إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

الشجرة التي تبكي الدم في يوم عاشوراء

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #16
    المشاركة الأصلية بواسطة خادم خدام الزهراء
    وتوجد سدرة ي كربلاء ايضا تبكي دما يوم عاشوراء في شارع معروف وهو شارع السدرة بين حرم الحسين ومقام الامام المهدي
    وفي الكاظمية توجد مثل هذه السدرة
    والله بجد

    كمان شويه هلاقي شيعي بيطلع يقولي ابو الهول بيزرف دما على موت الحسين


    ملحوظه عشان ماحدش ياخد فرصه يخرج عن نص الموضوع

    الاصنام اللي عندنا في مصر كلها وبيسموها بلاثار انا مستنكر وجودها وغير راض عنها باي شكل من الاشكال

    واشهد الله على ذلك

    إنا لله و إنا اليه راجعون

    اتق الله وحكموا العقول بالله عليكم

    ربنا يستر على النيل ينشف برضوع حزن على الحسين

    هوا مين قتل الحسين ؟؟؟؟؟؟؟؟؟

    تعليق


    • #17
      وانتظر انى معكم من المنتظرين

      مافيش رجاله هنا ولا ايه

      في ايه يا شباب

      عاوزين همه بقالي 4 ايام طالب حد يتبرع ويقولي انا لها

      عرفت ان العراقي هنا والممرض كمان

      مش كنتوا في منتدى السنه عاملين رجاله ليه بتهربوا دلوقتى

      يلا بينا بقي

      تعليق


      • #18
        السلام على الحسين، وعلى علي بن الحسين، وعلى أولاد الحسين، وعلى أصحاب الحسين..
        النباتات وحتى الجمادات تبكي على سيد الشهداء (عليه السلام)، وأعداء أهل البيت (عليهم السلام) كما نعتهم الله تعالى في كتابه كالأنعام بل هم أضل سبيلا..
        http://www.imamreza.net/arb/imamreza.php?id=92

        تعليق


        • #19
          هذا الرد يناسبك ايضا ايتها الشيعيه

          ولكن ازيد عليه ان كان كل شئ يبكى على سيدنا الحسين فمن باب اولي ان تبكى على موت المصطفي صلي الله عليه وآله وسلم

          ولا انتى مش معايا يا استاذه شيعيه



          ا جنه الحسين

          لو حكمتى العقل شويه هتلاقي نفسك بتقولي

          السام على رسول الله

          فهو اولي من سيدنا الحسين وغيره واحق من كل البشر ان يسلم عليه

          مش كدا ولا ايه يا اهل الشيعه

          مش كدا ولا ايه يا جنه

          اتق الله يا جنه يا شيعيه

          اللهم ثبتك على ما انتى عليه

          اللهم ثبتهم جميعا على ما هم عليه

          اللهم آمين

          ماتنسيش لما تدخلى انتى وغيرك يآمن على كلامى ودعائي لكم بالثبات على ما انتم عليه اللهم امين


          يا جنه ارجوكى فكري شويه وابقي عرفينى النتيجه اوكى

          السلام على من اتبع الهدى وعرف حق ربه
          التعديل الأخير تم بواسطة محمد نبينا; الساعة 18-10-2007, 07:48 AM.

          تعليق


          • #20
            اللهم ثبتنا على ما نحن عليه


            ومن قال لك لا نبكي رسول الله صلى الله عليه وآله

            ومن قال لك لا نسلم عليه صلى الله عليه وآله وسلم

            الله يستجيب دعوتك الأخيرة لنا بأن يثبتنا الله على ما نحن عليه

            السلام عليك يا أبا عبد الله

            السلام على من بكت عليه السما. وسكانها

            السلام عليك يا بن المصطفى وعلي المرتضى وفاطمة الزهراء

            لعن الله من عاداك وجهل حقك يا سيدي وابن سادتي وأبا السادات الأطهار

            السلام عليك يا أبا الأحرار ..


            الحمد لله أننا شيعة الكرار .. وأتباع الأطهار ..
            الحمد لله على نعمة الولاء ..
            الحمد لله الذي جعل أعدائنا من الحمقى
            اللهم صلي على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم (واقطع اللهم دابرهم) بالقريب العاجل يارب العالمين

            تعليق


            • #21
              بسم الله الرحمن الرحيم
              اللهم صل على محمد و ال محمد
              السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

              يطلب من الجميع عدم الدخول في مهاترات خارج نطاق الموضوع و التعدي على المقامات الطاهره مرفوض قطعا

              لذلك ان اي مشاركه تخالف نظام المنتدى سوف يتخذ بحق صاحبها الاجراء المناسب

              تحياتي


              م1

              تعليق


              • #22
                جواز التبرك و التوسل



                أدلة على جواز التوسل بالنبي وزيارة قبره الشريف

                بسم الله الرحمن الرحيم
                الحمد لله رب العالمين و الصلاة والسلام على سيدنا محمَّد طبِّ القلوبِ و دوائها و عافية الأبدانِ و شفائها و نور الأبصار و ضيائها و على آله و صحبه و سلم.

                ورد في كتاب المستدرك للحاكم أن ءادم عليه الصلاة والسلام حين اقترف الخطيئة أي المعصية الصغيرة قال: (اللهم أسألك بحق محمد إلا ما غفرت لي،قال: كيف عرفت محمداً ولم أخلقه بعد؟ قال :رفعت رأسي فرأيت على قائمة من قوائم العرش مكتوباً لا إله إلا الله محمد رسول الله فعرفت أنك لم تضف إلى اسمك إلا أحب الخلق إليك، قال أما إذ سألتني بمحمدٍ فقد غفرت لك) قال الحاكم و الحديث صحيح.
                ثم من المقرر عند علماء مصطلح الحديث أن التصحيح و التضعيف من وظيفة الحافظ لا غير، قال الحافظ السيوطي في ألفيته :
                وخذه حيث حافظٌ عليه نص ***** أو من مُصنف بجمعه يُخص

                معناه أن الحديث الصحيح يُعرف إذا نص الحافظ على صحته أو أورد الحديث في مصنف أفرده للحديث الصحيح،
                ثم الحافظ الذي يستحضر أغلب متون الحديث هذا لا يكاد يوجد في الدنيا اليوم، ومن الحُفاظ أصحاب الكتب الست و الحافظ البيهقي و الحافظ السيوطي و الحافظ ابن المنذر وابن حبان وابن القطان و البزار و الهيثمي.
                و أما حديث(لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد) فليس معناه تحريم السفر لزيارة قبر النبي، إنما معناه لا ينبغي لمن أراد السفر للصلاة في مسجد أن يسافر إلا إلى هذه المساجد الثلاثة المسجد الحرام والمسجد الأقصى ومسجد الرسول صلى الله عليه وعلى ءاله وصحبه وسلم بدليل رواية الإمام أحمد من طريق شهر بن حوشب (لا ينبغي للمطي أن يعمل للصلاة في مسجد إلا المساجد الثلاثة المسجد الأقصى و المسجد الحرام و مسجدي هذا).
                وقد روى الحافظ الدارقطني والحافظ السبكي و صححه أن رسول الله صلى الله عليه وعلى ءاله وصحبه وسلم قال: (من زار قبري وجبت له شفاعتي
                وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم (من جاءني لا تحمله حاجة إلا زيارتي كنت له يوم القيامة شفيعا) رواه الحافظ سعيد بن السكن .

                وأما حديث (لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد) فكانت اليهود والنصارى يتخذونها أي جعلوها قبلة الصلاة بدل الكعبة.
                و أما قوله صلى الله عليه وسلم (لا تتخذوا قبري عيدا) فمعناه لا تتخذوا اللهو عند قبري كما يُتخذ اللهو في العيد،
                قال بعض العلماء معناه لا تجعلوا زيارتي في وقت مخصوص كما العيد في و قت مخصوص بل زوروني دائما .
                روى الحافظ الخطيب البغدادي أن الإمام الشافعي قال (إني أجيء قبر أبي حنيفة متبركا وما عرضت لي حاجة فصليت عنده ركعتين ثم دعوت الله إلا و تقضى لي حاجتي)
                و قد صح حديث (والذي نفسي بيده لينزلن عيسى بن مريم حكما مقسطا وليسلكن فجا حاجا أو معتمرا و ليأتين قبري حتى يسلم علي و لأردن عليه السلام)
                و أيضا من الأدلة على جواز الدعاء عند قبور الأنبياء و الصالحين وطلب ما لم تجرِ به العادة منهم ما رواه البيهقي و صححه (أن مجاعة حصلت في زمان عمر فأتى رجل إلى قبر النبي -قال الحافظ بن حجر هو بلال بن الحارث المزني- فقال :يا رسول الله استسقِ لأمتك فإنهم قد هلكوا،فأتي الرجل في المنام أي رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له :اقرئ عمر السلام و أخبره أنهم يسقون وقل له عليك الكيس الكيس ،فأتى الرجل عمر و أخبره بما رأى فبكى عمر و قال :يا رب ما آلوا إلا ما عجزت) قال البيهقي بعد إيراده الحديث المذكور هذا اسناد صحيح لا غبار عليه.
                و قد سأل الخليفة المنصور الإمام مالك قال له :حين أدعو أتوجه إلى القبلة أم إلى النبي؟
                فقال له الإمام مالك رضي الله عنه : (ومالك لا تتوجه إليه وهو وسيلتك ووسيلة أبيك ءادم إلى الله).
                فلو كان الإمام مالك و هو أحد الأئمة المجتهدين لا يستحسن التوجه إلى النبي عند الدعاء ما كان ليقول ذلك.
                فهذه أدلة على أن الأكابر مثل الشافعي و مالك رضي الله عنهما كانوا يرون التبرك بالصالحين و الدعاء عند قبورهم وهذا شيء عرف من أيام السلف إلى أيامنا هذه
                والمنكرون لهذا الأمر شاذون عن مجموع الأمة، و قد ثبت في الحديث الذي رواه الترمذي ( فمن أراد بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة)
                و الله سبحانه أعلم و أحكم .
                -------------

                تعليق


                • #23
                  [FONT='Tahoma','sans-serif']وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ لَوَّوْا رُؤُوسَهُمْ وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ وَهُم مُّسْتَكْبِرُونَ[/FONT][FONT='Tahoma','sans-serif'][/FONT]
                  [FONT='Tahoma','sans-serif'][/FONT]
                  جواز التوسل
                  من موقع اهل السنة و الجماعه
                  http://www.sunna.info/Lessons/islam_819.html
                  [FONT='Tahoma','sans-serif']قال الله تعالى: {يا أيها الذين ءامنوا اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة} الآية 35 /المائدة[/FONT][FONT='Tahoma','sans-serif']

                  أخي المسلم، لقد جعل الله سبحانه وتعالى من الأسباب المعينة لنا لتحقيق مطالب لنا التوسل بالأنبياء والأولياء في حال حياتهم وبعد مماتهم

                  فالتوسل هو طلب حصول منفعة أو اندفاع مضرة من الله بذكر اسم نبي أو ولي إكرامًا للمُتوَسِّل به. الطلب من الله لأن الأنبياء والأولياء لا يخلقون مضرة ولا منفعة ولكن نحن نسأل الله بهم رجاء تحقيق مطالبنا فنقول: اللهمّ إني أسألك بجاه رسول الله أو بحرمة رسول الله أن تقضي حاجتي وتفرّج كربي ، فالتوسّل بالأنبياء والأولياء جائز في حال حضرتهم وفي حال غيبتهم، ومناداتهم جائزة في حال غيبتهم وفي حال حضرتهم كما دلّت على ذلك الأدلّة الشرعية

                  فرسول الله صلى الله عليه وسلم علّم الأعمى أن يتوسّل به فتوسل الأعمى الضرير برسول الله، توسّل بحبيب الله، توسّل بأفضل خلق الله فردّ الله تعالى إليه بصره. فلقد علّمه رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقول: اللهمّ إني أسألك وأتوجّه إليك بنبيّك محمّد نبي الرحمة يا محمّد إني أتوجّه بك إلى ربي في حاجتي لتقضى لي

                  ثم هذا الأعمى لم يكن حاضرًا في مجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم بدليل أن راوي الحديث عثمان بن حنيف قال لَما روى حديث الأعمى:" فوالله ما تفرّقنا ولا طال بنا المجلس حتى دخل علينا الرجل وقد أبصر". فمن قوله: "حتى دخل علينا" علمنا أن هذا الرجل لم يكن حاضرًا في المجلس حين توسّل برسول الله صلى الله عليه وسلم

                  الحديث رواه جمع من الحفاظ كالحافظ الطبراني وصححه

                  وقال الفقيه المجتهد عليّ السبكي في كتابه شفاء السقام: "اعلم أنه يجوز ويحسن التوسل والاستعانة والتشفع بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى ربه سبحانه وتعالى ، وجواز ذلك وحسنه من الأمور المعلومة لكل ذي دين المعروفة من فعل الأنبياء والمرسلين وسير السلف الصالحين والعلماء والعوام من المسلمين ولم ينكر أحدٌ ذلك" أي من العلماء المعتبرين

                  وقال الحافظ ابن حجر في فتح الباري ما نصه: " وروى ابن أبي شيبة بإسناد صحيح من رواية أبي صالح السمّان عن مالك الدار قال أصاب الناس قحط (أي مجاعة) في زمن عمر (أي في خلافته) فجاء رجل (من الصحابة) إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله استسقِ لأمتك فإنهم قد هلكوا، (معناه اطلب من الله المطر لأمتك) فأتى الرجل في المنام فقيل له إيتِ عمر فاقرئه مني السلام وأخبره أنهم يسقون (أي سيأتيكم المطر) وقل له عليك بالكيس الكيس (أي اجتهد في أمر الأمّة) فأتى الرجل فأخبر عمر فقال: "يا ربّ ما ءالوا إلا ما عجزت" (أي لا أقصّر مع الاستطاعة أي سأسعى ما في وسعي لخدمة الأمّة

                  وهذا الرجل هو بلال بن الحارث المزني الصحابي قصد قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم للتبَرّك وقال: "يا رسول الله استسقِ لأمّتك فإنهم قد هلكوا" فلم ينكر عليه عمر ولا غيره

                  واعلم رحمك الله تعالى بتوفيقه أنه لا دليل حقيقي يدلّ على عدم جواز التوسّل بالأنبياء والأولياء في حال غيبتهم أو بعد وفاتهم بدعوى أن ذلك عبادة لغير الله لانه ليس عبادةً لغير الله مجرّد النداء لحيٍّ أو ميِّت ولا مجرّد التعظيم ولا مجرّد الاستعانة بغير الله ولا مجرّد قصد قبر وليٍّ للتبرّك. فالعبادة أقصى غاية الخشوع والخضوع.

                  وقال بعض العلماء: "هي نهاية التذلّل ولا تكون إلا لله

                  نهاية التذلل لا تكون إلا لله, فليس مجرّد التذلل عبادة لغير الله وإلا لكفر كل من يتذلل للملوك والعظماء وقد ثبت أن معاذ بن جبل لَما قدِم من الشام سجد لرسول الله والسجود مظهر كبير من مظاهر التذلل.

                  فقال الرسول: ما هذا ؟ فقال يا رسول الله إني رأيت أهل الشام يسجدون لبطاركتهم وأساقفتهم وأنت أولى بذلك, فقال له صلى الله عليه وسلم: "لا تفعل, لو كنت ءامر احدًا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها" ولم يقل له رسول الله صلى الله عليه وسلم كفرت ولا قال له أشركت مع أن سجوده للنبي مظهر كبير من مظاهر التذلل

                  وللبيان فإن السجود لإنسان ليس على وجه العبادة إنما على وجه التحية حرام في شرع سيّدنا محمد صلى الله عليه وسلم

                  فحصّن نفسك أخي المسلم بعلم الدين لتضع الأمور في نصابها فتحرّم ما حرّمه الله وتحلِّل ما أحلّه الله
                  [/FONT]

                  تعليق


                  • #24
                    عدة أدلة عن جواز التبرك و التوسل

                    موقع أهل السنه و الجماعه
                    http://www.sunna.info/Lessons/islam_939.html






                    [FONT='Tahoma','sans-serif']قال الله تعالى في سورة القصص{ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِن شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ}


                    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بعض أحوال يوم القيامة "إن الشمس تدنو حتى يبلغ العرق نصف الأذن فبينما هم كذلك استغاثوا بآدم ثم بموسى ثم بمحمد فيشفع ليقضى بين الخلق" رواه البخاري في كتاب الزكاة.

                    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" حياتي خير لكم تحدثون ويحدث لكم، ووفاتي خير لكم تعرض علي أعمالكم، فما رأيت من خير حمدت الله عليه وما رأيت من شر استغفرت لكم" رواه البزار.

                    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الأنبياء أحياء في قبورهم يصلون".اهـ أورده الحافظ ابن حجر على أنه ثابت في الفتح وذلك لما التزمه أن ما يذكره من الأحاديث شرحا أو تتمة لحديث في متن البخاري فهو صحيح أو حسن ذكر ذلك في مقدمة الفتح.

                    روى الإمام مسلم في صحيحه كتاب الفضائل، باب من فضائل موسى عليه السلام قال: حدثنا هدّابُ بنُ خالد وشيبانُ بنُ فَرّوخٍ قالا: حدّثنا حماد بنُ سَلَمةَ عن ثابتٍ البُناني وسُليمان التميمي عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أتيتُ (وفي رواية هدّابٍ: مررتُ) على موسى ليلةَ أُسري بي عند الكثيب الأحمر وهو قائم يُصلي في قبره". اهـ

                    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من صلى علي عند قبري سمعته ومن صلى علي من بعيد أُعلمته". قال الحافظ في الفتح وسنده جيد.اهـ

                    ورواه البيهقي في حياة الأنبياء بلفظ من طريق الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من صلى عليَّ عند قبري سمعته ومن صلى علي نائيا منه أُبلغته".

                    وقال الإمام أحمد بن زيني دحلان في كتابه الدرر السُّنية في الرد على الوهابية: اعلم رحمك الله أن زيارة قبر نبينا صلى الله عليه وسلم مشروعة مطلوبة بالكتاب والسنة وإجماع الأمة أما الكتاب فقوله تعالى: {وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللّهَ تَوَّاباً رَّحِيماً} دلت الآية على حث الأمة على المجيء إليه صلى الله عليه وسلم والاستغفار عنده واستغفاره لهم وهذا لا ينقطع بموته.اهـ

                    فإن قال قائل: إن هذا خاص بحياته صلى الله عليه وسلم، قلنا: هذا تخصيص ودعوى التخصيص تحتاج إلى دليل، والدليل قائم على خلاف ذلك، والذي يدل على ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: "حياتي خير لكم تحدثون ويحدث لكم ووفاتي خير لكم تعرض علي أعمالكم فما رأيت من خير حمدت الله عليه وما رأيت من شر استغفرت الله لكم". هذا الحديث رواه البزار ورجاله رجال الصحيح كما قال الحافظ الهيثمي في مجمعه.

                    وقال الحافظ السيوطي في الخصائص الكبرى سنده صحيح وكذلك قال عنه الحافظ زين الدين العراقي إسناده جيد كما في طرح التثريب وكذلك ابنه ولي الدين.

                    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "من قال إذا خرج إلى المسجد: اللهم اني أسألك بحق السائلين عليك وبحق ممشاي هذا، فاني لم أخرج أشرا ولا بطرا ولا رياء ولا سمعة، خرجت اتقاء سخطك وابتغاء مرضاتك، فأسألك أن تنقذني من النار وأن تغفر لي ذنوبي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، أقبل الله عليه بوجهه واستغفر له سبعون ألف ملك".

                    رواه ابن ماجة وأحمد والطبراني والبيهقي

                    ألف علماء الإسلام الكتب في الاستشفاع والتوسل نذكر منها:

                    1-كتاب الوفاء في فضائل المصطفى لابن الجوزي، أفرد بابا حول التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم وبابا للإستشفاء بقبره الشريف.

                    2-شفاء السقام لتقي الدين السبكي حيث تعرض لمسئلة التوسل بشكل تحليلي معتبر.

                    3-مصباح الظلام في المستغيثين بخير الأنام لمحمد بن نعمان المالكي وغيرهم كثير.

                    أخرج البزار من حديث عبد الله بن عباس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إن لله ملائكة سياحين في الأرض سوى الحفظة يكتبون ما يسقط من ورق الشجر فإذا أصاب أحدكم عرجة بأرض فلاة فليناد أعينوا عباد الله"

                    بعض الناس لا يظهرون حبا للنبي، إنما يظهرون بغضا له والعياذ بالله . كالذين يزعمون أن النبي محمد ميتة، أو أنه لا ينفع، أو أن التبرك به وبأثاره شرك، أو أن زيارة قبره شرك أو أن التوسل به شرك والعياذ بالله، أو الذين يحرمون مدحه عليه السلام والإحتفال بمولده وغير ذلك، كله يظهر بغضا للنبي ولا يظهر حبا له صلى الله عليه وسلم ولا اتباعا له.

                    روى البخاري في الأدب المفرد ما نصه : حدثنا أبو نعيم قال حدثنا سفيان عن أبي اسحق عن عبد الرحمن بن سعد قال : " خدرت رجل ابن عمر فقال له رجل : اذكر أحب الناس إليك فقال : يا محمد "ا.هـ . وقد ذكر البخاري هذا الحديث تحت عنوان: "باب ما يقول الرجل إذا خدرت رجله".

                    في كتاب البداية والنهاية لابن كثير الذي تحبه الوهابية في المجلد الذي فيه الجزء السابع والثامن ص 104-105 يذكر فيه عن بلال ابن الحارث المزني الصحابي الذي قصد قبر النبي وطلب منه ما لم تجري به العادة وتوسل به، وفيه يقول: "إن أهله طلبوا منه أن يذبح لهم شاة فقال ليس فيهِنَّ شيء فألحوا عليه فذبح الشاة فإذا عظمها حُمُرٌ فقال: "يا محمداه"، ما كفر ولا كفره أحد من الصحابة.

                    روى مسلم في صحيحه أن ربيعة بن كعب الأسلمي الذي خدم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له رسول الله من باب حُبّ المكافأة:"سلني"، فطلب من رسول الله أن يكون رفيقه في الجنة، فقال له: أسألك مرافقتك في الجنة، فلم يُنكر عليه رسول الله بل قال له من باب التواضع:"أو غير ذلك"، فقال الصحابي: هو ذاك، فقال له:"فأعني على نفسك بكثرة السجود".

                    وكذلك سيدنا موسى عليه السلام سألته عجوز من بني إسرائيل أن تكون معه في الجنة، ولم يُنكر عليها ذلك، فأوحى الله إليه أن أعطها حكمها أي طلبها.. رواه ابن حبان والحاكم والهيثمي وصححوه.. ولفظ الحديث أنه قال:"دلوني على قبر يوسف، قالت: حتى تعطيني حكمي، قال: ما حكمك؟، قالت: أن أكون معك في الجنة، فكره أن يعطيها ذلك، فأوحى الله إليه أن أعطها حكمها". فماذا يقولون بعد هذا؟؟.

                    روى الإمام مرتضى الزبيدي في شرح الاحياء ( 10/ 333 ):عن الشعبي قال حضرت عائشة رضي الله عنها فقالت: إني قد أحدثت بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثا ولا أدري ما حالي عنده فلا تدفنوني معه، فاني أكره أن أجاور رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أدري ما حالي عنده ثم دعت بخرقة من قميص رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: ضعوا هذه على صدري وادفنوها معي لعلي أنجو بها من عذاب القبر.

                    معنى بجاه محمد أي بكرامة محمد عندك، بمكانة محمد عندك، بفضل محمد عندك.

                    رورى الحافظ الخطيب البغدادي في تاريخه باسناده إلى علي بن ميمون قال: سمعت الشافعي يقول: إني لأتبرك بأبي حنيفة وأجيء إلى قبره في كل يوم.

                    يعني زائرا. فإذا عرضت لي حاجة صليت ركعتين وجئت إلى قبره وسألت الله تعالى الحاجة عنده، فما تبعد عني حتى تقضى. اهـ تاريخ بغداد -(1/123).

                    قال الإمامِ مالكٍ للخليفةِ المنصورِ لما حَجَّ فزارَ قبرَ النّبيّ صلى الله عليه وسلم وسألَ مالكًا قائلاً: "يا أبا عبدِ الله أستقبلُ القِبلَةَ وأدعو أم أستقبلُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: وَلِمَ تَصرِفُ وجهَكَ عنه وهو وَسيلَتُكَ ووسيلةُ أبيكَ ءادم عليه السلام إلى الله تعالى؟ بل استقبِلهُ واستشفع بهِ فيشفّعهُ الله" ذكرهُ القاضي عياضٌ في كتابِ الشّفا.

                    في الحديثِ الذي رواه السيوطي وغيره أن ءادمَ عليه السلامُ لما أكلَ من الشجرةِ قالَ: "يا رب أسألُكَ بحقِّ محمدٍ إلا ما غفرتَ لي". قال: "وكيف عرفتَ محمداً ولم أخلقْهُ". قالَ : "رفعتُ رأسي إلى قوائِمِ العرشِ فوجَدْتُ مكتوباً: لا إله إلا اللهُ محمدٌ رسولُ اللهِ فعَرَفتُ أَنَّكَ لم تُضِفْ إلى اسمِك إلا أحبَّ الخلقِ إليكَ". بهذا الحديثِ يُسْتَدَلُّ على التوسلِ ومشروعِيَّتِهِ.

                    روى الطبراني في المعجم الكبير والصغير أن الرسول علم رجل أعمى أن يتوسل به علمه أن يقول: "اللهم إني اسألك وأتوجه بنبيك محمد نبي الرحمة.. يا محمد إني أتوجه بك إلى ربي في حاجتي لتقضي لي". قال الطبراني والحديث صحيح. فالتوسل بالرسول جائز.. في حياته وبعد موته.

                    قال السبكي: ويحسن التوسل والاستعانة والتشفع بالنبي إلى ربه، ولم ينكر ذلك أحد من السلف حتى جاء ابن تيمية فأنكر ذلك وعدل عن الصراط المستقيم وابتدع ما لم يفعله عالم قبله وصار بين أهل الإسلام مثلة.

                    عن مالك الدار خازن عمر قال: أصاب الناس قحط في زمان عمر، فجاء رجل إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله استسق لأمتك فانهم قدهلكوا، فأتي الرجل في المنام فقيل له: أقريء عمر السلام وأخبره أنهم يسقون وقل له: عليك بالكيس الكيس، فأتى الرجل عمر فأخبره فبكى عمر وقال: يا ربّ ما ءالو إلا ما عجزت. رواه البيهقي باسناد صحيح.

                    ثبت أن خبيبَ بن عدى الصحابي حين قُدّ م للقتل نادى: يا محمّد. رواه الحافظ أبو نعيم الأصبهاني. وهذا د ليل على أن نداء النبي صلى الله عليه وسلم في غيبته بيا محمّد جائز.

                    وفي كتاب الأدب المفرد للبخاري ص/ 324 عن عبد الرحمن بن سعد قال:" خدرت رجل ابن عمر فقال له رجل : أُذكر احب الناس إليك فقال: يا محمد فذهب خدر رجله"ا.هـ. هذا حصل بعد وفاة الحبيب صلى الله عليه وسلم.

                    روى البخاري ومسلم أن النبيّ صلى الله عليه وسلم ذكر قصة النفر الثلاثة الذين ءاواهم المبيت إلى غار فدخلوه فانحدرت صخرة من الجبل فسدت عليهم الغار فقالوا إنه لا ينجيكم من هذه الصخرة إلا أن تدعوا الله بصالح أعمالكم فصار كل واحد منهم يدعو الله بصالح عمله حتى انفرجت الصخرة فانطلقوا يمشون.

                    خالد بن الوليد رضي الله عنه كان شعار كتيبته يوم اليمامة "يا محمداه" فخالد نادى بذلك ونادى بندائه الجيش فهل يكون هذا إلا إقرارًا من هذا الجيش الكريم على تصويب ما أمر به خالد رضي الله عنه وقد كان في الجيش من الحفاظ والعلماء والبدريين وعِليَة الصحابة رواه ابن الأثير في الكامل.

                    روى البيهقي في دلائل النبوة والحاكم في المستدرك وغيرهما بالإسناد أن خالد بن الوليد فقد قلنسوة له في يوم اليرموك فقال اطلبوها، فلم يجدوها، ثم طلبوها فوجدوها، فقال خالد: اعتمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فحلق رأسه فابتدر الناس إلى جوانب شعره فسبقتهم إلى ناصيته فجعلتها في هذه القلنسوة فلم أشهد قتالا وهي معي إلا رزقت النصر.

                    قوله صلى الله عليه وسلم: "إذا أضلّ أحدكم شيئًا أو أراد عونًا وهو بأرضٍ ليس فيها أنيس فليقل يا عباد الله أعينوني" وفي رواية "أغيثوني"، "فإن لله عبادًا لا ترونهم".

                    وتوسل عمر بن الخطاب بالعباس رضي الله عنه لما استسقى الناس وغير ذلك مما هو مشهور فلا حاجة إلى الإطالة بذكره والتوسل الذي في حديث الأعمى قد استعمله الصحابة السلف بعد وفاته صلى الله عليه وسلم وفيه لفظ "يا محمَّد"، وذلك نداء عند المتوسل.

                    ومن تتبع كلام الصحابةِ والتابعين يجد شيئًا كثيرًا من ذلكَ كقول بلال بن الحارث الصحابي رضي الله عنهُ عند قبر النبيّ صلى الله عليه وسلم :"يا رسول الله استسق لأمّتك" كالنداء الوارد عن النبي صلى الله عليه وسلم عند زيارة القبور.

                    الأحاديث الصحيحة أنه صلى الله عليه وسلم كان من دعائه :"اللهمّ إني أسألك بحقّ السائلين عليك" وهذا توسّل لا شكّ فيهِ وكان يُعلّم هذا الدّعاء أصحابَه ويأمرهم بالإتيانِ.

                    وصحّ عنه أنه صلى الله عليه وسلم لما ماتت فاطمة بنت أسد أمّ عليّ رضي الله عنها ألحدها صلى الله عليه وسلم في القبر بيده الشريفة وقال:" اللهمَّ اغفر لأمي فاطمة بنت أسد ووسّعْ عليها مدخلها بحقّ نبيّك والأنبياء الذين من قبلي إنك أرحم الراحمين".

                    وقد ذَكَرَ الحافظُ الجزريُّ وهو شيخُ القرَّاءِ وكانَ من حفَّاظِ الحديثِ في كتابٍ له يُسمَّى الحصن الحصين وكذلكَ ذكرَ في مختصرهِ قال: "مِن مواضِعِ إجابةِ الدُّعاءِ قبورُ الصّالحينَ" ا.هـ، وهذا الحافظُ جاءَ بعد ابن تيمية بِنحوِ مائةِ سنةٍ، ولم يُنكِر عليه العلماءُ إلا أن يكونَ بعض الشَّاذّين الذين لَحِقوا نفاةَ التَّوسُّلِ من أتباعِ ابن تيمية.

                    قال السيد محسن الأمين الحسيني العاملي واصفاً دخول الوهابية إلى الطائف، فقال: فدخلوا البلد عنوة في ذي القعدة سنة 1217هـ وقتلوا الناس قتلاً عاماً حتى الأطفال، وكانوا يذبحون الطفل الرضيع على صدر أمه، وكان جماعة من أهل الطائف خرجوا قبل ذلك هاربين، فأدركتهم الخيل وقتلت أكثرهم، وفتشوا على من توارى في البيوت وقتلوه، وقتلوا من في المساجد وهم في الصلاة.

                    قال الشيخ رضوان بيبرس الشافعي واصفاً دخول الوهابية إلى الطائف وما اقترفوه من جرائم فيها: ولما ملكوا الطائف سنة ألف ومائتين وسبع عشرة في ذي القعدة، قتلوا الكبير والصغير، والمأمور والآمر، ولم ينجُ منهم إلا من طال عمره، وكانوا يذبحون الصغير على صدر أمه، ونهبوا الأموال، وسبوا النساء، وفعلوا أشياء يطول ذكرها قبَّحهم الله ومن تبعهم. انتهى كلام الشيخ رضوان. [/font]

                    [FONT='Tahoma','sans-serif'][/font]

                    تعليق


                    • #25
                      الشفاعة عند مذهب أهل البيت عليهم السلام
                      [FONT='Arial','sans-serif']وردت مادة (شفع) في ثلاثين موضعاً من القرآن الكريم، وإذا ما تدبرنا هذه الثلاثين موضعاً أمكننا الخروج برؤية واضحة عن مفهوم الشفاعة في القرآن الكريم، والشفاعة تعني في الاستعمالات العرفية تدخل شخص لدى شخص آخر بهدف تحصيل مسامحة منه في حق أو حكم ثابت في عاتق شخص ثالث. وهذا هو المعنى الذي استعمله القرآن الكريم فرفضه تارة وآمن به تارة أخرى. ولذا فالشفاعة في القرآن الكريم على قسمين:[/FONT][FONT='Arial','sans-serif'][/FONT]
                      [FONT='Arial','sans-serif']1 ـ شفاعة باطلة لأنها تتضمن معنى الشرك، من قبيل قول المشركين عن الأصنام: (هؤلاء شفعاؤنا عند الله)(1).[/FONT][FONT='Arial','sans-serif'][/FONT]
                      [FONT='Arial','sans-serif']وبطلان هذه الشفاعة أوضح من أن يحتاج إلى بيان، فهؤلاء هم الذين عينوا الشفعاء لأنفسهم من جهة، واعتقدوا فيهم تدبيراً وتأثيراً على الله سبحانه وتعالى من جهة ثانية، وكلتا الجهتين باطلتان، فإن الشفاعة تقتضي بطبعها أن يكون الشفيع مقبولاً لدى المشفّع، فكيف تكون الأصنام شفيعاً عند الله؟[/FONT][FONT='Arial','sans-serif'][/FONT]
                      [FONT='Arial','sans-serif']ثم إن الشفيع ليس له قدرة مستقلة عن الله سبحانه، وبالتالي لا يمكن افتراض أن يكون مؤثراً فيه، ولذا فهذه ليست شفاعة أصلاً وإنما ركام من الخيالات والأوهام. وفي ردّها، قال القرآن الكريم: (واتقوا يوماً لا تجزي نفس عن نفس شيئاً ولا يقبل منها شفاعة ولا يؤخذ منها عدل ولا هم ينصرون)(2)، وأوضح من ذلك قوله تعالى: (ليس لهم من دونه ولي ولا شفيع)(3)، وقوله تعالى: (قل لله الشفاعة جميعاً له ملك السموات والأرض)(4) فكلام المشركين عن الشفاعة والشفعاء بلا أساس ولا مستند، لأن الشفاعة رحمة يفيضها الله على عباده عبر وسائط يختارها ويعينها بنفسه، والرحمة لا تدرك المشركين، والشفعاء وسائط يعينهم الله ولا يختارهم المشركون، والشفيع واسطة في انتقال الرحمة وليس سبباً فيها، ولأجل هذه الخصائص بطلت الشفاعة الشركية.[/FONT][FONT='Arial','sans-serif'][/FONT]
                      [FONT='Arial','sans-serif']2 ـ شفاعة شرعية صحيحة، وهي ما كانت بإذن الله، ومن قبل أفراد رضي الله عنهم وعيّنهم للشفاعة، ولصالح أفراد رضي الله في الشفاعة لهم، فهنا ثلاثة شروط. ورد الشرط الأول في عدة آيات، منها: قوله تعالى: (مَنْ ذا الذي يشفع عنده إلاّ بإذنه)(5).[/FONT][FONT='Arial','sans-serif'][/FONT]
                      [FONT='Arial','sans-serif']وهذه الآية بنفسها دالة على الشرط الثاني لأن الإذن إذا صدر من الله سبحانه يكون إذناً في الشفاعة وفي الشفيع، بما يعني رضا الله سبحانه وتعالى عن الشفيع. أما الشرط الثالث فقد ورد فيه قوله تعالى: (لا يشفعون إلاّ لمن ارتضى)(6).[/FONT][FONT='Arial','sans-serif'][/FONT]
                      [FONT='Arial','sans-serif']وحيث إن القسم الأول من الشفاعة يفتقد إلى هذه الشروط لذا سيجد المشركون أنفسهم في يوم القيامة بلا شفعاء، وسيدركون بطلان الشفاعة التي اعتقدوها، وسيقولون بألسنتهم (فمالنا من شافعين)(7).[/FONT][FONT='Arial','sans-serif'][/FONT]
                      [FONT='Arial','sans-serif']ونحن إذا تأملنا في القرآن الكريم لاحظنا اتجاهاً عاماً وأُسلوباً شائعاً في التعبير عن مظاهر القدرة والكمال، يتمثل بالنفي ثم الإثبات ثم الإفاضة.[/FONT][FONT='Arial','sans-serif'][/FONT]
                      [FONT='Arial','sans-serif']فنجد آيات تنفي هذه المظاهر عن غير الله، وأُخرى تثبتها لله سبحانه، وقسم آخر يشير إلى إفاضة الله بعض هذه القابليات على بعض مخلوقاته، وهذا الأُسلوب بمراحله الثلاثة استعمله القرآن الكريم في مجالات الرزق والخلق والحكم والملك والتوفي. وهو جار في موضوع الشفاعة أيضاً، فان الآيات النافية للشفاعة عن غير الله سبحانه غرضها حصر الكمال والقدرة بالله ونفيها عمن سواه، والآيات المثبتة للشفاعة غرضها بيان أن الذات الإلهية تتصف بهذا المظهر من مظاهر القدرة والرحمة اتصافاً ذاتياً، والآيات التي تثبت الشفاعة لغير الله سبحانه غرضها التأكيد على قدرته ببيان أن هذه القدرة في أعلى مراحلها، بحيث إن الله سبحانه وتعالى قد يتولى الشفاعة بنفسه وقد يحولها إلى من يرتضيه من عباده وأوليائه، أي يتصرف فيها وينقلها من نفسه إلى أحد أفراد خلقه، ولعلّ من جملة أغراض هذا الأُسلوب القرآني تربية العبد على التعلق بالقدرة الإلهية والرحمة الربّانية المطلقة، وعدم الاعتداد بالعمل الصالح وحده، لأن العمل إنما ينجي في محكمة العدل إذا كان بالنحو المقتضي للنجاة، وهل هناك من يستطيع الادعاء بأنه مستغن بعمله عن رحمة الله سبحانه؟ بل يوغل القرآن الكريم في هذا الاتجاه أكثر حينما يشعرنا بأن الأُمور لا تخرج عن يده وسلطانه وقدرته سبحانه وتعالى حتى عندما يقضي بقضاء حتمي لا تغيير له، كقوله تعالى: (فأما الذين شقوا ففي النار لهم فيها زفير وشهيق* خالدين فيها مادامت السموات والأرض إلا ما شاء ربك إن ربك فعال لما يريد* وأما الذين سُعدوا ففي الجنّة خالدين فيها مادامت السموات والأرض إلا ما شاء ربك عطاء غير مجذوذ)(8). فمع أنه تعالى قد حكم بالخلود في النار على الأشقياء، وبالخلود في الجنّة على السُعداء، وجعل هذا الخلود بمنزلة خلود السموات والأرض، ولكنه مع ذلك علّقه على مشيئته، إشعاراً منه بأن الأُمور لا تخرج من يديه وقبضته حتى تلك التي يُصدر فيها أحكاماً حتمية، فإذا كانت أحكامه تعالى الحتمية لا تسلب عنه القدرة على شيء، ولا تضطرّه إلى شيء، ولا توجب عليه شيئاً، فهل تكون أعمالنا أسباباً تسلب عنه القدرة وتوجب لنا عليه النجاة وتضطرّه إلى شيء؟![/FONT][FONT='Arial','sans-serif'][/FONT]
                      [FONT='Arial','sans-serif']وإذا كان الله سبحانه وتعالى يؤكد لنا على قدرته المطلقة حتى في مثل تلك الموارد، لبلغت أنظارنا إلى هذه القدرة التي لا يحدّها شيء ولا يقيدها شيء حتى قضاء الله وأحكامه نفسه، فمن المناسب جداً أن يشير إلى أنّ عمل الإنسان مهما كان صالحاً لا يغنيه عن رحمة الباري تعالى ولا يحدّ من قدرته، وإذا كانت مشيئة الله شرطاً في خلود من حكم الله نفسه بخلوده في الجنة أو في النار، فمن الأولى أن تكون شرطاً فيمن لم يصدر بحقه بعد الحكم الإلهي.[/FONT][FONT='Arial','sans-serif'][/FONT]
                      [FONT='Arial','sans-serif']وليست الشفاعة إلا مظهراً لإرادة الله ومشيئته ورحمته المطلقة، وهي لا تكون جزافاً بل على أساس ضابطة معينة، فالذي يريد بلوغ مقام علمي رفيع لابد وأن يكون قد أحرز بعض مقدماته، وبلغ درجة قريبة منه، فتكون الشفاعة هنا ذات معنى معقول، وهو المساعدة على بلوغ الهدف. ولا يكون لها معنى إذا طلبها الأُمي الذي لم يسعَ لأي من المقدمات ورغب في بلوغ ذلك المقام عن طريق الشفاعة. وكذلك لا تتم الشفاعة لمن لا رابطة له تربطه بالمشفوع عنده أصلاً، كالجاحد الطاغي على سيده، فإنه لا ينال رضى سيده بالشفاعة، فالشفاعة متممة للسبب وليست موجدة له.[/FONT][FONT='Arial','sans-serif'][/FONT]
                      [FONT='Arial','sans-serif']كما أن تأثير الشفيع عند المولى لا يكون جزافاً، فلا يحق له أن يطلب من المولى إبطال قوانين الجزاء والعقاب، ولا إبطال مولويته بحق عبيده، ولا يطلب منه رفع اليد عن أحكامه وتكاليفه، بل لابد للشفيع من أن يسلّم للمولى بمولويته على عبيده، وبقوانينه وأحكامه بحقهم، وبما يجريه من الجزاء عقاباً أو ثواباً لهم.[/FONT][FONT='Arial','sans-serif'][/FONT]
                      [FONT='Arial','sans-serif']وإنما يتمسك الشفيع بصفات في المولى توجب العفو والصفح، وبصفات في العبد تستدعي الرأفة والرحمة، كحسن سابقته، وسوء حاله، واعتذاره. أي أن دور الشفيع ليس إخراج العبد من مولوية المولى ودائرة أحكامه وجزاءاته، وإنما يتمثل دوره في السعي لنقل العبد من حكم مولوي إلى حكم مولوي آخر.[/FONT][FONT='Arial','sans-serif'][/FONT]
                      [FONT='Arial','sans-serif']من هو الشفيع؟[/FONT][FONT='Arial','sans-serif'][/FONT]
                      [FONT='Arial','sans-serif']اتّضح مما سبق أن الشفاعة من جملة خصائص المولوية، فمن اتصف بالمولوية استطاع في دائرة نفوذ مولويته أن يمنح الشفاعة لمن يشاء لتكون مظهراً لرحمة المولى وقدرته في وقت واحد، وحيث إن مولوية الله سبحانه هي المولوية الحقيقية الوحيدة في الوجود، وما عداها مولويات اعتبارية، لذا كانت الشفاعة من جملة الحقائق المختصة به، قال تعالى: (قل لله الشفاعة جميعاً)(9) وما عداها إما شفاعة كاذبة، كقول المشركين: (ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله)(10). أو شفاعة قد أذن الله بها فهي مأخوذة منه، عائدة إليه، كقوله تعالى: (لا يملكون الشفاعة إلا من اتخذ عند الرحمن عهدا)(11).[/FONT][FONT='Arial','sans-serif'][/FONT]
                      [FONT='Arial','sans-serif']وقد صرّح القرآن الكريم بأن الشفاعة المأذون بها تعطى لأصناف منهم:[/FONT][FONT='Arial','sans-serif'][/FONT]
                      [FONT='Arial','sans-serif']1 ـ الملائكة: قال تعالى: (وكم من ملك في السموات لا تغني شفاعتهم شيئاً إلا من بعد أن يأذن الله لمن يشاء ويرضى)(12).[/FONT][FONT='Arial','sans-serif'][/FONT]
                      [FONT='Arial','sans-serif']2 ـ الشهداء بالحق: قال تعالى: (ولا يملك الذين يدعون من دونه الشفاعة إلا من شهد بالحق وهم يعلمون)(13).[/FONT][FONT='Arial','sans-serif'][/FONT]
                      [FONT='Arial','sans-serif']والشهداء بالحق هم طائفة من المؤمنين لابد وأن يكونوا أقلّ منزلة من الأنبياء، وأعلى درجة من سائر أفراد الأُمة، ولاشك أنّ أهل البيت (عليهم السلام) يأتون في طليعة هؤلاء بوصفهم أبرز مصداق لمن شهد بالحق وعمل به وجاهد من أجله، فضلاً عن كونهم ممّن نصّ القرآن الكريم على عصمتهم(14).[/FONT][FONT='Arial','sans-serif'][/FONT]
                      [FONT='Arial','sans-serif']وإذا طالعنا الأحاديث النبوية الشريفة وجدنا فيها تفسير ذلك:[/FONT][FONT='Arial','sans-serif'][/FONT]
                      [FONT='Arial','sans-serif']قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): (يشفع يوم القيامة الأنبياء، ثم العلماء، ثم الشهداء)(15).[/FONT][FONT='Arial','sans-serif'][/FONT]
                      [FONT='Arial','sans-serif']وقال(صلى الله عليه وآله): (الشفعاء خمسة: القرآن، والرحم، والأمانة، ونبيّكم وأهل بيته(عليهم السلام))(16).[/FONT][FONT='Arial','sans-serif'][/FONT]
                      [FONT='Arial','sans-serif']وقد ذكر الشيخ محمّد بن عبد الوهاب نفسه في كتاب (كشف الشبهات): (أن الشفاعة أُعطيها غير النبي (صلى الله عليه وآله) فصح أن الملائكة يشفعون، والأفراط(17) يشفعون، والأولياء يشفعون)(18) استناداً إلى أحاديث أوردها البخاري في صحيحه ومسلم في صحيحه أيضاً، وأحمد في مسنده بهذا المعنى كما يلي:[/FONT][FONT='Arial','sans-serif'][/FONT]
                      [FONT='Arial','sans-serif'](... فاقرأُوا إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنةً يضاعفها فيشفع النبيّون والملائكة والمؤمنون...)(19).[/FONT][FONT='Arial','sans-serif'][/FONT]
                      [FONT='Arial','sans-serif']عن أبي سعيد الخدري، عن النبي (صلى الله عليه وآله)، قال: (قد أعطى كل نبيّ عطية، فكل قد تعجلها، وإني أخّرت عطيتي شفاعة لأُمّتي، وإن الرجل من أُمّتي ليشفع لفئام من الناس فيدخلون الجنة، وإن الرجل ليشفع لقبيلة، وإن الرجل ليشفع للعصبة، وإن الرجل ليشفع للثلاثة، وللرجلين، وللرجل)(20).[/FONT][FONT='Arial','sans-serif'][/FONT]
                      [FONT='Arial','sans-serif']وكان أبو سعيد الخدري يقول: إن لم تصدقوني بهذا الحديث فاقرأُوا إن شئتم: (إنّ الله لا يظلم مثقال ذرة وان تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجراً عظيماً)، فيقول الله عزّ وجل: شفعت الملائكة وشفع النبيون وشفع المؤمنون...)(21).[/FONT][FONT='Arial','sans-serif'][/FONT]
                      [FONT='Arial','sans-serif']المشفوع لهم:[/FONT][FONT='Arial','sans-serif'][/FONT]
                      [FONT='Arial','sans-serif']وقع البحث بين علماء المسلمين فيمن تكون له الشفاعة، فقالت المعتزلة: إن شفاعة الرسول (صلى الله عليه وآله) تكون للمطيعين، لأجل زيادة الثواب وعلوّ الدرجة لهم، ولا يمكن أن تكون للعاصين، للآيات الدالة على ارتهان الإنسان بعمله، ولأن الشفاعة لا تمحو الذنوب. وجاء عن أبي الحسن الخياط ـ أحد أعلام المعتزلة ـ أنه كان يحتجّ على القائلين بالشفاعة بقوله تعالى: ( أفمن حق عليه كلمة العذاب أفأنت تنقذ مَن في النار)(22).[/FONT][FONT='Arial','sans-serif'][/FONT]
                      [FONT='Arial','sans-serif']وردّ عليه الشيخ المفيد: بأن القائلين بالشفاعة لا يدّعون أن الرسول هو الذي ينقذ المستحقين للنار منها، وإنما يدّعون أن الله هو الذي ينقذهم إكراماً لنبيه والطيبين من أهل بيته(عليهم السلام)(23).[/FONT][FONT='Arial','sans-serif'][/FONT]
                      [FONT='Arial','sans-serif']ورأي جمهور المسلمين أن الشفاعة لأهل المعصية من المسلمين، دون الكفار والمشركين لقوله (صلى الله عليه وآله): (ادّخرت شفاعتي لأهل الكبائر من أُمتي)(24).[/FONT][FONT='Arial','sans-serif'][/FONT]
                      [FONT='Arial','sans-serif']وقد استدلّ العلاّمة الطباطبائي على هذا الرأي بالقرآن الكريم، حيث قال تعالى: (كل نفس بما كسبت رهينة* إلا أصحاب اليمين* في جنات يتساءلون* عن المجرمين* ما سلككم في سقر* قالوا لم نك من المصلين* ولم نك نطعم المسكين* وكنا نخوض مع الخائضين* وكنا نكذب بيوم الدين* حتى أتانا اليقين* فما تنفعهم شفاعة الشافعين)(25) حيث ميّزت هذه الآيات بين أصحاب اليمين وبين المجرمين، وذكرت صفات جرّت المجرمين إلى النار وأدّت إلى انتفاء الشفاعة عنهم.[/FONT][FONT='Arial','sans-serif'][/FONT]
                      [FONT='Arial','sans-serif']ومقتضى هذا البيان، ومن خلال سياق المقابلة والمقارنة والمقايسة، أن أصحاب اليمين الذين لم يتصفوا بتلك الصفات قد فازوا بشفاعة الشافعين، وكأن مصير المجرمين كان لأجل سببين، أحدهما: ارتكاب مخالفات أساسية في مقياس الدين، ثانيهما: انتفاء الشفاعة بحق من يرتكب مثل هذه المخالفات.[/FONT][FONT='Arial','sans-serif'][/FONT]
                      [FONT='Arial','sans-serif']ومن خلال سياق المقابلة نفهم أن مصير أصحاب اليمين ناتج عن انتفاء هذين السببين، فلم يرتكبوا مخالفات أساسية من جهة، بالنحو الذي جعلهم مشمولين بالشفاعة من جهة ثانية، وإن أمكن حصول مخالفات غير أساسية منهم، وحينئذ يكون معنى الشفاعة مطابقاً لقوله تعالى: (إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفّر عنكم سيئاتكم)(26).[/FONT][FONT='Arial','sans-serif'][/FONT]
                      [FONT='Arial','sans-serif']فان السيئات مع الاستمرار تتحول إلى كبائر، وبذلك اتّضح: أن الشفاعة لأهل الكبائر من أصحاب اليمين. وقد قال النبي (صلى الله عليه وآله): (إنما شفاعتي لأهل الكبائر من أُمتي أما المحسنون فما عليهم من سبيل)(27).[/FONT][FONT='Arial','sans-serif'][/FONT]
                      [FONT='Arial','sans-serif']وبالتطبيق بين هذا الموضع وبين قوله تعالى: (ولا يشفعون إلا لمن ارتضى)(28) يعتقد (قدس سره)أن أصحاب اليمين هم الذين ارتضى الله سبحانه الشفاعة لهم، وأن الارتضاء المذكور في الآية ليس ارتضاءً للعمل، لأن بعض أعمال المشفوع لهم سيئة غير مقبولة، فلابد أن يكون معنى الارتضاء هو ارتضاء الدين، بمعنى كون دين المشفوع لهم مستوفياً للشروط الأساسية المطلوبة.[/FONT][FONT='Arial','sans-serif'][/FONT]
                      [FONT='Arial','sans-serif']شبهات وردود:[/FONT][FONT='Arial','sans-serif'][/FONT]
                      [FONT='Arial','sans-serif']وفي ضوء ما سبق نستطيع أن نجيب على عدّة شبهات أُثيرت حول الشفاعة هي:[/FONT][FONT='Arial','sans-serif'][/FONT]
                      [FONT='Arial','sans-serif']أولاً: إن الشفاعة تعني خضوع الله سبحانه لتأثير مخلوق من مخلوقاته.[/FONT][FONT='Arial','sans-serif'][/FONT]
                      [FONT='Arial','sans-serif']والجواب: إن المغفرة الإلهية لها عدّة أسباب، منها: الدعاء، والتوبة، والشفاعة.. وكما أن قبول الدعاء والتوبة وتحقق المغفرة بهما، لا يعني خضوع الخالق للمخلوق، وإنما يعني إفاضة الرحمة الإلهية على العبد بعد تحقق شرطها وبنحو قرّره الله سبحانه نفسه، ولم يفرضه أحد عليه، كذلك الشفاعة سبب علّق عليه الخالق سبحانه إفاضة الرحمة على عباده، وهذا التعليق جاء لغرض تربوي يتمثل بتوثيق صلة الناس بالأنبياء والأولياء وتوكيد موقعهم كقدوة وقطب وقائد للمجتمع البشري.[/FONT][FONT='Arial','sans-serif'][/FONT]
                      [FONT='Arial','sans-serif']وما دام أن الله سبحانه هو الذي فتح باب الشفاعة وهو الذي عيّن الشفعاء وحدّد خصائص ونوعية المشفوع لهم فلا يبقى أي أساس لهذا الإشكال.[/FONT][FONT='Arial','sans-serif'][/FONT]
                      [FONT='Arial','sans-serif']ثانياً: إن اللازم من الشفاعة أن يكون الشفيع أكثر رحمة وشفقة من الله سبحانه وتعالى.[/FONT][FONT='Arial','sans-serif'][/FONT]
                      [FONT='Arial','sans-serif']الجواب: قد اتضح مما تقدم أن الله هو الذي جعل الشفاعة وأذن بها لمن شاء. فالشفاعة ليست مبادرة يقوم بها الشفيع بنحو مستقل عن الإرادة الإلهية ، وإنّما هي باب فتحه الله وحدد شروطه وأشخاصه ليفيض رحمته على عباده عبر الشفعاء، فشفقة الشفعاء شعاع مستعار من تلك الشمس.[/FONT][FONT='Arial','sans-serif'][/FONT]
                      [FONT='Arial','sans-serif']ثالثاً: إن الشفاعة تعني وجود حكمين مختلفين للعبد: [/FONT][FONT='Arial','sans-serif'][/FONT]
                      [FONT='Arial','sans-serif']حكم قبل الشفاعة، وهو العقوبة بالعذاب، وحكم بعد الشفاعة، وهو النجاة والفوز بالنعيم. فإن كان الأول هو الموافق للعدل والحكمة كانت الشفاعة أمراً مخالفاً للعدل، وإن كان الثاني هو الموافق للعدل والحكمة كان الأول ظلماً.[/FONT][FONT='Arial','sans-serif'][/FONT]
                      [FONT='Arial','sans-serif']الجواب: إن لهذه الحالة نظائر، ومن نظائرها نزول البلاء على العبد قبل الدعاء أو قبل إعطاء الصدقة أو قبل صلة الرحم، وارتفاع البلاء عنه بعد تحقق الدعاء أو الصدقة أو صلة الرحم منه. والحكمة قائمة في نزول البلاء وفي ارتفاعه بتلك الأسباب معاً، والأمر كذلك في الشفاعة.[/FONT][FONT='Arial','sans-serif'][/FONT]
                      [FONT='Arial','sans-serif']بمعنى أن الذنب الصادر من المؤمن لا يشكّل علّة تامة لوقوع العقاب، بحيث لا يمكن أن ينفك العقاب عنه، وإنّما يشكل مقتضياً للعقاب، فإذا حصل ما يمنع وقوعه لم يقع، وقد وضع الله تعالى مواضع لوقوع العقاب ، كالتوبة، والشفاعة، والأعمال التي تكفّر الذنوب، فإذا حصل شيء من هذا القبيل امتنع تحقق أثر الذنب.[/FONT][FONT='Arial','sans-serif'][/FONT]
                      [FONT='Arial','sans-serif']ويمكن أن يقال: بأن الحكم بالعقوبة قبل الشفاعة موافق لعدل الله ولعمل العبد واستحقاقه، والحكم بالنجاة بعد الشفاعة موافق لرحمة الله وشفقته ورأفته.[/FONT][FONT='Arial','sans-serif'][/FONT]
                      [FONT='Arial','sans-serif']رابعاً: إن الوعد بالشفاعة موجب لجرأة الناس على المعاصي.[/FONT][FONT='Arial','sans-serif'][/FONT]
                      [FONT='Arial','sans-serif']وجوابه: إن الأمر إذا كان كذلك فلابد من غلق باب التوبة ورجاء الرحمة الإلهية، فإن حكمة الله شاءت أن يفتح أبواب الأمل بوجه العاصين من عباده، لكي تبقى لهم بقية ارتباط معه ولا يقعون ضحية اليأس والقنوط الذي يؤدي بهم إلى المزيد من التردي والانحطاط.[/FONT][FONT='Arial','sans-serif'][/FONT]
                      [FONT='Arial','sans-serif']وسوف لا يكون في الشفاعة ـ كما في المغفرة وقبول التوبة ـ إغراءٌ بالذنوب والمعاصي بحال من الأحوال، وإنّما هي منافذ للرجاء والأمل، وذلك لأمرين:[/FONT][FONT='Arial','sans-serif'][/FONT]
                      [FONT='Arial','sans-serif']أحدهما: أن الوعد بالشفاعة لم يعيّن أشخاص المذنبين الذين ستُقبل فيهم الشفاعة، فما زال العباد إذاً يرجون أن ينالوها، وليس أكثر ، ومن هنا دخلت في الدعاء على هذا النحو، كما في دعاء الإمام زين العابدين (عليه السلام): (وشفِّع فيَّ محمداً وآل محمد، واستجب دعائي...)(29).[/FONT][FONT='Arial','sans-serif'][/FONT]
                      [FONT='Arial','sans-serif']والثاني: أن المولى تعالى لم يحدد أنواع الذنوب التي تقبل فيها الشفاعة، ولم يصرح بمستوى تأثير الشفاعة ، فهل أنها ستزيل كل ألوان العقاب أصلاً، أم لا ؟ من هنا فالأمر لم يخرج عن دائرة الرجاء إلى دائرة الإغراء.[/FONT][FONT='Arial','sans-serif'][/FONT]
                      [FONT='Arial','sans-serif']خامساً: إن الشفاعة الجائزة هي أن يدعو المؤمن قائلاً: (اللهم شفّع نبيّنا محمداً فينا يوم القيامة)، ولا يجوز له أن يقول: يا رسول الله اشفع لي يوم القيامة. لأنه من الشرك في العبادة الذي يشبه عمل عبدة الأصنام الذين كانوا يقولون: (هؤلاء شفعاؤنا عند الله)(30) وأن الله يقول: (لا تدعوا مع الله أحداً)، وبالتالي فالشفاعة بالصيغة الثانية تكون من قبيل طلب الشفاعة من غير مالكها، وأن طلب الشفاعة من الميت أمر باطل.[/FONT][FONT='Arial','sans-serif'][/FONT]
                      [FONT='Arial','sans-serif']وجوابه: إن الشرك في العبادة يقوم على ركنين هما:[/FONT][FONT='Arial','sans-serif'][/FONT]
                      [FONT='Arial','sans-serif']1 ـ اعتقاد التدبير والخلق فيمن يُتخذ إلهاً، أو الاعتقاد بأن أُمور الخلق والتكوين قد فوّضت إليه.[/FONT][FONT='Arial','sans-serif'][/FONT]
                      [FONT='Arial','sans-serif']2 ـ إبداء الخضوع والتسليم للذات المتخذة إلهاً كتعبير عن العبادة لها. وطلب الشفاعة من الرسول (صلى الله عليه وآله) والأولياء يفتقد هذين الركنين، فليس هناك اعتقاد بقدرة ذاتية في الرسول (صلى الله عليه وآله)على التدبير والخلق، وليس هناك اعتقاد بأن الأُمور قد فوّضت إليه، وليس هناك خضوع وتسليم له بما هو شخص وإنسان، وكل ما هناك أن للرسول (صلى الله عليه وآله) عند الله مكانة ومنزلة رفيعة بحيث جعل له أن يشفع لاُمته.[/FONT][FONT='Arial','sans-serif'][/FONT]
                      [FONT='Arial','sans-serif']والآية الواردة في الإشكال بدايتها هكذا: (ويعبدون من دون الله ما لا يضرّهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله)، فالشفاعة الشركية الباطلة جاءت مقرونة بعبادة الأصنام، متفرعة عليها، ومن هنا جاء بطلانها، وليس الأمر في طلب الشفاعة من الرسول مقروناً بعبادته حتى يكون باطلاً.[/FONT][FONT='Arial','sans-serif'][/FONT]
                      [FONT='Arial','sans-serif']ثم إن المعيار في الحكم بالصحة والبطلان ليس هو المشابهة الصورية بين فرض وفرض آخر، ولو كان الأمر كذلك لكان السعي والطواف ونحوهما من جملة مظاهر الشرك، لأن المشركين كانوا يقومون بهما.[/FONT][FONT='Arial','sans-serif'][/FONT]
                      [FONT='Arial','sans-serif']وأما قوله تعالى: (لا تدعو مع الله إلهاً آخر) فالجواب فيه نفس ما مضى، وهو أن الآية ناظرة إلى ما كان من الدعاء بنحو العبادة، وإذا كان الداعي يخاطب رباً وإلهاً، فجاءت الآية لتنهى عن عبادة غير الله سبحانه وتعالى في باب الدعاء، وليست ناظرة إلى كل طلب من كل مطلوب، ولو كانت بهذا المعنى لكانت ناهية عن شيء هو قوام الحياة الاجتماعية بحيث لا يمكن افتراض قيام الحياة الاجتماعية بدونه وهو التعاون، وهل يعقل أن ينهى الشرع عن طلب يتقدم به المسلم لدى مسلم آخر ويريد منه إنجازه؟ وهل يسمى هذا النوع من السلوك دعاءً لغير الله؟[/FONT][FONT='Arial','sans-serif'][/FONT]
                      [FONT='Arial','sans-serif']قد يقال: إن الشفاعة ليست من هذا النوع، وإن وجه الإشكال فيها أنها طلب شيء من خصوصيات الإله والمعبود، وأن الآية ليست ناهية عن كل طلب، وإنما هي ناهية عن طلب ما كان من خصوصيات الأُلوهية، وأن هذا النوع من الطلب من مصاديق دعوة غير الله سبحانه.[/FONT][FONT='Arial','sans-serif'][/FONT]
                      [FONT='Arial','sans-serif']والجواب: إن طلب الشفاعة من الرسول (صلى الله عليه وآله) لا يراد به اظفاء خصوصية الأُلوهية عليه (صلى الله عليه وآله) حتى يكون من قبيل دعوة غير الله سبحانه، بل لمّا ثبت أن الله سبحانه وتعالى قد أذِن للرسول (صلى الله عليه وآله) بالشفاعة جاز لنا أن نطلب ذلك منه، كما نطلب حاجتنا من كل قادر عليها، وهو طلب يؤكد التوحيد وليس فيه شائبة من الشرك، لأنه ينتهي إلى إذن الله سبحانه. وإنما أبطل الله الشفاعة الشركية بقوله تعالى: (ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله) لأن هذه الشفاعة لا تنتهي إلى إذن الله سبحانه، فإن الله لم يأذن في شفاعة هؤلاء، ولم يجز للإنسان أن يختار شفعاءه بنفسه، وإنما أجاز له أن يطلب الشفاعة ممن هو مأذون من قبله تعالى في ذلك، وشفاعة الرسول (صلى الله عليه وآله) من هذا القبيل.[/FONT][FONT='Arial','sans-serif'][/FONT]
                      [FONT='Arial','sans-serif']وأما قولهم: (إن طلب الشفاعة من الرسول (صلى الله عليه وآله) طلب لها من غير مالكها) فقد اتضح جوابه، فإن المالك الحقيقي للوجود هو الله سبحانه وتعالى، وكل مالك عداه إنما يملك بالملكية الاعتبارية الصورية، فإن كان الغرض من هذا الإشكال عدم جواز طلب شيء إلا من مالكه الحقيقي وهو الله سبحانه وتعالى، فهذا المعنى يلزم منه إبطال الحياة الاجتماعية القائمة على التعاون والتبادل وطلب الأشياء ممن يملكها بالملكية الاعتبارية، وطلب الشفاعة من الرسول (صلى الله عليه وآله) طلب لها من مالكها الاعتباري، بعدما ثبت أن الرسول (صلى الله عليه وآله) مأذون من قبل الله سبحانه في الشفاعة لاُمته، وإذا كان طلب الأشياء ممن يملكها بنحو الملكية الاعتبارية باطلاً وشركاً، فلتتوقف الحياة الاجتماعية لأنها حياة لا تقوم إلا بما هو شرك باطل!![/FONT][FONT='Arial','sans-serif'][/FONT]
                      [FONT='Arial','sans-serif']وأما قولهم الأخير بأن: (طلب الشفاعة من الميت أمر باطل وأن شفاعة الرسول (صلى الله عليه وآله) من هذا القبيل) فهو أوهن من بيت العنكبوت، وهو لا يتناسب مع إنسان يؤمن بالغيب، وإنما يتناسب مع إنسان مادي يرى المادّة خلاصة الوجود وحدّها الأخير، فنحن لسنا ممن يؤمن بأن الجسد هو بداية الإنسان ونهايته، فإذا مات واُقبر واُلحد انتهى كل شيء، وإنما نؤمن بأن الحقيقة الإنسانية متجسدة بالروح، وأن الجسد مظهر مادي لهذه الحقيقة وأن الموت ينال الجسد ولا ينال هذه الحقيقة، هذا بالنسبة لكل إنسان، أما الأنبياء والأولياء المقربون من الله سبحانه وتعالى فلأرواحهم شأن خاص ومنزلة خاصة ليس بوسعنا إدراكها، وبالتالي فنحن لا نطلب الشفاعة من الجسد الميت، وإنما نطلبها من الروح التي لا تموت، نطلبها من روح إنسان هو أشرف الأنبياء والمرسلين، ولو كانت علاقتنا بالرسول (صلى الله عليه وآله) علاقة بجسد ميت فما معنى سلامنا عليه في الصلوات اليومية الخمسة؟ وما معنى شهادة الرسول (صلى الله عليه وآله) علينا وعلى أعمالنا كما هو صريح القرآن الكريم؟[/FONT][FONT='Arial','sans-serif'][/FONT]
                      [FONT='Arial','sans-serif']وبعد كل هذا فقد ثبت في الحديث الصحيح عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنّه علّم بعض أصحابه التوسل به وطلب الشفاعة منه، وذلك في المشهور من قصة الأعمى الذي شكى إلى النبي (صلى الله عليه وآله) حاله، فأرشده أن يتوضأ ويصلي ركعتين، ثم يقول بعدهما: (اللهم إنّي أسألك وأتوجه إليك بنبيّك محمد نبي الرحمة، يا محمد يا رسول الله، إنّي أتوجه بك إلى ربّي في حاجتي ليقضيها، اللهم فشفّعه فيَّ) فعل ذلك فردّ الله إليه بصره.[/FONT][FONT='Arial','sans-serif'][/FONT]
                      [FONT='Arial','sans-serif']وقد نقل ابن تيمية نفسه هذه القصة ونقل عن الكثير من السلف العمل بهذا الدعاء في حياة النبي وبعده(31).[/FONT][FONT='Arial','sans-serif'][/FONT]
                      [FONT='Arial','sans-serif']خلاصة البحث:[/FONT][FONT='Arial','sans-serif'][/FONT]
                      [FONT='Arial','sans-serif']إنّ الشفاعة رحمة يفيضها الله على عباده عبر وسائط يختارها ويعيّنها سبحانه وتعالى لأهل التوحيد، كما نصّ على ذلك كتاب الله تعالى ونصوص السنّة النبوية الشريفة.[/FONT][FONT='Arial','sans-serif'][/FONT]
                      [FONT='Arial','sans-serif']وليس فيها شيء من الشرك، بل هي شاهد آخر على إرادة الله المطلقة وقدرته الفائقة ورحمته الواسعة ولطفه العميم الذي جعله لمن كان قابلاً لذلك.[/FONT][FONT='Arial','sans-serif'][/FONT]
                      [FONT='Arial','sans-serif'] [/FONT]
                      [FONT='Arial','sans-serif']الهوامش:[/FONT][FONT='Arial','sans-serif'][/FONT]
                      [FONT='Arial','sans-serif']1[/FONT][FONT='Arial','sans-serif']- يونس: 18.[/FONT][FONT='Arial','sans-serif'][/FONT]
                      [FONT='Arial','sans-serif']2[/FONT][FONT='Arial','sans-serif']- البقرة : 48.[/FONT][FONT='Arial','sans-serif'][/FONT]
                      [FONT='Arial','sans-serif']3[/FONT][FONT='Arial','sans-serif']- الأنعام: 51.[/FONT][FONT='Arial','sans-serif'][/FONT]
                      [FONT='Arial','sans-serif']4[/FONT][FONT='Arial','sans-serif']- الزمر: 44.[/FONT][FONT='Arial','sans-serif'][/FONT]
                      [FONT='Arial','sans-serif']5[/FONT][FONT='Arial','sans-serif']- البقرة: 255.[/FONT][FONT='Arial','sans-serif'][/FONT]
                      [FONT='Arial','sans-serif']6[/FONT][FONT='Arial','sans-serif']- الأنبياء: 28.[/FONT][FONT='Arial','sans-serif'][/FONT]
                      [FONT='Arial','sans-serif']7[/FONT][FONT='Arial','sans-serif']- الشعراء: 100.[/FONT][FONT='Arial','sans-serif'][/FONT]
                      [FONT='Arial','sans-serif']8[/FONT][FONT='Arial','sans-serif'] - هود: 106 ـ 108.[/FONT][FONT='Arial','sans-serif'][/FONT]
                      [FONT='Arial','sans-serif']9[/FONT][FONT='Arial','sans-serif']- الزمر: 44.[/FONT][FONT='Arial','sans-serif'][/FONT]
                      [FONT='Arial','sans-serif']10[/FONT][FONT='Arial','sans-serif']- يونس: 18.[/FONT][FONT='Arial','sans-serif'][/FONT]
                      [FONT='Arial','sans-serif']11[/FONT][FONT='Arial','sans-serif']- مريم: 87.[/FONT][FONT='Arial','sans-serif'][/FONT]
                      [FONT='Arial','sans-serif']12[/FONT][FONT='Arial','sans-serif']- النجم: 26.[/FONT][FONT='Arial','sans-serif'][/FONT]
                      [FONT='Arial','sans-serif']13[/FONT][FONT='Arial','sans-serif']- الزخرف: 86.[/FONT][FONT='Arial','sans-serif'][/FONT]
                      [FONT='Arial','sans-serif']14[/FONT][FONT='Arial','sans-serif']- سورة الأحزاب: 33 / 32.[/FONT][FONT='Arial','sans-serif'][/FONT]
                      [FONT='Arial','sans-serif']15[/FONT][FONT='Arial','sans-serif']- سنن ابن ماجة: 2 / 3 144 / 4313.[/FONT][FONT='Arial','sans-serif'][/FONT]
                      [FONT='Arial','sans-serif']16[/FONT][FONT='Arial','sans-serif']- كنز العمال: 1 / 390.[/FONT][FONT='Arial','sans-serif'][/FONT]
                      [FONT='Arial','sans-serif']17[/FONT][FONT='Arial','sans-serif']- الأفراط: المتقدّمون إلى الشفاعة، راجع لسان العرب مادة فرط.[/FONT][FONT='Arial','sans-serif'][/FONT]
                      [FONT='Arial','sans-serif']18[/FONT][FONT='Arial','sans-serif']- كشف الشبهات: 70.[/FONT][FONT='Arial','sans-serif'][/FONT]
                      [FONT='Arial','sans-serif']19[/FONT][FONT='Arial','sans-serif']- صحيح البخاري: 9/798 ـ 800، كتاب التوحيد، باب وجوه يومئذ ناظرة، ح 2239، ط دار القلم.[/FONT][FONT='Arial','sans-serif'][/FONT]
                      [FONT='Arial','sans-serif']20[/FONT][FONT='Arial','sans-serif']- مسند أحمد بن حنبل: 3/397، مسند أبي سعيد الخدري، ح 10764.[/FONT][FONT='Arial','sans-serif'][/FONT]
                      [FONT='Arial','sans-serif']21[/FONT][FONT='Arial','sans-serif']- صحيح مسلم: 1/116، كتاب الإيمان، باب معرفة طريق الرؤية، ذيل الحديث.[/FONT][FONT='Arial','sans-serif'][/FONT]
                      [FONT='Arial','sans-serif']22[/FONT][FONT='Arial','sans-serif']- الزمر: 19.[/FONT][FONT='Arial','sans-serif'][/FONT]
                      [FONT='Arial','sans-serif']23[/FONT][FONT='Arial','sans-serif']- الفصول المختارة ص 78 ط . دار المفيد.[/FONT][FONT='Arial','sans-serif'][/FONT]
                      [FONT='Arial','sans-serif']24[/FONT][FONT='Arial','sans-serif']- مجمع البيان: 1 / 104.[/FONT][FONT='Arial','sans-serif'][/FONT]
                      [FONT='Arial','sans-serif']25[/FONT][FONT='Arial','sans-serif']- المدثر: 38 ـ 48.[/FONT][FONT='Arial','sans-serif'][/FONT]
                      [FONT='Arial','sans-serif']26[/FONT][FONT='Arial','sans-serif']- النساء: 31.[/FONT][FONT='Arial','sans-serif'][/FONT]
                      [FONT='Arial','sans-serif']27[/FONT][FONT='Arial','sans-serif']- تفسير الميزان: ج1 ص 170. طبعة الأعلمي بيروت.[/FONT][FONT='Arial','sans-serif'][/FONT]
                      [FONT='Arial','sans-serif']28[/FONT][FONT='Arial','sans-serif']- الأنبياء: 28.[/FONT][FONT='Arial','sans-serif'][/FONT]
                      [FONT='Arial','sans-serif']29[/FONT][FONT='Arial','sans-serif']- الصحيفة السجادية (الطبعة المحقّقة): 2/282.[/FONT][FONT='Arial','sans-serif'][/FONT]
                      [FONT='Arial','sans-serif']30[/FONT][FONT='Arial','sans-serif']- يونس: 18.[/FONT][FONT='Arial','sans-serif'][/FONT]
                      [FONT='Arial','sans-serif']31[/FONT][FONT='Arial','sans-serif']- انظر: ابن تيمية / التوسل والوسيلة: 97 ـ 106.[/FONT]

                      تعليق


                      • #26
                        معنى قول الرسول الكريم (حسين مني وأنا من حسين ) بسم الله الرحمن الرحيم
                        اللهم صل على محمد و ال محمد
                        السلام عليكم و رحمة الله و بركاته


                        موضوع منقول ولكن موضوع عظيم!

                        1ـ ان المقام الذي اعطاه الله عز وجل ورسوله أي مقام الشفاعة الكبرى إنما هو بسبب رضاه بشهادة ولده وريحانته.

                        2ـ ان معنى (وانا من حسين) ان بقاء ديني واثار شريعتي الى يوم القيامة إنما هو بسبب الحسين فلولا شهادة الحسين لما بقي من الدين المحمدي اثر

                        3ـ إن معناها إن بقاء نسلي أي الذين هم خلفاء رب العالمين وائمة المسلمين إنما هو بسبب الحسين فانه ابو الائمة التسعة المعصومين.

                        4ـ إن هذا اشارة الى مضمون جملة من الاخبار الواردة في تفسير (وفديناه بذبح عظيم) بمعنى ان المراد من الذبح العظيم هو الحسين ولولا هذه التفدية لما وجد لاسماعيل نسل أصلاً ومحمد () من ولد أسماعيل.

                        5ـ إن هذا إشارة إلى مقام الطينة الاصيلة النورانية الملكوتية فان اصحاب الكساء صلوات الله عليهم كانوا في ذلك المقام من نور ٍ واحد ٍ ومن طينة واحدةً فحينئذٍ كما يصدق,ان الحسين من النبي فكذا يصدق ان النبي من الحسين انظر كتاب اكسير العبادات في اسراء الشهادات للفاضل الدربندي .

                        تعليق


                        • #27
                          تفسير لحديث الرسول (ص) :
                          (( حسين مني وأنا من حسين ، أحب الله من أحب حسينا ))

                          ترى لماذا ينطق النبي الأعظم محمد صلى الله عليه وآله بهذا الوحي
                          "حسين مني وأنا منه، أحب الله من أحب حسيناً، حسين سبط من الأسباط"؟. العاطفة منه تدفعه، أم مصلحةٍ تأخذه؟ لا ليس النبي بالذي تأخذه العواطف، إنما لتبيين ما هو واجب وتعريف ما هو مهم، حيث أن النبي صلى الله عليه وآله ما ذكر هذا الحديث إلا ليبين للناس ما سيجري على دينه العظيم. فحيث الضياع والتضييع لمبادىء الإسلام، وحيث الانقلاب الذي سيعم البلاد والعباد فلا يبقى من الدين إلا اسمه، ومن القرآن إلا رسمه، وها هو الفاسق يزيد بن معاوية ، قد حكم ثلاث سنين، فمات معاوية سنة ستين، وتولى هو رقاب المسلمين ظالما سنة الواحد والستين للهجرة، وبنفس هذه السنة قتل سيد شباب أهل الجنة وريحانة النبي المصطفى صلى الله عليه وآله وسبى بنات الوحي وخدر الرسالة، وفي السنة الثانية والستين للهجرة أحرق أستار الكعبة، إذ حوصر فيها عبدالله بن الزبير وضربوه على رأسه وشجّت جبينه، فلما رأى الدماء تقطر من جبينه قال منشداً:
                          ولسنا على الأعقاب تدمى كلومنا ولكن أقدامنا تقطر الدما

                          فهو الآن في حالة حزن وندم وأسى إذ لم تسفك وتسقط هذه الدماء مع الذين مضوا وسبقوا، كشهداء بدر وأحد أو مع الحسين ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وآله، بل على أيدي جلاوزة يزيد لعنه الله، يهان ويضرب ويسفك دمه. وفي سنة ثلاث وستين للهجرة أباح يزيد المدينة وقتل ثمانين رجلا من صحابة النبي صلى الله عليه وآله، وافتض ألف بكر من نساء المدينة، ووشم جباه ورقاب الناس بعبارة (عبيدٌ ليزيد بن معاوية). وهو لعنة الله عليه بهذا التصرف يرجع الناس إلى أيام الجاهلية الأولى بعدما غمرهم الله بنعمة الإسلام. فلهذا لم يكن هناك ليزيد ابن معاوية إلا الحسين بن علي بن أبي طالب، فاضحاً ومنتقماً ومحرراً للناس والدين، فحيث الناظر إلى يزيد من عموم الناس والمسلمين، وخليفة المسلمين بمعنى خليفة النبي الأكرم، وخليفة النبي يعني الممثل للنبي بعد غيابه وانقطاعه، فحينما يأتي الإمام الحسين بإقامة الصلاح ويريد الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولطالما لم يلتزم يزيد وأتباعه بمثل ذلك ولا بأي شكل من الأشكال، بل علاوة على ذلك ضيعوا حقوق المسلمين، وافسدوا عليهم دينهم. صار حقاً على الإمام القائم في الناس، أن يحفظ لهم دينهم ويعيد لهم حقوقهم التي سلبها يزيد وأتباعه، والواجب الشرعي يحتم على الإمام الحسين النهوض والوقوف بوجه الطغاة، ويكفي بذلك قول النبي الأعظم صلى الله عليه وآله في حق الحسن وأخيه الحسين "إبناي هذان إمامان قاما أو قعدا"

                          وفي حق الحسين بذات قال رسول الله صلى الله عليه وآله للحسين: "أنت سيد وأبن سيد أنت إمام وأخو إمام وأبو الأئمة، وأنت حجة الله وأبن حجته، وأبو حجج تسعة من صلبك، تاسعهم قائمهم" وكذلك الحسين سبط من الأسباط إشارة منه صلى الله عليه وآله إلى أسباط بني إسرائيل حيث كان مع موسى ، اثنا عشر سبطا بمثابة النقباء وكانوا أوصياء لموسى لقوله تعالى:"وقطعناهم اثنتي عشرة صلوات أمماً" ولسنا في هذا المقام بصدد إمامته صلوات الله عليه، إذا إن الأدلة النقلية والعقلية كثيرة مما لا يسعه المقام ويطول عنه الكلام، وذلك أمر مفروغ منه أنه إمام وحجة من قبل الله سبحانه وتعالى، ومن قبل النبي المصطفى ومن قبل أبيه أمير المؤمنين ومن قبل أخيه الإمام الحسن. فكما نص الله على النبي بالنبوة فوجب الإيمان بهال وكذلك لو نص النبي على وصاية وإمامة وولاية الإمام علي بن أبي طالب وأبنائه وجب الإيمان بذلك كله، وكما نص الإمام علي على إمامته وخلافة وولاية اخيه الإمام الحسين وجب الإيمان بذلك كله ولا مجال للجدال.
                          والمعنى الذي يتجسد في قول النبي صلى الله عليه وآله:
                          "حسين مني وأنا من حسين"

                          هو حفظ الدين على يد رجل من نفس النبي ومن دمه ولحمه، فقوله صلى الله عليه وآله مني، أي ابني وولدي، وقد ذكر النبي صلى الله عليه وآله ذلك مراراً وتكراراً وفي مواضع عدة حيث قال: "إن جبرائيل أخبرني إن ابني هذا "يعني الحسين" مقتول وأنه اشتد غضب الله على من يقتله" فهذا من جهة قوله صلى الله عليه وآله مني، أما من جهة قوله وأنا منه فهذا معناه إن التصرف الذي يقوم به، هو أنا نفسي قائم به، والفعل الذي على يديد هو فعل يدي، فأنا منه بكل ما قال أو فعل، وبمعنى آخر مسؤول بكل ما فعل، فلذلك كان شعاره (أي الإمام الحسين) في الحرب، حرب الطف يا محمد، إذ لكل حرب لا بد من شعار يرفع ويردد، لكي يسمعه أصحابه ويرهب منه أعداؤه، فكان ينادي يا محمد بمعنى أنا ابن محمد فلم تقاتلوني، ومحمد مني، مطلع على ما سيصدر مني من الجهاد لكم والوقوف بوجوهكم، لإعلاء كلمة الله التي محقها يزيد بن معاوية. فلهذا نطق النبي بالوحي وما كان نطقه عن هوى.


                          منقول

                          تعليق


                          • #28
                            [quote=ibrahim aly awaly]
                            عدة أدلة عن جواز التبرك و التوسل


                            موقع أهل السنه و الجماعه
                            http://www.sunna.info/Lessons/islam_939.html







                            يكفينى الموقع من ردك فقط

                            يا صاحب العقل الفاسد مع العلم انى غير مقتنع به انه من السنه اليك سبب عدم اقتناعى به

                            انت تعلم والجميع يعلم اننااهل السنه نعتبركم من الفرق الضاله المنحرفه

                            انظر الصوره الاتيه وستري وتعرف انه ليس منالسنه اساسا

                            ويذاد على ذلك لم اري اسم عالم او شيخ واحد من علماء السلف

                            لون العينين انظر الصوره






                            للعلم استطيع ان احدث لك فورا منتدى للشيعه يكفر الشيعه فيه

                            ما علينا من كل هذا

                            هذا ما ورد في موقعك هذذا ارنى اين ذكر ان التبرك والتوسل للقبور وبالقبور والاضرحه

                            اتق الله

                            هذا ما ذكر في الموقع


                            ورواه البيهقي في حياة الأنبياء بلفظ من طريق الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من صلى عليَّ عند قبري سمعته ومن صلى علي نائيا منه أُبلغته".

                            وقال الإمام أحمد بن زيني دحلان في كتابه الدرر السُّنية في الرد على الوهابية: اعلم رحمك الله أن زيارة قبر نبينا صلى الله عليه وسلم مشروعة مطلوبة بالكتاب والسنة وإجماع الأمة أما الكتاب فقوله تعالى: {وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللّهَ تَوَّاباً رَّحِيماً} دلت الآية على حث الأمة على المجيء إليه صلى الله عليه وسلم والاستغفار عنده واستغفاره لهم وهذا لا ينقطع بموته.اهـ

                            فإن قال قائل: إن هذا خاص بحياته صلى الله عليه وسلم، قلنا: هذا تخصيص ودعوى التخصيص تحتاج إلى دليل، والدليل قائم على خلاف ذلك، والذي يدل على ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: "حياتي خير لكم تحدثون ويحدث لكم ووفاتي خير لكم تعرض علي أعمالكم فما رأيت من خير حمدت الله عليه وما رأيت من شر استغفرت الله لكم". هذا الحديث رواه البزار ورجاله رجال الصحيح كما قال الحافظ الهيثمي في مجمعه.

                            وقال الحافظ السيوطي في الخصائص الكبرى سنده صحيح وكذلك قال عنه الحافظ زين الدين العراقي إسناده جيد كما في طرح التثريب وكذلك ابنه ولي الدين.

                            قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "من قال إذا خرج إلى المسجد: اللهم اني أسألك بحق السائلين عليك وبحق ممشاي هذا، فاني لم أخرج أشرا ولا بطرا ولا رياء ولا سمعة، خرجت اتقاء سخطك وابتغاء مرضاتك، فأسألك أن تنقذني من النار وأن تغفر لي ذنوبي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، أقبل الله عليه بوجهه واستغفر له سبعون ألف ملك".

                            رواه ابن ماجة وأحمد والطبراني والبيهقي

                            ألف علماء الإسلام الكتب في الاستشفاع والتوسل نذكر منها:

                            1-كتاب الوفاء في فضائل المصطفى لابن الجوزي، أفرد بابا حول التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم وبابا للإستشفاء بقبره الشريف.

                            2-شفاء السقام لتقي الدين السبكي حيث تعرض لمسئلة التوسل بشكل تحليلي معتبر.

                            3-مصباح الظلام في المستغيثين بخير الأنام لمحمد بن نعمان المالكي وغيرهم كثير.

                            أخرج البزار من حديث عبد الله بن عباس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إن لله ملائكة سياحين في الأرض سوى الحفظة يكتبون ما يسقط من ورق الشجر فإذا أصاب أحدكم عرجة بأرض فلاة فليناد أعينوا عباد الله"

                            بعض الناس لا يظهرون حبا للنبي، إنما يظهرون بغضا له والعياذ بالله . كالذين يزعمون أن النبي محمد ميتة، أو أنه لا ينفع، أو أن التبرك به وبأثاره شرك، أو أن زيارة قبره شرك أو أن التوسل به شرك والعياذ بالله، أو الذين يحرمون مدحه عليه السلام والإحتفال بمولده وغير ذلك، كله يظهر بغضا للنبي ولا يظهر حبا له صلى الله عليه وسلم ولا اتباعا له.

                            روى البخاري في الأدب المفرد ما نصه : حدثنا أبو نعيم قال حدثنا سفيان عن أبي اسحق عن عبد الرحمن بن سعد قال : " خدرت رجل ابن عمر فقال له رجل : اذكر أحب الناس إليك فقال : يا محمد "ا.هـ . وقد ذكر البخاري هذا الحديث تحت عنوان: "باب ما يقول الرجل إذا خدرت رجله".

                            في كتاب البداية والنهاية لابن كثير الذي تحبه الوهابية في المجلد الذي فيه الجزء السابع والثامن ص 104-105 يذكر فيه عن بلال ابن الحارث المزني الصحابي الذي قصد قبر النبي وطلب منه ما لم تجري به العادة وتوسل به، وفيه يقول: "إن أهله طلبوا منه أن يذبح لهم شاة فقال ليس فيهِنَّ شيء فألحوا عليه فذبح الشاة فإذا عظمها حُمُرٌ فقال: "يا محمداه"، ما كفر ولا كفره أحد من الصحابة.

                            روى مسلم في صحيحه أن ربيعة بن كعب الأسلمي الذي خدم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له رسول الله من باب حُبّ المكافأة:"سلني"، فطلب من رسول الله أن يكون رفيقه في الجنة، فقال له: أسألك مرافقتك في الجنة، فلم يُنكر عليه رسول الله بل قال له من باب التواضع:"أو غير ذلك"، فقال الصحابي: هو ذاك، فقال له:"فأعني على نفسك بكثرة السجود".

                            وكذلك سيدنا موسى عليه السلام سألته عجوز من بني إسرائيل أن تكون معه في الجنة، ولم يُنكر عليها ذلك، فأوحى الله إليه أن أعطها حكمها أي طلبها.. رواه ابن حبان والحاكم والهيثمي وصححوه.. ولفظ الحديث أنه قال:"دلوني على قبر يوسف، قالت: حتى تعطيني حكمي، قال: ما حكمك؟، قالت: أن أكون معك في الجنة، فكره أن يعطيها ذلك، فأوحى الله إليه أن أعطها حكمها". فماذا يقولون بعد هذا؟؟.

                            روى الإمام مرتضى الزبيدي في شرح الاحياء ( 10/ 333 ):عن الشعبي قال حضرت عائشة رضي الله عنها فقالت: إني قد أحدثت بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثا ولا أدري ما حالي عنده فلا تدفنوني معه، فاني أكره أن أجاور رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أدري ما حالي عنده ثم دعت بخرقة من قميص رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: ضعوا هذه على صدري وادفنوها معي لعلي أنجو بها من عذاب القبر.

                            معنى بجاه محمد أي بكرامة محمد عندك، بمكانة محمد عندك، بفضل محمد عندك.

                            رورى الحافظ الخطيب البغدادي في تاريخه باسناده إلى علي بن ميمون قال: سمعت الشافعي يقول: إني لأتبرك بأبي حنيفة وأجيء إلى قبره في كل يوم.

                            يعني زائرا. فإذا عرضت لي حاجة صليت ركعتين وجئت إلى قبره وسألت الله تعالى الحاجة عنده، فما تبعد عني حتى تقضى. اهـ تاريخ بغداد -(1/123).

                            قال الإمامِ مالكٍ للخليفةِ المنصورِ لما حَجَّ فزارَ قبرَ النّبيّ صلى الله عليه وسلم وسألَ مالكًا قائلاً: "يا أبا عبدِ الله أستقبلُ القِبلَةَ وأدعو أم أستقبلُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: وَلِمَ تَصرِفُ وجهَكَ عنه وهو وَسيلَتُكَ ووسيلةُ أبيكَ ءادم عليه السلام إلى الله تعالى؟ بل استقبِلهُ واستشفع بهِ فيشفّعهُ الله" ذكرهُ القاضي عياضٌ في كتابِ الشّفا.

                            في الحديثِ الذي رواه السيوطي وغيره أن ءادمَ عليه السلامُ لما أكلَ من الشجرةِ قالَ: "يا رب أسألُكَ بحقِّ محمدٍ إلا ما غفرتَ لي". قال: "وكيف عرفتَ محمداً ولم أخلقْهُ". قالَ : "رفعتُ رأسي إلى قوائِمِ العرشِ فوجَدْتُ مكتوباً: لا إله إلا اللهُ محمدٌ رسولُ اللهِ فعَرَفتُ أَنَّكَ لم تُضِفْ إلى اسمِك إلا أحبَّ الخلقِ إليكَ". بهذا الحديثِ يُسْتَدَلُّ على التوسلِ ومشروعِيَّتِهِ.

                            روى الطبراني في المعجم الكبير والصغير أن الرسول علم رجل أعمى أن يتوسل به علمه أن يقول: "اللهم إني اسألك وأتوجه بنبيك محمد نبي الرحمة.. يا محمد إني أتوجه بك إلى ربي في حاجتي لتقضي لي". قال الطبراني والحديث صحيح. فالتوسل بالرسول جائز.. في حياته وبعد موته.

                            قال السبكي: ويحسن التوسل والاستعانة والتشفع بالنبي إلى ربه، ولم ينكر ذلك أحد من السلف حتى جاء ابن تيمية فأنكر ذلك وعدل عن الصراط المستقيم وابتدع ما لم يفعله عالم قبله وصار بين أهل الإسلام مثلة.

                            عن مالك الدار خازن عمر قال: أصاب الناس قحط في زمان عمر، فجاء رجل إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله استسق لأمتك فانهم قدهلكوا، فأتي الرجل في المنام فقيل له: أقريء عمر السلام وأخبره أنهم يسقون وقل له: عليك بالكيس الكيس، فأتى الرجل عمر فأخبره فبكى عمر وقال: يا ربّ ما ءالو إلا ما عجزت. رواه البيهقي باسناد صحيح.

                            ثبت أن خبيبَ بن عدى الصحابي حين قُدّ م للقتل نادى: يا محمّد. رواه الحافظ أبو نعيم الأصبهاني. وهذا د ليل على أن نداء النبي صلى الله عليه وسلم في غيبته بيا محمّد جائز.

                            وفي كتاب الأدب المفرد للبخاري ص/ 324 عن عبد الرحمن بن سعد قال:" خدرت رجل ابن عمر فقال له رجل : أُذكر احب الناس إليك فقال: يا محمد فذهب خدر رجله"ا.هـ. هذا حصل بعد وفاة الحبيب صلى الله عليه وسلم.

                            روى البخاري ومسلم أن النبيّ صلى الله عليه وسلم ذكر قصة النفر الثلاثة الذين ءاواهم المبيت إلى غار فدخلوه فانحدرت صخرة من الجبل فسدت عليهم الغار فقالوا إنه لا ينجيكم من هذه الصخرة إلا أن تدعوا الله بصالح أعمالكم فصار كل واحد منهم يدعو الله بصالح عمله حتى انفرجت الصخرة فانطلقوا يمشون.

                            خالد بن الوليد رضي الله عنه كان شعار كتيبته يوم اليمامة "يا محمداه" فخالد نادى بذلك ونادى بندائه الجيش فهل يكون هذا إلا إقرارًا من هذا الجيش الكريم على تصويب ما أمر به خالد رضي الله عنه وقد كان في الجيش من الحفاظ والعلماء والبدريين وعِليَة الصحابة رواه ابن الأثير في الكامل.

                            روى البيهقي في دلائل النبوة والحاكم في المستدرك وغيرهما بالإسناد أن خالد بن الوليد فقد قلنسوة له في يوم اليرموك فقال اطلبوها، فلم يجدوها، ثم طلبوها فوجدوها، فقال خالد: اعتمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فحلق رأسه فابتدر الناس إلى جوانب شعره فسبقتهم إلى ناصيته فجعلتها في هذه القلنسوة فلم أشهد قتالا وهي معي إلا رزقت النصر.

                            قوله صلى الله عليه وسلم: "إذا أضلّ أحدكم شيئًا أو أراد عونًا وهو بأرضٍ ليس فيها أنيس فليقل يا عباد الله أعينوني" وفي رواية "أغيثوني"، "فإن لله عبادًا لا ترونهم".

                            وتوسل عمر بن الخطاب بالعباس رضي الله عنه لما استسقى الناس وغير ذلك مما هو مشهور فلا حاجة إلى الإطالة بذكره والتوسل الذي في حديث الأعمى قد استعمله الصحابة السلف بعد وفاته صلى الله عليه وسلم وفيه لفظ "يا محمَّد"، وذلك نداء عند المتوسل.

                            ومن تتبع كلام الصحابةِ والتابعين يجد شيئًا كثيرًا من ذلكَ كقول بلال بن الحارث الصحابي رضي الله عنهُ عند قبر النبيّ صلى الله عليه وسلم :"يا رسول الله استسق لأمّتك" كالنداء الوارد عن النبي صلى الله عليه وسلم عند زيارة القبور.

                            الأحاديث الصحيحة أنه صلى الله عليه وسلم كان من دعائه :"اللهمّ إني أسألك بحقّ السائلين عليك" وهذا توسّل لا شكّ فيهِ وكان يُعلّم هذا الدّعاء أصحابَه ويأمرهم بالإتيانِ.

                            وصحّ عنه أنه صلى الله عليه وسلم لما ماتت فاطمة بنت أسد أمّ عليّ رضي الله عنها ألحدها صلى الله عليه وسلم في القبر بيده الشريفة وقال:" اللهمَّ اغفر لأمي فاطمة بنت أسد ووسّعْ عليها مدخلها بحقّ نبيّك والأنبياء الذين من قبلي إنك أرحم الراحمين".

                            وقد ذَكَرَ الحافظُ الجزريُّ وهو شيخُ القرَّاءِ وكانَ من حفَّاظِ الحديثِ في كتابٍ له يُسمَّى الحصن الحصين وكذلكَ ذكرَ في مختصرهِ قال: "مِن مواضِعِ إجابةِ الدُّعاءِ قبورُ الصّالحينَ" ا.هـ، وهذا الحافظُ جاءَ بعد ابن تيمية بِنحوِ مائةِ سنةٍ، ولم يُنكِر عليه العلماءُ إلا أن يكونَ بعض الشَّاذّين الذين لَحِقوا نفاةَ التَّوسُّلِ من أتباعِ ابن تيمية.

                            قال السيد محسن الأمين الحسيني العاملي واصفاً دخول الوهابية إلى الطائف، فقال: فدخلوا البلد عنوة في ذي القعدة سنة 1217هـ وقتلوا الناس قتلاً عاماً حتى الأطفال، وكانوا يذبحون الطفل الرضيع على صدر أمه، وكان جماعة من أهل الطائف خرجوا قبل ذلك هاربين، فأدركتهم الخيل وقتلت أكثرهم، وفتشوا على من توارى في البيوت وقتلوه، وقتلوا من في المساجد وهم في الصلاة.

                            قال الشيخ رضوان بيبرس الشافعي واصفاً دخول الوهابية إلى الطائف وما اقترفوه من جرائم فيها: ولما ملكوا الطائف سنة ألف ومائتين وسبع عشرة في ذي القعدة، قتلوا الكبير والصغير، والمأمور والآمر، ولم ينجُ منهم إلا من طال عمره، وكانوا يذبحون الصغير على صدر أمه، ونهبوا الأموال، وسبوا النساء، وفعلوا أشياء يطول ذكرها قبَّحهم الله ومن تبعهم. انتهى كلام الشيخ رضوان.



                            اين اذا والتوسل والتبرك بالقبور وهذا ما تقصده طبعا الذي ذكر هنا بمن

                            اجبنى يا صاحب العقل

                            ينطبق عليك قول الله تبارك وتعالي

                            كمثل كالحمار يحمل اسفارا






                            سورة الجمعة - آية 5



                            التعديل الأخير تم بواسطة محمد نبينا; الساعة 18-10-2007, 02:37 PM.

                            تعليق

                            المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                            حفظ-تلقائي
                            x

                            رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                            صورة التسجيل تحديث الصورة

                            اقرأ في منتديات يا حسين

                            تقليص

                            لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

                            يعمل...
                            X