الثالوث المتشيع هو أخطر احتلال
أن يتحول الأذى والألم بعد كل تجربة مرة الى حقد على العدو المشخص، فهذا شيء نافع، أن نعرف السبب الذي من أجله نعاني ما نعاني قد يعطينا أملاً بالخلاص، ولكن أن نبقى هكذا بين شعارات السياسيين الفارغة، وترهيبات المعممين ووعاظ السلاطين.
إن شعب العراق ليس مغفلاً ولا ساذج سياسياً يحسن الظن بالحكام الميكافيلليين، ولا يفقد شخصيته أمام مظاهر القوة في شخصية من يرأسه، بل هو شعب أبي يأنف من الذل، وذكي يفهم ألاعيب السياسيين، ولكن المؤامرة كبيرة عليه والمخادعون أعمق في ظهرانيه من أي مخادعين في التأريخ، والاحتلال الذي يرزح على صدره ليس هو احتلال القوات الغربية، فإنها حشرات هينة لا تصمد أمام أي انتفاضة لشعبنا الحر، ولكن الاحتلال في داخل العقول، التي لا تريد أن تستيقظ من أحلامها الوردية رغم ضربات الواقع المؤلمة، فمتى نبقى نعيش الخرافة في أذهاننا والى متى ينطلي علينا خداع المتنسكين زوراً، والى متى نصدق الكذاب وهو لا يكلف نفسه حتى تمثيل الصدق.
ان الاحتلال الأخطر هو الثالوث المتشيع المتمثل بالدولة الايرانية القومية، والمرجعية الساكتة القابعة في النجف، والكيان السياسي الحاكم المتمثل بالمجلس الاعلى وسنشير الى معالم اللعبة الرئيسية في هذه المقالة المختصرة.. اللعبة التي يفهمها الاذكياء من ابناء الوطن المتألمين من جروحه، والتي يطرد خواطرها عن ذهنه كثيرٌ من السذج خوف ان تنهار شخصيته الدينية، وذلك لأنها بناها على الرجال ولم يبنها على الحقيقة، وانني اليوم حين انتقد اركان هذا الثالوث انما اقدس الحقيقة التي انحرفتْ عنها تلك الاركان وفي الحديث الشريف (اعرفوا الرجال بالحق ولا تعرفوا الحق بالرجال) فإنني اريد ان انزه المذهب عن الذين يدعون الانتماء اليه ويتاجرون باسمه.
الركن الأول: الدولة الايرانية التي تريد أن تحرق العراق بوجه أمريكا لتتأخر عن ضربها وتستمر ببرنامجها النووي الغبي، وانما أقول غبي لأنهم يعرفون أن مجرد تصنيع قنبلة أو قنبلتين لا يشكل خطراً على الولايات المتحدة التي تسحق كبرياء دول تملك العشرات من الرؤوس النووية، فهل تخشى من برنامج مراهق لا زال في طور التجربة والخطأ؟! ثم ما نفع الصواريخ ضد دولة لا تقاتل في أرضها، وتستخدم قواعد عسكرية منتشرة في كل أرجاء العالم؟
ان ايران تريد ان تحول العراق وشعبه الى وحل من الدماء في وجه امريكا لتكسب الوقت فقط، ويا للعجب ان يحترق شعب بأكمله من أجل شعب آخر، إنها الانانية بأبشع صورها، فهل يفهم الشعب الشيعي العراقي ان التشيع المدعى هو مجرد شعار للنفوذ في المناطق الشيعية، وان ذلك النفوذ ليس من اجل المذهب بل للقوة السياسية وإلا فإن ايران تضرب اي نشاط شيعي لا يدور في فلكها كما تفعل مع السيد محمد حسين فضل الله وكما فعلت مع السيد محمد الصدر سابقاً، وان المناطق التي تنضوي تحت عباءتها بدافع العاطفة الشيعية لا تلبث ان تعاني من اضطرابات ومشاكل يروح ضحيتها الابرياء من اجل ايقاف عجلة القوة الامريكية الزاحفة اليهم بخلق المشاكل امامها كما يحصل في لبنان وفلسطين واليمن وغيرها من مناطق النفوذ الايراني.
ان المذهب الشيعي ليس الا شعار ترفعه لخداع السذج وإلا فإن شعارها الحقيقي الخفي هو لتنجو إيران حتى لو ذهب الآخرون الى الجحيم، ولا أقصد بذلك الشعب الايراني الشقيق فإنه يعاني من ظلم حكومته ما يعانه أي شعب آخر، ولكن السلطة الموجودة قد تحولت الى حكومة طاغوتية جائرة تتاجر بولاية الفقيه. ولا اريد ان اسدد النقد الى النظرية نفسها، بل الى التطبيق كما لا اريد ان احمل التشيع جريرة هؤلاء الحاكمين بل انه يئن منهم ويضج من جورهم.
اليس من العجيب ان تمد الحكومة الايرانية مجموعتين متناحرتين في داخل العراق تمدهما بالسلاح الحديث ويستمر الصراع بينهما دون ان تتدخل لوقفه، المجلس الاعلى والتيار الصدري. الا يدل هذا على ان المطلوب هو استمرار المشاكل في وجه الامريكان لتنشغل عن ضرب ايران؟
اليس من العجيب ان يأوي الى ايران الارهابيون التكفيريون السلفيون وهم على مذهب مغاير، فيجتمعون في داخل ايران ويتدربون في داخلها وتقدم لهم الخدمات اللوجستية والاسلحة والمعلومات الاستخباراتية؟
اليس من الغريب ان يقام مؤتمر لأعداء أمريكا فيجتمع السلفي التكفيري مع القائد الشيعي ويباحثون الامور المشتركة رغم ان السلفي لا زال يلغ في دماء الشيعة؟ الا يدل هذا على ان المذهب مجرد شعار يتاجر به مع السذج من (وُلد الخايبة).
ان من عايش الوضع في النجف الاشرف يعرف ان هناك قوة خفية تحاول إبقاء الوضع على ما هو عليه قدر الامكان حتى يبدأ الضعف في الحوزة النجفية وتتحول أذهان الناس الى مرجعية قم تدريجياً، ولولا انهم يحتاجون الى مرجعية النجف لتخدير الجماهير وتطويعها للحكومة الفاسدة في العراق لعجلوا بنقلها منذ زمن بعيد، والا فإننا لا نحس أي تغير او تطوير في خدمات طلبة العلم او مناهجهم او بناياتهم، بل لا يزال طالب العالم يقف في الساعة الثانية بعد الظهر امام باب براني السيد السيستاني ليستلم راتبه الذي لا يساوي شيئاً، هذا اذا كان عراقياً اما اذا كان فارسياً فإن الراتب يصل اليه في منزله، وهذه الذلة مقصودة لرجال الدين العرب من حوزة النجف ليتركوا الدراسة وتضمر الحركة الدينية في العراق، اما ترى ان كل مرجعية عربية او عراقية تضرب بشدة وتحاصر بالفتوى او بالمطالبة باجازة الاجتهاد التي تضيق الخناق امام كل مرجعية لا تدور في الفلك الفارسي، الم يحاربوا السيد باقر الصدر ويحاصروه وهو المفكر الاسلامي الذي لم يلد مثله القرن العشرين؟ الم يضربوا السيد فضل الله بمجرد ان اعلن مرجعيته، رغم انه كان وكيلاً لهم وكان يطرح افكاره التي يدعون انها منحرفة ويكال المدح عليه في ذلك الوقت، فلما اعلن مرجعيته بدأت الحملة الشرسة ووزعت الكتب مجاناً على الزائرين واصبح كل من يكتب ضده تنهال عليه الالقاب (مفكر اسلامي، علامة، باحث اسلامي...).
انها المؤامرة ضد النجف الاشرف وضد العراق وضد العرب لكي لا يبقى الا اطلال الحوزة فيها، وكأنما كان حديث رسول الله لسلمان الفارسي يتنبأ بهذا التوجه الخطير حين قال له صلى الله عليه وآله وسلم (يا سلمان لا تبغض العرب فتكفر) ونحن نعلم أن سلمان لم يكن يكره العرب او يتعصب لقوميته وهو الذي يقول انا سلمان ابن الاسلام حين تفاخر الناس بأجدادهم وقبائلهم بل يحتمل انها اشارة الى الفرس قومه بصورة غير مباشرة.
وقد أشار السيد محمد الصدر (قده) الى ذلك في فترة حياته وان الحوزة الساكتة لا يعيشون هموم الناس ولا يتطلعون الى خدمتهم ونفعهم واشار باقر الصدر قبله الى هذه المأساة، فإلى متى يبقى الشعب العراقي يعيش تحت ظل هذه المؤامرة، مع ان شواهدها واضحة للعيان: اين هي كتب من تملأ اسماؤهم وسائل الاعلام، واين هي آثار المرجعيات العليا التي تلتقي بالامام كل أسبوع، والتي تدل علماء الغرب على الأقمار الاصطناعية والمركبات الفضائية التائهة في الفضاء او على طريق المريخ كما يقص على الناس وكلاؤها المرتزقة. أين هي تقريرات بحث السيد السيستاني في الفقه والاصول ولماذا لا توجد في الحوزات الدينية كتب له توضح قدرته الفقهية واجتهاده الفذ!، نعم صدر كتاب الرافد في الاصول وسُحب من المكتبات بعد ان تم انتقاده بشدة من قبل الكثير من العلماء لما فيه من ضعف علمي عجيب، ثم قالوا ان المقرر تصرف فيه من تلقاء نفسه!!
اليس من العجيب ان يقوم المرجع الاعلى ببناء مدن العلم في إيران بعشرات المليارات وطلبة العلم في النجف يلبسون ملابس مرقعة ويقفون طوابير في حر الظهيرة على بابه لأجل الراتب الشهري البخس، وهو يحرم عليهم أخذ الراتب الحكومي وكأنما لسان الحال عندهم يقول (لا أغنيك ولا أخلي رحمة الله تنزل اعليك).
ومن أراد أن يعرف صدق كلامي فليأت الى براني السيد السيستاني بعد الظهر في الساعة الثانية ليرى ذلك بأم عينه. وليتجول في النجف ليرى حال المدارس الدينية المزري وليسأل طلبة النجف عن وضع المناهج وحال التدريس ان كانوا يستطيعون النطق، ليعلم حجم المؤامرة التي تريد ان تقتلع منبع التدين من أساسه لتلقيه في حضن السياسة والبعد عن قلب الحوار الاسلامي هنا في هذا البلد.
وهناك دلائل تبرز انسجام مرجعيات النجف مع هذا المخطط الرهيب منها انسجامهم مع ما طرحه السياسيون من مصطلح المراجع الاربعة فصاروا لا يجتمعون الا اربعتهم وكأنما استأنسوا بهذا المصطلح الذي يشبه مصطلح مجتهدي السنة الاربعة في العدد والخطورة التاريخية.
مع العلم ان بعضهم لم يكن يعترف باجتهاد بعض، وان بعضهم من لا وجود لتقليده في الشارع العراقي ولا يمتلك أي مشروع سياسي او رؤية سياسية للواقع العراقي، بل ولم يقدموا أي مشروع لإنقاذ الشعب، ويكتفون بمجرد ان يحافظ السياسون على احترامهم لهم وان يمشي مصالحهم كما ينبغي ولا همّ لهم بالشعب العراقي الذي يسمونه (بالمعدان) نبزاً للملايين من ابناء هذا الشعب الجريح بهذا اللقب المهين.
ونحن لا نرى أثراً للمليارات التي تلقى في أضرحة اهل البيت المشرفة وهي مقسمة بين وكلاء السيد السيستاني هنا وهناك، وعليها من الجيوش لحمايتها من أي منافس ما يستطيع حماية المحافظات الشيعية بأكملها، وهذا باب يخشى الكثير طرقه حتى من قبل الشخصيات الكبيرة والتي تنتقد حتى الحكومة والائتلاف.
حينما يقف السياسي على باب المرجع ويصرح بمباركة المرجع له ولبرنامجه او لخطته ويتحدث بما دار بينهما من حديث، لا يفهم الغالبية من ابناء هذا الشعب ان هذا خداع مكشوف وبسيط للشعب وتخدير لهم لبيان ان المرجع راض عنهم، ثم لا يصدر من المرجع تكذيب او تصريح حول ما دار بينهما، فهل هذا يعني شيئاً غير الرضا بما قاله السياسي الحكومي، مع التفاتة ذكية وهي ان من ينزعج من الحكومة سوف يسكّت تشكيكات ضميره بأنه لم ير المرجع يصرح بشيء وأنه لا شك غير راضٍ عنه، وبهذه الآليات ينخدع السذج من الناس.
انني حينما ارى السياسيين على باب المرجع يصرح بدعم المرجع له بتلك الصورة اتذكر الحديث الشريف (إذا رأيت العلماء على ابواب الملوك فقل بئس الملوك وبئس العلماء) رغم ان الواقف بجسده الآن هو السياسي ولكن في الحقيقة ان العالم يسخر نفسه لخدمة السياسي.
نعم ان المرجعيات راضية عن السياسيين ومباركة لهم ما داموا يحفظون المراسيم والآداب معهم. وليس هناك احتمال انها مغلوبة على امرها معهم او خائفة منهم لأنهم كانوا على علاقة طيبة قبل ان تنبت للسياسيين أنياب يخشى منها، ولأن بعض المراجع يبتدر الى دعم السياسيين قبل ان يطلب ذلك منهم.
ولا مجال لأي منافسة علمية معهم لأنهم قد سحقوا شخصية أي رجل دين بعد طول المكوث على بابهم من اجل مبالغ تافهة يسد بها رمقهم، كما ان الأسلوب المعتمد في النجف للتعامل مع النبوغ العلمي هو التجاهل والتغافل عن أي طرح فقهي علمي وكأنه غير موجود وهو سلاح استعمل ضد باقر الصدر وضد محمد الصدر ولا زال يستخدم ضدهما حتى انك ترى وكأن لا أثر لهما في الحياة الحوزوية وخذ مثلاً ان القرص الليزري المسمى بالمعجم الفقهي لا يحتوي على كتاب مباحث الاصول وهو تقريرات السيد محمود الهاشمي لبحث السيد باقر الصدر الخارج وأعلى انتاج أصولي له بل يقتصر القرص الليزري على الحلقات التي تمثل مستوى ادنى من البحث الخارج فلماذا هذا التجاهل والى هذا الوقت!! وليس لذلك العملاق من البحث الفقهي سوى تقريرات لشرح العروة الوثقى لم يتجاوز فيه عدة مسائل في الطهارة!!
ان التجاهل هو سلاح قوي والفقر سلاح أقوى والتسقيط الاجتماعي داخل الحوزة سلاح أقوى منهما لا يستطيع أي شخص حوزوي طالباً أو استاذاً ان يتجاوزه.
فإلى متى يبقى الشعب العراقي متغافلاً عن هذه الحقيقة وإذا كان قد تناسى ما نادى به السيد محمد الصدر بدافع (وحدة الصف وتوحيد الكلمة بعد الاحتلال الامريكي لأننا نحتاجه في حرب التحرير المحتملة مع المحتل) فليعطونا سبباً وجيهاً لنقنّع عقولنا اليوم ونحن نرى البلاد تتمزق كل ممزق.
واما الركن الثالث من هذا الثالوث المشؤوم فهو المجلس الأعلى الذي ليس هو الا مجلس سياسيي آل الحكيم، وقد كان موقفهم معروفاً من السيد محمد الصدر والى اليوم.
إن هذا المجلس يسيطر على الائتلاف الموحد الذي صوروه للشعب على انه يمثل كل المذهب رغم انه كانت هناك قوائم شيعية أخرى لا غبار عليها كقائمة السيد المدرسي وقوائم أخرى ظهرت في الوسط الشيعي ولكنها سحقت (لأن انتخابك 169و 555 يمثل بيعتك لأمير المؤمنين، وجبر ضلع الزهراء) وغيرها من الشعارات التي رددها حوزويو المراجع الذين يستلمون رواتبهم من مؤسسة شهيد المحراب التابعة للاطلاعات الايرانية والتي يرأسها (عدي) الحكيم.
كانت تلك الانتخابات أكبر عملية استغفال في التاريخ وأكذب ديمقراطية في العالم: سبعة ملايين انسان يخرجون لانتخاب قائمة لا يعرفون اربعة اسماء منها. كيف: لأن المرجعية باركت هذه القائمة بل وأمرت بانتخابها امراً وجوبياً، ويصر المرجع على عدم التصريح الرسمي بذلك بل يوكله الى ابنائه وحواشيه حتى يسمح لمن اراد المغالطة فيما بعد ان يقول: من قال ان المرجع امركم بذلك؟.
ويا لله وللاستغفال! إذ عليك أن تتصرف وكأن المرجع أمرك بذلك لكن ليس لك أن تقول ان المرجع أمرني بذلك، لماذا؟ لكي لا تأتيه غداً وتطلب منه أن يصلح الحكومة التي أمرنا بانتخابها لكي لا تعرف من اين تأتيك الضربة، ولا تفكر بذلك فهي منطقة محظورة عن التفكير، مع ان المسألة واضحة جداً لمن له ادنى حظ من التفكير، فالمرجعية امرتنا عن طريق وكلائها ومكتبها الذي تجبى اليه المليارات من الاخماس والوكيل كالاصيل كما يعبرون اذن تعالوا الى المرجعية لنطلب منها ان تأمر الحكومة بتحسين الاوضاع او على الاقل لتسحب منها الشرعية التي يتاجر بها البعض فنعرف كيف نتصرف، على الاقل نختزن الحقد ضد الحكومة الجائرة ان لم نختزن السلاح.
انها المغالطة الكبرى والمخادعة الاكبر والاخطر من الاحتلال، وما قيمة الاحتلال وقد تمكنت دول أضعف من الشعب العراقي عددا وعدة وفكراً وتنظيماً من طرد الاحتلال الامريكي بسهولة، ولكنه الاحتلال الفكري الذي يجثم على صدر العراق منذ زمان طويل والذي لا أظن اننا سنعيش لنشهد تحرر العراق منه وهو احتلال الثالوث المشؤوم لعقول العراقيين وبلادهم ودينهم.
والمجلس الاعلى ما الذي يريده وما هو برنامجه السياسي؟ انه ينفذ برناج أسياده أي إحراق العراق في وجه أمريكا لوقاية إيران، كلنا شاهدنا كيف تآلف العراقيون بسرعة سنة وشيعة وشعاراتهم (إخوان سنة وشيعة- هذا الوطن ما انبيعه) الى ان دخل عملاء إيران فبدأوا بتصفية الحسابات لصالحها باغتيال الشخصيات التي اشتركت بالحرب ضد إيران واغتيال الطيارين الذين اشتركوا بالحرب ربما لكيلا تستخدمهم امريكا لضرب ايران في حربها المتوقعة بسبب خبرتهم. فشعر المجتمع السني انهم على ابواب انتقام شيعي فهاجموا الشيعة الابرياء، وكذلك كان تدخلهم ونفوذهم في العراق سبباً لاستفزاز الدول العربية التي رأت أن إيران ستبتلع العراق وسيمتد الموج الايراني الى مناطق أخرى وأن عليها ان تسند الوجود السني في العراق بكل قوة وسرعة.
وكان تسخير الائتلاف للمذهب في الدعاية الانتخابية وكون المرجعية العليا في العراق فارسية وحرب الاغتيالات الانتقامية هي التي أشعلت الحرب الطائفية. وذهب ضحيتها الشعب العراقي البريء لا غير وإلا فإن السياسيين لا زالت مصالحهم مستمرة وآبار النفط تستمر بمدهم بالثروات الهائلة والتي لم تكفهم ولم يصبروا على انتاج شهري او سنوي بل قرروا بيع العراق ونفطه للشركات الاجنبية بقانون الاستثمار الحالي ولا ندري لعل لهم شركات ستشترك بالاستثمار النفطي فيكونوا قد باعوا العراق بيد واشتروه بيد أخرى وكأن العراق بستان قريش (آل الحكيم) الذين حملتهم المرجعية على رؤوس الناس.
ان ايران تنتظر التفاوض مع امريكا على كل القضايا معاً ولذلك ترفض ان يتم التفاوض على الملف النووي فقط، بل على القضايا بأجمعها: لبنان، فلسطين، العراق مقابل عدم ضرب ايران وسوريا، ألا ترون كيف لم يشترك السيد السيستاني بمؤتمر مكة او يبعث من يمثله رغم انه كانت فرصة كبيرة لحل الازمة الطائفية في العراق واشترك في المؤتمر أشخاص هم الذين اشعلوا فتيل الازمة كجلال الدين الصغير وغيره، لماذا؟ لكي لا تحل قضية العراق بمفردها وبمعزل عن قضية ايران.
ايران التي لا تقبل ان تسقط جزءاً من ديونها على العراق بينما سقطت الكثير من دول العالم ديونها او اطفأت ارباحها، تلك الديون التي لم يصبر السيد عبد العزيز الحكيم حتى اعترف لهم بها كخسائر لحرب الثمانينيات في شهره في مجلس الحكم، السيد عبد العزيز الذي غادر الى ايران لينتخب رفسنجاني لأن جنسيته إيرانية فيا للذلة قائد اكبر كتلة برلمانية في العراق يذهب ليشارك في انتخابات دولة أخرى، وذلك لأنه لا يرى العراق دولة بل مجرد ساحة تجارة يغترف منها أكبر ما يمكن بين مجموعة المنافسين ليقذف به خارج الحدود حيث أملاكهم وقصورهم وعوائلهم ووطنهم الحقيقي.
لا أعتقد ان الشعب العراقي رغم نباهته والمجتمع الشيعي رغم ما مر به من مآسي مؤلمة وما يقاسيه من دمار وخراب وخداع سينتبه الى محنته قريباً ولكن علينا ان نظهر ما نعلمه والباقي ننتظر نضوج الجماهير والحمد لله على كل حال وانا لله وانا اليه راجعون.
تعليق