لما صلب الوزير محمد أبن بقية على يد الخليفة عضد الدولة، رثاه الشاعر أبو الحسن الانباري بقصيدة كان من روعتها أن عضد الدولة لما سمعها تمنى أن يكون هو المصلوب وتقال فيه هذه القصيدة :-
علو في الحياة وفي الممات
بحق انت احدى المعجزات
كان الناس حولك حين قاموا
وفود نداك ايام الصلات
كانك قائم فيهم خطيبا
وكلهم قيام للصلاة
مددت يديك نحوهم احتفاء
كمدهما اليهم بالهبات
ولما ضاق بطن الارض عن ان
يضم علاك من بعد الممات
اصاروا الجو قبرك واستعاضوا
عن الاكفان ثوب السافيات (1)
لعظمك في النفوس تبيت ترعى
بحراس وحفاظ ثقات
وتوقد حولك النيران ليلا
كذلك كنت ايام الحياة
ركبت مطية من قبل زيد (2)
علاها في السنين الماضيات
وتلك قضية فيها تاس
تباعد عنك تعيير العداة
ولم ار قبل جذعك قط جذعا
تمكن من عناق المكرمات
اسات الى النوائب فاستثارت
فانت قتيل ثار النائبات
وكنت تجيرنا من صرف دهر
فعاد مطالبا لك بالترات (3)
وصير دهرك الاحسان فيه
الينا من عظيم السيئات
وكنت لمعشر سعدا فلما
مضيت تفرقوا بالمنحسات
غليل باطن لك في فؤادي
يخفف بالدموع الجاريات
ولو اني قدرت على قيام
بفرضك والحقوق الواجبات
ملات الارض من نظم القوافي
وبحتبها خلاف النائحات
ولكني اصبر عنك نفسي
مخافة ان اعد من الجناة
وما لك تربة فاقول تسقى
لانك نصب هطل الهاطلات
عليك تحية الرحمن تترى
برحمات غواد رائحات (4)
------------------------------------------------------------------------
هوامش :-
1 = السافيات : الرياح
2= زيد : هو زيد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب ع ، المعروف بزيد الشهيد، كنيته أبو الحسين، ولد سنة 78هـ في المدينة.
كان من سادات بني هاشم، ومن علماء الآل (ع)، وكان فصيحاً قارئاً للقرآن.
كان من الشخصيات البارزة في المجتمع الإسلامي آ، وكان يستنكر على حكام بني أمية أفعالهم، ولذلك كانت سلطة الأمويين تهابه كثيراً.
خرج إليه يوسف بن عمر والي الكوفة بجيش كبير، ودارت معركة في الكوفة لثلاثة أيام، كان النصر حليف زيد وأصحابه في اليومين الأولين، إلاّ أنَّه في اليوم الثالث ـ بعد أن قتل معظم أصحاب زيد ـ بدأت الكفة تميل لصالح جيش الأمويين.
أصيب في اليوم الثالث من المعركة بسهم و استشهد ..، وكان ذلك في سنة 120 أو 121هـ، ودفن في وسط نهر يمر في المنطقة المعروفة باسم الكفل التابعة لمحافظة بابل الواقعة وسط العراق، ثم أخرج جسده الشريف وصلب...
روي عن الإمام جعفر الصادق (ع) أنَّه قال: «مضى واللّه زيد عمي وأصحابه الشهداء، مثل ما مضى عليه عليّ بن أبي طالب (ع) وأصحابه».
3= الترات : الثأر والانتقام.
4 = منقول...
علو في الحياة وفي الممات
بحق انت احدى المعجزات
كان الناس حولك حين قاموا
وفود نداك ايام الصلات
كانك قائم فيهم خطيبا
وكلهم قيام للصلاة
مددت يديك نحوهم احتفاء
كمدهما اليهم بالهبات
ولما ضاق بطن الارض عن ان
يضم علاك من بعد الممات
اصاروا الجو قبرك واستعاضوا
عن الاكفان ثوب السافيات (1)
لعظمك في النفوس تبيت ترعى
بحراس وحفاظ ثقات
وتوقد حولك النيران ليلا
كذلك كنت ايام الحياة
ركبت مطية من قبل زيد (2)
علاها في السنين الماضيات
وتلك قضية فيها تاس
تباعد عنك تعيير العداة
ولم ار قبل جذعك قط جذعا
تمكن من عناق المكرمات
اسات الى النوائب فاستثارت
فانت قتيل ثار النائبات
وكنت تجيرنا من صرف دهر
فعاد مطالبا لك بالترات (3)
وصير دهرك الاحسان فيه
الينا من عظيم السيئات
وكنت لمعشر سعدا فلما
مضيت تفرقوا بالمنحسات
غليل باطن لك في فؤادي
يخفف بالدموع الجاريات
ولو اني قدرت على قيام
بفرضك والحقوق الواجبات
ملات الارض من نظم القوافي
وبحتبها خلاف النائحات
ولكني اصبر عنك نفسي
مخافة ان اعد من الجناة
وما لك تربة فاقول تسقى
لانك نصب هطل الهاطلات
عليك تحية الرحمن تترى
برحمات غواد رائحات (4)
------------------------------------------------------------------------
هوامش :-
1 = السافيات : الرياح
2= زيد : هو زيد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب ع ، المعروف بزيد الشهيد، كنيته أبو الحسين، ولد سنة 78هـ في المدينة.
كان من سادات بني هاشم، ومن علماء الآل (ع)، وكان فصيحاً قارئاً للقرآن.
كان من الشخصيات البارزة في المجتمع الإسلامي آ، وكان يستنكر على حكام بني أمية أفعالهم، ولذلك كانت سلطة الأمويين تهابه كثيراً.
خرج إليه يوسف بن عمر والي الكوفة بجيش كبير، ودارت معركة في الكوفة لثلاثة أيام، كان النصر حليف زيد وأصحابه في اليومين الأولين، إلاّ أنَّه في اليوم الثالث ـ بعد أن قتل معظم أصحاب زيد ـ بدأت الكفة تميل لصالح جيش الأمويين.
أصيب في اليوم الثالث من المعركة بسهم و استشهد ..، وكان ذلك في سنة 120 أو 121هـ، ودفن في وسط نهر يمر في المنطقة المعروفة باسم الكفل التابعة لمحافظة بابل الواقعة وسط العراق، ثم أخرج جسده الشريف وصلب...
روي عن الإمام جعفر الصادق (ع) أنَّه قال: «مضى واللّه زيد عمي وأصحابه الشهداء، مثل ما مضى عليه عليّ بن أبي طالب (ع) وأصحابه».
3= الترات : الثأر والانتقام.
4 = منقول...
تعليق