حدثنا علي بن أحمد بن محمد الدقاق رحمه الله ، قال : حدثني محمد بن أبي عبد الله الكوفي ، عن موسى بن عمران النخعي ، عن عمه الحسين بن يزيد النوفلي ، عن علي بن سالم ، عن أبيه ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله ( ع ) ، قال : قلت له : لم لم يأخذ أمير المؤمنين ( ع ) فدك لما ولي الناس ؟ ولأي علة تركها ؟ فقال ( ع ) : لأن الظالم والمظلوم كانا قد وفدا على الله عز وجل ، وأثاب الله المظلوم ، وعاقب الظالم ، فكره أن يسترجع شيئا قد عاقب الله عليه غاصبه وأثاب عليه المغضوب .
- حدثنا أحمد بن علي بن إبراهيم بن هاشم رحمه الله ، قال : حدثنا أبي ، عن أبيه إبراهيم بن هاشم ، عن محمد بن أبي عمير ، عن إبراهيم الكرخي قال : سألت أبا عبد الله ( ع ) فقلت له : لأي علة ترك علي بن أبي طالب ( ع ) فدك لما ولي الناس ؟ فقال ( ع ) : للاقتداء برسول الله ( ص ) لما فتح مكة ، وقد باع عقيل بن أبي طالب داره ، فقيل له : يا رسول الله ( ص ) ألا ترجع إلى دارك ؟ فقال ( ص ) : وهل ترك عقيل لنا دارا ! ! إنا أهل بيت لا نسترجع شيئا يؤخذ منا ظلما ، فلذلك لم يسترجع فدك لما ولي .
- حدثنا أحمد بن الحسن القطان ، قال : حدثنا أحمد بن سعيد الهمداني ، قال : حدثنا علي بن الحسن بن علي بن فضال ، عن أبيه ، عن أبي الحسن ( ع ) ، قال : سألته عن أمير المؤمنين ( ع ) لم لم يسترجع فدكا لما ولي الناس ؟ فقال ( ع ) : لأنا أهل بيت لا نأخذ حقوقنا ممن ظلمنا إلا هو ، ونحن أولياء المؤمنين ، إنما نحكم لهم ونأخذ حقوقهم ممن ظلمهم ولا نأخذ لأنفسنا .
ويلاحظ على الروايات ما يلي :
- الحديث الأول ضعيف السند ففيه سالم وهو مجهول الحال . وهناك جهات ضعف أخرى في سنده ولكنها محل اختلاف بين علمائنا ، فشيخ الصدوق علي بن أحمد بن محمد الدقاق مختلف فيه نظرا لاختلافهم في التوثيق الناشئ من شيخوخة الإجازة والترحم ، وموسى بن عمران النخعي ثقة عند السيد الخوئي قدس سره لأنه جاء في أسانيد القمي في تفسيره ، وقد ذهب أكثر علماء الرجال - في حدود تتبعي القاصر - إلى ضعفه ، والحسين بن يزيد النوفلي وثقه السيد الخوئي لنفس السبب السابق أي وروده في أسانيد تفسير القمي ، أما المامقاني فقال أنه : حسن . وعلي بن سالم البطائني مختلف فيه فقد احتج بأخباره الإمام الخميني والمامقاني قدس سرهما ، أما السيد الخوئي فقد قال بضعفه .
أما الحديث الثاني فضعيف أيضا لأن فيه إبراهيم الكرخي وهو لم يرد فيه أي توثيق . وفيه جهة ضعف أخرى مختلف فيها ، وهي في أحمد بن علي بن إبراهيم بن هاشم شيخ الصدوق الذي ترحم عليه . أما الحديث الثالث فجهة الضعف الوحيدة فيه ( من جهة أحمد بن الحسن القطان ) مختلف فيها بين علمائنا ، فالسيد الخوئي يذهب إلى عدم وثاقته ، أما المامقاني فقال عنه : حسن بل ثقة . إذن وفقا للأسانيد الموجودة ، فلا يمكن إلزام جميع علماء الشيعة بأن أمير المؤمنين ( ع ) لم يسترجع فدكا ، والمسألة يكون مسكوتا عنها تفتقر إلى الاثبات أو النفي.
نعم على رأي من يذهب إلى اعتبار سند الحديث الثالث فإنه يثبت عدم إرجاع أمير المؤمنين ( ع ) لفدك للعلة المذكورة وهي : " لأنا أهل بيت لا نأخذ حقوقنا ممن ظلمنا إلا هو 2- أما إذا نظرنا إلى الأحاديث الثلاثة من ناحية متنها ومحتواها فإننا نلاحظ أنها تتفق في أصل عدم إرجاع أمير المؤمنين ( ع ) فدك إلى ملك أصحابها ، كما أنها تتفق في أصل أنها من حق فاطمة الزهراء ( ع ) وأنها غصبت منها . لا خلاف بينها في هذين الأصلين . نعم حصل الاختلاف في العلة في عدم إرجاعها وتركها ، ومن الممكن أن تكون جميع العلل منظور إليها ، لأنه من الجائز أن يكون لفعل واحد أسباب عديدة ، ولكن الأئمة ( ع ) لم يذكروا جميع العلل في مجلس وحديث واحد ، ويكفي بالنسبة لهم أن يذكروا في حديث بعض الأسباب وفي البعض الآخر سبب آخر . وهنا نلاحظ أنهم عليهم السلام ذكروا سببين لترك فدك : الأول : " لأن الظالم ( أي أبو بكر ) والمظلوم ( أي بنت النبي ) كانا قد وفدا على الله عز وجل ، وأثاب الله المظلوم ، وعاقب الظالم ، فكره أن يسترجع شيئا قد عاقب الله عليه غاصبه وأثاب عليه المغضوب " . الثاني : " لأنا أهل بيت لا نأخذ حقوقنا ممن ظلمنا إلا هو " . ومهما يكن من أمر ، فإن الأحاديث تثبت حق فاطمة في فدك وأن أمير المؤمنين ( ع ) كان يعتقد بهذا الحق ، وهذا هو المهم فلا ينفعكم موقف أمير المؤمنين ( ع ) بعدم إرجاعها .
التعديل الأخير تم بواسطة MWALEY12; الساعة 22-08-2007, 08:52 AM.
تعليق