الواقفة وهم الذين ساقوا الامامة إلى جعفر بن محمد، ثم زعموا ان الإمام بعد جعفر كان ابنه موسى بن جعفر - عليهما السلام -، وزعموا ان موسى بن جعفر حي لم يمت، وانه المهدي المنتظر، وقالوا انه دخل دار الرشيد ولم يخرج منها وقد علمنا امامته وشككنا في موته فلا نحكم في موته إلاّ بتعيين، هذا مع ان مشهد موسى بن جعفر معروف في بغداد (1).
وقال الشهرستاني: «كان موسى بن جعفر هو الذي تولى أمر الصادق وقام به بعد موت ابيه ورجع اليه الشيعة واجتمعت عليه مثل المفضل بن عمر وزرارة بن اعين وعمار الساباطي، ثم ان موسى لما خرج واظهر الإمامة حمله هارون الرشيد من المدينة، فحبسه عند عيسى بن جعفر، ثم اشخصه إلى بغداد عند السندي بن شاهك، وقيل ان يحيى بن خالد بن برمك سمه في رطب فقتله، ثم اخرج ودفن في مقابر قريش واختلفت الشيعة بعده ـ إلى ان قال: ومنهم من توقف عليه وقال: انه لم يمت وسيخرج بعد الغيبة ويقال لهم الواقفية» (2).
وقال النوبختي: «ان وجوه اصحاب ابي عبدالله ثبتوا على امامة موسى بن جعفر، حتى رجع إلى مقالتهم عامة من كان قال بامامة عبدالله بن جعفر فاجتمعوا جميعاً على امامة موسى بن جعفر، ثم ان جماعة المؤمنين بموسى بن جعفر بعد ما مات موسى في حبس الرشيد صاروا خمس فرق، فمن قال مات ورفعه الله اليه وأنه يردّه عند قيامه فسمّوا هؤلاء الواقفية»(3).
غير أن هؤلاء لم يشيروا إلى أنه كيف برزت تلك الفرقة ولكنَّ أبا عمروالكشي صاحب الرجال المعروف قد كشف الستر عن كيفية نشوء هذه الفرقة وقال ما هذا خلاصته: «كان بدء الواقفية انه كان اجتمع ثلاثون الف رجل عند الاشاعثة لزكاة اموالهم وما كان يجب عليهم فيها، فحملوها إلى وكيلين لموسى بن جعفر - عليهما السلام -بالكوفة، احدهما حنان السراج وآخر كان معه، وكان موسى - عليه السلام -في الحبس، فاتخذا بذلك دوراً وعقاراً واشتريا الغلات، فلما مات موسى - عليه السلام -وانتهى الخبر اليهما، انكرا موته واذاعا في الشيعة انه لا يموت، لانه القائم، فاعتمدت عليهما طائفة من الشيعة وانتشر قولهما في الناس حتى كان عند موتهما اوصيا بدفع المال إلى ورثة موسى- عليه السلام -واستبان للشيعة انهما انما قالا ذلك حرصاً على المال» (1).
واعلم ان اطلاق الوقف ينصرف إلى من وقف على الكاظم - عليه السلام -ولا ينصرف إلى غيرهم إلاّ بالقرينة. نعم ربما يطلق على من وقف على الكاظم من الائمة في زمانه- عليه السلام -، ويستفاد من الروايات المروية في رجال الكشي في ترجمة يحيى بن أبي القاسم اطلاق الوقف في حال حياة الكاظم - عليه السلام -(2).
وبهذا يعلم ان الواقفية صنفان، صنف منهم وقفوا على الكاظم في زمانه واعتقدوا كونه قائم آل محمد - عليهم السلام - وماتوا في زمانه كسماعة، وصنف وقفوا عليه بعد موته ولا يصح تضليل من وقف على الكاظم في زمان حياته لشبهة حصلت له، لانه عرف إمام زمانه.
وها هنا كلمة قيمة للوحيد البهبهاني، يرشدنا إلى علة حصول شبهة الوقف في بعض الشيعة وهو ان الشيعة من فرط حبهم دولة الائمة وشدة تمنيهم اياها وبسبب الشدائد والمحن التي كانت عليهم وعلى ائمتهم، كانوا دائماً
مشتاقين إلى دولة قائم آل محمد- عليهم السلام -، متوقعين لوقوعه عن قريب، ولاجل ذلك قيل ان الشيعة تربي بالاماني، ومن ذلك انهم كانوا كثيراً ما يسألون عن ائمتهم عن قائمهم، فلربما قال واحد منهم فلان ـ يعني الذي يجيء بعد ـ تسلية لخواطرهم، تصوروا ان المراد هو الذي يجيء بعد ذلك الإمام بلا فاصلة وهم من فرط ميل قلوبهم وزيادة حرصهم ربما كانوا لا يتفطنون (1).
اعلم يا اخي ان الايمان بالئمة الاتني عشر يجب أن يكون على نحو المجوع لا الجميع أي يجب أن يكون الايمان بالاثني عشر اماما وكل شخص لا يكون مؤمن اثنا عشري فحكمه كحكم الغير
اعلم يا اخي ان الايمان بالئمة الاتني عشر يجب أن يكون على نحو المجوع لا الجميع أي يجب أن يكون الايمان بالاثني عشر اماما وكل شخص لا يكون مؤمن اثنا عشري فحكمه كحكم الغير
تعليق