بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
اللهم صلي على محمد وآل محمد .
يوميات .. اسوأ انقلاب في تاريخ البشرية .
من المرتكزات الاساسية التي قامت عليها عملية الانقلاب على الاسلام والقيادة الشرعية بعد شهادة النبي الاكرم صلى الله عليه وآله .. هي انكار عمر موت النبي صلى الله عليه وآله .. اذا لا يوجد تفسيرآخر لهذا الانكار .. وقد عرضنا موقف عمر المتناقض لعدة ايام وفي العديد من المنتديات .. ولم يتمكن احداً من القوم من تفسير موقف عمر .. الذي اقر سريعا بموت النبي في احد رغم كونه شائعة .. ورفض الاقرار بموت النبي في المدينة رغم كونه حقيقة غير قابلة للانكار ..
واليكم التوضيح بهذا التمهيد :
لقد افلحت الجهود النبوية المباركة والضغوط المتواصلة من النبي الاكرم صلى الله عليه وآله في اخراج جيش اسامة ولعن من تخلف عن جيش اسامة .. افلحت هذه الجهود في ابعاد عدد من قادة الانقلاب عن المدينة المنورة .. وكان من بينهم قائد الانقلاب : ابا بكر .. الذي اقام في السنح عند احدى زوجاته .. فلا هو مع جيش اسامة ولا هو في المدينة .. وانما في منطقة وسط .. ويبدو ان الضغوط قد توجهت الى ابي بكر بالذات للخروج نظراً لموقعه القيادي الاول في الانقلاب القادم .. ولذلك اضطر الى المغادرة ولكن الى منطقة ليست بالبعيدة عن المدينة .
استشهد النبي صلى الله عليه وآله .. وكان على المجموعة الانقلابية المتواجدة في المدينة والتي لم تتمكن المحاولات من اخراجها .. كان عليها ان تتحرك بسرعة .. وكان بطل التحرك الانقلابي في ظل غياب ابي بكر عن المدينة هو عمر بن الخطاب ... الذي قام بالتالي :
(( انكار شهادة النبي صلى الله عليه وآله )) وموته .. – رغم ان هذه قضية لا يجادل فيها اي انسان .. بان الناس تموت .. بما فيهم الانبياء .. وهي قضية لا ينكرها عمر بنفسه عندما اقر بموت النبي صلى الله عليه وآله في اُحد رغم كونها شائعة .. ولكن كان لهذا الانكار العديد من الاهداف الهامة :
1 – ارباك الوضع السياسي والاجتماعي .. حتى لا يتم اي تحرك للانتقال السلمي للقيادة كما خطط لها النبي الاكرم صلى الله عليه وآله .. وتهيأ لها الناس .. بولاية امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام . فالقضية المطروحة ستكون : هل مات النبي ام لم يمت ؟ ولن تكون القضية : من سوف يخلف النبي الآن ؟
لاحظ ثورة عمر وانفعاله الغريب الذي اشار اليه العباس بقوله ( حتى ازبد شدقاه ) منكرا وفاة النبي .. في عمل هستيري مفتعل ..ومسرحي واضح ..
2 – لم يكتف عمر بانكار وفاة النبي صلى الله عليه وآله فحسب .. بل قام بعمل آخر هام ومكمل لعمله الاول .. وهو اشهار السيف وتهديد من يقول بذلك بالقتل .. بمعنى صنع قضية جديدة تشغل الناس عن الموضوع الاساسي وهو التهيء لمبايعة الخليفة الذي عينه النبي صلى الله عليه وآله وهو امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام .
وبذلك – اي بتهديده بقتل من يقول ان النبي قد مات - أوجد مبرراً .. للقيام بعمل عسكري مهم ... وهو القيام باحتلال مركز القيادة الدينية والسياسية والعسكرية والاعلامية في ذلك اليوم .. مع المجموعة الانقلابية ... وبالفعل قاموا باحتلال المسجد .. واحتل عمر المنبر ( بمثابة الاذاعة والتلفزيون في هذا الوقت ) .. وبذلك منع اهل البيت وامير المؤمنين علي عليه السلام بالتحديد من اخذ مكانه في مركز القيادة ( المسجد النبوي ) فيما لو اراد الاقدام على ذلك .
استمرت ثورة عمر المفتعلة التي من خلالها قام باحتلال المسجد النبوي الشريف .. واعلن حالة الطواريء والاحكام العرفية تحت شعار قتل من قال : مات محمد .. الى حين عودة قائد الانقلاب ( ابو بكر ) .. فقد كان الهدف من كل هذه العملية هو منع اي تحرك باتجاه مبايعة خليفة للنبي صلى الله عليه وآله ريثما يصل زعيم الانقلاب .
واشار ابو بكر الى عمر بوقف التمثيلية بوصوله عندما قال ( ليس ما يقول ابن الخطاب بشيء ) .. وفتح المجال له ليتولى قيادة الانقلاب المعد سابقاً .
وكما ستلاحظون في الرواية القادمة .. بمجرد وصول ابو بكر .. تغير سلوك عمر تماماً .. وبصورة مفاجئة .. فقد سلمّه المنبر ( ليعلن بيان الانقلاب الاول ) ... وسلّم بموت النبي صلى الله عليه وآله .. مدعياً ان ابا بكر قد ذكره بالآيات التي تتحدث عن موت النبي .. ( كيف اقر بموت النبي في أُحد اذن ؟؟) .. مع العلم ان (عمرو بن ام مكتوم ) .. كان يقرأ ذات الاية التي استشهد بها ابا بكر لعمر وقبل وصول ابو بكر الى المسجد .. فلماذا لم يتذكرها او يسمعها من ( بن ام مكتوم ) .. وتذكرها من ابي بكر ؟؟ - مع ملاحظة ان بن ام مكتوم كان صاحب صوت جهوري فقد كان مؤذناً في زمن النبي بعد بلال ) .
وبذلك .. سلم عمر لابي بكر .. مركز القيادة .. والاعلام .. وبدأ الانقلاب على الاعقاب .
الرويات الملحقة بالموضوع ومن مصادرها السنية .. وقد اشرت على بعض مواقع الشاهد .. ولكن الشواهد اكثر مما اشرت عليه بالتأكيد :
18775- عن عروة قال: لما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم قامعمر بن الخطاب يخطب الناس ويوعد من قال مات بالقتل والقطع ويقول: إن رسول اللهصلى الله عليه وسلم في غشيته لو قد قام قتل وقطع، وعمرو بن أم مكتوم قائم في مؤخرالمسجد يقرأ: {وما محمد إلا رسول} إلى قوله {وسيجزي اللهالشاكرين} والناس في المسجد قد ملأوه يبكون ويموجون لا يسمعون فخرجالعباس بن عبد المطلب على الناس فقال: يا أيها الناس هل عند أحد منكم عهد من رسولالله صلى الله عليه وسلم في وفاته فليحدثنا؟ قالوا: لا قال: هل عندك يا عمرمن علم؟ قال: لا، قال العباس: أشهد أيها الناس أن أحدا لا يشهد على النبي صلىالله عليه وسلم بعهد عهده إليه في وفاته، والله الذي لا إله إلا هو، لقد ذاق رسولالله صلى الله عليه وسلم الموت، فأقبل أبو بكر من السنح على دابته حتى نزل ببابالمسجد، ثم أقبل مكروبا حزينا، فاستأذن في بيت ابنته عائشة، فأذنت له فدخل ورسولالله صلى الله عليه وسلم قد توفي على الفراش، والنسوة حوله فخمرن وجوههن واستترن منأبي بكر إلا ما كان من عائشة، فكشف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فحنا عليهيقبله ويبكي ويقول: ليس ما يقول ابن الخطاب بشيء، توفي رسول الله صلى الله عليهوسلم والذي نفسي بيده رحمة الله عليك يا رسول الله ما أطيبك حيا، وما أطيبك ميتا،ثم غشاه بالثوب ثم خرج سريعا إلى المسجد يتوطأ رقاب الناس حتى أتى المنبر، وجلس عمرحين رأى أبا بكر مقبلا إليه.
فقام أبو بكر إلى جانب المنبر ثم نادى الناس، فجلسوا وأنصتوا، فتشهدأبو بكر وقال: إن الله نعى نبيكم إلى نفسه، وهو حي بين أظهركم ونعاكم إلى أنفسكمفهو الموت حتى لا يبقى أحد إلا الله قال الله تعالى: {وما محمد إلارسول} إلى قوله { وسيجزي الله الشاكرين} فقال عمر: هذه الآية فيالقرآن؟ فوالله ما علمت أن هذه الآية أنزلت قبل اليوم، وقال: قال الله لمحمد:{إنك ميت وإنهمميتون} ثم قال: قال الله تعالى: {كل شيء هالك إلا وجهه لهالحكم وإليه ترجعون} وقال: {كل من عليها فان، ويبقى وجهربك ذو الجلال والإكرام} وقال: {كل نفس ذائقة الموت وإنماتوفون أجوركم يوم القيامة}، ثم قال: إن الله عمر محمدا صلى اللهعليه وسلم وأبقاه حتى أقام دين الله وأظهر أمره، وبلغ رسالة الله، وجاهد في سبيلالله، ثم توفاه الله على ذلك، وقد ترككم على الطريق، فلن يهلك هالك إلا من بعدالبينة والشفاء، فمن كان الله ربه فإن الله حي لا يموت، ومن كان يعبد محمدا ويقولله إلها فقد هلك إلهه، فاتقوا الله أيها الناس واعتصموا بدينكم وتوكلوا على ربكم،فإن دين الله قائم، وإن كلمة الله تامة، وإن الله ناصر من نصره ومعز دينه، وإن كتابالله بين أظهرنا وهو النور والشفاء وبه هدى الله محمدا صلى الله عليه وسلم وفيهحلال الله وحرامه، والله لا نبالي من يغلب علينا من خلق الله، إن سيوف الله لمسلولةما وضعناها بعد، وإنا لمجاهدون من خالفنا كما جاهدنا مع رسول الله صلى الله عليهوسلم فلا يبقين أحد إلا على نفسه.
رابط المصدر :
http://www.al-eman.com/islamlib/view...ID=137&CID=256
18773- {مسند عمر رضي الله عنه} عن عكرمة قال: لما توفي رسول الله صلى اللهعليه وسلم فقالوا: إنما عرج بروحه كما عرج بروح موسى، وقام عمر خطيبا يوعدالمنافقين وقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يمت، ولكن إنما عرج بروحهكما عرج بروح موسى، لا يموت رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يقطع أيدي أقواموألسنتهم فلم يزل عمر يتكلم، حتى أزبد شدقاه
رابط المصدر :
http://www.al-eman.com/islamlib/view...BID=137&CID=25
وهنا بعض الملاحظات :
- ! الضغوط النبوية المباركة لم تفلح في ابعاد الانقلابيين عن المدينة تماماً .. ولكنها نجحت في امر مهم .. وهو ابعاد ابا بكر ولو جزئياً عنها .. هذا الابعاد ساهم في قضية هامة وهي ( توثيق ) العملية الانقلابية .. فغياب ابا بكر اربك المشروع الانقلابي .. الذي كان مستعداً للسيطرة على الامور بشكل عاجل وسريع .. ولكن لم يتم له ذلك ... مما اضطر عمر الى عمل هذه العملية المسرحية .. التي ثبتها التاريخ .. ووثقها .. لتشير الى وجود المخطط الانقلابي .. وليقول لنا النبي صلى الله عليه وآله ان ما جاء بعده لا يمثل الاسلام الذي جاء به من عند الله سبحانه .. لسعادة البشرية .. لا لشقائها كما حدث منذ ان تولى الانقلابيون زمام الامور .
! اجتماع السقيفة .. لم يكن مقرراً ضمن المخطط الانقلابي .. وانما كانت الخطة تقتضي بالانقلاب راسا بالسيطرة على المسجد النبوي واخذ البيعة من الناس .. ولكن غياب ابا بكر .. وثورة عمر والمجموعة الانقلابية معه .. اثار شكوك الانصار .. الذين سارعوا الى الاجتماع في السقيفة لبحث الامر .. وتداركه قبل ان يقلت من ايديهم بعد ان اتضحت معالم الانقلاب البكري – العمري .
! ابو بكر .. وعمر قبله اهتما بالتأكد من موت النبي الاكرم صلى الله عليه وآله .. خشية ان يقوما باي تحرك والنبي لم يمت بعد .. فربما في حساباتهم ان هناك خطة لاعلان وفاة النبي صلى الله عليه وآله ثم بعد ان يقوموا بتحركاتهم الانقلابية يظهر النبي بشكل مفاجيء ويحبط المخطط وينهي الانقلاب .. ويمهد بذلك الطريق لخليفته الشرعي امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام . لذلك حرصا على الدخول الى النبي رغم وجود النساء .. وكشفا عن وجهه الشريف .. وتأكدا من وفاته .. ثم انطلق كل منهما لتنفيذ ما يخصه من خطة المؤامرة .. مؤامرة اسوأ انقلاب على البشرية في تاريخها .. عندما تم تحريف الاسلام .. وحرمان البشرية من عطائه العظيم .. وهو المشروع الوحيد لخلاصها وسعادتها في الدنيا والآخرة .
! كان شعار العملية الانقلابية .. الذي يشير الى محتواها الخطير هو ما قاله ابو بكر في خطابه الانقلابي الاول : من كان يعبد محمداً ويقول لها إلهاً . فقد هلك الهه . وفي بعض النسخ : من كان يعبد محمد فان محمد قد مات ...
فهل كان احدا في ذلك اليوم يعبد محمدأ ؟؟ !!
فماذا كان يقصد ابا بكر بهذا الكلام ؟؟
انه يقول باختصار : انتهت مرحلة محمد .. مات محمد .. انتهى محمد .. وبدات مرحلة الانقلاب البكري على الاسلام ... مات محمد .. وماتت وصاياه في خليفته من بعده وهو امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام .. وبدات مرحلة جديدة .. المشرع فيها ابا بكر .. فكما كان محمد يشرع لكم .. فانا اشرع لكم .. باختصار : انا مكان محمد .. الذي انتهى .. من يجادل في هذا الامر .. سيعتبر ممن يعبد محمداً .. وبالتالي فهو في حكم المرتد .. وسينتهي بهذه الحجة .. التي تم من خلالها بالفعل تصفية المعارضة وتسوية الامر مع من رفضوا هذا الانقلاب الغاشم على الله ورسوله ووصيه .. بل على البشرية جمعاء التي حُرمت من الاسلام وعطائه العظيم الذي لو استمر في وصي محمد وخلفته الشرعي امير المؤمنين علي بن ابي طالب والائمة من ولده ( لاكلوا من فوقهم ومن تحت ارجلهم ) .. وكانت الدنيا .. جنة الله المصغرة على الارض .
وبه نستعين
اللهم صلي على محمد وآل محمد .
يوميات .. اسوأ انقلاب في تاريخ البشرية .
من المرتكزات الاساسية التي قامت عليها عملية الانقلاب على الاسلام والقيادة الشرعية بعد شهادة النبي الاكرم صلى الله عليه وآله .. هي انكار عمر موت النبي صلى الله عليه وآله .. اذا لا يوجد تفسيرآخر لهذا الانكار .. وقد عرضنا موقف عمر المتناقض لعدة ايام وفي العديد من المنتديات .. ولم يتمكن احداً من القوم من تفسير موقف عمر .. الذي اقر سريعا بموت النبي في احد رغم كونه شائعة .. ورفض الاقرار بموت النبي في المدينة رغم كونه حقيقة غير قابلة للانكار ..
واليكم التوضيح بهذا التمهيد :
لقد افلحت الجهود النبوية المباركة والضغوط المتواصلة من النبي الاكرم صلى الله عليه وآله في اخراج جيش اسامة ولعن من تخلف عن جيش اسامة .. افلحت هذه الجهود في ابعاد عدد من قادة الانقلاب عن المدينة المنورة .. وكان من بينهم قائد الانقلاب : ابا بكر .. الذي اقام في السنح عند احدى زوجاته .. فلا هو مع جيش اسامة ولا هو في المدينة .. وانما في منطقة وسط .. ويبدو ان الضغوط قد توجهت الى ابي بكر بالذات للخروج نظراً لموقعه القيادي الاول في الانقلاب القادم .. ولذلك اضطر الى المغادرة ولكن الى منطقة ليست بالبعيدة عن المدينة .
استشهد النبي صلى الله عليه وآله .. وكان على المجموعة الانقلابية المتواجدة في المدينة والتي لم تتمكن المحاولات من اخراجها .. كان عليها ان تتحرك بسرعة .. وكان بطل التحرك الانقلابي في ظل غياب ابي بكر عن المدينة هو عمر بن الخطاب ... الذي قام بالتالي :
(( انكار شهادة النبي صلى الله عليه وآله )) وموته .. – رغم ان هذه قضية لا يجادل فيها اي انسان .. بان الناس تموت .. بما فيهم الانبياء .. وهي قضية لا ينكرها عمر بنفسه عندما اقر بموت النبي صلى الله عليه وآله في اُحد رغم كونها شائعة .. ولكن كان لهذا الانكار العديد من الاهداف الهامة :
1 – ارباك الوضع السياسي والاجتماعي .. حتى لا يتم اي تحرك للانتقال السلمي للقيادة كما خطط لها النبي الاكرم صلى الله عليه وآله .. وتهيأ لها الناس .. بولاية امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام . فالقضية المطروحة ستكون : هل مات النبي ام لم يمت ؟ ولن تكون القضية : من سوف يخلف النبي الآن ؟
لاحظ ثورة عمر وانفعاله الغريب الذي اشار اليه العباس بقوله ( حتى ازبد شدقاه ) منكرا وفاة النبي .. في عمل هستيري مفتعل ..ومسرحي واضح ..
2 – لم يكتف عمر بانكار وفاة النبي صلى الله عليه وآله فحسب .. بل قام بعمل آخر هام ومكمل لعمله الاول .. وهو اشهار السيف وتهديد من يقول بذلك بالقتل .. بمعنى صنع قضية جديدة تشغل الناس عن الموضوع الاساسي وهو التهيء لمبايعة الخليفة الذي عينه النبي صلى الله عليه وآله وهو امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام .
وبذلك – اي بتهديده بقتل من يقول ان النبي قد مات - أوجد مبرراً .. للقيام بعمل عسكري مهم ... وهو القيام باحتلال مركز القيادة الدينية والسياسية والعسكرية والاعلامية في ذلك اليوم .. مع المجموعة الانقلابية ... وبالفعل قاموا باحتلال المسجد .. واحتل عمر المنبر ( بمثابة الاذاعة والتلفزيون في هذا الوقت ) .. وبذلك منع اهل البيت وامير المؤمنين علي عليه السلام بالتحديد من اخذ مكانه في مركز القيادة ( المسجد النبوي ) فيما لو اراد الاقدام على ذلك .
استمرت ثورة عمر المفتعلة التي من خلالها قام باحتلال المسجد النبوي الشريف .. واعلن حالة الطواريء والاحكام العرفية تحت شعار قتل من قال : مات محمد .. الى حين عودة قائد الانقلاب ( ابو بكر ) .. فقد كان الهدف من كل هذه العملية هو منع اي تحرك باتجاه مبايعة خليفة للنبي صلى الله عليه وآله ريثما يصل زعيم الانقلاب .
واشار ابو بكر الى عمر بوقف التمثيلية بوصوله عندما قال ( ليس ما يقول ابن الخطاب بشيء ) .. وفتح المجال له ليتولى قيادة الانقلاب المعد سابقاً .
وكما ستلاحظون في الرواية القادمة .. بمجرد وصول ابو بكر .. تغير سلوك عمر تماماً .. وبصورة مفاجئة .. فقد سلمّه المنبر ( ليعلن بيان الانقلاب الاول ) ... وسلّم بموت النبي صلى الله عليه وآله .. مدعياً ان ابا بكر قد ذكره بالآيات التي تتحدث عن موت النبي .. ( كيف اقر بموت النبي في أُحد اذن ؟؟) .. مع العلم ان (عمرو بن ام مكتوم ) .. كان يقرأ ذات الاية التي استشهد بها ابا بكر لعمر وقبل وصول ابو بكر الى المسجد .. فلماذا لم يتذكرها او يسمعها من ( بن ام مكتوم ) .. وتذكرها من ابي بكر ؟؟ - مع ملاحظة ان بن ام مكتوم كان صاحب صوت جهوري فقد كان مؤذناً في زمن النبي بعد بلال ) .
وبذلك .. سلم عمر لابي بكر .. مركز القيادة .. والاعلام .. وبدأ الانقلاب على الاعقاب .
الرويات الملحقة بالموضوع ومن مصادرها السنية .. وقد اشرت على بعض مواقع الشاهد .. ولكن الشواهد اكثر مما اشرت عليه بالتأكيد :
18775- عن عروة قال: لما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم قامعمر بن الخطاب يخطب الناس ويوعد من قال مات بالقتل والقطع ويقول: إن رسول اللهصلى الله عليه وسلم في غشيته لو قد قام قتل وقطع، وعمرو بن أم مكتوم قائم في مؤخرالمسجد يقرأ: {وما محمد إلا رسول} إلى قوله {وسيجزي اللهالشاكرين} والناس في المسجد قد ملأوه يبكون ويموجون لا يسمعون فخرجالعباس بن عبد المطلب على الناس فقال: يا أيها الناس هل عند أحد منكم عهد من رسولالله صلى الله عليه وسلم في وفاته فليحدثنا؟ قالوا: لا قال: هل عندك يا عمرمن علم؟ قال: لا، قال العباس: أشهد أيها الناس أن أحدا لا يشهد على النبي صلىالله عليه وسلم بعهد عهده إليه في وفاته، والله الذي لا إله إلا هو، لقد ذاق رسولالله صلى الله عليه وسلم الموت، فأقبل أبو بكر من السنح على دابته حتى نزل ببابالمسجد، ثم أقبل مكروبا حزينا، فاستأذن في بيت ابنته عائشة، فأذنت له فدخل ورسولالله صلى الله عليه وسلم قد توفي على الفراش، والنسوة حوله فخمرن وجوههن واستترن منأبي بكر إلا ما كان من عائشة، فكشف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فحنا عليهيقبله ويبكي ويقول: ليس ما يقول ابن الخطاب بشيء، توفي رسول الله صلى الله عليهوسلم والذي نفسي بيده رحمة الله عليك يا رسول الله ما أطيبك حيا، وما أطيبك ميتا،ثم غشاه بالثوب ثم خرج سريعا إلى المسجد يتوطأ رقاب الناس حتى أتى المنبر، وجلس عمرحين رأى أبا بكر مقبلا إليه.
فقام أبو بكر إلى جانب المنبر ثم نادى الناس، فجلسوا وأنصتوا، فتشهدأبو بكر وقال: إن الله نعى نبيكم إلى نفسه، وهو حي بين أظهركم ونعاكم إلى أنفسكمفهو الموت حتى لا يبقى أحد إلا الله قال الله تعالى: {وما محمد إلارسول} إلى قوله { وسيجزي الله الشاكرين} فقال عمر: هذه الآية فيالقرآن؟ فوالله ما علمت أن هذه الآية أنزلت قبل اليوم، وقال: قال الله لمحمد:{إنك ميت وإنهمميتون} ثم قال: قال الله تعالى: {كل شيء هالك إلا وجهه لهالحكم وإليه ترجعون} وقال: {كل من عليها فان، ويبقى وجهربك ذو الجلال والإكرام} وقال: {كل نفس ذائقة الموت وإنماتوفون أجوركم يوم القيامة}، ثم قال: إن الله عمر محمدا صلى اللهعليه وسلم وأبقاه حتى أقام دين الله وأظهر أمره، وبلغ رسالة الله، وجاهد في سبيلالله، ثم توفاه الله على ذلك، وقد ترككم على الطريق، فلن يهلك هالك إلا من بعدالبينة والشفاء، فمن كان الله ربه فإن الله حي لا يموت، ومن كان يعبد محمدا ويقولله إلها فقد هلك إلهه، فاتقوا الله أيها الناس واعتصموا بدينكم وتوكلوا على ربكم،فإن دين الله قائم، وإن كلمة الله تامة، وإن الله ناصر من نصره ومعز دينه، وإن كتابالله بين أظهرنا وهو النور والشفاء وبه هدى الله محمدا صلى الله عليه وسلم وفيهحلال الله وحرامه، والله لا نبالي من يغلب علينا من خلق الله، إن سيوف الله لمسلولةما وضعناها بعد، وإنا لمجاهدون من خالفنا كما جاهدنا مع رسول الله صلى الله عليهوسلم فلا يبقين أحد إلا على نفسه.
رابط المصدر :
http://www.al-eman.com/islamlib/view...ID=137&CID=256
18773- {مسند عمر رضي الله عنه} عن عكرمة قال: لما توفي رسول الله صلى اللهعليه وسلم فقالوا: إنما عرج بروحه كما عرج بروح موسى، وقام عمر خطيبا يوعدالمنافقين وقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يمت، ولكن إنما عرج بروحهكما عرج بروح موسى، لا يموت رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يقطع أيدي أقواموألسنتهم فلم يزل عمر يتكلم، حتى أزبد شدقاه
رابط المصدر :
http://www.al-eman.com/islamlib/view...BID=137&CID=25
وهنا بعض الملاحظات :
- ! الضغوط النبوية المباركة لم تفلح في ابعاد الانقلابيين عن المدينة تماماً .. ولكنها نجحت في امر مهم .. وهو ابعاد ابا بكر ولو جزئياً عنها .. هذا الابعاد ساهم في قضية هامة وهي ( توثيق ) العملية الانقلابية .. فغياب ابا بكر اربك المشروع الانقلابي .. الذي كان مستعداً للسيطرة على الامور بشكل عاجل وسريع .. ولكن لم يتم له ذلك ... مما اضطر عمر الى عمل هذه العملية المسرحية .. التي ثبتها التاريخ .. ووثقها .. لتشير الى وجود المخطط الانقلابي .. وليقول لنا النبي صلى الله عليه وآله ان ما جاء بعده لا يمثل الاسلام الذي جاء به من عند الله سبحانه .. لسعادة البشرية .. لا لشقائها كما حدث منذ ان تولى الانقلابيون زمام الامور .
! اجتماع السقيفة .. لم يكن مقرراً ضمن المخطط الانقلابي .. وانما كانت الخطة تقتضي بالانقلاب راسا بالسيطرة على المسجد النبوي واخذ البيعة من الناس .. ولكن غياب ابا بكر .. وثورة عمر والمجموعة الانقلابية معه .. اثار شكوك الانصار .. الذين سارعوا الى الاجتماع في السقيفة لبحث الامر .. وتداركه قبل ان يقلت من ايديهم بعد ان اتضحت معالم الانقلاب البكري – العمري .
! ابو بكر .. وعمر قبله اهتما بالتأكد من موت النبي الاكرم صلى الله عليه وآله .. خشية ان يقوما باي تحرك والنبي لم يمت بعد .. فربما في حساباتهم ان هناك خطة لاعلان وفاة النبي صلى الله عليه وآله ثم بعد ان يقوموا بتحركاتهم الانقلابية يظهر النبي بشكل مفاجيء ويحبط المخطط وينهي الانقلاب .. ويمهد بذلك الطريق لخليفته الشرعي امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام . لذلك حرصا على الدخول الى النبي رغم وجود النساء .. وكشفا عن وجهه الشريف .. وتأكدا من وفاته .. ثم انطلق كل منهما لتنفيذ ما يخصه من خطة المؤامرة .. مؤامرة اسوأ انقلاب على البشرية في تاريخها .. عندما تم تحريف الاسلام .. وحرمان البشرية من عطائه العظيم .. وهو المشروع الوحيد لخلاصها وسعادتها في الدنيا والآخرة .
! كان شعار العملية الانقلابية .. الذي يشير الى محتواها الخطير هو ما قاله ابو بكر في خطابه الانقلابي الاول : من كان يعبد محمداً ويقول لها إلهاً . فقد هلك الهه . وفي بعض النسخ : من كان يعبد محمد فان محمد قد مات ...
فهل كان احدا في ذلك اليوم يعبد محمدأ ؟؟ !!
فماذا كان يقصد ابا بكر بهذا الكلام ؟؟
انه يقول باختصار : انتهت مرحلة محمد .. مات محمد .. انتهى محمد .. وبدات مرحلة الانقلاب البكري على الاسلام ... مات محمد .. وماتت وصاياه في خليفته من بعده وهو امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام .. وبدات مرحلة جديدة .. المشرع فيها ابا بكر .. فكما كان محمد يشرع لكم .. فانا اشرع لكم .. باختصار : انا مكان محمد .. الذي انتهى .. من يجادل في هذا الامر .. سيعتبر ممن يعبد محمداً .. وبالتالي فهو في حكم المرتد .. وسينتهي بهذه الحجة .. التي تم من خلالها بالفعل تصفية المعارضة وتسوية الامر مع من رفضوا هذا الانقلاب الغاشم على الله ورسوله ووصيه .. بل على البشرية جمعاء التي حُرمت من الاسلام وعطائه العظيم الذي لو استمر في وصي محمد وخلفته الشرعي امير المؤمنين علي بن ابي طالب والائمة من ولده ( لاكلوا من فوقهم ومن تحت ارجلهم ) .. وكانت الدنيا .. جنة الله المصغرة على الارض .
تعليق