المناظرة معنى معروف ومشهور ولتقريبه (هو ان يأتي اثنان بطرح مسألة علمية ويدافع كل منهما عن رأيه اثباتاً ولرأي صاحبه نفياً) وقد تسمى بالنقاش الموضوعي أو غيره المهم ان هناك من يأتي بآراء علمية وهناك من يحاول ان ينقض عليه تلك الاراء فيجلسون ويتباحثون ويحددون الخطأ من الصواب أو يجد الحاضرون ذلك وهذا المعنى لا اشكال في وجوده فضلاً عن انكاره فهو موجود عند طلبة الحوزة العلمية وان كانوا يلحقونه بباب المباحثة الجارية بينهم وهو موجود عند العوام بكثرة ويأخذ طابع الجدل وهذا المعنى موجود ايضاً في التاريخ بكثرة ومثاله من الأئمة (عليهم السلام) , ما جرى بين الإمام الباقر (عليه السلام) وبين النصراني وبين الإمام الصادق (عليه السلام) مع أبي حنيفة مثلاً وغيره ايضاً كثير ومشهور بين الإمام الجواد (عليه السلام) ويحيى بن اكثم وهكذا كل الأئمة قد ناظروا ومن بعدهم العلماء (رضوان الله عليهم) امثال الحلي وعبد الحسين شرف الدين الموسوي وغيرهم كثير وبهذا المعنى طلب السيد الصدر (قدس سره) المناظرة من العلماء وايّده ولم ينكر عليه الكثير من الطلبة امثال الشيخ اليعقوبي والسيد الحسني (دام ظله) وغيرهم .
ولنأتي لمزيد من البيان ببعض الادلة النقلية على وجود المناظرة العلمية وتحققها وارجحيتها :
1- من القرآن الكريم :
أ- قوله تعالى لنبيه(صلى الله عليه وآله وسلم) آمراً له بأن يجادل الكفار والمنافقين : (وجادلهم بالتي هي احسن)
ب- امره تعالى لنبيه (صلى الله عليه وآله وسلم) في ان يستنطق الكفار لاخراج ادلتهم وابطالها : (قل هل عندكم من علم فتخرجوه لنا)
ج- ومن الانبياء مثاله في القرآن نوح (عليه السلام) : (قالوا يا نوح قد جادلتنا فاكثرت جدالنا)
د- وكذلك ابراهيم (عليه السلام) : (ألم ترَ إلى الذي حاج ابراهيم في ربه) .
2- من الاحاديث المروية :
أ- عن الناهر بن الصباح , قال : (كان ابو عبد الله الصادق (عليه السلام) يقول لعبد الرحمن بن الحجاج : كلّم أهل المدينة , فإني أحب ان يرى في رجال الشيعة مثلك)
ب- قال الإمام ابو الحسن موسى بن جعفر (عليه السلام) لمحمد بن الحكيم : كلّم الناس , وبيّن لهم الحق الذي انت عليه , وبيّن لهم الضلالة التي هم عليها .
ج- سأل هشام بن الحكم الإمام الصادق (عليه السلام) عن اسماء الله تعالى واشتقاقها فأجابه ثم قال له : أ فهمت يا هشام فهماً تدفع به وتناضل به اعدائنا والمتخذين مع الله عز وجل غيره .
قال هشام : نعم
قال (عليه السلام) : نفعك الله به وثبتك يا هشام .
قال هشام : فوالله ما قهرني احد في التوحيد حتى قمت مقامي هذا .
د- قال يونس بن يعقوب : ورد رجل من أهل الشام على الإمام الصادق (عليه السلام) يريد مناظرة اصحابه فقال لي ابو عبدالله (عليه السلام) : يا يونس لو كنت تحسن الكلام كلمته .
فقلت : يا لها من حسرة , فقال لي : اخرج فانظر من ترى من المتكلمين فادخلهم . فادخلت حمران بن اعين والاحول الطاقي وهشام بن سالم وقيس بن الماصر وكان المجلس منعقداً في خيمة صغيرة في طرف الحرم يستقر فيها الإمام (عليه السلام) وقال : ناصرنا بقلبه ولسانه ويده , ثم امر الإمام (عليه السلام) اصحابه واحداً واحداً بتكليم الشامي وكان هشام بن الحكم اجودهم في المناظرة حتى انتهى الأمر إلى ايمان الشامي . وعندها التفت الإمام (عليه السلام) إلى اصحابه وشرع يبين لهم مرتبة كل منهم في المجادلة حتى انتهى إلى هشام بن الحكم فقال له : مثلك فليكلم الناس .
وغيرها كثير من المرويات التي تثبت المناظرة في عهد الأئمة (عليهم السلام) بل وتأكيدهم عليها كما هو واضح وان شئت الزيادة فعليك بالكتب الخاصة .
3- من اقوال العلماء :
واكتفي في احكام بما حرره الفقيه زين الدين علي بن احمد العاملي الملقب بالشهيد الثاني في كتابه منية المريد في آداب المفيد والمستفيد (احد الكتب الاخلاقية التي تدرس في الحوزة) الباب الثالث في المناظرة وشروطها وآدابها :
أ- اعلم ان المناظرة في احكام الدين من الدين ولكن لها شروط ومحل ووقت , من اشتغل بها على وجهها وقام بشروطها فقد قام بحدودها واقتدى بالسلف فيها فإنهم تناظروا في مسائل وما تناظروا إلا لله ولطلب وما هو حق عند الله تعالى (ص 154) .
ب- آداب المناظرة .... (الثانية) ان لا يكون ثم ما هو أهم من المناظرة في ان المناظرة إذا وقعت على وجهها الشرعي وكانت في واجب فهي من فروض الكفايات (ص 145 - 155) .
ج- ان يناظر مع من هو مشتغل بالعلم يستفيد منه ان كان يطلب الحق , والغالب انه , يحترزون من مناظرة الفحول والاكابر خوفاً من ظهور الحق على لسانهم ويرغبون فيمن دونهم طمعاً في ترويج الباطل عليهم (ص 156) .
وبعد هذا كله هل هناك طريق لانكار المناظرة ؟
نعم هناك من انكرها وقال بعدم وجودها حيث لم يسمع بذلك في ان طبيبين قد تناظرا لتحديد مستواهم العلمي , وسبحان الله (جحدوها واستيقنتها انفسهم) .
ولنأتي لمزيد من البيان ببعض الادلة النقلية على وجود المناظرة العلمية وتحققها وارجحيتها :
1- من القرآن الكريم :
أ- قوله تعالى لنبيه(صلى الله عليه وآله وسلم) آمراً له بأن يجادل الكفار والمنافقين : (وجادلهم بالتي هي احسن)
ب- امره تعالى لنبيه (صلى الله عليه وآله وسلم) في ان يستنطق الكفار لاخراج ادلتهم وابطالها : (قل هل عندكم من علم فتخرجوه لنا)
ج- ومن الانبياء مثاله في القرآن نوح (عليه السلام) : (قالوا يا نوح قد جادلتنا فاكثرت جدالنا)
د- وكذلك ابراهيم (عليه السلام) : (ألم ترَ إلى الذي حاج ابراهيم في ربه) .
2- من الاحاديث المروية :
أ- عن الناهر بن الصباح , قال : (كان ابو عبد الله الصادق (عليه السلام) يقول لعبد الرحمن بن الحجاج : كلّم أهل المدينة , فإني أحب ان يرى في رجال الشيعة مثلك)
ب- قال الإمام ابو الحسن موسى بن جعفر (عليه السلام) لمحمد بن الحكيم : كلّم الناس , وبيّن لهم الحق الذي انت عليه , وبيّن لهم الضلالة التي هم عليها .
ج- سأل هشام بن الحكم الإمام الصادق (عليه السلام) عن اسماء الله تعالى واشتقاقها فأجابه ثم قال له : أ فهمت يا هشام فهماً تدفع به وتناضل به اعدائنا والمتخذين مع الله عز وجل غيره .
قال هشام : نعم
قال (عليه السلام) : نفعك الله به وثبتك يا هشام .
قال هشام : فوالله ما قهرني احد في التوحيد حتى قمت مقامي هذا .
د- قال يونس بن يعقوب : ورد رجل من أهل الشام على الإمام الصادق (عليه السلام) يريد مناظرة اصحابه فقال لي ابو عبدالله (عليه السلام) : يا يونس لو كنت تحسن الكلام كلمته .
فقلت : يا لها من حسرة , فقال لي : اخرج فانظر من ترى من المتكلمين فادخلهم . فادخلت حمران بن اعين والاحول الطاقي وهشام بن سالم وقيس بن الماصر وكان المجلس منعقداً في خيمة صغيرة في طرف الحرم يستقر فيها الإمام (عليه السلام) وقال : ناصرنا بقلبه ولسانه ويده , ثم امر الإمام (عليه السلام) اصحابه واحداً واحداً بتكليم الشامي وكان هشام بن الحكم اجودهم في المناظرة حتى انتهى الأمر إلى ايمان الشامي . وعندها التفت الإمام (عليه السلام) إلى اصحابه وشرع يبين لهم مرتبة كل منهم في المجادلة حتى انتهى إلى هشام بن الحكم فقال له : مثلك فليكلم الناس .
وغيرها كثير من المرويات التي تثبت المناظرة في عهد الأئمة (عليهم السلام) بل وتأكيدهم عليها كما هو واضح وان شئت الزيادة فعليك بالكتب الخاصة .
3- من اقوال العلماء :
واكتفي في احكام بما حرره الفقيه زين الدين علي بن احمد العاملي الملقب بالشهيد الثاني في كتابه منية المريد في آداب المفيد والمستفيد (احد الكتب الاخلاقية التي تدرس في الحوزة) الباب الثالث في المناظرة وشروطها وآدابها :
أ- اعلم ان المناظرة في احكام الدين من الدين ولكن لها شروط ومحل ووقت , من اشتغل بها على وجهها وقام بشروطها فقد قام بحدودها واقتدى بالسلف فيها فإنهم تناظروا في مسائل وما تناظروا إلا لله ولطلب وما هو حق عند الله تعالى (ص 154) .
ب- آداب المناظرة .... (الثانية) ان لا يكون ثم ما هو أهم من المناظرة في ان المناظرة إذا وقعت على وجهها الشرعي وكانت في واجب فهي من فروض الكفايات (ص 145 - 155) .
ج- ان يناظر مع من هو مشتغل بالعلم يستفيد منه ان كان يطلب الحق , والغالب انه , يحترزون من مناظرة الفحول والاكابر خوفاً من ظهور الحق على لسانهم ويرغبون فيمن دونهم طمعاً في ترويج الباطل عليهم (ص 156) .
وبعد هذا كله هل هناك طريق لانكار المناظرة ؟
نعم هناك من انكرها وقال بعدم وجودها حيث لم يسمع بذلك في ان طبيبين قد تناظرا لتحديد مستواهم العلمي , وسبحان الله (جحدوها واستيقنتها انفسهم) .
تعليق