بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة على محمد وآله الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين

عزيزي القارئ.. لا أدري بأي عبارة أبدأ تقريري هذا، لأن الجوى وحر القلب بمنعاني من استخدام القلم بالإضافة إلى ذلك أرى عجز بياني عن وصف ما يعتريني من الأسى والألم الذي يعيشه إخواني، والذل والهوان النازل عليهم الذي يقلق خواطر كل شيعي غيور يحس بالمسؤولية.
فالذي يحثني على أن أكتب ما رأيته بأم عيني، وما جرى على أيدي الوهابية الفاسدة في هذه المناطق المظلومة.
فمن اللازم على كل شيعي أن لا يعتبر نفسه سعيدا ولا حياته طيبة إلا بتقديم عمل يعود على إخوانه بالفائدة والمنفعة العظيمة، لأن ما يوصله لأخوته في الحقيقة هو إيصال إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كما قال إمامنا الصادق عليه السلام: أيما مؤمن أوصل إلى أخيه معروفا فقد أوصل إلى رسول الله صلى الله عليه وآله. (بحار الأنوار: ج74 ص 399).
ولذا أرى نفسي سعيدا بالنهضة التي قدمتها طالبا بها وجه الحق تعالى أولا، وثانيا أبغي من وراء عملي هذا الفرج لأبناء مذهبي الشريف، ولشيعة علي عليه السلام وأيتام آل محمد المنقطعين عن إمامهم عجل الله فرجه، ومن وحي المسؤولية أشعر أن الواجب علي هو إعلامك عما أراه، مؤملا إحساسك بالمسؤولية والقيام بالواجب.
أيها الموالي لآل محمد! كن معي في هذه الكلمات كي ترى ما رأيتُ، وتلمس الأعمال الشيطانية التي قامت بها الوهابية القذرة، ونعيش المشكلة والمصيبة معا وتقول معي: يا لها من مصيبة ويا لها من كارثة!
فأرجو التدبر في هذه الكلمات كي تلمس مظلومية الذين شايعوا عليا عليه السلام على مر العصور والدهور حتى إلى هذه اللحظة في العالم أجمع. بعدما عرفنا هذا يتحتم علينا القيام بواجباتنا الشرعية، وتقوم بواجبك فإنه الغاية. قد قيل: خذ الغايات واترك المبادئ.

الموقع الجغرافي:
تقع سيستان وبلوجستان في جنوب شرق الجمهورية الإسلامية الإيرانية وتشترك من ناحية الحدود مع باكستان وافغانستان، وكانت تعرف هذه المنطقة بمنطقة فقيرة ومحرومة، وإلى الآن تشتهر بهذه العناوين، ولذلك تعتبر من المناطق التي لها أرضية التأثر بضربات المهاجمين الذين ديدنهم إجراء عمليات رهيبة ضد الشيعة. ولا يخفى أن هذه المنطقة من السنين الماضية بلحاظ وجود تركيب خاص قومي ديني وحضور عشائر من البلوش السنة عُرفت بعناوين قومية خاصة مذهبية وبواسطة تواجد عوامل تُدرس في هذه الصحائف هو السبب الحيد لكون المنطقة مركزا فعلا للتحركات المشئومة ضد الشيعة، فقد ركزت الوهابية على المنطقة بشكل هائل كي تجعل التشيع في حدودها القانونية والرسمية موردا للهجمات والضربات العنيفة العقائدية، لأن الاختلافات الأصولية بين الشيعة والسنة ليست أمرا جديدا، ولأن السنة عاشوا في هذه المنطقة سنين متمادية بهذه الحالة، ولكن الذي سبّب خروجهم من أن يعيشوا بهدوء تحت عنوان أقلية مذهبية في جنب الشيعة إلى تسرع ودوران وهجوم فظيع أي الهجوم الفكري والإعلامي ضد الشيعة هو ارتباطهم مع الوهابية، وتكون هذ هالرابطة عند مضي كل شهر بل كل يوم أعمق وأدق من السابق، ونتاج هذه الرابطة القوية هي أن قليلا من أهل السنة في الماضي كانوا يعرفون الوهابية ولكن اليوم لم تجد منهم شخصا غير متعرف على الوهابية إلا وهو دارس مبانيها ومتعلم عقائدهم وخاضع لهذه التعليمات ومظهر لعداوة الشيعة وقد حصل كل هذا التقدم من الإمكانيات المادية التي أعطيت من قبل (......) ولتكن على علم إن ما حصل هنا بعد سنين متمادية وهو تحكيم الوهابية بين أهل السنة في هذه المنطقة هي أول خطوة من البرامج المخطط للوهابية وأخيرا تسمع نغمات مشئومة على أفواه عامة الناس من أهل السنة بأن الشيعة الساكنين هنا هم صهاينة المنطقة! وفي بداية الأمر كان يُتلقى هذا التعبير بمزاح سياسي ولكنه سيصبح في مستقبل قريب أو أصبح عند عامة الناس أمرا اعتقاديا شائعا! وهذه هي النقطة الثانية من هذا الهجوم الفكري علينا. فقبل كل شيء يلزم علينا أن ندرس ميزانية النفوس وعدد الشيعة والسنة وكيفية مواقعهم في من المنطقة. ومن المعلوم أن الشيعة يعادلون نصف المسلمين كما نشرته صحيفة الأهرام.
ولكننا نبحث الآن حسب الإحصائيات الرسمية المعلنة بالإعلام هو أن الشيعة في كل العالم يعادلون 12% من كل المسلمين وهم متواجدون 5% في إيران و7% في سائر أنحاء العالم. وفي إيران 87% هم الشيعة وأما الشيعة في منطقة سيستان وبلوجستان فعددهم يشكل 50% من نفوس هذه المنطقة، ففي منطقة زابل 43% و28% متفرقون في (إيرانشهر وجاه بهار وسراوان وخاش) وإليك التوضيح البياني حسب الاحصائيات الرسمية:
• زاهدان ----- عدد المجموع 300ألف ----- عدد الشيعة 162ألف (52%) -------- عدد السنة 138ألف (46%)
• زابل ------ عدد المجموع 280ألف ----- عدد الشيعة 240ألف (86%) ------ عدد السنة 40ألف (14%)
• ايرانشهر -------- عدد المجموع 200ألف ------ عدد الشيعة 60ألف (30%) ------ عدد السنة 140ألف (70%)
• جابهار -------- عدد المجموع 140ألف ------- عدد الشيعة 50ألف (35%) ------- عدد السنة 90ألف (65%)
• سراوان --------- عدد المجموع 125ألف ------- عدد الشيعة 34ألف (27%) ------- عدد السنة 91ألف (73%)
• خاش -------- عدد المجموع 65ألف ------ عدد الشيعة 16ألف (25%) ------ عدد السنة 49ألف (75%)
• المجموع ------ مليون و110آلاف ------- عدد الشيعة 562ألف (50%) -------- عدد السنة 548ألف (50%)

جدول تعيين عدد الشيعة في كل بلدة نسبتها إلى كل الشيعة في المنطقة
• زابل -------- عدد الشيعة 240ألف (43%)
• زاهدان ------- عدد الشيعة 162ألف (29%)
• ايرانشهر ------- عدد الشيعة 60ألف (10%)
• جابهار -------- عدد الشيعة 50ألف (9%)
• سراوان ------ عدد الشيعة 34ألف (7%)
• خاش --------- عدد الشيعة 16ألف (3%)
• المجموع ------- عدد الشيعة 562ألف (100%)

ووجود أرضية العداء مع الشيعة بين أبناء السنة هو أكبر عامل لهجمات الوهابية، فقد تابعوا في ظلال هذه الأرضية أهدافهم في المنطقة خصوصا بعد الثورة الإسلامية حتى عندما نرى لون هذا الهجوم بشكل مسلح تحت عنوان معاداة الحكومة لكنهم في الحقيقة يعملون أعمالا ثقافية وعلامية مضادة للشيعة، فالوهابية شددت أعمالها في هذه المنطقة بأيدي عملائها المخفية وركزت تركيزا قويا على أن مذهب الشيعة مذهب مبتدع، والشيعة مشركون وكفرة، وموّلت علمائها تمويلا هائلا فنشرت ما أرادوه ولذلك أصبحت عامة الناس من السنة في هذه المناطق معتقدة بصورة اوتوماتيكية أن عدائهم للشيعة هو من صمصم الاعتقاد وأمر لازم شرعي!
وأعظم قاعدة تدافع عن الوهابية في إيران ويتعاملون معهم بصورة مستمرة هي المنظمة الارهابية الباكستانية المعروفة باسم (جيش الصحابة).
وحسب المعلومات الموثقة إن العامل الرئيسي للوهابية في بلوجستان يتردد بين ايران وباكستان ومن هذه الحدود تصل إليهم المساعدات. وجدير بالذكر أن السعودية أنشأت مسجدا ضخما في اسلام اباد حيث يقال إنه أكبر مسجد في العالم (مسجد الفيصل) وقد صرفت عليه ما يعادل 50مليون دولار، وتعادل مساحته 189ألف متر مربع، وإدارة هذا المسجد بيد الوهابية وهي القاعدة الاصلية والمركز المركز لبرامج الوهابية في ايران، ونقطة تحركاتهم ضد الشيعة قد وضعت عددا ضخما آلاف من الكتب بصورة غير رسمية في ايران وتجمع كل هذه المنشورات نقطة واحدة وهي اشتراك الجميع في التحدث والهجوم ضد الشيعة!
وللوهابيين أساليب خاصة في العمل من دون أي إظهار وتسرع، ولنذكر هنا أهم المواضيع والنقاط من أعمالهم في المنطقة:
1- إحداث مراكز للتبليغ والإعلام: وهذه المراكز تؤسس تحت عنوان المساجد والحوزات العلمية ولقد ازدادت كما وكيفا في السنوات الاخيرة. تأسيس وانشاء هذه المراكز في المناطق السنية في ايران خصوصا في سيستان وبلوجستان وتصرف لها مبالغ ضخمة جدا حسب التقارير الواصلة. وإليكم بعض التفاصيل حسب المعلومات التي عندنا عما يؤسسونه في هذه المنطقة:
ألف: المساجد حسب الارقام الرسمية والمعلنة في عام 1410 في زاهدان فقط 350 مسجدا لاهل السنة!
وهذه المساجد المؤسسة جديدا قد صرفت لها مبالغ هائلة وطائلة عن طريق الوهابية وقد روعيت في هندسة عالية تجلب النظر خصوصا في ثلاثة منها بيحث يمكن الادعاء أن ليس لها نظير في ايران، مضافا الى سائل المساجد في سراوان (خاش، جابهار، ايرانشهر) حيث تم اعمارها بنحو عظيم.
باء: المدارس الدينية بحيث لا توجد بلدة أو قرية ولو صغيرة في سيستان أو بلوجستان إلا وقد أسست فيها حوزة علمية، وبحسب المعلومات بعد الثورة الإسلامية توجد لهم مأة مدرسة عامرة وفعالة! كما علمنا أن لهم في قرية يبلغ مجموع سكانها 50 عائلة فمن بينهم 65 طالبا دينيا للدراسة في الحوزات العلمية لأهل السنة!
وسعة الاهتمام لتعليم العلوم الدينية بين أهل السنة وصلت إلى حد عجيب حيث نرى في بعض النقاط من هذه المنطقة إن الحوزة العلمية أسست بصورة منطقة سكنية خاصة لأهل العلم كما نشاهد في زابل البلدة التي تكون 85% من سكانها هم الشيعة! أسست الوهابية مجتمعا علميا سكنيا على بعد 30 كيلومتر من زابل وسموها (إسلام آباد)! ويوجد بها حاليا 150 طالبا. وقد أسسوا في عام 1405 في جابهار مركزا علميا ضخما وحسب المشاهدات والمعلومات صرفت لإحداث هذا المركز 250مليون تومان! وقد أسسوا ما يشابهه في سائر المناطق.
ولا يخفى أن ما يهم الوهابية أهمية خاصة هي توسعة هذه المراكز لأه من الطبيعي بعد مرور فترة من الزمن ينتج هذا التخطيط كتلة عظيمة من المبلغين المرتزقة للوهابيين واستعدادهم للقيام بالواجب في المنطقة وغيرها من سائر النقاط لأهل السنة.
2- تربية الأشخاص: مضافا إلى ما ذكرنا من العمل التربوي بين الطلبة تربية مضادة للشيعة في المدارس العلمية المرتبطة بالوهابية. وقد بدأوا أخيرا برنامجا جديدا – لا يخفى هذا البرنامج ليس بجديد ولكن علمنا به جديدا – حول الجامعات ومن أراد الدخول فيها فهم يفسحون المجال للشباب الذين انتهت دوراتهم الدراسية في الثانوية فيمدونهم بإعطاء الامكانيات كي يتمكنوا من الدخول في الجامعة ويستفيدوا منها، ومن المعلوم أن الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة التي أسسها الملك فهد نسبة الدارسين فيها من السعوديين 20% والباقي من سائر البلدان، وواجب هذه الجامعة التربوية تربية 5آلاف مرشد ديني ومبلغ وهابي في كل سنة! وحسب المعلومات الواصلة يدخل في هذه الجامعة سنويا من منطقة سيستان وبلوجستان بين 300 الى 400 طالب! وهذه الحركة ليست حركة اتفاقية بل هي تابعة لتنظيم خاص وتخطيط دقيق، وبالفعل يوجد في زاهدان مركز باسم (الجامعة التبليغية) وهو مركز فعال يدرس حوائج المنطقة بالدقة ويستخدمون الذين تمت دراستهم في المنطقة أو في باكستان أو في السعودية ويرسلونهم تحت عنوان مرشد ديني لبيان الاحكام الشرعية الى سائر نقاط ايران مثل سرخس، تربت جام، كنبد كاووس، تركمان صحراء، بندر عباس، بوشهر، كردستان، وغيرها من مناطق السنة.
ولا يخفى أن من خصوصيا أعمال الوهابية في ايران هو كون هذه التحركات بهدوء من دون أي ضجة أو إعلام اداري أو سياسي، فليس لهم استعجال في القيام بهذه الاعمال الخطيرة بل تراهم مثابرين وصابرين ينتظرون سنين طوال متمادية نتاج التحركات والاجراءات المرموزة التي فعلوها. ولذلك يكون لهم في جنب كل مسجد ومدرسة في المنطقة عالم مربي ومدرس مرتزق ولهم مجمع باسم (شورى المساجد) وواجب هذا الشورى تعيين امام أو الخطيب المرتزق لكل مسجد بعد تأسيسه.
3- المطبوعات: لقد وُزّعت في المنطقة سريا مناشير ضد الشيعة والتشيع والمعروف أن جماعة علماء الوهابية مكلفون بمطالعة كتب الشيعة واخراج مطالب مخصوصة يستفيدون منها لالقاء الشبهة عند الشيعة ويدونونها ثم تطبع وتنشر ضد الشيعة، فهم يطالعون الكتب الفقهية والعقائدية ويستخرجون منها مطلوبهم ويستنبطون منها أمورا خاصة يزوّرونها ويموّهون بها على العوام حتى يبعدونهم عن التشيع بالكذب والاحتيال والتزوير!
ويطبع الكتاب بعد هذه الدراسة ويرسل الى المنطقة وهذا العمل يُنبئ عن تخطيط دقيق في هذا الامر. وما تعلق بهم أخيرا أنهم تحركوا حركة مرموزة باسم التحقيق والتعليق والتصحيح في المصادر الأصلية فيحذفون منها ما يثبت حق الشيعة، فقد طبعوا أخيرا الصحاح الستة بصورة نفيسة راقية جدا وحذفوا منها الاحاديث التي تستند اليها الشيعة ووزعت نسخ الصحاح المطبوعة مجانا للاشخاص والمكتبات والمراكز العلمية!
ولو ندرس هذا العمل نعلم ان من الضروري في طويل المدى على الاقل ان الشخص الشيعي إذا لم يكن عارفا بهذا الموضوع في الاستدلال والاحتجاج عند ارجاعه الى الكتاب الفلاني وعدم وجوده هناك فيوجب ذلك تكذيبا علميا وتخريبا وانكسارا هاما دون أن يلتفت هذا الشخص الشيعي الى التزوير الذي قام به علماء السنة في الصحاح الستة! وهكذا وُزعت كتب كثيرة منقبل (رابطة العالم الاسلامي) ومن المعلوم ان هذه المنظمة من المنظمات التابعة للسعودية وهي من اهم المراكز الوهابية وهي منظمة تحضر في مؤتمر العالم الاسلامي تحت عنوان أحد الاعضاء وهذه المنظمة تدير الاجتماع العظيم السنوي للوهابية في اسلام اباد في باكستان، وجدير بالذكر ان أهم مسألة تُدرس هناك هو التحقيق والدراسة حول كيفية العمل لإيقاف انتشار التشيع في المناطق السنية والتحرك ضد الشيعة.
واضافة للمطبوعات نرى اذاعة (نداء صوت الاسلام) من مكة لها برنامج باللغة الفارسية والاردو وذبذبتها تسيطر على كل المنطقة هناك في ايران! فهل وضعوا لها مركز تقوية في مكان ما داخل سيستان وبلوجستان وبشكل سري؟

أعمال الوهابية بين الشيعة
1- إلقاء الشبهات: لا يخفى أن الشيعة في المنطقة يعانون عدم تمكنهم من الوصول الى رجال الدين بصورة سهلة مضافا الى أن 70% هم قرويون وغير مثقفين، ولذا هم لم يتمكنوا من ان يستفيدوا من علمائهم لتحكيم مباني اعتقادهم، استغل الوهابية هذه الحالة وبدأوا بطباعة مناشير خاصة ترسل للعوائل القروية الشيعية البسيطة ويطرقون ابوابها بيتا بيتا ويسلمون الاوراق المطروحة فيها أسئلة وشبهات ويطلب منهم الجواب، ومن المعلوم ان هؤلاء القرويون البسطاء لا يملكون الجواب الكافي فيتحيرون وربما تتزلزل قناعاتهم أو قناعات شبابهم في المستقبل، وهذا تحرك خطير من جانب الوهابية.
2- ايجاد البلوى والاغتشاش: لقد علمت الوهابية ان الوضع المتدهور المغشوش لم يكن مستعدا لقبول المسائل الثقافية والفكرية ولم تكن هناك ارضية مساعدة لنمو التفكير الصحيح للشيعة فلذا قامت بإشعال النيران واحداث الأزمات والقلاقل في المنطقة كي تؤدي هذه الطوارئ الى ايجاد منطقة غير مأمونة. كل هذا لإزاحة العوائل الشيعية بصورة طبيعية! وهذا هو التغيير المطلوب الذي يتمناه الوهابية لأن الشيعي عندما يرى أن عائلته في خطر لأنه لم ينسَ ما سبق لهم من هتك الاعراض امام الآباء (كما تكررت كثيرا في كابل) والمئات من الثكالى والارامل ضحايا الاعتداءات السنية الغادرة على العوائل الشيعية الآمنة في العراق وباكستان وحتى ايران، لذلك وحقنا لدمائهم وصونا لأعراضهم يقرر الكثير من الشيعة في هذه المناطق المغادرة والهجرة الى المناطق الأخرى في ايران، وهذه احدى مخططاتهم لتهجير الشيعة من مساكنهم وايجاد قرى سنية خالصة.
3- احداث مراكز سكنية سنية في المناطق الشيعية: وقد اكتسبوا هذا الاجراء من الصهاينة فكما انهم استحلوا اراضي المسلمين بصورة سكنية في بداية الأمر واستقلوا المناطق كلها في المدى الطويل، الوهابية ايضا قامت بمحاولة هذه الخطة طبق النعل بالنعل ولذلك نراها بدأت هذه العملية في زابل وزاهدان في القرى التي لها أهمية استراتيجية لتسهيل اجراء المؤامرات وتفاقم الازمات الطائفية في المستقبل وايجاد حصار على الشيعة فدرست المنطقة وتعرفت على ما تريد وانتخبت المناطق المطلوبة فسعت في اسكان السنة فيها كي يغلب عدد عوائل السنة على الشيعة فتجعلها مؤهلة. فقد انتخبوا في زابل قرى (زهك، دوست محمد، لوتك) فقامت بالبيوت السكنية والاراضي الزراعية واستفادت من الازمة الاقتصادية التي عانت شيعة المنطقة التي واقعهم مزيدا من المآسي والهوان من الفقر، فشروا منه الواحد باثنين والعشرة بعشرين مثلما يفعل الصهاينة اليهود في فلسطين، ولما رأى الشيعي الذي يعاني البرد في الشتاء والحر في الصيف والجوع في طوال السنة زاعما أن هذا المشتري هو من أهل الخير فباعها بفرح وسرور وهو غافل عما يعمله الوهابيون!
وفي نفس هذه الخطة أجريت في زاهدان فانتخبوا أحياء سكنية ومراكز خاصة فاشتريت البيوت وهاجر القرويون السنة إلى هذه المناطق وأسكنوا فيها وهكذا أسكنوا أبناء السنة ضواحي زاهدان وليست هذه الاجراءات إلا لتكثير عددهم في البلاد وعلى هذا الصعيد بدأوا بعملية خطيرة جدا حيث انهم استفادوا من وسائل الاعلامية الدينية بواسطة علمائهم المرتزقة توصية تكثير النسل وعدم خضوعهم لإجراء برامج تحديد النسل! حتى عدت لهذا الأمر بعض الاطباء واشترتهم لعدم اجراء هذه العملية في المرأة السنية!
ومن ناحية اخرى تدفع المرأة والرجل الشيعي الى هذا الأمر ويرغبهما له بصورة مختلفة مستقيمة أو غير مستقيمة! وقد استفادوا حاليا مما صنعوا حيث نرى أن معدل العائل السنية يكون 7 اشخاص بينما ان العائلة الشيعية تعادل 5 اشخاص!
فعليك أيها الأخ الشيعي التفكير في هذا الامر ودراسة ما يحدث من هذا الطريق بعد مضي عشرين سنة فإلى اين ينتهي الأمر؟

أيها القارئ الكريم...
ان تخطيطات واجراءات الوهابية في المنطقة وسيعة جدا فما كتبناه ليس الا قطرة بالنسبة الى بحر، ولكننا نتمكن أن نجمع كل هذه العمليات بشتى فصائلها واتجاهات في هذه العبارة: ان الوهابية قد استفادات من وجود الازمة الاقتصادية عند الشيعة لا غير، فاستفادوا بشتى الوسائل من هذا الطريق وبدأوا باستخدام المال السياسي نشر مذهبهم لأن مذهبهم لا ينتشر عن طريق الاقناع والحجة بل بالإغراء أو الترهيب. وفي الإغراء استغلوا حاجة بعض الفقراء فأغروهم بالمال حتى يصبحون منهم، وتحت هذا الوجه القبيح ساعدوا الشباب للزواج وكفلوا اليتامى واعطوا مصاريف التعليم وشروا للفلاح ما نقص من وسائل للوسائل ما يحتاج وللكاسب ما يريد و.. و....
فهل نكتفي بقولنا: لا حول ولا قوة الا بالله يا لها من مصيبة! أم واجبنا أمر آخر؟
فهذه السطور يا اخي المسلم ويا اختي المسلمة يا من سقاك الله من حياض نعمه كأسا صافية ولاحت لك في سماء الاقبال طوالع الآمال.. شجعني أن أخاطبك بهذه الكلمات واكتب لك هذه العبارات ما تعرفته عنك أنك من شيعة علي عليه السلام وانك من محبيه ومواليه.
هناك يا اخي ويا اختي عوائل شيعية اصابها الفقر وعوامل اقتصادية فلم ترى حياة هانئة مطمئنة وقد داهمتها حوادث الايام فجردتها عن هذه النعمة وتركتها بما يكون في ألم الفقر والحرمان، فقم من أجل الحفاظ على عقيدة اخوانك الشيعة هناك باهتمامك لانقاذهم وتسبيب ارشادهم وهدايتهم فقد قال النبي صلى الله عليه وآله: يا علي لأن يهدي الله بك رجلا خير لك مما طلعت عليه الشمس..
فأيها الاخ الكريم أمامك مسؤولية عظيمة فما جوابك لله ولرسول ولإمامك في القيامة إذا سألوك عن عملك أمام هذه المسئولية؟ وما علينا إلا البلاغ..
وصلى اللهم على محمد واله الطاهرين والحمد لله رب العالمين.

ملاحظة / رحم الله من نشر هذا التقرير في كل منتديات الانترنت ولكم الاجر والثواب انشاء الله