انقلاب سياسي خطير في الحكم السعودي ودعوة الى قتل الشيعة وهدممساجدهم بحضور امراء من الاسرة الحاكمة
نهرين نت
هذه الرعاية الخاصة من احد كبار اسرة الحكم السعودي وهو الاميرسلمان للاحتفال، جاءت بثابة دليل على حدوث انقلاب سياسي خطير في النهج السياسي الذياعلنه الملك عبد الله بعد استلامه الحكم اثر وفاة الملك فهد ، يث دعا الى مزيد منالحوارات والانفتاح على الاخر ، ونبذ سياسة المذهب الشمولي الواحد الذي يلغيالاخرين .
هذا المؤتمر الذي عقد يوم امس الاول سجل لاول مرة اعلانا صريحاوواضحا عن عودة سيطرة التيار الوهابي التكفيري المتشدد على سياسة البلاد فيالسعودية ، وكان يمكن ان يكون مجرد مؤتمر فكري لهذه المجموعة المتطرفة التي قادتالمنطقة الى مزيد من تزايد ظاهرة الارهاب والتطرف ، كما هي عادتهم في خطاباتهم فيمساجد السعودية ، ولكن المراقبين السياسين المختصين بالشان السعودي اعتبروا رعايةالمؤتمر وافتتاحه رسميا من قبل الشخص الثالث في الاسرة الحاكمة ومشاركة امراء منبينهم اعضاء في مجلس الامن القومي السعودي الذي يتراسه الامير بندر بن سلطان ،وحضور ضباط جيش وشرطة ومسؤولي امن فيه ، اعتبروا كل ذلك علامة فارقة في نهج الحكمالسعودي وتحولا خطيرامن نهج الاعتدال والانفتاح في السياسة الداخلية للمك عبد اللهوالتي اعلن عنها منذ تسلمه مقاليد الحكم في اب عام 2005 .
المراقبون السياسيون وجدوا في لهجة الخطاب التصعيدي ضد الشيعة فيهذا المؤتمر ،على لسان ثلاثة من اهم مشايخ التطرف الوهابي وهم عبد الله بن جبرينوصالح الفوزان وناصر العمر ، وامام مسؤولي الدولة وبحضور ضباط الجيش والشرطةوالمخابرات واعضاء في التنظيمات الشبابية الوهابية السلفية ، بمثابة تحول خطير فيالسياسة الداخلية السعودية ، دعوة رسمية الى بدء نهج جديد من التشدد والاضطهاد ضدالشيعة والاسماعيلية على غرار حقبة الستينات والسبعينات من القرن الماضي . ولعلتعمد الامير سلمان بن عبد العزيز التاكيد في خطابه على ان النهج الوحيد للحكمالسعودي هو " المنهج
السلفي والذي وحده فقط يمثل الإسلام الصحيح" فيه مايؤشر الى ان مؤتمر الرياض هذا كان بمثابة اعلان للبيان رقم واحد لهذا الانقلاب العلني في سياسة الحكم السعودي تجاه شريحة كبيرة من المواطنين السعوديين من الشيعة الاسماعيليين يمثلون اكثر من عشرين بالمائة من سكان السعودية والذين يتواجدون في المنطقة الشرقية وفي منطقة نجران .
ومن اهم الفقرات في خطابات مشايخ وقادة الخط الوهابي التكفيري فيهذا المؤتمر نورد التالي :
قال الشيخ ناصر العمر المشرف العام على الموقع الوهابي المتطرفالمعروف باسم "المسلم "والأستاذ السابق بجامعة الإمام محمد بن سعود: "انالأعمال الخيرة من نشر الدين واستمرار العمل الدعوي والحفاظ على مكاسب الوطن الكبيرلن تستمر إذا ما استمر تواجد الرافضة – يعني تواجدهم في السعودية ، وهذه دعوةللتهجير او الابادة - الذي تعاونوا مع الصليبيين في العراق ضد أخوتنا أهل السنةوالجماعة"
واضاف :
"
ظهر الرافضة علىحقيقتهم، فما أنتمكنوا، واطمأنوا إلى تمكن أمريكا، فإذا هميعيثون في الأرض فساداً .. وإذا هم يبدءون في قتل إخواننا أهل السنة، وهذاما كان يخشاه إخواننا منقبل الحرب."
وافتخر الشيخ الوهابي المتطرف الدكتور العمر ، بأن المذكرة التيقدّمها لهيئة كبار العلماء بتاريخ 10 ذو القعدة 1413 هـ، أصبحت دليلاً ومرجعاً لكلالمسؤولين في "بلاد التوحيد" يعني السعودية ، يذكر ان تلك المذكرة تضمنت توصياتبالغة الخطورة وتدعو الىمنع الشيعة من الحج وهدم مساجدهم وردعهم عن المجاهرةبأذانهم وصلاتهم وهدم حسينياتهم، ومنعهم من الكتابة في الصحف والمجلات وفرض الإقامةالجبرية على شيوخهم ودعاتهم وإغلاق المحكمة "الرافضية " بالقطيف وسحب الكتب الدينيةومنعهم من التأليف والنشر ومنعهم من تولي المناصب العليا في الدولة خاصة في مجالالأمن والصحة والإعلام ومنعهم من التدريس بجميع المراحل.
اما الشيخ الوهابي المتطرف الاخر فهو الشيخ صالح الفوزان فقد اعلنصراحة بكفر الشيعة الذين اسماهم بالروافض ، - طبعا كل هذا يجري امام مراى ومسمعاعضاء الاسرة الحاكمة وكبار مسؤولي الامن والمخابرات والجيش – فبعدما دعا الىالتمسك بكتاب الله وسنتهوحث عن الابتعاد عماّ نهى عنه، خاصة المنافقينوالمشركين والكفار من الروافض والمتبدعة والذين يُغالون في أهل بيت الرسول ويصلونعلى قبورهم ويذبحون النذور لهم، فهم من أخطر الناس على الوطن ووحدته.
وأضاف الفوزارن : " أن على حكومتنا الرشيدة أن تدعو هؤلاءللإسلام الصحيح فهم ينتشرون في منطقة القطيف والمدينة المنورة ونجران، وإذا لميسلموا فعليها إجبارهم على ذلك".واستقبلت كلمته بهتافات الاستحسان من الحضوروخاصة الجماعات الوهابية الكفيرية الشبابية المشاركة في المؤتمر ،وحثوا من اسموهمباولياء الامور على الاستجابة الى دعوته والعمل على " تنظيف ديار التوحيد منهم ومنشرورهم " .!!
واضاف الفوزان الذي كان يتكلم بعقلية ابن لادن والظواهري في التكفيرقائلا :
" ان الصوفية والشيعة والاسماعيلية بلوى ابتلى بها الكثير منالمسلمين، فعلينا أن نحافظ على وحدة هذا الوطن بأن نظهر العداء لهم وإهانتهموإذلالهم وتحقيرهم وأن نمنعهم من الصلاة في مساجد المسلمين ونظهر البغضاء والكراهيةوالتحقير في وجوههم ونعاملهم بالشدة حفاظاً على هذا الوطن الغالي علينا جميعا."
اما الشيخ المعروف بتطرفه هو الاخر وهو عبد الله بن جبرين ، فقدطالب بأن يستمر النهج الذي خطّه الملك عبد العزيز مؤسس الحكم السعودي قائلا :
"يجب منع الرافضة الكفار من دخول السلك الدبلوماسي والعسكري وعدمتوليتهم المناصب العليا في الدولة وأن نستمر في التضييق على أولادهم في الجامعاتوالوظائف ونعتبر ذلك تقرّباً إلى الله تعالى."
وخلال كلمته توجه بخطابه الى امير المنطقة الشرقية محمد بن فهد حيثكان يجلس الى جواره قائلا :
" انني طالب أمير المنطقة الشرقية يمنع الرافضة من إظهار شركهم وأنيلتزموا بشعائر الإسلام وإلاّ فقتالهم واجب إذا ما أمكن ذلك (لا يكلف الله نفساًإلا وسعها).
وعندما انتهى بن جبرين من دعوته الى قتل الشيعة في السعودية بشكلخاص ، انطلقت صيحات التكبير والتهليل من المئات من المتطرفين من اعوان هؤلاء الشيوختدعو الى قتل الشيعة وابادتهم !! والذي زاد الامر خطورة ان امير المنطقة الشرقيةاستقبل دعوات قتل الشيعة بابتسامة وشد على يد الشيخ بن جبرين ليقول له "كفّيت ووفيتيا شيخ".!!
ومن هنا يجد المهتمين بالشان السعودي في مؤتمر الرياض هذا ، تحولاكبيرا في السياسة السعودية الداخلية ، وبمثابة دليل على انتصار التيار الوهابيالمتطرف وعودة الحكم السعودي الى تقريبهم والاستجابة الى ضغوطهم ، وهذا يشير الىقرب حدوث منعطف خطير ستشهده السعودية في الشهور المقبلة ، في مصادرة الحريات واطلاقيد رجال الدين في التعبئة الفكرية الشعبية في المدن السعودية ضد الشيعةوالاسماعيلية . وربما سيبرز هذا التحول عودة ظهور حركات المعارضة العلنية للشيعة ضدالحكم السعودي كرد فعل طبيعي لاجراءات التعسف وشعارات التكفير التي ستعزز في الفترةالمقبلة اثر مؤتمر الرياض وتوصياته التي اطلقها اخطر ثلاثة من علماء التطرف الوهابيالسعودي وبرعاية وحضور امراء من الاسرة الحاكمة ومشاركة العشرات من كبار المسؤولينالامنيين ورجال الشرط والجيش.
والجدير ذكره ان فتاوى التكفير والتحريض على هدم الرماقد المقدسةالتي اصدرها هؤلاء المشايخ تسببت في هدم المرقدين المطهرين في سامراء للامامين عليالهادي والحسن العسكري عليهما السلام وهدم المئات من المساجد والحسينية وقبورالاولياء الصالحين من ذرية الرسول الاكرم صلى الله عليه واله في العراق ، كما تسببتفتاواهم في التحريض على قتل الشيعة ، في دفع المئات من الشباب الوهابي من السعوديةوشمال افريقيا ، لدخول العراق وتنفيذ عمليات انتحارية ادت الى استشهاد الالاف منالمواطنين الامنين .
المصدر : نهرين نت
تعليق