأساسي للفتنة يستدعي الوقوف مع كل حركات المقاومة الشريفة من فلسطين إلى لبنان إلى العراق إلى أفغانستان... وصولاً إلى صوغ الموقف السياسي الإسلامي العام من خلال الإصرار على هذه النقطة المركزية التي تحظى بتأييد كل الشرفاء والأحرار في العالم الإسلامي".
"الاحتلال... والاحتلال الأميركي على وجه الخصوص، والذي أراد الإيحاء منذ غزو العراق بأنه يقف مع فئة من المسلمين ضد الأخرى، مستفيداً من الواقع المأساوي الذي صنعه النظام العراقي السابق، وبدأ الإعلام الأميركي منذ ذلك الوقت يتحدث عن عودة الحكم في العراق إلى الفئة التي خسرت السلطة قبل ألف وثلاثماية سنة ونيّف... وعندما أرهق المحتل ووجد أن غالبية الشعب العراقي لا تريده وأن مشروعه في المنطقة بدأ يتداعى بدأ بالحديث عن حرب أهلية قادمة، وها هو يوسّع بيكر توقعاته فيتحدث عن إمكانية حدوث حرب إقليمية بين السنة والشيعة".
"إن هذه الحقيقة ينبغي أن تدفعنا إلى أن نتحرك على مختلف الصعد لمواجهة خطة الاحتلال هذه، سواء من خلال فضح أهدافه وكشف خططه في تشجيع القتلة من المجرمين والتكفيريين، أو في توفير الأجواء الملائمة لهم وصولاً إلى الحديث بالفم الملآن، ومن خلال المرجعيات الإسلامية والسنية والشيعية، عن حرمة سفك دماء المسلمين من الفريقين".
الحديث يطول ، و إلى هنا يكفي ، لكنه حديث للعقلاء وأصحاب الأفكار المستبصرة.
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد و على آله الطيبين الطاهرين...
-------------------------------------------------------------------------------------
الصهيونية المسيحية تسيطر على البيت الأبيض وترسم السياسة الأمريكية التي تتبنى اليوم نبوءة "هرمجدون" المكذوبة!!
لقد دعا بوش يوم فوزه بالرئاسة ابن القس بيل جراهام أحد مؤسسي اليمين المسيحي ليؤم الحضور في صلاة البركة ، معلنا تبنيه صراحة لأجندة اليمين المسيحي الديني المحافظ والتي يعد دعم إسرائيل ركيزتها الأولى ، باعتبار أن هذا الدعم أمر إنجيلي له صلة بنهاية العالم ومعركة "هرمجدون" الكبرى .
اليهود لايعترفون بـالسيد المسيح وما يزالون ينتظرون المسيح الذي تحدثت التوراة عن نزوله بعد موسى عليه السلام ، أما المسيحيون فيعتقدون ان المسيح سينزل قبل يوم القيامة فيؤمن به اليهود وينضمون للمسيحيين لخوض معركة نهائية ضد الكفار من الشيعة والسنة على حد سواء!!
هذه نظرياتهم ومخططاتهم ، فالغرب الصليبي يخطط لتمهيد الطريق لهذه الموقعة الوهمية ، والمسلمون يتقاتلون بينهم ويتناحرون في شتى البقاع والأمصار، فبعد أن كان الشيعة والسنة في العراق متصاهرين ومترابطين ، أحدث الأمريكان فتنا وصراعات ، وقودها التكفيريين من كلا الطائفتين ، فأصبح الحديث يتركز حول التمدد الشيعي أو التمدد السني وعمليات التصفية المتبادلة ، ونسي الجميع أنهم هدف واحد لعدو واحد لئيم ، يقول سماحة المرجع محمد حسين فضل الله:
"إننا نستمع إلى أحاديث عن تمدد شيعي هنا وسني هناك، وليس هناك من يتحدث عن تمدد أميركي في بر المنطقة وبحرها وجوها ولا عن تمدد إسرائيلي استخباري في العراق والخليج وحتى في غرف النوم العربية الرسمية".
نعم ، لماذا ننسى التمدد الغربي الصليبي ، وننسى ما يخططون له حول هير مجدون؟
هيرمجدون السهل الفلسطين الواقع بين الخليل والضفة الغربية والذي يضم حتى اليوم بلدة تدعى مجدون يرى فيها الغرب بداية نهاية العالم عندما يكون اليهود قد تجمعوا في فلسطين فينزل بينهم المسيح ليهديهم للنصرانية ، فتزحف جيوش الكفار من الشيعة والسنة لذبح اليهود فيهب النصارى لنجدتهم فتقع معركة عظيمة بقيادة المسيح في سهل هيرمجدون ، ولهذا يقول القس ليندسي:
"تصوروا 200مليون جندي من اعداء المسيح يزحفون من كل مكان نحو فلسطين، ورغم كثرتهم يذهب اليهم المسيح حيث يتجمعون في سهل هرمجدون فيقتل منهم الملايين فتسيل الدماء انهاراً ويمتلئ الوادي بملايين الجثث فيرسل الله ماء طاهراً فيمحو آثارهم فلا يبقى غير المؤمنين وحدهم" أي: اليهود والنصارى!!"
هذا العدد الضخم من أعداء المسيح سيقابل عددا قليلا (حول 144 ألف) من جيش المسيح و في نظر المتطرفين اليمينيين المسيحيين المتصهينين أنه لا سبيل إلى التغلب على هذه الملايين من جيوش الكفار إلا باستخدام السلاح النووي لحسم المعركة بسرعة!
ويقول ليندسي أيضا:
"قبل قيام اسرائيل كانت هرمجدون مجرد اسطورة وأمراً بعيد الحدوث، اما اليوم فآمن بها معظم المسيحيون واعتبروها بداية العد العكسي للمعركة".
وحين سئل الرئيس الامريكي السابق رونالد ريجان عن مدى ايمانه بهرمجدون قال:
"اذا راجعنا الواقع سنكتشف ان جميع الاحداث التي تسبق هرمجدون قد مرت وشاهدناها بانفسنا، واذا بدأنا منذ قيام اسرائيل وحتى اليوم نجد ان كل شيء سار باتجاهه الصحيح تمهيداً لعودة المسيح وحدوث المعركة"!!
وقبل ريجان ، كان نابليون يؤمن بالفكرة نفسها ، وزار هيرمجدون ، وحتى عالم الفيزياء نيوتن يؤمن بهذه السخافة ، وقد ترسخت الفكرة بناءا على تحقق نبوءة تجمع اليهود بعد الشتات في فلسطين ، ويوم احتل اليهود القدس سنة 67 اعترها الفاتيكان والكنائس النصرانية بشارة جديدة تستعجل ظهور السيد المسيح ونزوله ليعاقب الكفار المتمردين!!
-------------------------
يقول الكاتب المصري عمرو سلمان:
"وقد ساعد على تعزيز تلك المعتقدات في نفوس الأمريكيين بصفة عامة وفي أوساط اليمين الديني بصفة خاصة ـ مثلما تؤكد الكاتبة الأمريكية " غريس هالسل " في كتابها " النبوءة والسياسة " ـ تتابع انتصارات إسرائيل على دول الجوار العربية ، والتي بلغت ذروتها بعد الاجتياح الإسرائيلي لجنوب لبنان ، لدرجة أن استطلاعا للرأي أجرته مؤسسة " باتكيلو فيتش " عام 1984 أظهر أن 39 بالمائة من الشعب الأمريكي يؤمنون بأن ( تدمير الأرض بالنار يعني أننا نحن أنفسنا ـ أي الأمريكيين ـ سوف نُدمّر الأرض بـ " هرمجدون " نووية ) ، في حين أظهرت دراسة أخرى أجرتها مؤسسة " نلسن " الأمريكية أن 61 مليون أمريكي يستمعون بانتظام إلى مُبشّرين يقولون : إننا لا نستطيع أن نفعل شيئا لمنع حرب نووية تتفجر في حياتنا ( من المعروف أن الشعب الأمريكي يبلغ عدد سكانه 270 مليون نسمة ، منهم 50 مليون كاثوليكي و15 مليون ملحد وخمسة ملايين يهودي وستة ملايين مسلم تقريبا و199 مليونا ينتمون للعديد من الطوائف والمذاهب والمعتقدات الأخرى ) ".
ويضيف بأن نبوءة هيرمجدون تحكم الإدارة الأمريكية وتهيمن عليها فيقول:
"وفي عام 1998 ارتفعت نسبة المؤمنين بهذه النبوءة بين صفوف الشعب الأمريكي ، حيث أظهر استطلاع للرأي أجرته مجلة (تايم) الأمريكية أن 51% من الشعب الأمريكي يؤمن بهذه النبوءة ، وأن من بين هؤلاء عددا كبيرا من أعضاء النخبة الحاكمة في الولايات المتحدة ، بعضهم وزراء وأعضاء في الكونجرس وحكّام ولايات ، فضلا عن إيمان عدد من الرؤساء الأمريكيين مثل جيمي كارتر ورونالد ريجان وجورج بوش بهذه النبوءة ، لدرجة أن ريجان كان يتخذ معظم قراراته السياسية أثناء توليه الرئاسة الأمريكية على أساس النبوءات التوراتية."
ويضيف:
"ويكفي أن نشير في هذا الصدد إلى أن هناك نحو 200 معهد في أنحاء الولايات المتحدة تخرّج طلاّباً مؤمنين بأفكار الحركة التدبيرية وبقرب هرمجدون النوويّة ، وأنه من بين كل أربعة أصوليين إنجيليين هناك ثلاثة أشخاص ينتمون للحركة التدبيرية ويعتقدون أن وقوع كارثة نووية هو وحده فقط الذي يمكن أن يعيد المسيح إلى الأرض .. فضلا عن أنه من بين 80 ألف قسّيس إنجيلي يذيعون يوميا برامج فإن الأكثرية الساحقة منهم ينتمون إلى التدبيريين ، وهم يبثون عبر 1400 محطة دينية في أمريكا رسالة تحت عنوان " هرمجدون قادمة " ، مفادها أنه " لن يكون هناك سلام حتى يعود المسيح ، وأن أي تبشير بالسلام قبل هذه العودة هو هرطقة ( تخريف وكفر ) ، وضد كلمة الله والمسيح " ..
--------------------------
هذا ما يخطط له الأمريكيون المتصهينون ، وهذا الدعم الغربي الصليبي الذي يؤمن بهذه النبوءة المزيفة يستدعي منا وقفات لنسأل أنفسنا:
هل جاء الأمريكان ليحرروا العراق من الطاغية صدام حسين؟
هل ضحوا بهذا العدد الضخم من جنودهم و500مليار دولار خسائر حتى اليوم من أجل أن ينعموا على الشعب العراقي بالديمقراطية والحرية والأمان وتوزيع الثروات؟
أم جاؤا لأهداف نبوءاتهم ولتمرير المخطط الرهيب للإستعجال بتحقيق نبوءة موقعة هيرمجدون واستنزاف الثروات قبل هذا اليوم الموعود؟
هل رأيتم حصاد الهشيم في العراق نتيجة الديمقراطية الأمريكية الإستكبارية الظالمة؟
من يقتل العراقيين؟
من يهدم المراقد والمساجد؟
من يقتل الشيوخ والأطفال؟
إنهم العراقيون أنفسهم بتدبير أمريكي ، ويريدون أن يصدروا هذه التجربة إلى لبنان فسوريا ثم إلى دول الخليج ، والإنقضاض على إيران بذريعة المنشآت النووية ، ونحن للأسف نمرر مخططاتهم فنتقاتل وكل يريد زحزحة الطائفة الأخرى عن مكانها!!
يا سادة ، يا عقلاء ، دعونا من الفكر الوهابي التكفيري ، ودعونا من الفكر التكفيري المشابه له من الطرف الشيعي ، ولنسأل أنفسنا السؤال المهم:
الطائفتان حقيقتان لا تستطيع إحداهما شطب الأخرى ، فإذا لم يكن هناك تقارب حقيقي عام ، فليكن هناك تقارب حول ما اتفقت عليه الطائفتان ، وإذا رفض البعض هذا التقارب ، أليس هناك البديل وهو التعايش والتطلع إلى حرب العدو المشترك؟
يقول سماحة السيد والمرجع العلامة:
"إنني أتصوّر أن في الخطاب الإسلامي نوعاً من إلغاء الآخر، ولعلَّ اتهام المسلمين أو الإسلاميين بالأصولية التي هي عبارة عن اعتبار العنف الوسيلة الوحيدة للتغيير، وعدم الاعتراف بالآخر، لعلّ هذا ناشئ من بعض الظواهر الموجودة في المجتمع الإسلامي.
لكنّنا عندما ندرس الإسلام من خلال القرآن الكريم، نجد أن القرآن اعترف بالآخر، وقد كان الآخر في الدائرة الدينية هم أهل الكتاب من اليهود والنصارى، كما تحدث القرآن عن الصابئة واعترف بهم وأراد للمسلمين أن يحاوروهم بالتي هي أحسن، وأن يبحثوا عن نقاط اللقاء بينهم وأن يعيشوا معهم. ونحن نعتقد أن التاريخ الإسلامي منذ عهد النبوة وحتى الآن قد احتضن الآخر، فاليهود والنصارى والمجوس وغيرهم كانوا يعيشون جنباً إلى جنب مع المسلمين في حقوقهم التي قد ينتقصها نظام هنا ولكنه يعطيها نظام آخر. ونحن كنا نتحدث مع وسائل الإعلام الغربية، بأن العرب والمسلمين احتضنوا اليهود وكرَّموهم وأعطوهم المجال الواسع للاقتصاد، حتى إنهم كانوا يسيطرون على أسواق بغداد وغير بغداد، وأن اليهود اُضطهدوا من قبل الغرب. لذلك نحن نعتقد أن الإسلام اعترف بالآخر فحاوره، وأراد لنا أن نحاوره بالطريقة الإنسانية «بالتي هي أحسن».
لكننا نعرف أن هناك بعض الاجتهادات المغلقة التي قرأت بعض النصوص من جانب ولم تقرأها من جانب آخر، ولهذا دخلت مسألة التكفير والتضليل في دائرة المذهب الواحد، فهناك بعض الناس في هذا المذهب يكفّرون إخوانهم في نفس المذهب لاختلافهم معهم في بعض الخطوط الفكرية أو الشرعية أو في بعض الأحاديث المَرْوِية هنا وهناك، لذلك نرى أن المسألة ناشئة من التخلف الاجتهادي ومن التراكمات التاريخية التي عاشها المسلمون في عصور التخلف، وإني أتصور أن هناك في الواقع المعاصر مجتهدسن يعيشون هذا الانفتاح ويتحركون على أساس الاعتراف بالآخر، لا بمعنى السقوط أمام فِكرِه، ولكن بمعنى احترام فكره ومحاولة النقاش معه بطريقة علمية وموضوعية. ولابد لكل العلماء ولكلِّ المثقفين الإسلاميين أن يقوموا بحملة ثقافية لتوعية المسلمين في مسألة الاعتراف بالآخر والحوار معه والتعايش معه، وأنا أتفق معك في أن الوحدة لا تزال على السطح، لأنها بقيت في سطح النخبة، أما القاعدة، فلا تزال تعيش خصوصية المذهبية الحادَّة المغلقة، ولهذا يجب على علماء المسلمين أن يثقفوا القاعدة بالوحدة الإسلامية التي هي الأساس لحركية الإسلام ولقوة العالم الإسلامي أمام التحديات التي تواجهه من كل مكان."
ويوم يعي المسلمون دورهم ، يتوجب عليهم التركيز على العدو المشترك ، والوقوف مع حركات المقاومة الشريفة ، يقول سماحة المرجع محمد حسين فضل الله:
"إن التركيز على الاحتلال كونه المحرّك الأساسي للفتنة يستدعي الوقوف مع كل حركات المقاومة الشريفة من فلسطين إلى لبنان إلى العراق إلى أفغانستان... وصولاً إلى صوغ الموقف السياسي الإسلامي العام من خلال الإصرار على هذه النقطة المركزية التي تحظى بتأييد كل الشرفاء والأحرار في العالم الإسلامي".
"الاحتلال... والاحتلال الأميركي على وجه الخصوص، والذي أراد الإيحاء منذ غزو العراق بأنه يقف مع فئة من المسلمين ضد الأخرى، مستفيداً من الواقع المأساوي الذي صنعه النظام العراقي السابق، وبدأ الإعلام الأميركي منذ ذلك الوقت يتحدث عن عودة الحكم في العراق إلى الفئة التي خسرت السلطة قبل ألف وثلاثماية سنة ونيّف... وعندما أرهق المحتل ووجد أن غالبية الشعب العراقي لا تريده وأن مشروعه في المنطقة بدأ يتداعى بدأ بالحديث عن حرب أهلية قادمة، وها هو يوسّع بيكر توقعاته فيتحدث عن إمكانية حدوث حرب إقليمية بين السنة والشيعة".
"إن هذه الحقيقة ينبغي أن تدفعنا إلى أن نتحرك على مختلف الصعد لمواجهة خطة الاحتلال هذه، سواء من خلال فضح أهدافه وكشف خططه في تشجيع القتلة من المجرمين والتكفيريين، أو في توفير الأجواء الملائمة لهم وصولاً إلى الحديث بالفم الملآن، ومن خلال المرجعيات الإسلامية والسنية والشيعية، عن حرمة سفك دماء المسلمين من الفريقين".
الحديث يطول ، و إلى هنا يكفي ، لكنه حديث للعقلاء وأصحاب الأفكار المستبصرة.
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد و على آله الطيبين الطاهرين...
-------------------------------------------------------------------------------------
تعليق