السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. أهلا بكم جميعا وصبحكم الله بالخير .. 
***********************************
رعـــــــــــب المقابــــــــــــر
الزمان: هو آخر أيام إحدى السنوات الدراسية ، والمدرسون منهمكون في تصحيح امتحانات نهاية العام .. سالم (مدرس عماني) ومدحت (مدرس مصري) ومحمد (أيضا عماني) (يوجد غيرهم من المدرسين المتواجدين للتصحيح ولكن القصة تدور مع هؤلاء الثلاثة) .. الجميع متواجد ، تارة يصححون وتارة يجلسون يتسامرون وتغيير الجو وأحيانا يشربون الشاي الذي يصنعه لهم مدحت ..
كانوا يجلسون يوميا للتصحيح حتى الساعة التاسعة مساء ومن ثم يذهبون إلى بيوتهم .. ويعودون في اليوم التالي على نفس الوتيرة .. حتى جاء احد الأيام الذي انتهى فيه معظم المدرسون من تصحيح جميع الامتحانات وبقي سالم ومدحت ومحمد .. بقي لديهم عددا من الأوراق التي يجب أن ينهوها لكي يتخلصوا من هذا العناء كبقية زملائهم .. قرروا أن يكملوا سهرتهم تلك الليلة حتى ينهوا جميع أعمالهم من التصحيح .. واتفقوا ثلاثتهم على ذلك .. جلسوا يعملون بالرغم من التعب الذي بدا على أبدانهم ووجوههم .. وهم مصرون على الإنتهاء في تلك الليلة ..
الساعة الحادية عشرة مساء .. قرروا إن يرتاحوا قليلا ويشربوا بعض الشاي وذهب مدحت إلى المطبخ ليعد ه لهم .. وجلسوا يشربون الشاي ويرتاحوا حتى الساعة الحادية عشرة والنصف تقريبا .. وعادوا إلى العمل مرة أخرى .. إلى أن انتهوا من جميع أعمالهم في الساعة الواحدة والنصف تقريبا (بعد منتصف الليل) .. إنهم الآن متعبون جدا .. وبما أنهم انتهوا من أعمالهم فمن المؤكد أنهم سيذهبون إلى منازلهم ويناموا حتى وقت متأخر من صباح اليوم التالي .. سالم ومحمد جيران ويأتون دائما مع بعضهم البعض .. أما مدحت لا توجد لديه سيارة وعادة يأتي مع أحدا من زملائه الآخرين .. وطبعا في هذه الحالة سيذهب مدحت مع زميليه سالم ومحمد ..
انطلق المدرسون ثلاثتهم في سيارة محمد والتي هي من السيارات الجديدة .. حيث لم يمض على شراءها سوى أشهر .. انطلقوا ..
ذهبوا في ذلك الطريق المخيف نوعا ما .. لأنه يمر داخل المقبرة ولا توجد فيه أي إنارة .. سالم متأكد من الطريق فهو يأتي إليه دائما (حسب قوله) .. ومحمد لا يعرف الطريق جيدا .. أما مدحت والذي سيطر عليها الخوف .. فهو الآن لم يتكلم أبدا .. فضل الصمت والانتظار حتى يصل إلى البيت ..
وصلوا إلى الطريق المقصود .. بدؤوا بالسير فيه .. كل الأمور عادية ولا يوجد أي داع للخوف..
بعد أن سار الثلاثة في الطريق مسافة النص تقريبا .. فجأة انطفأ محرك السيارة دون أي مقدمات ..
.. استغرب محمد .. بالرغم من أن سيارته جديدة ولم يكن من المفترض أن تتعطل بهذه السهولة .. طبعا توقفت السيارة الآن .. حاول محمد أن يعيد إشغال السيارة من جديد .. حاول مرات عديدة ولكن دون جدوى .. فالسيارة لم تعمل ..
ما إن يفتح محمد وسالم أبواب السيارة للنزول .. حتى سمعا صوتا مخيفا وعاليا جدا .. ويصرخ بشدة كأن أحدا يضربه .. ارتعد محمد وسالم ، وبحركة لا إرادية أغلقا الأبواب وأقفلاها من الداخل ..
جلس مدحت يقرأ بعضا من آيات القرآن الكريم.
طبعا الجميع هنا خائف جدا ..
حاول محمد أن يعيد إشغال السيارة أكثر من مرة ولكن للأسف بدون أي فائدة ..
قرر محمد محاولة النزول مرة أخرى .. وما إن فتح الباب حتى بدأ الصوت المرعب مجددا .. وأغلق الباب بسرعة .. ثم توقف الصوت .. هنا أصيب مدحت بالإغماء من هول ما يحدث (ما متعود) .. أما محمد وسالم جلسا يفكران في الحل ..
احسوا انهم منقطعين عن العالم والناس ..
جلس سالم ومحمد يقرؤون كثيرا من الأدعية وآيات القرآن الكريم .. ويحاولون بين فترة وأخرى تشغيل السيارة ولكن بدون أي فائدة ..
يحاولون أن ينزلوا من السيارة .. ولكن بمجرد أن يفتحوا الباب .. يبدأ الصوت بالصراخ وعندما يغلقون أبواب السيارة يتوقف الصوت.
أكثروا من الإستغفار وقراءة القرآن تلك الليلة .. وأحسوا أن الليلة طويلة جدا بالرغم من أنهم في بداية الصيف ونهاية السنة الدراسية والذي من المفترض أن يكون فيه الليل قصيرا ..
فجأة قام مدحت من حالة الإغماء ..
وجلسوا يحاولون تهدئة أنفسهم ويتكلمون في بعض السوالف (أصلا ما شي سوالف بتجي ف هذيك اللحظة) وهم خائفين ويرتعدون وخاصة مدحت .. ويحاولون بين فترة وأخرى أن يشغلوا محرك السيارة ولكن بدون أي جدوى.
الساعة الآن حوالي الرابعة .. وجميعهم لم يبق فيهم أي ذرة من القوة .. كلهم خائفين ومنهكين تماما ..
ما زال الصوت موجودا وبقوة عندما يفتح أحد منهم الباب .. وعند اغلاقه يختفي .. وفي نفس الوقت يحاولون تشغيل السيارة ما بين فترة وأخرى ولكن بلا فائدة تماما.
اقترب الوقت من صلاة الفجر .. بعد لحظات سمعوا أذان الصلاة وكأنه قريب منهم تماما .. بالرغم من معرفة سالم بالمنطقة وتأكيده بعدم وجود مسجد قريب من المقبرة .. اذا من أين يأتي هذا الأذان ؟؟ ..
رددوا كلمات الآذان مع المؤذن وعند انتهائهم قرؤوا بعض الأدعية .. ثم حاول محمد أن يفتح الباب ..
فتح الباب ببطء ....
لا يوجد صوت .. كل شيء طبيعي تقريبا ..
نزل من السيارة وهو ما زال خائفا ..
رجع إلى السيارة .. حاول تشغيلها .. اشتغلت بسرعة كعادتها السابقة وكأن شيئا لم يكن .. في وسط ذهول الجميع ..
انطلق محمد .. يسوق بحذر وخوف .. إلى أن طلعوا من المقبرة .. وذهبوا إلى بيوتهم وهم متعبين تماما .. وغير قادرين على أي شيء .. وكل واحد منهم وصل إلى بيته وهو ما زال خائفا من الذي حدث .. ولم يناموا إلا الشيء اليسير - بالرغم من التعب الذي هم فيه - لأن ما حدث كان في أذهانهم طول الوقت ..
****************************************
محمد ذهب بعد أسبوع وباع سيارته في أحد الأسواق .. لم يشتكي شيئا منها ولكن لأنها تذكره بلحظات صعبة في عمره ولم يرد أن يتذكر.
سالم قرر عدم الذهاب في طريق المقبرة .. سواء في الليل او النهار .
مدحت قرر أن يسافر لبلده إلى غير رجعة.
**********************************
انتهـــــــــــــــــــــــــــــــــى
بعض الملاحظات:
ملاحظة 1: تذكروا دائما أن للقبور حرمة يجب مراعاتها.
ملاحظة 2: عدم الذهاب في الطرق التي تمر داخل المقابر وخاصة بالليل.

ملاحظة 3: عن حد منكم يجلس في الدوام حتى وقت متأخر واجد.
ملاحظة 4: يوم تكونوا ناويين تروحوا أي مكان ف الليل عن تشلوا بياكم مصري.

***********************************
رعـــــــــــب المقابــــــــــــر

الزمان: هو آخر أيام إحدى السنوات الدراسية ، والمدرسون منهمكون في تصحيح امتحانات نهاية العام .. سالم (مدرس عماني) ومدحت (مدرس مصري) ومحمد (أيضا عماني) (يوجد غيرهم من المدرسين المتواجدين للتصحيح ولكن القصة تدور مع هؤلاء الثلاثة) .. الجميع متواجد ، تارة يصححون وتارة يجلسون يتسامرون وتغيير الجو وأحيانا يشربون الشاي الذي يصنعه لهم مدحت ..
كانوا يجلسون يوميا للتصحيح حتى الساعة التاسعة مساء ومن ثم يذهبون إلى بيوتهم .. ويعودون في اليوم التالي على نفس الوتيرة .. حتى جاء احد الأيام الذي انتهى فيه معظم المدرسون من تصحيح جميع الامتحانات وبقي سالم ومدحت ومحمد .. بقي لديهم عددا من الأوراق التي يجب أن ينهوها لكي يتخلصوا من هذا العناء كبقية زملائهم .. قرروا أن يكملوا سهرتهم تلك الليلة حتى ينهوا جميع أعمالهم من التصحيح .. واتفقوا ثلاثتهم على ذلك .. جلسوا يعملون بالرغم من التعب الذي بدا على أبدانهم ووجوههم .. وهم مصرون على الإنتهاء في تلك الليلة ..
الساعة الحادية عشرة مساء .. قرروا إن يرتاحوا قليلا ويشربوا بعض الشاي وذهب مدحت إلى المطبخ ليعد ه لهم .. وجلسوا يشربون الشاي ويرتاحوا حتى الساعة الحادية عشرة والنصف تقريبا .. وعادوا إلى العمل مرة أخرى .. إلى أن انتهوا من جميع أعمالهم في الساعة الواحدة والنصف تقريبا (بعد منتصف الليل) .. إنهم الآن متعبون جدا .. وبما أنهم انتهوا من أعمالهم فمن المؤكد أنهم سيذهبون إلى منازلهم ويناموا حتى وقت متأخر من صباح اليوم التالي .. سالم ومحمد جيران ويأتون دائما مع بعضهم البعض .. أما مدحت لا توجد لديه سيارة وعادة يأتي مع أحدا من زملائه الآخرين .. وطبعا في هذه الحالة سيذهب مدحت مع زميليه سالم ومحمد ..
انطلق المدرسون ثلاثتهم في سيارة محمد والتي هي من السيارات الجديدة .. حيث لم يمض على شراءها سوى أشهر .. انطلقوا ..
سالم: يا جماعة أنا أعرف طريق مختصر .. ويش رايكم نروح منه؟؟
محمد: وين هذا الطريق؟؟
سالم: هذا الله يسلمك هو طريق يمر داخل المقبرة ولكن أنا امشي فيه دائما وعادي ما يخوف ..
مدحت (بخوف): ايه الكلام ده؟ .. داخل المقبرة؟؟ .. لا يا عم خلينا في الطريق اللي نعرفه أحسن ..
سالم: ما تخاف يا مدحت .. ترا عادي وانا دائما امر منه ..
محمد: طيب ما دام انك مجرب .. خلاص بنروح منه ..
سالم: بس تم.
مدحت طبعا لم يكن موافقا ولكن لم يتمكن من الإعتراض وهو خائف جدا ..ولكن لم يكن لديه أي حيلة ليعمل بها ..
محمد: خبرني بالطريق .. تراني ما أحيد ..
سالم: بتجيك لفة على اليمين .. خليها .. وبتجي غيرها مرة وخليها .. وفي الثالثة لف فيها.
محمد: وين هذا الطريق؟؟
سالم: هذا الله يسلمك هو طريق يمر داخل المقبرة ولكن أنا امشي فيه دائما وعادي ما يخوف ..
مدحت (بخوف): ايه الكلام ده؟ .. داخل المقبرة؟؟ .. لا يا عم خلينا في الطريق اللي نعرفه أحسن ..
سالم: ما تخاف يا مدحت .. ترا عادي وانا دائما امر منه ..
محمد: طيب ما دام انك مجرب .. خلاص بنروح منه ..
سالم: بس تم.
مدحت طبعا لم يكن موافقا ولكن لم يتمكن من الإعتراض وهو خائف جدا ..ولكن لم يكن لديه أي حيلة ليعمل بها ..
محمد: خبرني بالطريق .. تراني ما أحيد ..
سالم: بتجيك لفة على اليمين .. خليها .. وبتجي غيرها مرة وخليها .. وفي الثالثة لف فيها.
ذهبوا في ذلك الطريق المخيف نوعا ما .. لأنه يمر داخل المقبرة ولا توجد فيه أي إنارة .. سالم متأكد من الطريق فهو يأتي إليه دائما (حسب قوله) .. ومحمد لا يعرف الطريق جيدا .. أما مدحت والذي سيطر عليها الخوف .. فهو الآن لم يتكلم أبدا .. فضل الصمت والانتظار حتى يصل إلى البيت ..
وصلوا إلى الطريق المقصود .. بدؤوا بالسير فيه .. كل الأمور عادية ولا يوجد أي داع للخوف..
سالم: شفت يا مدحت .. الطريق عادي وما فيه أي شي يخوف .. خلي قلبك جامد يا عم.
مدحت: لم يرد .. وفضل الصمت على الكلام.
محمد: ما عليك منه .. أنا اعرفه إنسان قوى ما يخاف.
مدحت: لم يرد .. وفضل الصمت على الكلام.
محمد: ما عليك منه .. أنا اعرفه إنسان قوى ما يخاف.
بعد أن سار الثلاثة في الطريق مسافة النص تقريبا .. فجأة انطفأ محرك السيارة دون أي مقدمات ..

مدحت بانفعال وخوف: أنا قلت الكم خلونا على الطريق اللي نعرفه أحسن.
محمد: ياخي خلينا تو انته من هالكلام .. خلينا اول نصلح السيارة ونشوف مالها. (محمد معصب من السيارة .. مسكين شارنها جديدة ودافع فيها مبلغ كبير).
سالم: محمد خلينا ننزل نشوف المكينة .. يمكن شي من الوايرات متفلت من مكانه.
محمد: خلا نزلنا.
محمد: ياخي خلينا تو انته من هالكلام .. خلينا اول نصلح السيارة ونشوف مالها. (محمد معصب من السيارة .. مسكين شارنها جديدة ودافع فيها مبلغ كبير).
سالم: محمد خلينا ننزل نشوف المكينة .. يمكن شي من الوايرات متفلت من مكانه.
محمد: خلا نزلنا.
ما إن يفتح محمد وسالم أبواب السيارة للنزول .. حتى سمعا صوتا مخيفا وعاليا جدا .. ويصرخ بشدة كأن أحدا يضربه .. ارتعد محمد وسالم ، وبحركة لا إرادية أغلقا الأبواب وأقفلاها من الداخل ..
مدحت يصرخ بعصبية: أنا قايلكم من الأول ما تجوش الطريق ده.
سالم بعصبية أكثر: اسكت ولا كلمة .. خلينا نشوف حل بالأول.
سالم بعصبية أكثر: اسكت ولا كلمة .. خلينا نشوف حل بالأول.
جلس مدحت يقرأ بعضا من آيات القرآن الكريم.
طبعا الجميع هنا خائف جدا ..
حاول محمد أن يعيد إشغال السيارة أكثر من مرة ولكن للأسف بدون أي فائدة ..
قرر محمد محاولة النزول مرة أخرى .. وما إن فتح الباب حتى بدأ الصوت المرعب مجددا .. وأغلق الباب بسرعة .. ثم توقف الصوت .. هنا أصيب مدحت بالإغماء من هول ما يحدث (ما متعود) .. أما محمد وسالم جلسا يفكران في الحل ..
سالم: تذكرت !! .. التلفون .. خلينا نتصل على أي حد ممكن ينقذنا.
سالم يخرج هاتفه النقال .. ويكتشف أنه بدون إرسال للشبكة.
سالم: محمد تلفوني من فيه أي إرسال .. شوف تلفونك.
محمد يخرج هاتفه: وابوي نوبة انا تلفوني ما فيه إرسال.
سالم ياخذ تلفون مدحت ويكتشف أيضا أنه بدون إرسال.
سالم يخرج هاتفه النقال .. ويكتشف أنه بدون إرسال للشبكة.
سالم: محمد تلفوني من فيه أي إرسال .. شوف تلفونك.
محمد يخرج هاتفه: وابوي نوبة انا تلفوني ما فيه إرسال.
سالم ياخذ تلفون مدحت ويكتشف أيضا أنه بدون إرسال.
احسوا انهم منقطعين عن العالم والناس ..
جلس سالم ومحمد يقرؤون كثيرا من الأدعية وآيات القرآن الكريم .. ويحاولون بين فترة وأخرى تشغيل السيارة ولكن بدون أي فائدة ..
يحاولون أن ينزلوا من السيارة .. ولكن بمجرد أن يفتحوا الباب .. يبدأ الصوت بالصراخ وعندما يغلقون أبواب السيارة يتوقف الصوت.
أكثروا من الإستغفار وقراءة القرآن تلك الليلة .. وأحسوا أن الليلة طويلة جدا بالرغم من أنهم في بداية الصيف ونهاية السنة الدراسية والذي من المفترض أن يكون فيه الليل قصيرا ..
فجأة قام مدحت من حالة الإغماء ..
مدحت بخوف: ايه اللي حصل؟؟ .. لسه السيارة مش راضية تشتغل؟؟؟
محمد: بعدها ما طاعت تشتغل البر .. ولما نحاول ننزل ونفتح الباب نسمع هذاك الصوت المخيف .. ولما نسكر الباب يتوقف الصوت ..
سالم: أنا دائما أجي هذا الطريق ولا مرة صات معي هذي السالفة ..
محمد: لأنك تجي في النهار دائما.
سالم: صحيح ياخي صدقك.
مدحت: ما انا قلتلكم من قبل وما سمعتوش كلامي.
محمد: خلاص ما تجلسوا تتلوموا .. ما ينفع هالكلام الحين.
مدحت: طيب ايه الحل دي الوقتي ؟؟
سالم: ما عندنا حل غير انا ننتظر حتى الصباح. (كانت الآن الساعة الثانية والنصف).
مدحت: يا خبر!!! .. انت عارف الساعة كام دي الوقتي؟؟؟
سالم: عارف يا مدحت .. بس ويش نسوي .. اذا عندك حل خبرنا.
محمد: انا نفس الشي اقول احسن ننتظر حتى الصبح.
مدحت: طيب امرنا لله.
محمد: بعدها ما طاعت تشتغل البر .. ولما نحاول ننزل ونفتح الباب نسمع هذاك الصوت المخيف .. ولما نسكر الباب يتوقف الصوت ..
سالم: أنا دائما أجي هذا الطريق ولا مرة صات معي هذي السالفة ..
محمد: لأنك تجي في النهار دائما.
سالم: صحيح ياخي صدقك.
مدحت: ما انا قلتلكم من قبل وما سمعتوش كلامي.
محمد: خلاص ما تجلسوا تتلوموا .. ما ينفع هالكلام الحين.
مدحت: طيب ايه الحل دي الوقتي ؟؟
سالم: ما عندنا حل غير انا ننتظر حتى الصباح. (كانت الآن الساعة الثانية والنصف).
مدحت: يا خبر!!! .. انت عارف الساعة كام دي الوقتي؟؟؟
سالم: عارف يا مدحت .. بس ويش نسوي .. اذا عندك حل خبرنا.
محمد: انا نفس الشي اقول احسن ننتظر حتى الصبح.
مدحت: طيب امرنا لله.
وجلسوا يحاولون تهدئة أنفسهم ويتكلمون في بعض السوالف (أصلا ما شي سوالف بتجي ف هذيك اللحظة) وهم خائفين ويرتعدون وخاصة مدحت .. ويحاولون بين فترة وأخرى أن يشغلوا محرك السيارة ولكن بدون أي جدوى.
مدحت بخوف وصراخ: ايه ده اللي جاي من بعيد هناك؟؟
يلتفت الجميع تجاه المكان الذي يقصده مدحت ولكن لا يرون شيئا مما يقول عنه مدحت ..
محمد: مدحت مو فيك .. ما نشوف شي جاي ..
سالم: الظاهر انك من شدة الخوف جالس تتخيل ..
مدحت: يا جماعة انا تعبت خلاص .. ما بقاش فيّ نفس ..
محمد: خليك قوي يا رجال .. كلها كم ساعة ونروح بإذن الله.
يلتفت الجميع تجاه المكان الذي يقصده مدحت ولكن لا يرون شيئا مما يقول عنه مدحت ..
محمد: مدحت مو فيك .. ما نشوف شي جاي ..
سالم: الظاهر انك من شدة الخوف جالس تتخيل ..
مدحت: يا جماعة انا تعبت خلاص .. ما بقاش فيّ نفس ..
محمد: خليك قوي يا رجال .. كلها كم ساعة ونروح بإذن الله.
الساعة الآن حوالي الرابعة .. وجميعهم لم يبق فيهم أي ذرة من القوة .. كلهم خائفين ومنهكين تماما ..
ما زال الصوت موجودا وبقوة عندما يفتح أحد منهم الباب .. وعند اغلاقه يختفي .. وفي نفس الوقت يحاولون تشغيل السيارة ما بين فترة وأخرى ولكن بلا فائدة تماما.
اقترب الوقت من صلاة الفجر .. بعد لحظات سمعوا أذان الصلاة وكأنه قريب منهم تماما .. بالرغم من معرفة سالم بالمنطقة وتأكيده بعدم وجود مسجد قريب من المقبرة .. اذا من أين يأتي هذا الأذان ؟؟ ..
رددوا كلمات الآذان مع المؤذن وعند انتهائهم قرؤوا بعض الأدعية .. ثم حاول محمد أن يفتح الباب ..
فتح الباب ببطء ....
لا يوجد صوت .. كل شيء طبيعي تقريبا ..
نزل من السيارة وهو ما زال خائفا ..
رجع إلى السيارة .. حاول تشغيلها .. اشتغلت بسرعة كعادتها السابقة وكأن شيئا لم يكن .. في وسط ذهول الجميع ..
مدحت: روح بسرعة يا عم .. سوق بأقصى سرعة علشان نخرج من المكان ده.
سالم: ياخي اللي صار شي غريب.
محمد: خلينا من الغريب تو .. نبغى نخرج من هنا قبل ..
سالم: ياخي اللي صار شي غريب.
محمد: خلينا من الغريب تو .. نبغى نخرج من هنا قبل ..
انطلق محمد .. يسوق بحذر وخوف .. إلى أن طلعوا من المقبرة .. وذهبوا إلى بيوتهم وهم متعبين تماما .. وغير قادرين على أي شيء .. وكل واحد منهم وصل إلى بيته وهو ما زال خائفا من الذي حدث .. ولم يناموا إلا الشيء اليسير - بالرغم من التعب الذي هم فيه - لأن ما حدث كان في أذهانهم طول الوقت ..
****************************************
محمد ذهب بعد أسبوع وباع سيارته في أحد الأسواق .. لم يشتكي شيئا منها ولكن لأنها تذكره بلحظات صعبة في عمره ولم يرد أن يتذكر.
سالم قرر عدم الذهاب في طريق المقبرة .. سواء في الليل او النهار .
مدحت قرر أن يسافر لبلده إلى غير رجعة.
**********************************
انتهـــــــــــــــــــــــــــــــــى
بعض الملاحظات:
ملاحظة 1: تذكروا دائما أن للقبور حرمة يجب مراعاتها.

ملاحظة 2: عدم الذهاب في الطرق التي تمر داخل المقابر وخاصة بالليل.


ملاحظة 3: عن حد منكم يجلس في الدوام حتى وقت متأخر واجد.

ملاحظة 4: يوم تكونوا ناويين تروحوا أي مكان ف الليل عن تشلوا بياكم مصري.
