أفااااا لهدرجة الرجّال ما يسوى عندكم ؟؟!!!
ليش هذا التفكير المادي البحت ؟

بالنسبة للحالة الخاصة التي طرحتها الاخت الكريمة نوسي فاطمة فبرأيي انه لا يمكن أن يكون هناك حل واحد يمكن الأخذ به في جميع الحالات المشابهه لهذه الحاله فلكل حاله مشابهه حلها الخاص بها تبعا للظروف والمتغيرات المحيطة بكل حالة على حده ولا يمكن تعميم الحلول والنتائج

مثلا لو كانت الفتاة في آخر سنة لها من دراستها الجامعية وكان تخصصها في مجال الطب والشاب المتقدم لها لا يحمل سمعه جيده ولا مواصفات علمية أو أخلاقية عالية فهل يمكننا هنا أن نساوي هذه الحالة والقرار الذي يمكن أن يتخذ هنا بحاله اخرى تكون فيها البنت مثلا سنة اولى في المرحلة الجامعية وتدرس في مجال تخصصي تكون فيه الفرص الوظيفية بعد التخرج ضئيلة وجائها شاب مقتدر ماديا وذو أخلاق عالية فهل من العقل والمنطق أن يكون القرار في الحالة الاولى والثانية واحدا ويميل لصالح مواصلة الدراسة ؟؟؟

لكل حادث حديث ولكل حكاية مقال ومن الأفضل من وجهة نظري أن تتدارس كل فتاة تمر بمثل هذه الحالة أمرها بكل واقعية وخصوصية وبمعزل عن الحالات الاخرى المشابهه ولا مانع من محاولة الإستفاده من تلك التجارب التي سبقتها

هذا فيما يخص الحالة الخاصة جدا التي فرضتها اختنا الفاضلة نوسي فاطمة لكن لو أخذنا الموضوع بشكل أعم فمن وجهة نظري أنه يجب أن يكون المبدأ الأساسي للبنت هو أن تجعل من الزواج هو الأولوية والخيار المقدم على موضوع مواصلة الدراسة أو أي شيىء آخر مشابه وهذا الخيار يفرضه الواقع المعاش الذي أخرج لنا ملايين العانسات اللاتي يعانين من قسوة الحياة بعيدا عن أحضان الزوج الذي يوفر لهن الحياة الكريمة ماديا ومعنويا وبعيدا عن نعمة الأولاد والاحساس بالامومة بالإضافة الى التراكمات النفسية السلبية الاخرى الخطيرة والشعور بالنبذ الإجتماعي فضلا عن التخلف عن اداء واجب ديني , وأهم شيء في الموضوع كله الذي يجب أن تنظر له الفتاة في اعتقادي هو الشخص المتقدم لها ومدى أهليته ليكون زوجا صالحا لها ومن الممكن أن يتم حل إشكالات مواصلة الدراسة بعدئذ مع الزوج

دمتم بخير وعافية بمعية أزواجكن وأطفالكن وشهاداتكن لا مع شهاداتكن فقط

عفوا
ربما خرجت قليلا عن الحالة الخاصة التي فرضتها الاخت نوسي فاطمة حينما قلت في المثال الاول عن البنت الجامعية التي تقدم لها الشاب انه لا يحمل مواصفات جيدة بينما اختنا نوسي فاطمة تفرض أن الشخص المتقدم ذو مواصفات جيدة وممتازة ..... وهذا كذلك برأيي انه لا يغير كثيرا في النهج العام الذي اردت الوصول إليه وهو اخذ كل حاله على حده للوصول الى الحل والقرار المناسب

أكيد أن تتعلم البنت وتحقق جزء من ذاتها وطموحاتها العلمية والعملية أمر جميل ورائع ويتسق مع فطرة الإنسان التواق للعلم والمعرفة ويتماشى مع تعاليم الدين وهو شيء مطلوب في حد ذاته لما له من أثر كبير على روحية وعطاء الفتاة في جميع نواحي حياتها الاخرى المختلفة وخصوصا حياتها العائلية كما تفضلتي اختي نوسي فاطمة ولا يمكن للمجتمع المكون من عنصرين أساسيين هما الرجل والمرأة لا يمكن له أن يتقدم إلا بتقدم الإثنين معا جنبا الى جنب فلا يمكننا أن نتصور الحالة التي سيكون عليها مجتمع ما لو كان أغلب رجاله أصحاب شهادات علمية عالية كأن يكونوا أساتذه جامعيين وأطباء ومهندسين او متعلمين تعليم عالي ونساء ذلك المجتمع اميات او لم يحصلن على التعليم العالي المرجو ؟ هكذا مجتمع في تصوري سينهار مع مرور الوقت ... فضلا عن حاجة المجتمع بأن تكون هناك نساء متخصصات في بعض المجالات الهامة كالطبابة والتمريض مثلا لمعاينة بنات جنسهن من النساء

إذن أين هي المشكلة ؟

المشكلة في فرص الزواج المحكومة والمقيدة بمجموعة من الظروف الاجتماعية وامور اخرى موجودة على أرض الواقع والتي ليست في صالح البنت للأسف

الواقع الاجتماعي يقول مثلا أن أغلب المقدمين على الزواج من الشباب والرجال يفضلون أن تكون زوجاتهم ذات أعمار صغيرة ما أمكن

الواقع الإجتماعي يقول مثلا أن هناك أعداد هائلة ومهيبة من النساء الاواتي مر عليهن قطار الزمن ولم يتزوجن وهن الآن يعشن حياة بائسة وتعيسة ويتجرعن غصات الألم والمرارة والحسرة

في ظل ظروف صعبة كهذه وغيرها كثير فرضها واقع المجتمع على البنت فهل لها بعد ذلك أن تفضل مواصلة الدراسة على الزواج ومن الذي يضمن لها أن يتقدم لخطبتها أحدهم بعد تخرجها ومن يضمن لها تجدد الفرص ؟

عندما يتزاحم أمران مهمان في الوقت عينه فإنه من الطبيعي أننا سنختار الأمر الأهم ومن المسلم به وبلا جدال أن الزواج أمر أساسي ومؤثر في حياة الإنسان الكلية مع العلم ان فرصة مواصلة الدراسة بعد الزواج ما تزال موجودة وسبل إكتساب العلم بشكل عام متوفرة في كل الأوقات بينما فرص الزواج لا تأتي كل يوم كما أنها بعد إكمال الدراسة غير مضمونة

من هنا أقول أنه على الفتاة ان تعطي أمر الزواج الأولوية على ما سواه إذا ما أتاها من يطلب يدها للزواج وبكل تأكيد يبقى الخيار والقرار النهائي مرهون في يدها حسب تقدير المصلحة وبعد أخذها كامل الأمور الاخرى في عين الإعتبار كمدى صلاحية ومناسبة الشخص المتقدم لها ونصائح الأهل ومقدار فرصتها المستقبلية في أن يتقدم لها شخص آخر وما شاكل ...

فرص الزواج المتاحة والمفتوحة للفتاة أو للمرأة بشكل عام قد تختلف من مجتمع لآخر وتدخل عوامل كثيرة في الموضوع كالعادات والتقاليد والأعراف السائدة في كل مجتمع ومن هنا قد تتسع دائرة الفرص المتوفرة لزواج المرأة في مجتمع ما وقد تتقلص في مجتمع آخر بالإضافة الى عوامل اخرى موجودة في كل إمرأة بعينها حسب الصفات التي تحملها تلك المرأة في شخصيتها أو سلوكها أو مظهرها وما شابه والتي على أثرها تزداد فرصتها في الزواج او تقل مع مرور الزمن ... إذا كانت الفتاة مثلا في مجتمع أغلب الرجال فيه يفضلون المرأة العاملة فإن هذا الامر قد يكون أمرا ايجابيا للبنت التي تفضل مواصلة الدراسة ومن ثم الزواج لأن فرصتها في الزواج لازالت نسبتها عالية ... على هذا فإن المسألة برأيي مسألة تقديرية تحتاج الى تأني ويبقى أمر النتائج المترتبة على أخذ القرار بالزواج من عدمه في كتمان الغيب لا يعلمه إلا الله تعالى

فيما يتعلق بالحالات التي تطرقتي لها اختي نوسي فاطمة عن صديقاتك فإن ما حدث لهن امر متوقع ويحدث مع الكثيرات غيرهن كنتيجة طبيعية لتزايد المسؤوليات او اي ظروف اخرى وهذا لا يعني عدم وجود اخريات كثيرات غيرهن واصلن دراستهن ونجحن في الوصول الى اهدافهن بعد الزواج ومثل هذا الأمر يحتاج الى مقدار كبير من التفاهم والتعاون بين الزوجين والتخطيط السليم وأهم شيء الآن انهن ينعمن بحياة زوجية مع ازواجهن وابنائهن وهذا الإحساس برأيي الشخصي أفضل بكثير من الإحساس بتحقيق عشرين نجاح على الصعيد التعليمي تكون نهايته التأخر في سن الزواج والعنوسه

ولا يجب أن ننسى أن هناك امورا اخرى بديلة يمكنهن مزاولتها والتعويض عما فاتهن من تحصيل العلم أو الوظيفة كأن تكون في البيت مكتبة تتناول كتبها مختلف انواع العلوم يقرأن فيها لزيادة علمهن وثقافتهن بل ان مثل هذا الامر ضروري حتى لمن واصلن تعليمهن لأن العلم لا حدود له ومهما تعلم الإنسان يبقى طالبا صغيرا امام تلك البحور المتلاطمة , وكذلك بالنسبة للكسب المادي توجد بدائل كثيرة كالتكسب بواسطة الخياطة على سبيل المثال وغيرها كثير , أما فيما يتعلق بالبعد النفسي وتحقيق الذات أمام المجتمع فيمكن ذلك مثلا بالإنضمام الى الدورات العلمية والثقافية او النشاطات الاجتماعية المختلفة التي تساهم في خدمة المجتمع وما شابه

وفي تصوري أن هناك أمرا مهما يجب على كل امرأة ان تعيه وتدركه جيدا وبكل هدوء ورحابة صدر وهو أن الأصل التكويني فيها بمختلف أبعاده النفسية والعاطفية والجسدية يقول ويصرح بصوت عالي أنها محترفة ومختصة بفطرتها التكوينية لشؤون المنزل والتربية لا للعمل المضني خارج المنزل لأنه ببساطة من إختصاص الرجل المفتول العضلات ولتتذكر دائما أن جهادها في حسن تبعلها وهذا هو المنحى والإتجاه العام للمرأة وهنا يطول الكلام

مجرد وجهة نظر ولكلٍ وجهته
وعذرا على الإطالة
تحية اخوية طيبة لكم