الاصــلاح الــديـنــي قــبــل الاصـــلاح الــسيــاســي
محمد شحرور
في الواقع ان احد الامور التي جعلتني آتي الى منتدى الدكتور جمال الاتاسي - رحمه الله - هو ان هذا المنتدى تأسس لندرب انفسنا فيه على قبول الآخر. وكلامي هنا الآن امتحان لقبول هذا المنتدى للرأي الآخر، لأنني قد اقول اشياء لا تعجبكم او لا تتوافق مع رأيكم.
سأبدأ حديثي بالمقدمات الآتية:
اولا - ثمة امور عندي غير قابلة للنقاش، منها الايمان. فالايمان بالله عندي تسليم وانا مسلّم بوجود الله واليوم الآخر. وهذه مسلّمة. والمسلّمة هي امر لا يمكن البرهان عليه علميا، كما لا يمكن دحضه علميا. ولهذا لا يجوز للملحد المنكر لوجود الله ان يقول: انا ملحد لأن الالحاد موقف علمي، ولا يجوز للمؤمن بوجود الله في المقابل ان يقول: انا مؤمن لأن الايمان موقف علمي. وعندي ان الالحاد او الايمان خيار يختاره الشخص بنفسه ولنفسه.
ثانيا - الايمان بأن محمدا عبدالله ورسوله، وبأن الكتاب الذي نزل عليه وحي موحى من اول سورة الفاتحة الى آخر سورة الناس. وهذا عندي ايضا ايمان تصديق انا به مؤمن كشأن ايمان التسليم الذي انا به مؤمن.
ثالثا- الكتاب الموحى لا يعتبر دليلا علميا، بل هو دليل ايماني. وعلى اتباع الرسالة المحمدية تقديم الدليل العلمي على صدقيته من خارجه. ولو كان القرآن دليلا علميا، لكفى ان نقول لأي انسان قال الله تعالى كذا وكذا فيقبله. ومن هنا فان على اتباع الرسالة المحمدية عندما يخاطبون العالم ان يقدموا الدليل على صدقية ما ورد في المصحف من خارجه وليس منه. فالعقل كالمظلة لا يعمل الا مفتوحا، فاذا اغلق توقف عن العمل، وتسبب في قتل صاحبه. وعلينا ان نفتح عقولنا حتى لا نموت. لكن الثقافة العربية الاسلامية الحالية ثقافة تقليدية تراثية نفتح الكتب والتلفزيونات والبرامج الثقافية، فنجد الثقافة العربية الاسلامية تعيد انتاج نفسها، وتكرر نفسها. لماذا؟ لأنها ثقافة تقوم على القياس ولا تقوم على الابداع، ونحن نحتاج الى ابداع وليس الى قياس.
نأتي الآن الى المفاهيم والقيم. القيمة الاولى هي الحرية، والقيمة الثانية هي العدالة. هاتان القيمتان كامنتان وراء كل الثورات الكبرى في العالم، السياسية منها والاقتصادية والاجتماعية. فحتى في الثورات ذات الجانب الدنيوي نجد هاتين القيمتين الحرية والعدالة. ثورة اوكتوبر الشيوعية قامت من اجل العدالة قبل ان تقوم من اجل الحرية. وثورة الزنج قامت من اجل الحرية قبل ان تقوم من اجل العدالة. وهناك ثورات قامت من اجل الاثنتين معا.
من الناحية النظرية، نجد مفاهيم الحرية والعدالة في تاريخنا العربي الاسلامي، ومن الناحية النظرية، نرى هذين المفهومين في كتاب الله الموحى. ويهمنا هنا الآن ان ننظر كيف مورس هذان المفهومان في تاريخنا العربي الاسلامي.
الحرية حتى هذه الساعة وعلى مر عصور التاريخ ليس لها وجود في الوعي الجمعي العربي والاسلامي. العدالة فقط هي الموجودة، واذا قالوا عن انسان انه عادل منصف اعجبنا ولم نسأل عن القيم الاخرى فيه. حتى عمر بن الخطاب ذلك الصحابي الجليل والزعيم الكبير استعمل لفظ الحرية في موقع المساواة والعدالة حين قال عبارته المشهورة في حادث القبطي مع ابن عمرو بن العاص "متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم احرارا". قد يقول قائل: انه يذكر الاستعباد والاحرار. اقول: نعم، لكنه لم يكن يعني الرق ونقيضه. كان يعني العدل في المساواة بين العبد والحر. والدليل ان الرق كان نظاما متبعا ايام عمر، وكان العبد يباع ويشترى ويؤجَّر، ولم يفعل عمر شيئا من اجل الغائه. ولو كان يعني بعبارته الحرية لفعل شيئاً من اجل الرق، لكنه لم يتدخل.
ولكن ما الذي حصل بعدها؟ الذي حصل اننا من اجل العدالة قبلنا بعصا عمر، ومات عمر، وبقيت العصا. لا بل كبرت وغلظت. وصرنا نقرأ عن الرشيد او المأمون انه كان ينزل متنكراً ليتفقد احوال الرعية، فنمدحه ونترحّم عليه دون ان نسأل كم من المساجين كان في سجونه. صرنا نمدح الحجاج لأنه نقّط القرآن، وننسى انه كان في سجونه حين مات - بحسب رواية الاصمعي - اكثر من 66 الف سجين. قبلنا ذلك كله لأن مفهوم العدالة هو المسيطر على رؤوسنا، قبلناه الى حد اننا اخترعنا مفهوما جديدا هو مفهوم المستبد العادل، ومع ذلك كان هناك تجاوز للعدالة. فنحن حين ننظر في الاسلام التاريخي وفي ادبياته الفقهية التطبيقية، نجد ان مفهوم العدالة قد حل محله مفهوم المستبد العادل، وان الحاكم لا يعزل وإن جار أو ظلم. ولا يعزل حتى إن فسق او أصيب بالجنون، لا يعزل ويحكم مدى الحياة. هكذا تبدو الحرية والعدالة في وعينا الجمعي وفي الكتب التي ما زالت تطبع حتى اليوم ونقبلها. ما زلنا نصفق للحاكم الذي يتنكر وينزل كي يتفقد أحوال الرعية، مع أنه لم يبق الآن ما يدعوه الى التنكر بوجود مؤسسات مجتمع مدني وأهلي تقوم بهذا الدور بالفرض.
ننتقل الآن لبيان الاساس النظري لمفهوم الحرية كما ورد في كتاب الله تعالى، ثم لنشرح بعده مفهوم الردة لما له من علاقة مباشرة بمفهوم الحرية. ففي كتاب الله مصطلحان: الاول هو العباد والثاني هو العبيد. فما الفرق بين العباد والعبيد؟ لقد ورد المصطلحان في كتاب الله، فهل نحن عباد الله أم عبيد الله؟ هذا هو السؤال. والجواب إن الناس هم عباد وليسوا عبيداً في كتاب الله تعالى.
لقد جاء المصطلحان من اصل ثلاثي هو "ع، ب، د" وهو من ألفاظ الاضداد في اللسان العربي التي تعني الشيء وضده معاً. وفعل عَبَدَ يعني أطاع كما يعني عصى في الوقت نفسه. أي أن العبادية تعني الطاعة والمعصية. وقد ورد هذا المصطلح بمعنييه في كتاب الله تعالى. فقال تعالى بمعنى الطاعة "إياك نعبد وإياك نستعين" (الفاتحة 5). وقال تعالى بمعنى المعصية "قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله..." (الزمر 53). وقال "قل إن كان للرحمن ولد فأنا اول العابدين" (الزخرف 81). وقال تعالى بمعنى الطاعة والمعصية معاً "نبّئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم" (الحجر 49). وقال "والنخل باسقات لها طلع نضيد، رزقاً للعباد" (ق ،10 11). وقال "وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون" (الذاريات 56). اي ليكونوا عباداً يطيعون ويعصون بملء ارادتهم واختيارهم. وليس كما يقول السادة العلماء أنه خلقهم ليصلوا ويصوموا ويكونوا عبيداً. فالعبودية غير مطلوبة اصلاً. والله سبحانه لم يطلب من الناس أن يكونوا عبيداً له في الحياة الدنيا، بل خلقهم ليكونوا عباداً، فيهم من يطيع فيصوم ويصلي، وفيهم يعصى فلا يصوم ولا يصلي.
إن حرية الاختيار التي يجسدها مصطلح العبادية هي كلمة الله العليا التي سبقت لأهل الارض، وقامت عليها حكمة الخلق بالاساس، في قوله تعالى. "ولولا كلمة سبقت من ربك لقضي بينهم..." (يونس 19 وهود 110 وطه 129 وفصّلت 45 والشورى 14). ولهذا فحين نكره الناس على الايمان او نكرههم على الالحاد تكون كلمة الله هي السفلى. ولهذا ايضاً أمر رسول الله صلوات الله عليه بالجهاد من اجل أن تكون كلمة الله هي العليا. ولكن عندما يُكره الناس على الصلاة ولو في المسجد الحرام تصبح كلمة الله هي السفلى. وعندما نُكره النساء على الحجاب كما في افغانستان او نكرههن على نزع الحجاب تصبح كلمة الله هي السفلى. القضية اذن قضية "لا إكراه في الدين" وقضية حرية اختيار، لولاها لما بقي معنى ليوم الحساب ولا للثواب والعقاب.
محمد شحرور
في الواقع ان احد الامور التي جعلتني آتي الى منتدى الدكتور جمال الاتاسي - رحمه الله - هو ان هذا المنتدى تأسس لندرب انفسنا فيه على قبول الآخر. وكلامي هنا الآن امتحان لقبول هذا المنتدى للرأي الآخر، لأنني قد اقول اشياء لا تعجبكم او لا تتوافق مع رأيكم.
سأبدأ حديثي بالمقدمات الآتية:
اولا - ثمة امور عندي غير قابلة للنقاش، منها الايمان. فالايمان بالله عندي تسليم وانا مسلّم بوجود الله واليوم الآخر. وهذه مسلّمة. والمسلّمة هي امر لا يمكن البرهان عليه علميا، كما لا يمكن دحضه علميا. ولهذا لا يجوز للملحد المنكر لوجود الله ان يقول: انا ملحد لأن الالحاد موقف علمي، ولا يجوز للمؤمن بوجود الله في المقابل ان يقول: انا مؤمن لأن الايمان موقف علمي. وعندي ان الالحاد او الايمان خيار يختاره الشخص بنفسه ولنفسه.
ثانيا - الايمان بأن محمدا عبدالله ورسوله، وبأن الكتاب الذي نزل عليه وحي موحى من اول سورة الفاتحة الى آخر سورة الناس. وهذا عندي ايضا ايمان تصديق انا به مؤمن كشأن ايمان التسليم الذي انا به مؤمن.
ثالثا- الكتاب الموحى لا يعتبر دليلا علميا، بل هو دليل ايماني. وعلى اتباع الرسالة المحمدية تقديم الدليل العلمي على صدقيته من خارجه. ولو كان القرآن دليلا علميا، لكفى ان نقول لأي انسان قال الله تعالى كذا وكذا فيقبله. ومن هنا فان على اتباع الرسالة المحمدية عندما يخاطبون العالم ان يقدموا الدليل على صدقية ما ورد في المصحف من خارجه وليس منه. فالعقل كالمظلة لا يعمل الا مفتوحا، فاذا اغلق توقف عن العمل، وتسبب في قتل صاحبه. وعلينا ان نفتح عقولنا حتى لا نموت. لكن الثقافة العربية الاسلامية الحالية ثقافة تقليدية تراثية نفتح الكتب والتلفزيونات والبرامج الثقافية، فنجد الثقافة العربية الاسلامية تعيد انتاج نفسها، وتكرر نفسها. لماذا؟ لأنها ثقافة تقوم على القياس ولا تقوم على الابداع، ونحن نحتاج الى ابداع وليس الى قياس.
نأتي الآن الى المفاهيم والقيم. القيمة الاولى هي الحرية، والقيمة الثانية هي العدالة. هاتان القيمتان كامنتان وراء كل الثورات الكبرى في العالم، السياسية منها والاقتصادية والاجتماعية. فحتى في الثورات ذات الجانب الدنيوي نجد هاتين القيمتين الحرية والعدالة. ثورة اوكتوبر الشيوعية قامت من اجل العدالة قبل ان تقوم من اجل الحرية. وثورة الزنج قامت من اجل الحرية قبل ان تقوم من اجل العدالة. وهناك ثورات قامت من اجل الاثنتين معا.
من الناحية النظرية، نجد مفاهيم الحرية والعدالة في تاريخنا العربي الاسلامي، ومن الناحية النظرية، نرى هذين المفهومين في كتاب الله الموحى. ويهمنا هنا الآن ان ننظر كيف مورس هذان المفهومان في تاريخنا العربي الاسلامي.
الحرية حتى هذه الساعة وعلى مر عصور التاريخ ليس لها وجود في الوعي الجمعي العربي والاسلامي. العدالة فقط هي الموجودة، واذا قالوا عن انسان انه عادل منصف اعجبنا ولم نسأل عن القيم الاخرى فيه. حتى عمر بن الخطاب ذلك الصحابي الجليل والزعيم الكبير استعمل لفظ الحرية في موقع المساواة والعدالة حين قال عبارته المشهورة في حادث القبطي مع ابن عمرو بن العاص "متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم احرارا". قد يقول قائل: انه يذكر الاستعباد والاحرار. اقول: نعم، لكنه لم يكن يعني الرق ونقيضه. كان يعني العدل في المساواة بين العبد والحر. والدليل ان الرق كان نظاما متبعا ايام عمر، وكان العبد يباع ويشترى ويؤجَّر، ولم يفعل عمر شيئا من اجل الغائه. ولو كان يعني بعبارته الحرية لفعل شيئاً من اجل الرق، لكنه لم يتدخل.
ولكن ما الذي حصل بعدها؟ الذي حصل اننا من اجل العدالة قبلنا بعصا عمر، ومات عمر، وبقيت العصا. لا بل كبرت وغلظت. وصرنا نقرأ عن الرشيد او المأمون انه كان ينزل متنكراً ليتفقد احوال الرعية، فنمدحه ونترحّم عليه دون ان نسأل كم من المساجين كان في سجونه. صرنا نمدح الحجاج لأنه نقّط القرآن، وننسى انه كان في سجونه حين مات - بحسب رواية الاصمعي - اكثر من 66 الف سجين. قبلنا ذلك كله لأن مفهوم العدالة هو المسيطر على رؤوسنا، قبلناه الى حد اننا اخترعنا مفهوما جديدا هو مفهوم المستبد العادل، ومع ذلك كان هناك تجاوز للعدالة. فنحن حين ننظر في الاسلام التاريخي وفي ادبياته الفقهية التطبيقية، نجد ان مفهوم العدالة قد حل محله مفهوم المستبد العادل، وان الحاكم لا يعزل وإن جار أو ظلم. ولا يعزل حتى إن فسق او أصيب بالجنون، لا يعزل ويحكم مدى الحياة. هكذا تبدو الحرية والعدالة في وعينا الجمعي وفي الكتب التي ما زالت تطبع حتى اليوم ونقبلها. ما زلنا نصفق للحاكم الذي يتنكر وينزل كي يتفقد أحوال الرعية، مع أنه لم يبق الآن ما يدعوه الى التنكر بوجود مؤسسات مجتمع مدني وأهلي تقوم بهذا الدور بالفرض.
ننتقل الآن لبيان الاساس النظري لمفهوم الحرية كما ورد في كتاب الله تعالى، ثم لنشرح بعده مفهوم الردة لما له من علاقة مباشرة بمفهوم الحرية. ففي كتاب الله مصطلحان: الاول هو العباد والثاني هو العبيد. فما الفرق بين العباد والعبيد؟ لقد ورد المصطلحان في كتاب الله، فهل نحن عباد الله أم عبيد الله؟ هذا هو السؤال. والجواب إن الناس هم عباد وليسوا عبيداً في كتاب الله تعالى.
لقد جاء المصطلحان من اصل ثلاثي هو "ع، ب، د" وهو من ألفاظ الاضداد في اللسان العربي التي تعني الشيء وضده معاً. وفعل عَبَدَ يعني أطاع كما يعني عصى في الوقت نفسه. أي أن العبادية تعني الطاعة والمعصية. وقد ورد هذا المصطلح بمعنييه في كتاب الله تعالى. فقال تعالى بمعنى الطاعة "إياك نعبد وإياك نستعين" (الفاتحة 5). وقال تعالى بمعنى المعصية "قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله..." (الزمر 53). وقال "قل إن كان للرحمن ولد فأنا اول العابدين" (الزخرف 81). وقال تعالى بمعنى الطاعة والمعصية معاً "نبّئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم" (الحجر 49). وقال "والنخل باسقات لها طلع نضيد، رزقاً للعباد" (ق ،10 11). وقال "وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون" (الذاريات 56). اي ليكونوا عباداً يطيعون ويعصون بملء ارادتهم واختيارهم. وليس كما يقول السادة العلماء أنه خلقهم ليصلوا ويصوموا ويكونوا عبيداً. فالعبودية غير مطلوبة اصلاً. والله سبحانه لم يطلب من الناس أن يكونوا عبيداً له في الحياة الدنيا، بل خلقهم ليكونوا عباداً، فيهم من يطيع فيصوم ويصلي، وفيهم يعصى فلا يصوم ولا يصلي.
إن حرية الاختيار التي يجسدها مصطلح العبادية هي كلمة الله العليا التي سبقت لأهل الارض، وقامت عليها حكمة الخلق بالاساس، في قوله تعالى. "ولولا كلمة سبقت من ربك لقضي بينهم..." (يونس 19 وهود 110 وطه 129 وفصّلت 45 والشورى 14). ولهذا فحين نكره الناس على الايمان او نكرههم على الالحاد تكون كلمة الله هي السفلى. ولهذا ايضاً أمر رسول الله صلوات الله عليه بالجهاد من اجل أن تكون كلمة الله هي العليا. ولكن عندما يُكره الناس على الصلاة ولو في المسجد الحرام تصبح كلمة الله هي السفلى. وعندما نُكره النساء على الحجاب كما في افغانستان او نكرههن على نزع الحجاب تصبح كلمة الله هي السفلى. القضية اذن قضية "لا إكراه في الدين" وقضية حرية اختيار، لولاها لما بقي معنى ليوم الحساب ولا للثواب والعقاب.
تعليق