كان علي عليه السلام ومن معه من بني هاشم وبعض الصحابة (أمثال الزبير، وطلحة، وعمار، وسلمان، وأبي ذر، والمقداد، وخزيمة ذي الشهادتين، وخالد بن سعيد، وأبي بن كعب، وأبي أيوب الأنصاري، وغيرهم) منشغلين بما أصاب المسلمين من وفاة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، والقيام بالواجب من تجهيز الجثمان الطاهر وتهيئته للتشييع إلى المثوى الأخير، ولم يعلموا بما حصل في السقيفة والبيعة التي تمت إلا بعد خروج أبي بكر وعمر ومن معهما من المسجد في ضجيجهم وسماعهم لتكبيرهم. وروي أن علياً قال عندما علم باحتجاج أبي بكر وعمر على الأنصار بقرشيتهم كأساس لاستحقاقهم للخلافة: (احتجوا بالشجرة وأضاعوا الثمرة) ( وامتنع علي ومن معه عن البيعة عندما جاءهم عمر طالباً منهم ذلك، حتى أن الزبير بن العوام أشهر سفيه تحدياً في وجه عمر ومن معه. ويذكر عباس محمود العقاد هذه الحقيقة التاريخية في كتابه (عبقرية عمر) كما يلي: (واستكثروا من عمر صرامته في الدعوة علي إلى مبايعة أبي بكر كما جاء في بعض الروايات التي نرجح صحتها، وخلاصتها: إن عمر أتى منزل علي وبه طلحة والزبير ورجال من المهاجرين، فقال: والله لأحرقن عليكم الدار أو لتخرجن إلى البيعة، فخرج الزبير مصلتا بالسيف، فسقط السيف من يده فوثبوا عليه فأخذوه. أو قال لهما عمر في رواية: أخرى: والله لتبايعان وأنتما طائعان أو لتبايعان وأنتما كارهان). ثم ذهب علي ليعبر عن احتجاجه ورفضه في حضرة أبي بكر قائلاً: (أنا عبد الله وأخو رسوله وأحق بهذا الأمر منكم، وأنتم أولى بالبيعة لي، أخذتم هذا الأمر من الأنصار واحتججتم عليهم بالقرابة من النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وتأخذونه [ أمر الخلافة ] منا أهل البيت غصباً؟... وأنا أحتج عليكم بمثل ما احتججتم به على الأنصار، نحن أولى برسول الله حياً وميتاً، فأنصفونا إن كنتم تؤمنون، وإلا فبؤوا بالظلم وأنتم تعلمون. إلى قوله: لنحن أحق به لأنا أهل البيت، ونحن أحق بهذا الأمر منكم ما دام فينا القارئ لكتاب الله، الفقيه في دين الله، العالم بسنن رسول الله، المضطلع بأمر الرعية، الدافع عنهم الأمور 1السيئة، القاسم بينهم بالسوية، والله إنه لفينا، فلا تتبعوا الهوى فتضلوا عن سبيل الله، فتزدادوا عن الحق بعداً) فقال له عمر: أنت لست متروكاً حتى تبايع. فقال له علي عليه السلام: إحلب حلباً لك شطره، واشدد له اليوم أمره يردده عليك غداً. والله يا عمر لا أقبل قولك ولا أبايع (). ثم خرج دون أن يبايع، وبقي كذلك هو ومن معه لمدة ستة شهور. ويؤكد البخاري هذه الحقيقة بما يرويه عن عمر: (وإنه كان من خبرنا حين توفى الله نبيه صلى الله عليه وآله وسلم، إلا أن الأنصار خالفونا، واجتمعوا بأسرهم في سقيفة بني ساعدة، وخالف منا علي والزبير ومن معهما) صحيح البخاري، كتاب المغازي، ج 5 ص 382. -------- هل العاقل و المسلم ذوي الغيرة يري اي اجماع . مع غض النظر بعدم اثبات الخلافة من الاجماع و سنكمل اقوال علماء اهل السنة بعدم الاجماع علي خلافة ابي بكر ان شاءالله
تعليق