بسم الله الرحمان الرحيم
الحمد لله ربّ الخلائق أجمعين، وأشرف الصلاة وأعزّ التسليم على سيّدنا ونبينا وحبيب قلوبنا وشفيع ذنوبنا أبي القاسم محمّد وأهل بيته الميامين الأطهار المعصومين المنتجبين...
كَثُرَ الكلام منذ مدّة على عبارة "حساب الخلق إليكم وحسابهم عليكم" الموجودة في الزيارة الجامعة الكبرى المروية عن الإمام الهادي عليه السَّلام، والعجب أنّ المنكر لها هو من أصحاب العمائم... وأحببتُ أنْ ألفت نظره ونظر مَن يقلده إلى وجود ما يؤيد هذه العبار ة الشريفة في السنة المطهرة (الروايات الشريفة)، وإليكم أخواني وأخواتي بعض هذه الروايات، آملين من المولى أنْ يتقبل أعمالنا وأعمالكم بقبوله الحسن، آملين أ لاّ تنسونا من طيب دعائكم:
(1) _ مناقب ابن شهرآشوب: الثعلبي في تفسيره عن مجاهد عن ابن عباس، وأبو القاسم القشيري في تفسيره عن الحاكم الحافظ عن أبي برزة، وابن بطة في إبانته باسناده عن أبي سعيد الخدري كلهم عن النبي صلى الله عليه وآله قال: لا تزول قدم عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربعة: عن عمره فيما أفناه، وعن شبابه فيما أبلاه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه، وعن حبنا أهل البيت.
(2) _ أربعين المكي وولاية الطبري فقال له: فما آية محبكم من بعدكم فوضع يده على رأس علي عليه السلام وهو إلى جانبه فقال: إن حبي من بعدي حب هذا.
(3) _ منقبة المطهرين عن أبي نعيم فقال عمر: وما آية حبكم يا رسول الله؟ قال: حب هذا، ووضع يده على كتف علي عليه السلام وقال: من أحبه فقد أحبنا ومن أبغضه فقد أبغضنا.
(4) _ ابن عباس: قال النبي صلى الله عليه وآله: والذي بعثني بالحق لا يقبل الله من عبد حسنة حتى يسأله عن حب علي بن أبي طالب عليه السلام.
(5) _ مجالس المفيد: الصدوق عن أبيه عن محمد العطار عن الأشعري عن الحسن بن علي الكوفي عن العباس بن عامر عن أحمد بن رزق الله عن يحيى بن أبي العلا عن جابر عن أبي جعفر عن أبيه عن جده عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إنه إذا كان يوم القيامة وسكن أهل الجنة الجنة وأهل النار النار مكث عبد في النار سبعون خريفا والخريف سبعون سنة، ثم إنه يسأل الله عز وجل ويناديه فيقول: يا رب أسألك بحق محمد وأهل بيته لما رحمتني. فيوحي الله جل جلاله إلى جبرئيل عليه السلام: اهبط إلى عبدي فأخرجه، فيقول جبرئيل: وكيف لي بالهبوط في النار؟ فيقول الله تبارك وتعالى: إني قد أمرتها أن تكون عليك بردا وسلاما، قال: فيقول: يا رب فما علمي بموضعه؟ فيقول: إنه من جب من سجين، فيهبط جبرئيل إلى النار فيجده معقولا على وجهه فيخرجه فيقف بين يدي الله عز وجل. فيقول الله تعالى: يا عبدي كم لبثت في النار تناشدني؟ فيقول: يا رب ما أحصيه فيقول الله عز وجل له: أما وعزتي وجلالي لولا من سألتني بحقهم عندي لأطلت هوانك في النار، ولكنه حتم على نفسي أن لا يسألني عبد بحق محمد وأهل بيته إلا غفرته له، ما كان بيني وبينه، وقد غفرت لك اليوم، ثم يؤمر به إلى الجنة.
(6) _ رجال الكشي: محمد بن مسعود قال: سمعت علي بن الحسن بن فضال ( 3 ) يقول: عجلان أبو صالح ثقة قال: قال له أبو عبد الله عليه السلام: يا عجلان كأني أنظر إليك إلى جنبي والناس يعرضون علي.
(7) _ أقول: روي البرسي في المشارق عن شريح باسناده عن نافع عن عمر بن الخطاب عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: يا علي أنت نذير أمتي وأنت ربيها وأنت صاحب حوضي وأنت ساقيه، وأنت يا علي ذو قرنيها، ولك كلا طرفيها، ولك الآخرة والأولى، فأنت يوم القيامة الساقي، والحسن الذائد، والحسين الأمير، وعلي ابن الحسين الفارط، ومحمد بن علي الناشر، وجعفر بن محمد السائق، وموسى بن جعفر المحصي للمحب والمنافق، وعلي بن موسى مرتب المؤمنين، ومحمد بن علي منزل أهل الجنة منازلهم، وعلي بن محمد خطيب أهل الجنة والحسن بن علي جامعهم حيث يأذن الله لمن يشاء ويرضى.
(8) _ وعن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: يا علي أنت صاحب الجنان وقاسم النيران، ألا وإن مالكا ورضوان يأتياني غدا عن أمر الرحمان، فيقولان أمالي الصدوق: يا محمد هذه مفاتيح الجنة والنار هبة من الله إليك، فسلمها إلى علي بن أبي طالب فأدفعها إليك، فمفاتيح الجنة والنار يومئذ بيدك تفعل بها ما تشاء.
(9) _ وروي المفضل بن عمر قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: إذا كان علي عليه السلام يدخل الجنة محبه والنار عدوه فأين مالك ورضوان إذا؟ فقال: يا مفضل أليس الخلائق كلهم يوم القيامة بأمر محمد؟ قلت: بلى، قال: فعلي عليه السلام يوم القيامة قسيم الجنة والنار بأمر محمد، ومالك ورضوان أمرهما إليه، خذها يا مفضل فإنها من مكنون العلم ومخزونه.
(10) _ وروي عن الصادق عليه السلام أنه قال: إذا كان يوم القيامة ولينا أمر شيعتنا ‹ صفحة 314 › فما كان عليهم لله فهو لنا، وما كان لنا فهو لهم، وما كان للناس فهو علينا.
(11) _ وفي رواية ابن جميل: ما كان عليهم لله فهو لنا، وما كان للناس استوهبناه وما كان لنا فنحن أحق من عفا عن محبيه.
(12) _ وفي رواية إن رجلا من المنافقين قال لأبي الحسن الثاني عليه السلام: إن من شيعتكم قوما يشربون الخمر على الطريق، فقال: الحمد لله الذي جعلهم على الطريق فلا يزيغون عنه. واعترضه آخر فقال: إن من شيعتك من يشرب النبيذ فقال عليه السلام: قد كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله يشربون النبيذ، فقال الرجل: ما أعني ماء العسل وإنما أعني الخمر. قال: فعرق وجهه، ثم قال: الله أكرم من أن يجمع في قلب المؤمن بين رسيس الخمر وحبنا أهل البيت، ثم صبر هنيئة وقال: فان فعلها المنكوب منهم فإنه يجد ربا رؤوفا ونبيا عطوفا وإماما له على الحوض عروفا وسادة له بالشفاعة وقوفا، وتجد أنت روحك في برهوت ملوفا.
بيان: رسيس الحب والحمى: ابتداؤهما، ولعل المراد هنا ابتداء شربها فكيف إدمانها، وفي بعض النسخ: بالدال، وهو نتن الإبط، فالمراد هنا مطلق النتن، ويقال: نكبه الدهر، أي بلغ منه أو أصابه بنكبة. قوله: عروفا، أي يعرف محبه من مبغضه. وقال الفيروزآبادي: لفت الطعام لوفا: أكلته أو مضغته، وكلا ملوف: غسله المطر انتهى. أي مأكولا أكلتك النار، وفي بعض النسخ ملهوفا.
(13) _ وقال الكراجكي في كنز الفوائد في بيان معتقد الامامية: يجب أن يعتقد أن أنبياء الله تعالى وحججه عليهم السلام هم في القيامة المتولون للحساب بإذن الله تعالى، وأن حجة أهل كل زمان يتولى أمر رعيته الذين كانوا في وقته. وإن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله والأئمة الاثني عشر من بعده عليهم السلام هم أصحاب الأعراف الذين لا يدخل الجنة إلا من عرفهم وعرفوه ولا يدخل النار إلا من أنكرهم وأنكروه، وإن رسول الله صلى الله عليه وآله يحاسب أهل وقته وعصره، وكذلك كل إمام بعده، وأن المهدي صلوات الله عليه هو المواقف لأهل زمانه، والمسائل للذين في وقته.
(14) _ المناقب لمحمد بن أحمد بن شاذان باسناده عن أبي ذر رضي الله عنه قال: نظر النبي صلى الله عليه وآله إلى علي بن أبي طالب عليه السلام فقال: هذا خير الأولين والآخرين من أهل السماوات والأرضين، هذا سيد الوصيين وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين. إذا كان يوم القيامة جاء على ناقة من نوق الجنة قد أضاءت القيامة من ضوئها وعلى رأسه تاج مرصع بالزبرجد والياقوت فتقول الملائكة: هذا ملك مقرب، ويقول النبيون: هذا نبي مرسل، فينادي مناد من بطنان العرش: هذا الصديق الأكبر هذا وصي حبيب الله، هذا علي بن أبي طالب، فيقف على متن جهنم فيخرج منها من يحب ويدخل فيها من يبغض، ويأتي أبواب الجنة فيدخل أولياءه الجنة بغير حساب.
ورواه الحسن بن سليمان في كتاب المحتضر من كتاب السيد حسن بن كبش مثله.
(15) _ ومنه رفعه إلى جابر عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: إذا كان يوم القيامة وجمع الله الأولين والآخرين لفصل الخطاب دعا رسول الله صلى الله عليه وآله ودعا أمير المؤمنين عليه السلام فيكسى رسول الله صلى الله عليه وآله حلة خضراء تضيئ ما بين المشرق والمغرب، و يكسى علي عليه السلام مثلها ويكسى رسول الله صلى الله عليه وآله حلة وردية تضيئ ما بين المشرق و المغرب، ويكسى علي عليه السلام مثلها ثم يدعى بنا فيدفع إلينا حساب الناس، فنحن والله ندخل أهل الجنة الجنة وندخل أهل النار النار. ثم يدعى بالنبيين عليهم السلام فيقامون صفين عند عرش الله عز وجل حتى نفرغ من حساب الناس، فإذا دخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار بعث الله تبارك وتعالى عليا فأنزلهم منازلهم في الجنة وزوجهم فعلي والله الذي يزوج أهل الجنة في الجنة وما ذلك إلى أحد غيره كرامة من الله عز ذكره له، وفضلا فضله به ومن به عليه. وهو والله يدخل أهل النار النار، وهو الذي يغلق على أهل الجنة إذا دخلوا فيها أبوابها، ويغلق على أهل النار إذا دخلوا فيها أبوابها، لان أبواب الجنة إليه وأبواب النار إليه.
(16) _ ومنه مرفوعا إلى سماعة قال: قال لي أبو الحسن عليه السلام: إذا كان لك يا سماعة عند الله حاجة فقل: ( اللهم إني أسألك بحق محمد وعلي فان لهما عندك شأنا من الشأن وقدرا من القدر فبحق ذلك الشأن وبحق ذلك القدر أن تصلي على محمد و آل محمد وأن تفعل بي كذا وكذا ) فإنه إذا كان يوم القيامة لم يبق ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا مؤمن امتحن الله قلبه للايمان إلا وهو محتاج إليهما في ذلك اليوم.
(*) بحار الأنوار:27 باب9 ح1-16
الحمد لله ربّ الخلائق أجمعين، وأشرف الصلاة وأعزّ التسليم على سيّدنا ونبينا وحبيب قلوبنا وشفيع ذنوبنا أبي القاسم محمّد وأهل بيته الميامين الأطهار المعصومين المنتجبين...
كَثُرَ الكلام منذ مدّة على عبارة "حساب الخلق إليكم وحسابهم عليكم" الموجودة في الزيارة الجامعة الكبرى المروية عن الإمام الهادي عليه السَّلام، والعجب أنّ المنكر لها هو من أصحاب العمائم... وأحببتُ أنْ ألفت نظره ونظر مَن يقلده إلى وجود ما يؤيد هذه العبار ة الشريفة في السنة المطهرة (الروايات الشريفة)، وإليكم أخواني وأخواتي بعض هذه الروايات، آملين من المولى أنْ يتقبل أعمالنا وأعمالكم بقبوله الحسن، آملين أ لاّ تنسونا من طيب دعائكم:
أنّ الأئمّة (عليهم السّلام) شفعاء الخلق، وأنّ إياب الخلق إليهم وحسابهم عليهم، وأنّ العبد يُسأل يوم القيامة عن حبهم وولايتهم (عليهم السَّلام)(*)
(2) _ أربعين المكي وولاية الطبري فقال له: فما آية محبكم من بعدكم فوضع يده على رأس علي عليه السلام وهو إلى جانبه فقال: إن حبي من بعدي حب هذا.
(3) _ منقبة المطهرين عن أبي نعيم فقال عمر: وما آية حبكم يا رسول الله؟ قال: حب هذا، ووضع يده على كتف علي عليه السلام وقال: من أحبه فقد أحبنا ومن أبغضه فقد أبغضنا.
(4) _ ابن عباس: قال النبي صلى الله عليه وآله: والذي بعثني بالحق لا يقبل الله من عبد حسنة حتى يسأله عن حب علي بن أبي طالب عليه السلام.
(5) _ مجالس المفيد: الصدوق عن أبيه عن محمد العطار عن الأشعري عن الحسن بن علي الكوفي عن العباس بن عامر عن أحمد بن رزق الله عن يحيى بن أبي العلا عن جابر عن أبي جعفر عن أبيه عن جده عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إنه إذا كان يوم القيامة وسكن أهل الجنة الجنة وأهل النار النار مكث عبد في النار سبعون خريفا والخريف سبعون سنة، ثم إنه يسأل الله عز وجل ويناديه فيقول: يا رب أسألك بحق محمد وأهل بيته لما رحمتني. فيوحي الله جل جلاله إلى جبرئيل عليه السلام: اهبط إلى عبدي فأخرجه، فيقول جبرئيل: وكيف لي بالهبوط في النار؟ فيقول الله تبارك وتعالى: إني قد أمرتها أن تكون عليك بردا وسلاما، قال: فيقول: يا رب فما علمي بموضعه؟ فيقول: إنه من جب من سجين، فيهبط جبرئيل إلى النار فيجده معقولا على وجهه فيخرجه فيقف بين يدي الله عز وجل. فيقول الله تعالى: يا عبدي كم لبثت في النار تناشدني؟ فيقول: يا رب ما أحصيه فيقول الله عز وجل له: أما وعزتي وجلالي لولا من سألتني بحقهم عندي لأطلت هوانك في النار، ولكنه حتم على نفسي أن لا يسألني عبد بحق محمد وأهل بيته إلا غفرته له، ما كان بيني وبينه، وقد غفرت لك اليوم، ثم يؤمر به إلى الجنة.
(6) _ رجال الكشي: محمد بن مسعود قال: سمعت علي بن الحسن بن فضال ( 3 ) يقول: عجلان أبو صالح ثقة قال: قال له أبو عبد الله عليه السلام: يا عجلان كأني أنظر إليك إلى جنبي والناس يعرضون علي.
(7) _ أقول: روي البرسي في المشارق عن شريح باسناده عن نافع عن عمر بن الخطاب عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: يا علي أنت نذير أمتي وأنت ربيها وأنت صاحب حوضي وأنت ساقيه، وأنت يا علي ذو قرنيها، ولك كلا طرفيها، ولك الآخرة والأولى، فأنت يوم القيامة الساقي، والحسن الذائد، والحسين الأمير، وعلي ابن الحسين الفارط، ومحمد بن علي الناشر، وجعفر بن محمد السائق، وموسى بن جعفر المحصي للمحب والمنافق، وعلي بن موسى مرتب المؤمنين، ومحمد بن علي منزل أهل الجنة منازلهم، وعلي بن محمد خطيب أهل الجنة والحسن بن علي جامعهم حيث يأذن الله لمن يشاء ويرضى.
(8) _ وعن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: يا علي أنت صاحب الجنان وقاسم النيران، ألا وإن مالكا ورضوان يأتياني غدا عن أمر الرحمان، فيقولان أمالي الصدوق: يا محمد هذه مفاتيح الجنة والنار هبة من الله إليك، فسلمها إلى علي بن أبي طالب فأدفعها إليك، فمفاتيح الجنة والنار يومئذ بيدك تفعل بها ما تشاء.
(9) _ وروي المفضل بن عمر قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: إذا كان علي عليه السلام يدخل الجنة محبه والنار عدوه فأين مالك ورضوان إذا؟ فقال: يا مفضل أليس الخلائق كلهم يوم القيامة بأمر محمد؟ قلت: بلى، قال: فعلي عليه السلام يوم القيامة قسيم الجنة والنار بأمر محمد، ومالك ورضوان أمرهما إليه، خذها يا مفضل فإنها من مكنون العلم ومخزونه.
(10) _ وروي عن الصادق عليه السلام أنه قال: إذا كان يوم القيامة ولينا أمر شيعتنا ‹ صفحة 314 › فما كان عليهم لله فهو لنا، وما كان لنا فهو لهم، وما كان للناس فهو علينا.
(11) _ وفي رواية ابن جميل: ما كان عليهم لله فهو لنا، وما كان للناس استوهبناه وما كان لنا فنحن أحق من عفا عن محبيه.
(12) _ وفي رواية إن رجلا من المنافقين قال لأبي الحسن الثاني عليه السلام: إن من شيعتكم قوما يشربون الخمر على الطريق، فقال: الحمد لله الذي جعلهم على الطريق فلا يزيغون عنه. واعترضه آخر فقال: إن من شيعتك من يشرب النبيذ فقال عليه السلام: قد كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله يشربون النبيذ، فقال الرجل: ما أعني ماء العسل وإنما أعني الخمر. قال: فعرق وجهه، ثم قال: الله أكرم من أن يجمع في قلب المؤمن بين رسيس الخمر وحبنا أهل البيت، ثم صبر هنيئة وقال: فان فعلها المنكوب منهم فإنه يجد ربا رؤوفا ونبيا عطوفا وإماما له على الحوض عروفا وسادة له بالشفاعة وقوفا، وتجد أنت روحك في برهوت ملوفا.
بيان: رسيس الحب والحمى: ابتداؤهما، ولعل المراد هنا ابتداء شربها فكيف إدمانها، وفي بعض النسخ: بالدال، وهو نتن الإبط، فالمراد هنا مطلق النتن، ويقال: نكبه الدهر، أي بلغ منه أو أصابه بنكبة. قوله: عروفا، أي يعرف محبه من مبغضه. وقال الفيروزآبادي: لفت الطعام لوفا: أكلته أو مضغته، وكلا ملوف: غسله المطر انتهى. أي مأكولا أكلتك النار، وفي بعض النسخ ملهوفا.
(13) _ وقال الكراجكي في كنز الفوائد في بيان معتقد الامامية: يجب أن يعتقد أن أنبياء الله تعالى وحججه عليهم السلام هم في القيامة المتولون للحساب بإذن الله تعالى، وأن حجة أهل كل زمان يتولى أمر رعيته الذين كانوا في وقته. وإن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله والأئمة الاثني عشر من بعده عليهم السلام هم أصحاب الأعراف الذين لا يدخل الجنة إلا من عرفهم وعرفوه ولا يدخل النار إلا من أنكرهم وأنكروه، وإن رسول الله صلى الله عليه وآله يحاسب أهل وقته وعصره، وكذلك كل إمام بعده، وأن المهدي صلوات الله عليه هو المواقف لأهل زمانه، والمسائل للذين في وقته.
(14) _ المناقب لمحمد بن أحمد بن شاذان باسناده عن أبي ذر رضي الله عنه قال: نظر النبي صلى الله عليه وآله إلى علي بن أبي طالب عليه السلام فقال: هذا خير الأولين والآخرين من أهل السماوات والأرضين، هذا سيد الوصيين وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين. إذا كان يوم القيامة جاء على ناقة من نوق الجنة قد أضاءت القيامة من ضوئها وعلى رأسه تاج مرصع بالزبرجد والياقوت فتقول الملائكة: هذا ملك مقرب، ويقول النبيون: هذا نبي مرسل، فينادي مناد من بطنان العرش: هذا الصديق الأكبر هذا وصي حبيب الله، هذا علي بن أبي طالب، فيقف على متن جهنم فيخرج منها من يحب ويدخل فيها من يبغض، ويأتي أبواب الجنة فيدخل أولياءه الجنة بغير حساب.
ورواه الحسن بن سليمان في كتاب المحتضر من كتاب السيد حسن بن كبش مثله.
(15) _ ومنه رفعه إلى جابر عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: إذا كان يوم القيامة وجمع الله الأولين والآخرين لفصل الخطاب دعا رسول الله صلى الله عليه وآله ودعا أمير المؤمنين عليه السلام فيكسى رسول الله صلى الله عليه وآله حلة خضراء تضيئ ما بين المشرق والمغرب، و يكسى علي عليه السلام مثلها ويكسى رسول الله صلى الله عليه وآله حلة وردية تضيئ ما بين المشرق و المغرب، ويكسى علي عليه السلام مثلها ثم يدعى بنا فيدفع إلينا حساب الناس، فنحن والله ندخل أهل الجنة الجنة وندخل أهل النار النار. ثم يدعى بالنبيين عليهم السلام فيقامون صفين عند عرش الله عز وجل حتى نفرغ من حساب الناس، فإذا دخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار بعث الله تبارك وتعالى عليا فأنزلهم منازلهم في الجنة وزوجهم فعلي والله الذي يزوج أهل الجنة في الجنة وما ذلك إلى أحد غيره كرامة من الله عز ذكره له، وفضلا فضله به ومن به عليه. وهو والله يدخل أهل النار النار، وهو الذي يغلق على أهل الجنة إذا دخلوا فيها أبوابها، ويغلق على أهل النار إذا دخلوا فيها أبوابها، لان أبواب الجنة إليه وأبواب النار إليه.
(16) _ ومنه مرفوعا إلى سماعة قال: قال لي أبو الحسن عليه السلام: إذا كان لك يا سماعة عند الله حاجة فقل: ( اللهم إني أسألك بحق محمد وعلي فان لهما عندك شأنا من الشأن وقدرا من القدر فبحق ذلك الشأن وبحق ذلك القدر أن تصلي على محمد و آل محمد وأن تفعل بي كذا وكذا ) فإنه إذا كان يوم القيامة لم يبق ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا مؤمن امتحن الله قلبه للايمان إلا وهو محتاج إليهما في ذلك اليوم.
(*) بحار الأنوار:27 باب9 ح1-16
تعليق