يا جماعه بالراحه على أخوكم عبدالمؤمن فهو من موالي أهل البيت سلام الله عليهم و ليس مخالفا
و لم ينقل ما نقل إلا غيرة على الحق.....
حتى و إن لم يكن هناك مجالا للنقاش مع صاحب الكلام...فليكن الرد من باب توضيح شبهات مُثاره
حتى لا يُفتن فيها العوام و قليلي العلم و المعرفه...
فكل الشكر للأخ حبيب إن استطاع أن يفرغ من وقته ما يسمح له بأن يرد على ما ورد أعلاه...
و جزاك الله خيرا مولاي عبدالمؤمن على غيرتك على مذهب موالينا أهل البيت صلوات الله عليهم
X
-
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
مع احترامي للأخوة الكرام:
الأخ العزيز: عبد المؤمن، أنا أنتظرك أن تنتهي من هذا الموضوع!!!
لأثبت لك أخي العزيز بالدليل القاطع أن صاحب هذا المقال، لا يعرف من هو علي بن أبي طالب عليه السلام، فضلا عن من هو زيد بن علي بن الحسين رضوان الله تعالى عليه.
نعم الموضوع طويل، لكن لا مانع أن نرد عليه بالتفصيل كما هو يريد.
مع تحيتي.
- اقتباس
- تعليق
اترك تعليق:
-
بارك الله بك اخي الجمري
واسمح لي ان اضيف
عندما قال الله تعالى <لا ينال عهدي الظالمين> مخاطبا ابراهيم عليه السلام اثبت وجود من ليس بامام او نبي ضمن ال مصطفين فقد اتفقت الامة جمعاء على ان الله اصطفى ال ابراهيم عليه السلام
بالاضافة الى انه ثبت عن الرسول الاعظم صلى الله عليه واله وسلم قوله <ان الله اصطفى بني هاشم> رغم وجود الكفار الذين ظلموا انفسهم ضمن نفس السلالة المتميزة <مع العلم ان بني هاشم من ال ابراهيم عليه السلام>
انما الموضوع موضوع عهد وميثاق لاشخاص بعينهم من بين قوم اصطفاهم رب العزة
- اقتباس
- تعليق
اترك تعليق:
-
هنا منتدى وليس مطبعة كتب يا عبد المؤمن
فالكتب والمجلدات دعها يرد عليها المؤلفون ..
وإذا أردت النقاش فتفضل اطرح إشكالاتك واحدا تلو الآخر لا أن تقص لنا محتوى كتاب بكامله ..
ولكي أريك حسن نيتي وأنني لا أتهرب فسوف أجيب على أول إشكال طرحه الزيدي في المشاركة الأولى
فهو يقول :
فهلاّ أخبَرَنا الجعفريّة هَل هُناكَ عبادٌ مُصطَفونَ غير أئمتهم الإثني عشر ؟! ، إن قالوا : لا . قُلنا : فالآيَة القريبةُ خاصّةٌ بأئمّتكم دون غيرهم من النّاس (لأنّها إنّما خاطَبَت عباداً اصطفاهُم الله تعالى) ، فأخبرونا مَن مِن أئمّتكم (ظالمٌ لنفسه) ، ومَن من أئمتكم (مُقتصد) ، ومَن من أئمتكم (سابقٌ بالخيرات) ؟! أمّا إن قالوا : بلى ، هُناك عبادٌ مُصطفونَ من أمّة محمد بن عبدالله (ص) غير أئمّتنا . فعندها سنقول : أخبرونَا مَن هُم ؟! ومَا هُو الدليلُ على ذلك ؟!
والجواب :
نعم هناك أناس غير أئمتنا مصطفون
فالإصطفاء أنواع ودرجات
وأهل البيت بالجملة مصطفون
والآية الكريمة التي تفضل بها الأخ الزيدي تدل على ذلك ونحن لا ننفي مدلولها بوجه ، كما أنها تدل من جهة أخرى على أن هؤلاء المصطفون لوراثة الكتاب منقسمون الى ثلاثة أقسام :
الأول : الظالم
الثاني : المقتصد .
الثالث : السابق للخيرات
فالظالم الذي لا يعرف إمامه
والمقتصد الذي يعرفه
والسابق بالخيرات هو الإمام نفسه
وليس في الآية ما ينفي أن تكون الإمامة ( ذرية بعضها من بعض ) كما قال تعالى في آية الإصطفاء ..
فإذا كنت تستطيع أن تنقل للزيدي كلامنا هذا وتأتينا بجوابه فتفضل إفعل ، وإن كنت عاجزا عن ذلك فنحن لا نناقش السراب ولا نناقش من لا يسمعنا ولا يصله صوتنا ، فليأت صاحب الموضوع لتقديم أنفه أمام شيعة الكرار .
( الجمري )التعديل الأخير تم بواسطة الجمـري; الساعة 05-09-2007, 01:50 AM.
- اقتباس
- تعليق
اترك تعليق:
-
[خلاصته ]
* من أبرز وأهم وأظهر الفروقات بين الولاء الزيدي والجعفري لأهل البيت (ع) بعموم (فيما يخصّ حظّهم (ع) من القرآن الكريم) ، هُوَ أنّ الزيدية تُقدّم أهل البيت (ع) ، سادات بني الحسن والحسين في آيَات الإتّباع والثناء والمَدح ، والذي منه قول ابن عباس رضوان الله عليه : ((ما نزل في القرآن يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إلا و علي أميرها و شريفها)) ، فنحنُ نقول أنّ هذه الآيات التي تفيد الاتباع والاقتداء والثناء والمدح ، لأهل البيت (المقتصدين ، والسّابقين بالخيرات) منها النصيب الأكبر ، ولكنّها (الآيات) غير مُختصّة محصورَة مُحتكرَة لهُم دونَ غيرهم من أهل الإيمان والاتّباع الصّادق ، صحيح أنّ علي (ع) أمير كل فضيلة في كتاب الله تعالى ، وكذلك الحسن والحسين ، وصالحوا سادات بني الحسن والحسين إلى يوم القيامة ، ولكنّ هذا الاشتمالُ لهؤلاء السّادة بالرئاسَة في الفضل لا تَعني أنّ غيرهُم لا يُخاطبُ بهذه الآيات ، بل إنّه يَدخلُ معَهم غيرُهم في شرف ما أخبرَت به الآيات ، ولن يدخُل معَهُم غيرهُم إلاّ إذا كان هؤلاء البعض غير مُخالفين لعلي وصالحي ذريّته الفاطمية الحسنية الحسينية ، فآيات الثناء والمدح في كتاب الله تعالى يدخلُ تحتهَا ضمناً علي وصالحي ذريته الحسنية الحسينية ، ويدخلُ تحتها كلّ من اتّبع الله ورسوله وعلي وصالحي ذريّته من أمّة محمد (ص) ، وهذا كلّه فيما جاء ذِكرهُ مُطلقاً في كتاب الله تعالى بلا تخصيص ، هذا هُو قول الزيدية المرضيّة .
وأمّا قولُ الجعفرية فإنّه يقتضي أن تكونَ آيات المَدح والثّناء المُطلَق في كتاب الله تعالى (وهي كثيرة) خاصّة بعلي (ع) ، وبالأئمة الأحد عشر من بعدِه ، وغيرهُم منها خلاء ، وهذا قولُ مُتعسَّف يَخرُجُ به أمثال حمزة بن عبدالمطلب ، وجعفر بن أبي طالب وأمثالهم من صحابة رسول الله (ص) الذين أبلَوا جَهدَهُم في حُسن التباع ، وصِدقِ النّصرَة ، فإن قالَت الجعفرية : إنّ لا صادق في نُصرَة رسول الله (ص) إلاّ أمير المؤمنين (ع) ، وغيرهُ من الصّحابة فلا صادقَ منهم . قُلنا : إنّما الصّدق في المُتابعَة درجات ودرجَات ، وأمير المؤمنين فأصدقُهُم قطعاً مُناصرةً ومُتابعَة لله ولرسوله ، ولكنّ هناك درجاتٌ في الصّدق تُعتبرُ رفيعةً وإن كانَـت دونَ مرتبَة أمير المؤمنين كدرجة حمزة وجعفر وسلمان وأبو ذر ، فهل نستثني هؤلاء الصّادقين أصحاب المنزلة الأقلّ من أمير المؤمنين في صدقِهِم من آيات الثناء والمدح التي كان رسول الله (ص) يُخاطبُ عموم الصحابة والأعراب من أصحاب الهمم المُتدنيّة في نصرَة الله والرّسول ؟!! الجواب على مُقتضى قول الجعفرية : هُو أنّه لا خانَة لأمثال حمزة وجعفر وعمار وأبو ذر في آيات المدح والثناء المُطلق في النصرة لله والرّسول ، فإن قيل : وضحّوا لنا هذا بضربِ أمثلَة على هذا الذي إن صحّ أصبحَ غُلوّاً وتهميشاً لكبار أصحاب رسول الله (ص) ، وإفراطاً في تأويل القرآن وربطه واحتكاره على أهل البيت (ع) دونَ غيرهِم . قلنا : من هذه الأمثلة (محلّ النقاش) :
1- قول الله تعالى : ((لِلْفُقَرَاء الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ)) .
قالت الجعفرية : أنّ هذه الآية إنّما هي خاصّة لأمير المؤمنين (ع) ؟! واسَتبعدوا من هذا الفضل حمزة بن عبدالمطلب ، الذي هاجرَ من معاقِله إلى مدينة الرّسول (ص) مُبتغياً فضل الله ورضوانه ، ونصرَ الله ورَسولَه بلا شكّ (وإجماعاً من الأمّة) وصدقَ وثبتَ على هذه النصرّة إلى أن اقتلِعَت كَبِده!! ، فهل تعلمُ أخي الجعفري أنّ أسدَ الله وأسدَ رسوله ليسَ له حظّ من آيةَ المدح والثّناء هذه ، وإنّما هي خاصّةٌ بأمير المؤمنين (ع) دونَ غيرهِم ؟!! سلّمنا : أنّ أمير المؤمنين (ع) هُو أكثرُ الصّحابة نصرةً لله ولرسوله ، ولكنّ هُناك صحابَةٌ غيره اجتهدوا في مناصرة الله ورسوله وماتوا على هذه النّصرَة فهل تُخرِجُهم دونيّتهم (في مرتبة النّصرة) عن مرتبة أمير المؤمنين عن شرف هذه الآيَة ؟! هَل تُخرِجهُم دونيّتهم (في مرتبة الصِّدق) عن مرتبة أمير المؤمنين عن شرف هذه الآيَة ، فنعتبرهُم غير صادقين لا يَشملُهم قول الله تعالى : ((أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ)) ، إن قُلت أخي الجعفري بهذا ، فاعلم أنتَ والقارئ أنّ هذا فرقٌ بين ولائنا نحن الزيدية لأهل البيت (ع) ، وبين ولائكم معشر الجعفرية لأهل البيت ، فحبّنا لأمير المؤمنين وصالحي ذريّته لا يَجعلُنا نحتكرُ آيات الثناء والمدح المُطلَق (الغير المُخصّصة) له وصالحي ذريّته من دون مَن كانَ دونَهُم في مرتبَة الصّدق والنّصرة واستمرّ عليها وكان منهجه منهج الله ورسوله ومنهج أهل البيت من السّابقين واللاحقين ، تنبيه : تأمّل أخي القارئ الآيَة السّابقة ، وانظر هل يتحقّق أن يَدفعُنا إفراطُنا في حبّ أمير المؤمنين وإثبات عصمته أن نجعلَ هذه الآيَة خاصّةً له دونَ غيرهِ ممّن تحقّقت فيهم مصاديق الآيَة من الصحابَة (وإن كانوا دونَ مرتبَة أمير المؤمنين) . أمّ أنّ الحقّ هُو عدم الإفراط ولا التفريط ، فنقولُ بقول الزيدية ، وهُو أنّ أمير المؤمنين أميرُ هذه الآيَة ، ويدخلُ تحتها كلّ مَن هاجرَ إلى الله ورسوله واجتهدَ (قدر طاقته) في إرضاء الله تعالى ومات على هذا ، كحمزة بن عبدالمطلب ، وجعفر بن أبي طالب ، وأمثالهِم .
خُلاصَة الإلزام : هل تعلَم أخي الجعفري أنّ الآيَة السّابقَة انطبقَت على حمزة بن عبدالمطلب كما انطبقَت على أمير المؤمنين (ع) ؟! إن قلتَ : نعم انطبقَت ! قلتُ : وهُو قولُنا ، وعليه فحمزة بن عبدالمطلب من الصّادقين ((أولئكَ هُم الصّادقون)) ، وإن قُلتَ : لا ، لم تنطبق على حمزة هذه الآيَة . قُلت : فهل تعلمُ أنّ حمزةَ لم يُهاجر لله ولرسوله إلاّ ابتغاءَ مرضات الله تعالى ، ثم هل تَعلَمُ أنّه لم يكُن صادقاً في نصرة الله ورسوله ؟! إن قلتُ : نعم لم يخرُج مهاجراً لله ولرسوله ابتغاء وجه الله تعالى وروضانه ، ولم يُبلِ جهده في نصره الله ورسوله !! قلتُ : كلامُك مع غيرِنا ، ولو وُجِدَ الإمام الغائب اليوم لضربَك بالدرَّة يقيناً ، وإن قُلتَ : نعم ، قد أبلى جُهده في هذا كلّه . قلتُ : فلم دَفعكم إفراطكم في حبّ علي إلى إخراج أمثال حمزة من هذه الآيَة ، مع أنّ الآية لم تُخصّص علياً بالذّكر بل جاءت عامّة في جميع المهاجرين .
2- قال الله تعالى : ((إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ)) .
اختصاراً ، هل تَعلمون أنّ حمزة بن عبدالمطلب سيّد الشهداء ، لم يؤمن بالله ورسوله ، وهُو من المُرتابين ، وليس من المُجاهدين بماله ونفسه في سبيل الله ؟! إن قلتُم : نعم ، أنكرَت عليكُم الأمة وعلى رأسهم المعصومين ، وإن قلتُم : لا ، بل انطبقَت عليه مصاديق هذه الآية . قلنا : فما مَنعكم أن يكونَ من الصّادقين ((أولئكَ هُم الصّادقون)) . لم احتكرتُم هذه الآيَة في أمير المؤمنين (ع) دونَ غيره من كبار الصحابة رضوان الله عليهم ، حبّ أمير المؤمنين لا يتعارضُ مع مع إبرازَ فضل غيره من الصحابة أمثال حمزة بن عبدالمطلب ، وعتبة بن الحارث بن عبدالمطلب أول قتيلٍ للمسلمين يوم بدر (وهو أحد الثلاثة الهاشميين المؤمنين الذين برزوا لقتال الثلاثة القرشيين الكافرين) ، فهل خرج هؤلاء وأمثالهُم عن هذه الآية ، وهل نجحدُ صِدقَهُم بعذر أنّ الصّدق في الآيَة يجبُ أن يكون مُطلقاً يعصمُ صاحبَه !!! ، أللعَقل مكان !!
* نعم ! ووجهٌ آخر في الجواب على مُشاركتكم الأخيرة ، عندما ربطتم بين قول الله تعالى : ((وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ * إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَن يَكْفِيكُمْ أَن يُمِدَّكُمْ رَبُّكُم بِثَلاَثَةِ آلاَفٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُنزَلِينَ)) ، وقوله : ((إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذي يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون)) ، وذلك عندما اعترضنا عليكم من لزوم قولكم بالإطلاق لصفة الصّدق في قوله تعالى : ((وكونوا مع الصّادقين)) وأنّها تدلّ على عصمة ونصّ ليتحقق الصّدق ، فاعترضنا عليكم من هذا المُنطلق أنّه يلزمُكم مؤمني أهل بدر أصحاب إيمانٍ مُطلَق (وذلك لإطلاق الرسول (ص) عليهم صفة الإيمان "إذ تقولُ للمؤمنين") ، فيكون أصحاب بدرٍ منصوص عليهم معصومين لاقتضاء إطلاق صفة الإيمان المُطلق عليهم ، فكان جوابكم على اعتراضنا هذا بأن أهل الاخصاص بلغة العرب أجازوا مخاطبة الفَرد بصيغة الجَمع على سبيل التعظيم والتفخيم فلا مانع من كون خطاب النبي صلى الله عليه وآله في الآية مُوجّها لفرد واحد, وإذ جاز احتمال كون المخاطَب فَردا واحدا بطل استدلالكم إذ لا استدلال مَع وُرود الإحتمال ، وخلاصَة قولِكم هذا هُو أنّ المؤمنين (صيغة الجمع) في قول الله تعالى : ((وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ * إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَن يَكْفِيكُمْ أَن يُمِدَّكُمْ رَبُّكُم بِثَلاَثَةِ آلاَفٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُنزَلِينَ)) هي تدّل على شخصٍ واحد وهُو أمير المؤمنين (ع) ، واستدللتُم بأنّ لهذا شاهداً كما في قول الله تعالى : ((إنّما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يُقيمون الصّلاة ويؤتون الزّكاة وهُم راكعون)) ، فـ ((الذين آمنوا)) صيغة جمع دخل تحتَها فردُ واحد وهو أمير المؤمنين ، إجماعاً من الزيدية والجعفرية ، ولهذا صحّ أن يدخل تحت صيغة الجمع في قوله : ((إذ تقول للمؤمنين)) فرداً واحداً ، كما صحّ أنّه دخل تحت صيغة الجمع في قوله ((والذين آمنوا)) فرداً واحداً ، فالآيتين خاصّتين بأمير المؤمنين (ع) ، وإطلاق صفة الإيمان عليه تعني العصمة والنص ، هذا خُلاصة كلامكم ، والجوابُ عليه : أنّ هذا منكم مُقارنةٌ بعيدة الوفِاق والجناس :
فالآيَة الأولى : قول الله تعالى : ((وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ * إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَن يَكْفِيكُمْ أَن يُمِدَّكُمْ رَبُّكُم بِثَلاَثَةِ آلاَفٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُنزَلِينَ)) ، فيه يَظهرُ أن الخطاب لجماعَة ، لا يُمتنَعُ تحقّق الإيمان فيهِم ، وعند أهل اللغة والاختصاص أخي الجعفري أنّ أقلّ الجمع اثنان ، ونحنُ فسنذكُرُ لك ثلاثَة مؤمنين (ترضى بهم كلّ الرضا) ، علي بن أبي طالب ، وحمزة بن عبدالمطلب ، وعبيدة بن الحارث بن عبدالمطلب ، فهؤلاء كلّهم مؤمنون ، فكلّهم داخلُ تحت خطابِ الرّسول (ص) لهم بالمؤمنين (وإذ تقولُ للمؤمنين) ، وحمزة وعبيدة ليسوا بمعصومين ولا بمنصوص عليهِم لأجل إطلاق الإيمان المُطلَق ، فإن وقفت على هذا ، عرفت أن صفة الإيمان في الآية قد اشتركَ فيها غير واحد من أصحاب بدر ، ومنه فلا يصحّ أن نُخصّص صيغة الجمع في قوله ((إذ تقول للمؤمنين)) بفردٍ واحد وهو أمير المؤمنين (ع) ، وفي المقابل صحّ لنا أن في قول الله تعالى : ((إنّما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يُقيمون الصّلاة ويؤتون الزّكاة وهُم راكعون)) ، صحّ لنا أن تكون صيغة الجمع ((والذين آمنوا)) متحقّقة في فردٍ واحِد ، عندما لم نجِد أحداً تصدّق بخاتَمه وهو راكعُ إلاّ أمير المؤمنين (ع) ، فكان هُو المقصود بصيغة الجمع التفخيمي ، إذ أنّ صفة التصدّق حال الركوع لم تصدر إلاّ منه ، بينما صفة الإيمان لأصحاب بدر تحقّقت في أكثر من واحد غير أمير المؤمنين فلا يصحّ أن تكون صيغة الجمع خاصّةً بفردٍ واحِد ، إلاّ بتكلّف يستمجّه ويستسمجُهُ أهل النّظر . إن قلتم : بلى هُناك قرينة اختُصّ بها أمير عن سائر أهل بدر في الآية ، إذ أنّ إمداد الله بالملائكة لم يكن إلاّ له وعليه !!! ، بدليل خطبة الحسن بن علي (ع) بعد موت أبيه (ع) ، قال : ((لقد فارقكم رجل بالأمس لم يسبقه الأولون بعلم ولا يدركه الآخرون كان رسول الله صلى الله عليه وآله يبعثه بالراية جبريل عن يمينه وميكائيل عن شماله لا ينصرف حتى يفتح له)) ، قُلنا : هذه الآيَة بخصوص معركة بدر ، ((إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَن يَكْفِيكُمْ أَن يُمِدَّكُمْ رَبُّكُم بِثَلاَثَةِ آلاَفٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُنزَلِينَ)) والله قد أرسلَ ثلاثة آلافٍ من الملائكة ، وليسَ جبريلُ وميكائيل إلاّ مَلَكين من ثلاثة آلاف مَلَك ، وهُما أفضل الملائكة كما أن علياً (ع) أفضل أهل بدر بعد رسول الله (ص) فكانا يُلازمانه ، وبقيّة الملائكة كانوا مع بقية المؤمنين من أصحاب بدر ، كعبيدة وحمزة ومَن ذكرنا ، هذا أكثرُ ما قد يُقال في هذا ، فاستنتاجُك أخي الجعفري ليس من خلاله يُستنتجُ دليلاً قطعياً على أنّ علي (ع) هُو المخاطبُ بصيغَة الجمع دون غيره من المؤمنين ، كما القطعيّة في التصدّق بالخاتم في الآيَة المُقارنَة ، إن قلتَ : أفلا يُعتبرُ دليلُنا قطعياً إن كاَن جبريل عن يمينه ، وميكائيل عن شماله وبقية الملائكة من خلفه ، قُلنا : هذا استنتاجٌ محلّه الظّن والاحتمال ، وأنتُم قريباً قلتُم : ((أنّ الإحتمال يُسقِطُ الاستدلال)) ، فخلف أمير المؤمنين يَحتملُ الخلفية المُباشرَة ، ويَحتملُ أن يكون مع بقية الصحابَة المؤمنين ، إذ متى كان علي (ع) صاحب الرّاية ، وجبريل وميكائيل معه لرفعة منزلته (ع) ، جازَ أن يكونَ بقية الملائكة مع التّابعين لصاحب الرّاية وهم بقية الصحابة ، فالملائكة بهذا (غير جبريل وميكائيل) خلف علي (ع) ، ومع بقية أصحاب بدر ، فجوابُكم ظنّي سَهلُ تعقّبه واستبعاده بقليلٍ من النّظر .
[مُناقشَة المسألَة من حيث َمعاني الإطلاق المُطلق للصفات في القرآن الكريم ]
سبقَ وأنّ قرّرنا أنّ آيات القرآن الكريم منها العامّ والخاصّ ، وخُصوصيّة الخاصّ يُخصّصها أهلُها الذين نزلَت فيهم كآيَة الولايَة ، والقُربى ، والتّطهير ، وأمثالها ، وأمّا ما كانَ وجههُ عامّا في القرآن الكريم كآيات الثّناء والمَدح والإشادَة ، فإنّ وجَهها يكونُ عامّاً في جميع المُسلمين الذينَ تنطبقُ عليهِم هذه الآيات ، كقولِ الله تعالى : ((يا أيّها الذين آمنُوا اتّقوا الله وكونوا مع الصّادقين)) ، فالصّادقين كلمةٌ عامّة غير مُخصّصة ، يَدخُل تحتها جميعُ مَن كانَ صادقاً من أمّة محمد (ص) ، وعلى رأسهم أمير المؤمنين (ع) ، والحسن والحسين ، والسابقين بالخيرات والمقتصدين من أبنائهما (ع) ، والصّحابة الأبرار المُتقّين الأخيار الذين عاشوا وماتوا وهُم مُجتهدون في إرضاء الله تعالى ورسوله (ص) ، كحمزة بن عبدالمطلب وجعفر بن أبي طالب وعمّار بن ياسر وسلمان الفارسي وأمثالهم من صناديد الصحابة الكرام ، إن قيل : مهلاً معشر الزيدية ، فنحنُ عليكمُ مُعترضون ، إذ أنّ الآيات العامّة في كتاب الله تعالى لا تنطبقُ على عموم الأمة المحمديّة بل تنطبقُ على مَن صدقَت عليهِم مصادقين الآيَة دون غيرهِم من الأمة ، كقوله تعالى : ((وكونوا معَ الصّادقين)) ، فالصّادقين في الآية لفظةٌ عامّة لا يَدخُل تحتها جميعُ مَن كان فيه شيءٌ من صفات الصّدق ، بل تنطبقُ على مَن كانَت صفة الصّدق فيه مُطلقَة دائماً وأبداً ، ومعلومٌ أنّ صفَة الصِّدق المُطلَق ليسَت إلاّ من نصيب أشخاصٍ معصومين ، ومَن ذكرتُم دون علي والحسنين فليسوا بمعصومين حتّى يصحّ انطباق الآية ((وكونوا مع الصّادقين)) عليهِم ، فلا حمزة ولا جعفر ولا عمّار ولا سلمان معصومين إجماعاً من الأمّة ، وعليه فقولُ الجعفريّة هُو القائمُ هُنا فالصّادقين مُطلقاً هُم علي والحسنين والتسعة من ولد الحسين . نعم ! وعلى هذا كلّه نُجيب فنقول : أنّ لا نُسلِّمُ لكم أنّ إطلاق صفة الصّدق تعني الصّدق المُطلَق ، وإلاّ لَزمُكُم مِثلُ هذا القول في مثل قول الله تعالى : ((وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّىءُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)) [آل عمران:121] ، يلزمُك أن يكونَ هؤلاء المؤمنين الذين غدى رسول الله (ص) يُبوّأهُم مقاعدَ القتال ، يلزمُك أن يكونوا معصومين منصوصٌ عليهِم ، لأنّ الله أطلقَ عليهِم صفة الإيمان ((تُبَوِّىءُ الْمُؤْمِنِينَ)) وإطلاقُ الصّفة على حدّ قولِكم يلزمُ الإطلاق المُطلق ، وعليه فإنّ هؤلاء المؤمنين الذين أطلقَ الله عليهم صفة الإيمان في الآيَة يجب أن يكونوا مؤمنين حقّاً حقّاً أي مُطلقاً أي معصومين أي منصوصٌ عليهِم ، ومِثلُ هذا يُقال في حقّ قول الله تعالى : ((يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِن يَكُن مِّنكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُواْ مِئَتَيْنِ وَإِن يَكُن مِّنكُم مِّئَةٌ يَغْلِبُواْ أَلْفًا مِّنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَفْقَهُونَ)) [الأنفال:65] ، وفيه تأمّل إطلاق الله صفة الإيمان على الصحابة حاضرِي القتال مع الرّسول (ص) ، ((حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ)) ، فهل هذا الإطلاقُ من الله لصفة الإيمان على الصّحابة مع الرّسول (ص) يعني عِصمتَهُم وإيمانهُم مًطلقاً ؟! كما استنتجتُم أنّ إطلاقّ لفظة (الصّادقين) تعني الصّدق المُطلَق المفضي إلى العصمَة والنّص !! ، ومِثل هذا يُقال في حقّ قول الله تعالى : ((وَبَارَكْنَا عَلَيْهِ وَعَلَى إِسْحَقَ وَمِن ذُرِّيَّتِهِمَا مُحْسِنٌ وَظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ مُبِينٌ)) [الصافات:113] ، وفيه تأمّل أنّ الله تعالى ذكرَ صفَة الإحسان والظّلم المُبين مُطلقاً في ذريّتي إبراهيم وإسحاق ، ولفظة الإحسان المُطلق تَعني العِصمَة المُطلقَة ، وكذلك لفظة الظّلم المُبين تعني الكُفر والعتو والتمرّد الشديدة ، فهل يَعني هذا الإطلاق لهاتين الصّفتين أنّه لا يُوجد في ذريّة إبراهيم وإسحاق صلوات الله عليهِما مَن حالهُ في الإحسانِ مُتوسِّط ، وفوقَ المُتوسِّط وتحتُ بقليل (بمعنى أنّ المُحسنين في أعمالهم واجتهادِهِم في إرضاء الله تعالى مراتب مُتفاوتة بحسب الهمّة والعَزم والعَمل) ، وهل يَعني هذا الإطلاق هاتين الصّفتين أنّه لا يُوجَد أحدٌ قد ظلمَ نفسهُ بمعاصٍ متوسّطة أو قليلة أو كثيرَة (بمعنى أنّ الظّالمين لأنفسهِم من ذرية إبراهيم وإسحاق يتفاوتون في مراتب الظّلم والكفر والجحود والطّغيان) ، نعم ! فإنّ أنتَ وقفتَ أخي القارئ على مغزى كلامِنا هُنا فقف على أنّ خُلاصَة الإلزام هُو إثباتُ : أنّ إطلاق الصّفات في كتاب الله تعالى لا يَعني الحال المُطلَق لما تضمّنته معاني الصّفات ، فلا إطلاق صفة الصّدق يعني الصّدق المُطلق المُفضي إلى العصمَة ، ولا إطلاق صفة الإيمان يعني الإيمان المُطلق المُفضي إلى العِصمَة ، بل إنّ المعنى ينصرفُ إلى الظّاهر العامّ (الغالب عليهِم) من حال الصّحابة والتابعين وتابعي التّابعين من الأمّة المحمديّة ، على أنّ مراتب الصّدق في النصرة والطّاعة تتفاوتُ بين صدقٍ مُطلَق للمعصومين كعلي والحسن والحسين ، ويليهِ صدقُ السّابقين والمقتصدين من ذريّة الحسنين ، ويليه صِدقُ التّابعين وتابعي التّابعين إلى يوم الدّين ، وكلّ هؤلاء الصّادقين (باختلاف مراتبِ صدقِهِم) أُمرنا أن نكونَ معهُم ، أُمرنا أن نجتهدَ كما اجتهدُوا لنكونَ منهُم ومَعَهُم في مرتبَة الصّدق ، على أنّا نُشدّد أنّ رأسَ الصّادقين هُو علي بن أبي طالب والحسن والحسين وسادات بني الحسن والحسين إلى يوم الدّين ، وأنّهم المعيار (مع الكتاب وصحيح السنّة) للانضواء تحتَ لواء الصّالحين ، بمعنى أنّهم القُدوَة فمتى اقتدينا بهِم كُنّا من الصّادقين ، واجتهادُنا بالركوب في سفينتهم هُو الذي يزيد مِن مراتب إيماننا وصِدقِنا ، فمتى مضى هذا الجيلُ الذي اجتهدَ في الاقتداء بعلي (ع) وأهل بيته ، فإنّ الجيل الذي بعدَهُ مأمورٌ بأن يَخطوَ كما خَطى المُجتهدين الذين قبلَهُم في ركوب سفينة نوح وأن لا يكتفوا بمراتبِ صدقهِم (الجيل السّابق) بل أن يزيدوا مراتب إيمانهم وصدقهِم على مراتبِ مَن سبقَهُم بالاجتهاد وبَذل الجَهد والوُسع والتمسّك بإجماعات بني فاطمة (ع) . خُلاصته : أنّ إطلاق صفة الإيمان أو الصّدق في القرآن (مع الخطاب العامّ الغير مُخصّص) فإنّها لا تَعني لا الإيمان المُطلق ولا الصّدق المُطلق المؤدي على العصمة ، بل هي تَحكي عن مراتب مُتعدّدة في الصّدق والإيمان حصلَت لأصحابِها ، وفي هذا الوجه كفاية بإذن الله تعالى لتبيين المُراد ، بعدهُ ننتقلُ للردّ على نفسِ شُبهَة الجعفرية في قول الله تعالى : ((يا أيّها الذين آمنوا اتّقوا الله وكونوا مع الصّادقين)) ولكن مِن وجهٍ آخَرَ ، فنقول :
[مُناقشَة المسألَة من حيث تبيين معنى الحثّ بالكون مَع الصّادقين ، وتبيين مَن هُم الصّادقين ]
اعلم وفقّنا الله وإيّاكَ أنّ قولَ الله تعالى : ((يا أيها الذين آمنوا اتّقوا الله وكونوا معَ الصّادقين)) ، معناهُ : ((يا أيها الذين آمنوا اتّقوا الله وكونوا مِنَ الصّادقين)) ، والمعنى متى صحّ بهذه الآليّة فإنّه يُذهبُ بتلك الخصوصيّة لمعنى الصّادقين ، فيُصبحُ حالها من العمومُ ظاهراً ، لأنّ فيها حثٌّ من الله تعالى لأمّة محمد بأن يَبلُغ بهم تَقواهُم وزيادَةُ إيمانهِم إلى مَبلِغٍ يكونوا فيه مِنَ الصّادقين ، والصّادقين فكلّ مَن صدّق بالله ورسوله وظهرَ صِدقُه عليه كعلي (ع) وحمزة وجعفر وأمثالهِم ، فالآيَة دَعوةٌ من الله تعالى والرّسول لكل مُؤمنٍ بأن يَجتهدَ لكي يكونَ معَ الصّادقين ، وهُو فمتى كانَ مع الصّادقين كانَ منهُم ، إن قيلَ قَد قتلنا هذه المسألة (إتيان معنى (معَ) في الآية بمعنى (مِن)) بحثاً فلِمَ تُكرّرونَها ، قُلنا : إنّما التّكرار لعدم وجَاهَة حُجّة المًُناقِش فيها ، وعليه فإنّا نسألُه عن آيةٍ من كتاب الله تعالى وهي الفيصَلُ بيننا وبينَه ، وحالُها فينطبقُ على الآية محلّ النّقاش ((يا أيّها الذين آمنوا اتّقوا الله وكونوا معَ الصّادقين)) ، انظُر قول الله تعالى : ((إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا {4/145} إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ وَأَصْلَحُواْ وَاعْتَصَمُواْ بِاللّهِ وَأَخْلَصُواْ دِينَهُمْ لِلّهِ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْرًا عَظِيمًا)) [النساء:145-146] ، تأمّل قول الله تعالى : ((فَأُوْلَئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ)) ، يُسألُ الجعفرية مَن هُم المؤمنين في الآيَة ؟! ولابُدّ لهُم أن يقولوا أنّ المؤمنين هُم المُؤمنون مُطلقاً ، كما قالوا أنّ الصّادقين في قوله : ((وكونوا معَ الصّادقين)) تعَني الصّادقين مُطلقاً ، وعليه نعودُ ونسألُ الجعفرية عن معنى الحرف (مَعَ) في قول الله تعالى : ((فَأُوْلَئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ)) هَل يعني (مِنْ) أم يعني (المعيّة وفقَط) ، بمعنى هل يصحّ أن تكونَ الآيَة : ((فَأُوْلَئِكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ)) أم أنّ هذا لا يصحّ ؟! إن قالوا : أنّه لا يصحّ ذلك فمعَ في الآية تَعني المعيّة فقط . قُلنا : سياقُ الآيَة لا يُخبرُ بهذا قطعاً ، فالآيَةُ تُخبرُ أنّ مَن تاب وآمَن وعَمِلَ صالحاً فإنّهُ بإيمانه هذا وعمله الصّالح وإخلاصَه أصبحَ معَ إخوانه المؤمنين المواظبين على عمل الصّالحات ، والمُخلصين لوجه الله تعالى ، أصبحَ بتوبته وصلاحه وإخلاصَه فرداً مِنَ المؤمنين ، ولهذا ختم الله الآيَة ببيانَ أجر هذا التّائب الذي عَمِل صالحاً وأخلَص ، وبيان أجر المؤمنين السّابقين الذي انضمَ هذا التائبُ إليهِم وأصبحَ فراداً منهُم ، فقال تعالى : ((وَسَوْفَ يُؤْتِ اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْرًا عَظِيمًا)) ، ولفظة ((المؤمنين)) يَدخُلُ تحتَها ذلكَ المؤمن التائب العامل بالصّالحات والمُخلص لله تعالى المُلتحق بجماعة إخوانه المؤمنين السّابقين ممّن أخصلوا لله وعَملوا الصّالحات ، فأخبرَ الله أنّ جزاء هؤلاء جميعاً المُقتدِي والمُقتدَى بهِم هُو الأجرُ العظيم ، نعم ! وهذا كلّه يردّ على مَن أنكرَ أنّ المعيّة لا تأتي بِمعنى (مِن) ، فمعَ المؤمنين (المُطلقَة في القرآن) تعني مِنهُم ومَعهُم ، ومعَ الصّادقين (المُطلقَة في القرآن) تعني مِنهُم ومَعهُم ، ألا ترى هذه الآيات وتتدبّرها وتجعلَها تُوصلكَ إلى القول الصحيح المَباني ، قال تعالى : ((وَلَوْ تَرَىَ إِذْ وُقِفُواْ عَلَى النَّارِ فَقَالُواْ يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلاَ نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ)) ، وهُنا قالَ مِنَ المؤمنين ولم يَقُل مَع المؤمنين ، وقال تعالى : ((فَلَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ)) ، وهُنا قالَ مِنَ المؤمنين ولم يَقُل مَع المؤمنين ، وقال الله تعالى : ((وَلَوْلَا أَن تُصِيبَهُم مُّصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَيَقُولُوا رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ)) ، وهُنا قالَ مِنَ المؤمنين ولم يَقُل مَع المؤمنين ، وقال تعالى : ((أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ)) ، وهُنا قالَ مِنَ المحسنين ولم يَقُل مَع المحسنين ، نعم ! وبعد هذا كلّه فإن خصوصيّة الإطلاق لصفتي الإيمان والصّدق المُفضية إلى العصمة تتلاشى ، لأنّ كلّ فرد من أهل القبلَة يستطيعُ أن يكونَ فرداً مِن المؤمنين ، وفرداً من الصّادقين ، باختلاف مراتبِ الصّدق والإيمان من فردٍ لآخَر حسب بذل الجهد والوُسع في الإتّباع (لكتاب الله تعالى ، وصحيح سنّة رسول الله (ص) ، وسادات بني الحسن والحسين وإجماعاتهم في الدّين) ، فآل محمّد (علي والحسنين وسادات بني الحسن والحسين) رأسُ المؤمنين ورأسُ الصّادقين ، ويَدخلُ مَعهُم وتحتَهُم مَن اقتدَى بهِم فهُو مَعهُم في إيمانه وصِدقه ، وهُو منهُم في إيمانهِ وصِدقه ، فإن قال الجعفري : وكذلك نَقول نحنُ أنّ آل محمد هُم رأسُ المؤمنين والصّادقين ، وأنّ مَن اقتدَى بهِم فهو مؤمنٌ بالعرض والتبعيّة ، وصادقُ بالعرضِ والتبعيّة ، فعلى ما الخلاف إذاً ؟! قُلنا : إنّما موضعُ الخلاف بيننا وبينَكم في الآيَة ، هُو أنّنا نقولُ أنّ الصّادقين في هذه الآيَة هُم الصّادقون المعصومون (علي والحسن والحسين ، وإجماع ومنهج سادات بني الحسن والحسين الذي يَدعونَ إليه النّاس والذي به وبتطبيقه يُصبحُ الفردُ مِن الصّادقين) والصّادقون بالتبعيّة والعَرض والإقتداء (وهُم الشيعَة المتمسّكين بسيرة وإجماع علي والحسنين والسّابقين بالخيرات والمقتصدين من ذريتهما) ، وأنتُم تقولون أنّ الصّادقين في الآيَة إنّما هُم آل محمّد (علي والحسنين والتسعة مِن ولد الحسين) وفقط ، واختلافٌ آخر بيننا وبينكم حول هذه الآيَة هُو جعلكم الصّادقين هؤلاء (معصومين) لمُجرَّد إطلاق صفة الصّدق ، ونحن نقولُ أنّ الصّادقين في الآيَة هُم مَن كانَ الصّدق والإخلاص والنّصرَة هُو الظّاهر والغالبُ عليهِم ، على اختلاف مراتب الصّدق والاجتهاد فيه ، ولتوضيحٍ أكثَر حول مَن هُم الصّادقين الذين أمرنَا الله تعالى بالكون معَهم ((وكونوا مع الصّادقين)) ، سنقف وإيّاكم على تعريف الله لهُم ، فمَن هُم الصّادقونَ عند الله تعالى ؟! قال الله تعالى : ((إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ)) ، وهُنا سنقف عندَ هذه الآيَة ، فإن ثبتَ أنّه لا يَدخلُ تحتَ مضمون هذه الآيَة إلاّ المعصومين المنصوص عليهِم دون غيرهِم من الأمّة المحمديّة ، كان كلامُكم هو الصّحيح ونحن المُخطئون ، وإن ثبتَ أنّ صفة الصّدق في الآية القريبَة تنطبقُ على المعصومين (الثلاثة) وغير المعصومين غير المنصوص عليهِم ، كان كلامُنا هُو الصّحيح وكلامُكم هُو الخاطئ ، فهَل حمزَة بن عبدالمطلب ، وجعفر بن أبي طالب ، الغير مَعصومَين ، والغَير مَنصوص عليهما مِن ((الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ)) ، مِنَ الذين ، ((لَمْ يَرْتَابُوا)) ، مِنَ الذين ، ((جَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ)) ، ممّن قال الله فيهم ((أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ)) ؟!! ما رأي الكتاب في حمزة وجعفر هُل هُما مِن الصّادقين في هذا كلّه ؟! يُجيبُ الكتابُ فيقول : ((مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا {33/23} لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِن شَاء أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا)) ، وأجمعَت الزيدية والجعفرية أنّ المقصودَ بقوله تعالى : ((فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ)) هُم حمزة بن عبدالمطلب ، وجعفر بن أبي طالب ، وزادَ بعضهُم عُبيدة بن الحارث بن عبدالمطّلب ، وأنّ المقصود بقوله تعالى : ((وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ)) هُو أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) ، فهذه الآيَة شَهِدَت لهؤلاء بمِا يجعل صفات الارتياب بعد الإيمان مُنتفية عنهُم تماماً ، كما شَهِدت هذه الآيَات لهُم بالمثابرَة المثاليّة في الجهاد والنّصرة لله وللرّسول (ص) ، فهذه الآية أثبتت أنّ قول الله تعالى : ((إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ)) مُنطبقٌ عليهِم ، وأنّهم مِنَ الصّادقين ، وكيف لا يكونوا مِنَ الصّادقين والله تعالى يقولُ عنهُم : ((رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ)) ، ويقولُ عنهم : ((وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا)) ، فهل حمزة وجعفر الذين هُم مِنَ الصّادِقين منصوصٌ عليهِم أو معصومِين ؟! أم أنّه صحّ قول الزيدية بدخول المعصومين المنصوص عليهم (كعلي (ع) ) ، وغير المعصومين والمنصوص عليهِم (كحمزة وجعفر) تحت اسم الصّادقين ، على تفاوت مراتب الصّدق والنّصرة إذ عليٌّ (ع) أعلاهُم مرتبَةً !! ، نعم ! على أنّه يجدرُ بنا التنبيه والتّذكير أنّ موضعَ الآية الأصلي في كتاب الله تعالى : ((يا أيّها الذين آمنوا اتّقوا الله وكونوا مع الصّادقين)) موضعُ هذه الآيَة هُو في حثّ الثلاثة المُتخلّفين عن الخروج مع الرّسول (ص) على صدق النّصرة لله وللّرسول ، فحثّهم الله تعالى على اتّقاء الله أن يكونوا مع الصّادقين في جهادهِم ونُصرتِهم ، مع الرّجال الذين ((صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ)) ، كعلي وحمزة وجعفر وعُبيدة وأمثالهم ، أن يكونوا منهُم (من الصّادقين) بالعمل بالأعمال التي عمِلَها حمزة وجعفر حتّى أصبحَوا بهذه الأعمال من الذين ((صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ)) .
يتبع
- اقتباس
- تعليق
اترك تعليق:
-
إن قيل : قالتَ الزيدية أنّ الإمامة بعد أبي عبدالله الحسين بن علي (ع) ، لم يثبُت فيها نصّ على أفراد بأسماءهِم ورُسومِهم ، كما ادّعت الإمامية ، وهذا يُعارضُ كتاب الله تعالى قلباً وقالباً ، فالكتاب أخبرَ وخاطبَ أمّة محمد (ص) ، بما يُفهم منه وجود أشخاصٍ منصوص عليهِم ، ومن هذه الآيات ، قول الله تعالى : ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ )) [التوبة :119] ، وإرشاده جل جلاله بالكَون مَع الصّادقين مُطلق, فيفيد استمرَارية كَونهم كَذلك, ولا أحَد مِن غير المَنصوص على صِدقه مِن الله عز وجل يُقطع باستمرارية صدقه , فيتعين النصّ على مُستمِرّ الصدق عن الله عز وجل ، وهو الإمام .
قلنا : قد تفهّمنا موضع الاعتراض ، فتهّم رحمك الله الجواب ، وهو ما نوردهُ من عدّة نقاط :
النقطة الأولى : بيان سبب نزول الآيَة :
سياق الكلام في هذه الآية كان داخلاً ضمن قصّة الثلاثة المُتخلّفين عن الرّسول (ص) في غزو تبوك ، وفي ذلك يقول جلّ شأنه : ((وَعَلَى الثَّلاَثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُواْ حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ وَظَنُّواْ أَن لاَّ مَلْجَأَ مِنَ اللّهِ إِلاَّ إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ {9/118} يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ {9/119} مَا كَانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُم مِّنَ الأَعْرَابِ أَن يَتَخَلَّفُواْ عَن رَّسُولِ اللّهِ وَلاَ يَرْغَبُواْ بِأَنفُسِهِمْ عَن نَّفْسِهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لاَ يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلاَ نَصَبٌ وَلاَ مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَطَؤُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلاَ يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَّيْلاً إِلاَّ كُتِبَ لَهُم بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ {9/120} )) . في قول الله جلّ شأنه : ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ)) ، خطابُ عام للمؤمنين ، فيه يُحذّرُهم من الوقوع فيما وقعَ فيه الثلاثة (كعبُ بن مالِك، وهلال بن أميّة ، ومرارة بن رّبيعة) ، من التعلّل بالأعذار الواهية لعدم الخروج ، وأنّ سبب هذا إنّما هو قلّة التقوى ، وفيه يطُلبُ الله من المؤمنين التّقوى ، والخشيَة منَ الله حقّ الاختشاء ، فالله عالمٌ بما تُخفي وتُبدي الصدور ، ثمّ يأمرُ الله تعالى المؤمنين بأن يكونوا مع الذين صَدقوا الله ما عاهدوهُ وعاهدوا رسولَه (ص) عليه ، أي كونوا مِن الصّادقين الغير مُبدلّين لما عاهدوا الله عليه ، المُتّقين الله حقّ تُقاته .
النقطة الثانية : بيان معنى قول الله تعالى : ((وكونوا معَ الصادقين)) :
في هذه الآيَة يحثّ الله المؤمنين أن يكونوا مع الصادقين المُوفين بعهد الله وعهد الرّسول (ص) ، ومعنى قوله : ((مع الصادقين)) ، أي ((من الصادقين)) ، فـ ((مَع)) هُنا ، أتَت بمعنى ((مِن)) ، وساعدَها على ذلك السّياق ، إذ أنّ معنى السياق لن يتعارضَ إن كانَت الآيَة ((يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَن الصَّادِقِينَ)) ، لأنّ المُوصّى به من قِبل الله تعالى هُو الإخلاص والصّدق في النصرة والاتّباع والإيمان ، وهذا المعنى مُتحقّق في آية التوبة ، إذا أتت (مع) بمعنى (مِن) ، أو أتت (مع) بمعنى المُصاحبَة ، وعليه فما ذهبتَ إليه أخي الجعفري من أنّ هُناك خصوصيّة لأشخاص مُعيّنين بأسمائهم ورسومهم (وهم أئمة الجعفرية) دون غيرهِم ، نعم ! ما ذَهبتَ إليه مُنتفٍ تماماً ، إذ أنّ الآية بمعنى (مِن الصّادقين) ، تُوضّح الآيَة بمعنى (مَع الصّادقين) ، فتنفي الخصوصيّة الجعفرية لهؤلاء الصادقين ، وتجعلُ المعنى : يا أيّها الذين آمنوا اتّقوا الله وكونوا مع الصّادقين ، أي منهُم ومِثلَهُم ، أو كونوا صادقين مثلَهُم ، وأنتُم فمتى كنتم صادقين ، كنتُم من الصّادقين ، ومتى كنتُم من الصّادقين ، كنتُم مع الصّادقين ، فمعَ النّاس ومنهُم معنيان لا يتَنافيان إذا استحكمَ الخِطاب ، ومُرادُنا باستحكام الخطاب هُو التماثُل في حال مَن هُم مع النّاس ، ومَن هُم مِنَ النّاس ، كأن يكون الشخص مع الصّادقين من النّاس ، وأن يكون الشخص من الصّادقين من النّاس ، ومُرادنا بقولنا (إذا استحكم الخطاب) هُو تَماثُل الحال ، إذ التماثُل في الحال شرطُ إتيان (مع) بمعنى (من) ، وسنضربُ على هذا مثالين مُتضادّين ، مثالٌ تكونُ فيه (مع) بمعنى (مِن) باستحكام الخِطاب (وهو تماثل الحال) ، ومثالٌ لا تكون فيه (مع) بمعنى (مِن)
* مثال أتت فيه (مَع) بمعنى (مِن) :
حثّ الله سبحانه وتعالى المسلمين ، أن يكونوا مع الصّادقين (فالصدق شرطٌ يجبُ انطباقه على الشّخص لكي تكون (معَ) بمعنى (مِن) ، محمّدٌ من النّاس كان صادقاً مُجتهداً في الصلاح ، ومنه فإنّه يصحّ أن نقول : محمّدٌ (مع) الصّادقين ، لأنّ حالَهُ ماثَل حالَهُم ، وحالَهُم ماثلَ حالَه ، فاشتركوا في صفةٍ واحدة وهي الصّدق ، فمحمّدٌ مع الصّادقين ، وكذلك يصحّ لنا أن نقول : محمّدٌ (مِنَ الصّادقين) ، لأنّه صادقٌ مِثلَهُم ، فهو منهم ، ومَعَهُم ، فمحمّدُ (الصادق) ، مع (الصّادقين) ، ومحمدُ (الصادق) مِنَ الصّادقين ، فهذان المعنيان ، (محمد مع الصّادقين) ، و (محمد من الصّادقين) ، لهما معنىً واحِد . لأنّي متى كنتُ (صادقا) مُنتهجاً بنهج الجماعَة الصادقة المُخلصَة ، فأنا (منهُم) بلا شكّ .
* مثالٌ أتت فيه (معَ) بغير معنى (مِن) :
حثّ الله سبحانه وتعالى المسلمين ، أن يكونوا صادقين ، (فالصدق شرطٌ يجبُ انطباقه على الشّخص لكي تكون (معَ) بمعنى (مِن) ، عمروٌ من النّاس كان كذاباً مُنافقاً ، ومنهٌ فإنّه يصحّ أن نقول : عمروٌ (مع) الصّادقين ، بمعنى مُصاحبٌ لهم ومُخالطٌ لهم ومُعايشٌ لهم ومُرافقٌ لهم ، ولا يصحّ لنا أن نقول عن عمرٍ الكذّاب أنّه (مِنَ) الصّادقين ، لأنّ حالَهُم غايرَ حالَهُم ، ولم يُماثِله ، ألا تَرى أنّه يصحّ لي أن أقول : ((كُفّار قريش مع المؤمنين في مكة)) ، بمعنى مُعايشين ومُصاحبين ومُرافقين ، ولايصحّ لي أن أقول : ((كُفّار قريش مِنَ المؤمنين)) ، لأنّ حال هؤلاء الكفّار ليسَ كحالِ المؤمنين ، بل هُم مُتضادّين ، وعليه فإنّ معنى (مع) في مثل هذا الموقف لا تَعني (ِمن) .
إن قيل : فما ترمي إليه أيّها الزيدي بديباجتك الطويلة العريضَة التي خرجتَ منها بأنّ معنى قول الله تعالى : ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ)) ، تأتي بمعنى : ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مِنَ الصَّادِقِينَ)) ، أي أنّ (معَ) ، في الآية تعني (مِن) ؟!
قُلنا : ما نَرمي إليه ، ونُريدُ إثباته ، هُو نفي خصوصيّة حثّ الله تعالى في الآية بالكون مع ((الصّادقين)) ، نفي أن يكون تحت كلمة الصّادقين ، أسماء معيّنة ، محدّدة محدودة ، (أئمة الجعفرية) ، لأنّه متى صحّ أنّ (معَ) تأتي بمعنى (مِن) ، وانطبقَ هذا على الآيَة ، كان المعنى للآية بلاشكٍّ ولا ريب هو : يا أيها الذين آمنوا اتّقوا الله وكونوا مِن الصّادقين ، أي كونوا مَثل الصّادقين ، واعملوا بعملهِم الذي استحقّوا لأجله أن يكونوا من الصّادقين ، لتكونوا مِنهُم ومَعهُم ، نعم ! والخطاب القرآني موجّه لجميع أمّة محمد بن عبدالله ليكونوا أنُفسَهُم داخلين تحتَ مُسمّى (الصّادقين) ، فيعملوا بأعمال الخير والصلاح والاجتهاد في إيثار جانب الله ورضاه على غيره من الجوانب ، ألا ترى أخي في الله الجعفري أنّ الرّسول (ص) خاطبَ أصحابَهُ بهذه الآية فقال لهم : ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مِنَ الصَّادِقِينَ)) ، فكان على الصحابة أن يمثلوا لأمرِ الله والرّسول (ص) ، وأن يعملوا أعمال الصلاح والفلاح ليكونوا من الصّادقين ، فلمّا مات رسول الله (ص) ، اجتهدَ عمّار بن ياسر رضوان الله عليه في أعمال الصلاح ، حتّى أصبحَ من الصّادقين ، الذين ماتوا وهُم من دُعاة الجنّة ، فعمّار بن ياسر من الصّادقين ، والله ورسوله أمرَونا أن نكونَ مع الصّادقين ، أي معَ (عمّار بن ياسر ، وعلي بن أبي طالب وحزبهُم) ، وأن نعملَ بعملهِم لنكونَ منهُم في صفة الصّدق ، فجاء الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب (ع) ، فاجتهدُ في أعمال العبادة والورع والزّهد فكانَ من الصّادقين ، لأنّ كان صادقاُ مُخلصاُ ، ومعَ الصادقين (عمّار بن ياسر ، وعلي بن أبي طالب ، وحزبهُم) ، لأنّه عمل بعملِهم الذي عملوا واستحقوا لأجله أن يكونوا مع الصّادقين ، اللهم صلّ على محمد وآل محمّد ، أطَلنا فيما أمرهُ واضحٌ بإذن الله ، وإن حصلَ واشتبهَ أثر كلامنا (فنطلبُ بعد الوقوف على هذا السّطر) ، أن يُعيدَ القارئ قراءة هذه الجزئية من بدايتها ، ونحنُ على ثقة أن أموراً ستتضحّ وتجلو له بإذن الله تعالى . خلاصة الإلزام : أنّ ما ذهبت إليه الجعفرية من أنّ (الصادقين) في الآيَة تعني أئمّتهم (عدد محدود ، أو نسل محدود) ، باطل ، لسببين مُتلازِمين : الأوّل : أنّه قد صحّ أنّ (مع) في الآيَة أتت بمعنى (مِن) . والثاني : أنّ الخطاب الإلهي كان موجّهاً لجميع الأمّة المحمديّة ، دعوةٌ من الله تعالى للناس لأن يكونوا من الصّادقين في إخلاصهم وعبادتهم لله وحده ، فكثيرٌ من السّلف السابقين لنا قد دخلَ تحت معنى (الصادقين) الذين حثّنا الله على أن نكونَ معهم ، فمنَ الصّادقين (بإذن الله تعالى) ، علي ، والحسن ، والحسين ، وعمّار بن ياسر ، وحجر بن عدي ، وأبو ذرّ ، وعلي بن الحسين ، وزيد بن علي ، ومحمد بن عبدالله النفس الزكية ، وجعفر الصادق ، ... إلخ من الأولياء والصالحين ، فهؤلاء أمرنا الله تعالى أن نكونَ معهم في صفة الصّلاح ، وأن نكون منهُم بعمل الصّلاح .
إن قيل : قد أكثرتُم ، وخُلاصَة كلامكم حول أنّ معنى (مع) في الآية هي (مِن) ، فهل سبقكم بهذا أحد ؟! .
قُلنا : نعم ! ، العقل ، وعدم امتناع اللغة ، وقول شيخكم الطبرسي الجعفري ، في مجمع البيان ، الذي أتى بكلامٍ نفيس ، حول هذا المعنى الذي استشكل عليكم أثَرُه ، فقال الشيخ الطبرسي في كتابه [مجمع البيان :5/139] ، مُفسّراً هذه الآية ، [ما بين الأقواس إضافة منّا للبيان] :
((يا أيها الذين ءامنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين)) ، القِراءة : فِي مُصحف عبد الله، وقراءة ابن عباس : (مِن الصادقين) ورُوِي ذلكَ عن أبي عبد الله عليه السلام ، [أي أنّه رُويَ عن الصادق مثل قراءة عبدالله بن مسعود ، وابن عبّاس (من الصّادقين) ] ، ..... ، وقيل: المُراد بالصّادقين هُم الذين ذكَرهم الله في كتابه وهو قوله: ((رِجال صَدقوا ما عاهدوا الله عليه فمِنهم مَن قضى نحبه)) ، يعني حمزة بن عبد المطلب ، وجعفر بن أبي طالب ، ومنهم مَن ينتظر ، يعني علي بن أبي طالب عليه السلام. [تأمّل على ضوء هذه الرواية كيف أصبحَ من الصّادقين جعفر وحمزة وهم ليسوا من أئمة الجعفرية] ، وروى الكلبي: عن أبي صالح، عن ابن عباس قال : كونوا مع الصادقين، مع علي وأصحابه [وهُنا تأمّل كيف حثّ ابن عبّاس أن يكون المرء مع الصّادقين ، فجعل الصّادقين هم علي وأصحابه شيعته ، والشيعة ليسوا أئمة الجعفرية ومع ذلك لمّا صدقوا في متابعة علي كانوا مثله من الصادقين ] . وروى جابر ، عن أبي جعفر عليه السلام في قوله (وكونوا مع الصادقين) قال. مع آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم . وقيل: مع النبيين والصديقين في الجنة بالعمل الصالح في الدنيا، عن الضحاك. [ وهنا تأمّل كيف أنّ الصديقين والنبيين دخلوا تحت مسمّى الصّادقين ، والجعفرية فيخصّون أئمّتهم بالصّادقين] ، وقيل: مع محمد صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه ، عن نافع . وقيل: مع الذين صدقت نياتهم، واستقامت قلوبهم وأعمالهم، وخرجوا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ولم يتخلفوا عنه، عن ابن عباس [تأمّل] . وقيل: ان معنى (مع) هنا معنى (من) فكأنه أمر بالكون من جملة الصادقين، ويعضده قراءة من قرأ (من الصادقين) ، [تأمّل عدم إنكار الشيخ الطّبرسي تقارب المعنى ، فكلامُه هُنا هُو عينُ كلامنا السابق ، فقال :] والمعنيان متقاربان هنا، لأن (مع) للمصاحبة، و (من) للتبعيض، فإذا كان من جملتهم، فهو معهم وبعضهم [أي فهو مَعهُم ومنهُم] )) .
** خُلاصَة الخُلاصَة :
على ضوء الآيَة ، مَن ذهبَ إلى تخصيص الصّادقين ، بأشخاص وأسماء معلومة محددة محدودة ، فقد استسَكَ بغيرِ مُستمسَك ، فالصّادقين كلمةٌ دخلَ تحتَها جماعات من السّابقين (من شتّى القبائل والأجناس ، بشرط انطباق صفة الصّدق عليهم) ، والصّادقين كلمة سيدخُل تحتها مُستقبلاً ، وإلى يوم القيامة ، (جماعاتٌ تجتهدُ في الالتزام بمنهج محمد بن عبدالله بحذافيره) ، فالاحتجاج علينا بأنّ هذه الآيَة تعني النّص على أشخاصٍ بعينهم محدودين لا يَدخلُ معهم سواهم باطل ، نعم ! وذيلُ الإشكال الأصل الذي طرحتَهُ أخي الجعفري من استمرارية الصّدق في الصّادقين ، فقد أُسقِط بإثبات أنّ الصادقين جماعات من السابقين ، وجماعاتٌ من الآتين ، ضابطٌ أن يكونوا من الصّادقين ، أن يفعلوا بأفعال الكتاب والسنّة المحمدية ، وأن يلتزموا بمذهب أهل البيت (ع) .
[الكلام على الآية من منظور آخَر ]
* صفات الصلاح والإشادَة في كتاب الله تعالى ، متى كانَت مُطلقَة الإطلاق ، فإنّه لا يُخصَّصُ تحتها أسماءٌ وأعدادٌ مالَم يُخصِّصها مُخصِّص ، فإن كانَ هذا كذَا ، فصفة الصّدق في قول الله تعالى الذي حثّ من خلاله أمة محمد (ص) بالكون مع الصّادقين ((وكونوا معَ الصّادقين)) ، صفَة الصّدق هُنا جاءت مُطلقَة ، ولا مُخصِّصَ لها بأسماء وأعداد محدّدة معدودة ، بل يدخلُ تحتها جماعاتٌ وجماعات من أهل الصّدق في المُتابَعة والمُناصرَة ، أوّلهم أمير المؤمنين (ع) ، ولا شكّ منهُم الحسن والحسين ، ولا شكّ منهم أبو ذر وعمّار وحجر بن عدي ، ولاشكّ أيضاً أنّ منهم سادات أهل البيت (ع) ، زين العابدين والحسن بن الحسن وزيد بن علي وأمثالهم ، إن قيل : ومتى نعلمُ أنّ مَن ذكرتُم فعلاُ قد كانوا صادقين في إيمانهم وولائهم لله ورَسوله إن لم يكُن عليهِم نصٌّ وعِصمَة ؟! قلنا : إنّما الحاصلٌ اجتهادٌ وتقليدٌ ، فعلامات الصّلاح لاشكّ ستظهرُ على السّابقين الصّالحين (ممّن ذكرنا وممّن لم نذكُر) ، وسَتُشتَهَرُ عنهم هذه الصفات (صفات الصّلاح) ، ونحنُ متى وصلنَا مِن حالهِم أخبارٌ وأعلام ، ووقفنا على صدق مواقفهم المشرّفة في جانب الله تعالى ، وجانب رسوله (ص) ، عَرفنا أنّ هؤلاء قد أبلوا الجُهد في الاتّباع ليكونوا مع الصّادقين الذين سبقوهُم ، ونحنُ كمتأخرين سنسعى لأن نكونُ صادقين معَ هؤلاء الصّادقين السّابقين لنا ، فكلّ صادقٍ قدوةٌ لمن يأتي من بعدِه ، وكلّ صادقٍ سابق فهو من الصّادقين ، نعم ! ألا ترى أخي في الله أنّنا نحثّ النّاس اليوم على أن يكونوا في إيمان وصِدق وحُسن فعل وصنيع عمّار بن ياسر ، وحجر بن عدي ، هل حثّنا النّاس على أن يقتدوا بعمّار وحجر بن عدي كونهم صادقين في موالاتهم لله وللرسول ونُصرتهم لأمير المؤمنين ، هل حثُّنَا هذا على الاقتداء بعمار وحجر يعني أنّ عمّار وحجر أُناسٌ منصوصٌ عليهِم ؟! ، هل يُشترطُ لتقليد أناسٍ وصلنا عن حالهم الصدق في التبعيّة والنّصرة أن يكونوا مأموني الباطن والسرائر معصومين منصوصٌ عليهِم ؟! إن قلتُم : نعم ! يجب أن يكونَ مَن نُقلّدهُم صادقين مُطلقاً ، وعمّار بن ياسر ، وحجر بن عدي ، ومسلم بن عقيل ، ليسوا بصادقين مُطلقاً فلا نقلِّدهُم في أفعالهِم ولا أقوالهِم حتّى وإن اشتهر حالهُم بصدق النّصرة والتبعيّة لقول الله والرّسول (ص) ، فإن قلتُم بهذا فقد ألزمتُم أنفسَكم ألاّ تُقلِّدوا ولاتقتدوا ولا تَسمعوا ولا تُطيعوا لقولِ بشرٍ على الإطلاق غير أئمتكم الإثني عشر ، وعلى رأسِ مَن نُلزمُكم بعدم تقليدِهم هُم مراجعُكم ، وُلاةَ فقيهٍ ، ومشائخ ، وأعلام ، ومجاهدين ، لأنّ هؤلاء ليسوا بصادقين مُطلقاً ، فإن قلتُم : ولكنّهم مع الصّادقين الإثني عشر . عندها سنقول : وكيف علمتُم أنّهم مع الصّادقين الإثني عشر وهم غير مأموني الباطن والسرائر ، فلاهم معصومين ولا منصوٌص عليهِم . فإن قلتُم : يكفينا ما وصلنا من أخبارهم ، ووقفنا على صدق وحرص اقتدائهم علما وعملاً بالإثني عشر فهم مع الصّادقين لهذا بالتبعيّة . فعندها سنقول : ونحنُ كذلك ما عَدونا ما ذهبتُم إليه هُنا ، فالصّادقين في الآيَة صفةٌ يدخلُ تحتها جميعُ من تحقّق فيه ، وظهرت عليه صفات وأحوال الصّدق ، كعلي بن أبي طالب ، وحمزة بن عبدالمطلب ، وجعفر بن أبي طالب ، وأبو ذر ، وعمار ، وسلمان الفارسي ، والأشتر النخعي ، والحسن ، والحسين ، ومسلم بن عقيل ، وزين العابدين ، والحسن بن الحسن ، ومحمد الباقر ، وزيد بن علي ..إلى يوم الدين ، وليسَ النص والعصمة لازمة لهؤلاء لكي نقلّدهَم ، لأنّهم قد التزموا منهجاً واحداً مرضياً (لأجله أصبحوا عندنا من الصادقين) ، التزموا الكتاب ، وصحيح سنة الرسول (ص) ، والالتزام بإجماع أهل البيت (ع) سادات بن الحسن والحسين ، فمن التزمَ بهذه الضوابط حقاً حقاً فهو من الصّادقين ، ونحنُ مأمورين أن نكونَ معهُم في صدقهم هذا ، أمرنا أن نكون منهُم ، أن نكون أفرادا صادقين حالُنا كحالهِم ، لنستحقّ الأجر الذي استحقوهٌ لأجِله . ومنهُ فإنّ ربط دلالة الصّدق في الآيَة بالعصمة غير لازمَة ، فلا يُشترطُ في هؤلاء الصّادقين أن يكونوا مأموني السرائر والباطن لمجرّد الإطلاق لصفة الصّدق .
نعم! وجانبٌ آخر أخي الجعفري ، انظُر هذه الأمثلة (الآتية) من كتاب الله تعالى ، والتي من خلالها نوصِلُ إليك فكرة أنّ إطلاق صفة الصلاح والمدح والثّناء في كتاب الله تعالى لا يُشترطُ أن يكون النّص والعصمَة مُلازمان لهذا الإطلاق .
1- قال تعالى : ((وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ * إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَن يَكْفِيكُمْ أَن يُمِدَّكُمْ رَبُّكُم بِثَلاَثَةِ آلاَفٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُنزَلِينَ )) [آل عمران:123-124] .
* هل إطلاق صفة الإيمان على الصحابة أهل بدر تعني أنّ إيمان هؤلاء الصّحابة مُطلقٌ ، يعني عِصمتهم عن مُخالفة ضوابط هذا الإيمان حاضراً (أثناء معركة بدر) ، ولاحقاً (بعدها إلى أن يموتوا) !! ، فعلى قولك أخي الجعفري من إطلاق صفة الصّدق في قوله : ((وكونوا مع الصّادقين)) ، وأنّه تدلّ على أشخاص منصوص عليهِم ، فإنّ مُخالفيك (على مُقتضى فهمك) قد يَفهمون النصّ والعصمة من الآية القريبة في حق الصحابة ممّن حضرَ بدراً وذلك عندما أطلقَ عليهم رسول الله (ص) صفة الإيمان مُطلقاً ، ولا أحد يُطلق عليه صفة الإيمان مُطلقاً إلاّ مَن عَلِمَ الله سرائره وأنّه مؤمنٌ ماضياً ، وحاضراً ، ومُستقبلاً ، وهذا فهو النّص والعصمَة (هذا كلامُكم) .
2- قال الله تعالى : ((إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ ثُمَّ كَفَرُواْ ثُمَّ آمَنُواْ ثُمَّ كَفَرُواْ ثُمَّ ازْدَادُواْ كُفْرًا لَّمْ يَكُنِ اللّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلاَ لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلاً)) [النساء:137] .
* ألا ترى أخي الجعفري أنّ الله أطلقَ صفة الإيمان في حق طائفة من النّاس ، ثمّ لم يمنَع هذا الإطلاق لهم بصفة الإيمان ، لم يمنَع هذا الإطلاق أن يَقعوا في الكفر ، كما أنّ إطلاق الكفر عليهم ، لم يمنَعهم من أن يؤمنوا مرّةً أخرى .
3- قال الله تعالى : ((وَعَدَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ)) [المائدة:9] .
* هل تقول أخي الجعفري أنّ الذين آمنوا في الآية هم أئمتكم الإثني عشر وفقط ، بحجة إطلاق صفة الإيمان عليهِم ؟! وهل تعتقدُ أن استنباط النّص والعصمَة من هذه الآية يستقيم (إنصافاً) ؟!! .
يتبع
- اقتباس
- تعليق
اترك تعليق:
-
أخوانى الشيعة الجعفرية الإمامية الإثنى عشرية الأمر هام تفضلوا
هذا بحث لاحد الشيعة الزيدية يريد فيه اثبات معتقده ومذهبه الزيدى وتفنيد المذهب الجعفرى الإثنى عشري
ارجو من الاخوان الإطلاع على مافيه والرد عليه رداعلميا وتفنيد ماجاء فيه من ادعاءات
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهمّ صل على محمد وآل محمد ...........
تمهيد الحِوار :
* اتففت الزيدية والجعفرية على أنّ الإمام بعد رسول الله (ص) ، هو أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) ، وأنّ الإمام بعد علي هو الحسن بن علي (ع) ، وأنّ الإمام بعد الحسن هو الحسين بن علي (ع) ، كلّ هؤلاء أئمّة بنصّ رسول الله (ص) ، وأئمة بالاستحقاق إذا ما قورِنَ حالهم وفضلهم بحال غيرهِم.
* ثمّ اختلفت الزيدية والجعفرية بعد الإمام أبي عبدالله الحسين (ع) ، فقالت الجعفرية أنّ الإمامة مازالت مُستمرّة بالنّص وأنّها في تسعة من أبناء الحسين ، ابتداءً بعلي بن الحسين زين العابدين ، ثمّ ابنه الباقر محمد بن علي ، ثمّ ابنه الصادق جعفر بن محمد ، ثمّ ابنه الكاظم موسى بن جعفر ، ثمّ ابنه الرّضا علي بن موسى ، ثمّ ابنه الجواد محمد بن علي ، ثمّ ابنه الهادي علي بن محمد ، ثم ابنه العسكري الحسن بن علي ، ثمّ ابنه المهدي محمد بن الحسن العسكري الغائب منذ عام 255 هـ حتى عامنا هذا (1428هـ) ، وقالت الزيدية أنّه لم يثبُت نصّ من رسول الله (ص) بعد الحسين بن علي (ع) ، وإخبارات الرّسول (ص) بفضل أهل البيت يدخل فيها أبناء الحسن والحسين ، كخبر الثقلين والسفينة والنجوم ، فهم أئمةٌ الناس في أديانهِم ، والدين فلا يفترق عن السياسة ، فمتى كان الرجل متبوعاً لعلمه وفضله كان واجباص أن يكون زمام الأمّة بيده لأنّه لن يُخرِجَهُم من اهتداءٍ إلى ضلال ، من نورٍ إلى ظُلمَة ، خُصوصاً إذا كان مِصباحُ هذا المتبوع الفاطمي هُو كتاب الله تعالى ، وصحيح سنة رسول الله (ص) ، وإجماع علي والحسن والحسين ومَن حذا حذوهُم من أبنائهم ، فهذا يعصمهُ من الولوج بالنّاس في مُكفهرّات الأمور ، نعم! فقالت (الزيدية) أنّ الإمامة بعد الحسين (ع) هي في أفضل النّاس ، ليسَ هذا وحسب ، بل في مَن ضمن الله والرّسول أن تكون جماعتهُم على الحق إلى ورود الحوض ، ولارتباط الدين والسياسة ، وأنّ السياسة لا تَصلُح إلاّ بعلم ، قالت أنّ أهل البيت سادات بني الحسن والحسين هم أهل الإمامة .
* موضع الاختلاف إذاً هو الدليل الذي استدلّت به الجعفرية على الإمامة النصيّة بعد أبي عبدالله (ع) ، الذي استدلّت به أنّ الأئمّة تسعة بعد الحسين (ع) ، لأنّه إن ثبتَ هذا سقطَ قول الزيدية رأساً .
النقطة الأولى : مُدراسة مَسألة النصّ على الأئمة التسعة بعد الحسين (ع) :
* نعترضُ على الجعفرية بقولِهم بالإمامة النصيّة بعد أبي عبدالله الحسين (ع) بأدلّة عدّة منها :
1- من القرآن الكريم :
كتاب الله تعالى يُخبرُ بأنّ اصطفاء الله تعالى لأهل البيت كان اصطفاءً عامّا لذرية الحسن والحسين ، وليسَ لذريّة الحسين فقط ، بل ليس لتسعة فقط من ذرية الحسين (ع) . قال الله تعالى : ((ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ)) [فاطر :32] ، والعِبادُ الذين اصطفاهُم الله تعالى فأورَثَهُم الكتاب ، بمعنى أورثَهُم الحقّ وأنّه لن يَخرُجَ منهم وعنهم إلى ورود الحوض ، فالحقّ مُلازمٌ لجماعةٍ منهم إلى يوم القيامة ، أخبرَ الله تعالى أنّ من هؤلاء العباد الذين اصطفاهُم مَن هُو (ظالمٌ لنفسه) بفعل المعاصي وإنزاله نفسه لمرتبةٍِ شرّفه الله عنها ، و (مُقتصد) عالمٌ عابد ، و ((سابقٌ بالخيرات)) عالمٌ عابدٌ عامِل مُجاهد ، فهلاّ أخبَرَنا الجعفريّة هَل هُناكَ عبادٌ مُصطَفونَ غير أئمتهم الإثني عشر ؟! ، إن قالوا : لا . قُلنا : فالآيَة القريبةُ خاصّةٌ بأئمّتكم دون غيرهم من النّاس (لأنّها إنّما خاطَبَت عباداً اصطفاهُم الله تعالى) ، فأخبرونا مَن مِن أئمّتكم (ظالمٌ لنفسه) ، ومَن من أئمتكم (مُقتصد) ، ومَن من أئمتكم (سابقٌ بالخيرات) ؟! أمّا إن قالوا : بلى ، هُناك عبادٌ مُصطفونَ من أمّة محمد بن عبدالله (ص) غير أئمّتنا . فعندها سنقول : أخبرونَا مَن هُم ؟! ومَا هُو الدليلُ على ذلك ؟! ثمّ لماذا خَصَصتُم التسعة من ولد الحسين بالاصطفاء دون بقية بني الحسن والحسين ، مع أنّ الله تعالى يُخبرُ أنّه اصطفى الجميع ، نعم ! خُلاصَة الإلزام السّابق هُو الخروج بأنّ هُناكَ عبادٌ اصطفاهُم الله تعالى غير أئمة الجعفرية التسعة ، بمعنى أنّ اصطفاء الله تعالى كان عامّا لذرية الحسن والحسين وليس اصطفاءً خاصّا للتسعة من ذرية الحسين . إن قالت الجعفرية : ما دليلُكم على أنّ الآية خاصّة بذرية الحسن والحسين (ولد فاطمة) ، فنحنُ قد نذهبُ كما ذهب غيرنا من مفسري أهل السنة إلى أنّ الآية عامّة في جميع الأمّة . قلنا سنذكرُ الدليل من كتب الجعفرية ، ومن كتب الزيدية ، ثمّ نُطالبُ بعد قراءة الدليل والتمعن فيه الجواب عن : لماذا خصّ الجعفرية التسعة من ولد الحسين بالاصطفاء الإلهي دون إخوتهم وبني عمومتهم ، مع أنّ النص كان عامّا شاملاُ لهُم جميعاً ، وبمعنى آخَر : لِماذا خصّت الجعفرية صفة السّبق بالخيرات (الأئمة) بتسعة من ولد الحسين ، مع أنّ صفة الظلم للنفس والاقتصاد والسّبق بالخيرات عامّة شاملة لجميع ولد فاطمة (أبناء الحسن والحسين) ، إذ الزيدية تقول من آية فاطر أنّ الظالم لنفسه هُو مقترف المعاصي من أبناء الحسن والحسين ، وأنّ المُقصد هو العالمُ العابدُ الزّاهد من أبناء الحسن والحسين ، وأنّ السّابق بالخيرات هو العالم العابدُ الزّاهد العاملُ الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر من أبناء الحسن والحسين ، نعم ! ودون تطويل ، فهذه أدلّة الفريقين :
من كتب الزيدية :
1- قال فقيه أهل البيت وعالهم الحسن بن يحيى بن الحسين بن زيد بن علي بن الحسين (ع) (ت247هـ) :
(( ... وقال سبحانه: {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ، جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا}، وهذه الآية لأهلِ بيت رسول الله (ص) خّاصة [ أبناء الحسن والحسين ]، فالظالم لنفسه: الذي يقترف من الذنوب ما يقترف الناس، والمقتصد: الرجل الصالح الذي يعبد الله في منزله، والسابق بالخيرات: الشاهر سيفه، الداعي إلى سبيل ربه بالحكمة والموعظة الحسنة، الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر، ... )) اهـ ، من جامع آل محمد ، ج6، للشريف الحافظ محمد بن علي البطحاني الكوفي ( من ذريّة الحسن بن زيد بن الحسن ).
2- قال إمام أهل البيت الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن السبط (ع) (ت298هـ) :
((وفي ذلك ما يقول الله سبحانه: ﴿ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإذنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ﴾[فاطر: 32]، فأخبـر بما ذَكَرنَا مِن اصطفَائهم [ أهل البيت ] عَلى الخلق، ثم ميَّزهم فذكر منهم الظالم لنفسه باتباعه لهوى قلبه، وميله إلى لذته؛ وذكر منهم المقتصد في علمه، المؤدي إلى الله لفرضه، المقيم لشرائع دينه، المتبع لرضاء ربه، المؤثر لطاعته؛ ثم ذكر السابق منهم بالخيرات، المقيمين لدعائم البركات، وهم الأئمة الظاهرون، المجاهدون السابقون، القائمون بحق الله، المنابذون لأعداء الله، المنفذون لأحكام الله، الراضون لرضاه، الساخطون لسخطه ، ... إلخ )) ، اهـ من كتاب القياس للإمام الهادي إلى الحق (ع) .
من كتب الجعفرية :
[ أولاً : أقوال أئمة الجعفرية في خصوصيّة آية فاطر بأهل بيت الرسول(ص) ] :
1- روى الصّفار في بصائر الدرجات (ص44) ، بسنده :
((عن سورة بن كليب ، عن أبي جعفر عليه السلام أنه قال في هذه الآية : ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا . . الآية ، قال : السابق بالخيرات الاِمام ، فهي في ولد علي وفاطمة عليهم السلام )) .
تعليق : تأمّل تأويل الباقر صلوات الله عليه للآية ، واشتمالِها بنصّه (ع) على أبناء علي وفاطمة ، وأبناء علي وفاطمة يدخلُ فيهم بنوا الحسن والحسين ، وهذا فدليلٌ على صحّة ما ذهبنا إليه من الاصطفاء العام من الله تعالى لبني فاطمة بعموم .
2- أورد المجلسي في البحار 23/218 :
((عن أبي إسحاق السبيعي قال : خرجت حاجاً فلقيت محمد بن علي فسألته عن هذه الآية : ثمأورثنا الكتاب . . الآية ؟ فقال : ما يقول فيها قومك يا أبا إسحاق ؟ يعني أهل الكوفة ، قال : قلت يقولون إنها لهم ، قال : فما يخوفهم إذا كانوا من أهل الجنة ؟ ! قلت : فما تقول أنت جعلت فداك ؟ فقال : هي لنا خاصة يا أباإسحاق ، أما السابق بالخيرات فعلي بن أبي طالب والحسن والحسين والشهيد منا أهل البيت [ وأهل البيت هم ذرية فاطمة بني الحسن والحسين ] ، وأما المقتصد فصائم بالنهار وقائم بالليل ، وأما الظالم لنفسه ففيه ما جاءفي التائبين وهو مغفور له )) .
تعليق : وهُنا تأمّل إنكار الباقر (ع) ، لقول أهل الكوفة أنّ الآيَة لهُم ، يُريدون أنّها لجميع الأمة ، فيردّهم الباقر (ع) ، بقوله : ((هِيَ لَنا خاصّة)) ، أي هِيَ لنا يا بني فاطمة خاصّة دون بقيّة النّاس . وبني فاطمة يدخل فيهم بنوا الحسن والحسين ، فيكون هذا دليلاً على الاصطفاء العام من الله تعالى لهم جميعاً .
3- روى الشيخ الصدوق في أماليه ، المجلس التاسع والسبعون ، ص615 :
((عن الريان بن الصلت، قال: حضر الرضا (عليه السلام) مجلس المأمون بمرو، وقد اجتمع في مجلسه جماعة من علماء أهل العراق والخراسان، فقال المأمون: أخبروني عن معنى هذه الآية (ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا) . فقالت العلماء: أراد الله عز وجل بذلك الامة كلها. فقال المأمون: ما تقول، يا أبا الحسن؟ فقال الرضا (عليه السلام): لا أقول كما قالوا، ولكني أقول: أراد الله العترة الطاهرة .. إلخ )) .
تعليق :وهُنا يُردّ الرضا علي بن موسى (ع) ، قولَ مَن قال أنّ العباد في الآيَة تعني جميع الأمّة ، ويُثبتُ صلوات الله عليه أنّ الآية تخصّ العترَة الطاهرة ، ولو تتبّعنا كامل الرواية المُشار إليها لوجدنا أنّه يقصد بالعترة جميع بني الحسن والحسين ، لا أنّهُ يعني أفراداً مُيّنين منهم .
4- روى في الثاقب في المناقب للطوسي (ص566) :
((وعنه قال : كنتُ عندَ أبي محمّد [الحسن العسكري] عليه السلام فسألته عن قول الله تعالى : ((ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله)) ؟ فقال عليه السلام : كلهم من آل محمد عليهم السلام ... إلخ . )) .
تعليق : وآل محمّد فهم ذرية الحسن والحسين .
5- روى ثقة الجعفرية محمد بن يعقوب الكليني في أصول الكافي 1/215 :
((عن أحمد بن عمر قال: سألت أبا الحسن الرضا عليه السلام عن قول الله عز وجل: " ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا " الآية، قال: فقال: ولد فاطمة عليها السلام ... إلخ )) .
6- روى الصّفار في بصائر الدرجات (ص66) ، بسنده :
((عن عمّار الساباطى عن أبى عبد الله عليه السلام : ((ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا)) قال : قال : هم آل محمد .. إلخ )) .
7- روى الحاكم الحسكاني في كتابه شواهد التنزيل (وهو كتاب لهُ مكانتُه عند الجعفرية) ، 2/156:
((عن أبي حمزة الثمالي عن علي بن الحسين ، قَال : إنّي لَجَالِس عِندَهُ ، إذ جَاءَه رَجُلان مِن أهل العِراق ، فقالا : يا ابن رسول الله جئناكَ كَي تُخبِرَنَا عَن آياتٍ مِنَ القرآن . فَقَال : وَ مَا هِيَ ؟ قَالا : قول الله تعالى : ((ثمّ أورَثنا الكتاب الذين اصطَفينا)) فَقال (ع) : يَا [و] أهلَ العِراق أيش يقولون ؟ قَالا : يقولون : إنّها نَزَلَت في أمّة محمد (صلى الله عليه وآله وسلّم) فَقال : علي بن الحسين : أمّة محمّد كلّهم إذا في الجنة ! ! قّال : فَقلتُ مِنْ بَين القَوم : يَا ابن رسول الله فِيمَن نَزَلَت ؟ فَقَال : نَزَلت و الله فِينَا أهل البَيت ثَلاث مَرّات . قُلتُ : أخبِرنَا مَنْ فِيكُم الظّالِمُ لِنَفسِه ؟ قَال : الذي استوَت حَسَنَاتُه و سَيئاتُه و هو في الجنّة ، فَقلتُ : و المُقتصد ؟ قال : العابِد لله في بيته حتى يأتيه اليَقين ، فَقلت : السّابق بالخيرَات ؟ قَال : مَنْ شَهَرَ سَيفَه وَ دَعَا إلى سَبيلِ ربّه )) .
تعليق : وزين العابدين (ع) هُنا يردّ قولَ مَن قال أنّ لفظة العباد تعني جميع الأمة دون بني فاطمة أبناء الحسن والحسين . وهذا الأثر عن زيد العابدين (ع) نطقَ بعقيدة الزيدية ، وخالفَ على الجعفرية ، فالزيدية هي مَن تشترطُ الدّعوة في الإمام ، لأنّ الخروج بالسيف يعني إشهار الدّعوة ، وقول زين العابدين هذا هو نفس قول سادات أبناء عمومته من ساداتي بني الحسن والحسين ، فهذا حفيده الحسن بن يحيى بن الحسين بن زيد بن علي بن الحسين (ت247هـ) ، يقول بنفس قول جده ، وقوله (ع) في السّابق بالخيرات : ((والسّابق بالخيرات: الشاهر سيفه، الداعي إلى سبيل ربه بالحكمة والموعظة الحسنة، الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر، )) .
8- وجاء في تفسير أبي حمزة الثمالي ، ص276 ، لجامعه عبدالرزاق حسين حرز الدين ، والذي قدّم له الشيخ العلامة محمد هادي معرفة ، والصادر في إيران ، جاء فيه رواية عن الشيخ الصدوق تُشبه رواية الحسكاني ، اللهم ان الصدوق رواها عن أبي جعفر الباقر (ع) ، فجاء في التفسير ، ما نصّه :
((249 - [ الصدوق ] حدثنا أبو عبد الله الحسين بن يحيى البجلي، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا أبو عوانة موسى بن يوسف الكوفي، قال حدثنا عبد الله بن يحيى، عن يعقوب بن يحيى، عن أبي حفص، عن أبي حمزة الثمالي قال: كنت جالسا في المسجد الحرام مع أبي جعفر (عليه السلام) إذ أتاه رجلان من أهل البصرة فقالا له: يابن رسول الله إنا نريد أن نسألك عن مسألة فقال لهما: اسألا عما جئتما. قالا: اخبرنا عن قول الله عزوجل: ((ثم أورثنا الكتب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرت بإذن الله ذلك هو الفضل الكبير)) إلى آخر الآيتين. قال: نزلت فينا أهل البيت. قال أبو حمزة فقلت: بأبي أنت وامي فمن الظالم لنفسه ؟ قال: من استوت حسناته وسيئاته منا أهل البيت فهو ظالم لنفسه. فقلت: من المقتصد منكم ؟ قال: العابد لله ربه في الحالين حتى يأتيه اليقين. فقلت: فمن السابق منكم بالخيرات ؟ قال: من دعا والله إلى سبيل ربه وأمر بالمعروف، ونهى عن المنكر، ولم يكن للمضلين عضدا. ولا للخائنين خصيما، ولم يرض بحكم الفاسقين إلا من خاف على نفسه ودينه ولم يجد أعوانا)) .
تعليق : وهُنا يُقال بقولنا السّابق ، ويُضاف أنّ قول الباقر (ع) نطق بعقدية الزيدية في اشتراط وجود النّاصر للقيام والدعوة وسلّ السيف .
9- روى الحاكم الحسكاني في كتابه شواهد التنزيل (وهو كتاب لهُ مكانتُه عند الجعفرية) ، 2/157:
((عن أبي خالد ، عن زيد بن علي في قوله تعالى : ثم أورثنا الكتاب و ساق الآية إلى آخرها و قال : الظالم لنفسه المختلط منا بالناس و المقتصد العابد و السابق الشاهر سيفه يدعو إلى سبيل ربه )) .
تعليق : وهذا قول الزيدية بعينه .
[ ثانياً : أقوال مُفسّري وفقهاء الجعفرية في خصوصيّة آية فاطر بأهل بيت الرسول(ص) ] :
10- تفسير السيد محمد حسين الطباطبائي الجعفري لقول الله تعالى (( ثمّ أورثنا الكتاب الذين اصطَفينا من عبادنا فمنهُم ظالمٌ لنفسه ومنهُم مُقتصد ومنهُم سابقٌ بالخيرات )) ، مع العلم أنّ هذا السيّد قد نطق بعقيدة الزيدية في الآية تماماً ، فتأمّل تفسيره الأمثل :
ملاحظة : ما بين الـ [ ] ، هُو زيادةٌ منّي للتوضيح ، [ ما كان باللون الأحمر فهو منّي ] والبقيّة من كلام السيّد.
(( وقيل وهو المأثور [ تأمّل] عن الصادقين ( عليهم السلام ) ، في روايات كثيرة مُستفيضة [تأمّل] ، أنّ المُراد بهم ذرية النّبي (ص) من أولاد فاطمة [ وهُوَ قول الزيدية ، وأولاد فاطمة هُم بنو الحسن والحسين] ، وهُم[ تأمّل] الدّاخلون في آل إبراهيم في قوله : " إنّ الله اصطفى آدم ونوحاً وآل إبراهيم ..." .... [ إلى أن قال ، مُفسّراً الطوائف الثلاث ] .... وقوله : " فمنُهم ظالمٌ لنفسه ومنهُم مُقتصد ومنهُم سابق بالخيرات " ، يُحتمل أن يكون ضمير " منهُم " راجعاً إلى " الذين اصطَفينا " ، فيكون الطوائف الثلاث ، الظالم لنفسه والمُقتصد والسابق بالخيرات ، شُركاء في الوراثة [تأمّل ، فهذا هُو قولُ الزيدية] ، وإن كانَ الوارث الحقيقي [ من أولاد فاطمة ، بنو الحسن والحسين] العالم بالكتاب والحافظ له ، هُوَ السّابق بالخيرات .
[ إلى أن قال السيّد الطباطبائي ]
وما في الآية من المُقابلة بين الظالم لنفسه والمُقتصد ، والسّابق بالخيرات ، يُعطي أنّ المُراد بالظّالم لنفسه [من ذرية فاطمة ، أبناء الحسن والحسين] : مَن عليه شيء من السيئات وهُوَ مُسلمٌ من أهل القرآن لكونه مُصطفىً ووارثاً [ وهُوَ قول الزيدية ، وتأمّل شمول الاصطفاء للظالم لنفسه في كلام السيّد] ، والمُراد بالمُقتصد [من ذرية فاطمة ، أبناء الحسن والحسين] : المتوسّط الذي هو في قصد السبيل وسواء الطريق . والمُراد بالسابق بالخيرات بإذن الله [من ذرية فاطمة ، أبناء الحسن والحسين ، وهُوَ قول الزيدية دون الجعفرية ، فالجعفرية على كلام السيّد السّابق أثبتت اشتمال الآية على ذرية فاطمة بعموم ، في صفتي الظلم للنفس والاقتصاد ، ثمّ خصّصت صفة السّبق لبطنٍ من بطون ذريّة فاطمة ، بل لجزءٍ من بطن الحسين ، مثّله التسعة ، وهذا لا يستقيم ، فإمّا أن يقولوا أنّ المُقصود بالمُصطفين هم ذريّة فاطمة بعموم ، وعليه فعليهم تعميم جميع الطوائف عليهم وتجويز الإمامة في الحسني والحسيني ، وإمّا أن يقولوا أنّ المقصود بالمُصطفين هُم ذرية الحسين التسعة ، ومنهُ ، فعليهم إلصاق جميع الطوائف ( الظالمة للنفس ، والمقتصدة ، والسابقة بالخيرات ) ، في هؤلاء التسعَة ، نعم ! نعود لتفسير السيّد للسابق بالخيرات مَن هُو ، فيقول هُوَ ] : مَن سبَقَ الظالم والمُقتصد إلى درجَات القُرَب ، فهُوَ إمامُ غيره بإذن الله ، بسببِ فعل الخيرات ... إلخ تفسيره )) اهـ من تفسير الميزان ، ج17 ، سورة فاطر .
11- يقول علي بن إبراهيم القمي في تفسيره (تفسير القمي) 2/209 : ((ثمّ ذَكَرَ [الله] آل محمد ، فَقَال : (( ثمّ أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا )) ... إلخ )) .
12- أيضاً انظر تفسير نور الثقلين (4/361) وما بعدها ، للشيخ عبدعلي العروسي الحويزي ، تجده جامعاً الأخبار الدالّة على اختصاص بني فاطمة بالآية دون غيرهم من الناس ، بشكل جيّد ، فراجعه .
نعم ! وبهذا القدر من النقولات أكتفي ، وهي لذوي الألباب كافيَة .
إن قيل : فدليلٌ آخَر (غير آية فاطر) من كتاب الله تعالى تحتجّون به علينا على شموليّة الاصطفاء الإلهي لجميع ذريّة الحسن والحسين ، وعدم اختصاص التسعة من ولد الحسين بها :
قلنا : من الأدلّة على اشتراك عموم الذرية في صففة الاصطفاء والتفضيل الإلهي :
1- قول الله تعالى : ((وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ))[البقرة:124] .
على ضوء الآية السابقة ، فإنّ الله تعالى ، وافق إبراهيم الخليل صلوات الله عليه على جعل الإمامة في ذريّته ، ولكنّه استثنى الظالمينَ منهُم . فالاصطفاء أتى قبلَ الاستثناء . وذريّة إبراهيم ( هي ذريّة محمّد ، هي ذريّة الزهراء (ع) ، بني الحسن والحسين ، لا أنّ بني الحسين التسعة هُم فقط ذريّة براهيم ، المخصوصون بالإمامة ، كما تذهب إليه الجعفريّة ) .
مثال ( يُناسب الآية ) ، ولله المَثلُ الأعلى :
لو قال الوزير للملك ، اجعل الرئاسة والمُلك في ذريّة ابنك إبراهيم ، فأجابه الملك : نعم ! سنجعلها في ذريّة إبراهيم ( وهُنا اصطفاء واختيارٌ لعموم ذريّة إبراهيم ) ، ثمّ استدرَكَ الملك قائلاً ، ولكنّ الظّالمينَ من هذه الذريّة سنمنَعُهُم الرئاسَة لعدم استحقاقهِم لها . ( وهُنا جاء الاستثناء بعد الاصطفاء ) .
ومنه أخي الجعفري ، فإنّ الآية حقاً تُفيد اصطفاء الله لعموم ذريّة الزهراء (ع) ( بطوائفها الثلاث : الظالمة ، والمقتصدة ، والسابقة بالخيرات ) ، ثمّ استثنى الله طائفة الظالمين من استحقاق الإمامة .
2- قوله تعالى : ((وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً وَإِبْرَاهِيمَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ فَمِنْهُمْ مُهْتَدٍ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ))[الحديد:26] .
وهُنا نجد الاصطفاء العام ظاهرٌ جلي ، فالله جعلَ في ذريّة نوح وإبراهيم النبّوة والعلم بالكتاب (وهذا اصطفاءٌ عام لجميع الذريّة) ، ثم أخبرَ تعالى أنّ من هذه الذريّة المُصطفاة (التي تكون النبوّة وعلم الكتاب فيها) من يكون مُهتدٍ ، ومَن سيكون فاسقاً ، والفاسقون أكثرُ من المُهتدون .
مثال ( يُناسب الآية ) ، ولله المَثلُ الأعلى :
لو قال المَلِك لوزرائه وكُبراء أتباعه ، سأجعلُ المُلكَ في ذريّة نوح وإبراهيم (وهذا لو تُلاحِظ ، اصطفاء عام لجميع الذرية ) ، مع أنّني أعلمُ أنّ الجديرُ بالمُلك (لصلاحه وعِلمِه وعَمَلِه) هم القليل من هذه (الذريّة) ، وأنّ الكثير من هذه الذريّة (لن يُقدرّوا جعلي لهم من أصحاب المُلك والسّلطان) وسَيظلموا أنفُسَهُم الدرجة التي شرّفتُهُم بها وسيكونوا فَاسقين .
ومنه أخي الجعفري ، فإنّ الآية حقاً تُفيد اصطفاء الله لعموم ذريّة الزهراء ، وهذه الآية تقوّي آية فاطر ، وآية فاطر تُقوّيها ، وآية البقرة تُعضدها جميعاً .
خلاصَة هذا الطرح :
* أنّ الجعفرية بنَت قولَها بالإمامة النصيّة في حقّ التسعة من ولد الحسين دون بقية بني الحسين وبني الحسن ، بسبب اصطفاء الله لهم ، واختياره لهم ، واعتمدُوا في هذا على روايات حددّت أعداداً وأسماءً لهؤلاء التسعة ، وكتاب الله تعالى يُخالف على هذه الروايات ، إذ أنّ الكتاب يُبيّن أنّ الاصفاء الإلهي لأهل البيت (ع) ، كان اصطفاءً عامّا جُمليّا ، لم يخصّ فيه بالختيار وزيادة التفضيل بطنٌ عن بطن ، ولا نسلٌ عن نسل .
* أنّ الجعفريّة مُطالبَة بتحديد تخصيص الإصطفاء الإلهي للتسعة من ذرية الحسين دون غيرهِم من أبناء الحسن والحسين . إن قالوا : النص الإثني عشري يُخصّص التسعة بالاصطفاء . قلنا : ولكنّه يُعارضُ كتاب الله تعالى ، وقد أجمعنا وأنتم أنّ قول الرّسول لن يُخالف كتاب الله تعالى . وإن قلتُم : حديث الثقلين ((كتاب الله وعترتي أهل بيتي)) ، وخبر السفينة ((مثل أهل بيتي فيكم)) ، هذه الأخبار تخصّص الاصطفاء بالتسعة . قلنا : على العكس من ذلك تماماً فهذه الأخبار تُقوّي ما ذهبنا إليه ، إذ هي أتت في جميع أهل البيت بنصّ عامٍ لا خاصّ ، ولم تقل في تسعة من ذرية الحسين ، فهي مُطابقَة لكتاب الله تعالى وللاصطفاء الذي جاء فيه ، إذ الاصطفاء في الكتاب كان عامّا شاملاً لجميع أهل البيت ، فقول الرسول (ص) في خبر الثقلين والسفينة يُوافق كتاب الله تعالى في الاصطفاء العام ، ويُخالف عليكم أصحاب الاصطفاء الخاص .
* الاعتراضات السابقة هي ما يخصّ الدلالة من قول الله عزّ جل في كتابه الكريم ، على شمولية الاصطفاء والتفضيل لذرية الحسن والحسين ، وعدم اختصاص الإمام بنسل دون نسل ، ويتبعه (بعد إتمام نقاش ما سبق والخروج بنتيجة) ، استعراض الدلالات على صحّة قولنا من قول الرّسول (ص) ، وقول أهل البيت (ع) ، ومن التاريخ بعموم .
اللهم صلّ على محمد وآل محمد .....
يتبعالتعديل الأخير تم بواسطة عبد المؤمن; الساعة 04-09-2007, 10:40 PM.الكلمات الدلالية (Tags): لا يوجد
- اقتباس
اقرأ في منتديات يا حسين
تقليص
لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.
اترك تعليق: