إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

جرائم فى ميزان العدالة

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • جرائم فى ميزان العدالة

    روى الإمام أبو جعفر صورا مذهلة عما جرى على شيعتهم أيام معاوية، قال: (وقتلت شيعنا بكل بلدة، وقطعت الأيدي والأرجل على الظنة وكان من يذكر بحبنا والانقطاع إلينا سجن أو نهب أو هدمت داره)(1).

    وقد قرض الشاعر الكبير عبد الله بن عامر المعروف بالعبلي شعراً عن هذه الجرائم
    شردوا بي عند امتداحــــي عليا ,,,, ورأوا ذاك فــي داءا دويــــا
    فو ربي ما أبرح الـــدهـر حتـى ,,,, تمتلئ مهجـتـي بحبــي عليــا
    وبنيـــة لحـــب أحــمــد إنــــــي ,,,, كنـــت أحببتهــم بحــبي النبيا
    حــب ديـن لا حب دنيا وشـــــر ,,,, الحـب حــب يكــون دنيـــويــا
    صاغني الله في الذؤابة عنهـم ,,, , لا ذميمــا ولا سنيـــدا دعــيـا

    وشار النمري في بعض قصائده إلى هذه الجرائم
    آل الـــنبــي ومــن يحبهـــــم يتضامنــون مخافــة القتــل
    أمن النصارى واليهود وهم عــن أمـة التوحيد في عزل

    وقد سئل الإمام أبو جعفر الباقر فقيل له:
    كيف أصبحت؟
    فأجاب بمرارة وألم:
    (أصبحت برسول الله (صلى الله عليه وآله) خائفا و أصبح الناس كلهم برسول الله (صلى الله عليه وآله آمنين)(2).
    إن الأعياد الإسلامية التي يفرح بها المسلمون كعيد الفطر والأضحى قد عادت مأتما على الشيعة وأحزانا ، وذلك لشدة مالا قوه من حكام عصورهم من القتل والسجن والتنكيل.

    وروى المؤرخون أن الفضل بن دكين كان يتشيع فجاء إليه ولده وهو يبكي، فقال له:
    (مالك؟)
    (يا أبتي إن الناس يقولون: إنك تتشيع؟)
    فأجابه الفضل:
    ومـــــا زال كتــــمانيك حتــــــى كأننـي بـــرجــــــع جـــواب السائــــل لأعجم
    لأسلـــــم من قـــــول الوشاة وتسلمي سلمت وهل حي على الناس يسلم(3)
    لقد كان الاتهام بالتشيع في العصر الأموي مما يستوجب النقمة والبطش من المسؤولين, فقد روي المؤرخون أن الاتهام بالكفر والزندقة والمورق من الدين أهون من الاتهام بالتشيع وبلغ الأمر أن من يسلم من العلويين على شخص يعرضه إلى التنكيل والبطش من قبل السلطة. ويحدثنا الرواة أن إبراهيم بن هرثمة دخل المدينة فأتاه علوي فسلم عليه، فقال له إبراهيم: تنح عني لا تشط بدمي(4).


    الأموييــــن يقتلـــــون كل من كان أسمه على
    وبلغ من جرائم الأمويين للعلويين أو بالمعنى الحالى أهل السنة ضد أهل الشيعة أنهم أمروا ولاتهم وعمالهم بقتل كل مولود يسمى عليا ، ومن طريف ما ينقل أن علي بن رباح لما سمع ذلك خاف من القتل، وجعل يقول: لا أجعل في حل من سماني عليا فإن اسمي عُلى ـ بضم العين ـ(5).
    ومن تلك الصور المؤلمة أنه إذا أراد شخص الكيد لأحد والانتقام منه وشى به وإتهمه بالتشيع فتصادر أملاكه وتنهال عليه العقوبات حتى يظهر البراءة من الرفض(6).

    زيــــاد بن أبيه تتبع الشيعة فقتلهم تحت كل حجر ومدر فقطع أرجل أهل الشيعة وأيديهم وسمل عيونهم كما فعل النبى مع أهل بنى قريظة ، وصلبهم على جذوع النخل

    السفاح المجرم الحجاج بن يوسف قتل في أيام حكمه من الشيعة مائة وعشرين ألفا ، كما توفي في السجون خمسون ألف رجل وثلاثون ألف امرأة منهن ستة عشر ألف امرأة عارية مجردة من الثياب ، وقال فيه عمر بن عبد العزيز: (لو جاءت كل أمة بخبيثها وجئنا بالحجاج لغلبناهم).


    رسالة الخوارزمي لأهالي نيسابور

    ويجدر بنا أن نذكر رسالة أبي بكر الخوارزمي التي بعثها إلى أهالي نيسابور يعزيهم فيها على ما جرى عليهم من الظلم واالإجرام ، وقد حكت هذه الرسالة بصدق وأمانة المظالم الفظيعة التي عانتها الشيعة منذ أقدم العصور. وهذه بعض فصولها:
    (سمعتم أرشد الله سعيكم، وجمع على التقوى أمركم ما تكلم به السلطان الذي لا يتحامل إلا على العدل، ولا يميل إلا على جانب الفضل، و لا يبالي أن يمزق دينه إذا رقا دنياه، ولا يفكر من أن يؤخر رضا الله إذا وجد رضا الله.

    ونحن أصلحنا الله وإياكم عصابة لم يرض الله لنا الدنيا، قد أخرنا للدار الآخرة، ورغب بنا عن ثواب العاجل, فأعد لنا ثواب الآجل، وقسمنا قسمين: قسم مات شهيدا، وقسم عاش شريدا، فالحي يحسد الميت على ما صار إليه، ولا يرغب بنفسه عما جرى عليه، قال أمير المؤمنين ويعسوب الدين: المحن إلى شيعتنا أسرع من الماء إلى الحدور...وهذه مقالة أسست على الحق، وولد أهلها في طالع الهزاهز والفتن فحياة أهلها نغص، وقلوبهم حشوها غصص، والأيام عليهم متحاملة والدنيا عنهم مائلة، فإذا كنا شيعة أئمتنا في الفرائض والسنن، ومتبعي آثارهم في كل قبيح وحسن فينبغي أن نتبع آثارهم في المحن).
    واستمر أبو بكر الخوارزمي في رسالته قائلا: (وغصبت سيدتنا فاطمة صلوات الله عليها وعلى آلها ميراث أبيها صلوات الله عليه وعلى آله يوم السقيفة، وأخر أمير المؤمنين عن الخلافة، وسم الحسن سلام الله عليه سرا، وقتل أخوه كرم الله وجهه جهرا وصلب زيد بن علي بالكناسة، وقطع رأس زيد بن علي في المعركة(7) وقتل ابناه محمد وإبراهيم على يد عيسى بن موسى العباسي.. وقل موسى بن جعفر في حبس هارون، وسم علي بن موسى بيد المأمون، وهزم إدريس بفخ حتى وقع إلى الأندلس، وقتل يحيي بن عبد الله بعد الأمان والإيمان، وبعد تأكيد العهود والضمان)...
    ويمضي الخوارزمي في تعداد ما جرى على آل البيت من الظلم فيقول:
    " هذا غير ما فعل يعقوب بن الليث بعلوية طبرستان وقد قتل محمد بن زيد والحسن بن القاسم الداعين على أيدي آل ساسان وغير ما صنعه أبو الساج في علوية المدينة حملهم بلا غطاء ولا وطاء من الحجاز إلى سامراء، وهذا بعد قتل قتيبة بن مسلم الباهلي لابن عمر ابن علي حين أخذ بأبويه، وقد ستر نفسه، ووارى شيعته، يصانع حياته، ويدافع وفاته، وكما فعل الحسين بن إسماعيل المصعبي بيحيى ابن عمر الزيدي خاصة وما فعلة مزاحم بن خاقان بعلوية الكوفة كافة، فليس في بيضة الإسلام بلدة إلا وفيها قتيل طالبي وقومه تشارك في قتلهم الأموي والعباسي وأطبق عليهم العدناني والقحطاني:
    فليــــــس حـــي من الأحياء نعرفه ,,,, من ذي يمان ومن بكر ومن مضر
    إلا وهــــم شـــــركاء في دمائهـــم ,,,, كمــا تشـــارك إيســـار علـى جزر

    ويستمر الخوارزمي في ذكر النكبات التي لاقتها الشيعة وأسيادهم العلويون:
    (قادتهم ـ أي العلويين ـ الحمية إلى المنية، وكرهوا عيش الذلة فماتوا موت العزة، ووثقوا بما لهم في الدار الباقية فسخت نفوسهم من هذه الدار الفانية، ولم يشربوا كأسا من الموت إلا شربها شيعتهم وأوليائهم، ولا قاسوا لونا من الشدائد إلا قاسه أنصارهم وأتباعهم).
    ويمضي الخوارزمي في رسالته قائلا:
    (داس عثمان بن عفان بطن عمار بن ياسر بالمدينة ، ونفى أبا ذر الغفاري، وأشخص عامر بن عبد القيس التميمي، وعمر بن الأشتر النخعي، وعدي بن حاتم الطائي، وسير عمر بن زرارة إلى الشام، ونفى كميل بن زياد إلى العراق، وجفا أبي بن كعب وعادى محمد بن حذيفة، وناواه وعمل في ابن سالم ما عمل، وفعل مع كعب ما فعل...).
    (وأتبعه في سيرته ـ أي سيرة عثمان ـ بنو أمية يقتلون من حاربهم، ويغدرون بمن سالمهم، لا يحفلون لمهاجرين، ولا يصونون الأنصاريين، ولا يخافون الله، ولا يحتشمون الناس، قد اتخذوا عباد الله خولا، ومال الله دولا، يهدمون الكعبة، ويستعبدن الصحابة، ويعطلون الصلاة الموقوتة، ويخنقون أعناق الأحرار، ويسيرون في حرم المسلمين سيرتهم في حرم الكفار، وإذا فسق الأموي فلم يأت بالصلاة عن كلالة....).
    (قتل معاوية حجر بن عدي الكندي، وعمرو بن الحمق الخزاعي بعد الإيمان المؤكدة، والمواثيق المغلطة، وقتل زيد بن سمية الألوف من شيعة الكوفة وشيعة البصرة صبرا، وأوسعهم حبسا وأسرا، حتى قبض الله معاوية على أسوأ أعماله، وختم عمره بشر أحواله، فاتبعه ابنه يجهز على جرحاه، ويقتل أبناء قتلاه، إلى أن قتل هانئ بن عروة المرادي، ومسلم بن عقيل الهاشمي، وعقب بالحارث ابن زياد الرياحي، وبأبي موسى عمرو بن فرطة الأنصاري، وحبيب ابن مظاهر الأسدي، وسعيد بن عبد الله الحنفي، ونافع بن هلال الجملي، وحنظلة بن أسعد الشامي، وعابس بن أبي حبيب الشاكري في نفيف وسبعين من جماعة شيعة الحسين (عليه السلام) يوم كربلاء.
    ثم سلط عليهم الدعي ابن الدعي عبيد الله بن زياد يصلبهم على جذوع النخل، ويقتلهم ألوان التل حتى اجتث الله دابره، ثقيل الظهر بدمائهم التي سفك، عظيم التبعة بجريمهم الذي انتهك.. فانتبهت لنصرة أهل البيت طائفة أراد الله أن يخرجهم من عهدة ما صنعوا ويغسل عنهم وضر ما اجترحوا فصمدوا ضد الفئة الباغية، وطلبوا بدم الشهيد الدعي ابن الدعي، لا يزيدهم قلة عددهم وانقطاع مددهم، وكثرة سواد أهل الكوفة بإزائهم إلا إقداما على القتل والقتال، وسخاء بالنفوس والأموال حتى قتل سليمان بن صرد الخزاعي والمسيب بن نحبة الفزاري وعبيد الله بن وال التميمي في رجال من خيار المؤمنين وعلية التابعين، ومصابيح الأنام، وفرسان الإسلام...).
    (ثم سلط ابن الزبير على الحجاز والعراق فقتل المختار بعد أن شفى الأوتار، وأدرك الثأر، وأفنى الأشرار، وطلب بدم المظلوم الغريب فقتل قاتله، ونفى خاذله وأتبعوه أبا عمر بن كيسان وأحمر بن شميط ورفاعة بن يؤيده والسائب بن مالك، وعبد الله بن كامل، وتلقطوا بقايا الشيعة يمثلون بهم كل مثلة، ويقتلونهم شر قتلة، حتى طهر الله البلاد من عبد الله بن الزبير وأراح العباد من أخيه مصعب فقتلهما عبد الملك بن مروان (وكذلك نولي بعض الظالمين بعضا بما كانوا يكسبون) بعد ما حبس ابن الزبير محمد بن الحنفية، وأراد إحراقه ونفى عبد الله بن عباس....).
    ويتحدث الخوارزمي عما عانته الشيعة في أيام الطاغية عبد الملك فيقول:
    فلما خلت البلاد لآل مروان سلطوا الحجاج على الحجازيين ثم على العراقيين، فتلعب بالهاشميين وأخاف الفاطميين، وقتل شيعة علي ومحا أثار بيت النبوة، وجرى منه ما جرى على كميل بن زياد النخعي واتصل البلاء مدة ملك المروانية إلى الأيام العباسية، حتى إذا أراد الله أن يختم مدتهم بأكثر آثامهم، ويجعل أعظم ذنوبهم في آخر أيامهم بعث على بقية الحق المهمل، والدين المعطل زيد بن علي فخذله منافقو أهل العراق, وقتله أحزاب أهل الشام وقتل من شيعته نصر بن خزيمة الأسدي، ومعاوية بن إسحاق الأنصاري وجماعة ممن شايعه وتابعه، وحتى من زوجه وأدناه وحتى من كلمه وماشاه....).
    ويعرض الخوارزمي إلى بض مآسي العلويين وشيعتهم فيقول:

    ويستمر الخوارزمي في رسالته فيقول:
    (اعلموا رحمكم الله أن بني أمية الشجرة الملعونة في القرآن، وأتباع الطاغوت والشيطان جهدوا في دفن محاسن الوصي، واستأجروا من يكذب على النبي ويضع الأحاديث وحولوا الجوار إلى بيت المقدس عن المدينة.
    وبذلوا في طمس هذا الأمر الأموال، وقلدوا عليه الأعمال، واصطنعوا فيه الرجال فما قدروا على دفن حديث من أحاديث رسول الله، ولا على تحريف آية من كتاب الله، ولا على دس أحد من أعداء الله في أولياء الله ولقد كان ينادي على رؤوسهم بفضائل العترة، ويبك بعضهم بعضا بالدليل والحجة.
    والحق عزيز وإن أستذل أهله، والباطل ذليل، وإن وضع بالشبهة، وقبيح وإن غطى وجهه بكل مليح، قال عبد الرحمن بن الحكم وهو من أنفس بني أمية:
    سمية أمسى نسلها عدد الحصى وبنت رسول الله ليس لها نسل
    وقال غيره:
    لعن الله مــــن يســــــب عليــــا وحسينـــا مـــن سوقــة وإمام
    وقال أبو دهبل الجحمي في سمة سلطان بني أمية وولدية آل بني سفيان:
    تبيـــت السكـــارى من أمية نوما وبالطــف قتلـى ما ينام حميمها
    وقال سليمان بن قتة:
    وإن قتيـــل الطـــف من آل هاشم أذل رقــاب المسلميــن فذلـــت
    وقال الكميت وهو جار خالد بن عبد الله القسري:
    فقــــل لبنـــي أميـــة حيـــث حلوا وإن خفـــت المهنــد والقطيعــا
    أجــــاع الله مــــــن أشبعتمـــــوه وأشبـــع مـــن بجوركـــم أجيعا

    (ولقد كانت في بين أميه مخازي ومعائب.. كان معاوية قاتل الصحابة والتابعين، وأمه آكلة أكباد الشهداء الطاهرين، وابنه يزيد القرود ومربي الفهود، وهادم الكعبة، وناهب المدينة، وقاتل العترة، وصاحب يوم الحرة، وكان مروان الوزغ ابن الوزع قد لعن النبي (صلى الله عليه وآله) أباه، وهو في صلبه فلحقته لعنة الله، وكان عبد الملك صاحب الخطيئة التي طبقت الأرض، وهي توليته الحجاج بن يوسف الثقفي فاتك العباد وقاتل العباد، ومبيد الأوتاد، ومخرب البلاد، وخبيث أمة محمد (صلى الله عليه وآله) الذي جاءت به النذر وورد في الأثر.
    وكان الوليد جبار بني أمية قد ولى الحجاج على المشرق وقرة بن شريك على المغرب، وكان سليمان صاحب البطن الذي قتلته بطنته، ومات بشما(8)، وكان يزيد صاحب سلامة، وحبابة الذي نسخ الجهاد بالخمر، وقصر أيام خلافته على العود والزمر، وأول سعر المغنيات، وأعلن بالفاحشات. وماذا أقول: فمن أغدق فيه مروان من جانب، ويزيد بن معاوية في جانب، فهما ملعونان وعريقان في الكفر.
    وكان هشام قاتل زيد بن علي مولى يوسف بن عمر الثقفي، وكان الوليد بن يزيد خليع بني مروان الكافر بالرحمن الممزق بالسهام القرآن وأول من قال الشعر في الإيمان، وجاهر بالفسق والعصيان).
    حكى هذا المقطع ما أثر عن ملوك بني أمية من الموبقات والجرائم لتي سودوا بها وجه التأريخ.... ثم عرض بعد ذلك إلى ملوك بني العباس، وختم بهم رسالته قائلا:
    (وهذه المثالب مع عظمها وكثرتها، ومع قبحها وشناعتها صغيرة وقليلة في جنب مثالب بني العباس الذين بنوا مدينة الجبارين وغرقوا في الملاهي والمعاصي أموال المسلمين، أهؤلاء أرشدكم الله الدائمين المهديين الراشدين الذين قضوا بالحق وبه يعدلون، بذلك يقف خطيب جمعتهم، وبذلك تقوم صلاة جماعتهم)(9).
    وأعرب الخوارزمي بهذه الكلمات عن بعض مثالب بني العباس الذين هم شر من بني أمية، فقد أنفقوا أموال المسلمين على شهواتهم ولياليهم الحمراء في حين كانت الأكثرية الساحقة من الشعوب الإسلامية ينهشها الجوع والحرمان، ومن المؤسف أن وعاظ السلاطين وبعض المؤرخين قد أضفوا عليهم النعوت الحسنة والألقاب الكريمة وهم في الواقع لا نصيب لهم من أي صفة كريمة أو نزعة شريفة.
    وبهذا ينتهي بنا المطاف عن رسالة الخوارزمي التي عرضت بصورة مفصلة ما عاناه السادة العلويون وشيعتهم من المآسي المفزعة والكوارث المدمرة من حكام الأمويين والعباسيين.

    وفي الإحتجاج:2/17: (ونادى منادي معاوية (في الحج): أن قد برئت الذمة ممن يروي حديثاً من مناقب علي وفضل أهل بيته^ ! وكان أشد الناس بلية أهل الكوفة لكثرة من بها من الشيعة ، فاستعمل زياد ابن أبيه وضم إليه العراقين الكوفة والبصرة ، فجعل يتتبع الشيعة وهو بهم عارف ، يقتلهم تحت كل حجر ومدر ، وأخافهم وقطع الأيدي والأرجل ، وصلبهم في جذوع النخل ، وسَمَلَ أعينهم ، وطرَّدهم وشرَّدهم ، حتى نفوا عن العراق فلم يبق بها أحد معروف مشهور ، فهم بين مقتول أو مصلوب أو محبوس ، أو طريد أو شريد !
    وفي الإحتجاج:2/17: ( وكتب معاوية إلى جميع عماله في جميع الأمصار: أن لا تجيزوا لأحد من شيعة علي وأهل بيته شهادة ، وانظروا قبلكم من شيعة عثمان ومحبيه ومحبي أهل بيته وأهل ولايته ، والذين يروون فضله ومناقبه ، فأدنوا مجالسهم وقربوهم وأكرموهم ، واكتبوا بمن يروي من مناقبه واسم أبيه وقبيلته .
    ففعلوا حتى كثرت الرواية في عثمان ، وافتعلوها لما كان يبعث إليهم من الصلات والخلع والقطايع ، من العرب والموالي ، وكثر ذلك في كل مصر ، وتنافسوا في الأموال والدنيا ، فليس أحد يجئ من مصر من الأمصار فيروي في عثمان منقبة أو فضيلة إلا كتب إسمه وأجيز). انتهى .

    وفي شرح النهج:11/43: (وقد روي أن أبا جعفر محمد بن علي الباقر( عليه السلام )قال لبعض أصحابه: يا فلان ما لقينا من ظلم قريش إيانا وتظاهرهم علينا؟! وما لقي شيعتنا ومحبونا من الناس ؟! إن رسول الله صلى الله عليه وآله قُبض وقد أخبر أنا أولى الناس بالناس ، فتمالأت علينا قريش حتى أخرجت الأمر عن معدنه ، واحتجت على الأنصار بحقنا وحجتنا ن ثم تداولتها قريش واحد بعد واحد ، حتى رجعت إلينا فنكثت بيعتنا ونصبت الحرب لنا ، ولم يزل صاحب الأمر في صعود كئود حتى قتل ، فبويع الحسن ابنه وعوهد ، ثم غدر به وأسلم ووثب عليه أهل العراق حتى طعن بخنجر في جنبه ، ونهبت عسكره وعولجت خلاليل أمهات أولاده ! فوادع معاوية وحقن دمه ودماء أهل بيته وهم قليل حق قليل ، ثم بايع الحسين عليه السلام من أهل العراق عشرون ألفاً ثم غدروا به وخرجوا عليه وبيعته في أعناقهم وقتلوه ! ثم لم نزل أهل البيت نُستذل ونُستضام ، ونُقصى ونُمتهن ، ونُحرم ونُقتل ونُخاف ! ولا نأمن على دمائنا ودماء أوليائنا !
    ووجد الكاذبون الجاحدون لكذبهم وجحودهم موضعاً يتقربون به إلى أوليائهم ، وقضاة السوء وعمال السوء في كل بلدة ، فحدثوهم بالأحاديث الموضوعة المكذوبة ، ورووا عنا ما لم نقله وما لم نفعله ، ليبغضونا إلى الناس !
    وكان عظم ذلك وكبره زمن معاوية بعد موت الحسن عليه السلام فقتلت شيعتنا بكل بلدة ، وقطعت الأيدي والأرجل على الظنة ، وكان من يذكر بحبنا والإنقطاع إلينا ، سجن أو نهب ماله أو هدمت داره !
    ثم لم يزل البلاء يشتد ويزداد إلى زمان عبيد الله بن زياد قاتل الحسين عليه السلام !
    ثم جاء الحجاج فقتلهم كل قتلة ، وأخذهم بكل ظنة وتهمة ، حتى إن الرجل ليقال له زنديق أو كافر ، أحب إليه من أن يقال شيعة علي عليه السلام ، وحتى صار الرجل الذي يذكر بالخير ولعله يكون ورعاً صدوقاً ، يحدث بأحاديث عظيمة عجيبة من تفضيل بعض من قد سلف من الولاة ، ولم يخلق الله تعالى شيئاً منها ، ولا كانت ولا وقعت ! وهو يحسب أنها حق ، لكثرة من قد رواها ، ممن لم يعرف بكذب ولا بقلة ورع). انتهى .



    ================================================== ================
    المــــــــــــراجع 1- شرح ابن أبي الحديد 3/15.
    2- ميزان الاعتدال 4/160.
    3- تأريخ بغداد 12/351.
    4- تأريخ بغداد 6/127.
    5- تهذيب لتهذيب 7/319.
    6- الدرر الكامنة 2/43.
    7- احتز رأس الشهيد الخالد زيد بعدما أخرج من قبره وصلب.
    8- البشم: التخمة في الطعام
    9- هذه الرسالة من كتاب حياة الإمام المهدي


  • #2
    من رسالة الخــوارزمي لأهالي نيسابور
    وحكى التاريخ المآسي والنكبات والإجرام الذى جرى على الشيعة في عهد العباسيين فقد أسرفوا إلى حد بعيد في ظلمهم وقتلهم , وهناك قائمة بأسماء العلويين الشيعة الذين نفذ فيهم حكم الإعدام المجرم أبو مسلم الخراساني الذي انتقم الله منه على يد المنصور الدوانيقي الذي أخلص له ، وأراق أنهارا من الدماء في سبيل توطيد الملك له ولأخيه السفاح.
    وعرض الخوارزمي إلى ما اقترفه موسى الهادي وهارون من القتل والتنكيل بالعلويين وشيعتهم، ويستمر الخوارزمي في ذكر المآسي التي حلت بالعلويين وشيعتهم يقول:
    (فأما في الصدر الأول فقد قتل زيد بن صوحان العبدي وعوقب عثمان بن حنيف الأنصاري، وخفي حارثة بن خدامة السعدي وجندب بن زهير الأزدي وشرع بن هاني المرادي، ومالك بن كعب الأرحبي، ومعقل بن قيس الرياحي، والحارث الأعور الهمداني، وأبو الطفيل الكناني، وما فيهم إلا من خر على وجهه قتيلا أو عاش في بيته ذليلا، يسمع شتمة الوصي فلا ينكر، ويرى قتلة الأوصياء وأولادهم فلا يغير، ولا يخفى عليكم حرج عامتهم وحيرتهم كجابر الجعفي، ورشيد الهجري وزرارة بن أعين، وكفلان وأبي فلان، ليس إلا أنهم رحمهم الله كانوا يتولون أولياء الله، ويتبرؤون من أعدائه، وكفى به جرما عظيما عندهم وعيبا كبيرا.....).
    وحكت هذه الكلمات ما جرى على أعلام الشيعة من صنوف القتل والاضطهاد أيام الحكم الأموي، وعدد الخوارزمي بعد ذلك إلى ما عانوه أيام الحكم العباسي من الاضطهاد فيقول :
    (وقل في بني العباس فإنك ستجد ـ بحمد الله ـ مثالا، وجل في عجائبهم فإنك ترى ما شئت مجالا.... يجئ فيئهم فيغرق على الديلمي والتركي، ويحمل إلى المغربي والفرغاني، ويموت إمام من أئمة الهدى، وسيد من سادات بني المصطفى، فلا تتبع جنازته ولا تجصص مقبرته، ويموت ضراط لهم أو لاعب، أو مسخرة أو ضارب، فتحضر جنازته العدول والقضاة، ويعمر مسجد التعزية عنه القواد والولاة، ويسلم فيهم من يعرفونه دهريا أو سوفسطائيا، ولا يتحرضون لمن يدرس كتابا مانويا ويقتلون من عرفوه شيعيا ويسفكون دم من سمى ابنه عليا، ولو لم يقتل من شيعة أهل البيت غير المعلى بن خنيس، قتيل داوود بن علي، ولم لم يحبس فيهم غير أبي تراب المروزي لكان ذلك جرما لا يبرأ، وثائرة لا تطفأ، وصدعا لا يلتئم، وجرحا لا يلتحم.
    وكفاهم أن شعراء قريش، قالوا في الجاهلية: أشعارا يهجون فيها أمير المؤمنين ويعارضون فيها أشعار المسلمين، فحملت أشعارهم، ودونت أخبارهم، ورواها الرواة أمثال الواقدي، ووهب بن منبه التميمي ومثل الكلبي والشرقي بن القطامي، والهيثم بن عدي وداب بن الكناني.

    قطع ألسنة الشعراء من الشيعة
    وأن بعض شعراء الشيعة يتكلم في ذكر مناقب الوصي بل في ذكر معجزات النبي فقطع لسانه ويمزق ديوانه ما فعل بعبد الله بن عمار البرقي وكما أريد بالكميت بن زيد الأسدي، وما نبش قبر منصور بن الزبرقان النمري، وكما دمر دعبل بن علي الخزاعي، إما مع رفقتهم من مروان بن أبي حفصة اليمامي، وعلي بن الجهم الشامي، فقد وسعوا عليهم ليس إلا لغلوهما في النصب، حتى أن هارون بن الخيزران، وجعفر المتوكل على الشيطان ـ لا على الرحمن ـ كانا لا يعطيان مالا، ولا يبذلان نوالا لا لمن شتم آل أبي طالب، ونصر مذهب النواصب مثل عبد الله بن مصعب الزبيري، ووهب بن وهب البختري، ومن الشعراء مثل مروان بن أبي حفصة الأموي، ومن الأدباء مثل عبد الملك بن قريب الأصمعي، فأما في أيام جعفر فمثل بكاء بن عبد الله الزبيري، وأبي السمط بن أبي الجون الأموي، وابن أبي الشوارب العيشمي...).
    تعرض الخوارزمي إلى المحن الشاقة والعسيرة التي واجهتها الشيعة أيام الحكم العباسي
    (ونحن أرشدكم الله قد تمسكنا بالعروة الوثقى ـ يعني أهل البيت ـ وآثرنا الدين على الدنيا، وليس يزيدنا بصيرة زيادة من زاد فينا، ولن يحل لنا عقدة نقصان من نقص منا، فإن الإسلام بدأ غريبا، وسيعود كما بدا.
    كملة من الله، ووصية من رسول الله يورثها من يشاء من عباده، والعاقبة للمتقين، ومع اليوم غد، وبعد السبت أحد، قال عمار بن ياسر يوم صفين: لو ضربونا حتى نبلغ سعفات هجر لعلمنا أنّا على الحق، وأنهم على الباطل، ولقد هزم رسول الله ثم هزم، وتأخر الإسلام ثم تقدم (ألم* أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون)() ولولا محنة المؤمنين وقلتهم، ودولة الكافرين وكثرتهم لما امتلأت جهنم حين تقول: (هل من مزيد) ولما قال الله تعالى: (ولكن أكثرهم لا يعلمون) ولما تبين الجزوع من الصبور، ولا عرف الجزوع من الشكور، ولما استحق المطيع الأجر، ولا احتقب العاصي الوزر... فإن إصابتنا نكبة فذلك ما قد تعودناه، وإن رجعت لنا دولة فذلك ما قد انتظرناه وعندنا بحمد الله تعالى لكل حالة آلة.... فعند المحن الصبر، وعند النعم الشكر، ولقد شتم أمير المؤمنين على المنابر ألف شهر فما شككنا في وصيته وكذب محمد بضع عشرة سنة فما اتهمناه في نبوته....).


    الشيــــــــــــــــة والالتجــاء إلى التقيــــــــة :
    وأخيراً إاتجأ الشيعة إلى التقية فقد شرع أئمة الهدى (عليهم السلام) التقية، وألزموا بها شيعتهم

    أما تعريف التقية فهي
    كتما الحق وستر الاعتقاد ومكاتمة المخالفين، وترك مظاهرتهم بما يعقب ضررا في الدين أو الدنيا
    وألزموا أئمة الشيعة التقية على شيعتهم حفظا على دمائهم التي استحلها أولئك المجرمون من برابرة الشر الذين خلقوا للجريمة والإساءة إلى الناس ، ولولا التقية لما بقي للشيعة اسم ولا رسم نظرا لأجرام أهل الذي لا قوه في تلك العصور السوداء .
    لقد شدد الأئمة الطاهرون على شيعتهم بكتمان إيمانهم وإخفاء عقيدتهم حفظا لدمائهم وإبقاءا على وجودهم ، وكان ممن ألزم من الأئمة بالتقية الإمام أبو جعفر الباقر فقد أعلن أمام شيعته

    (التقية ديني ودين آبائي، ولا إيمان لمن لا تقية له....).
    يقول الشيخ الطوسي: ( ولم تلق فرقة ولا بلي مذهب بما بليت به الشيعة من التتبع والقصد وظهور كلمة أهل الخلاف، حتى لا نكاد نعرف زمانا ـ تقدم ـ سلمت فيه الشيعة من الخوف ولزوم التقية، ولا حالا عريت فيه من قصد السلطان وعصبته وميله وانحرافه....).
    والتجاء الشيعة إلى التقية والتزامهم في تلك العصور بإخفاء عقائدهم فحفظوا أرواحهم وعقائدهم من خصومهم الممسوخين الذين لا يخافون الله ،

    وخصوم الشيعة ينتقدون التزامهم بهذه فى الظاهر ، ويقولون أن هذه التقية غير متفق مع الأصول الشرعية التي ألزمت بالتقية عند خوف الضرر .
    .


    ================================================== ==================

    تعليق


    • #3
      اعتقد إن الديكتاتورية هي شعور داخلي يولد لدى الشخص عندما يريد أن تكون كل خيوط جميع القضايا بيده، والسيطرة وضبط جميع الأمور مهم كما يحدث في بيت الأسرة والمدرسة، وان الديكتاتورية في البلدان العربية مفهومة ومقبولة لأنهم لا يعرفون معنى أن تكون حرا .
      و إليكم بعض الجرائم التي قادها ديكتاتور العصر المقبور ( صدام حسين ) ضد أبناء شعبه :
      جرائمه ضد شيعة العراق

      تعتبر الشيعة من أهم مكونات العراق حيث تبلغ نسبتهم حوالي أكثر من 65 % , فقد نالوا نصيبهم الكافي من الظلم على يد الطاغية :
      1. إصدار أوامر بقتل عشرات الآلاف من السجناء الشيعة المعارضين لسياسته و عرفت تلك العمليات ب " تطهير السجون " .
      2. ملاحقة المعارضين الشيعة داخل العراق و خارجة .
      3. الاعتداء الجنسي على العراقيين بعد بتر أعضائهم التناسلية .
      4. إعدام المفكر و المرجع الشيعي الشهيد محمد باقر الصدر, حيث قام بإعدامه شخصياً
      5. إصدار الأوامر بتعذيب وقتل الشهيدة بنت الهدى شقيقة الشهيد السيد محمّد باقر الصدر في سجون النظام .
      6. اغتيال العشرات من علماء الدين الشيعة من رجال الحوزة العلمية في النجف الأشرف، منهم من قتل داخل العراق ومنهم من اغتيل في الخارج.
      7. قمع انتفاضة الشيعة (1991) بطريقة دموية , و إرتكب مجازر بشرية جماعية ضد الشيعة وقد قام باحتجاز الشابات و الأطفال كرهائن للقضاء على الفارين من ظلمه .
      8. قصف المدن الشيعية بالطائرات مثل كربلاء المقدسة و النجف الأشرف , كما قصف أعداد كبيرة من مساجدهم و مزاراتهم ......إلخ .
      9. إصدار الأوامر بهدم مدينة الدجيل بالطائرات , مما أدى إلى إستشهاد 48 شخصاً .
      10. استعمال الأسلحة الكيماوية المحرمة ضد المدنيين العراقيين في أهوار الجنوب ومن بينها غاز الأعصاب
      11. جريمة الإبادة ضد مدينة جيزان الچول
      12. سحب الشهادات الجامعية والتعليمية من الأكاديميين العراقيين الذين يمتنعون عن تلبية مطالب النظام السياسية.
      13. إجبار الملايين من الشيعة على الانتماء لحزب البعث الحاكم تحت طائلة التهديد .
      جرائمه ضد الأقليات العراقية
      إن النظام البعثي الشوفيني لا تعترف بوجود أحد غير العرب و الكورد فقط في العراق. وأما التركمان والكلدان والآشوريين والأرمن والأيزيديين والصائبة والشبك وغيرهم من الأقليات الصغيرة الأخرى فلا حياة لهم بدون إنكار قوميتهم الحقيقية والانتماء إلى أحد القوميتين المختارتين فأما أن يكونوا عرب ويكونون مواطنين من الدرجة الأولى وينالون جميع حقوق المواطنة من الدرجة الأولى وبدون أن ينطقوا بلغتهم الأم أو ينتمون إلى القومية الكردية ويكونوا مواطنين من الدرجة الثانية وينعمون ما ينعم به الشعب الكردي من ظلم وعدوان ومجازر جماعية وإعدامات وترحيل وتهجير من بيوتهم وقراهم .
      فمن بين الجرائم التي أرتكبها البعث بحق الأقليات الدينية و القومية ما يلي :
      1. عام 1980 م أقدم النظام العفلقي على إعدام أربعة من كبار قادة التركمان وهم ( عبد الله عبد الرحمن و الدكتور نجدت قوجاك و الدكتور رضا دي مرجي و عادل شريف ) بتهمة نضالهم من أجل نيل حقوقهم المشروعة
      2. و تهجير بعض العائلات التركمانية إلى جنوب العراق أي في المناطق الصحراوية .
      3. فرض اللغة العربية عليهم جبراً .
      4. أما بخصوص الصابئة و الكلد و آشوريين , فمنعهم من ممارسة طقوسهم بحرية

      تعليق


      • #4
        جرائم معاوية

        لم يكن معاوية يتحلى بشئ من خلق الإسلام أو يتأدب بأدبه كما لم ينهل شيئا من العلم كذلك كان حال من تحالف معه وكان من جنده . . وكانت رايته راية دنيا وهوى ولم يكن للدين فيها أدنى نصيب . .

        من هنا فإنه يمكن القول أن معاوية ربما يكون أول من ابتدع قاعدة الغاية تبرر الوسيلة وعلى أساسها حطم القيم والمبادئ وانتهك الحرمات وأراق الدماء ونقض العهود وغدر بالمسلمين وبدل أحكام الدين . .

        ولقد استعان معاوية بشرار الخلق من أجل تصفية المعارضين والقضاء على شيعة الإمام علي ومحو ذكره . . وعلى رأس الذين استعان بهم معاوية في تصفية المسلمين الملتزمين بالإسلام النبوي من أنصار الإمام بسر بن أرطأة .

        تلك الشخصية الدموية التي لم ترحم شيخا ولا امرأة ولا طفلا وارتكبت من الفظائع والمنكرات ما تقشعر له الأبدان . .

        تروي كتب التاريخ أن معاوية أرسل بسر بن أبي أرطأة ليستخلص الحجاز واليمن من الإمام علي . ولما دخل المدينة صعد منبرها وقال : أين شيخي الذي عهدته هنا بالأمس ( يعني عثمان ) ثم قال يا أهل المدينة عليكم ببيعة معاوية وأرسل إلى بني
        سلمة فقال ما لكم عندي أمان ولا مبايعة حتى تأتوني بجابر بن عبد الله وكان من شيعة الإمام ثم قام بهدم دورا بالمدينة . وانطلق إلى مكة ففر منه أبو موسى الأشعري فقيل ذلك لبسر . فقال ما كنت لأقتله وقد خلع عليا . وأتى إلى اليمن فقتل
        عاملها وابنه ثم قتل ابنان صغيران لعبيد الله بن عباس
        - ص 132 -
        الذي كان قد فر من وجهه إلى الكوفة . وقد صاحت في وجه بسر امرأة من بني كنانة قائلة في غضب : يا هذا قتلت الرجال فعلام تقتل هذين والله ما كانوا يقتلون في الجاهلية والإسلام . والله يا ابن أبي أرطأة إن سلطانا لا يقوم إلا بقتل الصبي الصغير والشيخ . الكبير ونزع الرحمة وعقوق الأرحام لسلطان سوء . . ( 28 )

        ولم تقف جرائم بسر عند هذا الحد بل تجاوزه . . إلى ارتكاب جريمة لم يسبقه إليها أحد في تاريخ الإسلام وهي سبي نساء المسلمين . .

        يروي ابن عبد البر : أغار بسر بن أرطأة على همدان . وكانت في يد علي - وسبى نساءهم فكن أول مسلمات سبين في الإسلام . وقتل أحياء من بني سعد . . ( 29 )

        ويروى أن بسر بن أرطأة كان من الأبطال الطغاة وبارز عليا يوم صفين فطعنه علي فصرعه فانكشف له - أي كشف عورته له - فكف عنه كما عرض له مع عمرو بن العاص . . ( 30 )

        ويروى بخصوص بسر وعمرو : إنما كان انصراف علي عنهما وعن أمثالها من مصروع أو منهزم لأنه كان لا يرى في قتلا الباغين عليه من المسلمين أن يتبع مدبر ولا يجهز على جريح ولا يقتل أسير وتلك كانت سيرته في حروبه في الإسلام ( 31 )
        وبسر هذا الذي ارتكب هذه الفظائع من أجل معاوية يعده القوم من الصحابة لأنه ولد في حياة الرسول ورآه وعلى هذا يدخل بسر في دائرة العدالة حسب قاعدة عدالة الصحابة وبالتالي تتحول جرائمه إلى اجتهادات فعلها متأولا ويثاب عليها .

        وجميع من تحالف مع معاوية هو من نموذج ابن أرطأة من الصحابة المختلقين الذين تحص بهم معاوية وجاء أهل السنة فأضفوا عليهم المشروعية . .
        * هامش *
        ( 28 ) أنظر الإستيعاب ترجمة بسر بن أرطأة وكذلك الإصابة وأسد الغابة . والمراجع السابقة . .
        ( 29 )
        أنظر الإستيعاب . .
        ( 30 )
        المرجع السابق . .
        ( 31 )
        المرجع السابق ( * )
        - ص 133 -
        ومن هنا فقد روى بسر عدة أحاديث في كتب السنن على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم ففي سنن أبي داود روى قول الرسول صلى الله عليه وسلم : لا تقطع الأيدي - للسارق - في السفر .

        وعند ابن حبان روى عن الرسول قوله اللهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلها . وقال فيه ابن حبان : كان يلي لمعاوية الأعمال وكان إذا دعا ربما استجيب له وله أخبار شهيرة في الفتن لا ينبغي التشاغل بها . . ( 32 )

        وكان معاوية أول من ابتدأ بقطع الرؤوس في الإسلام . وكان قد قطع رأس عمار بن ياسر ورأس عمرو بن الحمق وهو أحد الذين قادوا الثورة ضد عثمان . كذلك فعل مع محمد بن أبي بكر في مصر حين دخلها عمرو بن العاص ووضعوا جثته في حمار ميت وأحرقوها . وقد أصبحت سنة قطع الرؤوس التي سنها معاوية من السنن التي التزم بها الحكام من بعده . .( 33 )

        ومن جرائم معاوية أمره بسب الإمام علي ولعنه على المنابر ومثل هذه الجريمة لا تعد موقفا شخصيا عدائيا من الإمام إنما هي تعبر عن عدائية معاوية للإسلام النبوي الذي يمثله وخوفه من أن تتسرب مفاهيم هذا الإسلام للمسلمين فيكتشفوا زيفه وضلاله .

        ولقد تصدى شيعة الإمام لهذه الحملة الإعلامية الشيطانية التي قادها معاوية ضد الإمام علي بعد مصرعه ومصرع الحسن وسيطرته على الحكم . . وعلى رأس الذين تصدوا لحملة معاوية هذه الصحابي الجليل حجر بن عدي وعدد من أنصار الإمام في ولاية زياد بن أبيه بالعراق .

        فكان أن قبض عليه زياد وعدد من رفاقه وأرسلهم إلى معاوية في الشام بكتاب يحرضه فيه عليهم متهما حجرا وأصحابه بالدفاع عن علي والبراءة من عدوه وأهل حربه . وقد طلب من حجر وأصحابه البراءة من علي ولعنه فأبوا .
        * هامش *
        ( 32 ) أنظر الإصابة ج1 . ترجمة بسر بن أرطاة . . وتأمل تعريف الصحابي في مقدمة الإصابة . .
        ( 33 )
        أنظر كتب التاريخ والتراجم . ( * )
        - ص 134 -
        وقال حجر : لا أقول ما يسخط الرب . فأمر معاوية بقتله وعدد من أصحابه في مرج عذراء عام 51 ه‍ . . ( 34 )

        ومن جرائم معاوية تآمره على قتل الإمام الحسن بالسم وتوليه ولده يزيد خليفة له فكان أن شرع للملكية في الإسلام لتذوق الأمة على يد ولده وملوك بني مروان من بعده ألوان العذاب والظلم والاستبداد . .

        يقول الحسن البصري : أربع خصال كن في معاوية لو لم تكن فيه إلا واحدة لكانت موبقة . انتزاؤه على هذه الأمة بالسيف حتى أخذ الأمر من غير مشورة وفيهم بقايا الصحابة وذوو الفضيلة . واستخلافه بعده ابنه سكيرا خميرا يلبس الحرير ويضرب
        الطنابير . وادعاؤه زيادا وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الولد للفراش وللعاهر الحجر . وقتله حجرا وأصحاب حجر فيا ويلا له من حجر ويا ويلا له من حجر وأصحاب حجر . . ( 35 )

        وعلى يد يزيد بن معاوية وقعت جريمتان بشعتان : الأولى قتل الحسين وأهل بيته في كربلاء . والثانية استحلاله مدينة رسول الله وذبح أهلها وهتك أعراض نساءها . .

        تروي كتب التاريخ أن أهل المدينة عصوا يزيد وشقوا عصا الطاعة بعد مصرع الحسين فكان أن سير إليهم جيشا استباح المدينة ثلاثة أيام وقتل آلاف الأنفس من الأشراف وغيرهم وهتك أعراض النساء حتى قيل أنه حبلت ألف امرأة في تلك الأيام من غير زواج . . ( 36 )

        وعلى الرغم من هاتين الجريمتين بالإضافة إلى منكرات يزيد الأخرى فإن فقهاء
        * هامش *
        ( 34 ) أنظر الطبري ج4 / 190 وما بعدها . وانظر الإصابة ج1 / 333 حرف الحاء القسم الأول والإستيعاب بهامشه ج1 / 381 / 382 .
        ( 35 ) أنظر الكامل ج3 / 242 . والبداية والنهاية ج8 / 130 . .
        ( 36 )
        أنظر الطبري ج4 / 372 وما بعدها . والكامل ج3 / 310 وما بعدها . والبداية والنهاية ج8 / 372 وما بعدها ( * )
        - ص 135 -
        القوم قد انقسموا على أنفسهم تجاهه . فمنهم من أجاز لعنه وهم قلة . بينما توقف أكثرهم فيه بحجة أن ذلك سوف يفتح الباب للعن والده أو غيره من الصحابة . . ( 37 )

        يقول الحسن البصري عن أهل الشام : قبحهم الله وبرحهم أليس هم الذين أحلوا حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يقتلون أهله ثلاثا قد أباحوها لأنباطهم وأقباطهم يحملون الحرائر ذوات الدين لا ينتهون عن انتهاك حرمة ثم خرجوا إلى بيت الله الحرام فهدموا الكعبة وأوقدوا النيران بين حجارها وأستارها عليهم لعنة الله وسوء الدار . . ( 38 )

        ويلاحظ أن الحسن البصري يلعن أهل الشام بالعموم دون تحديد وهو بهذا يسير على نهج القوم من عدم جواز لعن المعين . كما أن هذا الموقف كان في العصر العباسي .

        أما ابن تيمية فقد دافع من يزيد ونفى عنه كل الشبهات بقوله : كان من شبان المسلمين ولا كان كافرا ولا زنديقا وتولى بعد أبيه على كراهة من بعض المسلمين ورضا من بعضهم . وكان فيه شجاعة وكرم ولم يكن مظهرا للفواحش كما يحكي عنه خصومه وهو لم يأمر بقتل الحسين ولا أظهر الفرح بقتله . . لكن أمر بمنع الحسين وبدفعه عن الأمر ولو كان بقتاله . . ( 39 )
        * هامش *

        ( 37 ) أنظر البداية والنهاية ج8 / 223. واستدل أحمد على جواز لعن يزيد بقوله تعالى : فهل عسيتم أن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم أولئك الذين لعنهم الله سورة محمد . . ثم قال : وأي فساد وقطع رحم أكبر مما ارتكب بزيد . .
        ( 38 ) أنظر الكامل ج4 / 170 .
        ( 39 ) فتاوى ابن تيمية ج3 / 410. وما بعدها . . وابن تيمية معذور في موقفه هذا إذ أن كبير فقهاء الصحابة في نظر أهل السنة عبد الله بن عمر قد بايع يزيد وهدد أهل المدينة الذين خلعوا يزيد بقوله إني لا أعلم عذرا أعظم من أن يبايع رجل - يزيد - على بيع الله ورسوله
        ثم ينصب له القتال وإني لا أعلم أحدا منكم خلعه - أي يزيد - إلا كان الفيصل بين وبينه . ولما جاء جيش يزيد واقتحم المدينة وفعل بها ما فعل بعد مصرع الحسين أمن ابن عمر وحزبه ولم يمسهم بسوء . وما حدث لأهل المدينة على يد جنود يزيد لا يعد جريمة ولا فاحشة في
        نظر ابن تيمية . أنظر البخاري كتاب الفتن . وانظر تبريرات فقهاء السنة لهذا الحدث الأليم في البداية والنهاية لابن كثير وغيره من كتب التأريخ . . ( * )
        - ص 136 -
        إن مثل هذه الجرائم من معاوية وولده إنما تؤكد أن الصراع بينهما وبين آل البيت هو صراع مصيري بين عقيدتين متناقضتين ومتباعدتين ليس بينهما لقاء بأي صورة من الصور .

        مثل هذه الجرائم لا يمكن أن تنسب إلى أناس ينتمون إلى الإسلام . . والذين يصفون هذا الصراع بأنه صراع في دائرة الإسلام ويضفون على معاوية صفة المجتهد ويحاولون تبرئة ولده إنما يرتكبون جريمة كبرى في حق الإسلام والمسلمين من أخطر نتائجها تلميع الإسلام الزائف الذي فرضه معاوية على الأمة . .

        تعليق


        • #5
          يزيد بن معاوية
          هو الخليفة الأموي المجرم الفاسق الذي ارتكب مذبحة كربلاء بأمره. ولد عام 25هـ وكان صاحب طرب وجوارح وكلاب وقرود وفهود ومنادمة(الكامل لابن الأثير 569:2)، ولما مات معاوية بويع بالخلافة ، وكان معاوية قبل موته قد اخذ له البيعة كولي للعهد. كان يزيد يضمر الإلحاد ولا يعتقد بالمعاد، وفي أيامه ظهر الغناء بمكّة والمدينة واستعملت الملاهي، وأظهر الناس شرب الشراب(مروج الذهب للمسعودي 67:3).

          و عندما دعا الوليد ومروان الإمام الحسين عليه السلام لمبايعة يزيد، صرّح لهم لفسقه وفجوره قائلاً: يزيد رجل فاسق شارب الخمر قاتل النفس المحترمة معلن الفسق ومثلي لا يبايع مثله"(بحار النوار 325:44).

          ورأى الحسين في يزيد له سابقة؛ فحينما أثنى عليه معاوية في اجتماع كان فيه الحسين عليه السلام قال عليه السلام وأحصى مفاسد يزيد وقبائحه وسوء فعاله، واستنكر على معاوية أخذ البيعة له(الغدير 248:10).

          كان يزيد كما هو شأن أبيه يسرف ويبذر أموال المسلمين، ويقتل المؤمنين، ويشيع الفساد. كتب إلى واليه لعي المدينة أن يأخذ البيعة من الحسين بالإكراه وإن لم يفعل يضرب عنقه. وولى عبيد الله بن زياد ولاية الكوفة ليقضي على أنصار الحسين الذين بايعوا رسوله مسلم بن عقيل، وأصدر أمره بقتل الحسين.

          قال عنه ابن الجوزي: "ما رأيكم في رجل حكم ثلاث سنين؛ قتل في الأولى الحسين بن علي، وفي الثانية أرعب المدينة وأباحها لجيشه، وفي السنة الثالثة ضرب بيت الله بالمنجنيق"(تذكرة الخواص لسبط ابن الجوزي: 164)، وهي إشارة إلى واقعة كربلاء، وواقعة الحرّة التي ثار فيها أهل المدينة ضد واليها وأخرجوه منها وسائر بني أمية، وذلك من بعد أن انكشف لديهم فسق يزيد وكثرة جرائمه. فبعث إليهم يزيد مسلم بن عقبة على رأس جيش فقتل أهلها واستباحها.

          وفي عام 64هـ أرسل نفس ذلك الجيش لقمع ثورة عبدالله بن الزبير بمكة، فهجم عليها وضرب الكعبة بالمنجنيق وأحرق البيت الحرام وهدمه وقتل خلقاً كثيراً من أهلها(مروج الذهب 69:3-72).

          تعليق


          • #6


            تحتفظ القوانين والسنن الإلهية بثبوتها وعدم تغيرها واْن امتد بها الزمن. ومن هذا القوانين قانون العدل. فالظالم والمظلوم تحت ظل هذا القانون الإلهي. فللمظلوم حق لا يضيع ودعوةً مستجابة والظالم له سيف العدل يرغم أنفه ويقتص منه ولو بعد حين، ولقد سجل التاريخ أسماءً عديدة من الصنفين، ولم يسجل قضيةً هي وضوحاً أشد من واقعة كربلاء وما حدث فيها من ظلم لم يكن له مثيل في التاريخ.فمن أكثر ظلماً من
            قتلة الحسين بن علي (عليهما السلام)؟ الذين قتلوه هذا القتلة البشعة ومثّلوا بجسده الشريف، وسلبوا ونهبوا رحله، ونكّلوا بعياله، لقد حرموه من الماء فقتل عطشاناً، ورموه بالحجارة والنبال والرماح، وعلته السيوف وفُلِق جبينه بالحجر ورمي قلبه الشريف بسهم مثلث وسحقت الخيل صدره وظهره ثم احتز رأسه الشريف وحمل على رمح طويل. وقبل هذا كله قطعوا قلبه حينما قتلوا طفله الرضيع بين يديه وقتلوا جميع اخوته وصحبته. فهل يرى الناضر أبشع من هذه الصورة؟
            فقتلة الإمام الحسين (عليه السلام) لم يمهلهم الله تعالى بعد الإمام الحسين (عليه السلام) قطّعوا إلا برهةً من الزمن حتى اقتص منهم على أيدي المختار الثقفي وإبراهيم بن مالك الأشتر (رحمهما الله) حيث تتبعا بما عندهم من الرجال، جميع قتلة الحسين (عليه السلام) فرداً فرداً، وقتلوهم بما فعلوا كلّ في قبال فعله هذا في الدنيا. أما في القبر والقيامة والآخرة فسوء حالهم وشدة عذابهم ما يعلمه الله تعالى.
            وللعبرة والعظمة لأولي العقول المتدبرة. وتشجيعاً وإسعاداً للقلوب المحبة لأهل البيت وتثبتاً لهم على نهج الطاعة لله ورسوله جمع المجدد الثاني الإمام الشيرازي (رضوان الله تعالى عليه) بعض العقوبات الدنيوية لقتلة الإمام الحسين (عليه السلام) في كراسه الموسوم بـ(قتلة الإمام الحسين (عليه السلام) والجزاء الدنيوي) حسب ما سجله التاريخ عنهم، عند قيام ثورة التوابين وأخذ رفع راية يا لثارات الحسين (عليه السلام).


            أبحر بن كعب

            لما قتل سيد الشهداء (عليه السلام)، عمد أبحر بن كعب إلى الإمام (عليه السلام)، فكانت يداه بعد ذلك تتيبسان في الصيف كأنهما عودان، وتترطبان في الشتاء فتنضحان دماً وقيحاً.

            وفي رواية أخرى: كانت يداه تقطران في الشتاء دماً.

            وبعد ما خرج إبراهيم بن الأشتر مع جيشه على قتلة سيد الشهداء (عليه السلام) للانتقام وأخذ الثأر، أسر منهم جماعة، وكان فيهم: أبحر بن كعب، فلما قدموا إليه أبحر بن كعب، قال إبراهيم (رحمه الله): يا ويلك ما فعلت يوم الطف؟

            قال: أخذت قناع زينب (عليها السلام) من رأسها وقرطيها من أذنيها، فجذبت حتى خرمت أذنيها!.

            فقال له إبراهيم ـ وهو يبكي ـ : يا ويلك ما قالت لك؟

            قال: قالت: قطع الله يديك ورجليك وأحرقك الله تعالى بنار الدنيا قبل نار الآخرة.

            فقال إبراهيم له: يا ويلك ما خجلت من الله تعالى؟! ولاراقبت من جدها رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟! ولا أدركتك الرأفة عليها؟

            ثم قال له: اطلع يديك فأطلع يديه، وإذا هما مقطوعتان، ثم قطع إبراهيم رجليه، ثم أحرق بالنار في ثورة المختار.

            بشير بن مالك

            جاء بشير بن مالك برأس الحسين (عليه السلام) إلى الكوفة، فلما وضع الرأس الشريف بين يدي عبيد الله بن زياد (لعنه الله) قال:

            املأ ركابي فضة وذهبا ***أنا قتلت الملك المحجبا

            ومن يصلي القبلتين في الصبى***وخيرهم أن يذكرون النسبا

            قتلـت خير النـاس أماً وأبا

            فغضب عبيد الله من قوله، ثم قال له: إذا علمت أنه كذلك، فلم قتلته؟! والله لا نلت مني خيراً ولألحقنك به..

            ثم قدمه وضرب عنقه.

            وفي رواية أن سنان بن أنس الأيادي جاء بالرأس، إلى آخر القصة.

            تميم بن حصين

            برز من عسكر عمر بن سعد في يوم عاشوراء رجل يقال له: تميم بن حصين الفزاري..

            فنادى: يا حسين، ويا أصحاب الحسين! أما ترون إلى ماء الفرات يلوح كأنه بطون الحيّات؟! والله لا ذقتم منه قطرة حتى تذوقوا الموت عطشاً.

            فقال الحسين (عليه السلام): من الرجل؟

            فقيل: تميم بن حصين.

            فقال الحسين (عليه السلام): هذا وأبوه من أهل النار، اللهم اقتل هذا عطشاً في هذا اليوم.

            فخنقه العطش حتى سقط عن فرسه فوطأته الخيل بسنابكها، فمات عطشاناً.

            حارث قاتل أولاد مسلم

            ولما قتل حارث ولدي مسلم بن عقيل (عليه السلام) دعا عبيد الله بن زياد بغلام له اسود يقال له: نادر..

            فقال له: يا نادر دونك هذا الشيخ شد كتفيه، فانطلق به إلى الموضع الذي قتل الغلامين فيه، فاضرب عنقه وسلبه لك.

            فانطلق الغلام به إلى الموضع الذي ضرب أعناقهما فيه.. فضرب عنقه ورمى بجيفته إلى الماء، فلم يقبله الماء ورمى به إلى الشط.

            وأمر عبيد الله بن زياد أن يحرق بالنار.

            ففعل به ذلك وصار إلى عذاب الله.

            ثم إن ذلك الرجل أتى برأس ذلك اللعين فنصبه على قناة في الكوفة وجعل الصبيان يرجمونه بالحجارة.

            حصين بن تميم

            ورد انه لما اشتد عطش الإمام الحسين (عليه السلام) حاول (عليه السلام) أن يصل إلى الفرات ليشرب من مائه، فمنعوه عنه، حيث تمكن (عليه السلام) من دخول المشرعة فاغترف غرفة قربه من فمه المبارك، فرماه رجل يقال له: حصين بن تميم بسهم في حنكه فأثبته، فانتزعه الإمام الحسين(عليه السلام) من حنكه، ففار الدم.. فتلقاه (عليه السلام) بيديه، ثم رفعهما إلى السماء وهما مملوءتان دماً، ثم رمى (عليه السلام) به إلى السماء وقال(عليه السلام): اللهم أحصهم عدداً واقتلهم بدداً، ولا تذر على الأرض منهم أحداً.

            قال الراوي: فوالله إن مكث الرجل الرامي له إلا يسيراً حتى صب الله عليه الظمأ، فجعل يسقى تارة الماء مبرداً وتارة يبرد له اللبن والماء جميعاً ويسقى، فلا يروى بل يقول: ويلكم اسقوني قتلني الظمأ.

            قال: فوالله ما لبث إلا يسيراً حتى انقد بطنه انقداد بطن البعير ومات.

            سنان بن أنس

            في يوم عاشوراء نزل سنان بن أنس (عليه اللعنة) إلى الإمام الحسين (عليه السلام) فضربه بالسيف في حلقه الشريف وهو يقول: والله إني لأحتز رأسك واعلم انك ابن رسول الله (صلى الله عليه وآله) وخير الناس أباً وأماً، ثم احتز رأسه الشريف.

            وقد هرب سنان إلى البصرة، فهدم المختار داره، وأرسل إليه من أخذه وجاء به، فأخذه المختار فقتله.

            وروي أنه قبل ذاك قد اعتقل لسانه وذهب عقله، فكان يحدث ويأكل عذرته.

            شمر بن ذي الجوشن الضبابي

            دخل شمر على يزيد يطلب منه الجائزة وهو يقول:

            املأ ركابي فضة أو ذهبا***قتلت خير الخلق أماً وأباً

            فنظر إليه يزيد شزراً وقال: املأ ركابك حطباً وناراً، ويلك إذا علمت أنه خير الخلق أماً وأباً فلم قتلته وجئتني برأسه؟!، اخرج من بين يدي لا جائزة لك عندي.

            فخرج شمر على وجهه هارباً قائلاً: خسرت الدنيا والآخرة، ذلك هو الخسران المبين.

            وقد وجد شمر بن ذي الجوشن في ثقل الحسين (عليه السلام) ذهباً، فدفع بعضه إلى ابنته ودفعته إلى صايغ يصوغ لها منه حلياً، فلما أدخله النار صار هباءً فأخبرت شمراً بذلك.

            فدعا بالصائغ، فدفع إليه باقي الذهب وقال: أدخله النار بحضرتي.

            ففعل الصائغ، فعاد الذهب هباءً.

            ولما قام المختار طلب الشمر، فخرج من الكوفة وسار إلى الكتانية قرية من قرى خوزستان..

            ففجأه جمع من رجال المختار، فبرز لهم الشمر قبل أن يتمكن من لبس ثيابه فطاعنهم قليلاً وتمكن منه أبو عمرة فقتله.

            وألقيت جثته للكلاب فأكلوها.

            ثم أمر برأس الشمر فنصب في رحبة الحدائين إزاء المسجد الجامع، فمثل به الصبيان برمي الحجارة والقذارة عليه.

            عبد الله بن الحصين

            لما ورد كتاب ابن زياد (عليه اللعنة) إلى عمر بن سعد (لعنه الله) أن حل بين الحسين وأصحابه وبين الماء فلا يذوقوا منه قطرة.. بعث عمر بن سعد في الوقت عمرو بن الحجاج في خمسمائة فارس فنزلوا على الشريعة وحالوا بين الحسين (عليه السلام) وأصحابه وبين الماء حتى لا يستقوا منه قطرة، وذلك قبل قتل الحسين (عليه السلام) بثلاثة أيام، ونادى عبد الله بن الحصين الأزدي بأعلى صوته: يا حسين ألا ترون إلى الماء كأنه كبد السماء والله لا تذوقون منه قطرة حتى تموتوا عطشاً.

            فقال الحسين (عليه السلام): اللهم اقتله عطشاً ولا تغفر له أبداً.

            قال حميد بن مسلم: فوالله لعدته بعد ذلك في مرضه فوالله الذي لا إله غيره لقد رأيته يشرب الماء حتى يبغر ثم يقيئه ويصيح: العطش العطش، ثم يعود فيشرب الماء حتى يبغر، ثم يقيئه ويتلظى عطشاً، فما زال ذلك دأبه حتى لفظ نفسه.

            عبيد الله بن زياد

            عن عبد الملك بن كردوس، عن حاجب عبيد الله بن زياد قال: دخلت القصر خلف عبيد الله بن زياد حين قتل الحسين (عليه السلام) فاضطرم في وجهه نار.

            فقال: هكذا بكمه على وجهه.

            فقال: هل رأيت؟

            قلت: نعم.

            فأمرني أن أكتم ذلك.

            قال راوٍ آخر: رأيت ناراً قد خرجت من القصر، فولى عبيد الله بن زياد هارباً من مجلسه إلى بعض البيوت، وارتفعت النار وتكلم الرأس بصوت فصيح ولسان طلق حتى سمعه عبيد الله بن زياد وجميع من في القصر، وهو يقول: إلى أين تهرب إن عجزت عنك النار في الدنيا فما تعجز عنك في الآخرة هي مثواك يوم القيامة.

            قال: فوقع كل من كان حاضراً على ركبهم من تلك النار وكلام الرأس. فلطموا على رؤوسهم لأجل ذلك.

            فلما ارتفعت وسكت الرأس رجع عبيد الله بن زياد وجلس في مجلسه.

            قال الراوي: في حرب ابراهيم ابن مالك الأشتر للانتقام من قتلة الإمام الحسين (عليه السلام) أقبل رجل في كبكبة كأنه بغل أقمر يفري الناس، لا يدنو منه أحد إلا صرعه.

            فدنا مني، فضربت يده فأنبتها وسقط على شاطئ النهر، فشرقت يداه وغربت رجلاه فقتلته، وكان قد تعطر، وأظنه ابن زياد، فطلبوه فجاء رجل فنزع خفيه وتأمله فإذا هو ابن زياد على ما وصفه ابراهيم ابن الأشتر، فاحتز رأسه واستوقدوا عامة الليل بجسده.

            قال أبو عمر البزاز: كنت مع إبراهيم بن الأشتر لما لقي عبيد الله بن زياد بالجازر، فعددنا القتلى بالقصب لكثرتهم قيل: كانوا سبعين ألفاً، قال: وصلب ابن زياد قبل إحراقه منكساً، ثم أمر إبراهيم برأس عبيد الله بن زياد ورأس الحصين بن نمير ورأس شرحبيل بن ذي الكلاع ورأس ربيعة بن مخارق الغنوي ورؤوس أشباههم من رؤساء أهل الشام، فقورت ونقضت وكتبت الرقاع بأسماء أصحابها وبعث بها إلى المختار.

            فلبس المختار نعله ووطأ به وجه ابن زياد، ثم رمى النعل إلى مولى له فقال: خذ هذا النعل واغسلها.

            ولما صار رأس ابن زياد بين يدي المختار نظر إليه وبصق في وجهه.

            قال عامر الكناني: وضعت الرؤوس عند السدة بالكوفة عليها ثوب أبيض فكشفنا عنها الثوب واذا حية تتغلغل في رأس عبيد الله ابن زياد.

            ونصبت الرؤوس في الرحبة فكان الناس يرمونها بالحجارة ويبصقون عليها.

            روى الترمذي: ان رأس ابن زياد لما قتل وضع موضع رأس الحسين (عليه السلام) وإذا حية عظيمة قد جاءت، فتفرق الناس عنها فتخللت الرؤوس حتى جاءت إلى رأس ابن زياد، فجعلت تدخل في فمه وتخرج من منخريه وتدخل من منخريه وتخرج من فمه فعلت ذلك مرتين أو ثلاث.

            وبعث المختار برأس عبيد الله بن زياد إلى علي بن الحسين (عليه السلام) فادخل عليه وهو (عليه السلام) يتغذى، فسجد (عليه السلام) شكراً لله تعالى وقال: الحمد لله الذي أدرك لي ثاري من عدوي، وجزى الله المختار خيراً، فقد أدخلت على عبيد الله بن زياد وهو يتغذى ورأس أبي(عليه السلام) بين يديه، فقلت: اللهم لا تمتني حتى تريني رأس ابن زياد.

            قال الراوي: فسقطت منه حية من تحت لسانه فأخذت بأنفه فحركتها الريح أيضاً فخرجت حية أخذت بأنفه، هكذا مراراً عديدة، والناس ينظرون إليه ويلعنونه ويتعجبون من ذلك.

            ثم بعث الرأس إلى ابن الزبير فأمر ابن الزبير أن يلقوه في بعض شعاب مكة.

            وفي رواية: أن المختار بعث برأس عبيد الله بن زياد ورأس عمر بن سعد مع رسول من قبله إلى زين العابدين (عليه السلام).. فلما رأى زين العابدين (عليه السلام) الرأسين.. خرّ ساجداً وقال: الحمد لله الذي أجاب دعوتي وبلغني ثاري من قتلة أبي (عليه السلام). ودعا (عليه السلام) للمختار وجزاه خيراً.

            قال الإمام الصادق (عليه السلام): ما اختضبت منا امرأة ولا أدهنت

            ولا اكتحلت ولا رجلت حتى أتانا رأس عبيد الله بن زياد.

            عمر بن سعد

            جاء برير بن خضير الهمداني الزاهد العابد إلى الإمام الحسين(عليه السلام) وقال: يا بن رسول الله أتأذن لي أن أدخل إلى خيمة هذا الفاسق عمر بن سعد فأعظه، فلعله يرجع عن غيه.. وكان بينهما معرفة قبل ذلك.

            فقال الحسين (عليه السلام): افعل ما أحببت.

            فأقبل برير حتى دخل على عمر بن سعد، فجلس معه ولم يسلم عليه.

            فغضب ابن سعد وقال له: يا أخا همدان ما الذي منعك من السلام عليّ؟! ألست مسلماً أعرف الله ورسوله؟!

            فقال له برير: لو كنت مسلماً تعرف الله ورسوله ما خرجت إلى عترة نبيك محمد (صلى الله عليه وآله) تريد قتلهم وسبيهم، وبعد فهذا ماء الفرات يلوح بصفائه يتلألأ تشربه الكلاب والخنازير وهذا الحسين ابن فاطمة الزهراء (عليها السلام) ونساءه وعياله وأطفاله يموتون عطشاً؟! قد حلت بينهم وبين ماء الفرات أن يشربوا منه؟! وتزعم انك تعرف الله ورسوله؟!

            قال: فاطرق ابن سعد رأسه إلى الأرض ساعة، ثم قال: والله يا برير إني لأعلم علماً يقيناً أن كل من قاتلهم وغصب حقهم مخلد في النار لا محالة، ولكن يا برير أتشير عليّ أن أترك ولاية الريّ فتصير لغيري؟! والله ما أجد نفسي تجيبني إلى ذلك أبداً.

            قال الراوي: فرجع برير إلى الحسين (عليه السلام) وقال له: إن عمر ابن سعد قد رضي بقتلك بولاية الري.

            فقال الحسين (عليه السلام): لا يأكل من برها إلا قليلاً، ويذبح على فراشه.

            وعن عبد الله قال: لما عبأ عمر بن سعد أصحابه لمحاربة الحسين بن علي (عليه السلام) ورتّبهم مراتبهم.. قال الحسين (عليه السلام): أين عمر بن سعد؟! ادعو لي عمر.

            فدعي له..

            فقال (عليه السلام): يا عمر أنت تقتلني؟!

            تزعم أن يوليك الدعي بن الدعي بلاد الري وجرجان؟!

            والله لا تتهنأ بذلك أبداً عهداً معهوداً، فاصنع ما أنت صانع، فإنك لا تفرح بعدي بدنيا ولا آخرة، ولكأني برأسك على قصبة قد نصب بالكوفة، يتراماه الصبيان ويتخذونه غرضاً بينهم.

            وبعد أن قتل الحسين (عليه السلام) جاء عمر بن سعد ودخل على عبيد الله بن زياد.. يريد منه أن يمكّنه من ملك الريّ.

            فقال له ابن زياد: آتني بكتابي الذي كتبته لك في معنى قتل الحسين وملك الري؟!

            فقال له عمر بن سعد: والله انه قد ضاع مني ولا أعلم أين هو؟!

            فقال له ابن زياد: لابد أن تجيئني به في هذا اليوم وان لم تأتني به فليس لك عندي جائزة أبداً.

            فقال عمر بن سعد: فوالله يا بن زياد ما رجع أحد من قتلة الحسين بشر مما رجعت به أنا.

            فقال له: كيف ذلك؟

            فقال: لأني عصيت الله وأطعتك، وخذلت الحسين بن رسول الله ونصرت أعداء الله، وبعد ذلك إني قطعت رحمي ووصلت خصمي وخالفت ربي فما عظم ذنبي ويا طول كربي في الدنيا والآخرة.

            ثم نهض من المجلس مغضباً مغموماً، وهو يقول: وذلك هو الخسران المبين.

            مالك بن نسر الكندي

            لما ضعف الإمام الحسين (عليه السلام) يوم عاشوراء عن القتال، جاءه رجل من كندة يقال له: مالك بن نسر، فضربه بالسيف على رأسه الشريف، وكان عليه (عليه السلام) برنس، فقطع البرنس وامتلأ دماً.

            فقال له الحسين (عليه السلام): لا أكلت بيمينك ولا شربت بها، وحشرك الله مع الظالمين.

            ثم ألقى (عليه السلام) البرنس ولبس قلنسوة واعتم عليها، وقد أعيى(عليه السلام) وتلبد.

            وجاء الكندي فأخذ البرنس وكان من خز، فلما قدم به بعد ذلك على امرأته أم عبد الله لتغسله من الدم. قالت له امرأته: أتسلب ابن بنت رسول الله برنسه وتدخل بيتي؟ أخرج عني حشا الله قبرك ناراً.

            ثم إنه يبست يداه وكانتا في الشتاء تنضحان دماً وفي الصيف تصيران يابستين كأنهما عودان..

            وفي رواية: فأقبل الكندي بالبرنس إلى منزله، فقال لزوجته: هذا برنس الحسين (عليه السلام) فاغسليه من الدم.

            فبكت وقالت: ويلك قتلت الحسين (عليه السلام) وسلبت برنسه؟! والله لا صحبتك أبداً..

            فوثب إليها ليلطمها، فانحرفت عن اللطمة فأصابت يده الباب التي في الدار، فدخل المسمار في يده، ثم صارت على الوصف الذي ذكرناه.

            يزيد بن معاوية

            قال عبد الرحمن: فوالله لقد عوجل الملعون يزيد ولم يتمتع بعد قتله الإمام الحسين (عليه السلام) بما طلب، وقد أخذ على أسف، وما بقي أحد ممن تابعه على قتل الحسين (عليه السلام) أو كان في محاربته إلا أصابه جنون أو جذام أو برص.

            قال أبو مخنف: وأما ما كان من أمر يزيد بن معاوية، فإنه ركب في بعض الأيام في خاصته في عشرة آلاف فارس يريد الصيد والقنص، فسار حتى بعد من دمشق مسير يومين، فلاحت له ظبية، فانطلق بجواده في طلبها، وجعل يطردها من واد إلى واد حتى انتهت به إلى واد مهول مخوف، فأسرع في طلبها، فلما توسط الوادي لم ير لها خبراً ولم يعرف لها أثراً.. وكضّه العطش فلم يجد هنا شيئاً من الماء..

            وإذا هو برجل ومعه صحن ماء، فقال: يا هذا أسقني قليلاً من الماء.

            فلما سقاه، قال: لو عرفت من أنا لازددت في كرامتي.

            فقال له: ومن تكون؟

            قال: أنا خليفة المسلمين يزيد بن معاوية.

            فقال الرجل: أنت والله قاتل الحسين بن علي بن أبي طالب(عليه السلام)، يا عدو الله..

            ثم نهض ليلزمه، فنفر الفرس من تحته فرمى به على مستتر فعلقت رجله بالركاب، فجعل الفرس كلما رآه خلفه نفر، فلم يزل كذلك إلى أن مزقه وعجل الله بروحه إلى النار، وقد صار وجهه أسود كمثل القار ولم يعلم له قبر.

            __________________

            تعليق


            • #7
              أخي العزيز ابوتريكة أحيي فيك الإنصاف بارك الله فيك تقبل تحياتي وفقك الله تعالى لما يحب و يرضى

              تعليق


              • #8
                شكرا اخى الكريم على ردك الكريم وبارك الله فيك

                تعليق

                المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                حفظ-تلقائي
                x

                رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                صورة التسجيل تحديث الصورة

                اقرأ في منتديات يا حسين

                تقليص

                لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

                يعمل...
                X