بعرف اختي راهبة الدير انك تقصدين بالرجل القرآني ما اسميتيه في هذا الموضوع بالرجل الحقيقي وهو اسم جميل يعبر عن واقع حال لذلك النوع من الرجال أصحاب المناهج الرفيعة العالية
وقد ذكرتي بأنك ذكرتي ذلك الاسم في احد مواضيعك
وقصدي من السؤال هو ماهو ذلك الموضوع وما قصته ؟ وياريت تزودونا بالرابط لذلك الموضوع لنستفيد إذا كان ذلك الموضوع مخصص لمناقشة صفات الرجل القرآني كما اسميتيه اختي الكريمة

الاخت الكريمة نوسي فاطمة
يشرفني كثيرا ويسعدني اعجابكم واستفادتكم بوجهة النظر التي طرحتها وإن شاء الله متى ما سنحت الفرصة سنشارك معكم بالمزيد من الآراء

دائما اختي وكالعادة للأسف الحقائق الكبرى مغيبة ومخفية عن أذهان عامة الناس وليست مقصورة فقط على إختفاء مفهوم الرجل الحقيقي القرآني من أن يظهر ويشيع صوته , وإذا كان المفهوم النظري مغيب ومخفي بهذا الشكل فما بالنا بالجانب العملي ؟ من المؤكد انه سيكون أكثر غيابا واختفاءً

إذا ما ألقينا بنظرة المتأمل والفاحص للواقع فإنه على ما يبدوا لن يسرنا أمره وسيصدمنا بحقائقه المخيبة للآمال وربما سنكتشف حينها كم أننا محاطين بالفعل برجال اكثرهم من ورق كما تفضلتي اختي وسيخشى الواحد منا عندها على نفسه من الغرق في تلك البحور والمحيطات الورقية المصطنعة أو أن تجرفه احدى أعاصيرها الموسمية المحملة بأطنان الأوراق الذي تذروها الرياح كالهشيم بلا أدنى قيمة

ولكن للإنصاف فإن الواقع على ما يبدوا لي ليس قاتما تماما وأصحاب النفوس الطامحة والكبيرة الحقيقية والسائرة على بينة وعلم وبصيرة من امرها والتي لا ترضى لنفسها إلا بأرفع الدرجات والمقامات عند الله هم أيضا متواجدون بكثرة حتى وإن قلَّ عددهم في قبالة غيرهم وأيامهم بإذنه تعالى قادمة وبقوة

من طرف آخر
أليست المرأة مسؤولة ولو جزئيا عن صناعة الرجل الحقيقي وهي المختصة بتربيته طفلا وأليس الرجل محاط بالنساء من كل جانب فالمرأة هي امه وهي اخته وهي زوجته وهي ابنته !

أشكركم اختي على الطرح الجميل للرجل القرآني وقد أعجبني كثيرا
دمتم بخير وعافية اختي ونسألكم الدعاء

أولا وقبل كل شيء
أود أن أبعث سلامي الى اخواننا وأهلنا الموالين في منطقة المغرب العربي وبالخصوص الأخوة الموالين الجزائريين الذين نجلهم ونحبهم في الله كثيرا كثيرا وندعوا لهم دائما بأن يمن الله عليهم بالحفظ والموفقية والسداد

اما بالنسبة لموضوعنا اختي الكريمة فما حصل إلا كل خير إن شاء الله وكل كلامك على عيني وراسي وقد اتضح مقصودك الآن لي وأنا بدوري استميحك العذر على فهمي الخاطىء ويعود السبب يمكن لأني كنت حينها نعسان كثيرا وفي منتصف الليل :p فأرجوا المعذرة

وفقكم الله تعالى
ودمتم بخير وعافية ولا تنسونا من خالص دعائكم

سلمت يمينك اختي الفاضلة راهبة الدير على هذا الرأي ونعم الرأي رأيك
لا شك ولا ريب وكما تفضلتي اختي ان صناعة مثل هكذا رجال حقيقيون يتطلب جهود كلا الطرفين ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن تكتمل عملية التربية والتنشئة بشكلها السليم وتؤتي اكلها وثمارها إلا بتضافر وإتحاد ذلكما الرافدين الأساسيين وهما الأب والأم اللذان يزودان ويرفدان طفليهما بمختلف حاجاته النفسية والجسدية فالطفل بحاجة ماسة في نفسه وروحه قبل حاجته الجسديه لأن يستشعر معاني الحب والحنان من أمه وأبيه على حد سواء وتنبعث من أعماق روحه حاجات ومستلزمات نفسية بعضها تختص الأم وحدها بتلبيتها دون غيرها كما ان الأب بدوره مختص إختصاص تكويني قانوني طبيعي كما الأم ومسؤول عن تلبية وتغطية قسم آخر من الحاجات النفسية لطفله ولا يمكن لأي إنسان غيره أن يقوم بذلك الدور على أكمل وجه مثله حتى ولو كانت ام الطفل نفسها فالطفل يستلهم في حضن امه الدافىء الأمن النفسي والعاطفي ويستلهم القوة والأمن الجسدي في كنف أبيه , وياله من طفل محظوظ لو أن أبويه رجل قراني وامراة قرانيه

وبالفعل اختي لعل أفضل بداية لتخريج أجيال من الرجال والنساء القرآنيين يبدأ بإختيار الزوجة من قبل الرجل وعلى هذا يجب ومن المفترض أن يكون هذا الرجل المقدم على الزواج رجل قرآني أو قريب منه بحيث يبحث عن زوجه قرآنيه وإلا لن تبدأ دورة تكوين القرانيين ولن يكون هناك مشروع منتج على ما يبدو

الرجل القراني او القريب منه ربما هو الآخر يعاني عند بحثه عن الزوجه الصالحه عالية المواصفات وليست المعاناة مقتصرة فقط على ذلك النوع النفيس من النساء وقد تجد البعض منهم يضطر للسفر بعيدا أثناء بحثه عن شريكة حياته ليرضي طموحاته المعتبرة والعالية المضامين لديه وفي بعض المراحل قد يضطر لأن يتنازل عن بعض المواصفات التي يتطلع إليها حينما يصطدم بالواقع المحيط به والذي قد لا يمنحه المرأة المرتقبة والمرجوة , لكن من المؤكد أن مثل هذا الرجل لن تكون له أية ردة فعل سلبية اتجاه تلك المرأة التي تزوجها ولم تكن بالمستوى المؤمل لأن الرجل المؤمن كله خير كما هو الحال نفسه فيما لو تزوجت المرأة القرانية من رجل ليس بذلك المستوى فهي بكل تأكيد ستكون مصدر خير وشعاع نور لزوجها مهما يكن , وهنا برأيي على الرجل أن يحاول أن يجعل من امراته امراة متكاملة وحقيقية وكذلك تلك المرأة القرانية عليها ان تحاول ان تجعل من زوجها رجل حقيقي ما امكنها ذلك

الحياة مليئة بالمتضادات المتعاكسة حتى على مستوى أعماق النفس الإنسانية فقوى النفس الداخلية تعيش في صراع دائم ومستمر ما دامت موجودة في هذه الدنيا فصفة الصدق داخل النفس تتصارع مع الكذب والأمانة تتصارع مع الخيانة وهكذا باقي قوى الخير تتصارع مع قوى الشر والضلال وكلما قوّى الإنسان بإرادته وعزيمته قوى الخير في داخله كلما صعد وتكامل نحو الطهر والطهارة وإتجه في سيره بإتجاه الأنوار القدسية والملكوتية وعلى ما يبدو انه من المستحيل أن يستطيع الإنسان العادي أن يكتشف ما في داخل أنفس الاخرين من تلك القوى فضلا عن أن يعرف مقاديرها فالله وحده هو العالم بمقاييسها ومقاديرها في انفس العباد وما للانسان عن اخيه الانسان الا حكم الظاهر , وبهذا لعله من يريد لنفسه الظفر بذلك النوع من الرجال او النساء عليه أولا بالدعاء لمن يعلم ما في نفوس الخلق بأن يرزقه من ذلك الصنف النبيل والنفيس وكما تفضلتي به اختي راهبة الدير أنه على الانسان أن يبدأ من نفسه فيحاول الارتقاء بها ما أمكنه الى ذلك سبيلا ( فالطيبون للطيبات )

وكلام في غاية الجمال ذكرتيه اختي راهبة الدير وكل كلامكم جميل وهو عليكن يا معاشر البنات أو النساء الإكثار من تقديم التحايا والذكر لأمثال هؤلاء الرجال كي يظهروا على الشاشة عندما يشعروا ان هناك من يرغبن بهم بكل تأكيد سيظهرون بكثرة لأن الرجل بطبيعته في أعماق نفسه الداخلية يستجيب بقوة لتطلعات ورغبات المرأة فيه فالمرأة دائما ملهمة الرجل ومفجرة لطاقاته

وتفائلوا بالخير تجدوه اخواتي لأن تشائمكم بصراحة أحزنني

ومعذرة للأخت الفاضلة نوسي فاطمة للخروج عن الموضوع الأصلي

تحية اخوية لكم جميعا
ودمتم بخير وعافية ورزقكم الله ما تتمنون بحق محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
ونسألكم الدعاء